عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 02-28-2013, 02:18 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_14139094023593441.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



(((عيناك عذابي...............))))


(( الفصل السادس))

( الخــــداع )


استغرقت دانييل في التحضير لحفلة ميلاد ميا السرية لكن ذلك أسعدها وملأ أوقات الفراغ التي كانت تشعر بها ,,,والأهم من ذلك جعلها تنسى المشاعر الغريبة تجاه رايان ,,,لم تشعر بهذه المشاعر طوال حياتها ,,إنها مزيج من الخوف والارتباك والاضطراب ,,طوال حياتها كانت تتعامل مع مختلف الأشخاص من خلال عملها ,,فقد صادفت كل أنواع الآباء والأمهات ,,منهم المتطلب والمهتم والمخيف والمثير للإضطراب والمتكاسل ,وتعاملت مع كل منهم فحاولت أن تلبي طلبات ذلك المتطلب لكن ليس إلى الحد الذي يجعله يتدخل في عملها بل وضعت له الحدود لتطلبه وطمأنت المهتم ووقفت في وجه المخيف ,فلماذا يصيبها الارتباك كلما رأته ؟؟أهو بسبب تلك العينان التي تطل منهما المودة والدفء ....غريب كيف أنها عندما رأته لأول مرة ظنت أنها باردتين لأنها رأت البرودة فيهما تلك الليلة عند الشرفة عندما أخذت تثرثر عن تلك المرأة التي استغلته كما قال ...
من هي يا ترى ؟أهي مميزة بالنسبة إليه ؟؟لابد أنها كذلك
وإلا لما بقي مريرا إلى الآن!!!لابد أنه أحبها كثيرا
ليصاب بخيبة الأمل هذه !!!
استحمت دانيل بعد أن ركضت قليلا في الصباح ثم جلست عند ضفة البحر لتشاهد الشروق ...فهي دائما تقوم بالهرولة ..لأنها تجعلها تشعر بالانتعاش ...أخذت تنظر إلى ثيابها المعلقة في خزانتها . كانت قد جلبت ثلاثة فساتين بسيطة إلى جانب فستان السهرة الذي أصرت جيسيكا على أخذه .
لقد أصيبت بالملل من تلك التنانير الطويلة وسراويل الجينز ..سترتدي شيئا مختلفا اليوم ,ذلك لأن مزاجها كان ضبابيا ولاتعرف لماذا ؟ والأكثر أهمية هو بسبب نظرات تلك المرأة لها ,,مديرة كايت في العمل التي أتت لتزور والدها ,لقد كانت جميلة جدا بذلك الثوب الأسود الصوفي الذي كانت متأكدة من أنه من إحدى الماركات العالمية ,قد تكون من سان لوران أو ديور ..
ضحكت باستخفاف ..لقد رأتها تلك المرأة في أسوأ حالاتها فقد كانت ترتدي بنطالا عاليا يصلح لطفل صغير أكثر منه لامرأة راشدة لونه كحلي ولبست تحته بلوزة خضراء بلون العشب وقد كانت تمشي بجوار المنزل حين هطل المطر فجأة فركضت نحو المنزل لكن بلا فائدة فقد التصق الوحل في بنطالها ووصل الى كاحلها وعندما دخلت المنزل وجدت تلك المرأة الأنيقة الجذابة التي تجلس بكل وقار مع رايان في غرفة الجلوس فنظرت الى دانييل بعبوس وكأن دانييل آتية من المريخ لكنها لاتلومها ,,,
لكن الذي أغضب دانييل حقا هي نظرات الدهشة والازدراء من رايان ...فليذهب الى الجحيم ذلك الأبله ,انها لاتهتم به ولابرأيه ,لابد أنه يراها كالفأرة المبللة بشعرها المبلل وثيابها المتسخة
كانت تلك المرأة تجلس مع والدها ومع مورا ورايان في غرفة الجلوس وكان اسمها كلوديت ماننغ ,لقد ذكرت كايت
هذا الاسم في أول يوم لها في البيت
عندما استحمت ولبست تنورة طويلة رمادية وبلوزة صفراء وسرحت شعرها وتركته منسدلا ذلك اليوم ,دخلت على كايت في المطبخ مع روزيتا وقد كانت غاضبة ..
ألقت دانييل التحية وهي تجلس على احدى الكراسي
(مابك ؟تبدين غاضبة)
( تلك الأفعى المنافقة ,إنها تثير غضبي )
اكلت دانييل قطعة من كعك روزيتا اللذيذ وقال
(لماذا ؟ماذا فعلت لك ؟
قالت كايت وهي ترتب أكواب القهوة مع روزيتا بعصبية في صينية (إنها تدعي الطيبة بمجيئها لزيارة عمي جوناثان )
صمتت ثم قالت بسخرية (كلنا نعرف لماذا هي هنا )
ثم تنهدت متابعة (ما عداه )
أحست دانييل بشيء غريب (ماذا تقصدين؟)
دفعها الفضولالى السؤال ,قالت كايت بهمس
( إنها تقوم بهذه المناورات لتحصل على اهتمام رايان )
تابعت ( والذي يبدو غير مدرك لهذه الاهتمامات التي تقذفها اليه)
أخذت روزيتا الصينية من كايت بهدوء وخرجت من المطبخ فأكملت كايت ( ذلك اليوم أخذت تقول بأنها تحب ايرلندا وتحب الشعب الايرلندي أمام رايان ثم نظرت اليه
بكل وقاحة نظرات كلها هيام وحب )
صرخت كايت (آآه كم أكرهها ..أقسم أنه لو لم تكن مديرتي لقتلتها
ضحكت دانييل ضحكة خفيفة لكنها في داخلها تشعر بالاختناق ..أحست وكأن أحدهم يقبض على صدرها ..لماذا تنتابها هذه الأحاسيس ؟وماذا لو كانت تلك المرأة الجميلة والجذابة معجبة برايان ؟أو حتى تحبه ؟نعم ماذا لو كانت كذلك ؟ إنها لاتهتم ..لكنها فجأة أحست برجفة وهي ترفع كوب العصير فوضعته لئلا تلاحظ كايت ذلك ..ازدردت ريقها وقالت بصوت مبحوح عندما لاحظت أن كايت كانت تنتظر تعليق (إنها جميلة جدا)
أطلقت كايت صرخة احتجاج (عندما تقوم بمسح ذلك الماكياج عن وجهها ستصبح مثل الغول ) ضحكت دانييل (إنك تبالغين !)
عندها دخلت روزيتا لتقول بأن مورا تريدهم في غرفة الجلوس ,انضمت دانييل اليهم مع كايت وما ان دخلت حتى أحست بكره بالغ تجاه تلك المرأة الجالسة بكل ارتياح بجانب رايان الذي كان مستمتعا بتلك الجلسة ..

لايبدو عليه الضيق من تلك المرأة .. هل هو معجب بها وفجأة طرأت على بالها فكرة هل هو يظهر عدم المبالاة ليخفي إعجابه بكلوديت أو كلوي كما تحب أن يسموها ؟
؟في أعماقها أحست بالغضب لسبب لاتعرفه ..
وضحكت بسخرية في نفسها ..لقد كان هناك امرأة لايكن لها رايان كل الحقد بسبب تلك التي خانته ..
كا ن من الممكن أن تعجب بتلك المرأة لولا أنها تكثر من الكلام عن نفسها وهذا ما تكرهه دانييل فهي ليستمن ذلك النوع ..ورأت أن كايت تبالغ عندما قالت أن كلوي تضع كثيرا من مستحضرات التجميل وتخيلتها بدون الماكياج ,ولابد أنها ستبدو جميلة بعينيها الزرقاوين وشعرها الأشقر النحاسي ,,سمعت كلوي تقول لها ( لقد سمعت بأنك معلمة موسيقى متخرجة من جوليارد )
كانت قد قالت هذا بالاسبانية فضحكت وقالت (اعذروني ,لازلت متعودة على اللغة الاسبانية ..فقد كنت هناك منذ أشهر)
قالت دانييل بنفس اللغة ( ما سمعته صحيح يا عزيزتي !)
