عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 07-14-2011, 03:45 PM
 
انتبهت إلى إن واتسون وقف بجانبي وهو يجيبها :
- عذراً يا آنسة برونينغ ، لقد أخذتُ الكثير من وقتكم و أنا لا أنوي اخذ المزيد .
ضحكت أليسون بمرح :
- كلا أبدا ، استمتعنا كثيراً بوجودكِ ، أليس كذلك روز ؟
ارتبكت قليلاً و أنا أجيبها :
- بلى ، لقد فعلنا .
قبل واتسون يد أليسون لتشتعل الأخرى خجلاً منه ثم ترك يدها ليتجه نحوي ويمسك يدي ليقبلها ، قال لنا :
- حسناً، الآن إلى اللقاء إلى أمل أن نجتمع مجدداً.
لوحت أليسون بيدها له ثم ذهب لتغلق الباب وتتجه بسرعة نحو إحدى النوافذ في غرفة الصالة فسألتها و أنا مستغربة من عجلتها :
- ماذا تفعلين ؟
قالت أليسون وهي تنظر من النافذة :
- يا إلهي انه يبدو وسيماً جداً ، انظري إليه انه يمتلك دراجة نارية .
أسرعت باتجاهها لأقف بجانبها وأنظر معها إلى أسفل العمارة وتحديداً في الشارع حيث شاهدتُ واتسون يقف بجانب دراجته وهو يرتدي الخوذة ثم يقوم بالصعود على الدراجة ليحركها ويبتعد عن العمارة ، قلتُ بهدوء :
- دراجة ؟
تشابكت يدا أليسون وقالت بهيام كما لو إنها وقعت في غرام احدهم :
- أنه رائع ، كل شيء رائع فيه .
ناظرت لأليسون باستخفاف وسخرية وسألتها :
- هل أحببته بالفعل أم أنه مجرد حب عابر ؟
أجابتني بجدية وهي تبتعد عن النافذة :
- لا أعلم .

~~~~~~~~~~~~~~
طااااخ طااااخ ... تننننن ... تنننننن ... تننننن
اااااه إنهما نفس الصوتين مجدداً ويبدو كما لو أنهما قادمان من الشقة
فتحت عيناي بفزع وأخذت أتلفت حولي ، كنت نائمة على الأرض في غرفة نومي فقد أعطيت السرير لأليسون لتنام عليه ، نظرت للساعة ووجدتها أنها السابعة
نهضتُ من مكاني بهدوء لكي لا أوقظها ، أعددتُ طعام الإفطار بسرعة و ارتديت ثيابي للذهاب إلى المحل ، فأنا سأطلب من المدير إن يعطيني إجازة لكي أبقى مع أليسون طوال الوقت وأريها نيويورك فقد ضاع يومها الأول بدون فائدة وذلك بسببي لأنني نمت طول اليوم
خرجت من الشقة بعد أن تركت ورقة لأليسون بجانب طعام الإفطار أوضح فيها لها إنني ذهبتُ للمحل لأخذ إجازة ، اتجهت للمحل وهناك تلقيت من جميع الموظفين سؤال واحد وهو عن سبب عدم مجيئي البارحة وأخذت أنا أجيبهم بـ ( لاحقاً ، لاحقاً ) توجهت لغرفة المدير وبعد نقاشات حادة و إعطاء مختلف الأعذار والاعتذارات منه ، وافق ولكن إجازة لثلاثة أيام فقط ...
حسناً لا بأس ، هذا أفضل من لا شيء ، اعتقد ذلك !
خرجت من المحل و أنا أفكر بالحلم الغريب الذي حلمته اليوم والبارحة ، يا ترى ما معناه ؟ و لماذا أحلم به لمرتين ؟
لفت انتباهي شيء جعلني أمعن النظر فيه ، إنسان كان يطعم الحمام حبوباً ، وقد ارتدى قميصاً ذو أكمام طويلة أزرق اللون مخطط باللون الأبيض وبنطال جينز ازرق اللون ويلف حول رقبته وشاح ابيض ، أخذت أنظر إليه لدقائق فكان ذلك الشخص واتسون
واتسون كان يطعم الحمام حبوبها المفضلة وقد بدى مسالماً جداً كما أنرسمت على ملامحه ابتسامة ود خفيفة ، منظره هذا كان يبدو رائعاً جداً ، فابتسامته لم تفارقه ، كما كان يبدو عطوفاً جداً مع الحمام ، والحمام لم يكن يخاف منه ، كما لو إن هذا هو وجهه الأخر ، وجه واتسون الأخر الذي لا يظهره إلا قليلاً
أنتبه واتسون إلى أن احدهم كان ينظر إليه ، فألتفت إلي لينظر لي بغرابة في البداية ، لكنه في النهاية أبتسم لي بخفة و سألني :
- هل تحبين الحمام ؟
ارتبكت قليلاً ، لكنني تداركت الوضع أخيرا لأجيبه:
- لا اعلم .
نظر لي بهدوء وقال :
- هل تريدين أطعامهم ؟
- لا أعلم إن كنتُ استطيع فعل ذلك ، فأنا لم أطعمهم من قبل .
قال لي وهو يبتسم بخفة :
- لا بأس، أنا سوف أساعدك فالحمام ظريف ولن يهاجمك.
