عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-01-2012, 08:30 PM
 
الدرس الاول بعنوان:فوبيا كتاب عيون العرب تهدد بالانقراض






°`°همسة تحت سمعية°`°





بما أن آرائي وأراء (فريقي من القراء المتابعين )تشكل بالنسبة لكم مسألة بقاء أو اندثار،
أكثر من آراء الأدباء والناقدين الكبار حتى فأنتم في النهاية مجبرون على أن ترضوا أذواقنا المزاجية والهوائية البحتة:nop: أكثر من أي ارضاء أدبي أو ذاتي ،
ولا تفكروا حتى باجباري على اقناعكم بهذه النظرية <<< ما أدري ليه قرررتْ أن استفتح الدرس بأسلوب استفزازي








¤*~فوبيا كتاب عيون العرب ô¤*

عندما تصبح الرواية (أزلية)!



يتفنن الكاتب في اطلاق جماح خياله وعبقريته الفذة في حبك أحداثه على مدار جنوني من الإثارة والروعة، فينكب القراء بكل ما تعنيه الحماسة والسعادة والادمان ليلتهمواأحداثه التهاما خانقا قاطعا للأنفاس ،ومع كل مرحلة متقدمة من الرواية وازداد منعطفاتها وانحداراتها حدة ..
تتدفق مخاوف الكاتب في وضع نهاية لا تقل مستوى عن جمال أحداثه ،
ولا تبهت من بريق روايته !
من هنا تنطلق الكارثة !
فيعلق رواياته حتى يقضي عليها الدهر !
وهذا ما حدث هنا ، بل هذا ما حدث كثيرا هنا !!
فأنا لا أتحدث عن الأسباب المزاجية ،و(الطفشية )التي تجعل كتابنا هنا يقررون أن ينسوا رواياتهم
(فليس باليد حيلة مع السيد مزاج :laaaa:)
وإنما أتحدث عن خوفهم الذي يدب فجأة لوضع نهاية ابتكارية يرضى بها متابعيه بشغف !
ولأنني أصنف نفسي تحت قائمة ( المتابعين بشغف )
ولأن (المتابعين بشغف ) هم مصدر الهامكم أيها الكتاب ...



آه تعبت قليلا ...لنأخذ نفسا عميقاأولا
~

أستراحة قصيرة ايها الطلاب

^^



.....



















ــــــــــــــــــــــــــــ










^ـ^ـ^ـ^ـ^ـ^ـ^ـ^ـ^ـ^














بعدما دفعناكم بمقدمة متزحلقة بعض الشيء


دعونا نهدأ ونسترخي ونرى ماذا سنفعل هنا ..

قررتُ انشاء طقوس جلسة ستضم الأحباب من الطلاب الكسولين مع كتابهم
ومتابعيهم
في جلسة ودية شاعرية و(علاجية )لتلك الفوبيا التي أصبحت تهدد بانقراض الروايات النهائية
>>> يعني اسحبوا كل الكتاب الذين أوقفوا اكمال رواية أحببتوها وشوفوا شغلكم معاهم هنا

لكن قبل ذلك ..

أحببت أن أعرض عليكم فقرة صغيرة جدا
قسمت فيها نفسي إلى شخصيتين .. كاتب مغرور ومتسرع vs قارىء (ساخر ومرهف)
سأستخدم أفكار رواية بسيطة من طبيعة المراهقين الصغارا >>يعني مثلكم حبايبي ومثلي ههه
ربما أبالغ على نحو سطحي جدا!!
لكن صدقوا أن المسألة لا تتعدى حدود العبث البريء


:


_______________











الكاتب :...لماذا لا أألف لك رواية تعيد فيها احياء منابض الرومانسية الشاعرية في قلبك

بدل ما امتلىء رأسك بهراء الرعب والمشاعر المخيفة والقاسية التي بات هذا الجيل يتشربها

القارىء: ستدخل نفسك اذن في نطاق خطير كونك ككاتب !
فأنت تعرف أن نسبة اعجابي في أي رواية رومانسية باتت تحت درجة الصفر !
وربما أمحيك تماما من قائمة مشترياتي

الكاتب : اصمت واسمع أولا ثم احكم ..ستكون روايتنا عن قصة حب مجنونة
بين عازف كمان متجول وأميرة حسناء
فقررا القيام بكل ما يحال فعله ليتمردا على قانون الحياة الاستقراطية ليكونا معا وإلى الأبد !

القارىء : هه ..ها قد بدأنا !! من ألأفضل ألا تتملقني بعبارة" كل ما يحال فعله" ...
فأنا في النهاية لا أريد أن تبهت بريق غرورك الأدبي بأحداث باهتة واعتيادية ولاأريد أن تسكتني ببعض الخرافات الهرائية التي سيحصل عليها بطلك من عرابة سندريلا!