فقد درستها في الكلية
التفت اليها كل الموجودين في الغرفة وقال والدها
(لم أكن أعرف بأنك تتكلمين الاسبانية يا نيل )
فقالت دانييل في نفسها بحسرة *أنى لك أن تعرف يا أبي ؟*
هزت دانييل كتفيها بخفة (تعلمتها في الكلية وأنا أقوم بممارستها مع جيسيكا صديقتي الاسبانية )
قالت مورا (هذا جميل ,أليس كذلك يا كلوي ؟حتى أن لكنتك
جميلة وقوية يا نيل )
ردت كلوي ببرود (أجل ,جميل جدا )
قالت كايت وهي سعيدة جدا بخيبة كلوي (رايان يعرف اللغة جيدا )
لم تستطع دانييل أن تنظر الى رايان لترى دهشته ..فلسبب ما كانت تريده أن يندهش من معرفتها ..فنظرت الى كايت( هذا رائع )
فنظرت الى ساعتها مرتبكة بسبب صمت رايان وقالت كاذبة
(يجب أن أذهب ,لدي ما أقوم به من أجل حفلة ميلاد ميا ,سررت بمعرفتك يا كلوي )
قالت كلوي ببرودة ( أنا أيضا ) اصطدمت عينا دانييل بعيني رايان التي كان فيها تعبير غريب لم تعرفه . عندما خرجت ,كانت دقات قلبها مسرعة وكأنها كانت تركض لساعات فأخذت نفسا عميقا وأكملت طريقها ..
تذكرت دانييل كل هذا وهي ترتدي فتانها العشبي المزين بورود حمراء برتقالية ذو أكمام قصيرة .زثم نزلت الى المطبخ حيث سمعت أصواتا تتردد في الردهة ,كان صوتا أنثويا يقابله صوت عميق دافئ ..لابد أنه والدها ومورا فدخلت سعيدة ووجهها ينضح نضارة وقالت (صباح الخير) لكن صوتها اختفى عندما رأته جالسا في قميص أبيض ناصع وبنطال أسود ولم تنتبه الى مورا التي قالت بإعجاب (عزيزتي ,تبدين جميلة جدا ,أليس كذلك يا رايان ؟) فنظر اليها بتعبير جامد لثوان معدودة وقال
(تبدين مختلفة يا داني ) ثم عاد يشرب من قهوته ..
وجدت أن هذا أقصى ما سيخرج منه فهو لايريد أن تشك عمته في الخلاف الذي بينهما وأيضا عرفت بأنه يسميها داني لاعتقاده أن هذا الاسم يلائمها أكثر من نيل فقد قال عندما سألته كايت
(لماذا تسميها داني ؟)
(لماذا ؟هل تستاء من هذا الاسم ؟لأنه على حسب قول صديقها هذا الاسم يناسبها أكثر ) دهشت من تذكره لما قالته عندما سألتها كايت ماهو الاسم الذي تفل أن تناديه به
لكنها تعرف أنه لا يقصد بهذا اهتماما بل ليراقبها ..
رجعت الى الواقع وقالت ( شكرا عمتي ) ثم قالت وهي تجلس بعيدا عن رايان (وشكرا لك يا رايان )
ثم سألت مورا وهي تصب بعض العصير لها وقد لاحظت أن مورا تعد صينية لوالدها ( هل استيقظ والدي ؟)
(نعم عزيزتي .إنه يستيقظ عندما تخرجين للهرولة كل صباح )
أحست دانييل بالذنب ( إنني آسفة .لم أقصد أن أثير الضجة )
لوحت مورا بيدها بالهواء قائلة ( لا ,يا عزيزتي إنك لا تثيرين الضجة لكن والدك تعود أن يأخذ دواءه في هذا الموعد )
(هذا جيد فقد ظننت أني أيقظت الجميع ) ومدت يدها الى صينية الخبز في الوقت الذي كا ن رايان يأخذ قطعة فاصطدمت اليدان ..فأحست دانييل بحرارة تصعد الى ذراعها حتى استقرت في أولى فقرات عمودها الفقري وارتفعت الحمرة في وجنتيها فتمتمت
( آسفة )وأبعدت يدها عندما أخذ رايان قطعة
(صباح الخير ) قالت كايت وهي تدخل الى المطبخ بصوت ناعس وآثار النوم لازالت ظاهرة على وجهها ردوا التحية فقالت
( فيم كنتم تتحدثون ؟)
قالت مورا (عن دانييل ورياضتها الصباحية فهي نشيطة
وليست مثلك ...)
( من الذي سيقدر على مزاولة الرياضة في الصباح الباكر ؟بالنسبة الي أفضل النوم بدلا من ذلك )
ضحك الجميع ثم قال رايان
( إنك كسولة ,أتساءل مالذي رآه جيمي فيك ليتزوجك ؟)
عبست كايت مما أضحك دانييل ومورا وقالت كايت
( لقد رأى جوهري الداخلي ..) فابتسم رايان بخبث فلم تعره كايت أي اهتمام وبدلا من ذلك قالت لدانييل ( ولكني أحسدك فعلا يا نيل ,كيف تقدرين على ذلك ولاتفوتين يوما واحدا ؟)
فتدخل رايان ( ربما هي تفعل ذلك من أجل شخص ما ؟)
فقالت دانييل (مالذي تقصده؟)
(قد تكونين تقومين بالرياضة إرضاء لصديقك الحميم ؟!)
قال بمكر ..ابتسمت دانييل ابتسامة خالية من أي تعبير ( أنا لاأفعل ذلك من أجل شخص ما ,أقوم بذلك من أجلي ,,من أجل صحتي .)
قال رايان بتحدي (أهذه طريقتك الحزينة للقول أنك وحيدة وليس لديك صديق مميز؟)
(رايان !) كانت هذه الصرخة التأنيبية من مورا وكايت ,نظرت دانييل الى ذلك الذي ينظر الى أعماق عينيها ولم يهتم بالمرأتين نظرات تبحث عن شيء لم تعرفه دانييل فبادلته النظرة بثقة وقالت (لست من ذلك النوع أبدا ..ولعلمك أنا لست بائسة ووحيدة ..فلدي العديد من الأصدقاء اللذين أعتبرهم عائلتي ..) صمتت ثم تابعت (وأنا أشمئز من أولئك اللذين يقولون بأن المرأة يجب أن تكون مرتبطة برجل لتشعر بالأمان والحماية ..فبضع دروس في الكاراتيه والدفاع عن النفس ستضمن لك ذلك ) لقد كانت غاضبة من هذا الرجل الذي يحملق بها ساخرا منها بكل جرأة فلم تهتم بالحاضرين أو تراعي التهذيب أمامهم ..
( إنك تشبهين أمك في هذه اللحظة !) رفرف جفنيها قبل أن يستقرا على والدها عند باب المطبخ وقد بدا بخير وبصحة جيدة ..لكنها قطبت حاجبيها عندما سمعت ما قاله ولم يلاحظ ذلك أحد كما اعتقدت لكن رايان لاحظ ذلك الوجه المتوهج تحت الأشعة المنسابة من نافذة المطبخ لتضفي شيئا رائعا على وجهها ,لم يشعر رايان بالارتياح من هذه المشاعر التي تنتابه فهذه المرة الثانية التي يشعر فيها بذلك ..لحسن حظه لم يلاحظ أحد ذلك التعبير المتأمل على وجهه ,فقد كانوا يصبون اهتمامهم على جوناثان الذي دخل الى المطبخ ثم جلس على كرسي بجانب ابنته وسمع عمته تعنف زوجها قائلة ( من المفترض أن تكون في الفراش ,كنت على وشك أن آتيك بالفطور في الغرفة ..)