ترددتٌ قليلاً ، لكن لا بأس ، فواتسون سوف يساعدني ، كما اعتقد إن لا شيء سوف يضير أن تعلمتُ كيف اطعم الحمام ، توجهتُ لواتسون لأقف بجانبه ، ثم أمسكَ ظهر يدي اليسرى بيده اليسرى ، ثم وضع يده اليمنى حول خصري الأيمن ليحثني على الانحناء للأسفل ببطء ، ثم قام بنثر بعض الحبوب على يدي ، ومد يدي للأرض ليلامسه ، في نفس الوقت شعرتُ بشعور غريب يجتاحني من لمسته ...
انتبهت إلى أن أحدى الحمامات أخذت تقترب من يدي لتحني منقارها و تأكل من يدي ، فشعرتُ بالفرحة تغمرني و أنا أرى بقية الحمام يتبعونها ويأكلون الحبوب من يدي ، سمعتُ صوت واتسون وهو يقول لي بهدوء ، وأنا أشعر بأنفاسه تلفح رقبتي فقد كان جسده ملاصقاً لجسدي :
- يبدو أن الحمام أصبح يحبك...
هززت رأسي بالإيجاب بخفة و أنا أشعر بالحرارة تدب في جسدي لقربه مني، سألني هو يقرب وجهه من رقبتي أكثر:
- ما رأيكِ بالهدية التي أحضرتها لك ؟ هل أعجبتك ؟
تذكرتُ هدية واتسون ، كانت عبارة عن فستاناً أحمر اللون يصل إلى ركبتي ، كان رائعاً وجميلاً جداً لذلك هززتُ رأسي بالإيجاب و أنا أقول بهدوء :
- اجل ، كانت هدية رائعة ، يبدو انكَ تعرف ذوق النساء جيداً .
ضحك واتسون بخفة ليجيبني :
- يمكنك قول ذلك .
شدد من قبضته على خصري فجعل الحرارة تزداد في داخلي كما شعرتُ بوجهي يحمر من الخجل ، حاولتُ إن أنسى ذلك وأُشغل تفكيري بالحمام أمامي ، لكن عبثاً ، محاولتي فشلت ولم أعد أشعر إلا به وهو ورائي ، سمعتُ صوت غراب قادماً من الجهة اليسرى فألتفت كلينا إليه لنراه يقف على عمود إنارة بجانبنا، شعرتُ بالغرابة تجاهه ، فغراب في نيويورك ؟
سمعتُ صوت واتسون يسب بصوت خافت وهو خلفي :
- سحقاً ..
ألتفت إليه فرأيته ينهض من مكانه بسرعة ويركض مبتعداً فلم أجد نفسي إلا و أنا أصيح عليه:
- واتسون ، إلى أين ؟
لم يجبني بل واصل ركضه وبعد ثواني رأيت الغراب يطير ليسلك نفس اتجاه واتسون ، فوقفتُ في مكاني أشعر بالغرابة والاندهاش ، فلماذا غادر واتسون هكذا فجأة عندما رأى الغراب ؟
أمسكت حقيبة يدي بأحكام ومشيتُ لأعود لشقتي ، فلدينا يوم طويل أنا وأليسون لنقضيه معاً ، فتحت باب شقتي بالمفتاح الذي بيدي فوجدت أليسون جالسة على الكنبة تشرب القهوة وهي تشاهد التلفاز وعندما فتحتُ الباب ألتفت إلي لتسألني بهدوء :
- حصلتِ على إجازتك ؟
- اجل ، لكن لثلاثة أيام .
- حسناً ، لا بأس ، هذه الأيام تكفي لنستمتع معاً .
وضعتْ كوب القهوة على الطاولة أمامها وجلست باعتدال لتقول لي:
- حسناً ، إلى أين سوف نذهب اليوم ؟
أغلقتُ الباب خلفي واتجهتُ لغرفة نومي لأرمي حقيبة يدي على السرير و أنا أجيبها:
- حسناً ، سوف نرى أين سنذهب !
فتحتُ شعري لينسدل على كتفي فقد كان مرفوعاً لأعلى على شكل ذيل حصان ، وأغلقت الباب لأغير ملابسي ، سمعتُ صوت زقزقة عصافير قريبه فألتفت للنافذة لأرى إن هناك عصفوراً صغيراً وقف أمام النافذة وأخذ يزقزق ، ابتسمت على منظره بهدوء
أنطفأ التيار الكهربائي فجأة فسمعت صوت أليسون تصيح بغضب :
- سحقاً لهذا التيار الأحمق وسحقاً لهذا المبنى الغبي .
علقتُ على كلامها بمزاح :
- أليسون ، الشقة شقتي ولم أفقد أعصابي مثلكِ .
سمعتها تسألني :
- هل يحدث هذا كثيراً ؟
أجبتها :
- كلا ، هذه المرة الثالثة التي ينطفئ فيها ..
- أظن أن هذا من حسن حظي.
لم أستطع أن أكتم ضحكتي فضحكت بخفة على تعليقها فبالفعل ، لم ينطفئ التيار الكهربائي إلا عندما جاءت أليسون إلى الشقة
__________________
رد مع اقتباس