عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-09-2011, 07:39 PM
 
بقيت كلوديا تنظر لأمها باستغراب .. ادوارد سوف يتخرج .. ولكن مازال هناك وقت طويل لنهاية العام الدراسي ..
_ امي العام الدراسي لن ينتهي الان ..
_ اعرف هذا ولكن ادوارد سوف يتخرج في بدايت السنه الجديده اي في نصف السنه الدراسيه ..
بدت امي سعيده جدا وهي تقول هذا الكلام .. تبدو فخوره به ..
شعرت بالاسى عليها لانها لم تكن يوما فخوره او سعيده بي .. لم استطع يوما انجاز شيء يذكر في حياتي..
فاشله حتى في الدراسه .. لم افكر كثيرا في افتتاح ادوارد لشركه جديده خاصه به .. انه عبقري
واعتقد انه اذكى انسان في العالم .. او على الاقل اذكى من قابلت .. ليس غريب عليه انه سيفتتح شركه جديده
بوجود عقله و بالطبع المال ..
_ حسنا امي .. سوف اخرج وحدي اذن ..
_ كلوديا هنا ليس كما في بيتنا السابق .. لا تستطيعين الخروج بمفردك .. الشوارع هنا مختلفه تماما ..
_ لم اخرج منذ ان انتقلنا الى هنا .. بدأت اشعر بالاختناق امي .. انتي مشغوله دائما وليس لديك وقت لي
بينما انا يجب ان ابقى قابعه في المنزل ويجب علي تحمل كل شيء بدون الاعتراض حتى
اقتربت روزا من ابنتها وجلست بجوارها .. بدت قلقه جدا .. هذا ماكانت تخاف منه ..
ما زلت بجانبها وهي تفكر بهذي الطريقه .. ماذا ستفعل ان تزوجت وانشغلت عنها اكثر ..
لن استطيع الاهتمام بها كليا ان تزوجت مهما حاولت ..
_ امي .. اريد الخروج ..
بدى قلق روزا يتلاشى مع مشاغبت ابنتها اللتي تبدو لا تفهم الحديث ..
_ كلوديا انا لا امنعك من الخروج ولكن هل تعرفين طريق العوده ان خرجي من هنا ..؟
_ نعم اعرف ..
_ يا الهي .. ارجوك لا تتعبيني ولا تتصرفي كالأطفال
_ امي اليوم انا اريد الذهاب للسوق .. لن امتنع مهما حاولتِ ..
_ حسنا .. سوف يأخذك السائق اذن ..
_ رالف لم يعد للمنزل بعد
_ سوف يعود غداً .. اما عن السائق فهناك غيره ..
_ حقاً .. ؟ سوف يعود غداً ..؟
_ نعم عزيزتي .. سوف يعود غداً
بدت فرحت كلوديا عضيمه جدا .. هي لم تره رالف الا مره واحده ولكنها تشعر بشعور دافئ جدا تجاهه ..
لا عجب في ذلك ..انه قريب جدا من القلب .. فرالف ذاك قد حصل على حب ادوارد اللذي لم يحصل عليه حتى امه وابوه ..
انتهى هذا الحوار بموافقت امها على خروجها .. ضلت هي متابعه للتلفاز ..
ولم تخرج طيلت الصباح ..
بعد مرور ساعات ايقضتها امها .. لقد نامت وهي تشاهد التلفاز ..
لقد استيقضت مبكراُ لذا كانت تعبه ..
_ السياره تنتضرك في الخارج .. هيا غيري ملابسك لتذهبي للسوق ..
_ تجعلين الامر يبدو كمهمه
قالت هذا بانزعاج واتجهت نحو غرفتها ..
روزا لم تنزعج .. تعرف ان هذا الوضع لا يناسب كلوديا ابدا .. هي لم تعتد على العيش
في مثل هذي الاماكن .. ولا على منع حريتها ..
