عرض مشاركة واحدة
  #142  
قديم 10-18-2012, 07:44 PM
 
Wink


مـــدخــل:
كُلًماٍ سٍرًحْ الْخًيٍآلْ تًلٍوحُ لٍيً ايًامُنًا والمًاضٍيْ
هًلْ يُتًآحُ لًنًاٍ المًجًالْ لٍكًيْ نًسْتًرجٍعْ آحْلآمُنا مٍنْ جًديْدٍ؟
تًرًىْ هًلْ تًعُوٍدْ.. وًتُعيٍدُنًا كًمٍا كُنًا.. وبٍلآ حُدوًدٍ يًتٍحقًقُ مٍآ نُرٍيًدْ
بُعْدٍيْ عًنْكً وً مهْمًا طًالْ لًنْ يُشْعٍرًنٍيْ بأنْكٍ عًني... بًعيْدْ ..!



الـــبـــ الــرابـــــــع ــــــارت ( الابحار في سحر اوسترايا )

ها هما ذا يقفان امام مدخل ذلك المبنى العملاق الشاهق الطول.. تحيط به حديقة بهية زاهية الالوان من كل الجهات.. تتنوع بها الازهار ذات العبير الفواح..ويقبع في منتصفها كرسي خشبي لامع يعلو عن الارض قليلاً فوقه مظلة تنسدل منها الازهار المعلقة.. وفي منتصفه طاولة خشبية.. وتشكل تلك التماثيل الرائعة الجمال حلقة حوله تنسكب منها قطرات الماء اللامعة على شكل نوافير.. واللون الاخضر يطغى على المكان.. فيظفي على المكان رونق غاية في الحيوية.. كان رين يتأمل سحر المكان بهدوء.. لم يحصل له ان رأى مناظر طبيعية خلابة كهذه.. لقد كان انطاوئياً لا يهوى الخروج من المنزل كثيراً.. كانت ابتسامة صغيرة تتوسع على فاهه وعيناه تلمعان وكأنهما قطعتان من التركواز الساطع.. بينما كانت ناتسومي تتقدم رين ببضع خطوات وهي تراقب المكان الخالي من الطلاب.. توقفت امام باب المبنى واخذت تلوح بيدها لرين وهي تناديه:
-" رين سان..! مالذي يؤخرك؟ "
قطعت عليه تأملاته فالتفت اليها.. بينما ظهرت ابتسامة صغيرة على فمه.. وقال وهو يمشي متقدماً نحوها:
-" انا قادم! .."
ودخلا معاً عبر ذلك الباب الالكتروني الذي فتح من تلقاء نفسه حين تقدما منه.. فلاحت معالم الرقي المنبعثة من هذا المكان الذي دخلاه تواً.. كانت هناك خريطة كبيرة معلقة على الجدار.. تشير الى اماكن النوادي.. اقتربا منها وفي عيني كل منهم نظرات غريبة متسائلة.. كان على تلك الخريطة عبارة مكتوبة " نرحب بطلابنا الجدد في مبنى نوادي اوسترايا " ابتسمت ناتسومي حالما قرأت هذه العبارة.. ووضعت يدها على الخريطة تتبع المسار الذي يوصل الى نادي "الدراما المسرحية".. وضع رين يده من الجهة الاخرى.. واخذ يتتبع مساراً آخر يوصل الى نفس النادي.. وصلا الى نقطة النادي فتلامست سبابتيهما.. وسرعان ما قالا معاً:
-"وجدته..!"
فالتفتا الى بعضهما بدهشة فتلاقت نظرتيهما.. ابعد رين يده بخجل طفيف.. بينما اطلقت ناتسومي ضحكة رقيقة.. وتنهدت بخجل واشارت الى طريق النادي وهي تقول:
-" من هنا! هيا بنا!.."
تسللت ضحكتها الرقيقة الى اسماع رين.. وبدت كنغمة موسيقية فاتنة.. شعر هو بوخز في قلبه فآلمه ذلك.. وضع يده على صدره وكأنه يحاول تهدأته.. واغمض احدى عينيه بألم وهو يحدق بها من الخلف بعينه الاخرى.. ليرى منظر زاد من الوخز في قلبه.. شعرها الاشقر الساحر منسدل بنعومة على ظهرها وبشكل "ذيل حصان" منظر لا يستطيع اي شاب مقاومته.. فكيف لصاحب القلب الضعيف رين ؟.. لم يعلم هو السبب وراء كل هذا الالم الذي شعر به.. فهذه اول مرة يشعر بمثل هذه الالم والذي رغم مرورته الا انه جعله في حالة من السكرة..
كانت هي تمشي وحين لم تسمع صوت خطواته ورائها التفتت الى الخلف.. لتراه واقف امام الخريطة ويده على صدره.. هرعت نحوه وانهالت عليه بالاسئلة حين رأت العبوس على وجهه:
-" رين سان؟.. هل يؤلمك قلبك؟.. هل انادي على كيوشيرو سان؟.."
هز رأسه بالنفي.. وازال يده عن صدره وحاول ان يمحي العبوس الظاهر على وجهه بإبتسامة مصطنعة.. وهو يشعر بالغرابة من نفسه ومن الذي يحدث معه ومع ضربات قلبه التي تأبى التوقف.. فقال بهدوء ليزيل قلقها:
-" لا تقلقي كوزوكي سان.. شعرت بوخز غريب في صدري لم اعلم سببه.. ربما لانني جريت هذا الصباح ولم يتوقف تأثير ذلك سلباً علي..!"
نظرت اليه بنظرات متفحصة تحاول تصديق ما قاله.. فملامح وجهه لا تبشر بالخير.. وقالت متظاهرة بالتصديق:
-" هكذا اذاً.. دعنا نبلغ كيوشيرو سان ان شعرت بأي الم حسناً؟ (وابتسمت ابتسامة عذبة واردفت بعدها) لنكمل مسيرنا الآن .."
قال بإنزعاج في نفسه من طريقة قلقها المبالغ فيه تجاهه :" ما بالها هذه الفتاة..؟ هذا ما كان ينقصني ان اجعل شخص آخر يقلق علي.. لم يكن عليها رؤيتي بتلك الحالة صباح هذا اليوم..! لا اريد للمزيد من الاشخاص بأن يعلموا بحالتي الصحية.. "
اشد ما يكرهه هو رؤية الآخرين قلقين عليه.. يشعر وكأنه مثير للشفقة.. حتى ولو كان هذا القلق من جهة والدته! فلقد تسبب لها بالكثير من الالم وجعل كثيراً من دموعها الغالية تسقط على حاله منذ ولادته..
كانت تلوح بيدها امام عينيه وهي تناديه بتعجب:
-" رين سان؟ رين سان هل تسمعني؟.."
نظر اليها وقال وهو يومىء بنعم:
-" ماذا هناك؟ هيا بنا لقد تأخر الوقت.."
واخذ يمشي وهي تمشي خلفه وتقول بغضب طفولي وتنفخ خدودها بطريقة مثيرة للضحك:
-" انظر الى نفسك.. كلما مشينا بضع خطوات وقفت تتأمل المكان او تسرح بأفكارك..!"
التفت اليها وقال وهو يضحك على شكلها الغاضب:
-" من قال لك بأن تنتظريني.. لا لا ! اقصد.. من قال لك بأن تذهبي معي من الاساس؟!"
قالت بتصنع وهي تشعر بالانزعاج من ضحكه المتواصل:
-" هـه ياللوقاحة!.. يكفيني هذا.."
واخذت تسير مبتعدة عنه.. فأستوقفها هو حين امسك بذراعها وشدها نحوه من دون وعي وقال والاسف واضح على ملامحه:
-" مالذي دهاكِ كوزوكي سان..؟ كنت امازحكِ فقط.. (اطرق برأسه بندم) انا اعتذر ان كانت ممازحتي قد ازعجتكِ! .."
انتابتها الدهشة حين شد بذراعها نحوه.. واخذت تضحك عليه لقد اخذ موقفها بجدية حقاً بينما كانت هي تمازحه مثلما كان يفعل هو..
نظر اليها بإستغراب ما بالها تضحك هذه الفتاة بينما انا جاد كل الجد؟ فأشارت بسبابتها الى انفه واخذت تضغط عليه وهي تقول بضحكة:
-" هل انطلى عليك تمثيلي؟ يبدو انني ممثلة بارعة.."
امسك بيدها وابعدها عن انفه.. وقال بإنزعاج ملحوظ:
-" لقد انطلى عليكِ تمثيلي مسبقاً.. ! "
علا صوت ضحكتها اكثر فأكثير واكملت مسيرها الى النادي.. وتبعها وابتسامة رقيقة تطغي على ملامحه..





