عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-04-2007, 08:03 PM
 
رد: الرضاعة الطبيعية

على الرغم من أن عملية الإنجاب والإرضاع هي عملية فطرية فسيولوجية، إلا أنها في الإنسان تكتسب أهمية خاصة، وتحتاج إلى عناية خاصة. ويعتبر لبن الأم هو التغذية المثلى للرضيع، فهو يحتوي على كل العناصر الغذائية وبالنسب التي يحتاجها الطفل، خاصة في الأشهر الأولى من عمره، ولهذا يجب تشجيع كل الأمهات على الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد، التي من أهمها، أنه حليب جاهز دوماً، وبالحرارة المناسبة، والكمية المناسبة، ولا يحتاج أي وقت لتحضيره، فهو يتدفق بمجرد وضع الطفل على ثدي الأم، كما أنه حليب طازج ونظيف وسهل الهضم وخالٍ من الجراثيم، وهذا يجعل الأطفال الذين يرضعون من حليب أمهاتهم أقل عرضة للالتهابات المعوية وغيرها.
كذلك فإن مشاكل الحساسية وعدم تحمل الحليب الصناعي التي نشاهدها عند أطفال الرضاعة الصناعية، لا نشاهدها عند أطفال الرضاعة الطبيعية، ولقد ثبت بأن الكثير من الأعراض الشائعة في الأطفال مثل الإسهال، والنزف المعوي، والتقيؤ، والمغص، والأكزيما، وغيرها، أقل شيوعاً في الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، كذلك فإن بعض أمراض الجهاز التنفسي والدم، مثل التهاب الأذن الوسطى، وذات الرئة، وتسمم الدم، والتهاب السحايا، وجميع أمراض الحساسية، والأمراض المزمنة، أقل شيوعاً عند الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم منها لدى غيرهم.

* تقوية المناعة ومن الفوائد الأخرى لحليب الأم تقوية الجهاز المناعي للرضيع، فحليب الأم يحتوي على أجسام مضادة للبكتريا والفيروسات، وهي تمنع الميكروبات من الالتصاق بالجدار المخاطي للأمعاء وتقي الأطفال من أمراض الإسهال وغيرها، كما أنه يحتوي على مضادات ضد مرض شلل الأطفال، لذلك فإن من فوائد الرضاعة الطبيعية أنها تحمي الأطفال حتى من مخاطر اللقاح ضد شلل الأطفال.

كذلك فان حليب الأم غني بعنصر لاكتوفيرين Lactopherin وهو بروتين مرتبط بالحديد، وله مفعول مثبط للبكتريا وبشكل خاصE. Coli المسؤولة عن أغلب التهابات الأطفال، كما ويحتوي الحليب على إنزيم اللايبيزLipase، الذي يتفاعل مع الأملاح الصفراوية في أمعاء الطفل فيعمل على قتل الطفيليات المعوية، وبالتالي يحمي الطفل من الإسهال الطفيلي كالجارديا والأميبا Amebiasis & Giardiasis ولقد أثبتت الأبحاث وجود مناعة في حليب الأم ضد مرض الدرن الرئوي أيضاً. كما ويعتبر حليب الأم مصدرا أساسيا لحصول الرضيع على الماء، فنسبة الماء في حليب الأم، لا تقل عن 880 مل/ لتر، وهذا في الأحوال العادية.

وتشكل نسبة الماء في جسم المولود الجديد ما بين 70 80%، ويحتاج الطفل إلى كمية من الماء يوميا ما يعادل 10 15% من وزنه، فإذا كان وزنه أربعة كيلوغرامات مثلا، فإنه يحتاج إلى كمية ماء يومية تعادل 600 مل، وتزداد حاجة قليلي الوزن للماء أكثر من غيرهم، فقد تصل حاجتهم اليومية إلى 80 170 مل/ كلغم/ يوميا.

وقد يفقد الطفل الماء من جسمه عبر عدة طرق كالبراز والبول، أو عن طريق التبخر خلال عملية التنفس أو خلال الجلد وهذا في الأحوال العادية، والتي عادة ما يكون هناك توازن ما بين الماء الداخل والماء الخارج في جسم الطفل الرضيع، أما إذا زاد الماء الخارج لأي سبب من الأسباب، كالإسهال والقيء، أو زيادة العرق في الفصول والبلاد الحارة أو لدى الإصابة بأحد أمراض الرئة التي تزيد سرعة التنفس، وبالتالي زيادة عملية التبخر وغيرها من الأمراض، هنا يحدث خلل في التوازن الفسيولوجي الطبيعي بين الماء الداخل والخارج من الجسم وبالتالي قد يصاب الطفل بالجفاف، ولتجنب حدوث هذا الأمر والتغلب عليه حال حدوثه، يجب التخلص من مسببات فقدان الطفل للماء من الجسم، مع زيادة كمية الماء الداخلة للجسم بإعطاء الطفل المزيد من الماء بين وجبات الرضاعة، وعدم الاعتماد على الحليب فقط.