قال والدها بعبوس (لقد مللت من الجلوس في تلك الغرفة والجدران تحيط بي من كل جانب )
ابتسمت دانييل (من المفترض أن تدلل نفسك يا أبي بهذا الاهتمام الذي يحيط بك )
ردت مورا بجدية واستياء من زوجها (لطالما كان والدك مريضا صعبا ) فرد جوناثان معترضا(كلا ,لست كذلك )
(أحقا ؟ وعصيان أوامر الطبيب بأخذ الأدوية ,ماذا تسمي ذلك ؟)
أخذت دانييل تضحك لمرأى والدها محاصر باتهامات مورا ,فقد كان عابسا ومستاء كالطفل (هذا غير صحيح..رايان؟؟!) استنجد والدها برايان الذي أضاءت وجهه ابتسامة جميلة
كما هي حاله عند حضور والدها
..غريبة هي هذه العلاقة التي تربط بين والدها ورايان ,,كأنهما صديقين بل إنها كعلاقة الأب والابن ,,ووالدها لايعدو أن يكون زوج عمته والسؤال الأكثر غموضا هو كيف أتى رايان وأخته ليعيشوا مع عمتهم وزوجها ؟وأين والديهم ؟هناك شيء غريب ..
انتبهت الى أن رايان نهض من كرسيه وهو يقول لوالدها مازحا (أنت بمفردك يا جوناثان فأنا لاأقدر أن أفوز في جدال مع عمتي )
ضحكت دانييل ,لم تكن تعرف أنه يقدر على المزاح فلطالما ظنته متحجر وثقيل الظل ..إن هذا الرجل ملئ بالغموض والأسرار والأسوأ من هذا هو أنه يثير فضولها ..وأيضا هناك شيء فيه يثير مشاعرها ,إنها لاتعرف ما هو هذا الشعور فهي لم تشعر بهذه الأحاسيس في حياتها وهي لاتريد أن تحس به لأنه يهدد شعورها بالاستقرار والطمأنينة ..
أخذت تقلب الطعام في صحنها وقد أصابها فقدان شهية مفاجئ بسبب التوتر الذي هاجمها بسبب أفكارها الغبية ..
(أين ستذهب ؟) كان ذلك والدها ,يسأل رايان عندما رآه ذاهبا
(لدي أشياء أقوم بها ..) قال رايان وهو يرتدي سترته السوداء على قميصه الناصع البياض والتي تتماثل
في سوادها مع بنطاله الأسود ..
( وماهي هذه الأشياء ؟ لقد قلت بأنك أخذت عطلة لمدة أسبوع من العمل في المستشفى ..) قالت مورا بغضب ,إنه يرهق نفسه بذلك العمل ..
قطب رايان حاجبيه ,إنه لايريد أن يسمع هذه المناقشة من عمته فحاول أن يبسط أساريره فقال (بقي لدي الشركة يا عمتي ,هل نسيت ؟أراكم لاحقا ) ثم خرج تاركا دانييل في دوامة منذ أن سمعت كلامه ثم أغمضت عينيها ..يا للهول إنه في عطلة من المستشفى ,هذا يعني أنه سيكون في المنزل معظم الأوقات ..صحيح أنه سيذهب الى الشركة لكنه لايأخذ وقتا طويلا هناك ..فهي وبدون أن تدرك أصبحت تعرف مواعيد دخوله وخروجه من المنزل ولكن لماذا يوترها هذا فهي لاتهتم ما اذا كان سيبقى في البيت أم لا..صحيح؟
لكنها لم تصدق ذلك الكلام الذي تحاول إقناع نفسها به ..فرايان ولسبب ما يسكنها ويثير خوفها ليس فقط بسبب كلامه الغير منطقي بل لسبب لاتريد الاعتراف به ..
(داني !) أجفلت من ذلك الصوت العميق والذي جعل قلبها يتخبط في مكانه لعودة الشخص الذي تفكر فيه ولمرأى تلك الجاذبية والرجولة التي كانت تفيض منه
..أحست بأنها سوف تبكي لأفكارها تلك ..
قال مقطب الحاجبين (اتصال لك)
(لي أنا ؟؟؟) سألت بغباء ,,لكنها لم تسمع صوت الهاتف يرن.وكيف تسمعينه وأنت مستغرقة في أفكارك الحمقاء رددت في نفسها ..
قال بجمود (قال أن اسمه ترافيس )
(ترافيس !) صاحت بفرحة جعلت وجهها يشع فلم تلاحظ العبوس الذي لاح على وجه رايان ونهضت عندما سأل والدها ( من هو ترافيس؟)
(انه صديقي ) ردت وهي تخرج من المطبخ وحبست أنفاسها وهي تمر من جانب رايان تلقائيا ,,أخذ رايان ينظر اليها وهي تقطع الردهة وشعرها يتطاير بفعل الهواء من سرعتها .
سمع ضحكة أعادته الى الوقع
صدرت من جوناثان الذي قال(يبدو انه مميز)
خرج من المطبخ وهو يشعر بغضب غير مبرر ,مر بغرفة الجلوس وسمع صوتها السعيد وهي تتحدث مع المدعو ترافيس وسمعها تسأل عن أشخاص آخرين ,,جيسيكا وتشارلي وستيلا وجوزيف ...من هؤلاء أهم أصدقاؤها ولماذا ترافيس الوحيد الذي يتصل بها لابد أنه صديق مميز ,,نظر الى نفسه في مرآة غرفته وهو مستغرق التفكير في هذه المرأة ,ارتد بصره الى الساعة المعلقة على الحائط وشتم غباءه فقد ضاعت عشر دقائق وهو يفكر في هذه الحمقاء ,أخذ يبحث عن حقيبته لكنه لم يجدها وضاعت عشر دقائق أخرى تمتم غاضبا (أين هذه الحقيبة بحق الله ؟) عندها تذكر أنه وضعها في غرفة الجلوس *أيها الأحمق* ونزل الدرجات مسرعا وكاد أن يصطدم بدانييل عند غرفة الجلوس لولا أنها قالت بحدة (انتبه!) فنظر إليها ..كان قريبا منها لدرجة أنه رأى ما يشابه الشامة بالقرب من أذنها ..ثم انتقل الى عينيها الخضراوين اللتين تلمع بشدة ..أهو الغضب ؟لكن لا ..لقد رآها وهي غاضبة ولم تكن عينيها هكذا ..لابد أنه بسبب المدعو ترافيس ثم عاد غضبه المجهول يتأجج ..فأخذ يحاول تهدئة نفسه فأخذ نفسا عميقا لكنه أخطأ في ذلك اذ استنشق عطرا جميلا هو مزيج من اللافندر والتوت البري التي تغلغلت في أعماقه فاجتاحته شحنة كهربائية ..عندها تراجعت دانييل الى الوراء لتسمح له بالدخول ..فلاحظ حركتها الرشيقة *كفى * قال لنفسه ..
قالت ببرود وصلابة ..(حسنا ,هل ستمشي أم أمشي أنا ؟)
اشتعل غضبه من كلامها ومن نفسه ,لأنه شرع في تأملها ولابد أنها لاحظت ذلك ,,لابد أنه بدا كالأحمق
فقال ليرد اعتداده بنفسه (بإمكاني البقاء مكاني ان أردت )
(سوف يسبب لي هذا مشكلة )
قال بسخرية (أحقا؟) ثم صمت وتابع (اذن سأبقى هنا بالتأكيد فأنا لاأمانع في أن أسبب لك مشكلة ) ابتسم متهكما ليزيد غضبها ..
