عرض مشاركة واحدة
  #1137  
قديم 01-25-2013, 09:25 PM
 
البـــــــــــارت الواحد والثلاثــــــــــــون-الجزء الثــــــــــاني

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2013/01/08/12/624426020.jpg');border:5px double green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




[cc=فيما سبق]
في البــــــــــــــــــــــارت السابق





ها هي الشمس تشرق من جديد لتعلن معها عن بدء يومٍ جديد ومغامرات واحداثٍ جديدة......
امام تلك النافذة حيث وقفت ليندا تنظر الى الثلج المتساقط من السماء....وقف كين بجانبها يراقب هطول الثلج هو الاخر....كان ينظر لها بين الحين والاخر....تحدث اخيراً بعد فترة من التردد "ليندا....الا ترغبين برؤية شخصٍ ما؟؟"
التفتت له قائلة باستغراب "من تقصد؟؟"

"كنت اقصد اذا ترغبين بزيارة احدٍ ما......"
حدقت به للحظات....انزلت رأسها قائلة بحزن "ارغب برؤية ساندي وكيندا....ولكن هذا مستحيل...."
بقي كين صامتاً من غير ان يعقب على كلامها....حل الصمت بينهما الا ان قال كين "اتذكرين عندما اخبرتيني عن تلك العائلة الريفية...!!"
نظرت له وقالت "اجل...اتذكر...."

"ما رأيك ان تذهبي لزيارتهم؟؟"

لين باندهاش "حقاً؟؟"
أومئ كين برأسه قائلاً "أجل....ما رأيك ان نقضي بضع ايامٍ عندهم؟؟"
لين باستغراب "نقضي؟؟....هل تقصد....."
كين بابتسامة "أجل...انا وانتِ....بما انه لا يوجد لدي اي عملٍ ,ما رأيك ان نذهب لزيارتهم سويةً.....الم تقولي انكِ تحبين تلك العائلة؟؟"
أومئت برأسها قائلة "أجل....هذا صحيح...."

"اذاً ما رأيك؟؟"
ليندا بابتسامة "انها فكرة رائعة...."



امام ذلك الباب حيث كانت تقف ليليان وجودي.....
جودي بحزن "هل سيفعلها حقاً؟؟"
هزت ليليان رأسها قائلة "لا أعلم يا جودي....لا اعلم..."
تنهدت جودي والتفتت الى ليندا وكين قائلة "سأشتاق لها كثيراً...."




رابط البارت الواحد والثلاثون-الجزء الاول

http://vb.arabseyes.com/t331985-p212.html[/cc]












البـــــــــــــــــــــارت الواحد والثلاثــــــــــــون
(الجزء الثــــــــــــــاني)















داخل تلك الغرفة....بالقرب من تلك الخزانة المفتوحة حيث كانت ليندا تضع ثيابها داخل حقيبة ظهر سوداء....."أعتقد ان هذه تكفي بما اننا سنقضي بضع ايامٍ هناك....."
صمتت قليلاً وهي تحدق بالفراغ لتقول بعدها "كيف خطرت هذه الفكرة في ذهنه؟؟ ولما هو مُصرٌّ هكذا يا ترى؟؟" لترفع بعدها كتفيها بلامبالاة......











وفي صباح اليوم التالي.......
امام باب القصر حيث وقفت ليندا برفقة كين.....قامت جودي بمعانقتها بقوة قائلةً
"سأشتاق لكِ كثيراً يا لين....."
بادلتها ليندا العناق قائلة "لكنني لن أغيب كثيراً...."
تحدثت ليليان قائلة "وإن يكن....سنشتاق لكِ...."
ثم التفتت الى كين الذي أشاح بوجهه للجهة الاخرى متفادياً النظر لهم... حدقت به للحظات لتتنهد بعدها










امام تلك النافذة حيث وقف جيت ينظر الى الخارج يراقب ليندا وكين وهما يخرجان من بوابة القصر الكبيرة......
جيت بهدوء
"هل سيتركها هناك حقاً؟؟"
وضع وان يديه وراء رأسه محدقاً بالسقف قائلاً "ربما يفعل ذلك....."
اضاف مارك قائلاً "لقد أقلقتني جملة كين كثيراً...." التفت كلا من جيت و وان له ليكمل قائلاً "اخبرني بأنه سيجبرها على تركنا....انا قلقٌ جداً على تلك الفتاة...."
اعاد جيت بنظره الى الخارج قائلاً "لا بد انه سيكون قاسياً معها...."
في تلك اللحظة دخلت ليليان الى الغرفة وقد سمعت حديثهم لتضيف قائلة "ان عزم على تركها هناك...فسيفعل ذلك بالتأكيد...."








داخل محطة القطار تلك حيث جلست ليندا على احدى الكراسي الخشبية....اقترب كين منها ليمد لها تذكرةً قائلاً "انت تذكرين الطريق...اليس كذلك؟؟"
أومئت برأسها بمعنى أجل لتأخذ بعدها تلك التذكرة.....جلس كين بجانبها وقال "هل يعني اننا لن نضيعَ هناك؟؟"
نفخت وجنتيها قائلة "لا لن تضيع ...."
ابتسم قائلاً "اتمنى ذلك...."










لنذهب سويةً الى مكانٍ أخر وزمنٍ أخر.....داخل ذلك القصر الكبير المكون من ستة طوابق.....حديقةٌ بأشجارٍ كثيفة وازهارٍ مختلفة موزعةً هنا وهناك بطريقةٍ خلابة.....اطارات النوافذ مطليةً بالذهب....ابوابٌ ضخمة مرصعةً بأحجارٍ ملونة لتضفي عليها طابع الرقي والفخامة....شرفاتٌ في كل طابقٍ مزينةً بأوراق الاشجار الممتدة حولها بطريقةٍ جذابة.....مجموعةً من المنازل الصغيرة المنفصلة الفخمة موزعةً حول ذلك القصر بانتظام......حوط ذلك المكان بأكمله سورٌ ضخم كبير وأربعة بوابات حديدية بجهاتٍ مختلفة مطليةً باللون الفضي ليظهر لنا المكان من بعيد وكأنها مدينةً خلابة بأضوائها الجميلة.......

