بدل ما امتلىء رأسك بهراء الرعب والمشاعر المخيفة والقاسية التي بات هذا الجيل يتشربها
القارىء: ستدخل نفسك اذن في نطاق خطير كونك ككاتب !
فأنت تعرف أن نسبة اعجابي في أي رواية رومانسية باتت تحت درجة الصفر !
وربما أمحيك تماما من قائمة مشترياتي
الكاتب : اصمت واسمع أولا ثم احكم ..ستكون روايتنا عن قصة حب مجنونة
بين عازف كمان متجول وأميرة حسناء
فقررا القيام بكل ما يحال فعله ليتمردا على قانون الحياة الاستقراطية ليكونا معا وإلى الأبد !
القارىء : هه ..ها قد بدأنا !! من ألأفضل ألا تتملقني بعبارة" كل ما يحال فعله" ...
فأنا في النهاية لا أريد أن تبهت بريق غرورك الأدبي بأحداث باهتة واعتيادية ولاأريد أن تسكتني ببعض الخرافات الهرائية التي سيحصل عليها بطلك من عرابة سندريلا!
الكاتب : يا عزيزي يا عزيزي لا تعتقد أني سوف أكتب ما اعتدت قراءته ..
أنت لا تعرف ما نسميه نحن الكتاب بـــ
(ببهارات حارة !) تكنيك سحري مهمته بث الهوس في خلاياك العصبية لدرجة تجعلك...
القارىء:_ توقف عن اقناعي بفلسفتك التي لا أفهم منها شيئا ،
إنني حتى الآن غير مهتم بأي جانب من رواياتك التقليدية ،
ولا أبالي حتى اذا كان البطل سيقطع نفسه إلى ألف قطعة ويرميها إلى ما وراء البحر ..
الكاتب:_ أنت من سيقطع نفسه إلى ألف قطعة إن حدث هذا لبطلي لأنك ستكون مأخوذا كليا بسحر شخصيته الفريدة
التي لم ولن ترى مثلها ، فذلك العازف ليس شخصا عاديا وإنما شاب غامض ووسسيم
يكمن سحره في قدرته التأثيرية على اختلاق بعض من حيله العجابية ليسقط في خدعه كل
من يقابله من الشخصيات الاستقراطية في الرواية ويستحوذ على سلطتهم بالكامل ، ثم يستغلهم كوسطاء في اقناع عائلة أميرته الملكية بأنه الفارس الأسطوري المنتظر للأميرة الحسناء
لكن الحاكم (والد أميرته) سيكتشف خدعه في نهاية المطاف، لهذا سيقرر بطلنا خطف الأميرة من القصر
إلا أن ابن عمها يقبض عليه ويسجنه بحكم الإعدام ..)
القارىء : دعني أكمل عنك ..البطل سيرشي أحد خدم القصر ليهيء طريقا له وللأميرة بالهروب معا ..حركة قديمة !
الكاتب : آه يبدو أنك وقعت فعلا في أحد أفخاخي ..لأنك ستعتقد أن الأمر ينتهي عند هذا الهروب
_القارىء: أتحفني
_الكاتب: ستكون الصفعة في موقف الأميرة بعد نجاحهما للهروب ..لأنها وبكل بساطة سترفض المضي معه ؟
القارىء:_ لأنها محتارة بينه وبين ابن العم . .
لقد باتت هذه العلاقات الثلاثية قانونا طبيعيا ثابتا في جميع الروايات الرومانسية ..!!
_الكاتب : تؤ تؤ.. بل لأن.الأميرة منذ البداية كانت تخدع العازف بحبها له ..
لقد كانت تتسلى به لتخرج من حياتها الروتينية إلى مغامرة...مممما ماذا تفعل يا هذا !!
القارىء_ و ماذا تقترح ...أقتلك خنقا أم هبدا ؟
الكاتب_ :ألا تشعرك هذه المفاجأة بوخر الاثارة في كون" الخادع هو المخدوع "
كيف لا تريد معرفة موقف البطل وكل ما سيحدث بعد ذلك ؟
القارىء_: هل أنت منحرف عقليا ؟ أنت لم تفعل شيئا سوى أنك أظهرت أميرتي الرقيقة غاية في النذالة والشر ،
وأن بطلي العازف مجرد أخرق ..وأنا الأكثر حماقة لأني صدقت أنهم عكس ذلك ...
ألا تفهم أني شاب يمر في أزمة التدفق العاطفي
ولا يريد أن يكون فكرة أن الشريك الذي سيختاره ليكون حب حياته سيكون إما مخادعا أو مستهترا !
الكاتب _: التقط أنفاسك يا صغيري فأنا لم أقل أنها النهاية ..فبعد مرور عشر سنوات من تلك الحادثة .قتل الملك نتيجة اغتيال احد الخائنين ليترك عائلته في مهب الخطر..وهنا يظهر شاب نبيل يخيل لك أنه أحد الأمراء القادمين من أرض الخرافة
لينقذ الاميرة و....
القارىء:_ ثم نحيى حياة سعيدة ...كم أنت كاوائي يا كاتب ..
لكني أبشرك بأنني تركت مشاهدة قناة ام بي سي 3 من فترة !
_ الكاتب :تبا لك ماذا تريد بالضبط ؟ أن أقتل قلبك الجياش بنهاية مأساوية دموية ؟
كأن أسحق عافزنا البطل عندما كان يحاول انقاذ أميرته ...
لتعيش بقية حياتها متخبطة في دوامات الندم والحرقة وينتهي مصيرها بالجنون المؤبد !
القارىء:_ ألست رائعا ؟ تخبرني بأن الناس مهما بذلت من جهود
إما أنها ستموت قبل أن تحقق أي شيء من أحلامها ..أو أنها ستصاب بالجنون المطلق !!!
الكاتب :_ وماذا بعد يا أستاذ؟ أنت لا ترضى بالنهايات السعيدة ولا الحزينة ..
لو أن جميع قرائي مثلك كنت سأعتزل الكتابة وأعيش بقية حياتي بالريف مع الأبقار!!
القارىء:_ لقد قلت لك ماذا أريد بالضبط ...أريد نهاية غير متوقعه.ولا اعتيادية ..
.تغير فيها كل المفاهيم المعتادة بشكل عميق ...
لا أريدها أن تكون مثالية جدا وسحرية كقصص الأطفال
ولا أريدها أن تكون مأساوية فأنا شخص متحمس ليعيش حياته بسعادة واقتناع !!
>>> وقرر الكاتب أن يحزم أمتعته ويذهب إلى الريف فعلا ..حتى يجد جوابا لتلك الأحجية !