قالت غاضبة (من الأفضل لك أن تبتعد قبل أن أرفسك لأني لست في مزاج لتقبل تهكمك الأرعن ) ثم مرت من جانبه تخرج من الغرفة ..ماذا أصابها ؟لم هي غاضبة بهذا الشكل ؟حسنا لطالما كانت تغضب عندما تكون برفقته لكن ليس لدرجة أن تضربه ؟مابها؟ كان يفكر بذلك وهو يقود سيارته الجيب الرمادية من نوع شيفروليه الى شركة الأدوية ..إنه يذكر عندما استلم العمل في الشركة منذ حوالي السنة وتسعة أشهر ..كان ذلك بعد تلك الحادثة المؤسفة والتي قلبت حياته رأسا على عقب بدءا من ذلك اليوم الذي التقى فيه صاحبة الجمال الطفولي والتي اكتشف فيما بعد أنها أفعى سامة ..فخلف مظهرها الطفولي يكمن شر خالص .
.كان اسمها صوفيا لورمير .
(صوفيا لورمير !) صرخ رايان ذلك اليوم في غرفة الانتظار المزدحمة في قسم الطوارئ الذي يعمل به مناديا على المريض الذي سيتولى علاجه ,كان في ذلك الوقت في الثامنة والعشرين من عمره سعيد بما أنجزه خلال سنوات توظيفه في مستشفى ميرسي*الرحمة* كطبيب مقيم في غرفة الطوارئ ,لكنه لم يكن يعرف بأن ذلك اللقاء سيأتي بأشياءلم يحلم بها رايان في أسوأ كوابيسه .
ظهرت أمامه وهي تعرج بكل براءة ودلال ..لم يلحظ هو تلك الحركات في البدء إلا عندما أخذت تطلق الملاحظة بشأنه أولا حول كفاءته وكيف أنه استطاع تشخيص ما بها ,ضحك رايان ذلك اليوم وقال (إن طالب في كلية الطب سيعرف أنه مجرد التواء بسيط .هذا ليس بالشيء الكبير يا آنسة )
فقالت وعيناها البنيتان تحملقان بكل إعجاب فيه (أرجوك نادني صوفيا ,إنك صاحب أجمل ابتسامة في هذا العالم)
وغيره من تلك المجاملات لدرجة أن الممرضات لاحظن ذلك ..
فقال رايان وقد أحس بالدهشة من جرأتها (هذا من لطفك) فقد وضع قاعدة لنفسه بألا يتورط مع أي مريضة يعالجها ..وهذه الفتاة تتضمن القاعدة مع أن رايان رآها جميلة ..
قال لها وهو ينهي ربط قدمها الصغير (عودي اذا آلمتك أكثر ,اتفقنا ؟) وكتب في وصفتها القليل من المسكنات
وياليته لم يقل هذا لأن تلك الحمقاء فسرتها كدعوة ,وما ان جاء اليوم التالي حتى وجدها أمامه مبتسمة إحدى ابتساماتها التي أطلقتها مساء البارحة فظن رايان أن قدمها تؤلمها
(هل تؤلمك قدمك؟) هزت كتفيها بنعومة (قليلا فقط )
عندما أعاد ربطها (سوف تشفى خلال أيام ..أتمنى ألا أراك )
قاطعته وقطبت حاجبيها وأوشكت على البكاء (لماذا ؟لابد أنني مزعجة ) كانت ممثلة بارعة جدا
(لا! لم أقصد ذلك بل أقصد بأني أتمنى أن لا تصابي بأذى فتأتين الينا ) قالت( لاتقلق ,ستراني كثيرا خارج المشفى ) كانت واثقة جدا
في نفس الليلة كان رايان قد أنهى مناوبته في الثامنة مساء فاتجه الى سيارته فوجدها هناك تنتظره فأحس رايان بالغرابة
(ماذا تفعلين هنا؟)
(كنت أريد أن أدعوك الى عشاء بسيط كعربون شكر
هذا ان لم تكن مشغولا )
(ليس هناك من داع ,,حقا يا صوفيا )
(أعرف ذلك ولكني لاأحب أن أتناول العشاء بمفردي لكن يبدو أنك مشغول .سأتركك ,لابد أن صديقتك تنتظرك الى اللقاء )
وابتعدت قليلا تبدو مجروحة ووحيدة ,,
فكر رايان واتخذ قرارا قلب حياته (انتظري ,صوفيا )
توقفت واستدارت (نعم؟؟)
(سأذهب معك)
أخذت تقول (ليس هناك داع لذلك حقا ,فصديقتك ...)
قاطعها (ليس لدي صديقة ..فلنذهب )
توالت الأيام وأخذ يخرج معها معظم الوقت ..كانت حقا فتاة جيدة ,كانت محدثة رائعة إلا أنه لم يكتشف حقيقتها إلا عندما لاحظ المسكنات التي تطلبها وفي فترات قصيرة ..ذات يوم طلبت منه أن يعطيها بعض المسكنات م المستشفى فرفض وقال ( ألم أصرف لك شريط قبل يومين لصداع رأسك وقبلها لألم معدتك ؟)
تغير وجهها وأصبح مسودا وأصبحت عصبية لدرجة فظيعة
(هل تقوم بعد الحبوب التي تعطيني اياها ؟)
فشعر رايان أنها تعاني من مشكلة بل متأكد من ذلك وتحتاج الى المساعدة فقال بهدوء ( صوفيا ,هل تعانين من مشكلة التحكم في نفسك بشأن المسكنات ؟)
فدفعته بعيدا بقوة وقالت بوحشية ( لاتبدأ بالكلام كأحد المستشارين النفسيين )
(دعيني أساعدك ..أستطيع مساعدتك ..) قال متوسلا ,فقد أحس بأنها ضعيفة ولا تستحق أن يحصل لها هذا بل لايصلح
أن يحصل لها أو لأي شخص آخر ...
أخذت ترفض مساعدته بكل عنف فقال لها مهددا لتقبل
مساعدته ( اذن يجب أن ننفصل )
(لك ذلك ) وابتعدت عنه لكنها قالت (أنا لم أصادقك إلا من أجل المسكنات ) وذهبت ..أحس بالحزن من أجلها فهي وحيدة كما قالت له ..لكن هل هي صادقة في كل ما قالت
قبل أن يكتشف حقيقتها لم يرها لمدة شهر أو نحوه
,حتى ذلك اليوم الذي وصلت إليه فيه رسالة
عندما قرأها أحس بالأرض تنهار تحته ..هذا مستحيل ..هذا لا يحدث ,لقد كانت مذكرة استدعاء الى المحكمة بتهمة التحرش وبتهمة سوء ممارسة المهنة باسم المجني عليها صوفيا لورمير
ياللقذرة ,لم يقدر على ايجاد وصف لها ,,إنه لايصدق ,,رايان ويليامز الذي لم يتلق مخالفة مرورية يستدعى للمحاكمة
أجفل رايان عندما سمع بوق السيارة خلفه ينطلق بإلحاح فاستيقظ من الكابوس الذي حاول أن ينساه لكنه كان مختبئا في مكان ما ..مالذي جعله يتذكر ذلك الآن ؟ إنها هي ..تلك التي تنضح براءة كلما تحركت أو تكلمت لكنه تعلم أن المظاهر خداعة ..ألم تكن صوفيا ممتلئة بالبراءة عندما التقاها وأيضا جميلة مع أن دانييل أجمل منه بكثير بشعرها الكستنائي وعينيها الجميلتين لكن هذا لايجعلها آمنة بل هي أخطر بكثير من صوفيا فكيف سيطمئن بأنه لن يتعرض للخداع مرة أخرى ؟
نظر الى المتاجر والمكاتب التي تحيط به وفجأة وجد الجواب ماثلا أمام عينيه ,لقد نجحت هذه الطريقة في التخلص من الخداع الأول فلا بد أن تنجح هذه المرة ,لكن رايان لم يفكر في عواقب ما بفعله ,لقد كان في غمرة غضبه وثورته عندما دخل الى المكتب الصغير فقال الرجل الذي خلف المكتب (كيف أساعدك؟)
(أريدك أن تستعلم عن أحد الأشخاص !)
ابتسم الرجل ابتسامة صغيرة ( تقصد أتحرى ,هذه الكلمة الصحيحة فأنا متحري خاص ! من هو الشخص ؟)
تردد رايان قليلا لكن أحداث المحاكمة أخذت تزدحم في ذهنه فأحس بالغضب يتزايد( دانييل باركر!!!!)


