عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-09-2011, 05:40 AM
 
ترك يدي لألتف إليه وانا احك يدي اليسرى التي تؤلمني بشدة ، نظرت له بحقد اما هو فقد قابل نظراتي بنظرات باردة لا مبالية كما لو انه لم يفعل شيئاً لي للتو
وسيم ؟ هل قلت هذا للتو ؟ لقد غيرت رأيي انه شاب متوحش ، همجي ، لا يعرف اللباقة ، كيف ؟ كيف يجرؤ على فعل ما فعله وهو في شقتي ؟
قال لي بهدوء:
- ما كان يجب عليك ان تغضبيني هكذا بهجومك علي .
رفع رسائلي الممزقة التي لا زالت بيده وقال بغطرسة :
- هل هذه الرسائل تهمك لهذه الدرجة ؟
وماذا تريد انت من ذلك ؟ هؤلاء الشبان هم اصدقاء طفولتي وانا اتراسل معهم كل اسبوع ، نحن كالاخوة تماماً
قلت ذلك في نفسي وانا احدق به بعيني المبتلة بالدموع التي لن ادعها تنزل على وجنتي لتكشف ضعفي امام هذا المتوحش
تفاجأت به يمشي للنافذة المفتوحة ويقوم برمي الرسائل من خلالها لتهوي على الارض ويهوي عقلي معها بعدها ليقول بنرة ساخرة :
- وها هي تسقط الى الهاوية فهل سوف ترمين نفسكِ خلفها ؟
صحت بحدة وقد تفجرت كل براكين غضبي :
- كيف تجرؤ ؟ اوه كلا رسائلي .
واسرعت في خطاي بأتجاه النافذة لأحدق ببقايا رسائلي على الارض على بعد مترات عديدة فأنا في الطابق الرابع في المبنى ، التفت بغضب للشخص الذي يقف بجانبي وقلت بكره :
- كيف تفعل ذلك ؟ من انتَ حتى تمزق رسائلي هكذا ؟ كيف دخلت الى هنا ؟ ما الذي تريده مني ؟
قال بلهجة آمرة وهو يمد بحقيبة يدي التي كانت معي صباحاً إلي:
- منذ الان وصاعداً لا علاقات مع الشبان ، لا أريد ان يقترب احدهم منكِ .
فتحت فمي بغضب بعد ان توسعت عيناي صدمة:
- ماذا ؟ لماذا ؟ ثم من انتَ حتى تتحكم في حياتي هكذا وتملي علي الاوامر ؟ ....
وحولت نبرة صوتي الى سخرية لأكمل :
- ام انك امي او ابي حتى تقول لي هذا ؟
اشاح الذي يقف امامي بوجهه عني وقال وهو يرد علي سخريتي بسخرية لاذعة:
- ههه لست كذلك ، ولا اود ان اكون كذلك ، افضل ان اكون حبيبك او صديقك المقرب على هذا .
- ماذا ؟
صحت بحدة وانا اقول في نفسي
( احلم في ذلك ايها المتوحش ، لا ينقصني سوى ان يكون لدي صديق متوحش مثلك )
فقت من شرودي عندما انتبهت عليه يتقدم نحوي بعد ان رمى حقيبتي على الارض ، تراجعت بخوف للخلف وانا افكر في ماذا سوف يفعله هذا المتوحش ، اصطدمت بالحائط ليوقف مشي فأغمضت عيني برعب وانا اتخيل انه سوف يقوم بالهجوم علي لكن صدمتي كانت كبيرة جداً عندما طوق جسدي بذراعية برقة لا مثيل لها ليحضنني بحنان كما لو انه ابٌ حنون يحضن ابنته
تعبير اخمق اعلم لكن هذا اول ما قفز الى ذهني
همس في اذني بكلمات جعلت قلبي يطرق طبولاً :
- روز ، لا تفعلي شيئاً احمقاً يجعلني افعل شيئاً سوف اندم عليه لاحقاً بكل تأكيد ، ارجوكِ لا اريد ايذائك .