دعونا ندخل سويةً الى احدى قاعات هذا القصر الكبير....سجادٌ مخملي...ستائر حريرية.....فرقة موسيقية تعزف اجمل الالحان.... طاولاتٍ مستديرة موزعةً بانتظام ذات اغطيةٍ بيضاء وكراسٍ فخمة....
ثريا كبيرة توسطت القاعة بلونها الذهبي البراق ومصابيحٌ بأشكالٍ جميلة وزعت هنا وهناك بأضوائها الملونة الجميلة......طاولةً كبيرة جداً أتخذت شكل المستطيل موضوعةً بالقرب من احدى النوافذ الكبيرة مصفوفٌ عليها مختلف الاطباق والاطعمة الشهية.....

في منتصف تلك القاعة الكبيرة.....مجموعة من الاشخاص اجتمعوا.....بدا انهم آثرياء.....ثيابهم....طريقة كلامهم....وحتى ضحكاتهم, كلها تدل على انهم أشخاصٌ نبلاء.....التفوا بشكلٍ دائري حول ذلك الرجل الذي يمسك كأس الشراب بيده اليسرى....بشعره الاسود....عيناه الزرقاوتان.....ابتسامته الساحرة التي زادته وسامةً....


"لقد مضى وقتٌ طويل...."

"لم نتوقع ان تعود الى هنا يا اليساندرو....."

"باريس لا معنى لها بدونك.....حتى مارسيليا اشتاقت لوجودك بأرضها...."


ارتسمت تلك الابتسامة على شفتيه التي زادت من غروره غروراً ومن وسامته وسامةً.....
ارتشف اليساندرو من كأسه بهدوء....التفت الى ذلك الرجل صاحب الشعر الاسود والعينان العسليتان حيث قال
"هل صحيح ما سمعناه؟؟ انك قد وجدت ابنتك؟؟"
رجلٌ اخر "هل وجدتها حقاً بعد كل هذه السنوات؟؟"
اجابهم اليساندرو بهدوء "لم اجدها بعد...لا زلت ابحث عنها..."








على تلك السلالم الطويلة ذات السجاد الاحمر حيث كان دانتي جالساً على اعلى تلك الدرجات يراقب الناس بهدوء....التفت الى اليساندرو حيث اجتمع اشخاصٌ كثر حوله يتبادلون اطراف الحديث تارةً ويضحكون تارةً اخرى......حدق بهم للحظات قليلة ليتنهد بعدها









"انا واثقةً من ان هذا الطريق الصحيح...."
كين بانزعاج "هل أنتِ متأكدة؟؟ انها خامس مرة نآتي من هذا الطريق...."
نظرت ليندا الى الجهة اليمنى ثم الى الجهة اليسرى....سارت بضع خطواتٍ ثم توقفت....استدارت لتسير بضع خطوات قائلة "انا واثقة ان الطريق من هنا...." لتتابع سيرها وكين يتبعها بملل....توقفت فجأة....التفتت الى الجهة الاخرى قائلة "لا لا الطريق الصحيح من هناك...."
ضربها كين على رأسها قائلاً "من أين الطريق؟؟؟"
وضعت يدها على رأسها قائلة بألم "انا لا أتذكر يا كين...."
تنهد كين قائلاً "يبدو اننا قد ضعنا هنا....."
ثم امسك بيدها ليبدأ بالسير قائلاً "لنسأل أحداً ما عن الطريق الصحيح..."








لندع كين وليندا ريثما يجدان الطريق الصحيح ولنتوجه الى ذلك القصر حيث حياة الترف والاغنياء.....
داخل ذلك الممر الطويل والمظلم نوعاً ما....حيث لم يضئه سوى تلك المصابيح الموضوعة على الجدران ذات الضوء الاحمر الخافت..... كان دانتي يسير ببطء شديد.....اقترب من ذلك الباب الحديدي الضخم المغلق باحكام.....وضع اذنه على الباب مستمعاً للأصوات بالداخل...فتح فمه ليقول شيئاً الا انه توقف عندما سمع صوت تلك الاقدام القادمة نحوه ليسرع بالهروب مبتعداً عن ذلك المكان.....










لنذهب الى تلك القاعة من جديد حيث الاضواء اللامعة والموسيقى الهادئة.....
اليساندرو بهدوء
"انه لشرفٌ لي ان اقابلك سيدي الحاكم...."
ابتسم ذلك الرجل قائلاً "سررت بمقابلتك....سمعت انك تبحث عن ابنتك...."
أومئ برأسه قائلاً "هذا صحيح....وقد اصبحتُ قريباً جداً من إيجادها..."
ادعى الاخير الابتسام قائلاً "كم هذا رائع ايها الكونت...."
انحنى اليساندرو له قائلاً باحترام "ارجو المعذرة سيدي الحاكم...." ليبتعد بعدها عنه بينما راقبه ذلك الاخر بحدة.....وقف رجلاً بالقرب منه..... تحدث الحاكم قائلاً بحدة "ان وجدها حقاً واعادها الى فرنسا...ستكون نهاية الحكم بالنسبة لعائلتنا...." ثم التفت الى ذلك الرجل ليكمل قائلاً "سنمنعها من الوصول الى هنا....حتى وان اضطررنا لقتلها...."
انحنى ذلك الرجل ليقول "لا تقلق سيدي الحاكم....سنتولى الامر..."











على ذلك الطريق الريفي الهادئ......الاشجار اصطفت على جانبي الطريق تحمل على اغصانها بلورات الثلج البيضاء.....
كانت ليندا تسير بهدوء بجانب كين الذي كان يحمل بيده كأساً من احد المشروبات الساخنة......ارتشف ما تبقى من كأسه ليرميه باتجاه سلة القمامة الموضوعة على قارعة الطريق.....التفت الى ليندا قائلاً
"لولا تلك السيدة لكنا الان تائهين هنا...."
نفخت وجنتيها قائلة بطفولة "انا أتذكر الطريق ولكنني نسيته...."
ضحك كين بخفة.....اما هي فأخذت قضمة من قطعة الحلوى التي كانت بيدها و وجهها متجهم.....

