عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-28-2007, 10:00 PM
 
قصة هبة سليم أو (عبلة كامل) أشهر جاسوسة (الجزء الأول)



هناك أبطالا خلدهم التاريخ لأنهم استشهدوا في سبيل الدفاع عن دينهم ووطنهم وضحوا بكل عزيز وغالي لديهم0000 وعلى الجانب الآخر نري من باع دينه ووطنه بثمن بخس وبأموال حرام
ومن تلك الأمثال الغير مشرفة الجاسوسة
( هبه سليم) أو (عبلة كامل)
كما سماها الكاتب صالح مرسي في قصته الشهيرة (الصعود إلى الهاوية)

ويوجد في هذه القصة حقائق كانت خافية لم يكشف عنها إلا مؤخرا حتى بضع سنوات خلت وهي وجود شريك لها وهو خطيبها
(الضابط العسكري المقدمفاروق الفقي)
كانت تلك الحقيقة خافية حتى كشفت النقاب وعن شريكها الضابط العسكري .
إنها قصة مثيرة وعجيبة. . لأول جاسوسة عربية استغلت لتعمل لصالح الموسادليس لأجل المال أو الجاه أو أي شيء سوى الوهم. ..
وكانت تعد أول حالة شاذة لا توجد حالة أخرى مثلها من قبل.

تعالوا لنتعرف من هي هبة وكيف كانت حياتها قبل أن تدخل في عالم الجواسيس

الاسم: هبة عبدالرحمن سليم عامر حصلت على الثانوية العامة ثم سافرت لفرنسا لتكمل دراستها وكانت تجيد اللغة الفرنسية التي درستها من الصغر

والدها: عبد الرحمن سليم عامر ويعمل وكيلا بوزارة التربية والتعليم

كانت تعيش هبة في حي المهندسين الراقي وتحمل بطاقة عضوية في نادي (الجزيرة)أشهر نوادي القاهرة – فقد اندمجت في وسط شبابي لا تثقل عقله سوى أحاديث

الموضة والمغامرات،وبرغم هزيمة 1967 الفادحة والمؤلمة للجميع. . إلا أن هبة انخرطت في مجموعة من أبناء وبنات الطبقة الرفيعة في مصر لا يدور حديثهم إلا على الموضة وأحدث الأغاني الأجنبية وغير ذلك من الأحاديث التافهة وكانت هبة مثلهم بل تتطلع لمستوى أعلى وكانت ممن صدقوا مقولة إسرائيل بأنها دولة عظمى وإنها لا تقهر صدقت تلك الخرافات،ولم يستطع والدها أن يمحو أوهامها أو يصحح لهاخطأ هذه المفاهيم.
وعندما حصلت على الثانوية العامة ألحت على والدها للسفر إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي،فالغالبية العظمى من شباب النادي لا يدخلون الجامعات المصرية ويفضلون جامعات أوروبا المتحضرة .وأمام ضغوط الفتاة الجميلة ، وافق الأب وهو يلعن هذا الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ولا بد من مسايرة عاداته وتقاليده.

وفي باريس لم تنبهر الفتاة كثيراً، فالحرية المطلقة التي اعتادتها في مصر كانت مقدمة ممتازة للحياة والتحرر في عاصمة النور.
ولأنها درست الفرنسية منذ طفولتها فقد كان من السهل عليها أيضاً أن تتأقلم بسرعة مع هذا الخليط العجيب من البشر. ففي الجامعة كانت تختلف كل الصور عما ترسب بمخيلتها. . إنها الحرية بمعناهاالحقيقي، الحرية في القول والتعبير . . وفي اختيار المواد الدراسية. . بل وفي مواعيد الامتحان أيضاً، فضلاً عن حرية العلاقة بين الجنسين التي عادة لا تقتصر على الحياة الجامعية فحسب. . بل تمتد خارجها في شمولية ممتزجة باندفاع الشباب والاحتفاء بالحياة.
جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود الذي تعجب لكونها مصرية جريئة لا تلتفت إلى الخلف، وتنطلق في شراهة تمتص رحيق الحرية. . ولا تهتم بحالة الحرب التي تخيم على بلدها، وتهيمن على الحياة بها.لقد أعلنت صراحة في شقة البولندية أنها تكره الحرب، تتمنى لو أن السلام عم المنطقة. وفي زيارة أخرى أطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوب الحياة فيها وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشاً آدمية كما يصورهم الإعلام العربي،بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديمقراطية.وعلى مدار لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي والامتزاج بهم بدعوى الحرية التي تشمل الفكر والسلوك. . استطاعت هبة أن تستخلص عدة نتائج تشكلت لديها كحقائق ثابتة لا تقبل السخرية. وأهما أن إسرائيل قوية جداً وأقوى من كل العرب. وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل في يوم من الأيام بالسلاح الشرقي.. ففي ذلك هزيمة لها.

آمنت هبة أيضاً بأن العرب يتكلمون أكثر ممايعملون.
وقادتها هذه النتائج إلى حقد دفين على العرب الذين لا يريدون استغلال فرصة وجود إسرائيل بينهم ليتعلموا كيفية اختزال الشعارات إلى فعل حقيقي. وأول ما يبدأون به نبذ نظم الحكم التي تقوم على ديمقراطية كاذبة وعبادة للحاكم.

وثقت هبة أيضاً في أحاديث ضابط الموساد الذي التقت به في شقة صديقتها. . وأوهمها باستحالة أن ينتصر العرب على إسرائيل وهم على خلاف دائم وتمزق خطير، في حين تلقى إسرائيل الدعم اللازم في جميع المجالات من أوروبا وأمريكا.

هكذا تجمعت لديها رؤية باهتة، تشكلت بمقتضاها اعتقاداتها الخاطئة، التي قذفت بها إلى الهاوية.

الجزء القادم:
كيف دخلت هبة عالم الموساد