عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-03-2009, 11:23 AM
 
حالات نفسية وعلاجها

[FRAME="4 70"]
السلام عليكم
[/FRAME]


999اولا : الرهاب الاجتماعي
الحالة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فيمكن تلخيص الأمور التي تعاني منها –حسب الأعراض التي أشرت إلى وجودها– بأمرين اثنين:

1-عدم الثقة بالنفس.

2- الرهبة والخوف من الاجتماع بالآخرين (الرهاب الاجتماعي).

والظاهر أن منشأ هذين الأمرين في نفسك، هو طبيعة الحياة التي مررت بها في طفولتك، فأنت كنت تخشي من أن تقع تحت تأثير السحر، أو على الأقل حصول ضرر لك بسبب مقصود من الآخرين، فولد هذا الخوف لديك شعوراً بأنك ضعيف تحتاج إلى الحذر من كل شيء، وبأنك لا تستطيع حماية نفسك.

ومن الأمور المترتبة على ذلك هو انعزالك وعدم مشاركتك في المجالس المعتادة مع الناس، نظراً لتأصل هذا المعنى في نفسك، فأدى هذا بصورة تلقائية إلى ميلك للعزلة، وعدم وجود الانطلاق في محادثة الآخرين والاجتماع بهم، وهذه نتيجة طبيعية لانعزالك وتوحدك الذي كان سببه الخوف القديم الذي أشرت إليه.

إذن فقد عرف السبب، وإذا عرف السبب بطل العجب، والحل إن شاء الله تعالى في اتباع هذه الخطوات:

1-الاستعانة بالله والتوكل عليه، ودعائه واللجوء إليه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله).

2- النظر والتأمل في حقائق الأمور، والتمييز بينها وبين الأوهام والوساوس، فمثلاً شعورك بأنك أنت الأدنى، وأن الآخرين هم الأفضل والأعلى، لا بد أن تمعن النظر فيه وتحقق الصواب في حقيقته، فمثلاً خذ مثالاً على ذلك بعض من تعلم أنه أدنى منك، ثم اعقد مقارنة بينك وبينه متبعاً أسلوب (الحصر والكتابة) بحيث تحصر ما لديه من قدرات وصفات وتكتبها، وما لديك أنت، فما هي النتيجة في هذه الحال؟ سترى أنك أفضل منه، مثلاً دينياً وعلمياً وخلقياً، فيثبت بذلك أنه لا التفات إلى هذا الشعور بأنك أدنى منه، ثم خذ رجلاً أنت على قناعة أنه يفوقك في هذه الأمور، وقيد بالكتابة صفاته وصفاتك، فستجد أنه يفوقك ويتميز عنك؟ فما هل الحل والموقف السليم؟

الجواب: أن تكتب سأحسن من حالي وأزيد من اجتهادي في طلب معالي الأمور، فبهذا ينتج لديك أن من هم أدنى منك، هم ليسوا بأفضل منك، ومن كان أفضل منك، فسوف تحاول التحسين من صفاتك وقدراتك لتكون أنت الرجل المثابر المجتهد.

فهذا كمثال للتخلص من هذا الشعور، وليس المراد بأن تجعل همك وقصدك هو عقد المقارنات بينك وبين الناس، فانتبه وتفطن.

3- وأما الخوف من الخطأ وحصول الارتباك لأجل ذلك، فإن الطريق هي تعويد النفس على أمرين:

الأول: الشجاعة وعدم الالتفات إلى التردد، وذلك بأن تقدم على الكلام بطلاقة ودون تحفظ.

والثاني: حصول القناعة أنه لا مانع من الخطأ، وإنما العبرة بعدم الاستمرار فيه، وكل هذه المعاني يعينك عليها مرافقة الإخوة الصالحين أصحاب الدين والمروءة والعقل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله).

فطريق التخلص من الرهاب الاجتماعي، بل وعلاج كل ما تقدم،، هو اعتماد أسلوب المواجهة، وعدم الخوف من اللقاء، فعود نفسك على كثرة المواجهة، وعلى الكلام دون مراعاة لكيفية النطق أو الحركات، بل تكلم واجعل همك في الكلام دون أن تشرد بذهنك إلى مواضع أخرى، هذا مع ملاحظة الإكثار من النشاط الجماعي، كالمشاركة في حلقات جماعية لتلاوة القرآن، وكحضور صلاة الجماعة في المسجد، بل وحتى في النشاط الرياضي، فالحرص على المخالطة والمواجهة في مثل حالتك يعين كثيراً.

وبهذا تعلم أنه لا حاجة لك لحساب المصاريف والأموال لعلاج نفسك، لأن العلاج –إن شاء الله تعالى– قد جعله الله بين يديك، فابذل وسعك واجتهد في تحصيله، ولا تطلب النتائج السريعة، بل اصبر وتمهل وعامل نفسك برفق لتصل إلى ما تريد، وبانتظار رسالتك القادمة، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق والسداد.