تابعا السير بهدوء والصمت هو سيد المكان......توقفا عندما اقتربت منهما تلك السيدة وهي تحمل معها سلةً مصنوعةً من القش....ابتسمت قائلة
"يبدو انكما غريبان عن هذه المنطقة...."
ابتسمت لين قائلة "اجل هذا صحيح يا خالة...."

"هل لكما أقاربٌ هنا؟؟"

أومئت لين برأسها "أجل....جئت لزيارة صديقتي ريما...."

"اااه هل تقصدين ريما شقيقة كارل؟؟"

"اجل هذا صحيح...."

التفتت تلك السيدة الى كين....ابتسمت قائلة "لديكَ حبيبةٌ جميلة....ما رأيك ان تشتري لها شيئاً؟؟"
التفت كين الى ليندا التي احمر وجهها خجلاً....ثم التفت الى تلك السيدة قائلاً "وماذا اشتري لها؟؟"
وضعت يدها داخل تلك السلة لتخرج منها سوارةً من الخرز بألوانٍ جميلة....مدتها نحو كين قائلة "اشتري هذه مني....قمت بصنعها بنفسي...."
امسكها كين وحدق بها قليلاً لترتسم بعدها ابتسامة عريضة على وجهه....امسك بيد ليندا ليضع ذلك السوار حول معصمها قائلاً "انه جميلٌ جداً..."
ثم التفت الى تلك السيدة ليقول "سآخذها سيدتي...كم سعرها؟؟"

نظرت ليندا الى كين ثم التفتت الى ذلك السوار....رفعت يدها عالياً لتبتسم بعدها قائلة "انه جميل...."
اقتربت تلك السيدة منها وقالت بصوت منخفض "لا تدعي الفتيات تآخذه منكِ انه وسيمٌ جداً....يبدو انه يحبك كثيراً...."
ليندا بخجل وهي تحرك يديها نفياً "لا لا لا هذا......"
وضع كين يده على فمها قائلاً "شكراً لكِ سيدتي..."
ابتعدت عنهم تلك السيدة وهي تلوح لهم.....ابعدت ليندا يد كين عن فمها قائلة "أحمق..."
امسك كين بيدها ليسير بعدها ومعالم السعادة قد ارتسمت على وجهه...
كين محدثاً نفسه
"انها قرية صغيرة....يبدو ان الناس هنا طيبون جداً ويعرفون بعضهم البعض.....اشعر بالارتياح...."








دعونا نذهب الى ذلك القصر.....داخل احدى غرفه حيث اجتمع الاصدقاء.... كان وان يجلس بجانب جيت الذي ارتسمت على وجهه معالم الملل.....
تنهدت جودي قائلة
"كم اتمنى ان تعود ليندا الى هنا...."
ليليان: "انتِ محقة....لو كانت بيننا الان لقضينا وقتاً ممتعاً...."
اماندا بانزعاج "لما انتما مهتمتان لأمرها؟؟ سيكون من الافضل لو ابتعدت عنا...."
نظرت جودي لها بحدة.....تنهدت ليليان قائلة "على الاقل ستبقى بخير....كما يقول كين...."
وان بمرح "ما رأيكم ان نلعبَ لعبةً صغيرة...."
نظر الجميع له....جودي بتساؤل "وما هي؟؟"
نهض وان عن الاريكة قائلاً "سأخبركم ما هي....اسمعوني جيداً..."










داخل تلك الحديقة الصغيرة حيث غطت بلورات الثلج البيضاء أرضها..... بالقرب من تلك الاشتال الصغيرة حيث وقفت فتاةٌ بشعرٍ أسود بالقرب منها تتفقدها.....قالت بملل "يجب ان ندفئها دوماً حتى لا تموت...."

"الا تزالين تعملين؟؟ حتى بالطقس البارد؟؟"

التفتت نحو القائل....اتسعت عيناها اندهاشاً....قالت بفرح "لا اصدق....ليندا!!!"
ليندا بابتسامة "بل صدقي...."
ركضت باتجاهها لتعانقها بقوة قائلة "اشتقت لكِ كثيراً يا لين..."
بادلتها لين العناق قائلة "وانا ايضاً يا ريما...."
ابتعدت ريما عنها قائلة بعتاب "لماذا لم تآتي لزيارتي كل هذه المدة؟؟...لقد وعدتينني انكِ ستزورينني..."
ليندا باعتذار "انا حقاً اسفة....ريما"
انتبهت ريما لـ كين الواقف بالقرب منهما....التفتت الى ليندا قائلة "لم تُعرفينني على صديقك...!!"
التفتت لين الى كين قائلة "كين هذه ريما....ريما هذا كين..."
حدقت ريما به محدثةً نفسها "انه وسيمٌ جداً...." ثم التفتت الى لين قائلة بخبث "هل هو.....حبيبك؟؟"
ليندا بخجل شديد وغضب طفيف "لا لا لا...انه...."
وقف كين ورائها ليضع يده على فمها مانعاً اياها من اكمال حديثها....التفت الى ريما لترتسم تلك الابتسامة الساحرة على شفتيه قائلاً "سررت بلقائك يا انسة ريما...."
احمر وجه ريما خجلاً وقالت "وانا ايضاً..."
اما ليندا فقد كانت تحاول ابعاد يده عن فمها....لين بنفسها "انه مزعجٌ جداً....كلما حاولت القول اننا لسنا حبيبين يمنعني من ذلك.... مزعج"
اشارت ريما بيدها الى المنزل قائلة "دعونا ندخل....الطقس بارد..." لتبدأ بعدها بالسير.....
ابعد كين يده عن فمها وانحنى الى مستواها قليلاً ليهمس باذنها قائلاً
"لا تنسي ما اخبرتُكِ به...."
أومئت لين برأسها قائلة بانزعاج "لا تقلق..."