تمشي بمرح مع ايومي وهي تدندن بصوت عذب.. وتلم بين يديها كتاب "اويفر توسيت" توقفت امام باب غرفتها الابيض والذي يحمل الرقم "64" و اسمها "شيراتوري هيميكو" عليه باللون الذهبي اللامع..
قالت لأيومي وهي تشير الى غرفتها:
-" هذه غرفتي.. هل تودين الدخول؟.."
قالت ايومي وهي تنظر الى باب الغرفة بإبتسامة:
-" اذاً فغرفتك تحمل الرقم "64"! يالها من صدفة غرفتي تحمل الرقم "464"
انتابت هيميكو الدهشة.. ايومي تشان تقطن في الغرفة ذات الرقم "264"؟ يقال بأنها من غرف الـvip.. قالت هيميكو بتساؤل:
-" يااه اذاً غرفتك من غرف الـvip؟.. ديمو (لكن) ماهي غرف الـvip؟"
قالت ايومي وهي تشير بيدها موضحة:
-" كما تعلمين ينقسم المسكن الى قسمين واحد للفتيان والآخر للفتيات.. وفي كل قسم هناك ثلاثة طوابق.. 00 غرفة تقريباً ومن بين تلك الـ500 مئة غرفة هناك 100 غرفة تحت مسمى الـvip.. تكون تلك الغرف اكبر واوسع وتحمل اثاثاً اكثر وافخم من الغرف العادية.. تعالي الى غرفتي حتى تتوضح لديك الصورة..! "
قالت هيميكو بملامح متشوقة متلهفة.. وهي تضغط على الكتاب بين يديها بحماس:
-" احقاً يمكنني ذلك..؟"
اومأت ايومي برأسها وقالت بترحيب:
-" نعم بالتأكيد..!"
فقالت هيميكو بسعادة غامرة وهي تدخل الى غرفتها:
-" اريقاتو ايومي تشان (شكراً لكِ ايومي تشان) لقد انتابني فضول شديد لرؤية غرف الـvip حين تم ذكرها..انتظريني سوف اضع الكتاب في غرفتي واعود.."
ابتسمت إيومي لها وهي تتمتم بداخلها:" حقاً فتاة بسيطة جداً..وبريئة ايضاً !" وعادت هيميكو بيدين خاليتين.. وانطلقت خلف ايومي التي كانت كالمرشد لها.. كان هناك عدد كبير من الطالبات يتجولن في المسكن.. وعينا هيميكو تطير كالفراشة من فتاة الى فتاة آخرى بذهول من الازياء وملابس النوم المتنوعة ذات الطابع اللطيف.. وتلك الدمى المحشوة والوسائد بأيدي بعضهن.. والنظرات اللطيفة المداعبة التي تتنقل في المكان.. وصلتا الى قاعة كبيرة خاصة بالفتيات طغى عليها اللون الزهري وقطع الاثاث اللطيفة ذات الالوان الفاتحة والدمى المحشوة المنتشرة في كل مكان.. وتلفاز كبير ينتصف القاعة.. وهناك شرفة كبيرة خلف نافذة من الزجاج.. توجد بها كراسي وطاولات خشبية تطل على الحديقة الخارجية.. كان هناك بعض من الطالبات يجلسن في منتصف القاعة على سجاد زهري منفوش في شكل حلقة وهن يتسامرن بأنواع الحديث.. وبيد كلن منهن وسادة صغيرة وحليب ساخن كانت قد وزعته احداهن على البقية.. لم تخلوا نظرات هيميكو من الاعجاب وهي تحدق بالمكان وكأنها في غرفة اميرات فقالت بدهشة وتسائل:
-" اين نحن إيومي تشان؟.."
توقفت ايومي عن المشي والتفتت الى هيميكو وقالت وهي تبتسم برقة:
-" نحن في قاعة الفتيات الخاصة.. يمكنك القدوم الى هنا متى اردتي وهذه قاعة خاصة بالفتيات محظور على الفتيان دخولها.. ولهذه القاعة شروط ايضاً.. واهمها شرط ينص على ان لا تتجاوز الفتيات الجلوس بهذه القاعة عن الوقت المحدد.."
قالت هيميكو والتي لم ترضي فضولها بعد:
-" الوقت المحدد..؟ ما هو المصقود بالوقت المحدد..؟"
قالت ايومي جملة كانت قد حفظتها عن ظهر قلب وهي تراقب الفتيات واللاتي علا صوت ضحكاتهن يبدو بأن احداهن اطلقت دعابة دعت الجميع للضحك:
-" الساعة الثامنة مساءاً على كل الفتيات التواجد في غرفهن.. (ثم نظرت الى هيميكو.. واكملت بحماس وهي تترقب ردة فعل هيميكو تجاه ما ستقوله) والا حصل ما لا يحمد عقباه! "
قالت هيميكو بتسائل وبنبرة عالية:
-" ما لا يحمد عقباه؟!.."
وهنا التفتن مجموعة الفتيات اليها وكلن منهن تحاول اسكاتها بطريقتها الخاصة:
-" هششششش.!"
اصابت هيميكو بالذعر حين التفتن اليها الفتيات واخذت تنحني بإحراج وهي تهتف:
-" قومين ناساي.. قومين ناساي..( اعتذر..اعتذر)"
وقفت احدى الفتيات ووضعت دميتها المحشوة على الارض واقتربت من هيميكو وايومي..
بينما كانت ايومي تهمس في اذني هيميكو:
-" نسيت اخبارك لا يمكنك الصراخ في مكان كهذا والا عوقبت من قبل اونيي ساما (معناها الاخت الكبرى والمقصود هنا مديرة المسكن وهي طالبة مثل بقية الطلاب الا انها تدير مسكن الطالبات وتهتم بشؤونه وتساعد مدبرة المسكن السيدة مارجريت) "
دب الرعب بأوصال هيميكو وهي تراقب الفتاة التي كانت تقترب منهم وملامح الجد تطغى على وجهها قالت بداخلها:" يبدو ان هذه هي الاونيي ساما!! كامي ساما تاسكيتي (يا الهي انقذني) "
توقفت الفتاة امام هيميكو وسرعان ما تحولت ملامح الجدية التي على وجهها الى ملامح لطيفة وتلك الابتسامة الجذابة هدأت من روع هيميكو قالت الفتاة وهي تمد يدها:
-" كونيتشيوا ( مرحباً ).. ادعى مينامي كارين.. وانا الاخت الكبرى هنا !.."