******************** ********


( نيل ,دعي الأطباق واذهبي للتسوق مثلا !) كانت تلك روزيتا المدبرة الحنونة تحاول جعل دانييل تترك أطباق الطعام والتي كانت تغسلها ,كانت دانييل تحاول مساعدتها وأيضا تساعد نفسها على نسيان ما حدث منذ ثلاث أيام
منذ ذلك الاتصال الذي كان من ترافيس وعكر مزاجها لكنها حاولت النسيان وذلك بإقامة حفلة ميلاد ميا التي نجحت وقربتها من أختها واقتحت أن تأتي دانييل لتراهميتدربون على لعب البيبسبول ,,
لقد تمتع الجميع بتلك الحفلة حتى رايان الذي أدهش دانييل بشخصيته الرائعة تحت مظهره المخيف لكنه وخلال الحفلة كان يبدو شارد التفكير ,,بمن يفكر ياترى ؟؟
تلك الليلةحصلت ميا على ثلاث هدايا من دانييل
وحدها وقد اشترك معها فوكس أو سامي
الأولى كانت عبارة عن قبعتي بيسبول موقعة من لاعبها المفضل أما الثانية فهي عبارة عن كرة ثلجية داخلها حمامتان بيضاوان على غصن صغير صرخت ميا (إنها رائعة ) واذا كانت ميا أُعجبت بالهديتين الأولى فالثالثة أفقدتها عقلها (كيف عرفت ِ؟)
سألت وقد انعقد لسانها
قالت دانييل مبتسمة (لقد أخبرني سامي عنها !) لقد كانت عبارة عن كاميرا متطورة مرا بها عند واجهة متجر عندما قال سامي بعفوية ( لطالما أرادت ميا الحصول على كاميرا مثل هذه لكنها لم تجرؤ على القول فهي تحب التصوير ) ثم وكأنه صحا م حلم وضع يده على فمه فاشترتها دانييل
قال سامي (هل أنت غاضبة ياميا ؟) هزت رأسها نافية ثم التفتت الى دانييل قائلة(شكرا ) ثم ما لبثت أن عانقتها بقوة
في تلك الليلة عندما خلد الجميع الى النوم ,أخذت دانييل تعزف على البيانو في غرفة الجلوس وقد أغلقت الباب لتمنع الصوت أن يتردد في المنزل ,وعندما اندمجت في العزف سمعت صوتا خلفها فأجفلت واستدارت لتجد ميا تقف عند الباب في بيجامتها الزرقاء ,قطبت دانييل حاجبيها فقالت بصوت دافئ حنون
(ميا ,عزيزتي .ما بك؟) لم يكن هناك رد من ميا بل اقتربت من البيانو تتلمسه (هل أنت مريضة ؟)
(لا,لم أستطع النوم !) ثم نظرت الى البيانو
أوه لا , لقد أيقظها صوت البيانو ..
(إنني آسفة ,لم أشعر بنفسي وأنا أعزف )
قاطعتها ميا بابتسامة ( إن عزفك جميل ) ابتسمت دانييل (حقا؟)
جلست ميا على المقعد بجانب دانييل ثم مررت يديها
على البيانو ثم قالت وقد نظرت الى دانييل بجدية(هل تعلمينني العزف على البيانو ؟) لقد نجحت ! لقد نجحت في إقامة رابطة بيني وبين أختي ..ابتسمت دانييل ( سأكون سعيدة بذلك )
فنظرت اليها ميا بحزن وقالت
(أنا آسفة على مافعلته ,لقد كنت....)
قاطعتها دانييل ( كلا ,إنني أفهم ما تشعرين به )
ثم احتضنت أختها


***************************


تذكرت هذا وهي تساعد روزي الحبيبة في غسل الأطباق التي تصر على أن تترك هذا العمل وتخرج من المنزل الذي تلازمه دانييل برأي روزي لكنها لم تشعر بالملل أبدا فبين مساعدتها لمورا في تنسيق الحديقة الخلفية وقضاء الوقت
مع والدها كانت سعيدة ,,قالت دانييل
( روزي ,لن أذوب اذا غسلت بضعة أطباق وسأنهيها الآن )
استسلمت روزي وقالت ( حسنا ,لكني أشعر بأني
لم أعد أفعل أي شيء في هذا المطبخ عندما تدخلينه!)
ضحكت دانييل وقالت ( إنك تبالغين ,ألم تساعديني
في عمل الكعك بالشوكولا للأولاد ؟)
(هذا لأني لاأعرف كيفية صنع ذلك النوع من الكعك !)
ثم أكملت بعد أن ابتسمت بخبث
( لكنه لذيذ ,ستكونين زوجة وأم رائعة لشخص ما !)
ابتسمت دانييل وقد استندت على الطاولة الموجودة في منتصف المطبخ والمصنوعة من خشب السنديان اللامع
(أحقا تظنين ذلك؟)
قالت روزي بكل ثقة ( بالطبع ,أي أحمق هذا الذي لايتأثر عندما يرى جمالك وبراءتك وطيبتك وخصالك الطيبة كلها ؟) لكن دانييل لم تقتنع بذلك ..فقد كانت متخوفة بأنها ستصبح مثل أمها تربي طفلا مراهقا بمفردها محاولة قدر المستطاع أن بألا ينقصه شيء ..فهي لن تحتمل ذلك بل لا تريد أن تكون كوالدتها التي أخذت تجتهد في عملها ناسية بأن لديها طفلا يحتاج الى أن يتحدث عن نفسه ,عن أفكاره ,عن أي شيء تافه يثير اهتمامه معللة عدم قيامها بذلك بأنها يجب أن تؤمن مستقبل ابنتها التي لن تجعلها تحتاج الى أحد ولم تحتج أحد لكنها في نفس الوقت أصبحت وحيدة على الرغم من صداقتها مع عائلة ترافيس ..
لم يكن هناك من يستطيع أن يفهمها من دون أن تتكلم ,يعرف حزنها من دون أن تتفوه بكلمة ,لشخص يعرف ما تريد أن تقول من دون أن تقوم بشرح مفصل ,إنها تحتاج لشخص بهذه المواصفات ..تبحث عن التفاهم والانسجام ,الاحترام والمودة ,,واذا اجتمع كل ذلك أتى الحب ,,فالحب من غير تفاهم وانسجام لايكون حبا بل لايعدو أن يكون وهما ..
أين ستجد ذلك الشخص يا ترى ؟
كانت روزي تقول ( إن حياة المدينة لاتناسبك ,فعندما أتيت الى المنزل كنت نحيفة وشاحبة ,أما الآن فقد زدت بعض الباوندات واكتسبت لونا جميلا ورديا على خديك ..آه لم لا تنتقلين الى المنزل بشكل دائم؟) أكملت روزي كلامها بفرح ..
وأرى رايان دائما ,فيكفيها أن تراه خلال هذه الفترة
التي ستمضيها مع أهلها فبين اتهاماته وطريقة تأثرها به
ستصاب بانهيار عصبي ..
لكنه خلال اليومين الأخيرين تغير قليلا فلم يعد يعيد عليها تلك الاتهامات بل أصبح مهذبا ودائما مستغرق التفكير
أو يعمل لكن خلال وقت فراغه لاتدري أين يذهب وتراه دائما يدخل الى المنزل مع ميا وسامي ,,أيعقل أنه يمضي وقته معهم ؟لكن هذا مستحيل ! إن هذا الرجل سيفقدها صوابها حتما .. لكن لم لا؟ فهو لطيف مع أختها ويمازح سامي دائما ,,وكأن روزي علمت أن دانييل تفكر برايان فقالت (ورايان يحتاج أيضا الى إجازة فهو دائما يعمل ولم يذق طعم الراحة منذ سنة ونصف منذ أن ...) وبترت روزي جملتها ,,كادت دانييل أن تسألها عما حصل لرايان منذ سنة ونصف وهل له علاقة بتلك المرأة ؟؟لكن يبدو أن روزي لاتريد التكلم عن الموضوع وبدلا من ذلك قالت ( إنه بحاجة الى امرأة جميلة وطيبة الأخلاق ,تجيد التعامل مع الأطفال
وتجيد صنع الكعك !)