قلت بهدوء وانا اشعر بالخجل جراء الحرارة التي دبت في قلبي عندما حضنني:
- من انتَ؟
همس في اذني لأشعر بحرارة انفاسه على وجهي ليلتهب وجهي خجلاً :
- لو اخبرتك فهذا يعني انك سوف تلزمين بي للأبد ، هل تريدين هذا يا روز؟
لم اعلم ما معنى هذا ، لذلك هززت رأسي بالايجاب لأقول له :
- ارجوك ، انا اود ان اعرف ما اسمك .
قرب فمه اكثر من اذني وهمس بصوت خافت بالكاد سمعته كما لو انه يخبرني بسر لا يود ان يسمعه احد غيري لكن صوته جعلني اذوب في مكاني
- واتسون ، اسمي واتسون.
رددت اسمه كالبلهاء تماماً بصوت خافت:
- واتسون .
ابتعد عني اخيراً وافلت جسدي التي طوقته ذارعيه القويتين سابقاً لكن ذلك لم يخمد الخجل الذي لا زلت اشعر به
ابتسم بخفة واتجه للنافذه المفتوحة ليخرج منها ويختفي من انظاري
وضعت يدي على صدري لأتحسس قلبي الذي لا يزال يرقص خجلاً ، اشعر بوجنتي تتوردان
اه ، كيف يجرؤ هذا الواتسون على الظهور هكذا في حياتي و يجعلني اشعر بالخجل الشديد
هل يا ترى سوف اراه مجدداً ؟ وماذا يهمني انا ؟ يجب ان لا اشعر بالخجل هكذا بعد ان قام بتمزيق رسائلي التي جاءتني من اعز ثلاثة اشخاص لدي ، بعد ان تذكرت هذا سرعان ما شب وجهي غضباً وسببت نفسي لأني تركت مشاعري تتحكم في لأنسى فعلته قبل قليل ، فهو لا يزال ذاك المتوحش الذي قام بلوي ذراعي وتمزيق رسائلي وامرني بكل وقاحة ان اقطع علاقتي مع مارك وجوليان وايرين
اسرعت في خطاي لأخرج من شقتي وانزل درجات سلم العمارة لأصبح خارجها ولكي آخذ بقايا رسائلي من على ارض الرصيف لكنني صُدمت بقوة عندما لم اجد الرسائل ارضاً ، حدقت حولي لعلها سقطت في مكان اخر لكنني لم اجدها ، اين اين يمكن ان تذهب؟
- تباً .
قلت ذلك من شدة انزعاجي وقمت بالرجوع الى شقتي وانا اضرب الارض سخطاً وغضباً ، فكرت في ان ارسل رسالة الى مارك لأقول له ان رسالته مع رسالة جوليان وايرين التي يجب ان تصل إلي اليوم لم تصل لي
حسناً ، انها كذبة اعلم لكن هل سوف اخبرهم ان شخصاً مجنونا دخل شقتي من خلال النافذة وقام بتمزيق رسائلي ، هذا يبدو جنوناً بالنسبة لي وانا اعلم بالقصة فما بالي بالذي سوف يعتقدونه هؤلاء الثلاثة؟
امسكت بورقة وقلم وكتبت التالي
( مرحبا مارك ، كيف حالك؟ لا تعلم كم انني اشتاق إليك و اود لو نعود اطفالاً كما كنا ، انني احن لتلك الايام ، حسناً اعلم انك مللت من كثر قولي هذا ففي كل رسالة ارسلها إليك اقولك لك هذا ، كيف حال كل من جوليان وايرين ؟ لقد اشتقت لهم ايضاً
اممم لقد حدث شيء غريب لي هذا اليوم فالرسائل التي يجب ان تصل منكم إلي لم تصل ، فهل رسلتم لي رسالة ام انكم نسيتم ؟ حسناً انا انتظر ردك على هذا بفارغ الصبر ، بلغ تحياتي كل من جوليان وايرين وقل لهم انني احبهم كثيراً مثل ما احبك

