عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-02-2009, 04:43 PM
 
بعد الغياب/ الجزء العشرين



الساعة 10 ونص صباحا

غرفة مها، اللي صحت من شوي

مها متوترة: الله يبلش سعود، أبلشني في ذا السالفة، مها تخطب!! أنا وش عرفني بذا السوالف..

تبي تدق على فاطمة وتسألها.. عشان فاطمة ترفض.. وهي تخلص من المسؤولية
لكن الجازي بعدها نايمة وهي ما تبي تتكلم عندها تخاف تسمع شيء..

نزلت المطبخ، وقررت تكلم من هناك، الشغالة يعني بتدري هي وش تقول..

مها تدق على فاطمة، ردت فاطمة بصوت نعسان: يالمزعجة حد يتصل على الناس يوم الجمعة هالوقت..

مها: قومي أذكري ربش واقري شوي قرآن..

فاطمة بنعاس: أكيد أنتي ما اتصلتي علي عشان تذكريني أذكر ربي..

مها بتوتر: إيه أنتي وش وراش؟؟ ارقدي وخليني أنا أبتلبش بسعود..

فاطمة لما سمعت اسم سعود صحصحت: السالفة فيها سعود خليني أقوم أقعد.. وش قال لج..

مها: يقول لج مهوب شغلش..

فاطمة بصدمة: نعم؟؟

مها وهي تضحك: هو ماقالها بذا الطريقة بس هذي الزبدة..

فاطمة باهتمام: لا قولي هو وش قال بالحرف..

مها وهي تحاول تتذكر كلام سعود بالحرف: قال أن أسبابه شيء خاص فيه، وانتي لو تبين توافقين عليه أو ترفضينه يكون عشان شخصه مهوب عشان أسبابه..

فاطمة: أنتي وش هالمخ اللي عند أخوج؟؟

مها بابتسامة: والله هذا اللي الله عطاه.. ارفضيه بصريح العبارة وخلينا نخلص من هالسالفة...

فاطمة اللي كان في رأسها تفكير يدور... قالت لمها بدلال: موتي حرة ماني بمريحتج، وكملت بخجل: قولي له، لو يبي يكلم أبوي، يكلمه..


************



جواهر سكرت الخط بوجه عبدالله، ويبدو أن هذي بتصير عادة لها: ( صدق وقح وقليل أدب، ياربي هالرجال من شنو مصنوع مايحس ولا يفهم..)

عبدالله اللي صحصح من نومه راح للحمام يتحمم قبل يروح للصلاة، وهو مبتسم: زين مردودة يا جواهر أنا تسكرين الخط بوجهي.. أعيدها وأقول أنا اللي بأدبج وأربيج..

عبدالعزيز ونوف أكيد بعدهم نايمين بعد ماقضوا ليلة طويلة في رسم مخططاتهم..

بعد ماخلص عبدالله حمامه ولبس ثيابه، راح يصحي عبدالعزيز أول شيء عشان يقوم يتحمم ويروح معه للصلاة

عبدالله دخل غرفة عبدالعزيز بشويش، وكان يصحيه بشويش: قوم يبه عزوز، تسبح عشان نلحق الخطبة..

عبدالعزيز مد يده ومسك ذراع أبوه.. وعيونه مسكرة وهو على نفس وضعية النوم: صحيح يبه أمي بتجي اليوم؟؟

عبدالله بحنان: صحيح يبه..

عبدالعزيز وهو بعده على نفس الوضع: تدري يبه أن كلمة أمي حلوة وايد، أول مرة أدري إنها حلوة كذا.. الواحد وده يقولها ما يسكت..

عبدالله حس إنه بيختنق، كل ماله وهو يحس بمدى بشاعة جريمته
(إذا عزوز اللي ما يبين مشاعره، يقول كذا، الله يعيني على نوف)
كان يفكر هالتفكير وهو طالع من غرفة عبدالعزيز لغرفة نوف..

تفاجأ عبدالله وانصدم صدمة كبيرة لما دخل غرفة نوف..كان داخل بشويش مفكرها نايمة..
لكن لقى الغرفة معفوسة فوق تحت.. الثياب على كبر الحجرة، نوف واقفة عند الدولاب وتطلع الثياب وترمي..

عبدالله اللي دخل بحذر: بسم الله وش فيج نوف، كأن غرفتج مار عليها إعصار تسونامي..

نوف بطريقتها الدلوعة المحببة في الكلام: يوووه يبه ما أدري وش ألبس، أبي أمي تشوفني حلوة..

عبدالله بابتسامة: توج البارح تقولين ما تبين تشوفينها، اليوم قلبتي الغرفة عشان تلبسين شيء يخليج حلوة قدامها..

نوف وهي تتذكر اتفاقها مع عبدالعزيز، مادرت إن عبدالعزيز خارها قبلها، وتقول بارتباك: إيه مابي أشوفها، بس خلاص دامها جاية جاية أبيها تشوفني حلوة.. إلا يبه أمي حلوة؟؟

عبدالله ارتبك: ما أدري..

نوف بصدمة: أشلون يبه ما تدري، عيل من اللي يدري موب كانت زوجتك..

عبدالله بحرج: أمج وقت زواجنا كانت صغيرة وايد، وزواجنا مادام إلا فترة قصيرة، وصراحة أنا كنت أشوفها عادية، يمكن تغيرت ما ادري... وكمل بصوت خافت: بس الأكيد إنها عندها طول وصوت يأخذون العقل..

نوف باستفهام: شتقول يبه؟؟

عبدالله بهدوء: ولا شيء يبه.. وطلع عبدالله متوجه للباب

نوف وقفته، هاه يبه وش ألبس؟؟

عبدالله بحب: أمكم ماراح تجي قبل المغرب، عندج وقت طويل تفكرين..


**************


في بيت منيرة

سارة تصحي منيرة وتقول لها بخبث: قومي يالكسلانة، رجلس بيجي يتغدى عندنا، قومي أشرفي على الغداء عشان يدري إنه تزوج مره سنعة..

منيرة بنفس الضيق اللي تحس فيه كل ماسمعت سيرته: والله أنتي اللي أخته، روحي حطي له الغدا خليه يطفحه..

سارة بزعل: كله ولا سالم، ما أرضى عليه.. إحمدي ربس اللي أرسل لس واحد مثل سالم: زين وفلوس ورجولة..

منيرة اللي رمت الغطاء وجلست على سريرها وهي تقول بلهجة حادة: كمليها، وجنون وخبال وبيت الرعب اللي لازم أحمد ربي إنه بيسكني فيه بعد..

سارة حست بحزن منيرة، فسكتت، لانها فعلا ماعندها شيء تقوله.. يهدي خاطر منيرة المكسور..

منيرة وهي حست إنها سببت الحزن لأختها: خلاص سويره، ولا يهمس، أقوم الحين وأشوف غدا رجلي على قولتس، المهم يكون خاطرس طيب.. وكملت بعيارة: وخلني بالمرة أحط له فيه سم، يمكن الله يخلصني منه..

سارة برعب: بسم الله على روحه


*************


محمد بعده نايم، سعود يصحيه: محمد قوم قوم الله يقطع إبليسك، أنت ما تخاف ربك، قم الخطبة ماباقي عليها شيء..

محمد بابتسامه حتى وهو راقد: وش فيه يا حضرة الملازم، ترا حن والله مهوب في ثكنتك، فكها، فكها الله في وجهك..

سعود وهو يرسم ابتسامه مصطنعة مضحكة على وجهه: هذا أنا فكيتها... قم، خل نروح للمسجد، وترا غدانا عند بيت عمي هادي.. عنده غدا رياجيل أجناب.. أخلص علينا

محمد قام من نومه وتوجه للحمام يتوضأ ..وهو يقول بابتسامته الشهيرة: لحول من ذا الرجال، مايعرف يبتسم مثل باقي مخاليق ربي..
يطالع وجهه في مراية الحمام ويكمل : سبحان ربي اللي خلق ذا الابتسامة الساحرة، الله لا يخلي الدنيا منها.


************


بعد صلاة الجمعة

منيرة تتصل على فاطمة، بعد ماسكرت من مها، بخبث: هاه وين اللي ماهيب بايعة عمرها وماخذه سعود؟؟

فاطمة بحيا: يمه من مهاوي، لحقت تقول لج..

منيرة تصنع الزعل: ليه أنتي كنت ناوية تدسين علي؟؟

فاطمة بخجل غير طبيعي: لا والله بس مادريت أشلون ممكن أقولها..

منيرة بعيارة: وأثر الأخت معجبة ومخبية علينا..

فاطمة وخدوها ولعت: استحي مناري عيب عليج..

منيرة بشوية جدية: لا جد جد قولي لي، شاللي غير رايج؟؟

فاطمة بدلال: ومن قال أني غيرت رأيي؟؟

منيرة ببعض استغراب: كلامس اللي كله متناقض..

تنهدت فاطمة تنهيدة طويلة: تبين الصج منيرة: أنا من يوم شفته السنة اللي فاتت بلبسه العسكري وهو ينزل عشان يشوف السيارة ليه خربانة، وعقبه مارضى يركب، لين إحنا ركبنا، وهو داخل مزاجي.. شكله ورزته حتى طريقته القوية في الكلام...وااااااااو.. شي عمري ما شفته..

منيرة بعيارة: حب هذا؟؟

فاطمة باستنكار صادق: استحي يا قليلة الادب، ممكن تقولين هو مجرد اعجاب، وانا والله العظيم والله العظيم إني عمري مافكرت فيه كزوج، لكن كشخصية أنا معجبة فيه... وأمانة ما تقولين لمها شيء..

منيرة بلعانة: أكيد.. وش بأقول لها يعني؟؟ فطوم ذايبة في هوى حضرة الملازم؟؟

فاطمة ولع وجهها: صج قليلة حيا، دواج سالم ياالكذابة و قليلة الأدب.. اتقي الله تكذبين علي نهار الجمعة..

**************


جواهر جالسة تستشور شعرها بعد الحمام.. مع إنه ما يحتاج سشوار من قد ماهو ناعم.. بس كانت تبي تسوي شيء تفش فيه توترها، ويقصر عليها الوقت.. حاسة الساعات القليلة الباقية على المغرب كأنها دهر..

رن موبايلها اللي كان محطوط على التسريحة قدامها، طالعت الاسم، بهدوء: هلا نجلاء
-
- وش فيه صوتج طالع من قبر، ماكأنه صوت وحدة بتشوف عيالها عقب غياب17 سنة. (نجلاء بمرح)
-
- متوترة نجلاء متوترة.. وملهوفة.. وخايفة..
-
- ياه ياه.. وليش ذا كله؟؟
-
- جواهر بحقد: الحقير ماقال لهم أنه هو اللي كان خاطفهم مني، خلاهم يظنون أني أنا اللي خليتهم.. تخيلي أشلون بتكون مقابلتهم لي الليلة وهذا ظنهم..
-
- نجلاء بصدمة وحزن: صدق إنه نذل، ماكفاه اللي سواه..أنتي قولي لهم، ولا عليج منه الخسيس..
-
- جواهر بنفي: ما أقدر نجلاء ما أقدر.. أنا ماأدري أشلون علاقتهم بأبوهم، اخاف يظنون أني أبي أخرب بينهم وبين أبوهم.. وأخاف هالشيء يأثر على نفسيتهم..
-
- نجلاء بغضب: يعني تخلينها برأسج أنتي، يعني 17 سنة دافنة عمرج تنتظرينهم وبتموتين من اللهفة عليهم، ويوم تشوفينهم، تشوفينهم وبينج وبينهم حاجز
-
- لازم هو اللي يقول لهم يا نجلاء، هو اللي كان معهم 17 سنة ويعرف طبايعهم، ويعرف يقول لهم بالطريقة الأفضل ، هذا إذا كان بيقول لهم..
-
- ليه هو موناوي يقول لهم بعد؟؟
-
- يمكن يقول كفاية عليج شوفتهم، تبينهم يكرهوني يعني، ياربي وش كثر أكرهه هالأنسان.. كل يوم يبين لي خسته ونذالته أكثر..
-
- نجلاء بتأييد: الله يعينج يا قلبي.. الله يعينج..


************


على الغدا في بيت هادي (أبو خالد) عم مها، الضيوف اللي كان عددهم 5 قاموا على الغدا.. والشباب بعدهم قاعدين..

محمد يلف على خالد ولد عمه وصديقه ويهمس: من ذا الرياجيل الأجناب.. أول مرة أشوفهم..

خالد بهمس: علمي علمك، اتصلوا على أبي يقولون حن الأبو فلان ونبغي نجيك زيارة، فحلف عليهم يتغدون عنده يوم الجمعة..

محمد هز كتوفه: غريبة..

بعد ماخلصوا الكل الغدا، وقعدوا يتقهون، خالد ومحمد وسعود قاعدين جنب بعض.. أكبر واحد في الضيوف تنحنح: وقال : يا بو خالد أنت رجّال نادر في الرياجيل..

أبو خالد بحذر: ماعليك زود طال عمرك..

كمل الضيف بلهجة كلها احترام وثقة: ومثلك من الرياجيل ينشرى قربه.. وحن جايين اليوم نشري قربك ونخطب بنتك الكبيرة...

محمد من سمع الخطبة... حس إنه فيه عرق في رقبته بينقطع من الحرة والغضب، وحس أنه فيه دخان يطلع من رأسه.. وعيونه تولع.. محمد تفكيره تفكير شيبان (أشلون بنت عمه يخطبونها ناس أغراب، لا وهو قاعد يسمع بعد) ..و سعود كان بعده مو مستوعب اللي يصير..