داخل تلك الغرفة الصغيرة ذات الطابع البسيط.....توسطتها مدفأةً صغيرة.... على تلك الاريكة ذات المقعدين حيث جلست ليندا برفقة كين.... دخلت ريما لتوزع اكواب الشاي الساخنة لتجلس بعدها على الاريكة المقابلة لهما بجانب والدتها....
تحدثت لين قائلة
"اعتذر يا خالة....لقد جئنا من غير موعدٍ مسبق..."

"لا لا, لا عليكي يا ابنتي....المنزل منزلك....دائماً مرحبٌ بكِ...."


التفتت ريما الى لين قائلة "كم يوماً ستبقين معنا؟؟"
نظرت ليندا الى كين وكأنها توجه السؤال له....ارتشف كين من كأسه ليقول بعدها "لن نبقى طويلاً...ثلاثة ايام لا اكثر...فنحن لا نريد ان نثقل عليكم...." صمت قليلاً ليكمل بعدها "سنستأجر غرفةً بأحد الفنادق القريبة حتى....."
قاطعته والدة ريما قائلة "لا يا بني....لا داعي لذلك, يمكنكما البقاء هنا...لدينا غرفةً فارغة...."
كين: "ولكن سيدتي...."
ريما: "من دون لكن يا كين..." ثم التفتت الى لين قائلة "فلتبقيا هنا حتى نهاية الاسبوع....." صمتت قليلاً لتكمل بعدها "اريدك ان تكوني موجودة في حفلة خطوبتي...."
لين باندهاش "خطوبتكِ انتِ....حقاً؟؟"
أومئت برأسها قائلة بخجل "اجل....ابقي معنا....ارجوكِ...."
لين بفرح "كم هذا رائع....مباركٌ لكِ يا ريما..." ثم التفتت الى كين قائلة "ما رأيك....كين؟؟"
نظر كين الى تلك السيدة التي أومئت برأسها وهي تبتسم....التفت الى ليندا قائلاً "لا مانع لدي..."
هتفت ليندا بفرح "شكراً لك كين...." لتعانقه بعدها....

ريما بتساؤل
"الن تخبرينا كيف التقيتِ بهذا الشاب الوسيم؟؟"
التفتت ليندا لها لتقول "بالصدفة تقابلنا...."
ريما بتساؤل "واين تسكنين؟؟"

"نحن نعيش معاً في نفس المنزل....ومعنا مجموعة من الاصدقاء..."

والدة ريما "هذا رائع...هل واجهتي اي صعوباتٍ في تلك البلدة؟؟ سمعنا انها مكانٌ خطيرٌ جداً..."
هزت لين رأسها نفياً قائلة "لا يا خالة....انها منطقةٌ عادية....ليست خطرة, حتى انني قابلت مجموعة من الاصدقاء الرائعين..."
ابتسمت ريما قائلة بارتياح "هذا جيد...لقد كنا قلقين عليكِ..."

كان كين يستمع لحديثهم بهدوء من غير ان يشاركهم بأي كلمة.... كين بنفسه "انتِ لا تعلمين يا لين مدى خطورة تلك المنطقة....فنحن نعيش بعيداً عن اماكن تجمع العصابات ولهذا لا ترين شيئاً مما يحدث في منطقتنا...."
نظر كين الى ريما قائلاً "عذراً يا انسة...هل لكِ ان تُريني اين الغرفة؟؟ اريد ان اضع امتعتي من فضلك...."
أومئت ريما برأسها ثم نهضت قائلة "تفضلا من هنا...."
تبعها كين بهدوء لتتبعهما بعد ذلك ليندا......











وقفت ريما امام احدى الابواب الخشبية....فتحت الباب قائلة "هذه هي..."
جالت ليندا بنظرها داخل تلك الغرفة....ابتسمت بحزن قائلة "هذه الغرفة التي قضيت بها فترة تواجدي معكم...."
جال كين بنظره حول المكان....خزانةٌ خشبية صغيرة الحجم وسريرين متفرقين....احدهما موضوعٌ بالقرب من الحائط عند النافذة والاخر موضوع بالجهة المقابلة بمحاذاة الحائط....ومنضدتين خشبيتين بالقرب من كل سرير.....كان الصمت سيد المكان.....ليندا تفكر بامرٍ ما.....وكين شارد الذهن.....تكلما فجأة وبنفس الوقت "هل سأنام انا وهي | انا وهو في نفس الغرفة؟؟"
تبادل كلا من كين ولين النظرات....حدقت ريما بهما باستغراب لتقول بعدها "لا يوجد غرفةً ثانية...اذا لا تريدان النوم بنفس الغرفة سوف آخذ ليندا الى غرفتي...."
أومئت لين برأسها دلالة على انها موافقة...نظر كين الى ليندا ليبتسم بخبث....ثم التفت الى ريما قائلاً "لا بأس...سننام بنفس الغرفة...."
حدقت لين به باندهاش لتقول بخجل "ماذااااااااا؟؟؟"
حوط ذراعه حول كتفها ليسحبها الى الداخل قائلاً "ارجو المعذرة يا انسة ريما...." ليغلق الباب بعدها.....
بقيت ريما محدقةً بذلك الباب لتقول بعدها باستغراب
"انه غريبٌ حقاً...."










وضع كين حقيبته على الارض بالقرب من السرير......التفت الى ليندا التي كانت تحدق به بانزعاج.....قالت بغضب طفيف "لن أشاركك هذه الغرفة...."
كين بتساؤل "ولماذا؟؟ على الاقل لن تزعجي ريما هكذا...."
ليندا بخجل "لا أريد...لا أريد...."
حدق كين بها باستغراب ليرفع كتِفيه بلامبالاة......استلقى على ذلك السرير الموضوع بالقرب من النافذة قائلاً "اشعر بالتعب الشديد...."

