عرض مشاركة واحدة
  #1242  
قديم 02-03-2013, 11:02 PM
 
البارت الواحد والثلاثين-الجزء الثالث

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2013/01/08/12/524378514.jpg');border:5px double blue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




[cc=تــــذكيــــــــر]
في البارت السابق........



فتحت عيناها الرماديتان لترى ذلك السقف الابيض المرتفع....تلفتت حولها لترى تلك الجدران الوردية.....تحسست الفراش تحتها فلقد كان ناعماً ودافئاً.....رفعت جزئها العلوي والتفتت نحو النافذة لتقع انظارها على ذلك الرجل الواقف هناك.....التفت لها ليقول "اخيراً استيقظتي...."
ضيقت فتحت عينيها قائلة "اليساندرو...اين كين؟؟"
اقترب منها ليمسك بذقنها قائلاً "اعدك انكِ سترينه قريباً....هذا وعدٌ مني فكتوريا....."




عاشت حياةً صعبة.....فقدت كل ما تحبه....فقدت زوجها وقد رأته يقتل امام عينيها..... عاشت بعيداً عن طفليها.....لم ترهما وهما يكبران....لم تضمهما الى صدرها عندما كانا بحاجةٍ لها.....والان تسمع خبر وفاة احد طفليها....ما الذي يخبئه المستقبل لها ايضاً؟؟ وهل سيجمعها القدر مع ابنها الوحيد مجدداً...؟




رابط البارت السابق

البارت الواحد والثلاثون-الجزء الثاني
http://vb.arabseyes.com/t331985-p228.html
[/cc]












البـــــــــــــــــارت الواحد والثلاثون
الجزء الثـــــالث













اشرقت شمس صباح يومٍ جديد لتسقط بأشعتها الذهبية على أغصان الاشجار والارض المغطية بالثلج لتتلألأ بشكلٍ جميل......
فتحت ليندا نافذة الغرفة لتجول بنظرها على تلك الحديقة الصغيرة الواقعة خلف المنزل.....ازالت الثلج الابيض عن حافة النافذة لترميه بعيداً.....هبت نسمات الهواء الباردة لتداعب شعرها و وجنتيها.....ابتسمت قائلة
"ما اجمل منظر الثلج هذا الصباح....."
حدقت بالفراغ للحظاتٍ قليلة لتخرج بعدها ذلك العقد من جيبها..... فتحت ذلك القلب ليخرج منه لحنٌ موسيقي جميل......اغلقته وحدقت به للحظاتٍ متذكرةً كلام كين ذلك الوقت..... "ضعي صورة من تحبينه بداخلها....."......بقيت شاردةً للذهن حينها.....

"ما الذي تفعلينه؟؟؟"
انتفضت ليندا ذعراً لتوقع ذلك العقد خارج النافذة ليستقر على الارض المغطاة بالثلج......التفتت نحو القائل وقالت بغضب شديد "كيــــن ايها الاحمق....."
كين ببراءة "ماذا؟؟"
لين بانزعاج "لقد افزعتني.....انظر ماذا فعلت...!!"
نظر كين الى الخارج ليجد ذلك العقد ملقى على الارض....."انه العقد الذي اهديتك اياه....ماذا يفعل بالخارج؟؟؟"
حدقت لين به بغباء قائلة "انه يستنشق الهواء....!"
حدق بها بغباء قائلاً "هكذا اذاً...."
ليندا بغضب مضحك "كين انت احمق....احمق....احمق...."
ضحك كين بخفة ليقفز بعدها الى الخارج.....انحنى ليلتقط ذلك العقد ومده نحوها قائلاً "لا تجعليه يستنشق الهواء مرةً اخرى....."
عقدت حاجبيها واخذته منه قائلة "احمق....."
حدق كين بها للحظات ليقول بعدها "لا تجعليه يضيع منكِ...."
التفتت له قائلة "انا لا أُفرطُ بهديةٍ اعطاها لي شخصٌ أحبه....."
كين بفرح "هل تحبينني حقاً؟"
ليندا بعد ان تداركت ما قالته احمر وجهها خجلاً وقالت "لا, من قال ذلك؟؟"
كين بتساؤل "هل ستبقين تتذكرينني حتى ان ضاع منكِ هذا العقد؟؟"
حدقت به باستغراب لتقول بعدها "اخبرتني ذات يوم ان ذكرى من احبهم ستبقى هنا....." وأشارت بأصبعها نحو صدره....ثم اكملت قائلة "وإن لم تعطيني شيئاً فأنا لن أنساك...."
ابتسم قائلاً "هذا يعني انكِ تحبينني...."
هزت رأسها نفياً قائلة بانزعاج "لاااااااااااا......."
كين بنفسه "يا له من تناقض كبير في كلامك...." ليضحك بعدها قائلاً "انتِ حقاً مضحكة....."
في تلك اللحظة سمعت صوت ريما وهي تناديها قائلة "ليندا تعالي الى هنا قليلاً....."

"انا قادمة......"

ثم التفتت الى كين الذي وضع يده على حافة النافذة ليدخل الا انها اوقفته عندما وضعت يديها على صدره لتقوم بدفعه للخارج مغلقةً بعدها النافذة بسرعة......
حدق كين بها باستغراب ليقول بعدها
"ما الذي تفعلينه؟؟ افتحي النافذة...اريد الدخول...."
ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها لتلوح له بعدها لتغلق الستائر.....
بقي كين واقفاً مكانه محدقاً بالنافذة لتهب الرياح الباردة وقتها....قام بضم نفسه قائلاً
"انه باردٌ جداً....تلك الفتاة....سترى...."













لنعد الى ليندا التي توجهت الى المطبخ حيث كانت ريما هناك....قالت بفرح "ما الامر؟؟"
حدقت بها ريما باستغراب قائلة "تبدين سعيدة...."
نظرت لين لها قائلة بصوت منخفض "ان طرق احدهم الباب لا تفتحي له..."
ريما باستغراب "ولما؟؟"
ليندا بهمس "لانني تركت كين بالخارج واغلقت النافذة عليه ولم ادعه يدخل....." ثم اكملت بغضب طفيف "انه مزعجٌ جداً....دائماً يضايقني...سأريه هذا الاحمق...."

في تلك اللحظة كانت ريما تأشر لها برأسها وتقوم بحركاتٍ غريبة....لين باستغراب "ما بكِ؟؟"
حاولت ريما كتم ضحكتها.....شعرت لين بأن هنالك شخص يقف خلفها.....ادرات رأسها ببطء لترى كين واقفاً ورائها مكتفاً يديه تحت صدره بغضب.....ابتلعت ريقها بخوف لتبتسم قائلة بارتباك "ااه كين....اهلا بك....متى دخلت؟؟"
اقترب كين منها وبالمقابل تراجعت هي الى الخلف بضع خطوات قائلة "كانت مزحة....انت لست غاضب...اليس كذلك؟؟"
تطايرت الشرارة من عينيه قائلاً "لا أبداً....لستُ غاضباً...."
حدقت به للحظات لتقول بعدها بخوف "يا الهي....انه غاضب جداً.."
لتبدأ بعدها بالركض وكين يلحقها....اما ريما فلم تمنع نفسها من الضحك بشدة عليهما.....










لندعهما قليلاً ولنخرج من أجواء الريف متوجهين الى ذلك القصر..... في أحد غرفه الكبيرة حيث كانت كيندا جالسةً هناك برفقة جودي و جيت.....
جودي بتساؤل
"هل نمتِ جيداً؟؟"
أومئت كيندا برأسها بمعنى أجل....حدقت بها جودي للحظات لتقول بعدها "أنتِ هادئة جداً...."
التفتت كيندا نحو جيت قائلة "متى ستعود ليندا؟؟"
تبادل كلاً من جودي و جيت النظرات ليقول بعدها "عندما يعود كين سنعلم ذلك...."
كيندا باستغراب "ماذا تقصد؟؟ الن تعود لين معه؟؟"
جيت بارتباك "لا...أقصد أجل...ولكن لا نعلم متى سيعودان..."
انزلت رأسها قائلة "اتمنى ان تعود بسرعة..." ثم اكملت بصوت منخفض "أشعر بالغربةِ هنا....."
حدق جيت بها وقد سمع ما قالته.....تحدث قائلاً "ما رأيك ان تتصلي بالسيد يوشيدا؟؟ لا بد انه قلقٌ عليكِ...."
التفتت له قائلة "وإن سألني عن ساندي....ماذا سأخبره؟؟"
جلس جيت بجانبها وقال لها بنبرةٍ ادخلت الطمئنينة الى قلبها "لا تقلقِ...سنجدها..."
حدقت به للحظات لتبتسم بعدها.....