الكاتب : يا عزيزي يا عزيزي لا تعتقد أني سوف أكتب ما اعتدت قراءته ..
أنت لا تعرف ما نسميه نحن الكتاب بـــ
(ببهارات حارة !) تكنيك سحري مهمته بث الهوس في خلاياك العصبية لدرجة تجعلك...

القارىء:_ توقف عن اقناعي بفلسفتك التي لا أفهم منها شيئا ،
إنني حتى الآن غير مهتم بأي جانب من رواياتك التقليدية ،
ولا أبالي حتى اذا كان البطل سيقطع نفسه إلى ألف قطعة ويرميها إلى ما وراء البحر ..

الكاتب:_ أنت من سيقطع نفسه إلى ألف قطعة إن حدث هذا لبطلي لأنك ستكون مأخوذا كليا بسحر شخصيته الفريدة
التي لم ولن ترى مثلها ، فذلك العازف ليس شخصا عاديا وإنما شاب غامض ووسسيم
يكمن سحره في قدرته التأثيرية على اختلاق بعض من حيله العجابية ليسقط في خدعه كل
من يقابله من الشخصيات الاستقراطية في الرواية ويستحوذ على سلطتهم بالكامل ، ثم يستغلهم كوسطاء في اقناع عائلة أميرته الملكية بأنه الفارس الأسطوري المنتظر للأميرة الحسناء
لكن الحاكم (والد أميرته) سيكتشف خدعه في نهاية المطاف، لهذا سيقرر بطلنا خطف الأميرة من القصر
إلا أن ابن عمها يقبض عليه ويسجنه بحكم الإعدام ..)

القارىء : دعني أكمل عنك ..البطل سيرشي أحد خدم القصر ليهيء طريقا له وللأميرة بالهروب معا ..حركة قديمة !

الكاتب : آه يبدو أنك وقعت فعلا في أحد أفخاخي ..لأنك ستعتقد أن الأمر ينتهي عند هذا الهروب

لقارىء: أتحفني

_الكاتب: ستكون الصفعة في موقف الأميرة بعد نجاحهما للهروب ..لأنها وبكل بساطة سترفض المضي معه ؟

القارىء:_ لأنها محتارة بينه وبين ابن العم . .
لقد باتت هذه العلاقات الثلاثية قانونا طبيعيا ثابتا في جميع الروايات الرومانسية ..!!

_الكاتب : تؤ تؤ.. بل لأن.الأميرة منذ البداية كانت تخدع العازف بحبها له ..
لقد كانت تتسلى به لتخرج من حياتها الروتينية إلى مغامرة...مممما ماذا تفعل يا هذا !!

القارىء_ و ماذا تقترح ...أقتلك خنقا أم هبدا ؟

الكاتب_ :ألا تشعرك هذه المفاجأة بوخر الاثارة في كون" الخادع هو المخدوع "
كيف لا تريد معرفة موقف البطل وكل ما سيحدث بعد ذلك ؟

القارىء_: هل أنت منحرف عقليا ؟ أنت لم تفعل شيئا سوى أنك أظهرت أميرتي الرقيقة غاية في النذالة والشر ،
وأن بطلي العازف مجرد أخرق ..وأنا الأكثر حماقة لأني صدقت أنهم عكس ذلك ...
ألا تفهم أني شاب يمر في أزمة التدفق العاطفي
ولا يريد أن يكون فكرة أن الشريك الذي سيختاره ليكون حب حياته سيكون إما مخادعا أو مستهترا !

الكاتب _: التقط أنفاسك يا صغيري فأنا لم أقل أنها النهاية ..فبعد مرور عشر سنوات من تلك الحادثة .قتل الملك نتيجة اغتيال احد الخائنين ليترك عائلته في مهب الخطر..وهنا يظهر شاب نبيل يخيل لك أنه أحد الأمراء القادمين من أرض الخرافة
لينقذ الاميرة و....

القارىء:_ ثم نحيى حياة سعيدة ...كم أنت كاوائي يا كاتب ..
لكني أبشرك بأنني تركت مشاهدة قناة ام بي سي 3 من فترة !

_ الكاتب :تبا لك ماذا تريد بالضبط ؟ أن أقتل قلبك الجياش بنهاية مأساوية دموية ؟
كأن أسحق عافزنا البطل عندما كان يحاول انقاذ أميرته ...
لتعيش بقية حياتها متخبطة في دوامات الندم والحرقة وينتهي مصيرها بالجنون المؤبد !

القارىء:_ ألست رائعا ؟ تخبرني بأن الناس مهما بذلت من جهود
إما أنها ستموت قبل أن تحقق أي شيء من أحلامها ..أو أنها ستصاب بالجنون المطلق !!!