جلست ليندا على السرير الاخر وهي مكتفةً يديها تحت صدرها وتنظر الى كين بانزعاج.....تنهدت بملل لتقوم بعدها بخلع حقيبة ظهرها السوداء لتضعها ارضاً.....حدقت بـ كين وهو مستلقي على ذلك السرير مغمضاً عينيه.....نهضت عن سريرها وتوجهت نحوه قائلة "اسمعني جيداً....بما اننا سنتشارك هذه الغرفة سويةً فلدي شروطي...."
فتح كين عينه اليمنى ونظر لها قائلاً "وما هي؟؟"

"اريد ان انام على هذا السرير....وانت هناك..."
واشارت باصبعها الى السرير الاخر....نظر كين الى السرير الاخر ثم قال "وغيره؟؟"
كتفت يديها تحت صدرها قائلة "والا تزعجني..."

امسك كين بيدها وسحبها نحوه بقوة لتستلقي بجانبه على السرير....وضع يده على جسدها ممسكاً بها بقوة قائلاً "وهل من شرطٍ أخر؟؟"
احمر وجهها خجلاً حاولت ابعاد يده عنها قائلة "لا, لا شروط اخرى...."
ضم رأسها الى صدره قائلاً "فلـ تنامي اذاً..." ليغمض عينيه بعدها...
ليندا بخجل
"انا لا اريد النوم....دعني اذهب....كين..." لكنها لم تسمع اي ردٍ منه....."كين هل نمت بهذه السرعة؟؟" ولكن كل ما حصلت عليه هو الصمت.....تنهدت بانزعاج..... قربت رأسها من صدره مستمعةً لصوت ضربات قلبه المنتظمة......اغمضت عينيها مستلسمةً للنوم هي الاخرى......










حل الليل بستاره الاسود معلناً عن انتهاء اليوم باحداثه المختلفة ليعلن بها عن بدء حياةٍ ونشاطاتٍ اخرى..... لنذهب الى احدى الشوارع الموجودة بالمنطقة الجنوبية......دعونا نسير عبر احدى الازقة الطويلة والمظلمة......الغيوم تملئ السماء....الثلج يتساقط بهدوء ليستقر على الارض....كانت تركض بسرعةً كبيرة بين هذه الازقة المختلفة.....رافعةً فستانها الازرق السماوي الطويل عن الارض حتى لا يعيقها......خصلات شعرها السوداء متطايرةً بطريقةٍ عشوائية.....تلفتت حولها بخوف.....الظلام غلف المكان.....صوت عواء الكلاب كان قريباً منها.....جلست على الارض ضامةً نفسها.....امتئلئت عيناها الزرقاوتان بالدموع....قالت بخوف "يا الهي....اين انا؟؟ ماذا افعل الان؟؟"
سمعت صوت ضحكات رجالٍ تقترب منها....اصوات اقدام....ظلالٌ تقترب.... نهضت لتركض بسرعة مبتعدةً عن ذلك المكان.....








كان جيت يسير بهدوء باحدى الشوارع المظلمة والمخيفة واضعاً يده اليسرى بجيب معطفه الاسود الطويل وممسكاً بالاخرى كوباً من القهوة....ارتشف ما تبقى من كوبه ليرميه بعيداً.....رفع برأسه الى السماء لينظر الى تلك البلورات المتساقطة.....زفر الهواء من فمه ليخرج على شكل بخار.....ضحك بخفة ليتابع مسيره بهدوء.....

توقف عن السير عندما سمع صوت اولئك الرجال والضجة الغريبة.... التفت خلفه نحو ذلك الزقاق الضيق.....اتسعت عيناه اندهاشاً عندما رآها وهي تركض خارجةً من ذلك المكان.....بشعرها الاسود المتطاير.....بفستانها الازرق الفخم......قال باندهاش
"كيندا...!!!"

توقفت عن الركض.....التفتت نحوه.....هتفت قائلة "جيت...." ركضت باتجاهها لترمي نفسها بين احضانه وهي تبكي قائلة "انا سعيدة لرؤيتك...."
عانقها قائلاً باستغراب "ما الذي جاء بكِ الى هنا؟؟ ما الذي تفعلينه هنا؟؟"
نظرت اليه ومسحت دموعها.....كانت تريد التحدث لولا اوقفها ذلك الصوت القائل "لقد وجدتها....انها هنا..."

حدقت بهم بخوف....امسكت بمعطف جيت بقوة قائلة بخوف "لا تدعهم يقتربوا مني.....جيت..."
وضع يده على ظهرها.....نظر لهم قائلاً بحدة "اغربوا عن وجهي حالاً..."
تكلم احد اولئك الرجال قائلاً بسخرية "وان لم نبتعد؟؟"
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي جيت ليقول "ستندم كثيراً...."
حدق به احد الرجال ليقول بعدها بخوف "يا رجل لا تعبث معه....انه احد اتباع الثعبان..."

"ماذا تقول؟؟"

"انا واثق انه واحدٌ منهم....."

التفتوا الى جيت الذي لم تفارق الابتسامة الساخرة شفتيه.....قال بهدوء "من الافضل ان تستمع لصديقك....."

حدقوا به للحظات ليبتعدوا بعدها عنهما بهدوء.....تنهد جيت بارتياح....نظر الى كيندا قائلاً "اخبريني ما الذي جاء بكِ الى هنا؟؟"
التفتت له وهي تبكي قائلة "اريد العودة الى المنزل....."