وتتوافر في الحليب كل العناصر الغذائية المطلوبة للطفل مثل: احتواء لبن الأم على نوع من البروتين سهل الهضم للطفل، كما ويحتوي على الدهون الأساسية للشعر والجلد ونمو المخ. يحتوي على السكر في صورة اللاكتوز Lactose الضروري للامتصاص الجيد للكالسيوم والفسفور والحديد، وكذلك ضروري لنمو المخ. كما يحتوي لبن الأم على عامل زيادة نمو المخ Brain Growth Factor كما وأثبتت الدراسات العلمية أن الرضاعة الطبيعية تقلل من فرص إصابة الطفل بالعديد من الأمراض في المستقبل مثل مرض السكر، أمراض القلب، الحساسية الصدرية والسمنة.

* الأم والرضاعة أما الفوائد التي تعم على الأم من الرضاعة الطبيعية، فتساعد الرضاعة الطبيعية على سرعة عودة الرحم للحجم الطبيعي قبل الحمل والولادة. كذلك تساعد على منع حدوث نزيف ما بعد الولادة.

كما وتعتبر وسيلة طبيعية لمنع الحمل وقد يمكن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة بجانب توافر عاملين آخرين.

وتعزز الرضاعة الطبيعية الرابط النفسي بين الأم وطفلها فينمو الطفل في استقرار نفسي.

وهنالك حالات كان الاعتقاد السائد فيها بوجوب توقف الأم عن الرضاعة الطبيعية:

* إذا كانت الأم مصابة بالحصبة الألمانية Rubella لقد ثبت فعلا انتقال فيروس الحصبة الألمانية من الأم إلى الطفل الرضيع عبر الحليب، سواء كانت الأم مصابة بالمرض فعلا أو مجرد حاصلة على التلقيح، ولكن مع ذلك فلا يوجد أي داع للخوف وقطع الرضاعة الطبيعية، لأن المرض حتى لو ظهر على الطفل فهو بسيط وذاتي الشفاء ولا توجد له أية مضاعفات.

الإصابة بالهر بس البسيط Herpes Simplex كذلك ثبت انتقال الفيروس المسبب للمرض عبر حليب الأم وإنما بشكل نادر، ومع ذلك فلا نمنع الرضاعة الطبيعية، بل نطالب الأم بالعناية الصارمة بالنظافة الشخصية، إلا إذا كانت حويصلات المرض على حلمة الثدي أو قريبة منها، هنا فقط نوقف الرضاعة بشكل مؤقت، ونحلب الحليب من ثدي الأم ونعطيه للطفل بالكأس أو القنينة لمنع العدوى.

* التهاب الكبد الفيروسي Viral Hepatitis أيضاً قد ينتقل فيروس الكبد الوبائي من الأم إلى الطفل عبر الحليب، لكن الغالب أن ينتقل أثناء الولادة، وحتى هذا المرض أيضاً على خطورته، ليس مدعاة لقطع الرضاعة الطبيعية إذا أعطينا الطفل لقاحا ضد المرض خلال أربع وعشرين ساعة من الولادة، على أن يتبع ذلك جدول من الجرعات التلقيحية الداعمة.

* أما الفيروسات النادرة الأخرى مثلCMV فصحيح أنها تنتقل عبر الحليب، ولكنها نادرة أولا، ومخاطرها على الطفل تكاد تكون مهملة، ولذلك فلا داعي لقطع الرضاعة الطبيعية.

