عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-19-2009, 07:44 AM
 
أسلوب حل المشكلات

أسلوب حلالمشكلات

لا تخلو حياة الإنسان من مشكلات عديدة يتعرض لها ويقف عاجزاعن إيجاد الحل المناسب لها ، ولكن بعض المشكلات لايمكن حلها مهما حاول الإنسانومهما أوتي من مهارة حل المشكلات مثل الوفاة والطلاق والعاهات والإعاقات ولكن هذهالأمور الحتمية يمكن التعايش معها وتكييف النفس على تقبلها كقدر محتوم ولكن هناكمشكلات يمكن حلها عن طريق استخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات ويمكن تلخيصخطواتها في سبع خطوات هي كالتالي :
1- الاستعانة بالله أولا ومواجهة المشكلة وعدم التهرب منها 0
2- تحديد المشكلةومدى صعوبتها أو شدتها وتكرارها ودراستها 0
3- التعرف على أسباب المشكلة 0
4- التركيز علىالسبب الحقيقي من بين الأسباب التي يرى الباحث أنه السبب وراء حدوث المشكلة 0
5- التفكير فيالبدائل والحلول الممكنة ، مع التركيز على إزالة السبب الحقيقيللمشكلة0
6- البدء في التنفيذ لإزالة سبب المشكلة 0الممكن إزالته أوالتفكير في توطين المسترشد للتكيف مع السبب الذي لايمكنتغييره
7- متابعة الحلبعد الشروع في الحل بوقت مناسب لمعرفة مدى جدوى هذا الحل أو استبداله بإزالة سببآخر ربما يكون هو السبب الحقيقي 0
توضيح هذه الخطوات :
1-إن مواجهة المشكلة التي يتعرض لهاالإنسان أفضل من الهروب منها ، بعد الاستعانة عليها بالله فهو المعين على جميعالمصائب التي يتعرض لها الفرد في حياته ولدى الإنسان مهارة في حل المشكلات التيتواجهه ، إذا ما أحسن التعامل معها بتروي وتعقل وعدم المسارعة في الحكم حتى يتحققله الفهم العميق لأسباب المشكلة وعندها يسهل عليه الحل ، عندها يشعر الفرد بالنصروالسعادة والثقة في النفس عندما يتصدى للمشكلة ويواجهها 0
2-تحديدالمشكلة ، أحيانا المرشد يبدأ بالحل قبل أن يحدد المشكلة ويعرف أبعادها أحيانا تكونعدة مشكلات وعندما يفكر فيها يجدها مشكلة واحده ، أحيانا تكون المشكلة سهلة جداولكن المرشد مثلا يكبرها ويعظمها وهي لاتستحق ذلك ، لذا فإن تحديد المشكلة وتجزئتهاإلى أجزاء بسيطة هو أولى النجاح في الحل ، وقد تكون المشكلة وهمية غير واقعية ، لذاقبل ما يتعب المرشد نفسه لابد من وزن المشكلة بميزانه الإكلينيكي ، هل هو أماممشكلة فعلية أم لا؟؟ ، إن تحديد المشكلة يقودنا إلى الحل الصحيح ، فمثلامشكلة التأخر الدراسي ، مشكلة عريضة طويلة تتدخل فيها عدة مشكلات ولكن لو حددناالمشكلة تماما لوجدنا أنه انخفاض القدرات العقلية لدى الطالب ، هذا الانخفاض هوالذي أدى إلى تأخره الدراسي إلى جوانب أخرى يشكو منها الطالب كشعوره بالنقص أو عدمالثقة بالنفس 0
2 البحث عن أسباب المشكلة : دائما عندما تواجهنا مشكلةينبغي لنا أن نبحث عن أسبابها ، فالبحث عن السبب هو الموصل للحل والمشكلة الواحدةلها أسباب ذاتية وأسباب بيئية أما الأسباب الذاتية فهي التي تعود إلى ذات الفرد مثلالأسباب النفسية ، كعدم الثقة في النفس الشعور بالدونية ، الوسواس القهري أوالأسباب العقلية مثل بطء التعلم ، التخلف العقلي ، صعوبات التعلم ،التوحد ، أوالأسباب الاجتماعية كالانعزالية والانطواء وعدم وجود أصدقاء للمسترشد أو الأسبابالجسمية كعلة أو مرض جسمي أو إعاقة أما الأسباب البيئية فهي قد تكون أسباب تعود إلىالأسرة كمشاكل عائلية طلاق تفكك اسري فقر غنى فاحش أمية الوالدين سوء في التنشئةالاجتماعية ، دلال زائد ، قسوة زائدةإهمال ، نبذ- ازدواجية في التربية تذبذب في المعاملةتحميل الولد أكثر من طاقتهسوء

