عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-09-2013, 03:42 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/16_01_14138990401968981.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
















[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/16_01_14138990401987093.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


((عودة السيد))

إنها أشعة الصباح الباكر، تلك الأشعة التي تفرش نورها قبل ظهور الشمس
وقفت معتدلة ثم مدت يدها لسحب ذاك الدبوس من على حافة الطاولة دبوس صغير شكله شبيه بالزهرة تتوسطه لؤلؤة لامعة
أخذته و اتجهت صوب النافذة سحبت تلك الستائر الرمادية القاتمة من عليها
نظرت إلى ضوء الصباح الباكر تلئلئت عيناها بنوره
ناظر نحو الأفق مدت يدها إلى مقبض النافذة الداخلي و فتحته ببطء ثم جالت ببصرها مرورا من الأعلى إلى الأسفل علق مجرى رؤيتها بتلك الأشجار الجميلة التي قضت معظم طفولتها و هي تركض بينها
أشجار التفاح التي لطالما اعتنى بها جدها قبل رحيله و مغادرته الدنيا
علت شفتيها ابتسامة بريئة و هي تتذكر كيف كان يحملها لقطف تفاحة لها
رفعت بصرها إلى أشعة الشمس التي بدئت تصحو مع زقزقة العصافير
تنهدت ببطء بصوت رقيق
- سيأتي السيد اليوم ....لم أنم كفايتي بسبب التفكير في ما سأفعله لاستقباله
ثم استندت على حافة النافذة
و بنبرة تساؤل :
- ترى كيف أصبح.....!؟
و أمام تلك التساؤلات لفحها هواء الصباح المنعش ليلامس وجهها الناعم و ينتشلها من بحر تساؤلاتها تلك
أغمضت عينيها بشدة و فتحتهما بنشاط
بلهجة تملئها الثقة و المرح
- هيا إلى العمل
انطلقت إلى دولابها الخشبي و انتقت منه ملابسها الرسمية للخدم
عبارة عن ثوب طويل إلى أسفل الركبة ذا لون أزرق قاتم بأكمام طويلة و ضيقة من الأسفل و منتفخة من الكتفين مزينة بفيونكة بيضاء على الجوانب إضافة لمئزر قصير مشدود من الخصر
بعد انتهاءها اتجهت إلى النافذة تنظر إلى انعكاس صورتها في الزجاج ابتسمت ابتسامة مرحة ثم عادت لإغماض عينيها متذكرةً
- كان ذاك اليوم هو آخر يوم رأيت فيه السيد بدا باردا كما هي عادته، شردت في بسمته التي كانت أشبه ببسمة حزينة رسمت على شفتيه و أخذني النعاس بعدها لأنام على مكتبه...
شدت على ذاك الدبوس في يديها بقوة و فتحت عينيها بتدرج و ببطء شديد نظرت إليه بابتسامة ملئها حنان و حب
و بتساؤل ملئ عينيها المتلألئتين
- عندما استيقظت من نومي ذاك اليوم وجدتك في شعري....ولن أنزعك حتى أعرف من وضعك من هو هذا المجهول الذي وضعك في شعري ؟ هذا الشخص شغل فكري طوال الخمس السنوات الماضية....
بحيرة أردفت
- يا ترى من أنت و هل ستظهر حقيقتك...يوماً ؟
فتحت قبضة يديها و رفعت شعرها الطويل البني فاتح اللون
أمسكت خصلة منه و لفتها على الباقي و جعلته على شكل أنيق لا يظهر منه طوله فمن يراه للوهلة الأولى لا يظن أنه طويل و وضعت الدبوس به كما عادتها منذ خمس سنوات تحافظ على هذه الهدية المجهولة
بعد مدة أخرجت ربطة للشعر تابعة لما ترتديه
زينت بها شعرها ، التفتت إلى الباب بعزم و ثقة و عيون متلألئة آملةً للقادم
فتحت باب غرفتها ببطء خوفاً من نهوض من في المنزل فالوقت مبكر
أغلقته و هو يصدر صوت صرير مزعج يدل على قدمه
بعد أن أوصدته و التوتر ساد ملامحها من صوته
استندت عليه و هي تفكر
- لقد أصبح الباب مهترئاً و آهلا للتكسر في أي لحظة...لكني سأودعك قريبا و ستفتقدني بدورك...
نزلت من على تلك السلالم الرخامية بخطوات أشبه بخطوات اللص المتثاقلة المبتدئ بالمهنة
عند وصولها إلى أحد الطوابق أتاها صوت حنون يدل من نبرته على صفاء قلب صاحبه
- باكرا كما هي عادتك مينابو...
اتسعت عينيها من الفزع و الفرحة نفس الآن
-سيدتي كيران...صباح الخير
نظرت إليها تلك المرأة ببسمة هادئة و وجه مشرق
أجابت
- صباح النور يا ابنتي يبدو أنكي لم تنامي جيدا...
اعتدلت مينابو في وقفتها و انحنت احتراما لكيران و ببعض من
الارتباك قالت
- تستطيعين قول هذا...سيدتي
تقدمت كيران واضعة يدها على كتف مينابو
- لا تتعبي نفسك اليوم يا ابنتي
وضعت مينابو يدها على يد السيدة بلطف و ابتسمت لها
- هذا عملي سيدتي فأنا مجرد خادمة...لكم الكثير من الأفضال علي و على جدي
أنزلت كيران يدها من على كتف مينابو بشيء من الحزن و اكتفت بابتسامة ساحرة ثم إستدارت مغادرةً
أوقفتها مينابو و القلق متربع على ملامحها
- سيدتي هل،...أخذتي دوائك ؟!
بالأمس بدا وجهكِ شاحبا رغم سعادتكِ
ثم أكملت بتردد
-بـ...بعودة السيد
و بعدها بنبرة قلق مترددة
أرجوك سيدتي صحتك هي الأهم...
التفتت كيران بابتسامة
- لا تقلقي سيرحل مرضي بعودة كيوجا ، مينابو..
ابتسمت مينابو لها بحنان يخفي خوفها حول هذا المرض الذي ابتليت به كيران



