عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-12-2007, 11:31 PM
 
صورة رائعة...نزول المطر

بسم الله الرحمن الرحيم


يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم((أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ [الرعد : 17


إن هذه الآية الكريمة تمثل صورة رائعة جميلة من الصور المتناسقة التي صورها لنا القران الكريم,ولا عجب من هذا لأنه كلام الواحد الأحد رب العالمين.


انظر إلى دقة الصورة من نزول الماء من السماء الى تجمعه في الأودية وسيلانها وجريانها فيها بقدر,والزبد الذي يطفو فوق سطح الماء وهو كثير كثير...وكما تعرفون الزبد رغوة لينة تطفو على سطح الماء ثم تذهب جفاء ويبقى الماء تحتها.


وهذا تمثيل للحق والباطل.


فالحق في أصالته وقوته ونفعه كالماء الذي لاحياة بدونه,والباطل في تفاهته وضعفه وسرعة زواله مثله كمثل رغوة الزبد التي سرعان ما تذهب جفاءكما قال الله سبحانه وتعالى ذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ ).


ان المؤمن الذي على حق يمتلئ قلبه بالإيمان بالله قد تكون فيه بعض الفقاعات الطافية كالزبد لكنها لا تلبث إن تزول ..وقد مثل هذا نبينا صلى الله عليه وسلم


وقال مثل القلب في تقلبه كالقدر إذا استجمعت غليانه)


فهل يغلي القدر ويثور دون أن يخلف فوقه الزبد؟ وزبد القلب المؤمن هو الأخطاء البسيطة والنسيان..وقد أشار إلى هذا أيضا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم).


ففي مثل هذه الصور دروس عظيمة ومعان كثيرة وأسرار احكمها الله أوضح فيها سعة علمه جلا جلاله وكذلك يضرب الله الأمثال.
__________________
لولاك رب ما اهتدينا ولاصمنا ولا صلينا

التعديل الأخير تم بواسطة fares alsunna ; 09-14-2007 الساعة 03:07 AM
رد مع اقتباس