صديقة طفولتك
روز اندرسون )

تنهدت بغضب من الموقف الذي وضعني فيه ذاك الواتسون ، قمت بطوي الرسالة ووضعتها في الظرف وقمت بأخذها للبريد لتتجه الى منزل مارك في لوس انجلوس وجلست اشاهد التلفاز
حل الليل سريعاً لأشعر بالنعاس الشديد فأطفات التلفاز وتوجهت لغرفتي لأخلد للنوم ، فتحت الباب لأتفاجئ
كان واتسون نائماً على سريري وهو لا زال يرتدي نفس ثيابه ونفس الوشاح يلف عنقه ، شهقت بخوف عندما رأيته فأسرعت بوضع فمي على يدي
فكرت ، كيف دخل الى هنا ؟ نظرت حولي لأجد احدى النوافذ مفتوحة ، هه هذا الشاب غريب الاطوار ؟ أيحب لهذه الدرجة اقتحام بيوت الناس ؟
ثم كيف يجرؤ على النوم في غرفتي وعلى سريري بالذات كما لو ان الشقة شقته
توجهت له وانا لا انوي خيراً ، سوف ايقظه بأبشع الطرق ، وما هي ابشع الطرق غير القيام بصفعه ليستيقظ من نومه مفزوعاً ؟ ابتسمت بشر ورفعت يدي لأقوم بصفعه لكن ....
فتح عيناه فجأة وامسك بذراعي ليسحبني بقوة لأسقط عليه فشبت نيران الخجل في داخلي واسرعت في الابتعاد عنه ووجنتاي تشتعلان خجلاً
رفع جسده قليلاً ونظر إلي لينطق بسخرية :
- هه ، هل خجلتِ؟
خجلت ؟ هذه كلمة قليلة فقط بالنسبة للشيء الذي اشعر به الان
اه ان هذا الشخص يود ان يقود عقلي الى الهاوية ، لماذا يفعل كل هذا ؟
تراجعت للخلف قليلاً وقلت بعصبية:
- حان وقت رحيلك ، هيا اذهب من هنا ولا تعد مجدداً ، لا اود رؤية وجهك بعد اليوم ولا .....
واسكتني بأن وضع اصبعه السبابة على فمي ليمنعني من قول أي شيء اخر
وهمس لي بصوت ساحر :
- لا تقولي شيئاً لا تعنية يا روز ، فهذا سوف يعذبك كثيراً لاحقاً .
اردت ان انطق بشيء لكنني تفاجأت به يحملني بذراعيه لأتعلق برقبته بخوف من السقوط ، قلت بخوف :
- واتسون ، ما الذي تفعله ، انزلني ارضاً .
ابتسم لي بخفة وقال :
- هه ، لا تخافي لن انزلك ولن اسقطك ، فقط اغلقي عينيك .
- ما الذي سوف تفعله ؟
- سأخذك الى مكان ساحر .
- واتسون ، رجاءاً انا لا اريد منك شيء سوى ان تنزلني .
لكنني اغمضت عيني بقوة عندما خرجنا من خلال النافذة لنصبح على حافة المبنى ،دفنت وجهي بقوة في صدره وشددت قبضتي على رقبته خوفاً من ان اسقط ، الان الشيء الوحيد الذي يشعرني بالآمان هو واتسون
فجأة شعرت بأننا وصلنا الى الارض فقد اخذ واتسون يركض وهو يحملني ، تعجبت ، كيف ذلك؟ هذا الواتسون هل لديه قوة خارقة ام ماذا؟
فتحت عيني قليلاً ، فكرت ، الناس الذين يروننا الان ماذا سوف يقولون وهم يرون واتسون يحملني ويسرع الركض فيني من دون ان يعطيهم اي اهتمام
توقف واتسون فجأة وقال بهدوء:
- لقد وصلنا .
هاه ؟ بهذه السرعة ؟
انزلني ارضاً بهدوء لأحدق في المنطفة التي اصبحنا فيها ، هذه بالتأكيد المرة الاولى التي ارى فيها بقعة كهذه هنا ، امممم غريب ؟ فالمسافة التي ركضها واتسون ليست بطويلة ، اذاً كان يجب علي منذ زمن ان اعرف بوجود مكان كهذا هنا ، ثم انا لا اعتقد انه يوجد مكان كهذا في نيويورك فمبانيها في كل مكان ومن سابع المستحيلات ان يوجد مكان كهذا هنا ، اذاً اين نحن الان ؟ بدأت اظن اننا لسنا في نيويورك وهذا امر احمق بكل تأكيد
كنت واقفة على ارض عشبية وخلفنا مجموعة من الاشجار تسد الطريق اما امامنا فبركة جميلة ساحرة قد انعكس عليها القمر الرائع ، كان الجو ...... كيف اقوله دون ان ابدو كالحمقاء!
رومنسيـاً ربما !
ألتفت لواتسون الذي كان ينظر إلي بتركيز تام مما جعل وجنتاي تتوردان خجلاً
قلت له بتلعثم من جراء خجلي :
- أين ؟ أين نحن ؟ هل نحن في نيويورك ؟
اجابني بسخرية اغضبتني :
- نيويورك ، هل انتِ حمقاء ام ماذا؟ هل يوجد مكان كهذا في بلدك العزيز ؟
اشتعلت غضباً لنعته لي بالحمقاء ، ما باله هذا المتوحش ؟ ساعة يصبح رقيقاً وحنوناً وساعة يصبح كالمتوحش الذي لا يعير اي اهتمام لمشاعر الاخرين ويجعلني ارغب في ايساعه ضرباً
تباً لو كنت فتى فقط لأريته حجمه الحقيقي ..... هذا المتغطرس عديم المشاعر !
صحت وكلماتي تتطاير غضباً :
- اولاً نيويورك ليس ببلدي ، لوس انجلوس هو بلدي ، ثانياً : أين يمكن ان نكون الان غير في نيويورك ؟
اقترب مني بهدوء مما اثار استغرابي ، مد يده اليمنى فجأة ليأخذ خصلة من شعري مما جعل قلبي يطرق طبولاً ثم أخذ يقوم بشمها وهو مغمض العينين ، كما لو انه يريد الاستمتاع بذلك
هذا .. هذا الشاب ، ارجوك توقف عن فعل هذا !
اااااه كم اشعر بالقشعريرة تسري في جسدي الان وانا اره يشم خصلة شعري بهذه الطريقة التي تربكني
حسناً ، حسناً ، هذا يكفي ، دع خصلة شعري وشأنها
كم احببت لو اصرخ بذلك لأنه ان واصل فعل ذلك فسوف يغمي علي بدون شك ، لكن خجلي اعقد لي لساني فلم استطع النطق بشيء
ترك خصلة شعري اخيراً لينظر الي ويبتسم بهدوء

*

في امــان الله
__________________
رد مع اقتباس