عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-18-2006, 10:31 PM
 
المبشرات في تربية البنات

الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويهب لمن يشاء الذكور ويهب لمن يشاء الإناث والصلاة والسلام على أشرف خلق الله القائل (( من أبْتُليَ من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار )) متفق عليه ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين ،
أما بعد :-
فإن الناظر إلى حال نساء المسلمين اليوم ليرى البعد الكبير بين تعاليم دينهن وبين حالهن ، فقد ضيع الكثير منهن دين الله عز وجل
من ترك الصلاة وارتكاب المحرمات ،وشاع بين كثيرٍ منهن السفور والتبرج والتحلل من قيم الشرع وحدوده ، ونُزع الحياء من كثيرٍ منهن فأصبحن يخاطبن الرجال ويحادثنهم بلا خجل ولا أدنى تحرج ، وكثر خروجهن من البيوت لغير حاجه ، وأصبح دلك أمراً مستساغاً عندهن ، وإنعدمت الغيرة في قلوب كثير من الآباء حيث سمحوا لبناتهم بالذهاب لما أردن دون رقيب ولا حسيب ، إلى غيرها من الأمور التي لا تخفى على ذي عينين يبصر بهما ،،،،،،،،،،
ولاشك أن الحالة التي تردت إليها بنات المسلمين إنما نشأت عن إهمال الأبوين لتربية بناتهم ، والنتيجة لهذا الإهمال نشاء هذا الوضع المخزي الذي نراه اليوم ، ولا سبيل إلى الخروج منه إلا بتربية البنات تربية صالحة توافق قواعد الشرع .
إن كثيراً من الآباء يتضايقون أسد التضايق من إنجاب البنات ، وعندما تُولد لأحدهم البنت فإنه ينزعج أشد انزعاج ، ويصل الأمر إلى سخط قدر الله وقضائه ،ويحمل ذلك على بعضهم تطليق المرأة التي لم تنجب له إلا بناتاً ونسي أن الذي يخلق الأولاد والبنات هو الله وليست المرأة وقال تعالى (( الله مالك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذُكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير ))
[الشورى49] .
قال الإمام ابن القيم في تحفة المودود (( فقسم سبحانه حال الزوجين إلى أربعة أقسام اشتمل عليه الوجود ، وأخبر أن ما قدره بينهما من الولد فقد وهبهما إياه ، وكفى بالعبد تعرُّضاً لمقته أن يسخط ما وهبه ، وبدأ سبحانه بذكر الإناث ، فقيل : جبراً لهن لأجل استثقال الوالدين لمكانهن ، وقيل وهو أحسن : إنما قدمهن لأن سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء ، لا ما يشاء الأبوين ، فإن الأبوين لا يُريدان إلا الذكور غالباً .
وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء ولا يريده الأبوين ،،،،،،،،، انتهى كلامه رحمة الله .
وقال جل ذكره (( إذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بُشر به أيمسكه على هو أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون )) بين سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين حال أهل الجاهلية عندما تولد لأحدهما البنت ، وقد صورت الآيتان حالة تصويراً دقيقاً يكشف عن تبرمه وشدة ضيقه ونفوره من هذه البنت ، فعندما يسمع الخبر يكفهر وجهه ويسوّد من شدة الغم والحزن الذي لحقه ، وأما قلبه فقد امتلاء حنقاً وغيظاً على تلك المرأة التي جلبت له هذه المصيبة ويحمله هذه الخبر السيئ على أن يخفي ويتوارى عن أعين القوم ، وذلك للعار والخزي الذي لحقه من هذه البنت .
وكثير من الناس يتأفف ويضجر من البنت لأنها تحتاج إلى مزيد عناية ورعاية فلأبن يستطيع أن يكد ويكدح في طلب رزقه بخلاف البنت فإنها تكون عاله على أبيها ، فهو يظل ينفق عليها حتى تتزوج ، ولكن الله سبحانه وتعالى قد تكفل برزق خلقه كافه وقال تعالى (( وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها )) [هو] وقال (( لا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم )) [الإسراء31] فالضجر من البنات من جهة الرزق لا مبرر له ولا داعي ، وهو لا يصدر في الحقيقة إلا عمن أساء ظنه بربه وضعف يقينه بخالقه فالمؤمن يثق بما في يد الله أكثر من ثقته بما في يده .
ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى البنات والترغيب في الصبر عليهن ، وبيَّن فضل من رزق ببنات وأحسن تربيتهن ومن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل الني صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال (( من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار )) متفق عليه
هذه امرأة لها ابنتان تعولهما ، ألجأتها الفاقة إلى أن تتكفف الناس وآثرت ابنتها على نفسها فقسمت التمرة بينهما ، وفي الحديث دلاله على أن الله يبتلي عباده بالبنات حتى يعلم رضاهم بقضاءه وقدره ، وقال النووي رحمة الله تعالى (( إنما سماه ابتلاء لأن الناس يكرهونهن في العادة )) ،،،،،،،،،،،،
وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً أن الإحسان إلى البنات على تنوع أشكاله من طعام والإيواء والتربية الحميدة وغيرها يحجب صاحبه عن دخول النار ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من عال جارِيَتَيْنِ حتى تَبْلُغا جاء يوم القيامة أنا وهو ،،،، وضم أصابعه )) رواه مسلم .
وفي الحديث بشارة عظيمة لمن رزقه الله ابنتين فأحسن تربيتهما وأنفق عليهما ، فهو يُحشر يوم القيامة في زُمرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ويكون في حواره مرافقاً له ، وكفى بذلك فضلاً وفخراً فإن من كان في جوار النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية (( من عال جاريتين حتى تُدركا دخلتُ أن وهو الجنة كهاتين )) وأشار بإصبعيه .
ولو تدبر كثير من الآباء هذه الأحاديث لما ضجروا وتبرموا من البنات وقال الله عز وجل (( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) ،،،، فكم من ولد أصبح وبالاً على أبيه ومصدر شقائه ، وكم من بنت أحسنت إلى أبيها وقامت ببره والإحسان إليه ، وكانت مصدر سعادة وراحه له .
فبعد أن علمنا فضل تربية البنات والإحسان إليهن ، ويجب أن يعلن كل مسلم أن الله قد جعل أهله أمانة في عنقه ، فكما يتوجب عليه قبل هذا كله أن يجنبهم السبل المؤدية إلى نار جهنم .
كما قال الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) [التحريم6] وهذه مسؤولية عظيمة ملقاة على عاتق أولياء الأمور ، وأن الله سائلكم يوم القيامة عن هذه الأمانة
ومن أساليب التربية الصالحة للبنت ما يلي :-
1) أن يربي الوالدان ابنتهما على مكارم الأخلاق ومحمود العادات منذ نعومه أظافرها ، حتى إذا شَّبت شبت مسلمةً صالحه تعرف حق برها فيعلمانها مبادئ التوحيد وأصول الإيمان وأركان الإسلام ، كما عليهما أن يهتما بتعليمها ما تحتاج إليه من الفقه ، الصلاة ، ونحوها من العبادات كلٌ في وقته وحينه .
2) وعلى الأب أن يحرص على تحفيظ ابنته ما تستطيع من كتاب الله وشيئاً من الأحاديث النبوية ، وكلما أنجزت البنت شيئاً من هذه الأعمال كافأها وشجعها ، فإن للمكافأة والتشجيع أثر بالغ في حياة تنشيط البنت وإشعارها بقيمة ما تفعله ، وقد أنتشر ولله الحمد في معظم الأحياء دور لتحفيظ القرآن الكريم للنساء ، فعلى الأب أن يحرص على تسجيل ابنته فيها .
3) وأن يجنب ابنته العادات السيئة ولا يتهاون في ذلك ، وأن يُلبسها الحجاب الشرعي منذ الصغر ولا يتركها حتى إذا كبر عجز عن ذلك ، ويجنبها أيضاً اللباس الفاضح والضيق والقصير وأن يربيها على اللباس المحتشم الساتر ، وعليه أيضاً أن يجنب ابنته مخالط الرجال فلا تدخل على الرجال في المجلس ، ولا تترك مع السائق لوحدها وإن كانت صغيره ، والكبيرة من باب أولى وأن يجنبها الاختلاط في أماكن الدراسة والعمل وغيرها لأن فيه مفاسد عظيمة ومصائب كبيرة .