* مشاكل الرضاعة الطبيعية قد تعاني بعض الأمهات واعتباراً من الأسبوع الثاني (فترة إدرار الحليب المفاجئ) من بعض الألم أثناء عملية الإرضاع، وذلك بسبب الهجوم المفاجئ للحليب في الثديين، مع عدم قدرة الرضيع على سحبه كله، مما يسبب احتقان الثديين مع تقرحات وتشققات في النقطة الأضعف فيهما وهي منطقة الحلمتين، ينتج عن ذلك آلام مزعجة أثناء الرضاعة، ولكي تتجنب الأم هذه الحالة أصلا فعليها الاعتناء بنظافة ثدييها وإجراء بعض التدليك الخفيف اعتبارا من الأيام الأخيرة للحمل، وطيلة مرحلة الإرضاع، كما عليها أن تغسل ثدييها يوميا بالماء الدافئ والصابون الطبيعي، وتجنب استخدام الصابون المعطر الذي يسبب جفاف الثديين أو تهيج الحلمتين، ويجب التأكيد على أن لا تكون حاملات الثديين ضيقة جدا، أو تكون مصنوعة من مادة بلاستيكية مهيجة، ولكن لا بأس من وجود وسادتين لطيفتين توضعان ما بين الثديين والحاملات، بحيث تحفظان الحلمتين، وتمتصان الحليب المتساقط من الثديين. وهنالك الكثير من الأمور الأخرى عن الرضاعة الطبيعية التي قد نتطرق لها في وقت لاحق.

ثبت علميا وطبيا أن الرضاعة الطبيعية ذات أهمية بالغة وفائدة كبيرة لصحة الطفل والأم المرضعة على حد سواء (بدنياً ونفسياً ووقائياً) ولم تُظهر الأبحاث العلمية الحديثة هذه الحقيقة إلا من عهد قريب.

فمنذ نهاية الأربعينيات من القرن العشرين وحتى منتصف السبعينات منه كان يعتقد أن حليب الأبقار أفضل من حليب الأم، وكانت تتم تغذية الغالبية العظمى من الأطفال حديثي الولادة في البلاد الغربية والولايات المتحدة الأمريكية عن طريق هذا الحليب البديل. وكان النظام المتبع في مستشفيات الولادة هناك أن يصف الطبيب للأمّ ما يناسب طفلها الرضيع من أنواع الألبان البديلة عند مغادرتها المستشفى.


ولم يكن الأطباء يوصون بالرضاعة الطبيعية إلا عندما تكون الأم من أسرة فقيرة ولا تملك ثلاجة لحفظ الحليب لطفلها! وحتى في الحالات التي كانوا يصفون فيها الرضاعة الطبيعية فإن مدة هذه الرضاعة لم تكن تتعدى الشهرين أو ثلاثة أشهر. أما أولئك الأطفال الذين تمتد فترة رضاعتهم الطبيعية إلى خمسة أو ستة أشهر فلم تكن نسبتهم تزيد عن (5)% فقط من مجموع عدد السكان، وهذه النسبة لا تمثل العدد الحقيقي لهؤلاء الأطفال حيث تقل كثيرا بين المثقفين.

والى جانب الاعتقاد السائد بأفضلية الحليب البديل في ذلك الوقت كان هناك عامل آخر يغري الأمهات بالإقبال عليه والإعراض عن الرضاعة الطبيعية وهو خروج النساء للعمل في الدول الصناعية والتخلص من أعباء الرضاعة الطبيعية.

وأخذت هذه العدوى وهذا الاعتقاد الخاطئ ينتقل إلى البلدان النامية (دول العالم الثالث) في الوقت الذي بدأت الدول الغربية (الأوربية والأمريكية) تتخلى عنه حيث بدأ التشجيع للأمهات بأن يرضعن أطفالهن والتخلي عن الرضاعة الاصطناعية كلما أمكن ذلك ولمدة لا تقل عن ستة أشهر، وكلما كانت مدة الرضاعة الطبيعية تصل إلى العامين يكون أفضل, أما في الدول النامية فقد انحدرت نسبة الرضاعة الطبيعية.

فمثلا في الفلبين كانت نسبتها في عام 1950 حوالي 90% بينما انحدرت في عام 1978 إلى 66% لدى طبقة الفقراء من سكان المدن وتدنت بنسبة 27% لدى المثقفين من أفراد الطبقات العليا في مجتمع ذلك البلد .