لم يمض وقت طويل منذ جائوا الى هنا لذا سوف تعتاد مستقبلا ..
انتهت من ارتداء ملابسها .. لا تأخذ وقتاً طويلا في تحضير نفسها للخروج ..
لا تستعمل كثيرا مستحضرات التجميل .. الشيء الوحيد اللذي تضعه دائما هو الكحل ..
يجعل من عينيها شرقيتين وجميلتين جداً .. لذا هي تحبه ..
بينما تقول دوماً ان كل السماحيق الباقيه لا تغير من شكلها الخارجي كثير
الشكل اللذي ليست مقتنعه به جداً ..
_ امي ليس لدي مال ..
تصنعت الحرج والبرائه فأبتسمت لها روزا وذهبت للغرفه كي تحضر لها المال ..
_ اشتري شياً لحضور الحفل ايضاً ..
_ سوف ارى
لم تكن تريد شراء شيء لحفلت ادوارد .. هي لم تقرر حضورها اصلا ..
اخذت معطفها الاسود وخرجت من المنزل .. ذهبت لمرأب السيارات وهي تبحث في هاتفها عن رقم ساره ..
قررت ان تطلب منها ملاقاتها في السوق ان كانت غير مشغوله ..
ولكن حالما وضعت السماعه على هاتفها ورفعت رأسها رأت سيارة ادوارد امامها ..
لم تكن هذي هي الصدمه بل الصدمه هي انه كان يمسك بالباب وهو ينظر لها بعصبيه ..
اما في الداخل فقد كان ذاك الآمون جالساً .. لم تعرف ماذا يفعلان ولما
هذا الاخر ينظر لها بعصبيه .. بقيت واقفا في مكانها فأثار الامر استغراب ادوارد هذي المره ..
لن تفكر ابدا ان اللذي قصدت امها وجوده في الخارج بأنتظارها .. سوف يكون هذا الجحيم بعينه ..
انزلت الهاتف بسرعه وتقدمت من سيارته .. لم تكن لتفعل هذا لو لم
يشر عليها هو .. – ماذا هناك
قالت ذلك متصنعه عدم المبالات به وعدم النظر له كالسابق ..
_ هل يتطلب تحضيرك لنفسك كل هذا الوقت ..
قال هذا وهو ينظر لها وكأنها لا تعجبه وكأن ما ارتدت لا يحتاج الوقت اللذي يتحدث عنه ..
_ وما شأنك انت ..؟
_ اركبي هيا ..
حسنا لن يتشاجر معها حتى .. هذا هو بالطبع ..
ولكنها لن تهني الحديث هكذا فقط ..
_ لما اركب ..؟
_ الم تطلبي الذهاب للسوق ايتها الحمقاء
بدى يثير سخطها حقاً .. لما ينعتها بالحمقاء مع انها لم تقل له شيء
_ لا تقل لي حمقاء ..
_ اولستي كذلك ..
نظرت لآمون اللذي كان يجلس في السياره فرأته ينظر لهما وهو يبتسم ..
ازعجها هذا جداً .. شعرت انه يسخر منها فأستدارت لتعود للمنزل ولكن صوت ادوارد اوقفها ..
_ كلوديا .. لستي حمقاء .. هيا اركبي
بقيت واقفه وهي غير مصدقه لما يقول .. ماذا يحدث ..؟
هل ادوارد مريض ..؟ لقد قال لها انها ليست حمقاء لانها انزعجت وكانت ستعود ..
استدارت لترى انه ركب السياره.. كانت سعيده جداً .. لقد كان صوته هادئا معها هذي المره ..
لم يصرخ ولم يقلها بنفاذ صبر .. عادت وفتحت السياره .. جلست بهدوؤ وهي تحاول عدم النظر له ..
ان نظرت للمرأه المعلقه امامه لن تستطيع اشاحت وجهها عنه بعد ذلك ..