رفعت دانييل رأسها بحدة عندما سمعت كلام روزي فوجدتها تبتسم بخبث ماكر ,,ياإلهي !إنها تقصدني أنا ,مالذي أوحى لها بهذا الكلام ؟هل لاحظت ما يحصل لي عندما أراه ؟رباه ! ماذا لو لاحظت وقالت لمورا ؟أو الأسوأ من ذلك ماذا لو لاحظت وقالت لرايان ؟رباه ! ماذا أفعل ؟؟؟ أفضل سياسة هي عدم الفهم .
قالت ببرود مصطنع وقد كانت تغلي من الداخل (أرجو له التوفيق في ذلك ..) ونظرت الى ساعتها مدعية عدم الاهتمام ثم قالت
( يجب أن أبدل ملابسي لأذهب الى الملعب ..أراك لاحقا )
(ماذا عن الكعك ؟)
(سآخذ البعض منه في طريقي الى الخروج ..)
صعدت مسرعة الى الطابق العلوي وأغلقت باب غرفتها ثم وقفت عند المرآة تنظر الى نفسها ..إلام كانت روزي تلمح ؟هل كانت تقصد أنها هي ورايان يكونان ثنائيا جميلا ؟هذا مستحيل فرايان يكرهها ويكره الأرض التي تمشي عليها وذلك لاتهام لايوجد فيه أي أثر للصحة ..لكنها أخذت تفكر كيف كانا سيكونان لو أنه لايكرهها هذا اذا كان معجب بها ,,فأخذت تتخيل نظراته الدافئة والحميمة لها والكلمات العذبة التي سيهمس بها في أذنها أخذت تتخيل كيف سيطوقها بذراعه بحنان فتصاعدت الحمرة في وجهها وارتفعت حرارتها فنظرت الى وجهها في المرآة فوجدته محمرا من الخجل فاستدارت وقد غضبت من نفسها وأمسكت وجهها بيديها *حمقاء * نهرت نفسها إنك حمقاء فهو لن يفعل شبئا كهذا لك أبدا فأنت ستكونين آخر امرأة ينظر إليها بإعجاب ومودة ..
(مرحبا يا روزي ) قال رايان بتعب وقد عاد لتوه من الشركة على الرغم من أنهم في عطلة الأسبوع فقد واجه مشاكل مع المحاسب فبعد كل سنتين يقومون بكشف للحسابات ووجد في هذه السنة أنه تم سحب مبلغ لايستهان به من أرباح الشركة قبل سنتين الى رقم حساب مجهول وهم الآن يحاولون أن يعرفوا صاحب هذا الحساب
(مرحبا عزيزي,كيف حالك؟) قالت روزي
وقد رأت معالم التعب على وجهه
(متعب جدا ) ثم جلس الى الطاولة فاشتم رائحة طيبة ..رائحة شيء مخبوز فوقع نظره على سلة مليئةبكعك الشوكولا ,
كان منظرها شهيا
(هل أعد لك بعض الشطائر قبل أن تذهب ؟)
قال وهو يقضم قطعة من الكعك ( لا, سأكتفي بهذه ..امممم إنها لذيذة جدا ياروزيتا لقد أصبحت تجيدين خبز هذا النوع !)
ثم أخذ قطعة ثانية
(إن دانييل هي هي التي أعدتها !) كاد أن يغص بالقطعة عندما سمع ما قالته وحاول أن يتصنع الهدوء (أحقا؟)
هزت روزيتا رأسها بحماسة وقالت (إنها رائعة تلك الفتاة )
(نعم ,لقد تأخرت ,أراك لاحقا ) قا
ل وهو يضع القطعة في الصحن ثم خرج صاعدا الى غرفته
توجهت دانييل نحو الملعب سعيدة وهي تحمل الكعك والعصائر والفواكه للأولاد ولدهشتها وجدت ميا وسامي فقط جالسين على الأرض ,,وصلت اليهما وقالت وقد رأت ملامح الاستياء على وجوههم (مابكما ؟هل أنتما بخير ؟)
ردت ميا غاضبة ( نعم ,لكن بيبر الحمقاء لم تأت بعد؟!)
قال سامي حانقا ( ستأتي ,لقد وعدتني )
(من هي بيبر؟)
قالت ميا ( إنها الفتاة التي في فريقنا وقد تأخرت هي وشقيقها في المجيء ,إنهم في فريقنا ) ثم نظرت الى سامي
( فريقنا الذي سيهزم أمام فريق شون بسببك)
(لقد قلت لك ....)
(أنا هنا !) قالت ذلك فتاة جميلة في عمر ميا لكنها أقصر من ميا ذات شعر أحمر ووجه مليء بالنمش
قالت ميا وهي تقف غاضبة لمرأى الفتاة وحدها ( أين أليكس؟)
(لقد التوت قدمه وهو يتسلق شجرة !) ردت بيبر بانزعاج
(ماذا ؟) صرخ سامي وميا في نفس الوقت
حاولت دانييل أن تخفف عنهم
(أنا واثقة من أن كل شيء سيكون على ما يرام
اذا وجدتم بديلا له )
وافق سامي ( أجل ,لابد أن المدرب سيجد حلا لكن أين هو ؟
لقد تأخر ...)
(أنا هنا !) أحست دانييل أن شعرها قد استقام بسبب ذلك الصوت ,كانت تدير ظهرها وأخذت ترجو في سرها ألا يكون هو لكن ولخيبة أملها كان هناك بشحمه ولحمه ..
ركض الأولاد لملاقاة رايان شارحين له مصيبتهم وهي تقف متجمدة مكانها ,,إن هذا الرجل لاينفك عن مفاجأتها
أولا مدير تنفيذي في شركة ثم طبيب
ثم مدرب فريق بيسبول للصغار ,,
لاحظ رايان دهشة دانييل عندما علمت بأنه هو المدرب
فقد اتسعت عينيها الخضراوين وأخذت ترفرف بجفنيها ..
(هل أكلت القطة لسانك؟) قال بعد أن سمع شكوى الأولاد
وأصبح قريبا منها .
ردت وهي تزدردي ريقها ( أنت المدرب؟؟!)
(نعم ,هل لديك مشكلة في ذلك؟)
(أجد هذا صعب التصديق قليلا )
(ولماذا ؟) قال ضاحكا بخفة
قالت بكل جرأة ( لأنك لم تعطني الانطباع بأنك لطيف )
نظر اليها متأملا شكلها الطفولي ..إنها حقا امرأة غريبة فهو لم يقابل امرأة تحب أن تخفي نفسها تحت ذلك الطابع الصبياني فهاهي ترتدي سروالا عاليا بلون رمادي وبلوزة زيتية اللون تحته أما شعرها فضمته في ضفيرة فرنسية فبدت كفتاة في السابعة عشرة ..
أيقظه صوت ميا من تأملاته (ماذا سنفعل يا رايان؟)
خطرت في باله فكرة (لدي بديل عن أليكس ) قال وهو ينقل نظراته من دانييل الى ميا (أحقا ؟) قال الأولاد ثم قالت ميا ( من هو؟)
نظر الى دانييل بمكر ( إنها دانييل ) نظرت إليه بحدة حتى أن عنقها كاد ينكسر قالت صارخة (ماذا ؟)
قال بخبث (نعم ,إنها فكرة جيدة ,أليس كذلك يا أولاد ؟)
ضحكت دانييل ضحكة جوفاء وذلك لفرح الأولاد ثم قالت
( هل سيقبلون بي في الفريق ؟)
لاحظ انزعاجها من اقتراحه هذا ولكنه يجد متعة كبيرة في ازعاجها ( إنها ليست مباراة دولية فهذا تحد فقط بين الصغار فاسترخي يا داني ..بالإضافة ..)