[cc=معلومات عن كارين]
ألاسم : مينامي كارين
العمر : 17
[/cc]
امالت هيميكو بجسدها بحياء وهي تقول بداخلها :"اذاً هي الاونيي ساما حقاً" وقالت بلهجة ملؤها الاحترام:
-" هاجيمي ماشتي اونيي ساما..! ( سعدت بلقائك ايتها الاخت الكبرى) اتاشي وا (ادعى)...."
قاطعتها كارين حين اكملت عنها:
-" اناتا وا شيراتوري هيميكو سان.. ديشو؟ ( انتِ شيراتوري هيميكو.. صحيح؟ )"
اومأت هيميكو بمرح وسعادة غامرة لان الاونيي ساما تعرفها! وقالت متسائلة:
-"هاي! (اجل!) لكن كيف علمتي ذلك؟ "
قالت كارين وابتسامة عذبة تلوح على ملامحها:
-" لكلٍ طريقته في معرفة الآخرين اليس هذا صحيحاً هانازونا ايموتو؟ ( المقصود بهنازونا ايموتو هو الاخت الصغرى اي انها تقصد ايومي لقبت ايومي هكذا لان اخيها يدرس في هذه المدرسة.. والاخ ينادى باسمه بما انه الاكبر وايومي تنادى بهنازونا ايموتو لانها الاضغر)"
التفتت اليها ايومي مستغربةً ان هذه الفتاة تحفظ اسميهما وتعرف هويتها جيداً.. لقد اخبرها اخاها هيكارو عن هذه الفتاة الا انها تجاوزت حدود وصفه على الواقع.. فقالت بنبرة محتارة:
-" هذا صحيح...."
هنا لم تحتمل كارين ملامح البراءة والحيرة التي ظهرت على ملامح الفتاتين فأطلقت ضحكتها التي حاولت حبسها وبشدة.. فأكثر ما تهواه هو التلاعب بالآخرين:
-" اعتذر ان كنت قد تلاعبت بأعصابكن.. لقد تعرفت الى شيراتوري سان ( المقصودة هنا هي هيميكو) من مجلس الطلاب.. وبما انكِ طالبة المنحة لهذه السنة شيراتوري سان يجب عليك الاعتياد على البروز بين الطلاب.. وقريباً ما سيميزك الجميع.. وربما يطلقون عليك لقب ..طالبة المنحة!"
واكملت كلامها وهي ترى ملامح هيميكو والتي بدى الخجل طاغياً عليها وبعض من الخوف.. وقالت وهي تلتفت الى ايومي بإعجاب:
-" وتعرفت الى هانازونا ايموتو عن طريق عملاق الفكاهة هيكارو سان ! انتِ تشبهين اخاك كثيراً هانازونا ايموتو اظن ان الكثير قد اخبرك بذلك مسبقاً لكنك حقاً تشبهينه كثيراً عدا انك اقصر بقليل.."
ابتسمت ايومي بسعادة وهي تنحني وتقول:
-" اريقاتو (شكراً).."
قالت كارين مداعبة:
-" ماذا وهل كنتِ تعتقدين انني كنت امتدحك؟!.."
تغيرت ملامح ايومي بسرعة البرق وتلاشت ابتسامتها.. الا ان كارين قالت بمزاح:
-" جودن دايو! ( لقد كنت امازحك! ) كان من الرائع مقابلتكما معاً ايتها الفتاتين الرائعتين.. اتمنى لكما اقامة ممتعة في مسكن اوسترايا.. ولا تترددا في السؤال ان احتجتما لأي غرض او استفسار حسناً؟ رقم غرفتي هو 400! سررت بلقائكما "
امالت ايومي وهيميكو بجسديها بإحترام وقالتا معاً:
-" يوروشكو اونيقايشيماس اونيي ساما (سنكون تحت رعايتك ايتها الاخت الكبرى).. اوجاما شيماس ( نأسف على الازعاج ) "
ومشيتا معاً بإتجاه المصعد في آخر القاعة.. بينما كانت هيميكو تقول:
-" يا لها من اونيي ساما! تحب اللعب بأعصاب الآخرين الا انها مرحة حقاً.. لقد ضننت بأنها سوف تعاقبني.. لقد كاد قلبي يخرج من مكانه بسبب مبالغتك ايومي تشان! "
قالت ايومي بضحكة مرحة والتي كانت تتقدم هيميكو ببضع خطوات:
-" هذا صحيح.. لقد سمعت الكثير عنها من اخي يقول بأنها مرحة الا انها تصبح صارمة جداً عندما يميل الامر الى قوانين المسكن.. وهي تدافع وبشدة عن الفتيات.. فهناك حرب تنشب دائماً بين رئيسة مسكن الطالبات ورئيس مسكن الطلاب"
اطلقت هيميكو شهقة تعجب وقالت بإندهاش:
-" هيييي؟ تنشب حرب بينهما؟ اتقصدين الحرب الباردة؟ "
وصلتا الى المصعد وضغطت ايومي على الزر والتفتت الى هيميكو وقالت:
-" اجل حرب كلامية فقط.. لان هناك من يحاول خرق قوانيين المسكن من الطلاب والاعتداء على مسكن الطالبات.. انا متأكدة بأنك ستحظرين هذه الحرب وتعرفين ادق تفاصيلها قريباً.."
نزل المصعد فدخلت اليه ايومي وضغطت بعض الازرار وتبعتها هيميكو والتي قالت بسرور:
-" يبدو انك تعرفين الكثير حقاً.."
اومأت ايومي برأسها بلطف وقالت وهي تمثل بدرامية:
-" سودايو (هذا صحيح) سوف اطلعك على سر.. (وابتسمت بخبث) لقد سمعت من هيكارو اوني ساما(اخي هيكارو) ان كارين اونيي ساما معجبة برئيس مسكن الطلاب.."
وهنا اطلقت هيميكو شهقة اخرى ووضعت يدها على فمها وهي تقول:
-" مااجي؟! (هل انت جادة)..كم مسكينة هي كارين اونيي ساما تحب رئيس مسكن الطلاب وعليه ان تخوض في نزاعات معه.. كم هذا قاسٍ!"
وفتح باب المصعد معلناً وصولهما الى الطابق المراد وهو الطابق الرابع! خرجت ايومي من المصعد وخلفها هيميكو وما ان رأت الممر التي هي فيه.. ختى اصابها الذهول حقاً ممر فخم وراقٍ جداًّ! فهو يختلف كثيراً عن ممر الطابق الاول.. وهو اوسع بقليل..

