عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-17-2006, 02:42 PM
 
@ حكم الدعاء في السجود بدعاء وارد في القرآن الكريم@

بسم الله الرحمن الرحيم




السؤال:



هل لا يجوز تلاوة القرآن أثناء السجود . و هوأقرب ما يكونالعبد من ربه ,

وهل يجوز الدعاء بالأدعية القرآنية المقتبسة من القرآن في السجود ؟

أم يعد هذا من التلاوة للقرآن المنهي عنها في السجود ؟.

الجواب:



الحمد لله


أولاً :

نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في الركوع أو السجود .

روى مسلم (479) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( أَلا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا ، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَمَّا السُّجُودُ

فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ – أي جدير وحقيق - أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ ) .

وروى مسلم (480) عن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ :

نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا .

وقد اتفق العلماء على كراهة قراءة القرآن في الركوع أو السجود .

انظر : "المجموع" (3/411) ، "المغني" (2/181) .


والحكمة من ذلك :


قيل : لأَنَّ أَفْضَل أَرْكَان الصَّلاة الْقِيَام وَأَفْضَل الأَذْكَار الْقُرْآن ,

فَجَعَلَ الأَفْضَل لِلأَفْضَلِ وَنَهَى عَنْ جَعْله فِي غَيْره لِئَلا يُوهِم اِسْتِوَائِهِ مَعَ بَقِيَّة الأَذْكَار .

"عون المعبود" .
وقيل : لأن القرآن أشرف الكلام , إذ هو كلام الله , وحالة الركوع والسجود


ذل وانخفاض من العبد , فمن الأدب أن لا يقرأ كلام الله في هاتين الحالتين .

"مجموع الفتاوى" (5/338) .


ثانياً :


إذا دعا في السجود بدعاء وارد في القرآن الكريم كقوله تعالى :

( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )

البقرة/201 ، فلا بأس به إذا قصد بذلك الدعاء لا قراءة القرآن ،

لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى )

رواه البخاري (1) ومسلم (1907) .


قال الزركشي :

" محل الكراهة ما إذا قصد بها القراءة , فإن قصد بها الدعاء والثناء فينبغي أن يكون

كما لو قنت بآية من القرآن " انتهى .


والقنوت بآية من القرآن جائز بلا كراهة .


"تحفة المحتاج" (2/61) .


قال النووي في "الأذكار" (ص 59) :



" ولو قنت بآية أو آيات من القرآن العزيز وهي مشتملة على الدعاء حصل القنوت ،

ولكن الأفضل ما جاءت به السنة " انتهى .


وهذا إذا قصد بالآية الدعاء .



انظر : "الفتوحات الربانية شرح الأذكار النووية" لابن علان (2/308) .


وسئل علماء اللجنة الدائمة : علمنا بأنه لا يجوز قراءة القرآن في السجود ،

ولكن هناك بعض الآيات تشتمل على الدعاء مثل قوله تعالى :

( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) ،

فما حكم الإتيان بمثل هذه الأدعية الواردة في القرآن في حالة السجود ؟

فأجابوا : " لا بأس بذلك إذا أتى بها على وجه الدعاء لا على وجه التلاوة للقرآن

" انتهى .


"فتاوى اللجنة الدائمة" (6/443) .