العلاقة مع أحد أفراد أسرتهالتفريق بين الولد والبنت في المعاملةمقارنة الولد بغيره أو أسباب مدرسية : كقسوة المعلمين معالمسترشد كثرة تغيير الجدول المدرسي الإدارة الدكتاتورية أو الفوضوية إيذاءالمسترشد من قبل الزملاء عدم فهم المادة العلمية سؤ بعض المعلمين وغيرها أو أسباباجتماعية مثل عدم تنظيم الوقت مشاهدة بعض القنوات الفضائية وما تحوية من أفلام رعبأو أفلام إباحية ، الرفقة السيئة ، السهر خارج المنزل وغيرها 0
4- للمشكلة أسباب عديدة وهي متشابكة ومتداخلة ولا أعتقد أن سببا واحدا يمكن أن يكونالسبب المؤثر في الحالة بل لابد من التركيز على أهم الأسباب التي ساهمت في المشكلة، ومتى بدأ هذا التأثير ، الحس الإكلينيكي عند المرشد هو الذي يميز ويستخلص أهم سببأحدث المشكلة فمثلا الطالب الذي يعاني من الخجل والانطواء وعدم الثقة في النفس لوحظأن سبب مشكلته كثرة النقد الموجه له من والده ، وبمساعدة الأب على التخفيف من نقدهلابنه أدى ذلك إلى أن تحسنت الحالة 0
5- خطة العلاج دائما هي التي تحدد مدىنجاح المرشد في دراسته وخطة العلاج تقوم على أساسين ألأول : معرفة الأسباب الذاتيةوإزالتها قدر الإمكان أو التعامل معها كقدر محتوم ومعرفة الأسباب البيئية : وإمكانية مساعدة المسترشد في إزالتها فإذا كان سبب المشكلة سؤ معاملة الوالد لولدهفيمكن التأثير في الوالد لكي يغير من أسلوب معاملته مع ابنه أو السعي لمساعدةالطالب إذا كان يعاني من الفقر عن طريق صندوق المدرسة أو تبرع المحسنين من المعلمينأو الجمعيات الخيرية 0 0
6- إن مشكلة كثير من المرشدين أنهم يبذلون جهودا كبيرة فيدراسة الحالة ولكنهم لا ينفذون ما يكتبون والتنفيذ مهم جدا ، أما الكتابة على الورقبدون أن يأخذ المرشد على عاتقه مهمة التنفيذ يكون عمله في هذه الحالة بدون فائدة معالأسف ، كما أن مشاركة المسترشد في اقتراح الحل أمر في غاية الأهمية فالمسترشد يمدالمرشد بالحلول المعقولة لمشكلته ، فلا ينبغي للمرشد أن يحتفظ بحل المشكلة لوحدهبمعزل عن المسترشد فالمسترشد أدرى الناس بمشكلته وحلها فلا بد من اخذ رأيه في حلالمشكلة وعند موافقته يبدأ المرشد الشروع بالتنفيذ وهذه خطوة مهمة جدا في أسلوب حلالمشكلات ، والحل قد يكون ممكنا وقد لايكون ومن هنا تكمن مهارة المرشد في مساعدةالمسترشد في تقبل الأمر الواقع وتوطينه على التعامل مع مشكلته بدون قلق أو توتر 0
7-متابعةالتنفيذ أي تنفيذ حل المشكلة ، وهذه خطوة مهمة وهي خطوة تقويمية لمعرفة مدى نجاحالمرشد في التطبيق ، وتتم هذه المرحلة بعد بدء حل المشكلة بوقت كافي ، وعندما يحاولالمرشد تحسين علاقة الأب بابنه ويسعى إلى ذلك بطريقته الخاصة وذلك بكسب ثقة الأبومصارحته بسبب معاناة ابنه ويتم الاتفاق بين الأب والمرشد بتغيير معاملته لابنه ،يعود المرشد بعد فترة لسؤال الطالب عن مدى تحسن علاقته بأبيه فإذا لاحظ المرشد أنالوضع يسير إلى الأحسن وإلا سلك طريقة أخرى للتأثير في الوالد وهكذا ، كما أن علىالمرشد أن يتابع مدى تحسن الطالب دراسيا من حلال إطلاعه على كتبه ومذكراته ودفاترهواختباراته ، فإذا كان قد تحسن معنى ذلك أن العمل مع الحالة يسير في الطريق الصحيح 0
وبعدتطبيق الخطوة الأولى وهي الاستعانة بالله ومواجهة المشكلة ننتقل للخطوة الثانيةوهي تحديد المشكلة ، أما الخطوة الثالثة فهي البحث عن أسباب المشكلة ،و قد لايعرف الشخص أسباب مشكلته لذا فهو يستعين بالمرشدالأكاديمي ليبحث معه عن أسباب المشكلة فقد تكون أسبابا ذاتية أو أسبابا بيئية كماأسلفت عندها ننتقل للخطوة الرابعة:عند العثور على السبب الحقيقي للمشكلة ، مع أنالأسباب الذاتية والبيئية تتفاعل مع بعضها محدثة المشكلة فالمشكلة الاجتماعية تؤثرفي المشكلة الصحية فالطالب الذي يعاني من مرض صحيي قد يكون سبب عد م علاجه وجودمشكلة اجتماعية في أسرته وهي الفقر والطالب الذي يعاني من العدوانية أو الخجل قديكون السبب قسوة أسرته عليه أما هذا الطالب الذي يعاني من انخفاض في مستواه العلميفقد يكون إهماله وعدم تنظيم وقته سببا في تدني مستواه وعند معرفة السبب الحقيقيوراء المشكلة ننتقل إلى الخطوة الخامسة : التفكير في الحل ، وحل المشكلة لايقوم بهالمرشد فليس لدى المرشد حلول جاهزة إنما الذي يحل المشكلة المسترشد نفسه بمساعدةالمرشد


