السلام عليكم
البارت الثامن بصوت متهدج.. وبعيون باكية ..تحمل حزن العالم ..وقهر الكون ..بدات السيدة الشابة تحكى لديمة من اين ابدا ؟ من لقائى الغرامى به وقصة الحب التى تفوق اساطير العشق ؟ ام من النهاية البائسة التى الت ايها حالنا؟ ساخبرك موجز حكايتى كى لا اثقل عليك .
تعرفت على زوجى بسرعة وتكونت بيننا قصة حب كبيرة .. بارك الجميع حبنا الذى توج بزواج رائع .. للاسف لم يدم اكثر من ستة اشهر.. بدات ماساتى مذ لاحظت شرود زوجى معظم الوقت .. كان هذا بعد زواجنا بشهران تقريبا.. وعندما اخبرته بحملى فرح كثيرا .. ولكنى رايت فى عينيه يومها نظرة قلق وحب ..وحزن دفين ودموع ظننتها دموع الفرح .. وسمعته بعض مرة يتحدث بشان مخالفات كبيرة بالعمل وانه لا يمكنه منعها او تجاهلها .. كان يتحدث مع شخص لا اعرفه .. ومرة اخرى يصرخ انها قتل عمد ولا يسعه تحمل تلك الدماء البريئة برقبته.. يومها انقبض صدرى بشدة.. وشعرت حينها ان حياتنا فى طريقها للهبوط بمنحدر لا نقوى على الصمود به.. عندما سالته لم يجبنى .. احتضننى بشدة وبكى وكانه يعتذر لى عن شىء .. كنت مذهولة وقتها ولم ادرى عمق المشكلة ..ولم اتخيل اننى قد افقده نتيجة لذلك .. ولكن كان بداخلى شىء يخبرنى اننا لن نبقى سويا لفترة طويلة .. فقد كنت اعلم ان شيئا بالدنيا لا يكتمل .. ولا توجد سعادة مطلقة ولا رجل مثالى .. ولكن زوجى كان مثاليا .. وكان من الحكمة ان يغادر دنيانا سريعا .. فقد كان اطهر من ان يبقى بها اكثر ...
علمت يوم الحادث انه يحمل مستندات هامة تدين اصحاب العمل .. تحدث لاحد اصدقائه واخبره ذلك واوصاه بى وبوليدى الذى حرم من رؤيته .. وقفت امامه باكية .. كان يعلم انه سيقتل .. فاضت دموعه واحتضننى بشدة .. ولم يزد عن كلمة اسف .. قلت له ولم ؟ ما لنا وهذا الجدل ؟ .. فقال لى لاجل طفلنا .. لاجلك .. لا احتمل ان يحدث لكما ما يحدث للاخرين .. قلت له لاجلنا لا ترحل .. قال لى الرحيل واللقاء ليس بقرارنا انه قدر.. قبل راسى والوداع الاخير .. اخر ما لفظه اسف .. استودعك بين يدى الله .. لا تبكينى .. ربما يكون فى رحيلى عنكما خير .. لن يخذلنى ربى بكما .. انا واثق من ذلك .. عيشى حياتك واخبرى طفلنا عندما ياتى اننى احبه كثيرا .. واننى رحلت لاجله ولاجل غيره .. احبك .. انا حقا اسف .
رحل بعدها الى غير رجعة .. رحل تاركا قلبى يبكيه .. ترك ارملة ستقضى باقى ايامها باكية اياه .. وترك طفلا لم يره .. تيتم قبل مولده .. الحمد لله .. هو قضاء الله وقدره .. وانا احتسبه عند الله .. تركنى يومها وجاءنى الخبر المشئوم بعد ساعات .. قالوا انه حادث سرقة وقطاع طرق .. ولكنى متاكدة انه قتل عمد .. لملمت جراحى وفتشت باوراق زوجى
فوجدت اشياء غريبة .. ارقام وخرائط ونسب .. لا ادرى .. وبين احدى ورقاته وجدت واحدة تحمل اسمك .. علمت عنك الكثير .. واخذت عنوانك .. اعلم ان زوجى قابلك ليلتها .. فقد سمعته يتلفظ باسمك ويقول انك ستكونين بالحفل وانها الفرصة الامثل لاخبارك .. وعلمت ما حدث لك وعلمت انها لم تكن مصادفة.. اخبرك امرا كان ثمن معرفته هو عمريكما .. ولكن القدر انقذك انتى لتكشفى الامر .. بعد ايام قليلة ستفتح خزنة زوجى بالبنك وانا متاكدة من انها تحمل مستندات هامة .. ربما صورة من المستندات التى سرقت ليلة وفاته .. لست متاكدة ولكنها هامة وستكشف الكثير .. ما رايك ؟؟؟؟
- رايى بماذا؟
- هل تساعدينى لاتوصل للحقيقة ولقاتل زوجى .. هل تساعدينى كى اكمل ما بداه .. كى اتم ما دفع حياته لاجله .. انه اقل الوفاء .
- لا ادرى .. انا متاكدة من صدق روايتك .. فما اخبرنى به ليلتها لم يكن واضحا ولكنه يحمل اتهامات كبيرة وخطيرة .. لا ادرى كيف اساعدك؟
- انت تعملين بالشركة ويمكنك معرفة ما يعنيه .. ويمكنك تقصى الامر والتاكد منه .. لا اثق بغيرك ارجوكى .