داخل ذلك المنزل الريفي الصغير ذو الطابع البسيط......داخل غرفة الطعام الصغيرة حيث جلست ليندا بجانب كين على طاولة الطعام..... كانت تنظر له بين الحين والاخر ومعالم الخجل مرتسمة على وجهها....اما كين فقد كان يحرك ملعقته الفضية بشكل دائري داخل صحنه الفارغ متكأً برأسه على راحة كفه الايسر ومعالم الملل ارتسمت على قسمات وجهه.....
اقتربت ريما منهما وحدقت بهما باستغراب قائلة
"ما بكما انتما الاثنان؟؟"
التفتت ليندا لها قائلة بخجل شديد "لا اريد مشاركته بالغرفة نفسها...."
ريما بتساؤل ملئه الاستغراب "ولماذا؟؟ يبدو انكما منسجمان كثيراً..." ثم اكملت بنبرة خبيثة "خاصةً عندما كنتما نائمين سويةً...."
وضعت ليندا رأسها على الطاولة قائلة بصوتٍ منخفض "كين انا اكرهك...."
كين بابتسامة "هذا واضح جداً.....والدليل على ذلك انكِ نمتِ بجانبي واستغرقتي بالنوم..."
نظرت له ليندا بغضب و وجهها محمر خجلاً......







"لقد عدنا الى المنزل......"
ريما بفرح "لقد عاد كارل و جون....."
دخل جون الى غرفة الطعام وهو يقول بملل "الطقس بارد جداً واشعر بــــ......." توقف عن الكلام وهو يحدق بـ ليندا باندهاش.... اصطدم كارل به عندما توقف فجأة.....قال بغضب "احمق....لماذا....." توقف هو الاخر عن الكلام ليفتح فمه اندهاشاً.....
تكلما بنفس الوقت
"ليندا....!!"
ليندا بابتسامة "كيف حالكما؟؟"
قفز جون فرحاً ليهرع نحوها ويعانقها بقوة قائلاً "لا اصدق عيناي....انها انتِ حقاً..."
اتجه كارل نحوهما ليعانقها هو الاخر......ليندا واصبح وجهها احمر اللون وبالكاد تستطيع التنفس "يا شباب....اكاد اختنق...."
حدق كين بهما بانزعاج......اقترب نحوهما ليسحبهما من الخلف مبعداً اياهما عن ليندا ليقعا ارضاً كلاهما..... قال بغضب طفيف "ابتعدا عنها ولا تعانِقاها هكذا...."
نظر كلا من كارل وجون له باستغراب......
كارل بتساؤل
"ومن انت؟؟"
ريما بابتسامة عريضة "انه حبيبها...."
ليندا بغضب طفولي "لاااااااا انه ليس كذلك...."
حدق كلا منهما بالاخر باندهاش.....جون بخبث "هذا يفسر سبب غيرته هذه...."
كين بخجل "لا هذا غير صحيح...."









لندع كين والاخرين ولنتوجه سويةً الى ذلك القصر......داخل احدى غرفه الكبيرة والدافئة حيث كانت كيندا جالسةً على تلك الاريكة واضعةً بطانية حمراء حول كتفيها تتدفئ بها.... اقتربت جودي منها واعطتها كأساً من شراب الشوكولا الساحن.....اخذتها كيندا منها لتبتسم برقةٍ قائلة "شكراً لكِ...."
بادلتها جودي الابتسامة لتجلس بعد ذلك بجانبها.....
تحدث إيريك قائلاً
"من اين احضرت هذه الجميلة؟؟"
بقي جيت صامتاً من غير ان يجيبه.... في تلك الاثناء دخل وان الى الغرفة....حدق بـ كيندا باندهاش قائلاً "أهذه انتِ؟؟"
جودي بتساؤل "اتعرفها؟؟"
تنهد جيت قائلاً "كيندا ابنت لانكاستر....انها صديقة ليندا...."
الجميع باندهاش "حقاً؟؟"
اماندا بغرور "هذا ما ينقصنا...."
وان بتساؤل "وأين صديقتكِ ساندي؟؟"

التفتت كيندا له لتمتلئ عيناها بالدموع.....غطت وجهها بيديها وهي تبكي......حدق الجميع بها باستغراب.....جلس جيت بجانبها واضعاً يده على ظهرها قائلاً "ما بكِ....كيندا؟؟"
نظرت كيندا له والدموع آخذةً مجراها على وجنتيها....قالت بين شهقات بكائها "ساندي....لقد اختفت...."
وان باندهاش "ماذا تقصدين؟؟"
مسحت دموعها قائلة "في ليلة احتفال رأس السنة....ذهبنا الى قصر احد اصدقاء السيد يوشيدا للاحتفال هناك.....بعد بدء الاحتفال بقليل هجم مجموعةً من الرجال على القصر....بدءوا باطلاق النار بعشوائية على الجميع.....حاولت الهرب انا وساندي ولكنهم امسكوا بنا...." صمتت قليلاً وهي تحدق بالارض......
جيت بتساؤل
"وماذا حدث بعد ذلك؟؟ كيف وصلتي الى هنا؟؟"

"بعد ان خطفونا تفرقنا....اخذوها بسيارة وانا بأخرى, هربت منهم بأعجوبة.....ولم اجد نفسي الا وانا في هذه المنطقة....ولحقني مجموعة من الرجال الى ان قابلت جيت بالصدفة...."

حل الصمت بينهم للحظات الا ان قطعه وان قائلاً "الا تعلمين من هم؟؟ كيف اشكالهم؟؟"
هزت رأسها نفياً قائلة "لا....لقد كانوا يرتدون اقنعة سوداء....."
وان بغضب "سحقاً...."
نهض جيت قائلاً "لا تقلقي....سنجدها, سأتصل مع والدك لاخبره انكِ بخير...."
التفتت كيندا له قائلة "لا داعي لذلك....."
حدق جيت بها باستغراب.....تحدثت قائلة "ابي لا يعلم شيئاً....انه خارج البلاد وانا وحيدة في القصر...."
تبادل كلا من وان وجيت النظرات باستغراب.....
وان: "تركَكِ وحيدة في قصرٍ كبير؟؟"

"كنت اقضي معضم الوقت برفقة ساندي وعائلتها....لم اكن وحيدة..."


