عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-24-2007, 03:07 AM
 
Thumbs up قصة صاحب الجنتين...للعبرة يا احباب الله

أصحاب الجنة



كان في قديم الزمان رجل صالح وله بضعة أولاد قصّ الله علينا قصتهم في سورة ( القلم ) .
كان لذلك الشيخ الصالح بستان جميل عامر بمختلف أنواع الأشجار المثمرة ، وجداول الماء العذب تسقيها ، فتعطي تلك الأشجار فواكه لذيذة وكثيرة ومتنوعة ..

وكان ذلك الشيخ قد جعل نصيباً في تلك الثمار للفقراء والمساكين ، الذين كانوا يتوافدون ، أيام قطافها ، إلى البستان ، ليأخذوا نصيبهم منها ، وكان الشيخ يعطيهم مما رزقه الله بنفس طيبة ، وقلب سعيد ، لأنه كان يعرف أنه بذلك يرضي الله تعالى ، ويدخل السعادة على قلوب أولئك المعذبين.
وكان أولاد الشيخ الصالح – إلا واحداً – يكرهون فعل أبيهم ، ويعتبرونه تبذيراً وإنفاقاً في غير موضعه ، حتى إذا ما مات أبوهم الشيخ ، قرّروا أن يحتكروا ثمرات ذلك البستان لأنفسهم . ليكثروا مالهم ، ويسعدوا أنفسهم وأولادهم ، وليذهب الفقراء إلى حال سبيلهم .


قال أحدهم : لقد صار البستان لنا ، وسوف نجني منه الكثير .

وقال الثاني : ولن ندع الفقراء يقتربون منه ...
وقال ثالث : ولن يطمع الفقراء بعد اليوم بشيء منه ...
قال أوسط الأخوة ، وكان معجباً بأبيه وبكرمه وإنفاقه على الفقراء والمساكين :
أنصحكم أن تسيروا على ما كان يسير عليه أبوكم ، فالله سبحانه وتعالى قد جعل للفقراء والمحتاجين حقاً في هذا المال .
قال كبيرهم : إنه مالنا ، وليس لأحد حق فيه .
قال أوسطهم : بل إنه – كما كان يقول أبونا – إنه مال الله ، وقد استودعنا الله إياه ، وللفقراء نصيب فيه ...
واشتد الجدال وطال الحوار ، وغلب الأخ الأوسط على أمره ، وائتمر الأخوة فيما بينهم ، أن يبكروا إلى تلك الجنة الدانية القطوف ، وأن يأخذوا كل ما فيها من فواكه وثمار ، قبل أن يتنبّه الفقراء والمساكين ويأتوا – كعادتهم أيام أبيهم– ليأخذوا حصتهم ونصيبهم منها .

نام الأخوة الأشحّاء على أحلام الغد الممتلئ بالغنى والثروة ، واستيقظوا في الجزء الأخير من الليل ، وبادروا إلى بستانهم ، وعندما وصلوا إليه وقفوا ذاهلين ، فقد كان البستان قاعاً صفصفاً ، قد قُلع في جداوله ..
قال كبيرهم : لا .. لا .. هذا ليس بستاننا ..
وقال الآخر : إن بستاننا جنّة تجري من تحتها الأنهار ، وهذا خراب .
قال أوسطهم : بل إنه بستانكم .. قد أرسل الله عليه طائفاً من البلاء جعله كما ترون ، لأنكم لم تفعلوا كما كان يفعل أبوكم ، لم ترضوا الله فيما أعطاكم ، لم تعطوا الفقراء حقهم الذي فرضه الله لهم في بستانكم ... ولقد نصحتكم ، ولكنكم لا تحبون الناصحين ...
وندم الأخوة على ما كانوا بيّتوه ضد الفقراء ، ولكن بعد فوات الأوان .. (( قالوا : سبحان ربنا إنا كنا ظالمين ، فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ، قالوا : يا ويلنا إنّا كنا طاغين ، عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها ، إنّا إلى ربنا راغبون .))