محمد ضرب أخيه بكوعه في جنبه.. وهمس بصوت واطي بس مشتعل نار: أنت تسمع وإلا ما تسمع.. الرياجيل يخطبون بنت عمك وانت ساكت يالرخمة .. لولا حشمتك وإنك أكبر مني وإلا كان قرعت أنا عليهم.. قوم إقرع لا تفضحنا في الرياجيل.. وتصغرنا قدام عمك وولده..

قبل ما حد منهم يتكلم، رد أبو خالد: عيال عمها هذا هم قعود، كانهم رخصوا لكم فيها.. أبشروا بسعدكم..

الرجال الكبير ألتفت على سعود ومحمد: وحن ماحن بمتعدين على عيال عمها.. وش تقولون يا عيالي؟؟

.............

بعد الغياب: الجزء الحادي والعشرين



في مجلس أبو خالد

الرجال الكبير التفت على سعود ومحمد: وحن ماحن بمتعدين على عيال عمها.. وش تقولون يا عيالي؟؟


سعود اللي حس إن رجولته بوجهة النظر القبلية....... ونظرة عمه اللي مقام أبوه له.. وسلوم هله وعوايدهم على المحك، ومرتبطة في كلمة منه، وقف ورد بكل قوة وثقة: مالك لوا ياعم.. بنت عمي وأبيها تشرف رأسي ومكاني.. وأنت لك الحشيمة والقدر.. والله ثم والله إن عشاكم الليلة عندي..

سعود قال كلمته وقعد، محمد من وناسته، ميل على أخوه وحب خشمه وهمس له: كفو يا بو سعيد كفو.. جعلني ماخلا من ذا اللحية..

سعود بغضب وهو يهمس بصوت واطي: أنا رخمة يا محيميد.. زين دواك عندي..

محمد وهو حاس بغلطته على اخوه الكبير: سامحني يا سعود بس أنا كنت بولع.. وأنت قاعد ساكت..

سعود وهو حاس في داخله بحزن كبير على انهيار مخططاته اللي كان راسمها مع فاطمة: لا عاد... وما طيحني حظي إلا في بنت عمك المعقدة، لو غالية وإلا مزنة كان ماعليه.. بس الدانة عاد.. الله يعيني..

محمد بابتسامة: إحمد ربك اللي بتأخذ دانة، لو أنها مهيب أكبر مني ماكان خليتها لك، ومزنة مالك شغل فيها، هذي ممتلكات خاصة..


************


في بيت عبدالله.. الوقت صار بعد صلاة العصر.. نوف تحوس في البيت، ماتدري وش تسوي بعد..

تنظيف: خلت الخدامات ينظفونه أكثر من مرة..

ضيافة : مابقى شيء ما طلبته من الحلو والموالح بكل الأشكال..

اللبس: عقب ما حاست الدنيا، استقرت على أنها تلبس تنورة وردية فاتحة لنص الساق، تحتها بوت بني طويل، وبلوزة هاي نك بنية.. وقبعة بيريه فرنسي وردية، مع حلق واساور وسلاسل وردي


ماحطت مكياج نهائي، لأنها ما كانت ضامنة أعصابها.. وخافت إنها تخورها.. وحبت إن أمها تشوفها بشكلها الطبيعي، خافت إن أمها تكون من العجايز اللي ما يحبون البنات يحطون مكياج..

ورجعت تطلع لعبدالعزيز اللي ما طلع من غرفته، من بعد مارجع من صلاة الجمعة، حتى الغدا مارضى يتغدى..

نوف فتحت الباب بالراحة ودخلت: عزوز.. عزوز.. أنت من جدك نايم ؟؟

قربت على سريره.. كان مغطي نفسه، سحبت الغطاء تبي تشوفه، بس هو شد الغطاء على نفسه.. نوف قلبها عورها، حست فيه شيء: عزوز أنت تبكي؟؟

عبدالعزيز من تحت الغطاء بصوت مكتوم: لا ما أبكي.. ليش أبكي أصلا؟؟ بليز نوف اطلعي وسكري الباب وراج..

نوف ماحبت تزودها معاه، لأنها كانت متأكدة إنه يبكي، حست قلبها يتقطع ألف قطعة عليه، أخر مرة شافته يبكي كان عشان امتحانهم قبل 5 سنين.. الامتحان اللي خلاه يتأخر عنها..
بس ليش يبكي؟؟

طلعت نوف وتركته، لما تأكد عبدالعزيز إنها طلعت، شال الغطاء عن رأسه، وكشف عن وجه أحمر وعيون مليانة دموع

عبدالعزيز كان حساس بزيادة بس ما يبين.. وكان متباعد وخجول ومايحب يعبر عن مشاعره..فكان عبدالعزيز يحس بفراغ عاطفي كبير وضياع مايعرف سببه.. وظهور أمه المفاجئ وتره ، ورفع درجة إنفعاله لاقصى حد


**************


في بيت مها

الوضع مقلوب بعد ماوصلهم خبر خطبة سعود للدانة اللي كانت مفاجأة حقيقية لهم..

سعود أكبر من الدانة بسنتين ، وماحد منهم يطيق الثاني من يوم كانوا صغار، والي زاد في الكراهية بينهم، إن سعود ما كان مقتنع إن بنت عمه تدرس طب أساسا (دانة طبيبة أسنان توها مخلصة دراسة)..
وحاول سعود يفر رأس عمه ويقنعه مايخليها تروح رغم تفوقها في الدراسة، ومع إن الدراسة راح تكون في السعودية، وبتقعد في بيت خالها اللي ماعنده إلا بنات..

بس دانة كان لها مكانة كبيرة عند أبوها، هي أكبر عياله، وقدرت تقنع ابوها يخليها تروح.

وماحد منهم نسى للثاني موقفه، هو مانسى لها إنها كسرت كلمته اللي يمشيها على الكل، وهي ما نست له إنه كان بيضيع مستقبلها..

هو يسميها المعقدة، وهي تسميه المتوحش..


مها كانت بين نارين، بين حزنها وفرحتها، حزنها عن النصيب ما تم بين سعود وفاطمة وهي مو عارفة أشلون توصل الخبر لفاطمة

وفرحتها إن الدانة اللي هي تحبها كثير.. ماطلعت من عايلتهم وبتكون لسعود.. وخصوصا إنها كانت تحس إنه وحدة مثل دانة بشخصيتها القوية اللي تتحمل..... هي اللي تناسب شخصية سعود الصعبة..

وتتذكر مها دخلة سعود عليها بعد ما أتصل عليهم محمد وبلغهم بالأخبار:

كانت مها في غرفتها بروحها، دخل عليها سعود، نطت تبي تبوسه و تبارك له، لكنه أشر لها إجلسي..

كانت ملامح وجهه غامضة جامدة ما تعكس شيء من مشاعره.. اللي كانت تموج في داخله كبحر من غير قرار..

سعود بهدوء وكأنه قاعد يفكر في كل كلمة يقولها: مها اعتذري من فاطمة، وقولي لها الله ماكتب نصيب بيننا، وهي اللي بيرزقها بنصيبها اللي احسن مني..

قال كلمته وطلع فورا..

ومها وراه بتوترها وخوفها وانفعالها وحيرتها..


**************


هند قاعدة في غرفتها تتعدل قدام المرايه، دخل عليها فايز، وقف متسند على الباب وهو يطالعها بهدوء

هند وهي مستمرة في رسم الشدو على جفونها: مطول وانت واقف عندك؟؟

فايز بهدوء: شنو صار على الموضوع اللي قلت لج والمخطط اللي رسمته لج؟؟

هند بخبث: فايز حبيبي، موضوع مثل هذا ما يصير بين يوم وليل.. عطني وقت، وخصوصا إن نوف هالأيام مشغولة ما أدري بشنو؟؟ خلها تفضى لي.. ومايصير خاطرك إلا طيب..

فايز وهو يطلع: زين نصبر، نشوف اللي بيجي وراج..

***********************


قبل المغرب بشوي، جواهر وصلت أخرها من التوتر

مثل بنتها، غيرت لبسها عشرين مرة.. لحد ما أستقرت على بنطلون شوال واسع حرير ثقيل أسود يبين طولها.. وبلوزة حرير خضراء تنربط من عند الرقبة ومن عند الخصر بشرايط حرير طويلة عريضة من نفس القماش الأخضر اللي كان لايق جدا على لون بشرتها المخملية، ووجزمة كعب أسود عالي أبرز طولها زيادة.

واللبس اللي حطته في الشنطة عشرين مرة وهي تدخله وتطلعه، لحد ماأستقرت على اللبس اللي بتأخذه معاها، مع إنها نهائي غير مقتنعة إنها تنام في بيت عبدالله، بس لأجل عين تكرم مدينة..

المكياج احتارت وش تحط، كانت تبي تكون حلوة قدام عيالها، أخر شيء استقرت على ماسكارا ضد الماء استعداد للدموع، وروج لحمي فاتح من النوع الثابت..بعد ما توضت استعداد للمغرب..

ختاما: كان شكلها أكثر أكثر من خيال جمال وأناقة..

*******************


في بيت أبو فهد بعد صلاة المغرب مباشرة

موزة نايمة عندهم هي وعيالها من يوم أمس..
( موزة عمرها 25 سنة، وعندها بنتين: حلا 4سنوات ، وغلا سنتين.. )

موزة وفي يدها بيالة شاي: النوري قومي دقي على جواهر خليها تجينا، البارح كانت تعبانة وماقعدنا معها..


حصة نطت تقول: جواهر عندها مشوار ويمكن تكون راحت الحين هي وعبدالعزيز..

نورة وهي تخز حصة بعيارة: نعنبو، حافظة تحركات رجلي، تكونين أنتي مرته مو أنا هذا أولا، ثانيا موزة قالت النوري، ماقالت حصة يالملقوفة.

حصة استحت ورجعت تقعد مكانها..

موزة خذت ماي من غسول البيالات والفناجيل ورشته على نورة : انتي اللي نعنبوا.. حاطة دوبج دوب هالبزر، كم مرة قلنا لج كلنا، حصوص مالج شغل فيها..

نورة اللي تمسح وجهها وتضحك: عادي رشيني بالغسول، عشان ما تنظلوني يا خواتي الجياكر، بما أني أحلى وحدة فيكم..

وبعدين نورة قامت قعدت جنب حصة اللي مكشرة، تدغدغها: حصوص أنتي زعلانة علي؟؟؟ قولي إنج زعلانة..

حصة اللي ميتة من الضحك: والله ما ني زعلانة، بس فكيني حرام عليج..

نوره بابتسامتها: بنات ما يجون إلا بالدغدغة..

عقب موزة ألتفت على أمها: يمه ترى جواهر البارحة قالت لي، إنها هاليومين بتكون مشغولة، بس على نهاية الأسبوع بأروح أنا وياها نشوف حجوزات الصالات، وبأجيكم هنا أول بأخلي البنات عندج، وعقب بنروح.

نورة من سمعت طاري صالات وحجز، استحت وقامت..

موزة بعيارة: عدال شوفوا من اللي استحى.. وين اللي قبل دقايق مادة لسانها: رجلي ورجلي..

نورة هربت فوق.. وموزة تضحك وتقول: زين يامرت عزوز دواج عندي..


******************


في بيت عبدالله
بعد المغرب بشوي
وقت وصول جواهر قرب..

العيال كانوا متوترين، بس مقررين الالتزام بالخطة اللي رسموها.. وابوهم كان متوتر أكثر منهم..

عبدالله كان خلاص مستعد للسفر، كان مجهز شنطته ومخليها عند الباب

لابس بلوفر صوف أسود رقبته دائرية ماقدر يخبي تفاصيل عضلات صدره، وبنطلون أبيض تحسه مكوي بالمسطرة من قدم ماهو مستقيم ومرتب، وجزمة سودا جلد تلمع لمع..
كان شكله أقل ما يقال إنه استثنائي، اسثنائي في وسامته.. في رجولته.. في أناقته.. في حضوره..

نوف وعبدالعزيز اللي كان لابس ثوب جديد وغترة جديدة كأنه في العيد، قاعدين جنب بعض كل واحد منهم يفرك في يديه بتوتر..

رن موبايل عبدالله، نوف وعبدالعزيز نطوا من مكانهم واقفين، وعبدالله جاء بيرد طاح الموبايل من يده، لقطته نوف بسرعة ورجعته لأبوها وهي بتموت من الترقب..

عبدالله رد: هلا عبدالعزيز، تقول واقفين عند الباب الخارجي، أدخلوا أدخلوا الباب أصلا مفتوح، أقطع الطريق كامل لين توصل البيت، وقف سيارتك قدام باب البيت..

سكر ووجه كلامه لعياله: هذا خالكم، صاروا عند الباب خلاص..

نوف اللي خلاص موقادرة تستحمل من التوتر، شبكت ذراعها في ذراع أخوها اللي شد عليها

عبدالعزيز يسوق السيارة داخل حوش القصر الضخم وبين باب البيت الخارجي والبيت نفسه حوالي 700 متر، وعبدالعزيز يسوق وهو يقول: ماشاء الله ماشاء الله.. الله يزيده من خيره

جواهر نهائي ما كانت منتبهة للبيت ولا هامها، التوتر والترقب واللهفة كانوا بيذبحونها..

لما وقفت السيارة ، حست قلبها بيوقف مع السيارة، طفى عبدالعزيز سيارته، ونزل

وجواهر بعدها ما نزلت، لأنها حاسة إن رجولها موقادرة تشيلها

لف عبدالعزيز ناحية بابها وفتحه، وقال لها بلهجة حنونة: جواهر.. انزلي يا قلبي..

نزلت جواهر ومشت بخطوات مترددة ناحية باب البيت..

.............

بعد الغياب/ الجزء الثاني والعشرين



قدام بيت عبدالله

جواهر واقفة.. وهي تشد على يد أخوها عبدالعزيز: خايفة عبدالعزيز خايفة..

عبدالعزيز حاوط كتفها بحنان.. وقرأ عليها أيات من القرآن الكريم
وعقب قالها: سمي جواهر بسم الله وادخلي، لا تخافين من شيء..أنا جنبج

سمت جواهر بسم الله، ودفت الباب ودخلت، المكان كان فاضي.. لقت خدامة بس.. قالت لها: مدام جواهر؟؟

هزت جواهر رأسها، اشرت لها الخدامة على باب مسكر، وفتحته.. وقالت لها: تفضلي مدام هنا..

جواهر كل خطوة تحسها أثقل وتثبتها في الأرض
وعبدالعزيز يمشي جنبها وهو ماسك يدها
دخلو للغرفة اللي كانت عبارة عن جلسة صغيرة فخمة جدا وفيها روح عائلية حميمة..
ومحطوط على طاولة الضيافة الكبيرة اللي في نصها كل أشكال الضيافة وعدد من الترامس..

تنفست جواهر بعمق وجلست هي وعبدالعزيز.. بعد ما فسخت نقابها وعبايتها وطوتها
كانت تبي عيالها يشوفونها بشكلها الكامل، بدون العباية ورسميتها

طالعت شكلها في المرايه بعد ما مشطت شعرها ونثرتها على أكتافها وهي تشوف شكلها الخيالي الحسن في المرايه

عبدالعزيز ابتسم: والله حلوة وملكة جمال، لا تخافين عيالج موب مغيرين رأيهم لو كنتي شينة..

توترها وصل حده مع فتحة الباب.. اللي كان انفتاحه كأنه انفتاح في قلبها..

مع انفتاح الباب طلع ولد وبنت

حست قلبها بيوقف وهي تشوفهم ونطت واقفة، الولد لما شافها تراجع بسرعة، واخته لما شافته رجع رجعت معه..

جواهر خلاص...
حست قلبها مــــــــــــــــــات، ليه؟؟ ليه؟؟ لـــــــــــيـــــــــــــــه؟؟

مثل العطشان اللي بيموت من العطش.. خلاص على أخر رمق ينازع ملك الموت من العطش، يخلونه يشوف الماي ويشفقونه عليه.. وعقب يكبونه قدام عيونه المتلهفة، عشان تنزع روحه من مكانها بكل قسوة:

هذا كان إحساس جواهر


عبدالله كان قاعد في مجلسه الداخلي بيموت من الفضول والترقب، يبي يعرف عياله أشلون بيقابلون أمهم
لكنه فوجئ بعياله يرجعون عليه خلال أقل من دقيقة، عبدالعزيز أول.. ووراه نوف تصيح عليه: وش فيك يالمجنون؟؟ ليش سويت كذا؟؟

عبدالعزيز مارد عليها، وتوجه لأبوه وسأله بشكل مباشر: يبه المره اللي داخل أنت متاكد إنها أمنا؟؟

عبدالله بقلق: إيه متأكد.. بقص عليكم يعني في موضوع مثل هذا..

عبدالعزيز بلهجة محايدة: بس يبه المرة اللي داخل شكلها صغيرة وايد، بعدين يبه حلوة زيادة عن اللزوم وقاعدة متكشفة، خفت إنها تكون مرت خالي ومو حلال علي أشوفها..

عبدالله بتشكك: خالك متملك بس مابعد تزوج.. تدري.. أنتظر دقيقة أكلمه.. (حتى عبدالله تشكك: شنو سالفة حلوة زيادة عن اللزوم ذي، هذي شكلها تبي تجلطني، مو كفاية علي الصوت والطول اللي جننوني، تجيني سالفة حلوة بزيادة بعد)

عبدالله دق على عبدالعزيز، اللي قلبه متقطع على منظر أخته اللي قاعدة متبلمة بدون كلمة، كأن الروح انسحبت منها..

عبدالعزيز بعصبية: عيالك وش فيهم يا عبدالله؟؟ عيب عليهم والله الحركة اللي سووها؟؟

عبدالله باستفسار: انت معك حد غير جواهر؟؟

عبدالعزيز بنفي: لا بس أنا وجواهر، وش السالفة يا بو عبدالعزيز؟؟

عبدالله بابتسامة: عزوز شايف أمه صغيرة وحلوة، وخاف إنها تكون زوجتك واستحى.. وكاهم جاينكم الحين، قالها عبدالله وهو يأشر لعياله روحوا..

عبدالعزيز يلتفت لأخته اللي كانت في عالم ثاني
كانت متوقعة كل شيء، وأي شيء
إلا إنهم يتجاهلونها بهذي الطريقة اللي ذبحتها من الوريد للوريد : جواهر جواهر: يا حليله ولدج من كثر ماهو شايفج حلوة وصغيرة فكرج زوجتي واستحى فهرب.. وكاهم راجعين

تسللت ابتسامة صافية لشفايف جواهر وحست كأنها كانت مثل واحد مخنوق أرسلوا له الهوا على أخر نفس: فديته اللي يستحي..

***************


رجع الباب ينفتح بشويش
ونوف وعبدالعزيز يدخلون
جواهر من شافتهم.. رجعت تنط واقفة
قربوا منها بشويش، وهم حاسين بالتوتر، شكلها أختهم مو أمهم..

وجواهر كانت تطالعهم بتمعن
تبي تحفر ملامحهم بوسط عيونها وتسكر على صورتهم فيها لا حد يسرقها منها

عبدالعزيز يسلم لي فديته على هالطول، بس ليش نحيف كذا ياقلب أمه، أكيد ما يأكل؟؟

نوف ياربي يخلي الحلوين، من وين جايبة هالحلا كله يا قلب أمج أنتي؟؟

قربوا بشويش وهم يطالعونها بتمعن
معقولة هذي أمهم؟؟
صغيرة لهالدرجة
وحلوة لهالدرجة
كأنها عارضة أزياء مو دكتورة جامعة مثل ما قال أبوهم..

كانت جواهر تبتسم
وعيونها تبتسم
وقلبها يبتسم ويغرد وبيطير من مكانه
حست أنه مستحيل يكون فيه إنسان سعيد في العالم كله، قد ماهي سعيدة في هذي اللحظة
حست كأن حمل وهم السنين الي فاتت انزاح كله..
وإنها لو ماتت بعد ما تحضن عيالها لحضنها، بتموت وهي سعيدة لأنها خلاص ماعادت تبي شيء من الدنيا

افتحت ذرعانها لهم: نوف كانت أول من قربت منها بحذر، شدتها جواهر وحضنتها بكل قوتها
كل اللي كانت نوف مقررته:
إنها بتكون باردة
وبتعاقبها على تركها لهم
حست إنه تبخر في الهوا..
وهي تحس بشعور عمرها عمرها ماحسته
حست بأمان وحب عمرها ماحست انه ممكن يكون موجود على الأرض
حست بإنفعال يهزها هز عنيف مثل الزلزال..
شدت على حضن أمها بكل قوتها وهي تبكي بحرقة ووجع: يمه ليش خليتينا؟؟ ليش خليتينا؟؟

جواهر بكت بدورها وهي تلم بنتها بقوة و تقول: أنا والله ما خليتكم.. والله ماخليتكم، أنا 17 سنة وأنا بأموت من لهفتي عليكم

بعدها..
فلتت نوف اللي ماكانت تبي تبعد من حضنها بالراحة
وألتفتت ناحية ولدها.. اللي كان واقف يراقبهم ودمعته حايرة بعينه
مدت جواهر يدها له، وشدته لصدرها بقوة وحنان وهي تحضنه بكل قوتها وتبكي: والله صرت رجال يا عبدالعزيز، والله وصرت رجال يا قلب أمك..

عبدالعزيز اللي كان جسده متصلب شوي أول ماحضنته
أول ماحس بريحتها الطبيعية تداعب أنفه، إنهار يبكي بشكل هستيري

الشي اللي ماحد يعرفه عن عبدالعزيز، إنه كان دايما حاس إنه فيه شي ناقصه وضايع منه
ومن وهو طفل في أنفه دايما رائحه يموت ويلقاها، أحيانا يصحا من النوم يبكي وهو يحس هالرائحة محاوطته.. مايعرف شنو هالرائحة ولا وش سرها
بس لما شم ريحة أمه عرف شنهي، الرائحة اللي علقت في عقله الباطني واحاسيسه الدفينة وهو طفل مولود في حضن أمه..
حس إن حيرته اللي كان عايشها والضياع اللي كان ذابحه انتهى في حضن أمه..

من قد ماكان عبدالعزيز منهار.. نزل وجلس على الأرض وهو شاد على أمه مو قادر يفلتها، نوف صارت مثله تبكي بهستيرية..

أخوها عبدالعزيز حس إن الموقف كان أكبر منه.. وبدأ هو بعد يبكي غصب عنه
طلع من الغرفة بدون ماحد ينتبه له، مع أنه كان يبي يسلم على عيال أخته
بس قال خلاص خلهم يخلصون انفعالهم هم وأمهم.. وانا لاحقين علي

طلع وسأل الخدامة عن مكان عبدالله وراح له

**************

في مجلس أبو علي..

كان سالم قاعد متوتر شوي، مو عارف أشلون يفتح الموضوع اللي هو جاي عشانه..

أبو علي: حس أنه سالم عنده كلام، فحب إنه يقصر عليه الخطوة: سالم ، في خاطرك شيء يا أبوك..

سالم تنفس براحة إن عمه ريحه: يبه أنت عارف إن الفصل هذا خلاص قده بيخلص، وأنت عارف إنه صار لي متملك سنة، أنا بصراحة خلاص ماعدت قادر أصبر على الوحدة وعيشتي بروحي عقب جدتي الله يرحمها.. أنا أبي أعرس خلال عطلة نص السنة هذي، يعني بعد شهر بالكثير..

أبو علي انصدم: زين يا أبوك يومك تبي تعرس في ذا العطلة، كان قلتنا قبل كم شهر تجهز البنية..ويشوفون لهم حجز..

سالم بهدوء: يبه أنا معطيهم المهر من يوم تملكت، يعني أمداها اشترت سوق الدوحة كله، تكفى يبه تكفى، خلاص قدني باستخف من قعدتي بروحي..

أبو علي محتار وحس إنه بين المطرقة والسندان: خلاص يا أبوك مايصير خاطرك إلا طيب..

سالم: خلاص أنا بأتفق أنا وسارة، وبوديها بكرة تشوف حجز الصالة، بعد أذنك..

أبو علي وتفكيره مهموم: كيفك أنت وأختك..


*************


عبدالله اللي شوي يقعد..
وشوي يوقف..
وشوي يمشي
حاس إنه بينفجر من الفضول والترقب

لما شاف الخدامة تدخل عبدالعزيز عليه، حس كأن ماي بارد انكب عليه من الراحة، بلهفة: تعال عبدالعزيز تعال بسرعة قل لي وش صار؟؟

لما قرب منه عبدالعزيز وشاف عيونه المحمرة من البكاء، ارتعب، يعرف عبدالعزيز من هو صغير كان مستحيل يبكي، وش الشيء الكايد اللي خلاه يبكي؟؟؟

عبدالله برعب: عبدالعزيز وش اللي صار واللي يرحم والدينك؟؟

عبدالعزيز بحزن: اللي شفته اليوم شي عمري ماشفته.. عمري ماشفته.. ماشفت عيالها اشلون تعلقوا فيها يبكون بسهتيرية.. صدق إن الدم عمره مايصير ماي، وصدق يوم قالوا الدم يحن... الشيء اللي ماقدرت استحمله يوم شفت عبدالعزيز طاح على الأرض..

عبدالله وقف بحدة.. متخرع ومرعوب.. يبي يروح لهم يوم سمع إن عبدالعزيز طاح.. الخبر اللي خلا قلبه يوقف
مسكه عبدالعزيز بحزم: وين رايح يا عبدالله، أختي متكشفة وموب حلال عليك تدخل عليها..

عبدالله حس إيديه تربطت: تكفى عبدالعزيز، روح لأختك قل لها تغطى، أو خل عبدالعزيز يطلع علي أتطمن عليه..

عبدالعزيز بابتسامة: تطمن يا ابن الحلال، عبدالعزيز ماعليه شر، كل السالفة إنه كان منفعل شوي.. أجلس إجلس، خل العيال يشبعون من أمهم..

جلس عبدالله وباله يودي ويجيب على عبدالعزيز اللي يعرف إنه مايعبر عن مشاعره.. اشلون صار له كذا


**************


مها محتارة ومهمومة، تبي تتصل بفاطمة، موعارفة أشلون توصل لها الخبر، صحيح إنه ماصار شيء رسمي، والخبر ما تعدى سوالف بنات..

بس هي بروحها حاسة بفاطمة، وحاسة أشلون بتكون منحرجة.. بل ميتة من الحرج، يعني عقب ماهي وافقت عليه، يروح يخطب بنت عمه!!

أخر شيء، تفكير مها هداها تتصل بمنيرة، وتقول لها كل شيء بالتفصيل الممل، منيرة طبعا كانت متفهمة هالعوايد.. وهي شخصيا مقدرة موقف سعود.. بس اشلون تشرح السالفة لفاطمة؟!

أخرتها منيرة توكلت على الله لأن مها حطتها في وجه المدفع، والثنتين صديقاتها وأكثر من خواتها، ولازم هي تتدخل بلباقة عشان تضمن إنه مايصير حساسية بين فاطمة ومها..

بسم الله ودقت على فاطمة..
جاها صوت فاطمة المرح: هلا والله بمناري حرم أستاذ سالم..

منيرة بصوت هادي وجدي: هلا والله فيس..

فاطمة بحذر: عدال وش هالرسمية اللي عندج اليوم؟؟

منيرة بهدوء وحزن: فاطمة فيه عندي خبر لس، اسمعيني لين الأخير وخليني أشرح لس كل شيء

فاطمة بخوف بدأ يتسلل لنفسها: شالسالفة منيرة؟؟ لا تخرعيني..

منيرة بحذر: سعود خطب بنت عمه اليوم..
............













بعد الغياب/ الجزء الثالث والعشرين



المكالمة مستمرة بين منيرة وفاطمة، منيرة ماسكتت تشرح لفاطمة اللي كانت تسمع.. وهي ساكتة..

خلصت منيرة كلامها وهي خايفة من ردة فعل فاطمة.

سألتها فاطمة بهدوء: خلصتي كلام؟؟

منيرة بحذر: إيه..

صوت ضحكة فاطمة الناعمة تتعالى

منيرة مو مصدقة إذنها، كأنها سمعت فاطمة تضحك: فاطمة أنتي تضحكين؟؟

مافيه رد.. بس صوت فاطمة ميتة من الضحك
انتظرت منيرة فاطمة لين تخلص ضحك، وهي بتموت من الاستغراب والدهشة..

فاطمة تتسائل: مناري بعدج معاي على الخط؟؟
منيرة: قاعدة أنتظرس تخلين ضحك يا ملا البط.. ممكن أعرف وش اللي يضحكس؟؟

فاطمة بابتسامة: خبالج أنتي ومها؟؟

منيرة باستغراب: ليه يالشيخة؟؟

فاطمة ببساطة: أنا بسألج سؤال؟؟ كلنا كبنات معجبين بشخصية محمد العريفي، وبطول رامي عياش، وبوسامة أحمد عز، وبجسم سلفستر ستالون.. هل إحنا نبي نتزوجهم كلهم؟؟

منيرة وهي موفاهمة فاطمة وش قصدها من السؤال: لا طبعا..

فاطمة بنفس صوتها الهادي المبتسم: عيل ليه سويتوها سالفة أنتي ومهاوي، يا قلبي أنتي وياها السالفة أبسط من كذا بكثير، أنا كنت معجبة بشخصية سعود ما أنكر، مثل ما أنا معجبة بشخصيات ناس كثير، بس عمري مافكرت فيه كزوج، لكن لما مها قالت لي إنه يبيني، حطيت السالفة في ذهني وقلت ليش لا؟؟

ولما هو الله كتب له بنت عمه، فأكيد أنه لا أنا نصيبه ولا هو نصيبي، ونصيبي بعده ياي في الطريق.. فليش أزعل على شيء مو لي..

منيرة ظلت ساكتة شوي متعجبة من تفكير فاطمة المنطقي العقلاني: الله يكملس بعقلس، ماشاء الله ليت الله يعطيني شوي من عندس

فاطمة وهي تبتسم: وشوفي قدرة رب العالمين في نفس اليوم اللي أوافق عليه، وقبل ما يصير أي حكي رسمي كان ممكن يربطنا ببعض، يكون الحكي الرسمي هو خطبته لبنت عمه... هذا أكبر دليل إن الله سبحانه وتعالى يهدي الإنسان للاصلح.. وأن الله نهائي ما كتب نصيب بيننا... بينما النصيب الحقيقي كان بينه وبينها..

منيرة متعجبة: ماشاء الله وش ذا الدرر اللي تطلع منس اليوم..

فاطمة تضحك: أنا من زمان كلي درر..بس ماحد مقدرني، كله تقولون دلوعة ومخي فاضي.. ماعطيتوني فرصة أعبر عن إمكانياتي الفكرية..

منيرة بعيارة: ليتني ما مدحتس.. مشكلتس تصدقين بسرعة..


******************


جواهر جالسة على الكنبة وعيالها محاوطينها كل واحد بناحية، وهي ضامتهم لها

حاسة كأنها ماسكة القمر بيد والشمس بيد من قد ماهي مبسوطة وسعيدة وقلبها طاير فوق السحاب..

نوف ماسكة يد أمها كأنها خايفة إنها تهرب منها، خايفة حتى تسكر عيونها تفتحها ماتلقاها..

عبدالعزيز اعتدل في جلسته، وتوجه في جلسته لأمه وهو يطالعها، كان حاس بسعادة صافية صافية لأبعد حد، بعد ماكان يحس قبل إن سعادته دايما ناقصة وفيه شيء يخربها، حط يده على خد أمه كأنه يبي يتأكد إنها موجودة ومو حلم، جواهر خذت يده وحضنتها بكفها وباستها: في عيونك كلامك يمه؟ وش تبي تقول؟؟

انصدم عبدالعزيز.. أشلون عرفت إنه يبي يتكلم قبل يتكلم، ماحد كان يحس به بهالسرعة إلا نوف، اللي صار يحسها بعيدة عنه من فترة: إيه يمه عندي شيء أبي أسال عنه؟؟

جواهر وعيونها كلها حنين وصوتها يذوب حنان ولهفة وصدق: قل لي يمه بعد؟؟ اثنينكم قولوا لي يمه، لو أقعد أسمعها مليون سنة ما أشبع منها، يالله ما تتخيلون وش كثر ولهانة عليكم ومشتاقة لكم، أنا كل ليلة ما كنت أقدر أنام إلا على ملابسكم مفروشة على سريري.. أنا في بعدكم كنت أموت في اليوم ألف مرة.. وتعذبت عذاب ماشافه إنسان.. عايشة على حلم واحد هو اليوم اللي بأضمكم فيه لصدري

نوف وعبدالعزيزسألوا السؤال في نفس اللحظة: زين ليه خليتينا يمه، مادمتي تحبينا كل هالحب؟؟

جواهر سحبت نفس عميق واللحظة اللي هي خايفة منها جات: أسمعوني يا عيالي، أنا والله العظيم 17 سنة ما أدري عن مكانكم أو أنتو ميتين أو أحياء

بس قلبي كان يقول لي أنكم أحياء، كنت أحس إن نفسكم على الارض هو اللي معيشني وأني أتنفس نفسكم اللي مادني بالحياة وبالقوة وإلا يمكن كان انتهيت من زمان ، وأقسم لكم، إني ماعرفت أنكم موجودين هنا إلا أمس

وعشان خاطري يا عيالي، مافيه داعي تستفسرون أكثر
بيجي يوم وتعرفون كل شيء بدون ما تسألون.. بس الحين لا تخربون فرحتي بشوفتكم..

نوف وعبدالعزيز بعد ماشافوا أمهم.. وحسوا فيها.. وفي حنانها اللي حسوه مثل بحر يلفهم بإحساس عمرهم ماعاشوه
ماكانوا بحاجة إنه حد يقول لهم
أنهم يبعدون عن تفكيرهم أي شيء ممكن يخرب فرحتهم بأمهم
لأن هذا كان قرارهم اللي كل واحد خذه في أعماقه..( أمنا بعد ما الله رجعها لنا مستحيل نفرط فيها أو نزعلها، كفاية عليها اللي هي شافته وإحنا بعيد عنها.. وكفاية إن الله رزقنا بأم)

جواهر من ناحيتها كانت تفكر: (صحيح إني أنقذتك يا عبدالله، بس كان عشان عيالي مو عشانك، وأنتظر علي لين أفوق لك وأوريك شغلك بعيد عن عيالي)

**************


في بيت أبو خالد

دانة معصبة لأخر حد، وحاسة إنها بتنفجر: يمه الله يهداش وش هالخرابيط؟؟ شنو يحيرني؟؟ وولد عمي؟؟ وين عايشين؟؟ وفي أي عصر؟؟

ماتبون الرجّال اللي جا يخطبني؟؟ عادي.. أرفضوه.. مافيه داعي لحركات عصر الجاهلية، ويقوم الشيخ سعود اللي جاي على حمارته العرجاء، عشان يحيرني..

يمه سعود هذا أنا ما أبيه.. ما أبيه.. أقعد عانس في بيت أبي أشرف لي.. لو سعود أخر رجّال في الدنيا ما أبيه.. وماحد يقدر يغصبني عليه..

دانة وهي قاعدة تصارخ، دخل أبوها اللي سمع الجزء الأخير من كلامها كله، توجه لدانة بعصبية..
وعطاها كف بكل قوته على وجهها وهو يقول: اقطعي واخصي، والله طلع لش لسان يا بنت هادي..

دانة اللي طاحت على الكنبة من قوة الكف، حطت يدها على خدها وهي تطالع في أبوها بعيون كلها دموع ودهشة: عمرك ما سويتها ، عمرك مامديت يدك علي، تضربني الحين قدني مره..

أبو خالد اللي حاس في داخله بحزن كبير عشان مد يده على الدانة الغالية: وانتي عمرش ما كسرتي كلمتي، جايه تكسرينها الحين، وتصغريني قدام الرياجيل، يعني عشان صرتي دكتورة سنون، كبر رأسش على أبيش، الظاهر إن سعود كان عنده حق، والمفروض إني ماخليتش تدرسين ذا الطب اللي نفخ راسش ..

دانة اللي كانت مجروحة ومصدومة ومكسورة، قامت ودنقت على يد أبوها وباستها ثم باست رأسه وقالت: ما يصير خاطرك إلا طيب يا بو خالد، وسامحني على قلة حياي، ولو تبي تذبحني أنا طوع يدك ما أردها..

*************

في مجلس عبدالله الداخلي

هو وعبدالعزيز قاعدين، عبدالله بيجن من الفضول والترقب والخوف
خايف تكون جواهر قالت لعياله على سالفة خطفه لهم

عبدالعزيز قاعد بكل هدوء يتقهوى..

عبدالله بعصبية: يا أخي أحر ماعندي أبرد ماعندك، قوم شوف أختك وعيالها خلصوا الفيلم الهندي أو لا؟؟

عبدالعزيز بابتسامة: يا أخي 17 سنة وهم عندك، مستكثر على اختي ساعة؟؟

عبدالله بنفاذ صبر: أنت وبرودك، أنا طالع المطار، أبي اشوف عيالي وش أخبارهم؟؟ وعقب خل أختك تشبع فيهم.. لو تبي تسويهم سلطة وتأكلهم بكيفها..

عبدالعزيز يضحك: يا حليلك إذا عصبت..

عبدالله اللي ضحك غصبا عنه: يا أخي تقوم تشوفهم، وإلا قمت أنا، وماعلي منك، تسوي لي سوالف المطاوعة وأختي متكشفة، وما أدري شنو؟ مالي شغل..

عبدالله كان عنده سبب ثاني للهفته، في داخله كان بيموت يبي يعرف سالفة (حلوة زيادة عن اللزوم)ذي، يبي يصيد عياله يسألهم...

وش فيك يابو عزوز، أنت بتخلي كلام ولد مراهق يشغلك، عزوز وش عرفه بالجمال، هذا جيل عندهم رزان المغربي الكويحة ملكة جمال؟؟

وانت بعدين ماعمرك اهتميت بالجمال ولا حتى بجنس الحريم كله.. وش فيك يابو عزوز؟؟ وش فيك؟؟ هذي مراهقة متأخرة.. أتق الله واستغفر ربك المره موب حلال لك............ زين يا ابن الحلال أبي أدري بس لو هي حلوة، موب عيب، بسأل نوف، هي اللي تعرف الجمال الصح موب عزوز..

ياسلام لو طلعت حلوة، مخططك اللي أنت راسمه بيكمل بشكل حتى أنت ما تخيلته ولا في أحلى أحلامك..


***************


خالد في الحمام في غرفته يتحمم، توه واصل من عشا سعود..كان تارك جواله وأغراضه على السرير.. دانة اللي خدها بعده مولع أحمر من أثر الضربة، دخلت الغرفة وهي تتسحب، وبرأسها موال

بشويش جلست على السرير، خذت موبايل خالد، دورت بسرعة في القائمة، يوم وصلت الاسم اللي هي تبي حست قلبها بيوقف، وأصابعها ترتعش وهي تحاول تنقل الرقم لموبايلها

نقلت الرقم بعد ما حست أنها ممكن تنشل أو يصير لها شيء من قد ماهي ماكانت متوترة وخايفة.. تركت الموبايل في مكانه، وطلعت بنفس الطريقة..

بسرعة ركضت لغرفتها، وقفلت الباب عليها، جلست على السرير، وخذت موبايلها بثقة وهي مقررة تنفذ مخططها..

وقتها سعود كان في غرفته متمدد على سريره بعد ماراحوا الرياجيل اللي تعشوا عنده، اللي كانوا جايين يخطبون دانة

كان حاس بالقرف من الدنيا كلها.. حاس بالهم راكبه من ساسه لراسه، كان خلاص رسم له حياة مع فاطمة، اللي مثلت له بنعومتها ودلالها نسمة هوا كانت بتمر على صحراء حياته القاحلة:
( الظاهر إنه الهم مكتوب علي ، "كل ماقلت هانت، جد علمن جديد" ، دانة عاد.. وأشلون أبلعها ذي؟؟)

سعود بالنسبة لعوالم الحريم يعتبر خام جدا.. حتى فاطمة لما كان يبي يخطبها، عجبه فيها رقتها ونعومتها في المرة الوحيدة اللي شافها فيها.. حس إنها ممكن تكون بلسم رقيق في حياته الجافة.. لكن الحب عمره ماخطر بباله الواعي.. ولا دق له قلبه.. ولا عرفه .. كان يفكر فقط بطريقة 1+1=2

سعود اللي كان بدا ينعس شوي ،رن موبايله، خذ الموبايل وهو ماله نفس يكلم حد، كان يبي يقفله، بس شاف الرقم غريب، خاف يكون حد محتاجه في شيء: ألو
- ألو (صوت أنثوي)
-
- نعم أختي.. وش تبين؟؟ ( سعود بطريقته القافلة)
-
- أبي أقول لك كلمتين (الصوت الأنثوي بثقة)
-
- ومن متى تعرفيني عشان يكون بيننا كلام..؟؟
-
- والله يقولون أنك بتصير زوجي، فبغيت أمنع المأساة قبل تصير (الصوت الأنثوي ببرود)
-
- دانة ؟؟ (سعود متفاجئ، لكنه حافظ على صوته البارد)
-
- نعم يا ولد عمي. (دانة بهدوء)
-
- وماعلموش هلش يا بنت عمي إنه عيب عليش تكلمين رجّال ما تربطش فيه علاقة (سعود ببرود غاضب)
-
- وإن شاء الله ما تربطني فيه علاقة، وهذا سبب اتصالي، أنا ما أبيك يا سعود، وما أعتقد إن رجولتك تسمح لك تأخذ وحدة مغصوبة عليك (دانة بهدوء)
-
- خلينا من شماعة الرجولة، اللي ياحبكم يا بنات للتمساح فيها، تتوقعين إنش إذا قلتي لي رجولتك وخرابيطكم ذي، إني بأحترق عشان رجولتي وأقول روحي يا بنت عمي، رجولتي ترفض اللي ترفضني.........

وسكت شوي ودانة مو قادرة تتخيل إنسان عنده هالبرود اللي يقتل..
وكمل بذات البرود: وإلا تبيني أطلع روحي مضحكة قدام الرياجيل، عشان رجولتي تجي مفصلة على مقاسش..
اقصري الحكي يا بنت عمي، وروحي أمسي أحسن لش
وإذا أنتي عايفتني مرة، أنا عايفش 20 مرة..
بس العرس بتأخذيني ورجلش فوق رقبتش..
والملكة بكرة كان ماعندش خبر..

دانة كانت مذهولة ومو قادرة ترد
وهو كان رده عليها إنه قفل السماعة بوجهها
ورمى موبايله جنبه بعد ما قفله، مفكر إنها بترجع تتصل له.. ما درى بالجرح العميق اللي سببه لكرامة دانة، اللي حست إنها بدت تنهان بقسوة مع بداية سالفة سعود معها..

*************

عبدالعزيز دخل على أخته وعيالهم، اللي كانوا قاعدين يسولفون بحماسة، كل واحد من العيال يبي يقول لأمه وش سوى في حياته كلها، وهي مو قادرة تلحق عليهم، وكل واحد منهم يتكلم شوي، وهي حاسة بالسعادة المصفاة..

عبدالعزيز بحب: هاه يا عيال ما تبون تسلمون على خالكم؟؟

العيال نطوا، كل واحد منهم يبوس خاله من ناحية، بس خالهم حضنهم بقوة وهو يقول: زين لقيناكم، أمكم كانت خلاص قربت تستخف.. قالها وهو يطالع جواهر بابتسامة وحب.

جواهر تطالع الثلاثة بحب، عيالها الثلاثة كلهم قدامها، خلاص ماعاد تبي من الدنيا شيء..

عقب عبدالعزيز قال للعيال بمودة صافية: يا عيال روحوا لأبوكم، أبوكم بيطلع للمطار وناطركم يسلم عليكم

العيال طالعوا أمهم، كأنهم خايفين يروحون تروح عنهم، أشرت لهم روحوا..

بعد ماطلعوا جاء أخوها وجلس جنبها، هي حطت رأسها على كتف عبدالعزيز اللي حضنها بيده، وبدت تبكي: لحول أم عزوز، ليش تبكين بعد؟؟

جواهر بفرح: هالمرة مبسوطة يا قلبي.. مبسوووووووطة..



العيال طلعوا لأبوهم في الصالة اللي ابتسم من قلبه لما شاف الفرحة في وجووهم.. وعيونهم تلمع بلمعة عمره ماشافها: هاه شباب.. كأنكم نسيتوا أبوكم؟؟

نوف وهي تحضنه بحب: ماعاش من ينساك بس مبسوطين بأمنا، واااااااااااو يبه أمنا تجنن تجنن، يعني أنا لو كنت بانقي لي أم على كيفي، ماكان وصلت في أقصى حدود خيالي لأم مثل أمي..

أبوهم بحنية: لهالدرجة ياقلبي؟؟

تكلم عبدالعزيز اللي حب خشم أبوه: واكثر من كذا يبه، والله أكثر..

استغرب عبدالله تعبير عبدالعزيز عن مشاعره، وحس بسعادة كبيرة جدا إن عزوز انفكت عقدته الكلامية..

وعبدالله بعد ما تطمن على عياله تذكر الشيء الثاني اللي كان هامه: هاه نوف، أمج ستايل، وإلا دقة قديمة..؟؟؟

نوف مثل الشلال وبنفس الطريقة اللي كان أبوها متوقعها ويبيها: وااااااو يبه واو، إلا ستايل ونص
رفيقاتي كلهم بيموتون من الحرة يوم بشوفون أمي
بيحسبونها أختي، ملكة جمال يبه والله ملكة جمال، عمري في حياتي ماشفت وحدة حلوة كذا..

عبدالله بخبث: عشانها أمج شايفتها حلوة..

نوف بدفاع: لا والله، والله تجنن يبه تجنن، أكيد أنت كنت اعمى يوم طلقتها وإلا هذي وحدها يطلقها زوجها.......

نوف سكتت.. حست إنها تجاوزت حدها، وخصوصا يوم شافت أبوها يخزها بغضب

كملت وهي تبلع ريقها: تروح وترجع بالسلامة يبه، باسته على راسه، تبي ترجع ركض لأمها..

ونفس الشيء سواه عبدالعزيز..

ناداهم أبوهم: أنتظروا وين رايحين، قولو لأمكم تتغطى، أبي أسلم عليها قبل أروح المطار...

العيال جاو وقالوا لأمهم
جواهر كان ودها تقول: خلوه يذلف في اللي ما يحفظه..
بس قامت تلبس عبايتها ونقابها، عشان تسلم عليه غصبا عنها عشان ما تجرح عيالها في أول لقاء لها معهم..

جواهر وقفت على باب الجلسة اللي هي كانت قاعدة فيها.. وعبدالله واقف قريب من باب البيت، بينهم كم خطوة

أول مرة يشوفون بعضهم وجه لوجه وكل واحد منهم عارف الثاني..

وشتان بين نظرة جواهر ومشاعرها السلبية جدا ناحية عبدالله، ونظرة عبدالله ومشاعره الايجابية جدا ناحية جواهر..

عبدالله قرب كم خطوة وقال بصوته الواثق الرجولي وفي نبرة فيها اهتمام دافئ وحنون وهو يركز عيونه على عيون جواهر: مع السلامة يا أم عبدالعزيز، الله الله في العيال، وترى البيت بيتج..

جواهر اللي ما كانت تطالع فيه، كان نفسها ترد عليه رد يبرد قلبها فيه شوي
بس اللي هي قدرت تقوله حفاظا على منظرها قدام عيالها: تروح وترجع بالسلامة... وقلبها يقول: إن شاء الله تروح ما ترجع..

عبدالله ظل واقف ساكت لدقيقة وهو يتمعن في جواهر، وهو حاس بتيار مشاعر غريب يجتاحه بعنف، بس أخيرا تمالك نفسه وهو يلقي نظرة خاصة على جواهر وعيالها ماسكين في يديها
شال شنطته للسيارة اللي كان ينطره فيها أفضل السعيد جدا جدا بالأخبار والتطورات الجديدة..

العيال رجعوا لأمهم، بس هالمرة كان الحوار بينهم وبين خالهم، اللي كان يستفسر منهم عن كل شيء في حياتهم ودراستهم، وجواهر بس تسمع.. وتطالع.. وتستمتع..
حاسه بسعادة غير معقولة.. سعادة بدون حدود.. السعادة اللي هي كانت تنتظرها طول عمرها

بعد دقيقتين..
رن موبايلها برنة مسج..
فتحت المسج بدون اهتمام
فتحت عينها مو قادرة تصدق المكتوب

مستحيل.. مستحيل..

كان المكتوب صدمة مدوية بكل معنى الكلمة..

...................


بعد الغياب/ الجزء الرابع والعشرين


بعد دقيقتين..
رن موبايلها برنة مسج..
فتحت المسج بدون اهتمام
فتحت عينها مو قادرة تصدق المكتوب

مستحيل.. مستحيل..

كان المكتوب صدمة مدوية بكل معنى الكلمة..


"حتى أبنائك ذاتهم أسكرهم جمالك
فكيف برجل محروم مثلي
كل خبرته في عالم النساء
ليلة.. ليلة واحدة فقط لاغير..
.
أسكريني..
أصيبيني بالجنون..
رغم أني مجنون بك منذ سمعت همستك الأولى..
.
.
.
تزوجيني "


*************


جواهر بعد وصلها المسج تضايقت شوي
وبعدها قالت في نفسها:
(الخسيس موب هاين عليه أنبسط مع عيالي، إلا ينكد علي، لكن والله ما أنوله اللي في باله، أنا الليلة ماراح أخلي شيء يخرب فرحتى بعيالي
قال تزوجيني قال، تزوجه عزرائيل آمين عاجل غير آجل
وقال مجنون فيني، يارب تستخف صدق وتصير من سكان قسم المجانين الخطرين
وقال المسكين ماعرف من عالم النساء إلا ليلة، مفكرني بنت يومين يقص علي، خله ينقلع هو ووجهه.. الله يقلعه)

وبعدها رجعت جواهر تسولف مع عيالها وهم يسولفون لها، كأنهم عندهم جوع للكلام، أو عمرهم ما تكملوا.. العيال كانت فرحتهم بأمهم، أكبر أكبر من كل تخيل تخيلوه..

بعدها تنحنح عبدالعزيز وقال: وشرايج جواهر بكرة بنسوي لعيالج عشاء عندنا في بيتنا، عشان خالي وهله والجماعة كلهم يعرفون برجعتهم.. بنسوي عشاء كبير بأعزم كل معارفي وانتي إعزمي كل اللي تبين، بنخلي عشا الحريم في بيتنا، وعشا الرياجيل عند بيت خالي..

عبدالعزيز قاطع كلامهم بهدوء: خالكم بنروح نسلم عليه لو بغيتوا، بس العشاء لازم تنطرون أبوي لين يجي، مايصير عشا للرجال وأبوي ما يحضره..

ابتسمت جواهر وعلى قد ما كانت متضايقة من سيرة اللي ماتطيق سيرته، كانت مبسوطة من لفتة ولدها اللي تدل على رجولته: تم يا أمك اللي تبيه، بننطر أبوك لين يجي.. بس بكرة لازم تروحون تسلمون على خالي، هذا في مقام جدكم، وما تخيلون وش كثر بينبسط بشوفتكم..

نوف وهي تبتسم: الظاهر إحنا ما كتب لنا ربي جدان غير خوال أبوي وأمي..


*****************


سارة قاعدة في غرفتها تدرس الامتحانات قربت، وهي معروفة بتقاديرها العالية، رن موبايلها، استغربت من اللي بيتصل عليها الساعة 11 بالليل..
لقطت الموبايل، كان سالم، استغربت: غريبة متصل هالوقت؟؟
- هلا سالم.. من وين الشمس طالعة تذكرت أختك المسكينة..
-
- عن العيارة، توني مكلمس أمس
-
- زين ويومك كلمتني أمس ومستكثرها، ليش تكلمني اليوم؟؟
-
- أبي أتزوج أختس..
-
- عن الخبال، بتتزوجها مرة ثانية يعني؟؟
-
- لا أبي أعرس العطلة هذي..
-
- سالم انا ماني متفرغة لخبالك تالي ذا الليل، أذلف خلني أدرس..
-
- احشميني يا قليلة الحيا، لولا أني أبغي خدمة من وراس، وإلا كان جيتس ودبغتس بالعقال..
-
- زين تبي خدمة اطلب، مو تقول لي عرس وخرابيط
-
- زين إنه هذي هي الخدمة، ابي اروح انا وياس بكرة،
وتنقي الصالة اللي تبينها، وسوي حجوزات كل شيء.. وابي العرس خلال شهر بالكثير مو أكثر..
-
- سالم انت صاحي؟؟
-
- انا بأمرس بكرة.. مع السلامة

سكر سالم التلفون، وسارة بعدها مو مستوعبة اللي هو قاله، حسبته يمزح..


************


الساعة صارت 2 بالليل
وجواهر وعيالها بعدهم على جلستهم وسوالفهم
بعد ماأستأذن عبدالعزيز منهم على الساعة 11، إنه يبي ينام شوي قبل صلاة التهجد، ووداه ولد أخته لوحده من غرف الضيوف، ورجع بسرعة كأنه خايف تفوته لحظة مع أمه..

نوف بحب: يمه تعبانة؟؟ تبين تنامين؟؟

جواهر وهي تمسح على شعر نوف: لا فديتج، بس أبي أقوم أخذ لي شاور، وأصلي ركعتين شكر لله اللي رجعكم لي.. وبعدين أصلي التهجد..

العيال كانوا متأثرين جدا، ومايبون يخلونها
فسألوها بتردد: ماعليه إحنا بعد نأخذ شاور ونبدل، ونجي لج في غرفتج عقب ما تصلين..؟؟؟

جواهر بحب: أكيد ماعليه، الليلة أصلا ماراح تنامون إلا بحضني..

نوف اللي حضنتها بحب: إيه يمه إيه.. أبي أنام بحضنج..

عبدالعزيز تنحنح: لا ماعليه يمه، أنا بأسهر معكم شوي وبأروح لغرفتي..

جواهر بحب: مافيه تسوي علي كبير يا عزوز، بتنام عندي أو أنا بأنام عندك..

عبدالعزيز اللي يسوي حاله جدي وهو مبسوط برجوعه لطفولته وحضن أمه: حاضر يمه اللي تامرينه..

العيال وصلوا أمهم لغرفة الضيوف الكبيرة، وتركوها بعد ماقالوا إنهم بيرجعون بعد ساعة، تكون تسبحت وبدلت وصلت..

جواهر مثل اللي انضربت على رأسها تذكرت نجلاء، اللي قالت لها إنها ماراح تنام لين تكلمها، وإنها ماراح تتصل عشان ماتزعجهم بس تنتظر اتصال من جواهر..

جواهر اتصلت وهي شبه متاكدة إن نجلاء نامت
بس عشان نجلاء تشوف الاتصال وماتحن عليها
مالحق الموبايل يرن رنة وحدة إلا نجلاء رادة بلهفة: ألو يالخايسة.. من لقى أحبابه نسى أصحابه..

حواهر وهي ترمي نفسها على السرير: مبسوطة يا نجلاء مبسوطة مبسوووووووووووطة، حاسة إني أطير، والله اطير بكل معنى الكلمة..

نجلاء بنبرة فرح غامر لسعادتها بسعادة جواهر: والعيال أشلون استقبلوج؟؟

جواهر بصوت يغرد: ما تتخيلين، والله شيء فوق الوصف، بكرة بأجيبهم بيت خالي، تعالي هناك عشان تتعرفين عليهم، مع أني اشك عبدالعزيز يسلم عليج، يستحي وايد يا قلب أمه..

نجلاء بعيارة: بيسلم علي غصبا عنه، وبعدين كملت نجلاء بخبث: إلا ابوهم وش أخباره؟؟

جواهر بكره: سافر الله لا يرده.. تخيلي الوقح موب هاين علي فرحتي بعيالي، إلا يخربها علي، مطرش لي مسج كنه وجهه..

نجلاء بفضول: شيقول؟؟

جواهر: قل قوله، ما أقدر أقول وش قال قليل الأدب، تدرين بارسل لك المسج، اقريه وبعدين أمسحيه...

جواهر أرسلت المسج لنجلاء اللي فتحته بسرعه
تقراه وبعدين قالت على طريقة المسلسلات: اه .. الحقوني.. هيغمى علي..

جواهر بابتسامة: أغمت عليج طوفة ..

نجلاء بلهجة فيها شوي جدية: زين تزوجيه.. (قالتها كأنها قنبلة)..

جواهر : وأنتي صدقتي إنه يبي يتزوجني، هذا بس يبي يخرب علي، وحتى لو يبي يتزوجني على فرض، مستحيل إلا أبو المستحيل وأمه.. واحد أحس بالقرف وقمة الكره يوم أشوفه، تبين أتزوجه وأصير حلاله، يعععع.. ما أتخيل

نجلاء: أنتي مو تبين تنتقمين منه، تزوجيه وسودي عيشته..

جواهر وهي تضحك: شكلج تشوفين أفلام وايد..

نجلاء وهي تضحك بعد: سوي نفس حركات روايات البنات اللي على النت، خذيه ولا تخلينه يلمسج، بس يشوفج ويتعذب ويتحسر على الجمال اللي يثيره وما يقدر يطوله..

جواهر وهي خلاص مو قادرة تمسك نفسها من الضحك: الله يرجج نجول، وأنتي تقرين هبال البنات تبين تطبقينه علي، هذولاء بنات مايعرفون شنو زواج، أنا تزوجت رجال، معناها تعهدت أمام الله أطيعه، وأنا مو مستعدة أخسر ربي عشان عبود الخايس، تلعني الملايكة إذا دعاني لفراشه وأنا امتنعت، عبود بأنتقم منه بطريقتي، وهو بعيد مني، وبدون مايلمس شعرة مني..

نجلاء بضحك: حلوة عبود كثري منها، دكتور ومدير بنك عالمي، وتقولين عبود..

جواهر بابتسامة: ووايد عليه عبود بعد، أول حتى اسمه ما أقوله


*******************


جواهر تحممت وبدلت وصلت بإيمان كبير، وشكرت ربها من أعمق أعماقها على نعمته وفضله عليها

وقعدت تنطر عيالها، من اللهفة كانت تبي تروح تدورهم بنفسها، لكن قالت لروحها: اعقلي أنتي في بيت عبدالله، التزمي حدودج.

وهي جالسة تنتظر عيالها، رن موبايلها، استغربت من اللي يتصل هالحزة، شالت الموبايل تطالع الرقم، كشرت، لحول وش يبي هذا متصل هالحزة..
كان هو..

عبدالله..

.............















بعد الغياب/ الجزء الخامس والعشرين..


وهي جالسة تنتظر عيالها رن موبايلها، استغربت من اللي يتصل هالحزة، شالت الموبايل تطالع الرقم، كشرت، لحول وش يبي هذا متصل هالحزة..
كان هو..

عبدالله..

ماردت عليه ـ خلته يرن لحد ما قطع، أقل من دقيقة: رنة مسج

"أدري أنج صاحية.. ردي علي"

(ويتشرط بعد الوقح) جواهر كتبت له مسج :

"تبي تسأل عن عيالك؟
طيبين وبخير، كاهم نايمين بحضني،
ما كلت حد منهم، ولا طيحته من السرير، ولا خنقته"

رنة مسج بعد دقيقتين :

" أدري أنهم طيبين وطايرين من الوناسة
توني مكلمهم الحين الحين
اثنينهم في غرفة نوف يا ماما كذابة
إذا مشتهية حد ينام بحضنك
تراني حاضر
.
.
تزوجيني"

جواهر حست راسها بينفجر من وقاحته: هذا وش ينقال له قليل الحيا اللي ما يفتهم؟؟ وش بلاني فيه على أخر عمري، الله يأخذه.

جواهر الي كانت مفولة، راقت وبسرعة عجيبة لما شافت عيالها داخلين عليها يتسحبون..
فتحت ذرعانها لهم..
ثنينهم نطوا عليها على السرير الواسع..
حضنتهم.. وبعدها كل واحد منهم حط راسه على كتفها وهو حاضن ذارع..

***********


مع أذان الفجر، عبدالعزيز، اللي قام يصلي التهجد وقعد صاحي للفجر يقرأ ورده كعادته، كان يلف في البيت الكبير
يدور الغرفة اللي فيها أخته عشان يشوفها قامت للصلاة أو لا..

اللي كان مطمن عبدالعزيز إن البيت مافيه مره غريبة، عشان كذا خذ راحته في تفتيح البيبان لحد ماوصل الغرفة اللي فيها جواهر..

فتح الباب بالراحة، حس بالعبرة تخنقه على المنظر اللي شافه قدامه، كانت جواهر نايمة ، وعيالها كل واحد منهم على يد، عيدالعزيز بالذات كان شاد على يدها بزيادة، حتى وهو نايم خايف لا تروح عنه..

قرب منها بالراحة ، وهز كتفها بشويش، جواهر لما شافته فوق رأسها، ابتسمت
وهو قال لها: قومي يا قلبي صلي وصحي عيالج للصلاة، أنا كان خذت عزوز معاي للمسجد، بس انا بأصلي وبأروح لبيتنا..

جواهر اللي كانت سحبت إيديها من تحت عيالها وقعدت، قالت له برعب: بتروح وتخليني هنا بروحي.. في بيت عبدالله

عبدالعزيز بابتسامة شنو بروحج؟؟ عيالج معج.. أنا بأرجع عليكم العصر أوديكم بيت خالي..


**************


جواهر صلت.. وصحت عيالها للصلاة، اللي كل واحد منهم صلى وراح ينام بغرفته لأنهم كانوا تعبانين من نومتهم كلهم متحاشرين على سرير واحد.

جواهر قعدت في غرفتها، مو قادرة تنام، كان نفسها إنها في بيتها كان سوت الحين لعيالها أحسن ريوق..
بس الحين حاسة إنها مربطة، ومستحيل تاخذ حريتها في بيت قليل الأدب..

"أكيد العيال بينامون لين الظهر أنا وش أسوي ذا كله.."

جلست جواهر تقرأ قرآن لحد الساعة ست، بعدها قررت تمدد على السرير مع إنها مو قادرة تنام..

موبايلها يرن
خذت الموبايل بدون تشوف الرقم لأنها كانت متأكدة إنه ماحد بيتصل هالوقت إلا أخوها عبدالعزيز
أكيد يبي يتطمن عليها، ردت بحنان: هلا يا قلبي..

صوته الساخر اللي فيه رنة أمل جاها من الطرف الآخر: والله تطورات، اليوم قلبي، وبكرة روحي، وبعده أنفاسي..

جواهر كحت يوم عرفت صوته الكريه على قلبها، لكنها ردت ببرود: والله منت بالمقصود يا دكتور عبدالله، أنا رديت بدون ما أشوف الرقم.. حسبته حد ثاني..

عبدالله من سمع ردها، حس إن عروقه بتنفجر عرق عرق من الحرة والعصبية: وممكن أعرف من حضرة اللي أنتي قاعدة تغازلينه الساعة 6 الصبح، بدون ما تحشمين البيت اللي انت فيه، ولا تحشمين عيالج..

جواهر ببرود رغم إنها تشتعل من أفكاره اللي ماعرفت أشلون خطرت بباله: والله موب شغلك.. أنت مالك حكم علي..

عبدالله وهو يحاول يتمالك إعصابه: جواهر لا تجربيني ولا تستفزيني.. أنتي ما تعرفين أنا ايش ممكن أسوي..

جواهر ببرود : وش ممكن تسوي يعني؟؟

عبدالله بنفس برودها: أقل شيء ممكن أسويه، إني أسحب قائمة مكالماتج كاملة، واتصل على الأرقام رقم رقم.. لحد ما أعرف الحبيب المجهول، إلا لو أنتي الله هداج، وقلتي لي من اللي كنتي تنتظرين اتصاله.. وتقولين له يا قلبي..

جواهر كان نفسها تقول أكلم حبيبي وش لك شغل، بس أخلاقها ماسمحت لها بهالتصرف
والشيء الثاني إنها خافت إنه يستغل هذا التصرف ضدها ويحاول يحرمها من عيالها..

ردت عليه جواهر ببرود: أنتظر اتصال من عبدالعزيز إللي رجع بيتنا، إلا لو أنت عندك تحفظات إني أقول لأخوي يا قلبي..

عبدالله ببرود أكبر: ماعندي تحفظات..

جواهر وهو حاسة إنها بتولع من تطفله على حياتها، بس قالت بهدوء: ومن تكون عشان يكون عندك تحفظات أو لا؟؟، وثانيا أنت بأي حق تتصل علي هالوقت؟؟

عبدالله بنبرة غامضة: ماجاني نوم وكنت عارف إني لو اتصلت بلقاج صاحية..

جواهر: وعشان انا صاحية ربي يبتليني فيك، أنا بأنام خلاص..

عبدالله بهدوء وبنبرة رجولية عميقة جدا: جواهر.. تزوجيني..

جواهر اللي انصدمت من كلمته اللي أول مرة تسمعها منها بصوته بعد ما كتبها لها مسج مرتين: هذا أمر أو طلب؟؟

عبدالله بنفس النبرة الرجولية العميقة: اعتبريه مثل ما تبين..

جواهر بثقة: في كلا الحالتين، هو مرفوض، مالك حق علي تأمرني، ولا لك خاطر عندي تطلبني..

عبدالله بنبرة أعمق.. أعمق.. وكأنه ماسمع هي وش قالت: جواهر.. تزوجيني..

جواهر اللي بدت تفقد أعصابها، كان ردها عليه إنها قفلت الخط بوجهه..

عبدالله على الطرف الآخر اللي كان متمدد على سريره، قال ببرود وهو يبتسم: طيب يا جواهر طيب.. بتشوفين.. بتشوفين.. أوريج يا جواهر أوريج..إذا ما جننتج ما أكون عبدالله..


******************

يوم السبت/ الصبح

سعود صاحي من النوم مكتئب، اليوم ملكته، المفروض يكون أسعد يوم في حياة أي شاب طبيعي.. بس هو حاس كأنه مثل محكوم يُقاد للمقصلة..

مر على المملك واتفق معه...
وعقب راح للبنك سحب فلوس أحتفظ بجزء منه معاه في ظرف وعطا أمه الباقي عشان يشترون لدانة شبكة ودبلة..

وطلب منها تأخذ مها معها عشان هي أعرف لذوق البنات، وطلب منها تشتري أحسن شيء
وفي خاطره قال : حتى لو كنت ماأطيق دانة ذي، عشان خاطر انه اسمها بنت عمي..

وعقب ماخلص مهمته على الظهر، رجع يرمي جسده على سريره، وهو حاس بهم كاسر ظهره..

وهو على حالته ذي دخل عليه أخوه محمد بابتسامته المعهودة: حيا الله معرسنا..

سعود بنفاذ صبر: واللي يرحم شيبانك يا محمد مانيب متفرغ لهذرتك الفاضية..

محمد بابتسامته: أفاااا... معرسنا مخيس النفس علينا.. يا أخي لنا الله أنت تملك اليوم.. وحن الله بيرزقنا بكرة..

سعود ببرود مغلف بهم: أيه أنت تبي مزنة ماشاء الله عليها أدب وركادة، مهوب ذا المعقدة دانة..

محمد بجدية ما تناسب شخصيته: حرام عليك يا سعود.. لا تظلم حظك، ولا تخلي مواقفك القديمة مع دانة توقف في طريق سعادتك..
دانة مافيه مثلها في البنات ثنتين، ولولا إنك اكبر مني، وإلا ماكان خليتها لك حتى وإن كانت أكبر مني .. إحمد ربك، والله إن أمك داعية لك ليل نهار..

سعود يتمدد على سريره، ويغطي رأسه بالغطاء: محمد إطلع وسكر الباب وراك..


**************

عبدالعزيز صحا من نومه مرعوب وهو يشم ريحة أمه
قال يكون اللي صار كله حلم.. راح يركض بجنون للغرفة اللي أمه فيها..

فتحها لقاها مرتبة.. وماحد فيها.. حس إنه بيجن.. أمه وين راحت.. يعني هذا كله كان حلم..

نط السلالم نط.. وهو ينزل تحت ..يحس إن قلبه بيطلع من مكانه..
لما شاف أمه جالسة تحت مع نوف يشربون شاي وأمه ترفع عيونها له وتبتسم، وعرف إن السعادة اللي كان عايشها أمس كانت حقيقة مو حلم..

حس إنه مايقدر يكمل نزول وإن رجوله ما تقدر تشيله.. فجلس على الدرج..

جواهر لما شافت عبدالعزيز قعد على الدرج، قلبها انخلع عليه، ركضت طالعة له وقعدت جنبه وهي تقول: حبيبي وش فيك؟؟ تعبان؟؟

عبدالعزيز حضنها بقوة وبكى بهستيرية: يمه لا تخليني لا تخليني..

جواهر قلبها انخلع على ولدها، الولد خوفه إنها تروح وتخليه غير طبيعي..

حضنته بحنان: ماراح أخليك لا تخاف..

عبدالعزيز وهو يبكي: إحلفي ما تخليني إحلفي..

أمه وهي تحصنه أكثر: والله ما أخليك يا قلبي.. قوم الحين لغرفتك غسل وبدل وتعال تريق معانا..

عبدالعزيز مسح وجهه وطلع.. وفي رأسه مخطط يبي يسويه

كل هذا كان يصير ونوف تطالع بدهشة بدون ما تتدخل..

رجعت جواهر وقعدت جنب نوف، وسألتها بهمس: عبدالعزيز هذا طبعه، يعني عاطفي بزيادة كذا وانفعالي؟؟

نوف وهي بعدها مدهوشة: بالعكس يمه بالعكس، كان جدي وايد وما يحب يعبر عن مشاعره.. أنا من البارح وأنا مستغربة منه كأنه واحد ثاني، واليوم بزيادة بعد..

جواهر في نفسها: الله يوريني فيك يوم عبدالله، عقدت ولدي، حسبي الله ونعم الوكيل..


****************


العصر الملكة في بيت أبو خالد..

تمت الملكة على خير، والشهود كانوا محمد وخالد
والكل كان مبسوط
عدا اثنين
سعود ودانة..

خالد راح يودي المملك، وعقب ماراحو، قام سعود وحط ظرف كبير في حضن عمه: يا بو خالد هذا مهر دانة، وهذا مهوب قدرها عندي، لأن قدرها عندي عالي ومهوب بالفلوس، وأنا يا عمي ابغي العرس في أقرب فرصة، لا أنا أدرس ولا هي تدرس، عشان ننطر العطلة، يعني بعد شهرين زين..

أبو خالد شال الظرف وقام داخل وهو يقول: مايصير خاطرك إلا طيب.. ابشر..

ومحمد ألتفت على سعود وهمس بصوت مرح: هماك ما تبيها، هماك مستعجل على العرس، وش ذا الخرطي؟؟

سعود ببرود: على تبن ومهوب شغلك..
وكمل سعود في نفسه: خلني أجيب الدانة ذي عندي أأدبها، يمكن الله كتب ذا الزواج عشان أبرد حرتي القديمة فيها، "ودامك فيها وش اتنيها"

ابو خالد دخل على بنته اللي كانت مسكرة على روحها في غرفتها، بس كانت مصممة إنها ما تبكي: خلاص الفأس وطاحت في الرأس وش بتفيد دموعي يعني..

حط الظرف في حضنها، وقال بهدوء: ترى عرسش بعد شهرين.. تجهزي بسرعة..
وطلع..

دانة اللي كانت تحس إن كل صدمة أقسى عليها من الثانية، كانت تطالع في الفراغ مكان ماكان أبوها واقف..

(وش شهرينه بعد ذي؟؟)
ونزلت ركض على الدرج ورا أبوها..

..............









بعد الغياب/ الجزء السادس العشرين



دانة نزلت الدرج تركض ورا أبوها..

لحقته وهو خلاص داخل مقلط الرياجيل

المقلط كان فاضي/ والباب بينه وبين ومجلس الرجّال مسكر..

مسكت يد أبوها..

بحزن غاضب: يبه تكفى تكفى، شنو شهرين، أنا أبي سنة على الأقل.. (كانت تفكر إنه سنة مدة طويلة، ممكن سعود يغير رأيه فيها)

أبوها بغضب: أنتي ما تسمعين؟؟ قلت لش شهرين يعني شهرين.. وعودي وراش..

دانة بصوت عالي: يبه يعني غصبتني عليه ، وبتغصبني على موعد العرس بعد..

أبوها وصوته بدأ يعلى بعد: وش فيه موعد العرس بعد؟؟

دانة بغضب: فيها إني أكره ولد أخيك هذا، وماني بطايقته، عطني سنة يمكن أغصب تفكيري عليه وأعصر على روحي ليمون..
قرفانة منه يبه والله قرفانة منه، ارحمني يبه حرام عليك..

قاطع كلام دانة المتدافع دخول سعود المفاجئ والأشبه بقنبلة عليهم في المقلط
دانة من شافته أرتعبت، تدور شيء تستر فيه وجهها وشعرها

لكن هو توجه ناحيتها بثبات وعطاها أقوى كف يمكن تتخيله في حياتها
طاحت على الأرض وشعرها الطويل اللي كانت مرفوع بكلبس ينفك كله ويتناثر على كتفها، والدم يسيل من طرف فمها.

عقب سعود كأنه ماسوى شيء وجه كلامه لعمه: يبه طال عمرك أنا أبي اخذ مرتي لبيتي الليلة، الزواج عقد وإشهار، وكلها صارت..
والحفلة خلاص مالها داعي..
الليلة بأسوي عشا رياجيل في البيت عشان يكتمل شرط الإشهار.. وبعد كم يوم أمي تسوي لدانة عشا..

عمه اللي تفاجئ من هذا كله، بس حب يأدب دانة على قولته رد: اخذها لا بارك الله فيها..

وبعدين وجه كلامه لبنته: قومي البسي عباتش وروحي مع رجالش..

دانة اللي كانت مصدومة ومرعوبة وقلبها واقف وترتعش من الصدمة
كان ودها تترجى أبوها كل رجاءات الدنيا
وتبكي عنده أنهار
وتبوس رجله بعد عشان ماتروح مع سعود
لكن مو قدام سعود، ماراح تشمته فيها: زين يا سعود دواك عندي، أنا تضربني يالمتوحش..

بعدين وجهت كلامها لأبوها وهي تدنق عشان شعرها يغطي وجهها: إن شاء الله يبه، خله يعطيني دقايق..

سعود ببرود: هذا اللي (خله) اسمه سعود ورجالش، إذا بغيتي شيء كلميني أنا..

دانة ماردت عليه ودخلت داخل..

قبل دقايق

في المجلس محمد اللي لما سمع حس حريم في المقلط، طلع..

لكن سعود اللي عرف أن الصوت صوت دانه، أصر إنه يقعد لأنه كان يعتقد إنها ماجات للمقلط إلا لأنها تبيه يسمع
فلما سمع كلامها اللي هي تقوله: حس بالنار تحرقه من أقصاه لأقصاه لأنه أعتقد إنها تبي توجه إهانة مباشرة له، فكان دخوله عليها واللي سواه..

دانة اللي دخلت على أمها وخواتها، اللي لما شافوا شكلها ارتعبوا، أمها برعب: وش فيش؟؟

دانة بصوت ميت: بأروح مع سعود لبيته الحين؟؟

أمها كانها حد ضربها على رأسها، وخواتها مو قادرين يستوعبون هي وش قاعدة تقول..

بعد دقيقة صمت
كان أول حد تكلم غالية أصغر خواتها اللي قالت بصوت متقطع: دانة أنتي وش تقولين؟؟ بتروحين معه بدون عرس؟؟

دانة بنفس الصوت الميت: إسالي أبيش اللي أرخصني لولد أخيه..الدانة الرخيصة.. !!!

بعدين وجهت كلامها لأختها مزنة: مزنة تعالي معي لغرفتي..

طلعت مزنة معها ودموعها في عينها والكلام ميت على لسانها

في الوقت اللي أم خالد وغالية انخرطوا في بكاء حاد..لأنهم يعرفون أبو خالد إذا قال كلمة ما تصير ثنتين، وعلى طيبته إذا عصب، ماحد يقدر يوقف في وجهه.


*************


جواهر وعيالها في بيت خالها..
اليوم كان يوم فرح غير طبيعي، موزة في الأساس كانت عندهم، وفهد وطلال لما عرفوا جاووا هم وحريمهم..

حصة ونوف أشبكوا على طول مع بعض، وكأنهم صحبة لهم سنين..

أم فهد بس تطالع جواهر وتبكي وتقول في نفسها: ليتج هنا يا أم عبدالعزيز، تشوفين فرحة جواهر..

والكل كان ملاحظ إشراق جواهر وفرحتها، كلهم فرحانين لها، ونجلاء طبت عليهم بعد، ولما شافت نوف، حضنتها بشكل غير طبيعي، وماكانت تبي تفكها.وكانت تسأل عن عبدالعزيز..

جواهر بفرحة حقيقية: في المجلس عند خالي..

نجلاء: خليه يجي أبي أسلم عليه..

جواهر بابتسامة: مارضى يدخل، مستحي، مع إن البنات قالوا بنتغطى بس نبي نشوفه ونسلم عليه من بعيد، بس هو مارضى..

نجلاء بابتسامة: عشتوا، حتى عزوز بيستحي..

وهم في سوالفهم وجو السعادة الغير طبيعي اللي كانوا فيها، جواهر ونجلاء كانوا قاعدين على جنب ويسولفون، نجلاء كانت تبي تعرف تفاصيل اللقاء بالتفاصيل الدقيقة

رن موبايل جواهر رنة مسج، يوم شافت المسج من عبدالله توترت، وما كانت تبي تفتحه، نجلاء باستفسار: وشفيج؟؟
- جواهر بتوتر: عبدالله مرسل لي مسج
- نجلاء بفضول: افتحيه..
- جواهر بقرف: ما أبي.. كلامه يغث..
- نجلاء خذت الموبايل من يدها غصبا عنه، وفتحته، قرته وحطت يدها على قلبها على طريقة الأفلام، وتنهدت بطريقة مسرحية وعطته جواهر تقراه:

" في شرفة غرفتي بالفندق أجلس..
أجلس في جو بارد إلى درجة التجمد..
ولكن قلبي يستعيد ذكرى همسك
فيشتعل نارا ترسل لهيبها في جسدي..
(الأذن تعشق قبل العين أحيانا)
ما كنت أومن بهذا
حتى اغتالني صوتك..
أيمكن للأنسان أن يعشق شيئا
لم يتذوقه
لم يمتلكه..
كوني لي
إغتاليني بصوتك الملائكي المثير..
اكرهيني لو أردتي
احرقيني
ولكن كوني لي
.
.
تزوجيني"

جواهر لما قرت المسج مسحته وقالت لنجلاء: الله يأخذه قليل الأدب، قولي آمين


*****************


سعود قاعد في سيارته، ينطر دانة تطلع عليه..

وهو قاعد ينتظر سمع صوت سيارة تفرمل بصوت قوي (كأنه صوت انفجار) توقف جنبه، كانت سيارة خالد، اللي نط بسرعة من السيارة..وغترته يسحبها في يده

جاء.. ووقف جنب دريشة سعود وأنفاسه طايره ومشتعلة ووجهه أحمر، وقال لسعود وعيونه تطق شرار: وش أنت تتنى يا ولد عمي؟؟ (تتنى: تنتظر)

سعود ببرود: أتنى مرتي ياولد عمي..

خالد وعيونه تولع بس محاول يمسك أعصابه: توكل على الله ياولد عمي، مرتك عقب شهرين مهوب ذا الحين..

سعود اللي بدأ يعصب: خويلد أنا ماني بأصغر بزرانك، أنا متفاهم مع عمي.. مالك شغل..

خالد وهو بدأ يعصب: أنت عارفني يا سعود، أنا فاسخ، لا تخلينا نتذابح هنا.. خلك العاقل وتوكل على الله.. والدانة كنك تبي تاخذها أخذها على جثتي.. مهوب كافي غصبناها عليك، تبي تاخذها غصب لبيتك بدون عرس، أنت شايف اختي سبيه.. توكل على الله يا ولد عمي..

سعود اللي خلاص فقد أعصابه، حول من سيارته: وإذا ما توكلت، ورني وش بتسوي، روح لأختك خلها تعجل علي يا خويلد..

خالد اللي شياطين الدنيا تنططت في وجهه: تهبى أنت ووجهك وتخسى وتعقب.. بتغصبني على أختي وفي بيتي.. أنت منت بشايفني رجال قدامك..

ودخل خالد للبيت بسرعة، في الوقت اللي سعود ظل واقف في الحوش وهو يولع من الغضب..

أم خالد اللي كانت قاعدة في الصالة واللي هي اللي اتصلت على خالد وعلمته بالسالفة، كانت تشوف كل شيء من الزجاج العاكس وكانت تبي تطلع عليهم..

ارتعبت يوم شافت خالد داخل عليها مثل الصاروخ ويطلع لغرفته.. وعرفت ولدها المجنون وش يبي يسوي

راحت لأبو خالد في المجلس، وقالت له وهي تبكي: ألحق على العيال بيتذابحون في الحوش..

أبو خالد نط وراح للحوش، على طلعته، كان خالد طالع بالرشاش في يده، ويوم شاف أبوه قال له بصوت مولع نار محرقة يرتعش من الغضب:

قل لولد أخيك يتوكل على الله، ماله مره عندنا إلا عقب شهرين.. وإلا الأحسن خله يطلقها، إلا ذا أوله ينعاف تاليه.. الدانة ماهيب طالعة من هنا إلا على جثته أو جثتي.. مهوب كافيه إن حن زوجناه شيختنا.. يبي يذلها ويقهرها..

