عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 11-04-2008, 05:55 PM
 
رد: هل الموتى يسمعون ؟ _ بحث علمي _

أدلة القائلين بسماع الأموات
الدليل الأول
من أشهر الأدلة التي احتج بها مجيزو سماع الأموات حديث قليب بدر وقد رواه البخاري (4/1461) ومسلم (4/2203) (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَنَادَاهُمْ فَقَالَ : يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ ، يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ ، يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، يَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ، فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا . فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَسْمَعُوا ، وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا . ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا فَأُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ ))
وهذا الحديث حمله جماعة من النظار على أنه معجزة للنبي
قال قتادة ( وهو راوي الحديث عن أنس في البخاري )((أحياهم الله حتى أسمعهم قوله صلى الله عليه وسلم توبيخاً وتصغيراً ونقمة وحسرة وندامة))
قلت وهذا التوجيه قوي من وجوه
الأول أن النبي خصص سماعهم بلحظة ندائه لهم ومفهومه أنهم لا يسمعون في غيرها
روى أحمد بسندٍ ظاهره الحسن عن ابن عمر أنه قال(( وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القليب يوم بدر فقال يا فلا يا فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا أما والله إنهم الآن ليسمعون كلامي قال يحيى فقالت عائشة غفر الله لأبي عبد الرحمن أنه وهل إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم حقا وإن الله تعالى يقول إنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور ))
وروى النسائي (4/110) بسند قوي عن ابن عمر
-أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قال انهم ليسمعون الآن ما أقول لهم فذكر ذلك لعائشة فقالت وهل ابن عمر إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم الآن يعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت قوله {إنك لا تسمع الموتى} حتى قرأت الآية.
وهذا الوجه كاف لنقض احتجاج المثبتين للسماع بالحديث
الثاني قول النبي جواباً على قول عمر(( كَيْفَ يَسْمَعُوا وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا )) (( مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ )) فأجاب جواباً خاصاً بالمشركين الذين يناديهم ولم يقل (( بل الموتى يسمعون )) وقال (( لما أقول )) ولم يقال (( لم يقال )) مما يدل أن الأمر خاص به
وبقي أن نتكلم عن تراجع عائشة المزعوم عن نفيها لسماع الأموات وعمدة من يقول بهذا التراجع ما رواه أحمد عَنْ عَائِشَةَ (25372) ، أَنَّهَا قَالَتْ : لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ بِأُولَئِكَ الرَّهْطِ فَأُلْقُوا فِي الطُّوَى ، عُتْبَةُ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابُهُ ، وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : جَزَاكُمْ اللَّهُ شَرًّا مِنْ قَوْمِ نَبِيٍّ ، مَا كَانَ أَسْوَأَ الطَّرْدِ وَأَشَدَّ التَّكْذِيبِ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ تُكَلِّمُ قَوْمًا جَيَّفُوا ؟ فَقَالَ : مَا أَنْتُمْ بِأَفْهَمَ لِقَوْلِي مِنْهُمْ ، أَوْ لَهُمْ أَفْهَمُ لِقَوْلِي مِنْكُمْ ».
قلت وسنده ضعيف فهو من رواية مغيرة بن مقسم عن إبراهيم النخعي وهي ضعيفة كما في تهذيب التهذيب (5/496) وإبراهيم لم يسمع من عائشة كما في تهذيب التهذيب (1/177) وروايته هنا عن عائشة
رد مع اقتباس