4) لابد أن يكون للأب رقابه دقيقة على سلوك بناته وتصرفاتهن ، وليعلم أن هذه الرقابة هي في مصلحة البنت أولاً وأخيراً ، وإياكم والثقة المفرطة فكم من أب يحسب أن أولاده وبناته من الصالحين فيفاجئ بعكس ذلك تماماً ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ولكن على الأب أن يحذر من الوساوس التي ربما تؤثر على البنت فتفقدها الثقة بنفسها ،كما عليه أن يحذرهن من خطر التبرج ويبَّن لهن أضراره الكثيرة وحكم الشرع فيه ، ولا يسمح لهن بكثرة الخروج من البيت ، وعليه أن يعلم أين يذهبن ؟
وماذا يصنعن في خروجهن ؟ فإن في خروج المرأة من بيتها لغير حاجة ملحة شروراً عظيمة ، فقد قال البني صلى الله عليه وسلم
(( المرأة عورةٌ فإذا خرجت استشرفها الشيطان )) رواه الترمذي
5) ولا يخفى تأثير رفقة البنت عليها ، فعلى الأب وكذلك الأم أن يحث ابنته على مرافقة الفتيات الصالحات ، ويحرص على تقوية علاقتها بهذه الصحبة الطبية ، وعليه أن يجنبها مرافقة الفتات المتبرجات الفاسقات ، فإن ضررهن على البنت كبير ، فإن الأخلاق تعدي كالأمراض .
6) كثرة الدعاء لها بالصلاح والستر فهو دأب الأنبياء والصالحين قال الله تعالى حكاية زكريا عليه السلام (( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ )) (آل عمران:38) .
وتتويج هذه العملية التربوية يكون بتزويج البنت رجلاً صالحاً ، يعرف حقوق الله ويؤديها ، وبعرف الحقوق الزوجية وأهميتها ، أما الرجل الفاجر المُفرط في جنب الله فإنه قد ضيع حقوق الله ومن كان لحقوق الله مُضيعاً فهو لما سواها أضيَّع ، وباختيار الزوج الصالح للبنت الصالحة تتكون نواة الأسرة المسلمة التي ستكون لبنة في المجتمع الإسلامي الفاصل وقد بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم صفات الزوج الصالح بقوله (( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تَكُن فِتْنَةٌ في الأرض وفسادٌ عريض )) رواه الترمذي .
وعلى الأباء والأمهات أن يراعوا هذه المسؤولية العظيمة ويعرفوا ما تتطلبه التربية من جهد وصبر وسعة بال ، وألا يغفلوا عنها فإن في الغفلة عنها أضراراً وبيلة على المجتمع بأسره وألا يَكلوا مسؤولية التربية إلى الخدم من النصرانيات والوثنيات ، ومن كل الأمر إلى هؤلاء فهو كمستأمن الذئب على غنمه وأن التهاون في هذه الأمانة خيانة لله ورسوله وقال الله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) (لأنفال:27) .
أن أعداء الإسلام يسعون ويخططون لإفساد نساء المسلمين بكل وسيله وبكل طريقة فاستخدموا المرأة كسلاح لتقويض كل القيم الأخلاقية في بلاد المسلمين ، لأن في فساد المرأة وتحللها من حدود الشرع إفساد للمجتمع كله ولا ينكر عليها شيئاً من ذلك بل يشجعها بكل السُبل باسم الحضارة والتقدم ، وما هي إلا قذارة ودياثة وتخلف قال أحد كُبراء الماسونية (( كأسٌ وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع فأغرقوها في حب المادة والشهوات )) ،،،،،، وقال آخر (( يجب علينا أن نكسب المرأة فأي يوم مدت إلينا يدها ، فزنا بالحرام ، وتبدد جيش المنتصرين للدين )) .
ولصد هذه الهجمات على مجتمعنا ونساءنا خاصة ، يجب التمسك بديننا وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإدراك خطر هذه الهجمة وحقيقتها ومغزاها والحرص على تربية نساءنا وأبناءنا تربية إسلامية ، وصدهم عن سبيل الفساد من وسائل إعلام ورفقة سيئة ، وكثرة الدعاء بإصلاح المجتمع والزوجة والذرية ، فإن الدعاء سلاح المسلم .
اللهم هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما اللهم أصلح نساءنا ونساء المسلمين اللهم أصلح شباب المسلمين الله إنا نسألك ذرية طيبة إنك أنت الوهاب .
__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان