عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-06-2009, 05:54 PM
 
الندوة الأولى :" في ثنايا القرآن الكريم "

~~

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ..
وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد:

أول ما أنزل الله في كتابه على رسوله وحيا هو قوله سبحانه:

﴿اقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ و ربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسن ما لم يعلم﴾..


نسبة الأمر في الأصل أن تكون على وجه الاستعلاء إلا بقرينتها ..
وأن يكون أول درس للأمة في ختم نُظُمِ الله
التي ارتضاها لهم على جهة الشمول و العموم
هو الأمر بالقراءة
فهذا يعني أن القضية لها من الاهتمام
ما لمكانتها في السبق، أي في سبق الوحي بها
ذلك أننا إذا تمعنا في الحكمة من إرسال الرسل إلى العباد
لوجدنا أن الأمر يصب في معينِ الكرامة.
وكيف لا؟
و الكرامة في الأصل في الاعتناء بالآدمية..
قال الله تعالى:
"ولقد كرمنا بني آدم"
والآدمية لها حق الشمول بغض النظر عن الانتماء الاختياري.

فقوله تعالى: "اقرأ"، دال على أوسع معاني التحصيل.
إذ أن الوُجُودَ كتابان:
-كتابٌ مسطور: وهو سطور النور من صادق وحي الله.
- وكتابٌ منظور: وهو ما بسط من الحق في غيابات الخلق.
على أنه لا يتم النظر في الثاني إلا بما يتم به النظر في الأول.
أما الأول فقد بدأ بسبيله أمراً
" والأمر بالشيء أمر بسبيله " على رأي أهل العلم بالأصول.
ولا سبيل إلى ذلك إلا بقيد الزمام..
والزمام امتلاك ناصية اللغة التي أُنْزِلَ بها هذا الاعجاز.
وذلك يتم بمعرفة سر الحرف تبعا.

فإن عاد بنا الفهم بعد هذا إلى معنى "اقرأ"،
علمنا أن القصد من القراءة هو توسيع النفس بسبل التربية.
لأن القراءة كانت "بسم ربك" الذي يربيك بِأَثَرِ الوحي
ثم إن التربية السليمة التي كانت بأصل "اقرأ"
هي السبيل إلى نيل الكرامة: "اقرأ وربك الأكرم".
ففيه معنى: " اقرأ- لتربى- فتكرم "

بهذه المقدمة إخوتي
التي أحببت فيها لفت النظر إلى أهمية القرآن الكريم
وإلى عنايته الكبرى باللغة التي أنزل بها
وسأسوق لكم مثالا
أفرد فيه الشرح لمعاني سورة قصيرة
من سور القرآن
ألا وهي سورة الكوثر

راجيا من الله القبول
والتوفيق


__________________
..

المغالطة الرابعة
في فهم قوله تعالى :"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

المحاضرة العشرون

..