لنتوجه الى ذلك القصر الكبير والفخم......داخل احدى غرفه الفخمة....خلف ذلك المكتب الكبير حيث كان يجلس يوشيدا وعلامات القلق قد ارتسمت على وجهه.....كان يحدق بالفراغ وقد بدى انه فاقدٌ للأمل.....وضع يده على صدره وقد ارتسمت ملامح الالم على وجهه ليخرج بعدها علبة دواء من احدى ادراج مكتبه ليتناول بعدها حبةً منه....
نظر الى النافذة التي كانت خلفه مباشرةً....حدق بالسماء التي تجمعت بها بعضٌ من الغيوم العابرة.....قال بحزن
"أين سأجدهما الان؟؟ماذا سأقول لـ لانكاستر عندما يعلم بأمر اختطاف ابنته.....لقد أمنني عليها قبل سفره....وانا لم استطع الحفاظ على هذه الامانة...." أتكأ بمرفق يده على مكتبه مغطياً وجهه بكف يده قائلاً "ماذا سأفعل الان؟؟ ما الحل؟؟"
في تلك اللحظة فتح باب غرفته بقوة ليدخل ويليام الى هناك وهو يلهث حاملاً بيده هاتفه المتنقل.....قال باندفاع "أبي...انها....انها كيندا...!!"
حدق به باندهاش قائلاً "أين هي؟؟"
مد يده قائلاً "انها على الهاتف...."
أخذ الهاتف منه ليقول بلهفة "ابنتي كيندا....."
ردت عليه قائلة بهدوء "عمي يوشيدا...."

"كيندا...هل أنتِ بخير يا ابنتي؟؟"

"أجل يا عمي....انا بخير لا تقلق...."

تنهد قائلاً بارتياح "اااه الحمدالله....أين أنتِ الان يا ابنتي؟؟"

قالت بتردد "انا....برفقة الثعبان الاسود...."
حدق بالفراغ باندهاش ليقول بعدها "ماذا؟؟....الثعبان الاسود؟؟ واين ساندي؟؟"
صمتت قليلاً لتقول بعدها بنبرة ملئتها الحزن "لا أعلم يا سيد يوشيدا..."
وضع يده على رأسه قائلاً "يا الهي....ابنتي...اين أنتِ؟؟"
في تلك اللحظة جاءه صوت احدهم من الهاتف قائلاً "مرحباً سيد يوشيدا..."

"من المتكلم؟؟"

"انا جيت يا سيدي....كيندا تحت حمايتنا لا تقلق عليها ابداً....وسنبحث عن ابنتك فلا تقلق....سنجدها لك قريباً...."


بقي يوشيدا صامتاً للحظاتٍ قليلة قبل ان يقول "اين....اين كين؟؟"

"انه ليس هنا الان....سنجد لك ابنتك ونعيدها لك....لنبقى على اتصال"

ليغلق بعدها الهاتف.....حدق يوشيدا بالهاتف قليلاً لينظر الى ويليام الذي كان ينظر له بقلق.....تنهد يوشيدا بقلة حيلة قائلاً "ساندي مفقودة...وكيندا مع رجال كين...." اغمض عينيه وعض على شفته السفلى قائلاً "أشعر بالعجز....لا أريد مساعدة ذلك الشاب....لا أحتاج له....ماذا أفعل...."









لنعد الى ليندا التي كانت تقف بتجهم بجانب ريما التي كانت تعد طعام الغداء....نظرت لها ريما وهي تضحك قائلة "تستحقين ذلك....ما كان يجب ان تبقيه بالخارج...."
نفخت وجنتيها قائلة "انه مزعج...." ثم وضعت يدها على رأسها قائلة بألم "لقد كانت مؤلمة...."
ضحكت ريما بخفة....نظرت لها لين قائلة "هل أساعدك؟؟"

"ان لم يكن لديكِ مانع...."
ثم اكملت قائلة "اااه لقد نسيت...سيآتي خاطبي اليوم على الغداء...."
ليندا بفرح "حقاً؟؟ هذا رائع....أخيراً سآراه....أتسائل هل هو وسيم؟؟"
ريما بخجل "أجل...."

"وهل تحبينه؟؟"

احمر وجهها خجلاً قائلة "أجل..."
ليندا بخبث "كثيراً؟؟"
التفتت لها ريما لتضربها على رأسها قائلة "يكفي أسئلة...هيا الى العمل...."
وضعت يدها على رأسها قائلة بألم "ليس أنتِ أيضاً...."










دعونا نذهب الى كين الذي كان يجلس على الاريكة محدقاً بالفراغ.....اخرج هاتفه وبدأ يلعب بتلك الميدالية التي اعطتهُ اياها لين....ضحك بخفة قائلاً "كم أحبها...." ثم ارجع جسده ليتكأ برأسه على الاريكة محدقاً بالسقف...اغمض عينيه للحظات الى ان شعر بأن احدهم قام بسحب هاتفه من يده....فتح عينه اليمنى ليرى كارل يقف امامه....كارل بتساؤل "من اعطاكَ هذه؟؟ انها جميلة....."
اخذ كين هاتفه من يد كارل قائلاً "انها من ليندا...."
جلس كارل بجانبه قائلاً "كم أنت محظوظ...انها فتاةٌ رائعة..."
ابتسم كين قائلاً "اجل انت محق...." صمت قليلاً ليكمل بعدها "كارل....ان بقيت ليندا عندكم...هل ستعتني بها؟؟"
حدق به باستغراب ليقول بعدها "أجل....انها مثل أختي الصغيرة سأعتني بها...لماذا تسأل؟؟"
هز كين رأسه قائلاً "لا....فقد سؤال...." ثم التفت له قائلاً "ما رأيك ان تُريني هذه المنطقة....لدي رغبة بأستكشافها..."

كارل بحماس "دعنا نخرج اذاً....." ثم نهض قائلاً "سأحضر معطفي...."
نهض كين هو الاخر وتوجه الى غرفته حيث أخذ معطفه الاسود....توجه بعد ذلك الى المطبخ حيث كانت ريما وليندا....تحدث قائلاً "ليندا سأخرج قليلاً...."
ادارت ليندا برأسها نحو كين لتنظر له بعينيها الممتلئة بالدموع.... كين بقلق "ما بكِ..؟؟ لما تبكين؟؟"
استدارت نحوه بالكامل ليرى انها تمسك سكيناً بيدها وبصلةً بيدها الاخرى....اغمضت عينيها وفتحتهما من جديد قائلة "بسبب هذا ابكي...."
ابتسم كين بخفة قائلاً "لم اتوقع ان ليندا تعرف الطهو...."
قالت بانزعاج "انت لا تعلم اي شيء عني...." ثم اكملت بنفسها "انا لا اطهو...فقد اساعدها....هذا الاحمق....سأقتله..."
لوح كين لها قائلاً "حسناً ايتها الطاهية....انا سأخرج قليلاً برفقة كارل...الى اللقاء...."
ريما: "لا تتأخرا عن موعد الغداء...."









ها هي الشمس تغيب ليحل محلها المساء بظلامه......امتلئت السماء بالسحب لتتساقط بلورات الثلج البيضاء بهدوء.....
امام تلك النافذة حيث كانت كيندا تراقب تساقط الثلج بالظلام.....جالت بنظرها على تلك الحديقة التابعة للقصر وقد غطاها الثلج بالكامل.....كيندا محدثةً نفسها
"بالرغم من انه قصرٌ جميل ولا بأس به فهم لا يمتلكون المال.....أتسائل متى ستعود ليندا....اشعر بالوحدة بينهم....."

"ما الذي تفعلينه بالظلام؟؟؟"
التفتت كيندا ورائها لترى جيت قادماً نحوها يحمل معه كوبين.....مد لها احد الاكواب قائلاً "تفضلي....شراب الشوكولا الساخن مناسبٌ لهذه الاجواء الباردة....."
أخذت الكوب منه قائلة بهدوء "شكراً لك...."
حدق بها وهي ترتشف من كوبها بهدوء.....ارتشف هو الاخر من كوبه ليقول بعدها "أنتِ هادئة جداً....لماذا لا تتكلمين؟؟"
انزلت رأسها من غير ان تقول شيئاً.....جيت بتساؤل "ما بكِ.؟؟"
التفتت له قائلة "لا شيء....انا فقد أشعر انني غريبةٌ بينكم....هذا ما في الامر"
وضع يده على كتفها قائلاً "ولكننا تقابلنا من قبل....وقد تحدثنا عدة مرات...."

"انت محق...ولكنني لا أعلم عنك شيئاً...."

في تلك اللحظة دخل مارك الى تلك الغرفة وهو يحمل بيده ورقة....قال بتساؤل "لما تجلسان بالظلام؟؟"
تبادل كلاً من جيت و كيندا النظرات....كيندا بنفسها "انه محق....لما نحن هنا بالظلام؟؟ و لوحدنا....." بقيت محدقةً به للحظات ليحمر وجهها خجلاً.....
التفت جيت الى مارك قائلاً
"ما بك؟؟"

"أحضرت لك قائمة بأسماء الاشخاص الذين يرتدون أقنعة بعملياتهم..."
وقام بمد الورقة له.....اخذها جيت منه ليلقي نظرة سريعة عليها....ابتسم قائلاً "هذا جيد....." ثم التفت الى كيندا قائلاً "سنجد ساندي....لا تقلقي...."
ابتسمت كيندا بهدوء بينما اكمل جيت قائلاً موجهاً حديثه لـ مارك "سنبدأ من الغد بعملية البحث عنها...."