وصلتا الى الغرفة رقم "464" واشارت ايومي على باب الغرفة وقالت:
-" هذه غرفتي! وهي ترحب بك متى شئت هيميكو سان.."
وقامت بفتح الباب عن طريق البطاقة الخاصة.. ودخلت الى الغرفة وهي تقف بالقرب من الباب وتبتسم في وجه هيميكو حتى تشعرها بالراحة.. دخلت هيميكو الغرفة وضربات قلبها تكاد تسمع.. يا ترى كيف هي غرف الـvip هل تشبه غرف الامراء في القصور التي نراها على التلفاز ام هي اروع من ذلك بكثير؟ كانت هيميكو مغمضة العينين وهي تعبر الباب.. وما ان وضعت ايومي كفيها على كتفي هيميكو ودفعتها الى الداخل حتى فتحت هيميكو عينيها وهي تشهق من روعة المكان.. هل هذه حقاً غرفة نوم؟ انها كبيرة جداً.. كانت الغرفة كبيرة بحق.. تقسم لعدة اقسام.. قسم يوجد به السرير والاخر يوجد به مكان للجلوس ومدفئة صغيرة.. الجم لسانها من روعة المكان.. اخذت تتامل المكان بإعجاب شديد.. اقتربت من قطع الاثاث الكثيرة والمتعددة واخذت تتلمسها بيديها.. كل شي زهري اللون وكأنها في غرفة الاحلام التي لطالما حلمت بها..