وهناك عامل إضافي ساعد في هذا التدني في دول العالم الثالث إضافة إلى العامل المذكور سابقا (خروج المرأة للعمل) ألا وهو الدعاية الكاذبة لشركات تسويق الحليب الاصطناعي (شركات صناعة غذاء الأطفال), حيث تستورد هذه الدول ما يعادل 2 مليار دولار سنويا منه مما يشكل هدرا كبيرا لدخلها القومي إضافة إلى الأمراض والوفيات الكثيرة الناتجة عنه حيث قدرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ( اليونيسيف) WHO & UNICEFبأن حوالي عشرة ملايين طفل يموتون سنويا بسبب أمراض التهاب المعدة والأمعاء وسوء التغذية جراء استعمال الحليب الاصطناعي , مما جعل هذه المنظمات الصحية الدولية تمنع هذه الدعايات وأطلقت على منتجي هذه الألبان ومصدريها من الشركات المصنعة لحليب الأطفال عبارة (قتلة أطفال العالم الثالث) .حيث أنه بالإمكان إنقاذ هؤلاء الأطفال بمجرد التحول إلى الرضاعة الطبيعية والاستغناء عن الحليب البديل.

أهم فوائد حليب الأم

وسنذكر أدناه أهم فوائد حليب الأم(الرضاعة الطبيعية)Breast feedingمقارنةً بحليب البقر cow's milk أو الرضاعة الاصطناعية ( رضاعة القنينة)Bottle feeding .

أولا:بالنسبة للطفل

1 حليب الأم محفوظ بصورة طبيعية وبنفس درجة حرارة الجسم وخال ٍمن الجراثيم الممرضة (معقم وغير ملوث) وجاهز للإعطاء في أي وقت يحتاجه الطفل الرضيع.

2 يحتوي حليب الأم على جميع المواد الغذائية الأساسية المطلوبة لنمو الطفل وبصورة متناسقة حسب عمره ووزنه ومقدرته على الهضم والامتصاص وهو يتغير يوميا لا بل بالساعات حسب متطلباته والأمثلة بهذا الخصوص متعددة ولكن سنذكر بعضاً منها:

أ ظل أطباء الأطفال ولسنوات طويلة واقعين تحت تأثير المقولة بأن حليب البقر يحتوي على بروتين أكثر 34 أضعاف مما يحتويه حليب الأم وتوصلت الأبحاث مؤخرا إلى أن العبرة ليست دائما بالكم وإنما بالكيف والنوع إذ ثبت بعد ذلك أن نسبة البروتين هذه في حليب الأم تعتبر مثالية بالرغم من كمه المحدد نسبيا ثم إن تواجد بروتين مصل الحليب (الشرش) ذي القيمة الغذائية والمناعة العاليتين فيه تصل إلى حوالي 80% بينما تبلغ هذه النسبة في مصل الحليب البقري 20% فقط . كما اكتشف العلماء إن ما يحتويه حليب الأم من بروتين يتناسب عكسيا مع نمو الطفل (كلما كان الطفل صغيراً كانت كمية البروتين كبيرة ثم تقل كميته تدريجيا مع تدرج الطفل في نموه إضافة إلى تغير كميته من يوم إلى آخر , بل من وقت إلى آخر في اليوم الواحد تبعا لتغير حاجة الرضيع , علما أن بعض البروتينات الموجودة في حليب البقر تسبب أمراضا للطفل كالربو والاكزما والتهاب المعدة والأمعاء الحساسية المنشأ .

ب الأحماض الأمينية في حليب الأم موجودة بالشكل الذي يفي بالمتطلبات الخاصة للطفل ونموه ويظهر بوضوح في جهازه العصبي والدماغ (الذي ميزه الله تعالى به وكرمه على كافة المخلوقات بسببه) فمثلا التاورين Tawrinهو من أهم الأحماض الأمينية الخاصة لنمو الدماغ وما يحتويه حليب الأم أكثر في حليب البقر بمقدار (30 40) ضعف .

ج نسبة الكالسيوم إلى الفسفور في حليب الأم أكثر ملائمة لتمعدن العظام من نسبتها إلى بعضها في حليب البقر .

د يتم امتصاص نسبة 50 70 % من الحديد الموجود في حليب الأمبينما لا تزيد هذه النسبة في حليب البقر عن 10 30 % مما يجعل أطفال الرضاعة الطبيعية اقل إصابة بفقر الدم .

ه نسبة سكر الحليب (اللاكتوز) Lactouseفي حليب الأم7 % بينما في حليب البقر 4.7 % واذا علمنا ان اللاكتوز من السكريات الثنائية (كلوكوز وكلاكتوز) وان الكلاكتوز يقوم بغرض فريد من نوعه حيث يشكل مع المادة الدهنية (Lipids) الجزء الأعظم من مادة الدماغ (Cerbrosidesglucolipids) علما ان نسبة اللاكتوز العالية في حليب الأم هي وراء مساعدة الدماغ في تكوينه ونموه وهو الذي يحتاجه الرضيع خاصة في الأشهر الأولى من عمره .