لنتوجه الى ذلك المنزل الريفي البسيط تحديداً داخل الغرفة التي يوجد بها ليندا و كين.....كان كين مستلقياً على سريره محدقاً بالسقف اما لين فقد كانت جالسةً على سريرها....
تحدثت قائلة
"خاطب ريما شابٌ مهذب و ظريف...."
اصدر كين صوتاً بمعنى انه يؤيد كلامها....لين بتساؤل "أين ذهبت اليوم؟؟"
نظر كين لها بطرف عينه قائلاً "وهل يجب ان تعلمي؟؟"
عقدت ليندا حاجبيها واستلقت على السرير قائلة "الحق علي لأنني سألتك...." لتدير وجهها بعد ذلك الى جهة الحائط مغطيةً نفسها بتلك البطانية الوردية.....
ضحك كين بخفة قائلاً
"هيا لا تغضبي...كنت امزح معكِ...."
بقيت ليندا صامتة من غير ان تجيبه...."هيي ليندا...ردي علي...."
تكلمت وهي لا تزال تحت الغطاء "ليندا نائمة انها ليست هنا....كما انها لا تسمعك ايها الاحمق...."
ادار كين بجسده الى الجهة الاخرى قائلاً "كما تريدين....تصبحين على خير...."
ازالت ليندا البطانية عن رأسها والتفتت الى كين الذي لم ترى منه سوى ظهره...حدقت به قليلاً لتبتسم بعدها










دعونا نبتعد عن أجواء الريف متوجهين الى أراضي باريس الواسعة.....لنتوجه الى ذلك القصر الضخم والجميل متوجهين الى احدى غرفه الموجودة في الطابق الاخير منه حيث كانت فكتوريا أسيرةً هناك....كانت تجلس على ذلك السرير الابيض الناعم.....جالت بنظرها حول المكان...خزانةً من الخشب الفاخر باللون البني ومنضدة متوسطة الحجم بالقرب من السرير وثريا تدلت من سقف الغرفة.....توجهت الى النافذة ونظرت الى الخارج.....التفتت الى السماء ذات اللون البرتقالي المصفر التي دلت على غروب الشمس....فتحت النافذة ليهب الهواء مداعباً شعرها الاسود و وجنتيها......اغمضت عينيها مستنشقةً ذلك الهواء قائلة
"كم أشتقت لرؤية اشعة الشمس واستنشاق هذا الهواء النقي....." فتحت عينيها والتفتت الى الاسفل حيث كان هنالك أشجارٌ و زهور وبعض الاعشاب وبعضاً من الكراسي الخشبية الموزعة بانتظام....ابتسمت قائلة "ما أجمل هذا المنظر...." ثم اكملت بحدة وقد اتضح الكره والحقد بنبرة صوتها "منذ ان أصبحت آسيرته لم آرى ضوء الشمس.....انا حبيسته منذ اكثر من عشر سنين ولم اغادر ذلك القبو يوماً....." التفتت الى السماء وقد امتلئت عينيها بالدموع قائلة "يا الهي...الى متى سأبقى على هذه الحال....الى متى؟؟؟"

اغمضت عينيها لتعود بذاكرتها الى الماضي......في ذلك المنزل الصغير حيث فُتِحَ ذلك الباب الخشبي القديم ليدخل منه جاين.....اقتربت فكتوريا منه قائلة "هل وجدت عملاً؟؟"
نظر لها وارتسمت ابتسامة باهتةً على وجهه الشاحب الحزين وقال "أجل...."
شعرت بالفرح حينها فقالت بسعادة بالغة "حقاً؟؟ وما هو هذا العمل؟؟"
تنهد قائلاً "انتِ تعلمين انني بحثت مطولاً عن عملٍ ولم يقبلني أحد لأعتقادهم بأنني لص..." صمت قليلاً ليكمل بعدها "لقد عرض علي السيد اليساندرو العمل لديه بقصر الحاكم لانه واثق بأنني لستُ لصاً كما يقول الجميع....."
فتحت فمها محدقةً به باندهاش.....ماذا يقول؟؟ العمل لدى اليساندرو؟؟ ذلك الرجل الذي دمر حياته وكان سبباً في دخوله للسجن....!!
قالت باندهاش
"العمل....لدى اليساندرو؟؟"
أومئ برأسه بمعنى اجل ثم امسك بكف يدها قائلاً "لا يوجد حلٌ أخر سوى ذلك....انه رجلٌ طيب عرض علي العمل لديه بالرغم من اقوال الاخرين عني....سنعمل سويةً لديه...."
قالت باندهاش "سويةً؟؟ انا وانت؟؟"
أومئ برأسه بمعنى أجل....وضعت يدها على بطنها قائلة "كيف سأعمل؟؟ سألد قريباً....وكين اين سيبقى؟؟"

"سأبدأ انا بالعمل لديه من الغد اما انتِ بعد ان تضعي مولودنا الجديد ستلتحقين بي.....كما انه عرض علينا ان نبقى في قصرهم...."

بقيت محدقةً به باندهاش وهي لا تصدق ما تسمعه.....عانقها جاين قائلاً "انا آسفٌ عزيزتي...لا حل اخر سوى ذلك....تحملي قليلاً الى ان يتحسن الوضع....."

فتحت فكتوريا عينيها لتأخذ الدموع مجراها على وجنتيها......"لو انني منعتك ذلك الوقت....لو انني لم أوافق على عملك لديه.....كم اتمنى انني لم اقابلك يا اليساندرو....لقد دمرت حياتي....قتلت زوجي و ابعدتني عن اولادي.....انا اكرهك....اكرهك....." لتجهش بعدها بالبكاء واضعةً يدها على فمها......









داخل تلك الغرفة حيث كان جيت يرتدي بمعطفه.....اخرج مسدساً من درج مكتبه ليتوجه بعد ذلك الى الخارج....نزل تلك السلالم الطويلة ليصل الى باب القصر حيث كان وان و مارك واقفان هناك وكيندا برفقتهما.....تحدث قائلاً "هل انتم مستعدون؟؟"
مارك: "أجل...."
وان: "لننطلق....الرجال بانتظارنا...."
خرج كلا من وان ومارك ولحقهما جيت الى ان اوقفه صوت كيندا القائل "جيت....."
التفت لها لتكمل قائلة "ارجوك...كن حذراً...."
أومئ برأسه وهو يبتسم ليخرج بعدها وهو يلوح لها......
وضعت يدها على صدرها قائلة
"رافقتكم السلامة...."









لنذهب الى ذلك المنزل الريفي حيث كان كلا من كين وليندا يتناولان الفطور برفقة تلك العائلة اللطيفة.....
كارل: "ما رأيك ان تذهب معنا اليوم يا كين؟؟"
التفت له قائلاً "الى أين؟؟"

"الى المزرعة التي نعمل بها....سنقضي وقتاً جميلاً"
ثم التفت الى والده قائلاً "ما رأيك أبي؟؟"

"انا لا مانع لدي....سأكون سعيداً بمرافقته لنا...."

ابتسم كين قائلاً "حسناً...انها فكرة رائعة...."
تحدثت والدة كارل قائلة "انا سأذهب اليوم الى منزل أختي لزيارتها..."
ريما بحماس "رائع....سنبقى انا وليندا وحدنا...."
ابتسمت لين قائلة "اجل..." ثم التفتت الى كين لتكمل قائلة بانزعاج "على الاقل لن يكون هنالك من يزعجنا...."
التفتت ريما الى كارل قائلة "انتِ محقة....سنتخلص من الفتيةِ لهذا اليوم...."
تبادل كلا من كارل و كين النظرات ليرفعا كتفيهما بلامبالاة.....











امام المنزل حيث اصطفت تلك الشاحنة وركبها كلا من كارل و جون وكين برفقة والدهما.....لوحت ليندا لهم قائلة
"الى اللقاء...."
ريما: "إياكم والعودة الى هنا باكراً....."
كارل: لا تقلقي....سنعود بالمساء...."
لتنطلق بعدها تلك الشاحنة و ريما و ليندا تلوحان لهم...... في تلك اللحظة خرجت والدة ريما قائلة "سأذهب الان لن أتأخر كثيراً...."











على تلك الاريكة حيث جلست ريما ولين.....
لين بتساؤل
"ماذا نفعل الان؟؟"

"لنعد طعام الغداء....."
ثم اكملت بتساؤل "هل ترغبين بتناول شيئاً معيناً؟؟"

"لا سأتناول أي شيء...."

نهضت ريما قائلة "حسناً...لنعد طبقاً خفيفاً ولذيذاً..."
اضافت لين قائلة "ولِنُعدَ ايضاً طبق حلوى لنتناوله بعد الغداء...."

"ما رأيك بـ كعكة الشوكولا؟؟"

لين بحماس "انا احبها...."

"هذا جيد....هيا لنتجه الى المطبخ...."












في مكانٍِ اخر بعيداً عن الريف الهادئ......داخل تلك الغرفة حيث كان جيت واقفاً وهو يؤشر المسدس على احدهم....قال ببرود "هل انت واثقٌ من كلامك؟؟"
قال بحدة "اخبرتك مئة مرة اننا كنا نحتفل تلك الليلة ولم نذهب الى هناك...."
جاء وان تلك اللحظة ليقول "فتشنا المكان بأكمله لم نجدها...."
نظر جيت الى ذلك الرجل ليعيد بنظره الى وان قائلاً "لنخرج اذاً...."
تحدث ذلك الرجل قائلاً "سحقاً للثعبان ورجاله....تعتقدون انكم الاقوى هنا...."
نظر جيت له بحدة ليمسكه بعدها من ياقة قميصه قائلا ً"إياك ان تتحدث عن الثعبان امامي....سأقتلك...." ليدفعه بعدها بقوة ليقع ارضاً....