اقتربت من السرير فجذب انتباهها اطار صور زاهي الشكل.. يحيط بصورة كانت ايومي محورها.. كانت تجلس على العشب الاخضر.. ترتدي اليوكاتا(لباس ياباني تقليدي) وبيدها مروحة صغيرة.. وخلفها يجلس فتى يبدو انه اكبر منها يردتي زي اليوكاتا ذا اللون الداكن الرسمي.. واضعاً كف يده اليسرى على كتفها وابتسامة مرحة اكتسحت معالم وجهه..وفتى صغير يقف على قربة وابتسامة مرحة على وجهه الطفولي.. ما كان يميز الصورة ان جميع من فيها يحملون نفس لون الشعر ولكن بتدرجات مختفلة!

[cc=اليوكاتا][cc=اليوكاتا النسائي]
[/cc]
[cc=اليوكاتا الرجالي][/cc][/cc]

التفتت الى ايومي التي اقتربت منها واخذت تشير الى الاطار:
-" هذه انا (وحولت سبابتها الى الفتى الذي كان يقف في الخلف) وهذا هيكارو اونيي ساما! (واشارت الى الفتى الصغير وقالت) وهذا اخي الاصغر هارو ! لقد التقطت الصورة قبل عام من الآن..! "
اتسعت حدقتا هيميكو وهي تشاهد هذه الصورة الاخوية الرائعة! والذي توضح لها ان عائلة ايومي لا تزال متمسكة بالتراث الياباني من خلال ارتدائها لليوكاتا.. اخذت تكمل تجولها بالغرفة وهي ترى النظام والترتيب بأم عينه.. هكذا هي شخصية ايومي اذاً؟ قالت ايومي وهي تبتسم:
-" هل اعجبتك غرف الvip هيميكو سان؟"
التفتت اليها هيميكو والسرور يشع من عينيها فصفقت بيدها وقالت:
-" بالطبع اعجبتني! "
واخذت ايومي تريها اقسام الغرفة قسما قسماً.. من مكان النوم الى مكان الدراسة ودورة المياه.. حتى ارضت فضول هيميكو والذي لم يكد يهدأ حتى رأت هذه الغرفة العجيبة..





كان واقفاً امام المرآة داخل دورة المياه ويده مغروسة داخل شعره المبلل الذي يقطر الماء منه.. اخذ يراقب ملامح وجهه الشاحبة.. لقد تغير كثيراً بعد ان رحلت عنه.. اصبح طويلاً القامة نحيف البدن.. وبات شعره اطول مما سبق..غدى شخصاَ انضح بكثير وبانت ملامحه الرجولية اكثر واكثر.. يا ترى هل ستميزه حبيبته الصغيرة ان كانت هنا؟ شعر بضربات قلبه تزداد.. لا يزال قلبه ينبض لها ولم ولن يتجرأ بالنبض لغيرها.. هـه لم يتغير الكثير في حياته سوى انه لم يعد يفكر بقلبه انما بعقله.. شدته ذاكرته الى ذكرى اليمة تدمي قلبه وتهز مشاعره.. ذكرى لطالما اراد التخلص منها..
(( على سطح ذلك المبنى المهجور في تلك المدينة النائية.. يقف ساكناً على على حافة المبنى الشاهق.. بدا وجهه شاحباً اكثر من اي وقت مضى.. هالات سوداء عميقة ظهرت تحت عينياه.. لقد عافه النوم لايام طويلة شعر بها وكأنها دهر مضى.. وجسده غدى هزيلاً منهكاً مرهقاً.. والسواد يلفحه من كل مكان.. لقد خسر الكثير والكثير.. لقد اكتفى من هذا الالم.. لم يعد يحتمله اكثر من ذلك.. تقدم خطوة نحو الموت بتقدمه الى الحافة اكثر.. يريد الالقاء بنفسه والارتياح من هذا العذاب الذي يعيشه.. انزل رأسه الى الارض حيث يقع قاع المبنى.. شعر بالدوار من علو المكان.. وارتعد جسده خوفاً مالذي افعله هنا؟! هل كنت منوماً مغناطيسياً كيف لي ان افكر في الانتحار؟!! هل اردت حقاً التخلص من حياتي؟ وماذا عنها؟؟! ماذا عن ايانو.. كيف لي ان اقترف خطيئة لا تغفر كهذه؟!! ماذا لو عادت ايانو يوماً ما ولم تجدني؟ كيف سيكون شعورها؟؟! ابتعد عن الحافة كالمجنون وهو يضغط على رأسه بألم.. جثى على ركبتيه ورفع رأسه للسماء واخذ الدموع تترقق من عينيه بحرارة كمشاعره الملتهبة تحرق معها خديه الشاحبين.. وقلبه يتقطع مئة مرة في الثانية.. لماذا كل هذا العذاب؟ لم يشعر بهذا الالم طيلة حياته لكن لماذا الآن؟ اللانها هي؟ هي من امتلك روحه وعقله وكل ما يملك؟ واهلها الذين خسرتهم في ظرف ثانية؟
لقد حاول الوصول اليها بشتى الطرق.. لكن دون جدوى.. تم نقلها الى خارج الدولة للعلاج.. لكن الى اين؟ ولماذا ضلت تلك المعلومات سرية؟ اهناك سر وراء الامر؟ وكيف لهم ابعاد قلبه عنه؟ هل ظنوا بأنه سوف يستحمل العيش بدون قلبه؟ عاش وحيداً طيلة حياته.. مدفوناً في حفرة السواد واليأس.. الا انها مدت يد العون له واخرجته من تلك الحفرة بعد عدة محاولات! لكن اين هي الان هل هي بخير؟ هل تفتقده كما يفتقدها هو ويموت مئات المرات في اليوم كي يرى ابتسامتها من جديد؟ ام انها ودعت الحياة دون توديعه هو؟ كانت امور كثيرة تجول في خاطره لتجعل منه انساناً يائساً كئيباً محاطاً بالاوهام والاحزان.. ))
لاح طيف ابتسامة حزينة متألمة على شفتيه .. وخرج من دورة المياه وهو يجفف شعره بالمنشفة..





