عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 08-20-2010, 09:55 AM
 

بعد الغياب/ الجزء الثاني عشر

#أنفاس_قطر#



الساعة 11 في مكتب نجلاء وجواهر

نجلاء بقلق قاتل: جواهر يا قلبي، وش فيج، صار لج نص ساعة وأنتي على هالحال، مثل اللي فاقد الذاكرة..
ياجواهر ردي علي.. حرام عليج اللي تسوينه فيني..
محاضرتج بدت.. منتي برايحة للبنات؟؟
جواهر لو تسوين فيني مقلب، ترا المقلب قلب جد..
جواهر..
جــــواهر.....
جــــــــــواهر.........


جواهر ساكتة، عيونها جامدة ما ترمش، كانها مخلوق انسحبت منه الحياة فجأة.. ونجلاء تحاول تصحي فيها بدون فايدة..

بعد عدة محاولات من نجلاء تكلمت جواهر بصوت هامس كأنه طالع من قبر: أبي أشوفه..أبي أشوفه.....
ثم كملت بصوت مختلف 180 درجة أشبه بصرخة فيلم رعب: أبي أشوفه.. أبي أشوفه

نجلاء بخوف: منهو اللي تبين تشوفينه؟؟

جواهر في حركة وحدة قامت تلبس نقابها، وفي لهجة آمرة: قومي نروح له الحين الحين..

نجلاء بدهشة شديدة وعدم فهم: بسم الله عليج.. منهو اللي احنا بنروح له..

جواهر بسكون مخيف: مدير البنك هذا..

نجلاء باستغراب: جواهر أنتي أشفيج؟؟ استخفيتي؟؟

جواهر وهي مصممة إنها ما تبكي أو تتهور أو تقوم بتصرف تندم عليه لحد ما تتأكد من شخصيته: هو يا نجلاء، هو..

نجلاء وفي رأسها علامة استفهام كبيرة: هو من؟؟

جواهر بهدوء متربص.. حذر.. غامض: أبو العيال...


*******************


في بيت أبو فهد / كانت أم فهد قاعدة عند دلالها تتقهوى بروحها: الله يرحمج يا أم عبدالعزيز، والله أن مكانج بين.. يجعل الجنة مثواج، عقبج مابه من يحاكيني ويرادني الصوت.

نورة اللي توها تدخل سمعت أمها وش تقول: أفا وأنا وين رحت؟؟ ماسد مكان سميتي..

أم فهد تهز راسها بحزن: الله يرحمها ليتج ربعها..

نورة تهز رأسها: الله يرحمها ويجعل الجنة مثواها.. وشفيج مصبحة محزنة.. حد يتصبح بوجه النوري العسل ويكتئب؟

أم فهد بحزن عميق: جهير يا نورة جهير كاسرة ظهري..

نورة بمودة: وش فيها جواهر؟؟ ليت كل الناس مثلها..

أم فهد بنبرة حزينة: بلاكم ما تحسون بوجيعتها.. أنتي كنتي صغيرة، يمكن ماتذكرين وش صار فيها.. بس فهد وطلال وموزة يذكرون.. كانت بتموت على عيالها، أمها كانت مصبرتها وملهيتها.. بس عقب ماراحت نورة، أنا خايفة على جهير من التفكير.. خايفة عليها من الهواجس اللي تسري على الواحد تالي الليل، هواجس التوحاد والوحش..

نورة بمرح: عاد على التوحاد والوحش هذي سويتي فيلم رعب، دلعيها يمه، قولي وحدة ووحشة، بتصير أذرب؟؟

أمها : بلاج مخج فاضي ومصدي، الله يعين عبدالعزيز عليج.. عبدالعزيز الثقل والركادة والعقل، مايطيحه حظه الردي إلا في وحدة خبلة..

نورة بمرحها اللي ما تخليه: إلا يا حظه.. عمتي نورة دعت له كل ليل أكيد عشان حظه يصيدني..

أمها: قصدج يطيح فيج يالحفرة من ردى حظه

نوره بابتسامة: لحول أم فهد ماكلة علينا حصى....وين البشكارة على قولتج، أبيها تسوي لي حليب كرك؟؟

أم فهد: تنظف غرفة حصة..قومي سوي لروحج..