الكاتب :_ وماذا بعد يا أستاذ؟ أنت لا ترضى بالنهايات السعيدة ولا الحزينة ..
لو أن جميع قرائي مثلك كنت سأعتزل الكتابة وأعيش بقية حياتي بالريف مع الأبقار!!

القارىء:_ لقد قلت لك ماذا أريد بالضبط ...أريد نهاية غير متوقعه.ولا اعتيادية ..
.تغير فيها كل المفاهيم المعتادة بشكل عميق ...
لا أريدها أن تكون مثالية جدا وسحرية كقصص الأطفال
ولا أريدها أن تكون مأساوية فأنا شخص متحمس ليعيش حياته بسعادة واقتناع !!

>>> وقرر الكاتب أن يحزم أمتعته ويذهب إلى الريف فعلا ..حتى يجد جوابا لتلك الأحجية !







---------------------------------------------






لحظة تنوير








لنتخيل أننا الآن أبقار ناطقة تعيش في الريف ، وتود أن تنقذ مستقبل الكاتب المسكين



>> أمزح توقفوا عن التخيل :hehehe:



عرفنا كلمات الأحجية للرواية ذات نهاية يطمح لها الجميع . أم أنا مخطئ ؟!



لنجلب الآن قطع من الفراولة ..ونغمسها في أعماق شوكالاته ساخنة


لننغمس في التفكير في مدى اللذة التي سنستمتع بها ما إن تمس تلك القطعة طرف ألسنتنا ..



هل وصل أحدكم ما إلى حل ايها الطلاب المهملون ؟






عن نفسي خطر لي أسلوب بسيط وسهل للتفكير البشري يعتمد أساسا على ( خداع بديهة القراء أو خداع توقعاتهم)



~كيف



"جرب عكس أحد الحقائق الرئيسية في روايتك . ليس بطريقة مأساوية بل مقنعة !!"



*_ألا تذكرون أي رواية قرأتموها انقلبت فيها أدوار الشخصيات في الفصل الأخير ؟!!


حيث تظهر لنا الشخصية التي يفترض بها أن تكون (البطل ) هو الشخص الشرير والعكس..


ثم يظهر الكاتب دوافع خفية لكل شخصية لتغير منظورنا 180 درجة في اللحظة الأخيرة( بشكل منطقي)



>مثال بسيط جدا للتوضيح< :


يمكنني أن أقنعكم بكل بساطة أن عازف الكمان وبعد كل ما فعله لينال الأميرة لم ينجح !


لأنه لم يستحق أن ينالها !!


فالأميرة يجب أن تتزوج بشخص يتصف بصفات ملك عادل


بينما عازفنا هذا أقرب إلى خاطف محتال ومتمرد لا يفكرإلا بنفسه


(عسكت هنا أمرين ، النهاية السعيدةالتي توقعها القراء بديهيا ، وحقيقة شخصية البطل +


تجنبنا نهاية متوقعة وفي نفس الوقت تجنبنا نهاية حزينة)




طريقة أخرى :


عندما أتحدث عن توليد مفاجئة في نهاية الرواية


فقد يعني ذلك أنني أغير الهدف الحقيقي الذي يريد البطل الوصول إليه في الفصول الأخيرة


عن طريق اختلاق ظرف قاهر ومنعطف كبير في حدث ما أثر على معتقدات البطل



منذ أن بدأ ون بيس ونحن نفترض أن لوفي يجب أن يصبح يوما ما ملك القراصنة ،


هل تستطيعون تخيل ولو للحظة أنه سيغير رأيه ليسلك نهج جده مثلا ؟>>>أقتل المخرج إن فعلها ----------------------------








أسئلة الجلسة :



_ هناك رابط قوي بين فنين ....


(فن طبخ الديك الرومي) وفن (كتابة قصة ) ما هو ؟


>>> أريد من الجميع أن يعطوني اجابة مقنعة هنا ،


الواجب ياطلاب لايعني بانكم في مدرسة منهجها مختلف يعني باني لن اعطيكم واجب



_ أنت ككاتب : عن ماذا تحب أن تكتب وماهي الأشياء التي تريد ايصالها لقرائك ؟


_كقارىء: ماذا تحب أن تقرأ ، وماهي المشاعر التي تحب استشعارها عندما تقرأ ؟




أختم حديثي هنا بسر خطير أخبرتني به أجاثا كريستي ولم تخبر أحدا به غيري ..



: وهي أنها تكتب نهاية روايتها ، قبل أن تعرف بدايتها .....



انتهى الدرس الاول ...تمنياتي لكم بالتوفيق وبأوقات طيبة ^ـــ^


__________________




للاسف اعتزال:"(

التعديل الأخير تم بواسطة الفتى المتألق ; 10-01-2012 الساعة 08:52 PM
رد مع اقتباس