عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 07-14-2011, 03:41 PM
 
ملامحي ابتسامة خفيفة و أنا أشيح ببصري عن واتسون ، لكن سرعان ما عدت ببصري إليه عندما لفتت انتباهي ملابسه، كان يرتدي بزة رسمية كما لو أنه في عمل كما كان هناك وشاحاً يلف رقبته ويكسب منظره الغرابة ، بزة رسمية مع وشاح ! تيقنتُ عندها إن هناك شيئاً ما في رقبة واتسون ويخفيه بوشاحه هذا ، لذلك فكرتُ لوهلة بأن أمد يدي وأسحب الوشاح ، لكن هذا سيكون تصرفاً سيئاً مني ، فواتسون ضيفاً لدينا الآن ، كما إن أليسون تجلس بجانبه ، فكيف سوف افعل ذاك ؟
أنتبه واتسون إلى إنني أحدق في بزته باستغراب فقال لنا وهو يلمس بزته :
- اوه ، اعذروني على ملابسي هذه ، فلقد كنتُ في العمل ، لذلك تأخرت عن المجيء ، ولم أرغب في التأخر عنكم أكثر ،لذلك لم أغيرها .. عذراً لذلك .
قالت أليسون وهي تبتسم بمرح وتهز يدها بالنفي :
- كلا ، إطلاقا ، إن البزة تناسبك تماماً .
إن أليسون محقة فالبزة تبدو ظريفة جداً عليه كما إنها أكسبته وسامة واحترام ، لكن الشيء الوحيد الذي يفسد مظهره هو وشاحه ذاك !
صفقت أليسون يديها بمرح لتقول لنا :
- حسناً ، اعذراني سوف أتغيب عنكما قليلاً .
أبتسم واتسون إليها وأجاب بهدوء :
- لا عليكِ .
شعرتُ بالإحراج فأنا سوف أبقى مع واتسون لوحدي ، لكنها فرصة جيدة حتى اسأله عن أسباب قيامه بهذه الأمور ، غادرت أليسون لتتجه نحو المطبخ فاستغليت دخولها لأسأل واتسون بقليل من الحدة :
- ما الذي تفعله هنا ؟ ما الذي تفكر فيه ؟ لماذا ساعدتَ أليسون في حمل الأكياس ؟ ولماذا وافقت على حضور العشاء ؟ وهل كل ما قلته صحيح ؟ هل أنت أبن السيد فوستر المتبنى ؟ وهل تعمل حقاَ ؟
كل هذه الأسئلة أطلقتها على واتسون دفعة واحدة وبدون توقف ...فأجابني واتسون بسخرية :
- بالله عليكِ ، رويداً رويدا ، لا داعي لطرح الأسئلة بهذه الطريقة ..
أجبته و أنا أحاول التقليل من حدة كلامي :
- حســـنــاً ؟
- حسناً .. أول وثاني سؤال : هذان الأمران يخصاني ، ثالث سؤال : ساعدتها لأنني رأيتها لا تستطيع حمل الأكياس ، كما أنني وجدتها فرصة جيدة لأتعرف على صديقتك ، رابع سؤال : ليست هي من طرحت الدعوة بل أنا من جعلتها تدعوني للعشاء وذلك من خلال اللعب في عقلها ، خامس وسادس وسابع سؤال : صحيح كل ما قلته صحيح ..... وبالمناسبة ..
أبتسم بمكر ليمد يده اليمنى باتجاه يدي ثم يمسكها بحنان ليقبلها بهدوء ، قال لي :
- سرني إن أرى انك لستِ غاضبة إلى درجة كبيرة.
لا أخفي على أي احد إنني شعرتُ ببعض الخجل منه، على رغم كل شيء فأنا فتاة و هو شاب وسيم جداً
انتبهت إلى انه ما زال يمسك يدي وهو يحدق بي بتركيز مما جعلني ازداد خجلاً، ليته يكف عن فعل هذا، سحبتٌ يدي من يده بهدوء وقلت بهدوء محاولة إخفاء خجلي منه:
- حسناً ، إن كنت أبن السيد فوستر المتبنى لماذا لم أكن أرك في المنزل .
بكل بساطة أجابني :
- ببساطة عندما كنتِ تأتينا كنت طوال الوقت في غرفتي أو في خارج المنزل، في الحقيقة إنا لا أحب لقاء الغرباء كثيراً لذلك لم أكن آتي لأرحب بك.
( هه غريب الأطوار فعلاً يا واتسون )
- إذاً ؟ لماذا قلت لي في ذاك اليوم، في يوم الحريق إن كل إنسان وله وقته ؟
ابتسم لي بهدوء ليجيبني :
- لم أكن اعرف إن والدي لا زال على قيد الحياة.
صحتٌ به بقليل من الحدة :
- لكنك كنتَ بارداً وقتها ، كما لو انك لم تهتم .
لاحظت بأن عيناه ضاقتا في حزن وهو يجيبني:
- بلى اهتم ، لكنني تعلمتُ كيف اخفي مشاعري جيداً ، و أرتدي قناع البرودة .
تكتفتُ لأجيبه :
- هذا يفسر الكثير .
خرجت أليسون بعد قليل لتقول لنا بمرح :
- العشاء جاهز ..
نهض واتسون فنهضت خلفه وتبعنا أليسون لداخل المطبخ حيث كان يتوسطه طاولة لأربعة أشخاص وعليها أنواع الأطعمة و جميعها من إعداد أليسون ، ههه يبدو أنها فرصة جيدة لمعرفة طعم الأطعمة التي تعدها أليسـون
جلس واتسون على إحدى الكراسي لتجلس أليسون بجانبه أما أنا فجلستُ أمام أليسون وذلك لأمنع أي التقاء أعين بيننا أنا و واتسون قد يحدث من دون قصد
بدأنا نأكل طعامنا بهدوء كما إن بعض الأحاديث بين أليسون و واتسون تخللت الطعام بينما أنا بقيتُ خارج الحديث لأنني تعمدت كذلك وأيضا لم أجد أي سبب يدفعني لأتحدث معهما ، أكملنا طعامنا واتجهنا لغرفة الجلوس مجدداً حيث جلس واتسون وبجانبه أليسون وبجانبها أنا ، قال واتسون بهدوء :
- اعتقد انه حان وقت الهدايا ، لقد اشتريتُ لكما هدايا لأشكركما على الدعوة .
أجابته أليسون :
- ما كان يجب عليك أن تتعب نفسك أبدا.
ابتسم واتسون بخفة :
- لا عليكما ، شعرتُ بأنه من غير اللائق قبول دعوة و آتي خاوي اليدين .
علقتُ في نفسي على كلامه بسخرية ( ههه جيد انك تعرف آداب اللياقة )
__________________
رد مع اقتباس