داخل تلك الغرفة الكبيرة حيث كان جورج واقفاً بالقرب من النافذة يتحدث على الهاتف.....
"انا اعتمد عليك...." صمت قليلاً ليتحدث بعدها "ان توصلت الى اي شيء اخبرني حالاً...." صمت ليستمع للطرف الاخر ليقول بعدها "حسناً اذاً لنبقى على اتصال...." اغلق الهاتف ليتوجه بعدها الى ذلك المكتب البني ليخرج من احد ادراجه صورةً....حدق بها ليقول بعدها "اصبحتُ قريباً من إيجاد ذلك الوغد الذي قتلكما....اعدكما بأنه سيآخذ عقابه...."










غابت الشمس ليحل الظلام على المكان......تجمعت الغيوم بالسماء ليتساقط الثلج بغزارة واشتدت الرياح لتعلن معها عن بدء عاصفةٍ ثلجية..... كانت ليندا تنظر من النافذة الى الخارج..... "ان الطقس يزداد سوءاً...."
وقفت ريما بجانبها قائلة "انتِ محقة....انا قلقة...لم يعودوا الى الان...."
في تلك اللحظة رن الهاتف لتتوجه ريما نحو تلك المنضدة لترفع سماعة الهاتف قائلة "أجل...." صمتت قليلاً لتقول بعدها "حسناً فهمت..." لتعيد بعدها سماعة الهاتف الى مكانها......التفتت ليندا لها لتتحدث ريما قائلة "انها والدتي....لن تستطيع العودة هذه الليلة بسبب العاصفة...."
ليندا بهدوء "هكذا اذاً....." ثم التفتت الى الخارج محدثةً نفسها "اتمنى ان يكون كين بخير...."








دعونا نذهب الى مكانٍ اخر.....داخل ذلك الكوخ الخشبي القديم حيث كان كين والاخرون.....
كان كين يحاول ان يجري اتصالاً بهاتفه....قال بانزعاج
"سحقاً...لا يمكنني ان اتصل بهم...."
كارل: "لقد خُدعنا بالطقس...كان مشمساً هذا الصباح....لم اتوقع حدوث عاصفة...."
جون بتساؤل "هل سنمضي الليلة هنا؟؟"
تحدث والده قائلاً "السير بهذه العاصفة خطرٌ جداً....لننتظر قليلاً ريثما تهدأ العاصفة...."
اما كين فقد كان يضغط بهاتفه على عدة ارقام...."واخيراً رن الهاتف...." صمت قليلاً ليقول بعدها "مرحباً ليندا...."
ليندا بلهفة "كين هل انت بخير؟؟"

"اجل عزيزتي لا تقلقي....."

"حاولتُ الاتصال بك مراراً ولكنني لم استطع...."

"اعلم ذلك, شبكة الاتصالات هنا ضعيفة جداً....سنتأخر هذه الليلة لن نستطيع العودة... اخبري الخالة عن ذلك...."

"انها ليست هنا....ذهبت لزيارة شقيقتها ولم تستطع العودة...."

"حقاً؟؟ هل انتما وحدكما الان؟؟"

"اجل....اننا...."
لم تكمل ليندا كلامها اذا ان الاتصال قد قطع....نظر كين الى هاتفه قائلاً "سحقاً...لقد قطع الاتصال..." ثم التفت الى الاخرين قائلاً "انهما وحدهما بالمنزل....."
جون بتساؤل "واين امي؟؟"

"انها عند خالتك...لم تستطع العودة...."
ثم التفت الى النافذة محدثاً نفسه "اتمنى ان تمضي هذه الليلة على خير...."









كانت ليندا تحاول ان تجري اتصالاً بهاتفها....قالت بانزعاج "لا استطيع الاتصال به....."
رفعت ريما سماعة الهاتف لتقول بعدها "ايضاً هنا....لقد قطع الاتصال...."
تنهدت ليندا قائلة "اتمنى ان تهدأ العاصفة....."
جلست ريما بجانب لين قائلة "اتمنى ذلك....."
في تلك اللحظة انقطع التيار الكهربائي ليغلف الظلام ارجاء المنزل....امسكت ليندا بذراع ريما بخوف....قالت ريما "رائع...هذا ما كان ينقصنا..!"
توجهتا كلتاهما الى المطبخ لتشعل ريما بعض الشموع.....نظرت من نافذة المطبخ الى الخارج لتجد جميع المنازل المحيطة بهم مظلمةً ايضاً...."يبدو ان التيار الكهربائي قد قطع على المنطقة بأكملها...."
بقيت ليندا صامتة من غير ان تقول شيئاً لتتذكر تلك الليلة....عندما كانت تتحدث مع ساندي على الهاتف لينقطع الاتصال والتيار الكهربائي حينها لتسمع بعدها صوت طلقات النار....ما حدث معهم للتو فتح باب ذكرياتٍ مؤلمة بالنسبة لها.....وقد كانت خائفة من ان يعيد الزمن نفسه....وضعت ريما يدها على كتف لين لتستيقظ من شرودها....ريما باستغراب "ما بكِ؟؟ كنتُ احدثك وانتِ لا تستمعين لي..."
انزلت رأسها قائلة بحزن "لقد تذكرت ذلك اليوم....عندما قُتِلت عائلتي....قبل ان يهجموا على المنزل قطع التيار الكهربائي والاتصال....انا خائفة...."
نظرت ريما لها بحزن لتعانقها قائلة "لا تقلقي يا ليندا....هذا لن يتكرر ثانيةً....انا معكِ...."
بادلتها ليندا العناق لتنهمر الدموع من عينيها بصمت......
ابتعدت ريما عنها قائلة
"ما رأيك بقطعة من كعكة الشوكولا؟؟"
مسحت ليندا دموعها وأومئت برأسها قائلة "انها فكرة رائعة...."
ابتسمت ريما واتجهت نحو الثلاجة قائلة "لنقضي عليها...."
ضحكت لين بخفة قائلة "لا بد ان وزننا سيزيد كثيراً...."
التفتت ريما لها قائلة "لا بأس سنمارس التمارين الرياضية يومياً ونسترجع وزننا القديم....." لتضحكان بعدها سويةً.....










لنتوجه سويةً الى تلك الغرفة حيث كان الاصدقاء مجتمعين هناك.....
القى وان نظرة على تلك القائمة ليقول
"لم يتبقى سوى هؤلاء....."
مارك: "اتمنى ان نجدها عند احدهم....."
جيت بهدوء "اتمنى ذلك....."
جودي بتساؤل "وان لم تجدوها....ماذا سنفعل؟؟"
التفت جيت لها قائلاً "سننتظر كين حينها لنجد حلاً...."
انزلت كيندا رأسها محدثةً نفسها "اتمنى ان تكوني بخير يا ساندي....."
نهض مارك وخرج من تلك الغرفة ليتبعه وان بعدها.....التفت جيت الى كيندا قائلاً "سأذهب لأجري اتصالاً مع مايكل....." ليخرج هو الاخر من تلك الغرفة.....نهضت كيندا هي الاخرى لتستأذن الخروج.....توجهت جودي نحو النافذة ونظرت الى الخارج لتشاهد تساقط الثلج الغزير....التفتت الى الاسفل لترى مارك واقفاً امام باب القصر....قالت باستغراب "الا يشعر بالبرد هذا الشاب؟؟" صمتت قليلاً لتبتسم بعدها قائلة "سأنضم اليه...."








دعونا نذهب الى مارك حيث كان يراقب تساقط الثلج وهو جالس على الدرجات الموجودة امام باب القصر.....رفع وشاحه على وجهه قائلاً "الطقس بارد جداً..."

"اذا كنت تشعر بالبرد فـ لماذا تجلس هنا؟؟"

التفت ورائه ليجد جودي واقفةً خلفه....ابتسم قائلاً "لانني أحب مشاهدة تساقط الثلج هكذا....انه يذكرني بطفولتي...."
وضعت جودي يديها بجيب معطفها وجلست بجانبه....التفت مارك الى السماء قائلاً "عندما كنت صغيراً كنت اخرج للعب بالثلج مع اصدقائي وهو يتساقط....كنا نمضي الليل كله ونحن نلعب...."
جودي بتساؤل "الم تكن تمرض؟؟"
ضحك مارك بخفة ليقول "ومن اخبركِ اننا لم نكن نمرض....كنا نبقى طريحين الفراش لمدة اسبوع....."
ضحكت جودي قائلة "انتم مجانين...."
حل الصمت بينهم للحظات....التفتت جودي الى مارك قائلة "يا رجل...كيف تتحمل هذه البرودة؟؟ سأتجمد وانا هنا....."
مارك بهدوء "لقد اعتدتُ على هذا...."
نهضت جودي قائلة "اما انا لا اكاد أشعر باطرافي....سأدخل...."
امسك مارك بيدها واجبرها على الجلوس من جديد الى جانبه ليقوم بضمها قائلاً "ان بقينا هكذا لن نبرد...."
احمر وجهها خجلا قائلة "مارك....انت تمزح...."
اغمض عينيه قائلاً "لا....صدقيني لن تشعري بالبرد...."
بقيت صامتتاً من غير ان تعقب على كلامه.....كان قلبها يخفق بشدة و وجهها يشتعل خجلاً....شعرت بالحرارة تدفق من جسدها حتى انها لم تعد تشعر بالبرد....ابتعدت عنه قائلة بخجل "انت احمق....."
لتنهض بعدها متوجهةً الى الباب الى ان اوقفها مارك قائلاً "اخبرتك ستشعرين بالدفئ....الم تشعري به؟؟"
حدقت به بخجل شديد وهو ينظر لها بابتسامة استدارت لتدخل الى الداخل وهي تتمتم ببعض الكلمات.....ضحك مارك بخفة لينهض هو الاخر متوجهاً الى الداخل.....