تنهد جيت قائلاً "عندما يعود كين سنجد حلاً لهذه المشكلة..."
كيندا بتساؤل "اين لين؟؟ اليست معكم؟؟"
تبادل الجميع النظرات...ليليان بابتسامة "انها برفقة كين برحلةٍ قصيرة..."
انزلت رأسها قائلة "هكذا اذاً...."
جودي بنفسها "لابد انها متشوقة لرؤية ليندا....ولكن كين....."
كان الصمت والهدوء سيدا المكان....تحدثت جودي قائلة بمزاح حتى تلطف الجو "اخبريني....هل كل الفتيات الثريات جميلاتٌ هكذا؟؟"

ليليان: "حتى ان ليندا جميلةٌ جداً....اتسائل ان كانت صديقتك جميلةٌ مثلكما ايضاً..."

تدخل وان قائلاً بفرح "انها في قمة الجمال...."
جودي بانزعاج "نحن لم نسألك..."
وان بتجهم "ولكنني ابديتُ رأيي لا اكثر..."
ليليان: "احتفظ برأيك ايها الاحمق...."
وان يدعي الغضب "من هو الاحمق؟؟"

"انت بالتأكيد....."

"سأريك يا ليليان....."

اخرجت ليليان لسانها قائلة "احمق...."
حدقت كيندا بهما وهم يتشاجرون لتضحك بخفةٍ....











لندع الاصدقاء يتحدثون ويتشاجرون ولنتوجه نحو ذلك القصر الكبير والفخم الذي يقع في اراضي فرنسا الواسعة......

داخل ذلك الممر الطويل ذو السجاد الازرق المخملي.....لوحاتٌ جميلة معلقةً على الحائط باشكالها المختلفة.....مصابيحٌ صغيرة معلقةً هنا وهناك بألوانها الجميلة......
كان اليساندرو يسير برفقة رجلين عبر هذا الممر الطويل.....
تكلم احد الرجلين قائلاً
"لم تتناول طعامها منذ فترةٍ طويلة...."
بقي اليساندرو صامتاً.....توقفوا امام ذلك المصعد الموجود بنهاية هذا الممر الطويل.....اقترب ذلك الرجل ضاغطاً على احد الازرار لينفتح الباب.....دخلوا الى ذلك المصعد ليضغط اليساندرو على احد الازرار التي دلت على ان وجهتهم الى الطابق الثاني تحت الارض.....








وقف امام ذلك الباب الحديدي الضخم.....قام احد الرجال بفتح ذلك القفل ليبعد تلك السلاسل الحديدية عن الباب.....فتح اليساندرو الباب ليدخل الى هناك مغلقاً الباب خلفه.....
جال بنظره حول المكان.....كان الظلام يغلف المكان بآسره عدا ذلك المصباح الصغير الموضوع على المنضدة الذي اضاء بقعة صغيرة من تلك الغرفة.....
التفت الى الجهة اليسرى.....عند زاوية الغرفة حيث كانت تجلس على الارض ضامةً قدميها الى صدرها دافنةً رأسها بينهما.....
اقترب منها وانحنى لمستواها....وضع يده على رأسها قائلاً
"سمعتُ انكِ لا تتناولين الطعام...."
بقيت صامتة ولم تجبه حتى انها لم تنظر اليه.....تنهد اليساندرو ليرفع بعد ذلك رأسها.....نظر الى عينيها الرماديتان الممتلئتان بالدموع....تحسس وجنتها قائلاً "انظري كيف اصبح وجهكِ شاحباً...." كل ما حصل عليه اليساندرو هو الصمت.....قال بتساؤل "الم تشتاقِ لي؟؟ لم اراكِ منذ فترة طويلة...."
شقت ابتسامة ساخرة شفتيها قائلة "افضل الموت على رؤيتك...."
حدق بها.....نظرت له بحقد وكراهية وكأنها تمنت ان تقتله....ابتسم قائلاً بسخرية "لا تزالين عنيدة....وانا كنت أتسائل من أين ورث كين هذه النظرات وهذا العناد...."
اتسعت عيناها اندهاشاً....حدقت به مطولاً.....
قال بسخرية
"اصبح شاباً ناضجاً....انه قوي وذكي...كما انه مهذب على الرغم من انه قد عاش بالشوارع...." صمت قليلاً ليكمل بعدها "انه يشبه والده كثيراً.....ولكن جمال عينيه....وتلك النظرة....انهما تشبهان عينيكِ كثيراً...."
امسكت بقميصه قائلة "كين....اين هو؟؟ اين ولدّاي؟؟ اين هما؟؟"
امسك بيديها ليبعدهما عنه قائلاً "انه بعيدٌ جداً.... بعيدٌ من هنا يا فكتوريا...."
قالت برجاء "ارجوك اخبرني...هل هما بخير؟؟"
ارتسمت ابتسامة على زاوية فمه قائلاً "لا تقلقي كين بخير...اما شقيقه...." صمت قليلاً ليكمل بعدها "لقد مات منذ زمن...."
اتسعت عيناها اندهاشاً....هزت رأسها يميناً ويساراً من غير تصديق...."هذا كذب....كذب...."
ابتسم قائلاً "انها الحقيقة....فكتوريا...."
انهمرت الدموع من عينيها...ضربته على صدره بكلتا يديها وهي تبكي....قالت وسط شهقات بكائها "انت تكذب....تكذب يا اليساندرو...."
حدق اليساندرو بها.....بقي يستمع الى بكائها....وضعت يدها على فمها قائلة "هذا غير صحيح....غير صحيح..." لتقع بعدها بين يدي اليساندرو مغشياً عليها.....











ليلةً ماطرة شديدة الظلمة......اشجارٌ كثيفة انتشرت هنا وهناك..... خلف احدى الاشجار حيث وقفت فكتوريا برفقة جوليا تلهثان تعباً....
نظرت فكتوريا الى جوليا قائلة
"يجب ان تهربي بسرعة...."
شدة قبضة يدها على تلك الفتاة الصغيرة الممسكة بها بين ذراعيها.... رفعت رأسها لتنظر الى جوليا قائلة "امي...اشعر بالبرد الشديد..."
ضمتها الى صدرها ممسكةً بها بقوة وكأنها تحاول تدفئتها وتخبأتها....تحدثت قائلة "اصبري قليلاً يا ليندا....القليل فقط..."