3 يحتوي حليب الأم على الخلايا المناعية الحية والاجسام المضادة للجراثيم والسموم كالخلايا اللمفاوية نوع (ب) والحبيبية والبلعمية والكلوبيولين Ig G &Ig Aواللاكتوفيرين والليازوزيم وعامل Bifidus وبعض المكملات Complementsوغيرها والتي تكسب جميعها وبشكل متكامل ومتناسق (تعاوني) الطفل مناعة وتجعله مقاوما للعدوى من الأمراض الانتقالية والمعدية خاصة التي تصيب الجهاز التنفسي والهضمي وهذا يفسر كثرة تعرض الأطفال الذين لا يرضعون طبيعيا من أمهاتهم لهذه الأمراض وكثرة نسبة الوفيات بينهم كما ذكرنا سابقا إضافة إلى الحليب الاصطناعي وحليب البقر أثناء إعدادها في القنينة يتعرضان للتلوث الجرثومي( الفيروسي والبكتيري) أو قد يكون التلوث موجودا فيهما أصلا كما ثبت ذلك في الحليب الاصطناعي .

وفي مادة اللباء الصمغية الصفراء (Colostrum)التي تفرزها الأممن ثديها لمدة ثلاثة ايام بعد الولادة قبل تكون الحليب الناضج فقد وجد انها تحتوي على كميات هائلة من الأجسام المناعية (95 %) والمقاومة للفيروسات والبكتيريا كاللكتوفيرين و الليزوزايم و الانترفيرون والكلوبيولين المناعية وبكميات كبيرة تقل بعد ذلك عند تكوين الأم للحليب المكتمل إلى ( 25%) وتعمل المقاومة أنواع كثيرة من البكتريا والفيروسات مثلا :

Cholera vibrio , Salmonella , Shigella , E – Coli, Polio virus, Herbis simplex and Coxaki-B viruses

وقد يزداد وزن بعض الأطفال الذين يتغذون على الحليب البديل أكثر من أطفال الرضاعة الطبيعية عندما يتناول أطفال الرضاعة الاصطناعية وجباتهم بالكمية ودرجة الكثافة التي ترغبها أمهاتهم . لكي تضمن سرعة نموه وتسعد برؤية أطفالهن وقد كبر حجمهم ولكننا نعلم حديثا إن مثل هؤلاء الأطفال يكونون أكثر إصابة بالالتهابات الجرثومية المذكورة أعلاه وأكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها عند الكبر .

4 السعادة والاطمئنان للطفل وهو يسمع دقات قلب أمه وهي تضعه على صدرها بحنان ويشم رائحتها . هذه الدقات التي تعود على سماعها وهو في بطن أمه جنينا وهذه الرائحة التي تعزز فيه روح المحبة والعطف والوفاء ورابطة البنوة والطاعة والاحترام , مما يؤدي إلى نشوء طفل مستقر نفسيا وعاطفيا , إضافة إلى كونه صحيحاً جسميا وبدنيا فضلاً عن تقوية الصلات بين أبناء الأسرة الواحدة اجتماعياً .
ثانيا : بالنسبة للام


1.توفير السعادة للام وهي تشبع غريزة وعاطفة الأمومة لديها .

2.تكسب الأمراحة ووقتاً وجهداً اقل مقارنة بالجهد والوقت الذي تصرفه في إعداد الرضاعة الاصطناعية .

3. تعجل في عودة أجهزة جسمها إلى الحالة الطبيعية فيما قبل الحمل خاصة الرحم وملحقاته وذلك بتأثير إفراز هرمون oxytocyinمن القسم الخلفي للغدة النخامية والذي يزداد إفرازه بتأثير العامل الانعكاسي (المص من الثدي) suckling reflexالذي يتم عند الرضاعة من الأم.

4. الرضاعة الطبيعية تقلل من نسبة الإصابة بحالات النزف بعد الولادة postpartum bleedingوبالتالي مرض فقر الدم ومضاعفاته .

5.الرضاعة الطبيعية تعمل كمانع حمل طبيعي بتأثير إفراز هرمون (البرولاكين) prolactinمن القسم الأمامي للغدة النخامية الذي يزداد إثناء الرضاعة للطفل من أمه وهو إضافة إلى كونه مدراً للحليب فهو يثبط المبيض ويؤدي إلى إيقاف الدورة الشهرية لفترة محددة وفي بعض الأمهات طيلة مدة الرضاعة فبذلك يحصل التباعد بين الولادات مما يفيد الأم والطفل معاً .