باستخدام العصف الذهني ، فبعد تبصير المسترشد بأسباب مشكلته ومعرفة السببالحقيقي للمشكلة يبدأ المرشد بمناقشة المسترشد عن البدائل والحلول ، ولعل من أبرزالإشكالات والأسباب لهذه المشكلة إدراك المرشد بأن سبب تدني مستوى الطالب يعود إلىعدم تنظيم الوقت والإهمال والانشغال بأمور أخرى غير الدراسة .
وتتم مناقشة هذهالأمور مع الطالب في جلسة إرشادية يسودها الود والتفاهم والثقة ، ومن ثم الانتقالللخطوة السادسة : بعد الاتفاق بين المرشد والمسترشد على طبيعة حل المشكلة تبدأعملية تنفيذ ما أتفق عليه وذلك بأن يضع الطالب لنفسه جدولا لتنظيم وقته واستخدامأسلوب العلاج الواقعي ، الخطوة السابعة : متابعة الحل ، بعد مضي فترة من الوقت يقومالمرشد باستدعاء الطالب إلى مكتبه ويسأله عن مدى تحسنه ويطلع على مستواه الأكاديميلمعرفة مدى تحسنه كما يمكن للمرشد أن يسأل المعلمين أو الأساتذة عن وضع الطالب فيالفصل أو المحاضرة ، وإذا لاحظ المرشد عدم تحسن الطالب يقوم بإعادة النظر في خطةالعلاج ربما لم تكن مناسبة ثم يقترح بدائل أخرى وهكذا.






ا (1)المرجع كتاب / المرشد الشخصي للسعادة والنجاح د0 إبراهيم القعيد وخالد عبدالعزيزالمبارك ص 221-224-226