دعونا نتوجه الى مكانٍ اخر بعيداً عن المناطق التي نعرفها.....داخل ذلك المنزل الذي يقع في وسط غابةٍ مخيفة.....لنتجه الى تلك الغرفة حيث كان بها عدداً من الفتيات فيها.....دخل رجلاً الى هناك والقى نظرة عليهن وقد بدى الرعب والخوف واضحاً بقسمات وجههن....ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه قائلاً "جميعهن جميلات....سنجني مبالغ طائلة من بيعهن...." ثم التفت الى تلك الفتاة صاحبة الشعر البني والعينان الخضراوتان وقد كانت ترتدي فستاناً احمر اللون مخملي....اقترب منها وامسك بذقنها قائلاً "لا بد انكِ ابنة يوشيدا....اليس كذلك؟؟"
حدقت به بخوف....قال بخبث "حتى وان دفع والدك مبالغاً عديدة لاسترجاعك فأنا لن اعيدك ابداً...ستكونين كنزاً بيدنا...." ثم التفت الى ذلك الرجل الواقف عند الباب قائلاً "ينقصنا فتاتان..."

"لا تقلق....فنحن نراقب فتاتان جميلتان بهذه المنطقة....احداهن شقراء بجمالٍ مبهر....سنحضرهن عندما تُتيح لنا الفرصة...."

ابتسم الاخر قائلاً "هذا رائع...." ليخرج بعدها مغلقاً الباب عليهن...
تبادلن الفتيات النظرات بخوف.....تحدثت احداهن قائلة
"ما الذي يقصده بكلامه؟؟"

"لا اعلم....ولكنني خائفة جداً...."

"اريد العودة الى المنزل....اريد العودة الى امي...."
ليبدأن بعدها بالبكاء....
حدقت بهم ساندي وقد ارتسمت معالم الخوف والقلق على وجهها....قالت بنفسها
"يا الهي...ساعدنا....اين انتِ الان يا كيندا؟؟ اتمنى ان تكوني بخير...."







ها هي عقارب الساعة تشير الى الثانية عشر والنصف ولاتزال الكهرباء مقطوعة على تلك المنطقة الريفية ليجتاحها الظلام بستاره الاسود.....
على تلك الطاولة التي توسطت المطبخ حيث كانت ليندا جالسةً برفقة ريما على ضوء الشموع وامامهما صحنان فارغان قد تلطخ بـ الشوكولا السائلة.....
تثائبت ليندا قائلة
"اشعر بالنعاس...."

"وانا ايضاً...دعينا نذهب للنوم...."

تبادلتا النظرات....لين بارتباك "هل...هل ستنامين...في غرفتك؟؟"
ابتلعت ريما ريقها بخوف قائلة "لوحدي....بهذا الظلام؟؟"
ابتسمت لين بارتباك قائلة "اننام سويةً؟؟"
اومئت برأسها قائلة "فكرة جيدة....لكننا سننام بالغرفة التي تنامين بها انتِ وكين...."

"حسناً انا موافقة...."

حملت ليندا شمعةً بيدها لتتوجه الى الغرفة وقد تبعتها ريما وهي تحمل شمعةً أخرى.....
دخلت ليندا الى الغرفة لتضع الشمعة على المنضدة....نظرت من النافذة قائلة
"اتمنى ان يكونوا بخير...."
ريما بهدوء "لا تقلقي....سيكونوا بخير...."
التفتت ليندا الى سرير كين حيث كان قميصه الابيض مرمياً عليه....اقتربت من السرير وحملت قميصه قائلة "انه فوضوي جداً...." ثم قامت بضمه الى صدرها محدثةً نفسها "عد سالماً يا كين....." التفتت الى ريما لتقول "انا سأنام هنا...." واشارت بأصبعها على سرير كين.... أومئت ريما برأسها بمعنى انها موافقة.....










ها هي الساعة تشير الى الواحدة والنصف....كانت ريما مستلقيةً على السرير وهي تحدق بالسقف.....التفتت الى ليندا قائلة "هل نمتِ؟؟"
نظرت لين لها وقالت "لا أستطيع النوم....."
حل الصمت بينهما للحظات....سمعت ريما صوتاً بالخارج....اعتدلت بجلستها قائلة "لين...هل سمعتي هذا؟"
نظرت ليندا لها قائلة "لا لم اسمع شيئاً...."
استلقت ريما على السرير من جديد وقالت "ربما اتخيل....."
حل الصمت بينهم من جديد الى ان سمعت ليندا صوت اقدامٍ تتحرك بالقرب من الباب....نهضت كلتاهما مذعورتين....قفزت ليندا الى سرير ريما قائلة بهمس "هل سمعتِ ذلك؟؟"
أومئت برأسها قائلة بخوف "أجل...."

"ربما عادوا الى المنزل....!!"

نهضت ريما عن السرير وتوجهت نحو النافذة لتلقي نظرة الى الخارج ثم قالت "شاحنة والدي ليست هنا يا ليندا....."
صوت تحطم زجاج.....امسكت كلتاهما ببعضهما البعض بخوف....ليندا بخوف "هل سمعتِ ذلك؟؟"
ابتلعت ريما ريقها قائلة بخوف "اخشى انه لص...." ثم اقتربت من الباب ببطئ شديد....فتحت الباب قليلاً لترى خيال احدهم يتحرك بالقرب من باب المبطخ....اغلقت الباب قائلة "انه بالمطبخ....لا بد انه لص..."
نظرت ليندا حولها باحثةً عن شيءٍ ما.....اقتربت من الخزانة وقامت بفتحها لتنظر بداخلها.....ثم قامت بفك تلك الخشبة التي كانت تحمل الثياب المعلقة واقتربت من ريما قائلة "لنستخدم هذه...."









اصطفت تلك الشاحنة امام ذلك المنزل الصغير لينزل منها كين والاخرون....ابتلع جون ريقه بخوف قائلاً "انها اخر مرة اركب بها مع كين....."
كين بهدوء "لو اننا انتظرنا انتهاء العاصفة لما عدنا الى هنا....." ثم التفت الى ساعة يده قائلاً "انها الثالثة صباحاً....." تلفت كين حوله لينتبه ان المكان مظلم....قال بتساؤل "هل التيار الكهربائي مقطوع؟؟"
نظر جون حوله قائلاً "يبدو ذلك....جميع المنازل انوارها مطفأة..."
توجه الجميع نحو باب المنزل....توقف كارل محدقاً بالباب....جون بتساؤل "ما الامر؟؟"
تحدث والده قائلاً "هل اضعت المفتاح؟؟"
التفت لهم كارل ليقول بخوف "انه...انه المقبض...."
نظر الجميع نحو مقبض الباب ليجدو القفل مكسور.....جون بقلق "ما هذا؟؟"
تذكر كين كلام ليندا بأخر اتصالٍ لهما عندما قالت انهما وحدهما بالمنزل....شد على قبضة يده قائلاً "سحقاً...." وضع يديه خلف ظهره ليخرج مسدسه من تحت ثيابه.....قال بحدة "تراجعوا للوراء...."

نظروا له ليحدقوا بذلك المسدس باندهاش....ركل كين الباب بقدمه ليتقدم بحذر شديد وهو مستعد لإطلاق النار....كان كلا من كارل و جون يتبعانه بحذر برفقة والدهما......سمع كين صوتاً قادماً من المطبخ حيث قال "سأقتلكما...."
اسرع بخطواته ليدخل الى هناك ليقف محدقاً باندهاش.....نظر كلاً من كارل وجون له باستغراب....انزل كين مسدسه وهو لا يزال ينظر الى الداخل باندهاش.....اقترب الاخرون والتفتوا الى المكان الذي كان كين يحدق به ليجدوا رجلاً ملقى على الارض على بطنه وقد كان مقيداً بالحبال بالكامل.....وكانت ليندا وريما جالستان فوقه....ضربته ليندا على رأسه بالعصا التي تحملها لتقول "سنرى من الذي سيقتل الاخر...."
ريما بغضب "لو انني امتلك مسدساً لأفرغته برأسك الفارغ هذا....."
كارل باستغراب "ما....ما الذي يحدث هنا؟؟"

التفتت كلتاهما نحوهم بعد ان انتبهوا على وجودهم....هتفت لين قائلة "لقد عاد كين اخيراً..." لتقفز بعدها من فوق ذلك الرجل راميةً تلك العصا بعشوائية لتسقط فوق رأسه....ركضت نحو كين وقامت بمعانقته قائلة "انا سعيدة لرؤيتك...."
بادلها كين العناق باستغراب قائلاً "ما الذي يحدث هنا؟؟"
تحدث ذلك الرجل الملقى على الارض قائلاً "ارجوكم خلصوني منهما....اقسم انني لن اسرق ثانيةً....خذوني الى مركز الشرطة...."
امسكت ريما بتلك العصا التي رمتها ليندا لتضربه على رأسه قائلة "لن تذهب بهذه السهولة....ستقوم بتنضيف الزجاج الذي حطمته وتمسح الارض التي اتسخت بسبب اقدامك...."

"سأفعل ما تريدينه....ولكن ارجوكم خلصوني منهما...."

تبادل الجميع النظرات باستغراب وهم لا يعلمون ماذا يقولون.....لين بتساؤل "كيف جئتم الى هنا والعاصفة لا تزال قوية؟؟"
كارل وهو يرتجف خوفاً بطريقة مضحكة "انه....انه كين المجنون....قاد الشاحنة بوسط هذه العاصفة وبسرعة....اقسم انني لن اركب معه ثانيةً..."
التفت كين له ليقول بحدة "من المجنون؟؟"
كارل بخوف "انه انا....انا...."
التفت كين الى ريما وذلك الرجل قائلاً "لقد وصلنا بالوقت المناسب حتى نخلص هذا الرجل من إيديهن...."
نفخت ريما وجنتيها قائلة "لن يخلصه احدٌ مني...."
جون بتساؤل "وكيف القيتم القبض عليه؟"
التفتت ريما الى ليندا قائلة "لولا شجاعة ليندا وجرأتها لما أمسكناه...."
نظر كين الى ليندا قائلاً "هل هذا صحيح؟؟"
أومئت برأسها قائلة "اجل...." ثم ابتعدت عنه قائلة "طبعاً بمساعدة ريما أيضاً...."
ربت كين على رأسها قائلاً "يبدو انكِ تعلمتي أشياء كثيرة وأنتِ برفقتنا...."
ابتسمت ليندا قائلة "بالطبع تعلمتُ منكم...."
التفت والد كارل الى كين قائلاً "بني....لماذا تحمل مسدساً...."
التفت كين الى مسدسه ليخبأه تحت ثيابه قائلاً "كـ مواطن في البلدة الجنوبية يجب ان يبقى هذا المسدس برفقتي...." ثم اكمل قائلاً "هل نأخذه الى مركز الشرطة؟؟"
كارل: "لم تتوقف العاصفة بعد....والسير من هنا الى المركز صعبٌ جداً...."
كين بابتسامة "انا سأقود السيارة....."
تحدث الجميع بخوف وبنفس الوقت "لا....ارجوك ليس انت...!!"
كين باستغراب "ولماذا؟؟"
التفت الجميع الى ريما القائلة "سنبقيه هنا....ونأخذه بالصباح...." ثم اكملت بحدة وهي تخاطب ذلك اللص "ولن تذهب قبل ان تنظف المكان...."
ابتلع ريقه قائلاً بخوف "امرك سيدتي..."










وفي اليوم التالي بعد ان تناول كين والاخرين الفطور توجه كلا من كارل وكين الى مركز الشرطة لتسليم ذلك اللص لهم......

نظرت ليندا من النافذة الى ذلك الثلج المتراكم على الارض ثم التفتت الى ريما قائلة
"حفلة خطوبتك بعد عدة أيام....كيف ستقيمين تلك الحفلة بهذا الطقس؟؟"
ريما بهدوء "لا تقلقي...سنقيم الحفلة في منزل خالتي...انه ليس بعيدٌ جداً كما انه اكبر من منزلنا...."
ابتسمت لين قائلة "هذا جيد...."
ريما بتساؤل "ماذا سترتدين في الحفلة؟؟"
حدقت ليندا بها للحظات لتقول بعدها "لا أعلم....لم اجلب معي ثياباً..."
حل الصمت بينهم للحظات الى ان قالت ريما "لا بأس سنجد حلاً...."









لنبتعد عن أجواء الريف متوجهين سويةً الى ذلك المبنى الضخم لنعبر ممراته الطويلة والكبيرة متوجهين الى احدى الغرف الخاصة.....على تلك الاريكة حيث كان مايكل مستلقياً عليها بتعب.....تنهد قائلاً "انا متعبٌ جداً...." اغمض عينيه ولكن سرعان ما فتحهما على ذلك الصوت القائل "مايكل....كنت ابحث عنك...."
مايكل بتعب "ما الامر اليكس؟؟"
جلست اليكس بجانبه على الاريكة قائلة "لا شيء...لم ارك في الكفتيريا تتناول الطعام مع الاخرين...."
اغمض عينيه قائلاً "لا أريد ان آكل...انا متعب جداً...."
وضعت رأسها على صدره قائلة "انت لم تأخذ قسطاً من الراحة منذ يومين.....يجب ان تأخذ إجازة....."
وضع يده على رأسها قائلاً "انا فقد أريد ان أنام....وسأكون بخير...."
اغمضت عينيها قائلة "لـ تنم اذاً...."
سرعان ما خيم الصمت على المكان.....ابتعدت اليكس عنه لتجده يغظ بنومٍ عميق.....احضرت بطانية و وضعتها عليه ثم انحنت الى مستواه لتطبع قبلة على وجنته قائلة "أحلامٌ سعيدة مايكل...."













امام باب المطبخ حيث كان كين واقفاً ينظر الى ليندا وريما وهما تتحدثان وتضحكان.....توجه الى تلك الغرفة حيث كان كارل جالساً هناك برفقة والده و والدته.....دخل قائلاً "ارجو المعذرة....اريد التحدث معكم..."
تحدث والد كارل "تفضل يا بني...."
جلس كين بجانب كارل...نهض كارل قائلاً "انا سأكون بالخارج..."
امسك كين بيده قائلاً "لا اجلس....اريد التحدث معك أيضاً..."
نظر كارل له باستغراب ليجلس بعدها.....حل الصمت بينهم للحظات والجميع يتبادلون النظرات.....التفت كين الى والد كارل قائلاً "سيدي....اخبرتني ليندا عنكم كثيراً وهي برفقتي لذلك رغبت بالتعرف عليكم....انتم عائلة طيبة جداً ورائعون.....وهذه المنطقة هادئة وسكانها أناسٌ طيبون....."
والد كارل بهدوء "شكراً لك بني....ولكن لما هذا الكلام؟؟؟"

"اخبرتكم ليندا اننا التقينا عن طريق الصدفة واننا نسكن في منزل مع مجموعة من الاصدقاء...."

تدخل كارل قائلاً "اجل اتذكر ان ليندا قالت هذا...حتى ذكرت انها تحبكم كثيراً...."
التفت كين له وقال "ولكن ما خبأته عنكم انها تسكن مع رجال الثعبان الاسود...."
حدق كلا من كارل و والده به باندهاش.....والدة كارل بتساؤل "وماذا يعني هذا الثعبان الاسود؟؟"
كارل بهدوء "الثعبان الاسود من أخطر العصابات واكثرهن شهرة في المنطقة الجنوبية....الكل يتحدث عنهم وعن قوتهم....يقولون ان رجالهم أقوياء جداً وان قائدهم بلا رحمة...."
تدخل كين قائلاً باستغراب "بلا رحمة؟؟" ثم اكمل بغضب طفيف "من الاحمق الذي قال انني بلا رحمة؟؟ اقسم انني سأقتله...."
نظرت له والدة كارل باستغراب قائلة "ماذا تقصد؟؟"
أشار كين بأصبعه الى نفسه قائلاً "هل أبدو لكم وحشاً وبلا رحمة؟؟ هل رأيتم مني شيئاً سيئاً؟؟"
كارل باندهاش "هل تعني انك......"
كتف كين يديه تحت صدره واغمض عينيه قائلاً "انا الثعبان الاسود....لا اعلم لما يخاف الجميع مني وهم لم يروني حتى...."
حدقوا به باندهاش....نظر كين لهم قائلاً "لا تقلقوا لن اتسبب بإيذائكم ابداً...."

نهض كارل من جانبه وهو ينظر له قائلاً "لهذا السبب تحمل مسدساً معك؟؟"
اخرج كين مسدسه من تحت ثيابه قائلاً "ااه هذا....انه لا شيء مقارنةً بأسلحتنا الاخرى....." ثم بدأ يلعب بمسدسه قائلاً "هذا اقل ما يمكنني ان احمله عند خروجي....." ثم وجهه نحو كارل قائلاً بحدة "والا ..... سأُقتل...."
وضعت والدة كارل يدها على صدرها قائلة بخوف "بني....دعه جانباً ارجوك...."
خبأ المسدس تحت ثيابه ثم قال "على كل حال....أريد ان ابقي ليندا عندكم لفترة من الزمن....ان لم يكن لديكم مانع..."
أومئ والد كارل برأسه قائلاً بارتباك "لا بأس بذلك....."
والدة كارل بتساؤل "ولماذا؟؟"
نهض كين عن الاريكة قائلاً "عذراً...ولكنني لن أجيبكم...." ثم توجه نحو الباب قائلاً "وإياكم....اخبارها عن ذلك...." ليخرج بعدها من تلك الغرفة.....
كارل بعدم تصديق
"إننا نستقبل مجرماً....في منزلنا...!!!"











امام باب ذلك القصر حيث دخل جيت لـ يتبعه وان ومارك الى الداخل....التفت جيت الى ساعة يده ليجدها تشير الى الثامنة مساءاً تنهد بأكئاب ليصعد تلك السلالم بهدوء....في تلك اللحظة كانت جودي قادمةً من ذلك الممر الطويل لتقابل وان و مارك....ابتسمت قائلة "أهلاً بعودتكم...." ولكن تلك الابتسامة لم تدم على شفتيها عندما نظرت الى مارك لتجد بعض الجروح والكدمات على وجهه.....قالت بقلق "ما الذي حدث لك...."
اشاح بوجهه الى الجهة الاخرى من غير ان يقول شيئاً....التفتت الى وان وقالت "ما الامر؟؟"
صعد وان السلالم قائلاً "ليس لدي رغبةً بالتحدث...."
نظرت جودي له باستغراب ثم التفتت الى مارك قائلة "يجب ان تطهر هذه الجروح...."
بدأ بالسير قائلاً "هذا ليس ضروري....." توقف عن السير عندما امسكت جودي بذراعه.....نظر لها لتقول بغضب طفيف "بل سأطهرها لك....." ثم بدأت بالسير حاثةً اياه على السير معها قائلة "انت احمق...."










على تلك السلالم حيث كانت كيندا تنزلها بسرعة لتسير عبر ذلك الممر الطويل وصولاً الى تلك الغرفة.....دخلت الى هناك بسرعة لتقول بتساؤل "هل وجدتها؟؟"
التفت جيت لها ليتنهد من غير ان يجيبها.....حدقت به للحظات لتقترب منه....جلست بجانبه على الاريكة قائلة "ماذا؟؟"
نظر لها قائلاً "انا اسف كيندا....ولكننا لم نجدها...."
حدقت به مطولاً....انزلت رأسها قائلة بحزن "هل حدث لها مكروه يا ترى؟؟...."
حدق بها جيت بحزن.....ربت على رأسها قائلاً "سنعاود البحث من جديد....سنجدها...."
التفتت اليه وقد امتلئت عيناها بالدموع "وماذا ان لم نجدها؟؟ ماذا لو حدث لها مكروه.....ماذا لو قتلوها؟؟"
ضمها الى صدره ومسح على رأسها قائلاً "لا يا كيندا....ستكون بخير وسنجدها...."


بالقرب من ذلك الباب.....حيث كانت ليليان واقفة تستمع لـ حديثهم....شدة على قبضة يدها لتبتعد من هناك بهدوء....











"اااه هذا مؤلم...."
جودي بهدوء "تستحق ذلك....لم يكن عليك ان تضربه...انظر ماذا فعل بوجهك....."
امسكت قطنةً بيضاء لتضع عليها بعضاً من المطهر لتمسح بعدها ذلك الجرح الموجود بالقرب من عينه...... مارك بألم "هذا مؤلم جداً....."
نظرت جودي الى عينيه قائلة "انت مثل الاطفال الصغار....."
حدق بها للحظات ليشيح بعدها بوجهه الى الجهة الاخرى..... امسكت بوجهه لتجبره على النظر لها....التفتت الى ذلك الجرح الموجود بالقرب من شفته....مررت اصابع يدها على ذلك الجرح بخفة قائلة "ولا بد ان هذه مؤلمة ايضاً...."
امسك مارك بيدها وقرب وجهه من وجهها قائلاً "سآرى ان كانت تؤلم ايضاً...." ليقوم بتقبيلها بعد ذلك.....حدقت بالفراغ باندهاش لتشتعل خجلاً.....ابعد شفتيه عن شفتيها ليضع يده على فمه قائلاً "سحقاً....حتى هذه مؤلمة...."
نظرت له باندهاش وقد احمر وجهها خجلاً....نهضت من جانبه وهي تحمل بيدها علبة الاسعاف الاولية لتبدأ بالسير وهي تقول بغضب ملئه الخجل "تستحق ذلك....." ثم التفتت له قائلة "انا حقاً اشفق على ذلك الشاب الذي ضربته...."

مارك بكل ثقة "لن يخرج من المشفى قبل أسبوع...."
نظرت له لترفع حاجبها باستنكار وهي تحدق به....مارك بتساؤل "ماذا؟؟ كان يستحق ذلك....." ثم اكمل قائلاً "اما ان تذهبي....او تعودي الى هنا لأكمل ما بدأته...."
حدقت به قائلة باستغراب "تكمل ما....." صمتت بعدها ليحمر وجهها خجلاً وقد فهمت ما قصده....تلفتت حولها بغضب شديد لتقع انظارها على تلك المزهرية الممتلئة بالماء وقد كان بها بعض من الزهور الذابلة....اقتربت منها لتأخذها لتتوجه الى مارك بسرعة لتقوم بسكب ذلك الماء على رأسه...اغمض مارك عينيه وقد ابتلت خصلات شعره و وجهه بالماء.....ابتسمت قائلة "اكمل ما بدأته لوحدك....."
لتخرج بعدها من تلك الغرفة.....رفع مارك خصلات شعره الامامية وهو يتنهد بغضب....امسك بأحدى الازهار التي كانت على رأسه وحدق بها ليقول بعدها بصوت مرتفع "لتكن الزهور حمراء في المرة القادمة..." ثم اكمل بتساؤل "كيف أكمل ما بدأته وحدي من دونك؟؟"
في تلك اللحظة دخل إيريك الى تلك الغرفة ليجد مارك مبتل بالماء....نظر الى السقف قائلاً "هل تمطر هنا؟؟"
نهض مارك وتوجه نحو الباب قائلاً "لا هذا بسبب غضب جودي...."
ليخرج بعدها....حدق إيريك به باستغراب ليرفع كتفيه بلامبالاة.....











ها هي الايام تمضي يوماً تلو الاخر..... جيت والاصدقاء الذين لم يتوقفوا عن البحث عن ساندي......كيندا اللتي اصبح قلقها يزداد في كل يوم, ولكنها لم تكن الوحيدة القلقة, فقد كان يوشيدا اشد قلقاً منها......كارل الذي اصبح يتجنب كين مؤخراً منذ ان عرف انه الثعبان الاسود لتصبح العلاقة بينهما متوترة....كين الذي اصبح كثير الشرود مؤخراً وهو لا ينفك عن التفكير بأمرٍ ما.....ريما التي لا استطيع ان اصف لكم مدى سعادتها باقتراب حفلة خطوبتها ,ليندا هي الاخرى كانت سعيدةٌٌ جداً لأجلها.....ولكن يبقى السؤال....هل ستستمر هذه السعادة؟؟

داخل تلك الغرفة....امام تلك الخزانة المفتوحة حيث كانت ريما تعبث بأثوابها.....قالت بملل
"لن اجد لكِ شيئاً مناسباً...."
تنهدت لين قائلة "لم يتبقى سوى عدة ساعات على الحفلة....ولن استطيع شراء ثوبٍ جديد...."
جلست ريما بجانب لين على السرير لتتنهدا باكتئاب.....التفتت لين الى ريما قائلة "اتذكرين ثوبي المخملي الذي تركته هنا؟؟"
حدقت ريما بها لتقول بعدها "اااااه اجل....."
ابتسمت كلتاهما لتقولان بنفس الوقت "لقد وجدناها...."

"ريما يا ابنتي....تعالي الى هنا انتِ وليندا...."

تبادلت كلاً منهما النظرات....."انها امي...."
ليندا بتساؤل "ما الامر يا ترى؟؟"
خرجت كلتاهما لتتوجهان الى حيث كانت والدة ريما.....
ريما بهدوء
"ما الامر أمي؟؟"
التفتت والدة ريما الى كين قائلة "كين...يريد...."
ابتسم كين قائلاً "تعالي الى هنا يا لين...."
اقتربت ليندا منه باستغراب....ابتعد كين عن الطاولة لتظهر لنا تلك العلبة البيضاء الكبيرة المغلفة بشريطة حمراء....لين بتساؤل "ما هذا؟؟"
كين بابتسامة "افتحيها...."
اقتربت ليندا وقامت بفتح العلبة.....حدقت بها باندهاش قائلة "انه جميل..."
كين بسعادة "سعيدٌ انه اعجبكِ....."
التفتت له قائلة "لي انا؟؟"
أومئ برأسه بمعنى أجل.....قامت بمعانقته قائلة "شكراً لك كين....." ثم اكملت بتساؤل "متى اشتريته.؟؟"
وضع كين يده على ظهرها قائلاً "منذ يومين...اعلم انكِ لا تملكين شيئاً لارتدائه في الحفل....."

بالقرب من ذلك الباب حيث كان كارل واقفاً ينظر لهما.....حدق بـ كين للحظات ليبتعد بعدها عن المكان....انتبهت ريما له لتسرع باللحاق به....
"كارل انتظر...."
ادار برأسه قائلاً "ماذا؟؟"

"اخبرني ما بك؟؟ اشعر ان هنالك شيئاً بينك وبين كين.....هل حدث شيء؟؟"

شد على قبضة يده قائلاً "اسمعيني يا ريما....ابعدي ليندا عن كين هذه الليلة...."
قالت باستغراب "لماذا؟؟"

"يريد الرحيل هذه الليلة....ولكن دون ان يأخذها معه, عديني بانكِ لن تخبريها عن ذلك..."

حدقت به باندهاش قائلة "لكن لماذا؟؟"











ها هي الساعة تشير الى السابعة مساءاً.....وقفت ريما امام ذلك الباب وقامت بطرقه قائلة "هل انتهيتِ يا ليندا...."
جاء صوت لين القائلة بتردد "أأ....اجل...."
فتحت ريما الباب ودخلت الى تلك الغرفة....حدقت بـ ليندا باندهاش.....كانت ترتدي فستاناً اسود اللون طويل بحمالاتٍ رفيعة مفتوحٌ من الخلف الى منتصف ظهرها ومزينٌ بطريقة جميلة عند الصدر.....ضيقٌ من عند صدرها الى خصرها وفضفاضٌ من الاسفل.....شريطةً حريرية فضية اللون توسطت خصرها.....رافعةً شعرها الذهبي بطريقة جميلة منزلةً خصلتان من شعرها على الجانب....
قالت ريما باندهاش
"تبدين رائعة...."
نظرت ليندا الى نفسها بالمرآة قائلة "حقاً.؟"
أومئت ريما برأسها قائلة "اجل...."
نظرت ليندا الى ريما التي كانت ترتدي فستاناً حريرياً احمر اللون طويل مفتوحٌ الى منتصف فخذها من الجانب الايسر رافعةً خصلات شعرها السوداء بطريقة جميلة.....
ابتسمت قائلة
"وانتِ تبدين مذهلة....."
حدقت بها ريما للحظات قبل ان تقول بتردد "لين....هل كين....هو الثعبان نفسه؟؟"
ليندا بهدوء "اجل...."

"كيف قبلتي العيش مع مجرم خطير مثله؟؟"

نظرت ليندا لها قائلة بغضب "كين ليس مجرماً....انه شابٌ رائع....انتِ لا تعلمين عنه شيئاً....بالرغم من انه قائد عصابة الثعبان الا انه طيب القلب...والجميع يحبونه...." انزلت رأسها قائلة "انا....انا احب كين...."
حدقت بها ريما للحظات لتبتسم قائلة "انا واثقةً من انه كما وصفتيه....اعتذر عما قلته..."
التفتت لين لها لتبتسم بعدها.......


بالقرب من ذلك الباب حيث كان كين واقفاً محدقاً بالفراغ باندهاش وقد سمع حديثهما.....ترددت اخر كلمات ليندا في ذهنه.....
"انا احب كين....احب كين....."
انزل رأسه وقد غطت خصلات شعره السوداء عينيه وشد على قبضة يده....اخذ نفساً عميقاً وتوجه الى تلك الغرفة....طرق الباب ودخل الى هناك قائلاً "الجميع بأنتــ......" توقف عن الكلام وهو ينظر الى ليندا باندهاش.....
"كم تبدين رائعة...."
انزلت لين رأسها قائلة بخجل "شكراً لك..."










داخل ذلك المنزل الريفي المكون من طابقين.....داخل احدى غرفه الكبيرة حيث اجتمع عددٌ من الناس يتحدثون و يضحكون....جالت ليندا بنظرها حول المكان قائلة "احتفالاتهم مختلفة عن احتفالاتنا....انها بسيطةٌ جداً...."
أومئ كين برأسه قائلاً "انتِ محقة....لكنها جميلة اليس كذلك؟؟"
نظرت ليندا الى ريما التي كانت تستقبل المدعوين مع والدتها والابتسامة لم تفارق وجهها.....ابتسمت قائلة "اجل انها كذلك...."
حدق كين بها للحظات ليبتسم بعدها.....نظرت ليندا الى الجميع وقد بدا عليهم السعادة البالغة.....التفت كين الى ساعة يده ليجدها تشير الى التاسعة.....نظر الى ليندا قائلاً "اترقصين معي؟؟"
التفتت له قائلة بتساؤل "اتعرف الرقص؟؟"
اومئ برأسه قائلاً بثقة "اجل....حتى انني بارعٌ جداً....."
ضيقت ليندا فتحت عينيها قائلة "لن تكون أبرع مني...."
كين بتحدي "هل أنتِ متأكدة؟؟"

"بل واثقة...."

مد يده قائلاً "لنرى ذلك الان...."
امسكت ليندا بيده ليتقدما الى منتصف الغرفة حيث كان هنالك بعض الاشخاص يرقصون.....امسك كين بيدها اليمنى واضعاً يده الاخرى على خصرها قائلاً "لن أقبل بالاخطاء..."
اغمضت لين عينيها قائلة "لستُ انا من يخطئ....."
ليبدئا بعدها بالرقص على تلك الالحان الموسيقية الجميلة.....كان كارل يراقبهما من بعيد....نظرت ريما لهما لتبتسم بعدها....حدق جميع المدعوين بهما وهما يرقصان.....كان رقصاً متقناً جميلاً......

"اين تعلما الرقص هكذا؟؟"

"هذه الخطوات صعبة جداً....."

"يبدو انهما من النبلاء....لا احد يتقن الرقص غيرهم...."


نظرت ليندا الى كين قائلة "انت حقاً بارع...."

"وانتِ كذلك...."

تلفت كين حوله قائلاً "يبدو ان حلبة الرقص قد خصصت لنا...."

نظرت لين الى الاخرين لتجدهم يحدقون بهما.....قالت بخجل "الا يوجد غيرنا هنا حتى يحدقون بنا؟؟"
ضحك كين بخفة.....انتهت تلك الموسيقى ليتوقفا عن الرقص لتتعالى اصوات الاعجاب والتصفيق من حولهما....انحنا كلاهما للحضور ليتوجهان الى تلك الطاولة القريبة من النافذة....
لين بسعادة
"انت حقاً بارع...."
كين بغرور "بالطبع انا كذلك....."

اقتربت ريما منهما قائلة "انتما الاثنان يجب ان تغادرا....لقد خطفتما الاضواء منا...."
ضحك كلاً منهما بخفة....اكملت ريما قائلة "تعالي معي يا ليندا..سأعرفك على صديقاتي...."
أومئت لين برأسها قائلة "انا قادمة....."

ابتعدت ريما عنهما متوجهةً الى مكانٍ اخر....خطت ليندا بضع خطوات مبتعدةً عن كين الا انه اوقفها عندما امسك بيدها ليسحبها نحوه معانقاً اياها بقوة.....حدقت ليندا بالفراغ باستغراب....كين بهدوء "ليندا عديني بأنكِ لن توقعي نفسكِ بالمشاكل...."
ليندا باستغراب "اعدك....ولكن لماذا؟؟"
ابتعد كين عنها قائلاً "لكي أبقى مطمئناً عليكِ دائماً حتى ان رحلت..."
حدقت به للحظات ثم قالت "لما تقول ذلك؟؟ وكأننا لن نلتقي مجدداً...."
ضحك كين قائلاً "ومن قال ذلك؟؟ انا فقد اريد ان أتأكد بأن ليندا ستبقى مطيعةً دوماً...."
نفخت وجنتيها قائلة بتجهم "انت احمق...."
التفتت ليندا الى ريما قائلة "سأذهب الى ريما...." لتسير مبتعدةً عنه.....راقبها كين وهي تبتعد.....قال بنفسه "انا اسف....سامحيني...." ليخرج بعدها من ذلك المكان.....وقف امام ذلك المنزل والقى نظرة عليه قائلاً "وداعاً ليندا...."











داخل تلك الغرفة حيث كان كين يجمع بأغراضه.....ارتدى معطفه الاسود الطويل ليحمل بعدها حقيبته......القى نظرة على السرير الذي كانت تنام عليه ليندا ليبتسم بعدها.....خرج من هناك متوجهاً الى الباب قاصداً الرحيل.....توقف عندما رآى كارل واقفاً عند الباب مكتفاً يديه تحت صدره.....
"قررت الرحيل اذاً....."
كين بهدوء "كان ذلك قراري منذ البداية...."
تابع كين سيره قائلاً "فلتكن عند وعدك يا كارل....."
ابتسم كارل قائلاً "لا تقلق....."
التفت كين له وهو يبتسم ليتابع سيره قائلاً "وداعاً...."
راقبه كارل وهو يبتعد ليتنهد بعدها قائلاً "كم انت قاسي القلب....ستتآلم كثيراً ايها الاحمق...."










لنتوجه الى ذلك الحفل.....الى حيث كانت ليندا واقفةً مع ريما وصديقاتها اللواتي لم يتوقفن عن ابداء اعجابهن بـ ليندا.....
ليندا بخجل
"شكراً لكم...."

"انتِ حقاً لطيفة....."

ابتسمت ليندا بخجل.....امسكت احداهن بيدها اليمنى قائلة "تعالي وانضمي معنا....الفتيات يرقصن هناك....." في تلك اللحظة سقط ذلك السوار الذي كانت تضعه حول معصمها ليقع ارضاً.....التفتت ليندا الى الارض.....
قالت تلك الفتاة باعتذار
"اااه انا اسفة....."
انحنت ليندا لتلتقطه عن الارض....التفتت الى تلك الفتاة قائلة "ليس خطأك....سقطت لوحدها...."
حدقت به قليلاً.....وضعت يدها على عنقها....تحسست عنقها قائلة "اين عقدي؟؟؟...." لتتذكر بعدها انها تركته على المنضدة الموجودة في غرفتها.....تلفتت حولها باحثةً عن كين.....قالت بتساؤل "اين ذهب؟؟"
بدأت بالتجول بين الحضور باحثةً عنه.....وقفت امام النافذة والتفتت الى السماء الممتلئة بالغيوم.....ثم التفتت الى ذلك السوار الذي كانت تحمله بيدها....ضمت يدها الى صدرها قائلة "اين ذهبت يا كين؟؟"










BRB
لاحد يرد
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

















رد مع اقتباس