التفتت فكتوريا لها قائلة "هيا لنذهب من هذا الطريق...."
ركضتا كلتاهما بسرعة.....توقفت فكتوريا فجأة عندما لمحت ذلك الشخص....التفتت الى جوليا التي ارتسمت معالم الخوف على وجهها.....اختبأتا خلف احدى الاشجار من جديد..... اضاء البرق المكان لتظهر لنا تلك الملامح.....اليساندرو بشعره الاسود المبلل وعيناه الزرقاوتان......جاين بشعره الاسود المبلل الذي كان ينظر الى اليساندرو بحقد.....
فكتوريا بهمس
"انه جاين...."
جوليا بنفس الهمس "ما الذي يفعله هنا؟؟"
التفتت ليندا نحوهما ابتسمت قائلة "انه أبي....والعم الطيب"
وضعت جوليا يدها على فم ليندا قائلة بهمس "ارجوكِ اصمتِ يا لين...لا تتكلمي..."
اومئت لين برأسها بخوف.......

اليساندرو بسخرية
"كنت اعلم انكَ لن تستطيع فعل ذلك...."
جاين بحدة "مبادئي لم تسمح لي....فأنا لستُ مجرماً....."
اطلق اليساندرو ضحكةً ساخرة ليقول "عن اي مبادئ تتحدث؟؟...هل ستنفعك مبادئك الان؟؟"
حدق به جاين بغضب شديد قائلاً "جوليا لا تستحق رجلا مثلك...انت لست سوى شخص مجرم وحاقد...."
اغمض اليساندرو عينيه لبرهة من الزمن....فتحهما لينظر له بحدة....اخرج ذلك المسدس من تحت ثيابه و وجهه نحو جاين قائلاً "بما ان نهايتك ستكون على يدي.....سأعترف لك بأمرٍ....انا لم احبها يوماً الا من اجل اموالها...."
حدقت جوليا به اندهاش....امتلئت عيناها بالدموع....شعرت بالخديعة وقتها....شعرت ان حياتها كانت كلها كذبة لا اكثر....نظرت فكتوريا لها بحزن....ثم التفتت الى جاين قائلة "ارجوك يا الهي....ساعده...."

اكمل اليساندرو قائلاً "انا من قتل الحاكم....وضعت السم بطعامه هو وزوجته....سمٌ ليس كغيره من السموم اذ ان من الصعب ان يكتشفه احد....لقد احضره شارل من خارج البلاد....سيضن الجميع بأنه حادث....وسيبقى موتهما لغزاً لن يكتشفه احد...."
شد جاين على قبضة يده قائلاً "سحقاً لك يا اليساندرو....اي انسانٍ انت؟؟ الا تملك قلباً؟؟ الا تشفق على تلك المسكينة؟؟ الا تحب ابنتك؟؟"
حدق اليساندرو به للحظات لترتسم بعدها ابتسامة ساخرة على شفتيه.... تحدث قائلاً ".............................."
في تلك اللحظة اضاء البرق المكان لـ يدوي الرعد بصوته القوي....وهبت الرياح القوية لتحرك اوراق الشجر بقوة مانعتاً كلاً من فكتوريا وجوليا سماع ما قاله اليساندرو.....

حدق جاين به باندهاشٍ تام وهو لا يصدق ما يسمعه هز رأسه يميناً ويساراً من غير تصديق ليطلق بعدها اليساندرو تلك الرصاصات لتستقر في جسده.....
شهقت فكتوريا واضعةً يدها على فمها من غير تصديق.....حدقت ليندا بذلك المنظر بخوف لتنهمر الدموع من عينيها لتختلط بقطرات المطر المتساقطة.....
وقفت فكتوريا وهي مندهشةً تماماً....سارت بضع خطوات...حاولت جوليا منعها الا انها لم تستطع......
اقتربت من جثة زوجها الملقاة على الارض.....اختلط ماء المطر بالدم....جثت على ركبتيها بالقرب منه....وضعت يدها على وجهه قائلة
"جاين....اتسمعني؟؟" ولكن لم تحصل على اي اجابة....قامت بهز جسده مراراً ومراراً ولكن دون جدوى.... انخرطت ببكاءٍ أليم جاعلةً جوليا هي الاخر تبكي بألم......
وضع اليساندرو يده على رأسه رافعاً خصلات شعره السوداء المبللة عن وجهه.....نظرت له قائلة بحقد
"ايها المجرم...."
اقترب اليساندرو منها قائلاً "لقد سمعتِ كل شيء....يجب ان تموتي ايضاً..."
وجه المسدس نحو رأسها....نظرت له بحقد وهي تبكي....حدق بها للحظات....تحدث قائلاً "لا....لن اقتلك...." ليوجه بعد ذلك ضربةً على رأسها افقدتها الوعي....













فتحت عيناها الرماديتان لترى ذلك السقف الابيض المرتفع....تلفتت حولها لترى تلك الجدران الوردية.....تحسست الفراش تحتها فلقد كان ناعماً ودافئاً.....رفعت جزئها العلوي والتفتت نحو النافذة لتقع انظارها على ذلك الرجل الواقف هناك.....التفت لها ليقول
"اخيراً استيقظتي...."
ضيقت فتحت عينيها قائلة "اليساندرو...اين كين؟؟"
اقترب منها ليمسك بذقنها قائلاً "اعدك انكِ سترينه قريباً....هذا وعدٌ مني فكتوريا....."









عاشت حياةً صعبة.....فقدت كل ما تحبه....فقدت زوجها وقد رأته يقتل امام عينيها..... عاشت بعيداً عن طفليها.....لم ترهما وهما يكبران....لم تضمهما الى صدرها عندما كانا بحاجةٍ لها.....والان تسمع خبر وفاة احد طفليها....ما الذي يخبئه المستقبل لها ايضاً؟؟ وهل سيجمعها القدر مع ابنها الوحيد مجدداً...؟











BRB
لا حد يرد.............
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

















رد مع اقتباس