6.الرضاعة الطبيعية تقلل من نسبة الإصابة بسرطان الثدي والمبيض فقد لوحظ أن الأمهات اللاتي يرضعن أولادهن خاصة في السن المبكرة يكن اقل إصابة بهذين الدائين بالمقارنة باللاتي لا يرضعن أو من النساء غير المتزوجات .

ثالثا : بالنسبة للاسرة والمجتمع

إن الرضاعة الطبيعية هبة مجانية من رب العالمين توفر مبالغ ضخمة للأسرة ممكن أن يستفاد منها في سد جوانب ملحة أخرى وبالتالي للمجتمع والدولة . والطفل حتى الشهر السادس من عمره لا يحتاج إلى إضافة إي غذاء إلى حليب أمه وإذا ما عرفنا أنها تقلل كثيراً من نسبة الإصابة بالأمراض أو الوفيات مقارنة بالرضاعة الاصطناعية عرفنا أهميتها الاقتصادية والسكانية خاصة في ظروفنا الحالية حيث الحصار الغذائي والدوائي على قطرنا العراقي وبعض الدول العربية والإسلامية .

فنحن إذن في أمس الحاجة لتوفير مبلغ (2) مليار دولار سنويا للدول في العالم الثالث والإفادة منها في مشاريع صحية وقائية وعلاجية وتربوية حيوية أخرى .

وفي دراسة أجريت في ولاية كارولينا الشمالية في أمريكا عن تكاليف الرضاعة الاصطناعية للطفل الواحد فكانت ألف دولار سنوياً إضافة إلى تكاليف المعالجة الطبية التي يتعرض لها جرآء ذلك في السنة الأولى من عمره والتي قدرت بألف وأربعمائة دولار أخرى بينما الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم طبيعياً لا يكلفون اوليآءهم أو الرعاية الصحية هذه المبالغ !

من اجل ذلك كله دأبت المنظمات الطبية والصحية العالمية والجمعيات الطبية المتخصصة بالأطفال على تشجيع الرضاعة الطبيعية وعلى الأقل لمدة ستة اشهر الأولى من حياة الطفل ، بل كلما كانت مدتها تقرب من العامين كانت النتائج أفضل . وكذلك من خلال دراسات كثيرة ولا زالت مستمرة وتكشف يوميا عن هذه الفوائد. علما أن هذه النتيجة قد ذكرها القرآن الكريم وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة منذ أكثر من (14) قرنا كما سنبينه في الفقرة الآتية.

وخلاصة القول فإننا يجب أن ننظر إلى الرضاعة الاصطناعية كحالة استثنائية تلجأ إليها الأمفي ظروف محددة و باستشارة المختصين كما يلجأ المريض إلى تناول الدواء في حالة مرضه!

والآن بعد هذه النبذة المختصرة عن فوائد الرضاعة الطبيعية من الناحية الطبية، فما الذي ذكر عنها في الشريعة الإسلامية من قرآن وسنة وأقوال الصحابة و الفقهاء؟. وسنذكر أدناه مختصرا لأهم ما ورد بخصوص الرضاعة الطبيعية من هذه المصادر.

أولا : القرآن الكريم

ان كلمة الرضاعة والفصال ومشتقاتهما قد تكررت في القرآن الكريم اربع عشرة مرة في سبع سور وثماني آيات كريمات
سورة البقرة
اية 233
**
سورة النساء
اية 23
**
سورة الحج
اية2
**
سورة القصص
اية 7 واية 12
**
سورة لقمان
اية14
**
سورة الاحقاف
اية 15
**
سورة الطلاق
اية 6
**
في هذه ارقام الايات الكريمات في موضوع الرضاع وإحكامه دليل قاطع على أهمية الرضاعة الطبيعية , والحكمة الإلهية في ترسيخ المعاني الإنسانية والدلائل الشرعية الصحيحة لخدمة البشر , وهذا اكبر برهان أن يستدل بهذا العدد الكبير من الآيات القرآنية الكريمة حول موضوع الرضا ع لما في ذلك من تقدير شرعي وبعد إنساني , الغاية منه بناء جيل سليم وصحيح .


__________________
أجمل ما في الحياة هي الأخوة الصادقة
لأنها مدينة مغلقة لا يدخلها إلا الأوفياء