ثم عاد ينظر اليها متأملا فاحمرت من الخجل وقد أجفلت .
..لماذا ينظر إلي بهذا الشكل لكن خجلها تحول الى غضب عندما قال ( تبدين في هذه الملابس كمراهقة في السابعة عشرة
لذلك لن يلاحظ أحد ) ثم حمل مضرب البيسبول والكرات
وصرخ محمسا ( هيا لنبدأ التدريب )
كان الغضب قد استبد بها فاحمر وجهها حتى وصل إلى جذور شعرها كيف بجرؤ؟ أحمق ,,,نظرت الى ملابسها ’إنه محق إنها تبدو كمراهقة لكن هذا لايعطيه الحق
لاحظ غضبها كما لاحظ كيف نظرت الى ملابسها ,لقد لمعت عيناها من الغضب ,,هل تعلم أن عينيها تتحول الى الرمادي عندما تغضب ؟إنه لون جميل ,إنه لانفك يفكر في هذه المرأة ,امرأة؟ بل فتاة هو التعبير الأصح فهي ليست كغيرها من النساء ,إنه لم يسمعها تتذمر من إمضاء الوقت مع والدها أو مع عمته بل إنها تمضي الوقت مع روزيتا ,إنها تبدو كفتاة في مثل عمر ميا فهي تحب اللعب مع الصغار وتعلمهم أيضا وعندما تنتهي تذهب لتقرأ لوالدها في المكتبة بعد العشاء وتساعد عمته في الحديقة ,,ومن الواضح أن العائلة تحبها كثيرا فهم لايتوقفون عن الكلام عنها ,,
كل ليلة بعد أن ينام الجميع أو هكذا يخيل اليها ,,تذهب لتعزف على البيانو ,عندما سمعها تعزف للمرة الأولى ,شعر بالارتياح بل وشعر بشعور آخر لم يعرفه ,كان في الشرفة تلك الليلة والتي تطل على غرفة الجلوس ,,لقد عزفت بعاطفة جياشة أحس بها من خلال الجدران التي تفصل عنهما ,,كانت مقطوعة حزينة تنبأ بحزن الشخص الذي يعزفها ,,هل تتألم يا ترى ؟ هل رؤيتها لعائلته تحزنها ؟ لماذا؟
عنَّف نفسه قائلا *كف عن التفكير فيها ولماذا تهمك ؟*
لكن السبب أصعب من أن يتفوه به ,فقد كانت تسكن أفكاره وصورتها في عقله ليل نهار ,فهو لايستطيع أن يبرر شعوره بالبهجة عندما يراها في مكان ما أو تأثره بكلامها الحكيم عندما يسمعها تتكلم مع والدها أو اللمعان الذي في عينيها والذي ينبئه بحالتها النفسية ,,هذا لايدل الا على شيء واحد إنه معجب بها ,لكنه لايستطيع المخاطرة بمشاعره ,,ليس قبل أن يرد عليه ذلك المتحري لقد قال أنه سيستغرق أسبوعا وها قد مرت ثلاثة أيام ..
كانت تلك الأفكار تضج في رأسه وقد أحس بثقل في صدره ,,لماذا يؤنبه ضميره على فعلته ؟إنه فقط لايريد أن يتعرض للخداع مرة أخرى ,,
كانت غاضبة منه ومن نظراته التهكمية والتي على الرغم من التهكم الذي فيها الا أنها ستشقا نصفين ,كان يبحث في حقيبته الرياضية عن شيء فأخرج قبعة بيسبول واقترب منها قائلا
( هل تعرفين لعب البيسبول ؟)
ردت كاذبة فهي لاتعرف شيئا عن البيسبول
لكنها لن تعترف له( بالطبع أعرف )
كان قد اقترب منها لدرجة أجفلتها فحبست أنفاسها
ودون أن تدري وضع القبعة على رأسه
ا فأخفت جزءا من عينيها وكان ذلك من حظها فقد اضطربت لحركته العفوية ولرائحة عطره الزكية لكن ذلك لم يدم طويلا لأنه انحنى ونظر الى عينيها ثم اقل (لنر ما لديك يا آنسة باركر ) وضرب باصبعه مقدمة القبعة رافعا حاجبيه ثم ابتعد
غضبت ثم قالت ( ماذا عنك؟) فقد رأته من دون قبعة ..
صرخ لأنه ابتعد (أنا لاأتأثر بالشمس ) ياله من متباه !فرفعت دانييل قبعتها ثم وضعتها بالمقلوب ( بل لأن لديك رأس مثل الحجر) تمتمت بذلكفقال ( قلتِ شيئا ؟) أعادت عليه ماقالت بجرأة
فرسم ابتسامة مذهلة ( هل هذا مديح يا داني ؟)
هزت كتفيها بسخرية ( ما رأيك ؟هل هو كذلك ؟)
فضحك قائلا ( أظنه كذلك !) وهز رأسه
كان التدريب ممتعا ,فقد كان الأولاد ماهرين أما دانييل فجلست تراقب كما قال المدرب الأبله فقد عرف بأنها لاتعرف اللعبة لكن يجب أن تعترف أنه رائع بل مذهل فطريقته في التعامل مع الأولاد ممتازة ,مابين التشجيع والتدريب كان رايان ساحرا ..
(داني ,إنه دورك !) قال باستعجال
أخذت موقعها بسرعة واستعدت فسمعت ضحك الأولاد الخافت ورايان يهز رأسه بنفاذ صبر فقالت (ماذا؟)
تقدم اليها ثم أمسك بإحدى يديها ووضعها على مكانها الصحيح على قبضة المضرب ,أحست دانييل بكهرباء تصعد الى ذراعها وتستقر في قدمها وتسارعت نبضات قلبها
وأحست بالنيران تشتعل في يديها عندما لمسها
(هذا هو مكانها الصحيح ) قال وهو ينظر اليها
وقد تحولت عينيها الى الأخضر القاتم ,,مابها؟
هزت رأسها موافقة وحاولت أن رتجع خصلة الى الوراء كانت تضايقها لكنها لم تستطع فقد خشيت أن تغير مكان يدها فتركتها ,,
مد رايان يده وأرجع الخصلة وراء أذنها برقة متناهية ثم عبس عندما نظرت اليه بدهشة (ستشتت انتباهك ,والآن لنبدأ ) ثم عاد الى موقعه تاركا دانييل تتخبط في مشاعر لم تعرفها من قبل
,تبا له وتبا لها لأنها تشعر بهذه الأحاسيس ,,
سمعته يقول ( هل أنت مستعدة ؟) (مئة بالمئة !) كانت غاضبة جدا
رمى رايان الكرة فضربتها بكل ما أوتيت من قوة وكانت مغمضة عينيها ,,
( آه ,أيتها الحمقاء !) سمعت صرخة رايان ففتحت عينيها ووجدته جالسا القرفصاء ممسكا برأسه
(يا إلهي ) ركضت اليه مسرعة (هل أنت بخير ؟أجبني !)
تهالك رايان على العشب الأخضر
وأخذ ينظر الى السماء الزرقاء وأحس بدوار
,لقد ضربته بالكرة بكل ماأوتيت من قوة تلك المتوحشة .
على الرغم من أنها كرة صغيرة إلا أنها قوية ,رأى أربعة وجوه أحدها كان قريبا جدا ..لقد كانت هي فقد اشتم رائحة اللافندر فأغمض عينيه ليتمالك نفسه ,,هل يخيل اليه أم أن عينيها أصبحت أكثر خضرة مع رموشها الطويلة السوداء
بأطراف ذهبية وبشرتها أصبحت أكثر نقاوة
(هل أنت بخير؟ ) سألت وفي صوتها الكثير من الاهتمام
فغضب لتأثره باهتمامها ..