نورة بعيارة: إيه تنظف غرفة دلوعتج أنتي وجواهر.. أبي أعرف هالبنية وش مسوية لكم..ماكلة مخكم؟؟

أم فهد بحب: مسوية الزين والسنع.. مو مثل خبالج..

نورة تصنع الزعل: أفا رجعتي علي.. (تغير السالفة) عيالج المعاريس أكيد بيشرفونا الليلة هم و شواذيهم، بما أن الليلة الجمعة؟؟.. (الشواذي: القرود، تقصد عيال أخوانها)

أم فهد بحب: الله لا يحرمني شوفتهم وشوفة عيالهم.. وكملت بزعل: مافيه شاذي ربي بلاني فيه غيرج..

نورة: قصدج الغزال بس غلط مطبعي ماعليه صلحته لج بس لا تعودينها يا المزيونة.. والله يعينا على الأزعاج الليلة بس


*******************

نجلاء بهدوء حذر ومصدوم: أنت تقصدين أن مدير البنك هذا هو أبو عيالج أبو عيالج اللي ما كنتي راضية تقولين لي اسمه؟؟

جواهر بنبرة غامضة: الاسم كامل هو نفسه، من اسمه لاسم أبوه لاسم جده لاسم العايلة.. قومي نروح البنك أبي أشوفه بنفسي عشان أتاكد.. ما أبي أعطي نفسي أمل.. ويطلع مجرد تشابه أسماء..

نجلاء بحذر: وبأي صفة وباي طريقة بنقابله؟؟ واحد مثل هذا أكيد جدول مواعيده مزحوم..

جواهر بانهيار ماقدرت تمسكه: تكفين نجلاء دوري لي طريقة، أنا موب قادرة أفكر.. حاسة قلبي وعقلي بيوقفون من الخوف..والتوتر.. والرعب.. لازم أشوفه الحين.. ما أقدر أصبر، طالبتج دوري لي حل.. تكفين.. تكفين.. وغلا حمودي عندج..

نجلاء مثل اللي لمعت في رأسها فكرة: انتظري دقيقة... مسكت موبايلها ودقت رقم بسرعة: هلا والله بأخوي حبيبي
............
أبيك في خدمة فديتك
...........
تعرف مدير البنك العالمي الإسلامي؟؟
............
مو الفروع، نبي الرئيس نفسه..تعرفه؟؟
.........
زين تكفى نبي نقابله اليوم..
........
ليش مستحيل؟؟ مو قايل لي الحين أنه صديقك الروح بالروح.. نبي نقابله 5 دقايق بس..
.........
أدري أنه ماسك منصب جديد.. واكيد مشغول بزيادة.. بس أنا أبي أشوف غلاي عندك.. شغل علاقاتك اللي قاعد تشلخ علي فيهم شوي عشان أختك حبيبتك..
..........
يعني خدمة بخدمة؟؟.. الحين أنت أخدمني.. وموضوعك خله بعدين..
...........
نبي نسوي معرض وظايف لطالبات الجامعة، ونبي نقنع بنكه أنهم يشاركون فيه..
..........
طالبتك طلبة.. مو تحاول.. أنا طالعة الحين من الجامعة متوجهة للبنك، عشر دقايق ونكون هناك..نبي نوصل يكون عنده خبر بجيتنا..
..........
أنا وجواهر...
..........
موب شغلك.. لا صارت مرتك تحكم فيها..
...........
ماعليه.. نتفاهم.. مع السلامة


طول وقت المكالمة وجواهر كانت في عالم ثاني.. ثاني.. ألف فكرة توديها.. وألف فكرة تجيبها.. حاسة أنها ضايعة.. مثل ريشة وسط إعصار، حاسة أنها مقبلة على شيء خطير..أخطر منها ومن أعصابها ومن تفكيرها.. حاسة إنها على وشك الانهيار..

تعودت على حياتها الرتيبة، اللي بدون طعم، المليانة حزن ودموع.. اللي مافيها شيء مفرح غير عبدالعزيز.. تعودت على سهر الليالي مع الذكريات واليأس والوجيعة.. تعودت على الحياة الصامتة مثل قبر خالي..