_ الى اين تريدين الذهاب ..؟
قطع عليها صوت آمون تفكيرها واعادها لما هي فيه .. نضرت بأتجاهه وهي ماتزل تفكر .
_ ااه ..
لم تسمع السؤال جيدا لذا ارتبكت ..
ابتسم هو لها واستدار ليعيد ما قاله
_ الى اين تريدين ان يأخذنا ادوارد
بدت مرتبكه جداً عندما قال ادوارد .. كان ينظر لها بأبتسامه غريبه ... كأنه يحاول احراجها
قالت بهدوء – الى السوق ..
_ بالطبع الى السوق ولكن اي سوق تريدين الذهاب له اولاً ..
ماهذي الأسأله اللتي يسألها .. ليأخذوها لاي سوق .. هي على اي حال لم ترد المجيئ معهم
وهي لا تعرف الاسواق القريبه من هنا ..
_ حسنا .. لا اعرف الاسواق الموجوده في هذي المنطقه ..
ارتاحت الان بعد اعترافها .. نظر لها آمون وقال وهو يغمز
_ اذن سوف نأخذك الى اجمل المحلات ..
بدا هذا واضحا من الطريق اللذي كانو يسيرون فيه .. انه طريق جميل جدا
او بالاحرى مبهر .. لم تكن تعرف ان هناك طريق كهذا في بلدها ..
يبدو ان في هذا البلد للفقراء مناطق خاصه وللأغنياء كذلك ..
لم تكن ترا انها من الفقراء قبل مجيئها لهذا القصر .. كانت ترا ان حياتها افضل حياة ..
وكانت هي في المدرسه من الفتيات اللات تلبى طلباتهن بسرعه ..
توقفت السياره فجأ ففقدت كلوديا توازنها وظربت رأسها بكرسي ادوارد
_ ااه .. ااه ..
تألمت فأمسكت برأسها بقوه
_ هل انتي بخير ..؟
سأل آمون بقلق .. بينما اكتفى ادوارد بالصمت والنظر للامام ..
_ نعم .. الى حدٍ ما ...
_ ادوارد الا تستطيع ان توقف السياره بهدوء اكثر ..؟
سأل آمون هذا بتأنيب ولكن ادوارد لم يعره اي اهتمام .. لقد كان ينظر لرجل يقف امام السياره ..
يبدو انه كان يقطع الشارع .. ولكن الم يره ادوارد .. بدل التوقف بهذي الطريقه كان يستطيع ان يهدء السير قبل الوقوف ..
وهي تفكر بهذي الافكار ركزت نظرها على الرجل لترى لما ينظر أدوارد له هكذا ..
كان رجل طويل وكبير في السن .. لم يكن طاعن في السن ولكن يبدو قد قطع الاربعين منذ زمن
يبدو متعباً .. نزل ادوارد لينظر ان كان بخير ..
كان الموقف كله غريب .. ادوارد ينزل ليطمأن على شخص .. ماهذا العجب ...
يجب ان يكون شيء اصاب ادوارد اليوم .. ليس بطبيعي ابد ..
نزل آمون ايضا فقررت النزول هي ايضا .. تقدمت منهم كانو يسألونه ان كان حدث له شيء ..
عندما وصلت نظر لها الرجل بلطف ولكن سرعان ما تحولت نظرته للصدمه واقترب منها بسرعه
فخافت وقفزت للخلف تلقائياً ..
امسك آمون بالرجل المسن .. كان يبدو خائفا على كلوديا ..
_ ماذا هناك ..؟
سأل ادوارد بهدوء وكأنه يحاول الوصول لشيء ما ..
_ من هذي ..؟
هذا ما قاله الرجل الغريب .. بدأت اخاف منه ..
لم يعد لطيف .. لما يسأل عني انا ..؟
افلته آمون وتقدم مني ليمسك بيدي ويسحبني معه للسياره .. يبدو انني
بدوت خائفا جداً .. بدى آمون يطمأنني بعبارات لطيفه بينما كنت انظر لأدوارد وهو يتحدث مع ذلك الرجل ..