(ماذا تعتقدين وقد قذفت بالكرة بكل قوتك ؟هل أنت مجنونة ؟)
ثم حاول الجلوس لكنها عارضت ( لا, ربما تعرضت لارتجاج)
قاطعها ( من كرة صغيرة ؟ لاأظن ذلك
..بالإضافة أنا طبيب وأعرف الأعراض )
ثم جلس عندما قالت (الأطباء لايستطيعون معالجة أنفسهم )
( ومن أين أخذت شهادتك في الطب
؟من قاعات الغداء في مدرستك المتواضعة ؟)
نظر اليها وقد رأى الغضب في عينيها فشتم نفسه فقد كانت تريد مساعدته وكانت مهتمة به فقد رأى الاهتمام ( لاتقلقي ,فأنا أرى عينان خضراوان يطل منهما الغضب بدلا من ثلاث )
وأمسك برأسه شاعرا بالألم
(هل أنت بخير؟) كانت تلك ميا
( أظن ذلك ,آه ) تألم عندما لمس جبهته في مكان الضربة ,أحس بها وهي تغالب ضحكها فقد لاحظ اهتزاز جسمها فنظر اليها وهي تعض شفنيها تمنع نفسها من الضحك وقال
(من الأفضل لك أن تمسحي تلك الابتسامة الحمقاء من وجهك )
فقالت وهي تحاول أن تكبت ضحتها (لست الوحيدة التي تضحك!) فنظر الى الأولاد فكانوا مثلها يغالبون ضحكهم فانخرطت في ضحك متواصل ,نظر اليها وهي تضحك ,,كانت ضحكة رائعة مثل انسياب الماء في النهر ولإشراقة الشمس بعد المطر الغزير لقد كانت جميلة وهي تضحك ,وقد كانت عيناها تتألقان ,فلم يلبث ن ضحك عاليا ليشاركهم الضحك
...لقد مضى وقت طويل منذ أن ضحك هكذا ..
أخذا ينظران الى بعضهما البعض ,أحست دانييل بشيء غريب يدخل أعماقها ,لقد كان شيئا متسللا كاللص في الليل المظلم ,لم يسبق أن رأته بهذه العفوية من قبل
..لقد أضاءت عيناه فرحة لم تر مثلها من قبل ..
(هذا يعني أن وقت الراحة قد حان !) صرخ سامي وصرخت الفتاتان معه وابتعدوا متوجهين الى سلة الطعام التي أحضرتها دانييل ,لكن دانييل ورايان لم يبرحا مكانيهما فقد أسرتها عيناه ولم يطلق سراحها ,,نظرت الى جبهته المحمرة من أثر الضربة فمدت يدها تتحسسها وقد شعرت بالذنب وقالت هامسة
(أنا آسفةحقا ’لم أقصد ذلك )
شعرت به يجفل للمستها ثم عبس ناظرا إليها وقال
(لاشيء يستحق الأسف!) ونهض بسرعة ,,
*حمقاء* مالذي جعلها تلمس الكدمة ؟ سيظن بأنها تتقرب منه ,وكيف لا وهو الذي يظن بها أسوأ الظنون
تناولوا الطعام بصمت يملؤه أحاديث الصغار ,أما هما فكانا غارقين في أفكارهما الخاصة ,كل منهما يفكر بما حصل له منذ قليل خاصة رايان فقد انصدم من ردة فعله عندما لمست الكدمة ,نظر اليها وهي تشارك الأطفال أحاديثهم ..هل يا ترى أحست بما شعر به ؟ مدت اليه بقطعة من فاكهة الكيوي فقال ساخرا
(هل تريدين قتلي ؟)
قالت بحدة
(ماذا؟)فنظر اليها ,قالت ميا ضاحكة
(إن رايان لديه حساسية من الكيوي !)
قالت بتهذيب وهي تغلي من الداخل ..(أنا آسفة !)
(أحقا أنت كذلك ؟) قال بسخرية ثم تابع (ألن تستغلي الفرصة ؟)
فقالت بالأسبانية حتى لايفهمها الأولاد
( سأفعل ذلك عندما لايكون هناك شهود يشهدون مقتلك !)
فقال يرد عليها بنفس اللغة ( لقد كنت محقا فأنت متوحشة حقا)
آثرت الصمت على الرد عليه ,لأنها لم تجد ما تقوله
انتهت فترة التدريب وعادوا الى المنزل ,دخلوا من الباب الخلفي وهناك وجدوا العائلة بأكملها في المطبخ بالإضافة
الى جيريمي وديمتري معلم ميا للموسيقى
,,لقد أصبح يكثر من زياراته للمنزل ,فكر رايان ..
لماذا؟ لكنه عرف الإجابة بسرعة عندما وجده ينظر الى دانييل بإعجاب وقد كانت تتحدث معه ,أحس رايان بشيء مثل لهيب النار في صدره وجاءته رغبة طفولية في التعارك مع ديميتري
,,,,لكن لماذا ؟
كانت ميا تهمس في أذن والدها شيئا فرفع جوناثان
حاجبه ونظر الى رايان وقال ( كيف هي الضربة ؟)
فضحك رايان وقال لميا (إنك ثرثارة !) فردت
(لكن شكلك كان مضحكا )
نظر الى دانييل التي مازالت تتكلم مع ديميتري ,,مالذي أتى به الى المطبخ ؟أليس من التهذيب أن يجلس في غرفة الجلوس ؟هاه ..يجلس هنا وكأنه فرد من العائلة ,فقال بصوت مسموع لتسمعه دانييل ( لم أكن أعرف أن دانييل متوحشة هكذا يا جوناثان )
نظرت اليه بحدة فأدار وجهه ينظر الى الذي قال بسعادة (أوه ,هي تصبح كتوحشة عندما تكون غاضبة فاحذر غضب دانييل .)
فاحمر وجهها وتابع والدها ( هل تذكر يا جيريمي عندما تعاركت مع تلك الفتاة في الثامنة بسبب أن تلك الفتاة نعتت دانييل بذات الشعر الموحل ؟) ثم ضحك والدها الذي شاركه جيريمي الضحك
فقال جريمي (أذكر ؟ذلك المشهد مطبوع في ذاكرتي ,لم أكن أتوقع أن تتحول دانييل اللطيفة لإلى قطة ذات مخالب !) ثم أخذوا يضحكون لمنظر دانييل المحرج ..
أحس رايان بالمتعة لسماع تلك القصة
وتمنى لو أنه عرفها عندما كانت صغيرة ,,فقال ببطء وهو يرى جمال وجهها المحرج( إذن يجب أن نحذر منك في المستقبل )
حدجته بنظرة ثابتة (نعم ,يجب أن تفعل ) ونظرا الى بعضهما
(أنا لاأصدق بأن امرأة بهذا الجمال قد تكون متوحشة كما يقولون!) رفعت حاجبيها لهذا المديح الغير متوقع من ديميتري ونظر اليها نظرات إعجاب فتمتمت محرجة (شكرا )
أحس رايان بالقرف من نفسه ومن ذلك المتملق ذو الشعر الأشقر ,فشرب كوب الماء جرعة واحدة وقال بتسرع
(لاتثق أبدا بامرأة جميلة )
نظر اليه الجميع أما هو فثبت نظره على ديميتري الذي أجفل من نظرات رايان له ,,فقال رايان (المعذرة ,لدي ملفات أراجعها !) وخرج تاركا دانييل في موجة من الحزن ,,لقد آلمته تلك المرأة كثيرا ,,لابد أنها جميلة وإلا ماذا عنى بجملته تلك
؟أحست بالغيرة من تلك المرأة التي أحبها ,,,نعم ,الغيرة
حاولت دانييل جهدها أن تبدو طبيعية ولاتتأثر بكلام رايان حتى أنها قبلت دعوة ديميتري للعشاء الليلة راجية أن ينسيها رايان

...................



أتمنى يعجبكم وسامحوني على القصور




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-28-2014 الساعة 11:28 PM
رد مع اقتباس