الحالة الثانية :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذه الأعراض التي تعاني منها جميعًا مرجعها إلى أنك تعاني من الرهبة الاجتماعية ومن الوساوس أيضًا، فهذا الخوف الذي تجده في نفسك من الخروج من منطقتك ومن السفر، بل وشعورك (بالإحباط) و(فقدان الذات) كل ذلك مرجعه أصلاً إلى شعورك بالرهبة والخوف، ومرجعه أيضًا إلى وسوسة تجدها في نفسك من الخوف من المجهول، وهذان الأمران (الرهبة والوسوسة) جعلاك تبدو رجلاً مهزوز الشخصية لا تحسن الثبات على قرار، بل وأثر ذلك في قوة تركيزك أيضًا، والنتيجة هي (قلة ثقتك بنفسك أو انعدامها تمامًا).

وبهذا (التحليل) يظهر السببان الرئيسان من جميع ما تعاني منه، ويظهر أيضًا أن عنايتك لا بد أن تتوجه إلى علاج هذين الأمرين، لأنهما هما السبب فيما تجده من سائر الأعراض الأخرى.

ومما ينبغي أولاً أن تنتبه له أن علاجك ميسور وليس بالصعب بحمد الله تعالى، ولكن المطلوب هو الالتزام بهذا العلاج الذي يتمثل في أصلين اثنين:

الأول: العلاج السلوكي الظاهري. والثاني: العلاج السلوكي الباطني.

فالعلاج السلوكي الظاهري والباطني كلاهما يحتاج منك خطوة قوية في إصلاح علاقتك بالله، نعم؛ فلا بد من أن تستمد المعونة من ربك، ولا بد أن تستمد الثقة منه جل جلاله، وأهم شيء محافظتك على الصلاة، فهي أول ما تحاسب عليه يوم القيامة، وعلى قدر توجهك إلى الله على قدر حصولك على الشفاء الكامل، فإذا أردت أن (تبني شخصيتك) فابنها من خلال حسن تعاملك مع الله، قال تعالى:{ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

فالمؤمن قوي في عزيمته، عالٍ في همته؛ لأن مصدر القوة هو الذي يمده بالقوة في نفسه وفي قلبه، فتدبر هذا المعنى وأوله عنايتك الكاملة.

والخطوة الثانية: وهي العلاج السلوكي الظاهري، فيكون باتباعك (أسلوب المواجهة) فمثلاً المطلوب منك ألا تستسلم لشعورك بالخوف أو التردد سواء عند خروجك من البلدة، أو عند توجهك للعمل مثلاً، فلا بد أن تعود نفسك أن تكون صاحب عزيمة ماضية لا تردد فيها، ومن هذا المعنى تعويد نفسك على لقاء الناس، والمشاركة الجماعية معهم، ويكفيك من ذلك حضور صلاة الجماعة في الصلوات المفروضة، ومشاركتك مثلاً في حلقة لتجويد القرآن، بل وحتى في الأنشطة الرياضية، ويصلح أن تختار الأنشطة الجماعية منها، وبهذا يتلاشى لديك الشعور بالرهبة، حتى ينعدم بإذن الله تعالى.

وأما العلاج (بالسلوك الباطني) فنعني به توجهاتك النفسية الداخلية كالتفكير والرضا والغضب والقلق والهدوء، ونحو ذلك..، فالمطلوب منك أن تحاول عدم الانفعال الذي لا داعي له، فمثلاً عندما تشعر بالارتباك وضيق التنفس لأجل رهبتك من موقف من المواقف، حاول أن تسترخي وأن تفكر في أنه لا داعي للقلق أصلاً.. فلماذا الرهبة والقلق من لا شيء؟!!

فاعمل على الاسترخاء وعلى ذكر الله تعالى وتسبيحه لكي يكون لك زادًا يطمئنك، قال تعالى:{ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، هذا مع الاعتدال في تناول المواضيع التي تفكر فيها، بحيث أن تتناول الموضوع بحسب درجة أهميته، ولا تقفز من موضوع على آخر حتى تعطيه حاجته المعتدلة وتنتهي منه، ثم تنتقل لموضوع آخر.

ويمكن الاستعانة بطريق كتابة المواضيع خطيًّا والنظر فيها واحدًا واحدًا، مع التزام عدم السرحان والتيقظ لتداخل الأفكار في ذلك.

ونؤكد عليك في هذا المقام حسن اختيار الصحبة الصالحة التي تفيدك في كلا الأمرين اللذين تعاني منها، فالرفقة الصالحة دواء لا عناء فيه، فاحرص عليها.

ونود أن تعيد الكتابة إلينا بعد شهر من الالتزام الكامل بهذه الوصايا، ولو تكرمت بالإشارة إلى رقم الاستشارة في كتابتك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.


وبالله التوفيق.





هذا ما عندي والباقي عليكم