- حسنا .. سافعل .. ليس لاجلك فقط ولاجل طفلك .. بل لاجله ولاجل قضيته .. يجب ان اعرف ما يجرى .. يجب ان اتاكد بنفسى .. هل ستاتينى بالمستندات المطلوبة ريثما تحصلين عليها ؟
- بالطبع .. ربما ياتيك بها شخص اخر ..او........ستصلك عبر البريد .. هذا اضمن .
- حسنا اتفقنا.ارجو ان تهتمى بطفلك وبصحتك ..لا تهتمى لاى امر اخر .. ساتولى الامر من هنا .
- شكرا لكى . ودعت ديمة الزوجة المكلومة وبينما تقف واياها ربتت ديمة على يديها ولغتها خالص تعازيها .. ذهبت المراة وعادت ديمة الى شقتها .. تفكر بما يحدث .. تشعر ان الامور تزداد تعقيدا وتزيدها خوفا .. هل تخبر خالد ام تنتظر قليلا حتى تتاكد الامر .. ما الامر لم لا تريد اخباره ؟ اجل هذا هو السبب .. انها تخشى عليه .. انها .................تحبه .
ذهبت ديمة للشركة فى اليوم التالى .. لا تفكر باى شىء سوى بتلك القضية وتورطها الغريب بها .. ليس هذا فحسب .. بل تورط وجيه ايضا .. بالرغم من انها لا تحبه .. الا انها لا تتخيل ان ان يتورط بمشاكل تنتهى بالقتل .. ترى ما الامر ؟؟؟ اثناء عملها .. وبينما كانت وحدها بمكتبها .. ذهب اليها وجيه .. واطمان اليها .. كانت ما زالت تربط ساعدها الى عنقها .. فلم يلتئم جرحها بعد .. سالها عن حالها .. فاجابت بفتور .. وساد الصمت قليلا قطعه بالحديث مرة اخرى
- الا تفكرين بتناول العشاء خارجا تلك الليلة ؟
- عفوا؟ سالته باستغراب واضح .
- فى الحقيقة اود دعوتك الى العشاء .هل تقبلين ؟ ارتبكت ديمة الا انها تمالكت اعصابها واجابته بلطف فلم تنس انه رب عملها وصاحب الشركة التى تعمل هى بها
- فى الحقيقة انا لست على ما يرام تلك الليلة . افضل الراحة والنوم مبكرا .انا حقا اسفة.
- لا عليك .. كعادتك ترفضيننى بدبلوماسة ممتازة .
- اسفة .. لم اقصد .........
- لا عليك فقد اعتدت منك ذلك .. المراة الوحيدة التى تجعلنى ابدو احمق .
- سيد وجيه انا لم اقصد شيئا مما قلت .. انا حقا تعبة .
- اعلم انك لا تستلطفينى يا ديمة ورغم ذلك لا استطيع ان ابتعد عنك او ان انساكى . ارتبكت ديمة بشدة فتلك المرة الاولى التى يصرح فيها بذلك .. تبا لهذا الرجل .. بكل حوار معها يزداد جراة عن الحوار الذى يسبقه .. المشكلة انه يعاملها بلطف مما يضعها بموقف حرج للغاية .. فامام هذا اللطف لا يسعها ان تجرحة او تعنفه .. فضلا عن هذا وذاك هو رب عملها وهى مدينه له بوظيفتها .. تعاقد معها لمدة خمس سنوات مرت منها سنة .. لم يحدث هذا مع الكثيرين .. فعقود العمل عادة تكون لمد سنتان فقط ..يا له من رجل .
انقذتها مى بدخولها .. فقد كفتها حرج الاجابة .. خرج بعدها مباشرة .. لتتسلم مى صديقتها باسئلتها الصريحة .
- الا يكفى ما فعلته به حتى الان ؟ ارفقى به يا فتاة.
- لست فى مزاج نقى لمجادلتك .
- اخبرينى شيئا سيئا فيه ؟
- لا شىء هو ممتاز حقا .. لكنى لا اشعر تجاهه بشىء.
- ممممم .. اذا تشعرين بشىء ما نحو شخص اخر .. تلمع النجوم فوق كتفيه.. اليس كذلك؟ ابتسمت ديمة وقد امتقعت خجلا واجابتها
- من تقصدين؟
- اقصد الفارس المغوار والشاب الوسيم والضابط الرائع خالد الذى قفز اليك من دوائر المجهول لينقذك من الخطر المحدق بك وطار بك على جواد ابيض .. اليس هذا صحيح؟
- حسنا .. اعترف اننى اكن له شيئا ما .
- فقط شيئا ما .. الا تدرين حقا .. حسنا يكفينى ذلك اليوم .. لم احلم بتلك النتيجة ابدا .
ابتسمتا وصمتتا طويلا .. قطعت ديمة الصمت بسؤالها
- بالمناسبة .. ما اخبار عادل ؟
- الم اخبرك بعد .. قابل والدى امس واتفقا ان يحددا الخطبة الاسبوع القادم .. انا سعيدة حقا .. اتمنى ان تكونى بمثل سعادتى مع خالد.
- مبارك لكما .. لا تنسى ان تدعينى .
- تمزحين اليس كذلك؟ ستكونين اول من تتسلم الدعوة .. اقصد دعوتان .. سادعو خالد لاجلك هل سياتى ؟
- لا اعلم .. لست متاكدة. هيا لن اخبركم شيئا عن البارت القادم .. سيكون مفاجاة .. او هكذا ارجو ما اجمل شخصية حبيتوها فى الرواية ؟ ما هى توقعاتكم بصفة عامة؟ انتظر ردودكم واذا ما بلاقى ردود بجد راح ازعل .. ............ |
__________________ يوما ما ستشرق شمس الامل
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-07-2015 الساعة 06:05 AM |