على تلك الشرفة الصغيرة والتي ملأها عبق الزهور الفواحة.. تجلس بهدوء وهي تراقب القمر الذي يعانقه السواد من كل الجهات.. وتتراقص حوله النجوم اللامعة.. والظلام يسدل ستاره على المكان فيجعله مكاناً رائعاً للتأمل.. كان هناك كوب من الشاي الساخن والبوم صور كتب على غلافه "My Love" موضوع على الطاولة التي امامها.. مدت يدها الى الكوب واخذته وهي تفتح البوم الصور.. اخذت تحتسي الشاي و تقلب صفحات الالبوم ببرودها المعتاد.. كانت هبات النسيم الباردة تطفي لمسات سحرية على شعرها الطويل فيتطاير امامها مشكلاً سلاسل حريرية.. اعادت كوب شاي ال مكانه.. وهي تتلمس الصور بتعمق.. تحاول جاهدة التعرف لذلك الشخص الذي يشاركها في جميع الصور.. قالت بهمس بارد:
-" من تكون..... يوشينو توشيرو هـه؟ "





على ذلك السرير المريح.. كانت تستلقي على بطنها وهي تحرك ساقيها وتلعب بهاتفها النقال.. ضغطت على بعض الازرار.. حتى بدأ الهاتف بالرنين.. ومع كل رنة يرنها الهاتف كانت دقات قلبها تشكل اضعاف الرنين.. وابتسامة توتر طغت على فمها الصغير.. ظهر صوت المتحدث من الهاتف:
-" موشي موشي (الوو)..؟"
قفزت هيميكو على سرير لتغير وضعية جلوسها وقالت بنبرة سعيدة وهي تكاد تلصق الهاتف بفمها:
-" توري نيي تشان؟ (اخي الاكبر توري).."
جاءها صوت اخيها بنبرته الغير مصدقة:
-" آآه هيميكو..! كيف هو حالك؟ "
اطلقت هيميكو ضحكة عفوية وقالت بنبرة حزينة مشتاقة:
-" توري نيي لقد اشتقت لك ولأمي كثيراً!.."
رد عليها هاتوري بنبرة سخرية طغى عليها الحنان:
-" لقد كنا معك صباح هذا اليوم عزيزتي..! (ثم اكمل بنبرته الحنونة الساحرة) سوف آتي لزيارتك عند نهاية الاسبوع هل يرضيك هذا..؟"
صرخت هيميكو بفرح:
-" بالطبع!.... (ثم توقفت عن الكلام حين تذكرت والدتها وقالت بعد فترة) كاتشان وا؟ ( ماذا عن امي؟) "
رد عليها هاتوري وكأنه توقع سؤالاً كهذا:
-" كاتشان(امي) ذاهبة لزيارة اوباسان (جدتي) في هوكايدو.. يبدو ان صحة اوباسان ليست على ما يرام هذه الايام.."
فقالت هيميكو بقلق على صحة والدتها التي لا تقوى على السفر وعلى جدتها المريضة:
-" توري نيي(اخي توري)! رافق والدتي الى هوكايدو فالمشوار طويل عليها..! لا بأس انت تأتي لزيارتي الاسبوع القادم.."
فجاءها رد هاتوري:
-" لقد طلبت مني كاتشان(والدتي) زيارتك والاطمئنان عليك! بينما ستذهب هي الى جدتي.. لكنني اصريت على مرافقتها .. سأذهب معها يوم الجمعة الى هوكايدو.. وسآتي لزيارتك يوم السبت.."
فقالت وهي لا تزال غير راضية:
-" ديمو(لكن) ماذا عن عملك؟ والجامعة؟ "
[cc=ملآحظة](( ملاحظة : يبدأ الدوام الدراسي في اليابان يوم الاثنين وينتهي يوم الجمعة.. والعطلة الاسبوعة تكون يوما السبت والاحد ..))[/cc]
قال هاتوري في محاولة لإقناعها:
-" ليست لدي اية محاظرات يوم الجمعة.. وايضاً سوف اطلب من رئيسي اجازة قبل نهاية الاسبوع.. ثم انا لا اريد تفويت رؤية الفتيات المثيرات في مدرستك!"
اطلقت هيميكو ضحكة يائسة في اقناع رأس اخيها اليابس وقالت:
-" حسناً اذاً ايها المنحرف.. تحمل عواقب كلامك هذا! اعطني كاتشان(امي) اريد محادثتها! "
فرد عليها:
-" هااي (حسناً) "
بينما اعطى سماعة الهاتف الى والدته الجالسة بالقرب منه.. فأخذت والدته السماعة ويدها ترجفان.. آلمها قلبها ففتاتها الصغيرة ستبيت الليلة بعيدة عنها!:
-" موشي موشي (الوو) هيميكو تشان؟ "
فردت عليها هيميكو بدمعة سالت على خدها بكل سكون:
-" كاتشان؟ (امي) لقد اشتقت اليك كاتشان! "
واخذت تحدث والدتها والدموع تنهمر بسيولة على خديها المتوردان..