عادت السيدة إلى غرفتها و نظرت إلى صورة أمام مكتبها
كان بتلك الصورة شاب بدا في الثامنة عشرة من عمره ذو عينين رماديتين حادتين و شعر أسود لامع كان شكله أنيقا و يدل على ثرائه الفاحش
تنهدت بحزن
- لا أدري كم يوما سأبقى إلى جانبك يا بني كبرت و صرت رجلا و قريبا ستكمل ما بدءه والدك و سأنعم أنا بالراحة من خوفي الدائم عليك
بأسى أنهت
- لكن اكبر عقبة هي ما ينتظرك بني...
دمعت عيناها و هي تمسح الصورة
- عليك أن تكون حكيما في ما تختاره كن قويا كما كان أباك و اجعلني افخر بك
ثم احتضنت الصورة و أصدرت شهقة تخرج من صميم فؤادها الخائف من المستقبل الآتي



وراء ذاك الباب نزلت مينابو بخطى واثقة متجهة إلى ملحق خلف القصر فاستوقفها شاب بدا في الخامسة و العشرين من عمره كانت عيناه صارمتان تبعثان الخوف لمن يراهما أول وهلة
بتردد ألقت التحية
- صباح الخير سيدي الرئيس
رد بنبرة صارمة
- صباح النور.....أأنت ذاهبة لإيقاظهما!!!
إزدرت ريقها و في نفسها أنهت تلوموهما
- إن قلت له... "نعم" فسوف يطردهما يا الهي لقد زاد إهمالهما و بالرغم من أنني طلبت منهما النوم في الملحق فهما لازالتا تتأخران
لم ينتظرها لترد عليه مباغتاً لها قال
- أعلم أنكِ ذاهبة لإيقاظهما فقد طلبتي البارحة منهما المبيت هنا سألحق عقوبة بها السيد قادم اليوم و هما نائمتان متى ستكبران....
ثم زفر بحنق و تعب منهما
ابتسمت مينابو بمرح و هدأت من روعه بكلامها
- أرجوك لا تقسو عليهما سيدي الرئيس يوغامي ، لقد عملتا حتى منتصف الليل البارحة و هما متحمستان لرؤية السيد
بملل أضاف
- لن ينفع عقابي إن لم يكن قاسيا ستمر اليوم على خير..... لأجلكِ مينابو فأنتِ المسؤولة عنهما و لو لا هذا لقضيت على فرصة عملهما في القصر
هنا تقدمت امرأة بدت في الأربعين من عمرها
منهما لتقول بودٍ
- أيها الرئيس رفقا بالفتاتين دعهما ترتحان قليلا...
إنحنى بخفة و ألقى التحية
- صباح الخير سيدة يوسان
نفس الشيء قامت به مينابو
- صباح الخير سيدة يوسان
ردت يوسان بإبتسامة وضاءة
- صباح النور يا أبنائي
بتساؤل قالت مينابو
-هل مازال ظهرك يؤلمك سيدة يوسان
نفت بود
- لا تقلقي صغيرتي إنه توعك بسيط بسبب الإجهاد فحسب
حملق يوغامي بها ثم تدخل بقوله
- أنتِ كبيرة الخدم سيدتي و عليك الانتباه إلى صحتك