كان يعطينا ظهره فلم استطع ان ارى من ملامحه شيء وهو يحاور ذلك الرجل ..
هز بعد ذلك الرجل رأسه ونظر بأتجاه السياره .. رفع يده اعتذاراً لي وابتسم .. لم ابتسم له او بالأحرى سار سريعا فلم
الحق بالرد عليه ..
دخل ادوارد وجلس .. لم يقل شيء .. رفع عينيه ونظر لي من خلال المرأة .. كنت انا ايضا انظر له ..
بدى يركز النظر لعينيي ووجهي كله .. احرجني فأنزلت وجهي بسرعه ..
ماذا يحدث .. ما به ادوارد ..؟
_ ماذا كان يريد ذاك الرجل ..؟
_ لقد قال انه اضاع ابنته وشبه كلوديا بها ..
اقنع كلوديا هذا الجواب .. بدى الانسب لما حدث .. ولكنه لم يقنع آمون
لقد كانت طريقت ادوارد في قوله غير مقنعه .. بدى قلقاً جدا .. وهذا ما يحدث نادرا
في حياته .. لم يفكر آمون اكثر بالوضع وعاد لمرحه الطبيعي ..
وصلو اخيرا للسوق .. كان مجمع تجاري كبير جدا .. يوجد فيه اكثر من خمسين سوق على ما يبدو ..
كان بنائه جميل و فخم للغايه .. ظلت كلوديا تحدق به طويلا حتى ناداها آمون
وهو يضحك عليها .. لقد كانت تتوقف لتنظر لكل شيء امامها ..
_ هل يعجبك المجمع ..؟
سال آمون هذا بينما كانو يسيرون فيه وهم يبحثون عن محل لبيع المجوهرات
كما قال ادوارد ..
_ انه رائع ..
ابتسم لها قليلا قبل ان يضحك عليها ..
عرفت ان الرائع اللذي قالته كان معبر جدا .. ماذا تفعل هذي هي الحقيقه .. انه جميل جدا ..
_ هذي هي المره الاولى اللتي تأتين فيها ..؟
_ نعم .. في الحقيقه لم ادخل مكانا كهذا من قبل ..
_ انا فرح لأنه اعجبك اذن .. يا زهرة ..
_ لما تناديني بالزهرة ؟
_ لأنه معنى اسمك .. يجعلني مميز بالنسبه لك
غمز لها فأحرجها وازعجها في نفس الوقت .. لم تعجبها تصرفاته
لقد كان يغمز كثيراُ ..
_ ان كان يغضبك لن استعمله ..
_ لا .. ليس تماما ولكن كلوديا افضل ..
_ كما تشائين ياصغيره ..
ابتسمت له .. ادوارد كان قد دخل سوقا للمجوهرات ..
انه يشبه بناء من المجوهرات لم يكن هناك مجال لشيء سوى مجوهرات .. اشياء لم ترى كلوديا مثلها ..
بدت محرجه جدا .. لم تعرف ما تفعل لذا بقيت واقفا في الباب تنتظر ان يخرجو ..
ناداها آمون فأقتربت منهم .. كانو ينظرون لخواتم زواج .. استغربت وبدت تشعر بمغص في بطنها ..
اول ما خطر ببالها انها لأدوارد وسيدرا ..
_ نريد ان نشتري خواتم زواج لأحد اصدقائنا اللذي سوف يتزوج قريبا ..
ابتسم آمون بعد هذا بينما شعرت هي بالهدوء التام واكمل .. – تعالي لتري ايمها اجمل ..
كانت تقف بين آمون وادوارد اللذي لم يبد انه يرى المجوهرات حتى ..
_ آمون استعجل .. لم يعد ليدنا وقت طويل ..
هذا ما قاله .. يبدو ان لديه عمل ما ..
_ هذا جميل جدا ..