كان هاتفه يهتز بصورة متواصلة يبدو انه وضعه على وضىع الصامت.. وهو لا يزال مستلقياً على سريره المريح.. يعانق الوسادة بين ذراعيه الطويلتان.. وشعره البني الطويل مبعثر على السرير بجاذبية.. وصوت شخيره ضج بالمكان كالعادة.. سمع صوت باب غرفته يفتح.. الا انه لم يتأثر بذلك.. كان كالملاك نائماً بهدوء على السرير.. دخل الشخص الذي فتح الباب الى الغرفة كالمتسلل واخذ يمشي على اطراف اصابعه بدقة وهدوء لا متناهٍ.. وبعدها جلس يراقب آيدن ما ان كان مستيقظاً ام لا.. وحين رآه على وضعيته تلك اقترب من السرير.. وجلس عليه بهدوء.. اخذ نفساً عميقاً.. وقرب فمه من اذنا آيدن التي غطاهما شعره الطويل شيئاً فشيئاً حتى كاد فمه يلتصق بهما وصرخ بكل ما اوتيت حنجرته من قوة:
-" اوكيناسااااي دينو (استيقظ دينو)..!! "
ووقف بعدها ذلك الشخص بسرعة هارباً من عقاب آيدن.. وسرعان ما جلس آيدن على السرير بفزع وهو يطلق الشهقة تتلوها الاخرى.. بينما ظهر صدره العاري وشعره اصبح مبعثراً اكثر مما سبق.. ما هذا مالذي حدث؟ ابعد الغطاء عن جسده بشدة وهو ينظر الى ذلك الشخص بعينين متوعدتين.. وتوجه ناحية الشخص الذي لم يكن سوى نوريكو والتي كانت تراقب حال آيدن وعلى فمها ابتسامة انتصار.. لكن سرعان ما تلاشت الابتسامة وتحولت الى عبوس مخيف حين رأت آيدن الغاضب يقترب منها ببطء.. دفعها الى الجدار بيد واحدة حتى ارتطم ظهرها بالجدار واغمضت عينيها متألمة وهي تتمتم:
-" ايييتااااااااااي..! (هذا مؤلم!) "
ضرب آيدن الجدار بالقرب من رأس نوريكو بكل قوته ففزعت نوريكو وارتعش جسدها.. واخذت تحدق بآيدن برعب وغرابة.. قرب آيدن رأسه منها واخذ يقول بهمس غاضب:
-" كم من مرة اخبرتك ان لا تدخلي غرفتي حتى ااذن لك بذلك ساكي؟ "
قالت نوريكو في نفسها متسغربة الامر برمته:" ساكي؟ من هي ساكي؟ "
أخذ آيدن يحدق بها منتظراً ردها الا انه لم يسمع شيئاً.. هنا توسع ببوؤ عين آيدن وكأنه استفاق من نومه للتو فقط! واخذ يحدق بها اكثر وقال بنبرة غريبة تناقض نبرة غضبه السابقة:
-" نيكو؟.. كيف دخلتي الى غرفتي؟ "
رفعت نوريكو بطاقة غرفة آيدن الى وجهه وقالت بضحكة:
-" بهذه..! "
قال آيدن وهو لا يزال في حالة عدم استيعاب وملامح:
-" ومن اين حصلتي على بطاقة غرفتي؟ "
قالت نوريكو وهي تراقبه يمشي ليجلس على السرير .. فقالت هي بإنزعاج:
-" لقد اخذتها منك ليلة البارحة.. هل نسيت ذلك؟ لقد انتظرت كثيراً الا انك لم تستيقظ فحاولت ايقاظك عن طريق الهاتف (ثم اقتربت من هاتفه الموضوع بالقرب من السرير واخذته ومدته امام عينيه وقالت بحنق) انظر الى عدد المكالمات ! 22 مكالمة..! ثم لماذا لم توقت المنبه؟ هل تريد لسمعتك بالهبوط حين يعلم الجميع ان المثالي آيدن يستيقظ متأخراً ويتأخر عن اول حصة دراسية له؟ "
القى آيدن بجسده الى الوراء مستلقياً على السرير وهو يمد ذراعيه على اقصاهما ويقول بإنزعاج:
-" ياه انتي تعلمين انني لم اعتد على الاستيقاظ في هذه الساعة من الصباح بعد.. ثم الا يمكنك مراعاة نومي الثقيل؟ واذا كنتي تخافين على سمعتي الى تلك الدرجة اعطني بطاقة غرفتي ولا تأخذيها دون موافقتي .."
مدت البطاقة له وهي تعلم ان حظورها في وقت كهذا الى مسكن الفتيان سيسبب لهما مشاكل واشاعات هم بغنى عنها! .. لكنها لم ترد لآيدن ان يتأخر ويحدث مثل الذي حدث السنة الماضية لذلك اخذت البطاقة دون موافقته..
بعدها جلست على السرير بالقرب منه وقالت بإنزعاج:
-" انت متوحش.. لقد آلمت ظهري حين دفعتني الى الحائط بتلك الطريقة! ثم من هي هذه الساكي التي ذكرتها سابقاً؟ هل هي احدى ضحايا الاعيبك ايضاً؟ "
صلب آيدن جسده جالساً واخذ يقهقه وقال وابتسامة سخرية تعلو ملامح وجهه:
-" هـه ومن قال ذلك؟ هي فقط خادمة تعمل في منزلي.. صحيح انني كنت اتلاعب بها الا انها اخذت الامر بجدية وكانت دائماً ما تتقرب الي وانا اصدها.."
اخذت نوريكو تبعثر شعره الكثيف الناعم والذي يثير غيضها وهي تقول:
-" يا لك من شرير! حتى خادمات منزلك لم يسلمن منك.."
ثم وقفت وذهبت الى احدى الارائك القريبة من السرير واخذت المنشفة المرمية عليها بإهمال.. واقتربت من آيدن ثم رمتها عليه ووضعت يدها على خصرها وهي تقول:
-"ثم اين هي اخلاق النبلاء؟ تعلم ان لا تظهر عاري الصدر امام الفتيات.."
فقال آيدن بإنزعاج:
-" هـه يجب عليكِ شكر الله انني لم اكن عارياً بالكامل ..ثم انتِ من اقتحم غرفتي دون سابق انذار ..!"
زجرت به نوريكو و نظرت الى ساعة الحائط وكان الوقت قد تأخر كثيراً:
-" توقعت كلاماً كهذا من منحرف مثلك!.. لقد تأخر الوقت كثيراً لم يتبقى الكثير على بداية الدوام هيا اسرع (واكملت بنبرة اشبه بالسخرية) فأنت يلزمك على الاقل نصف ساعة لتسريح شعرك..!"
فوقف آيدن وتوجه الى دورة المياه وهو يعلق المنشفة على ذراعه.. وبعد ان خرج رآها تجلس على الاريكة وساقها اليمنى على ساقها اليسرى وهي تمسك هاتفها بيدها..
وتوجه بعدها نحو مجفف الشعر الكهربائي.. كي ينهي تسريح شعره ويضع لمساته الاخيرة على مظهره..