لو كان هو جد أبو عيالها..ياترى بتشوف عيالها أخيرا؟؟؟ معقولة؟؟ معقولة؟؟ نوف وعبدالعزيز أخيرا؟؟ أكيد شباب الحين.. كيف صارت أشكالهم؟؟ وكيف؟؟ وهل؟؟ وكيف؟؟ وهل؟؟ وألف كيف وهل وليش ؟؟

هل قلبها اللي تشبع بالحزن ممكن يعرف طعم الفرحة؟؟ .. طيب ولو هو أنكر معرفته فيها.. طيب لو أصلا ما كان هو في الأساس.. وكان مجرد تشابه أسماء.. ولو؟؟ ولو ؟؟ ولو؟؟

حست رأسها بينفجر وهي خلاص مو قادرة تفكر، مع إنهاء نجلاء لمكالمتها الثالثة: يالله قومي بنروح..

جواهر مثل الجسد اللي من غير روح، قامت تسحب روحها مع نجلاء، وهي تطلع بارتباك مفتاح سيارتها..

قالت لها نجلاء بثقة، وشخصية أستاذة الجامعة القيادية تظهر بوضوح: رجعي السويج لشنطتك.. أنا مجنونة أخليج تسوقين وأنتي بهالحالة.. أنا كلمت دكتورة تهاني، سايقها واقف برا، توه جايبها.. وهي ماراح تخلص قبل المغرب.. هو بيوصلنا البنك، وبعدين يرجعنا للبيت، وكلمت السكرتيرة وطلبت منها تعلق اعتذرات عن محاضراتنا اليوم، وسيارتك خليها هنا لحد يوم الأحد ماراح يجيها شيء.


جواهر كانت تهز رأسها بدون تفكير لكل شيء تقوله نجلاء اللي كانت تسحبها من يدها وتركض فيها لمواقف أعضاء هيئة التدريس.


**************

في البنك/ مكتب المدير

مازال (....) في حالة الذهول المنعش و الخدر اللذيذ اللي اجتاح خلاياه، من بعد الصوت اللي سمعه..

قاطع حالته السكونية الغريبة والممتعة، دخول سكرتيره خليفة عليه:
أنا أسف بو عبدالعزيز، بس (أبو فيصل الـ ) مصر إلا يكلمك ضروري..يقول يدق موبايلك مسكر..

تنهد (هو) تنهيدة طويلة وهو آسف على الظروف اللي أجبرته على الخروج من الصومعة اللي كان مستمتع فيها: حوله لي

لقط سماعة مكتبه: هلا والله بابو فيصل. وينك يالقاطع.. يا أخي ما كأنا بربع، وينك أسبوع ما سمعت صوتك؟؟
..............
الله يبارك فيك، عقبال ما أبارك لك في زواجك من اللي منشفة ريقك..
.............
أفا.. انت تآمرني أمر..
.............
وش هالأحراج يا بو فيصل..زين بأخليهم يقابلون رئيس الموارد البشرية.. هو المسئول عن سوالف فرص العمل والتوظيف..
..................
تقول جايين في الطريق، ويمكن على وصول.. لحول يابو فيصل.. مالقيت تبلشني إلا في عجايز الجامعة.. الله يسامحك..
.............
زين عشان خاطرك أنت بس.. بس تراني بأدفعك ثمن هالخدمة غالي..
...............
في أمان الكريم


مع إنهاء (هو) لمكالمته، كان خليفة يدخل عليه، ويقول: فيه برا دكتورتين من الجامعة، يبون يقابلونك.. ويقولون أنهم من طرف أبو فيصل..

(هو) بنفاذ صبر: هو حد وداني في داهية غير أبو فيصل، خلهم يتفضلون.. واسمعني عدل.. بعد 7 دقايق بالكثير تدخل وتقول أنه الموظفين ينتظروني عشان الاجتماع.. أنا اليوم مشغول وايد.. وماني فاضي لقرقرة حريم.. الله يبلش أبوفيصل..

خليفة: إن شاء الله طال عمرك..

خليفة يفتح الباب على أخره ، ويأشر بيده للداخل وهو يقول: تفضلوا لو سمحتوا، سيادته ناطركم.........


#أنفاس_قطر#


__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!