سعود اللي شاف خالد طالع برشاشه، قرب منه بكل قوة، وحط رشاش خالد في صدره: اذبحني يا ولد عمي، أنا ماني بطالع من هنا إلا بمرتي..



بعد الغياب/ الجزء السابع والعشرين





سعود اللي شاف خالد طالع برشاشه، قرب منه بكل قوة، وحط رشاش خالد في صدره: اذبحني يا ولد عمي، أنا ماني بطالع من هنا إلا بمرتي..

دانة اللي كانت تسمع وتشوف مع دريشتها اللي تطل على الحوش، يوم شافت خالد طلع بالرشاش، نزلت وهي تركض بدون عباية وبدون غطا..

خالد اللي خلاص طاش تفكيره، وماعاد يشوف شيء قدامه،
فلك الرشاش، وضغط على الزناد
مع طلعة دانة اللي مسكت يد خالد بقوة ورفعتها فوق، طاش الرصاص في السماء..

خالد ارتعب يوم سمع صوت الرصاص،ورجع له تفكيره اللي ضاع من الغضب، شهق بعنف: ذبحت ولد عمي

سعود رغم غضبه إلا إنه كان واقف في مكانه بهدوء، ما كأنه كان بيموت من ثانية وحدة..

أبو خالد، حس إنه قلبه وقف، ورجوله ما تشيله، حسب إن ولده ذبح ولد اخوه.. لأنه من شدة الموقف والتركيز ماحد منهم شاف دانة يوم طلعت عليهم..

أول حد تكلم كان دانة: اللي مسكت في ذراع أخوها: تكفى يا خالد تكفى، خلاص مافيه داعي لذا كله، أنا أصلا اللي أبي أروح مع سعود، وما بي عرس..

خالد بشك واعصابه فالتة منه: مهوب أنتي اللي أمس تبكين دم، ما تبينه، وأنا اللي أحاول أقنع فيش.. وش تغير اليوم؟؟

دانة بصوت حاولت إنه يكون واثق وهي تروح توقف جنب سعود وتشبك ذراعها بذراعه: أمس دلع بنات، واليوم سعود رجّالي وقبلها ولد عمي، والعرس خرابيط أنا اللي ما أبيها..

سعود اللي كان واقف بكل برود، حس بكهرباء عنيفة تجتاح جسده خلية خلية ووريد وريد وشريان شريان لما شبكت يدها بيده وحس بملمس عضدها على عضده: وش هالمره؟؟ وش هالقوة اللي عندها والثقة؟؟

سعود طول عمره مؤمن إن المره مخلوق عاطفي ناقص عقل.. أشلون هذي قادرة تسيطر على أعصابها، وتتصرف أحسن منهم كلهم..

سعود كان خاطره لما شاف موقفها النبيل، إنه خلاص مايقهرها (مثل ذا المهرة ماتقهر)، ويخليها تقعد في بيت هلها لين موعد العرس اللي كان مفترض بعد شهرين، لكن بعد ماطلعت قدام أبوها واخوها وشبكت ذراعها بذراعه قدامهم.. وصار اللي صار من خالد... خلاص ما يقدر يتراجع


******************



جواهر وعيالها قعدوا عند بيت خالها لحد ما تعشوا عنده، وودتهم جواهر لبيتها عن طريق الباب الواصل بين البيتين، بعد ما اتصلت على عبدالعزيز ولدها اللي قابلهم في الحوش، دخلوا مع الباب وجواهر تقول: سموا بسم الله نورتوا بيت أمكم...

مع دخلتهم رن موبايل جواهر بمسج، جواهر في نفسها: لا يكون عبدالله بأنتحر عشان ارتاح منه، وفعلا كان عبدالله:

" في حفل الليلة..
ألف امرأة حسناء..
ولكن عيني لا ترى أحدا..
ماذا فعلتي بي؟؟
تمددتي في شراييني وعقلي
حد الامتلاء..
أحاول أن اصرف تفكيري عنك
لأاجده يخونني ويعود إليك
.
.
تزوجيني"

قرت جواهر المسج ومسحته كالعادة وهي تقول لنفسها: مو علي حركاتك يا عبود

نوف كانت تفر عيونها في كل شيء حواليها: واو مامي بيتج كيوووووت..

جواهر بابتسامة: أكيد مو قد بيت أبوكم، بس أعتقد إنه حلو..

عبدالعزيز اللي كان يفرعيونه في البيت، ابتسم ابتسامة مرتبكة، وقال: وليش يكون لكل واحد منكم بيت؟؟

جواهر وهي مو منتبهة لمقصد ولدها: ش تقول حبيبي؟؟

عبدالعزيز اللي استجمع شجاعته وهو مقرر إنه ما يخلي أمه تبعد عن عينه عقب اليوم، قال في قنبلة مدوية: يمه ليه ما ترجعين لأبوي؟؟

جواهر حست مثل اللي انخبطت على رأسها بمطرقة، ماقدرت توقف، فجلست، حاولت تخلي صوتها واثق وهي تسأله: أبوك اللي قال لك تقول لي هالكلام؟؟

عبدالعزيز بنفي صادق: لا والله، هذا تفكيري أنا.. وانا أتصلت فيه اليوم الظهر وقلت له، قال لي هو ماعنده مانع، وإنه هو أصلا تقدم لج بس أنتي اللي رافضة..

جواهر تقاطعه بهدوء: حبيبي أنا بيني وبين أبوك خلافات عميقة، والعشرة بيننا مستحيلة..

نوف اللي كانت قاعدة تسمع، جنت إعجاب بفكرة عزوز واستحلتها لأبعد حد (أمي وابوي مع بعض.. واو) نطت جنب أمها وامسكت يدها وقعدت تبوس فها: يمه تكفين، والله أبوي يجنن ومافيه أطيب منه، ليش تقولين العشرة بينكم مستحيلة.. عشاننا يمه عشاننا..

جواهر حست إنها بتنهار ومو قادرة تستحمل: مستحيل يا عيالي مستحيل.. (حاولت تتخيل الصورة في بالها: هي وعبدالله متزوجين؟؟؟) لا لا لا مستحيل.. لا تحاولون.. أبوكم لو أخر رجّال في الدنيا أنا مستحيل أتزوجه..

عبدالعزيز قعد جنبها بحزن، عبدالعزيز بالذات جواهر صارت ما تستحمل شيء عليه: يمه حرام عليج، والله حرام عليج.. إحنا ما نقدر نستغني عن أبوي، وفي نفس الوقت مستحيل نخليج عقب مالقيناج..

أمه تقاطعه: أنا ما أبي أتكلم على أبوكم في غيابه، بس أبوكم سوا شيء أنا مستحيل أسامحه عليه عمري كله..

عبدالعزيز قاطع أمه بحزن: مهما كان الشيء اللي ابوي سواه كبير، إحنا مستحيل نكرهه أو نتركه، وفي نفس الوقت أنا أأكد لج إنه أبوي إنسان رائع، يعني إحنا ما نستاهل منج شوي تنازل؟؟

ونوف نطت من عندها: والله أبوي يجنن قلبا وقالبا، رفيقاتي كلهم ميتين عليه.. يعني لا هو مشوه ولا متوحش عشان ما تقدرين تعيشين معاه..
ابتسمت نوف وهي تكمل: ضحي شوي عشاننا ووانتحري وأخذي أبوي الوسيم والجنتل والعسل ..

جواهر حست خلاص إنها بترجع كل اللي في بطنها: خلاص يا عيالي خلاص عطوني فرصة أفكر (قالت كذا تبي تسكتهم بس)..

جواهر حست إنها منهارة: ماعليه ننام هنا الليلة، أنا تعبانة شوي، وما أقدر أرجع لبيت أبوكم..

عبدالعزيز اللي كان أكثر واحد حاس فيها: بس يمه إحنا ماعملنا حسابنا ولا جبنا معنا غيار..

جواهر خلاص حاسة إنه بيغمى عليها: بس الليلة يمه بس الليلة..

نوف وعبدالعزيز بحب وحنان: خلاص يمه مثل ما تبين..


*****************


في غرفة منيرة وسارة...

منيرة باستفسار: عدال وش هالحب اللي جاس من سالم.. من صبح وأنتي وياه تفرفرون..

سارة اللي كان قلبها متقطع على منيرة بس ما تبي تقول لها، إنها اليوم خلصت حجوزات كل شيء، عشان ما توتر منيرة وتصدمها قبل الامتحانات اللي باقي عليها أيام..
ردت عليها بصوت حاولت تبث فيه أكبر قدر من العيارة: لا تكونين تغارين على سلوم مني؟؟ تراني أخته والله أخته!!!

منيرة: عشتو.. إكليه وأشبعي فيه، واشربي وراه سفن آب عشان تهضمينه، ولو أنه حضرته لو تشربين برميل سفن آب ما ينهضم.. دسم متكتل على الكبد..

سارة قامت من سريرها وتوجهت لمنيرة
منيرة استغربت إن سارة ماردت عليها ردودها الحادة المعتادة
والاغرب إن سارة قربت منها وجلست جنبها، وحضنتها بقوة وقالت والعبرة خانفتها: والله إني أحبس، وفراقس ما يهون علي..

منيرة حست عبرتها تنط لحلقها وإنها بتبكي فردت بعيارة باكية: سويرة وشفيس؟؟ بتموتين يعني؟؟

سارة ضربتها على كتفها: وهي تمسح خشمها: بسم الله علي، صدق إنس مدوجة..

رجعت سارة تتمدد على سريرها وهي تتذكر وش كثر حاولت اليوم تقنع سالم إنه يشتري بيت ثاني قبل موعد العرس اللي بعد حوالي 28 يوم..
لكنه مارضى أبدا، وأكثر شيء قدرت عليه إنه يحط لمنيرة غرفة في الطابق الأرضي عشان ما تضطر تطلع فوق.


**************


بيت سعود...

عشا الرياجيل خلص على خير..
الرياجيل كلهم كانو معجبين بالتمثيلية اللي سواها سعود، سعود قال للكل إن عمه أصر إنه يأخذ مرته بعد الملكة، لأنه يبي يسن سنة حميدة، هي إلغاء حفلات الزواج المكلفة اللي مالها داعي

وكل رجّال كان يطلع من العشاء، كان يمر على ابو خالد ويحب خشمه ويقول: كفو كفو يا أبو خالد ليت كل الرياجيل مثلك.. حي ذا العين والله.

خالد كان قاعد في الزاوية، عاده يدخن من الغضب، نفسه بس على الاقل يبرد حرته ويضرب سعود لين يقول بس، لكن دانة ربطت يده باللي سوته اليوم..

خالد سالفة العرس والحفلة كلها ماهمتها.. اللي هامه بس أخته الكبيرة دانة اللي يكن لها حب عميق.. ماهان عليه إنها تنهان بذا الطريقة..
محمد قاعد جنبه ويهدي فيه، بس بدون فايدة...

يعد ماراحوا الرياجيل كلهم، سعود دخل داخل
أول شيء مر على أمه، وسألها عن دانة وش أخبارها
أمه ردت عليه بإنها قافلة باب الغرفة عليها وماطلعت ومارضت تفتح لأحد حتى عشا ما تعشت..سعود ماكان يبي حد يحس إنه فيه شيء غير طبيعي بينه وبين دانة
سعود قال لاهله نفس الكلام اللي قاله للكل.. وإنه يمكن دانة تكون متضايقة من قرار أبوها.. تحسبا لو شافوا عليها تصرفات غير طبيعية..

سعود يتذكر طول الطريق من بيت أبوها لبيته وهي ساكتة ما نطقت حرف
جابها دخلها لغرفته وهي بنفس صمتها، ومن عقب ما طلع من عندها قبل 5 ساعات.. هذي رجعته..


طلع سعود بخطوات متثاقلة لغرفته، غرفة سعود أساسا عبارة عن غرفتين غرفة نوم وصالة، لأن سعود له جوه الخاص اللي ما يحب حد يزعجه فيه.. باب الصالة هو اللي يفتح على البيت وباب غرفة النوم بفتح على الصالة..

سعود كانت مشاعره وهو واقف على باب غرفته متضاربة، صحيح مشاعره ناحية دانة مشاعر مضطربة فيها تحدي ونوع مجهول من الكراهية ورغبة أكيدة في أنه يكسر غرورها، بس ما ينكر إن الموقف اللي هي سوته اليوم كبرها في عينه.. كبرها كثير

وهو يبي يدق الباب، فوجئ بأخته مها تطلع عليه من غرفتها اللي جنب غرفته، توجهت ناحيته وهي في عيونها كلام..

مها بهدوء وبنبرة عميقة: سعود.. أنا عمري ما تدخلت فيك أو في شيء يخصك.. بس اليوم اسمح لي أقول لك شيء.. وارجوك لا تعصب علي... دانة نفسها عزيزة واجد.. واللي سويتوه فيها أنت وعمي مهوب شوي.. أتقي الله فيها.. دانة ما تستاهل منكم كذا..

مها قالت كلمتها، وماعطته فرصة يرد عليها.. رجعت لغرفتها وسكرت الباب عليها..


سعود تنهد وألتفت لباب غرفته..دق الباب ما بطلت، بصوت واطي بس قوي: دانة افتحي أنا سعود

فتحت الباب، ورجعت تجلس بهدوء على الكنبة
كانت بعدها بعبايتها وشيلتها، بس نقابها مطوي جنبها..
وشنطتها بعدها مكانها مكان ما حطها سعود

سعود باستفسار: أنتي على نفس القعدة قد لش 5 ساعات؟؟

دانة بكل هدوء وهي تطالع في سعود اللي كان شكله تعبان:

سعود.. طلقني..

............