تفحصت شكلها امام المرآة للمرة الثالثة والاخيرة.. اعجبها مظهرها فأطلقت ابتسامة رضى عن شكلها.. كانت ترتدي الزي المدرسي الانيق وتسرح شعرها بطريقة لطيفة.. وتزينه بشريطة حمراء صغيرة كانت والدتها قد اهدتها اياها.. وصلتها رسالة من ايومي قبل قليل.. تسألها ان كانت تود تناول طعام الافطار معها.. فكان ردها على الرسالة بالموافقة! ارتدت حذائها الموضوع على الرف.. واخذت حقيبتها والقت نظرة اخيرة مودعة على غرفتها.. وانطلقت خارجة من الغرفة..
رأتها ايومي واقفة تراقب الممر فقالت لها وهي تقف خلفها وابتسامة مشرقة تعلو وجهها:
-" اوهايو قوزايمس هيميكو سان..(صباح الخير هيميكو سان)"
فالتفتت هيميكو بذعر الى الخلف وحين رأت ايومي تعجبت من شكلها.. تغير شكلها كثيراً عن ليلة البارحة.. كان شعرها مرفوع بطريقة انيقة وتنسدل منه بعض الخصلات البنفسجية بطريقة ناعمة.. فأبتسمت هيميكو وردت التحية بكل رقة:
-" اوهايو! ايومي تشان.. تبدين جميلة جداً هذا اليوم!"
فقالت ايومي بإمتنان:
-"اريقاتو! (شكراً لك).. ايكيوايو! (لنذهب)"
وانطلقتا معاً الى مطعم المسكن الذي يقع بين مسكن الطلاب ومسكن الطالبات..



الاسئلة :
- في اعتقادكم ما هو السبب وراء الالم الغريب الذي يشعر به رين الآن؟
- ما هو رأيكم بالشخصية الجديدة (كارين) ؟
- ما هو السبب وراء محاولة توشيرو للأنتحار؟
- ما هو افضل مقطع في هذا البارت؟ وما هي افضل شخصية؟
- ما هو رأيكم في البارت بشكل عام؟

إنتقاداتكم + آرائكم + تعليقاتكم كلها تهمني فلا تبخلوا علي :wardah:


مــخــرج:
ورْدًتٍيْ آنْتًيْ الرًقٍيْقًةٍ.. آنْتيٍ زًهْرُ اليآسًمٍيًنْ
آنًتٍيٍ لٍيً كُلً الحًقيقًةٍ.. آنْتيً آمًالُ السٍنيًنْ
كُلًمٍاً مًرًتْ دًقٍيْقًةٍ.. زآدً شًوٍقيٍ والحًنيْنٍ


__________________
" لآ آلـه الآ الله.. سُـبْـحَـآنَـكَ رَبـيْ آني كُـنتُ مِـنَ آلـظـآلِمينْ "






التعديل الأخير تم بواسطة ĐαrК Đεṁση ; 10-19-2012 الساعة 02:01 PM
رد مع اقتباس