- أمر اعتدت عليه مع مرور الوقت ستعتادان هذا أنتما أيضا
بمرح جابهتها مينابو
- إذا كان الرئيس فنعم
ابتسم يوغامي ابتسامة باردة بسرعة و ذهب لتولي عمله
نظرت يوسان إلى مينابو التي بدت محتارة من يوغامي
ثم أخرجتها بحديثها
- إذا فأنت متحمسة أيضا لرؤية السيد الصغير, مينابو
أجابت بنفي
لا ليس إلى هذا الحد ثم انه لم يعد صغيرا أبدا...
ثم بمرح
- أما عن تلكما الكسولتين فكلتاهما ترغبان و بشدة برؤيته
ضحكتا ثم مرت يوسان إلى عملها و أكملت مينابو طريقها إلى الملحق الخلفي الذي كانت تبيت فيه هي و جدها قبل وفاته منذ خمس سنوات و نصف ، مرت قبل ذلك على تلك الأشجار التي كانت تشاهدها من الأعلى في غرفتها و نظرت إليها بابتسامة زينت ثغرها
جعلتها أكثر براءة ، خرجت مسرعة إلى الملحق و فتحته دون طرقه بصوت عال و لهجة مبتهجة
- انهضا أيها الكسولتين لقد تقدم موعد وصول السيد و هو الآن في المطار و قريبا سيأتي و إن لم تتهيأ لاستقباله فسوف يقوم يوغامي بطردكما...
نهضت إحداهن بسرعة و أخذت تلبس ملابسها و بفزع
- :لما لم تنهضينا باكرا مينابو أيعجبك أن نطرد دون رؤية السيد ...
ثم زفرت بملل و هي تبدل ملابسها التي كانت باللون الأسود و اقصر من زي مينابو
كل الخادمات في القصر عدا مينابو يلبسنه
بدلته على عجل
أما عن الأخرى فصاحت و هي تفرك عينيها بكسل
- صباح الخير...أشم رائحة كذبة في الأمر ، أم أن الوقت تبدل حقا كما تقولين مينابو...؟
لم تعرف مينابو ما ترد عليها غير أنها تراجعت عن مدخل الباب بخطوات هادئة و نظرات لا مبالية تنم عن ثقتها بما قالت
وقبل أن تغلق الباب نهضت الفتاة التي كانت شبه ناعسة و توجهت لها بمرح
- صحيح ما تقولين إذاً...
بلا مبالاة
- عودا للنوم إذا أحببتما فما قلته مجرد كذب ....ميدوري
انتفضت ميدوري و أسرعت إلى تبديل ملابسها
كتمت مينابو ضحكتها الساخرة من منظريهما الغير مهندم و المثير للإستفزاز بعد مدة خرجت فلحقتها الأولى
بخجل قالت
- هل صحيح ما قلته لميدوري انه قادم...؟
التفتت إليها مينابو بابتسامة و هي تسير
- كما سمعتني كانا
بحماس
- سأراه أخيرا
-لم يمضي على تواجدكِ هنا سوى سبعة أشهر و متحمسة كل هذا الحماس
بحماس أردفت كانا
أهذا يعني أنكِ لستِ كذلك...، هل أنتِ متحمسة مثلي ؟؟؟!
ثم بدئت بالقفز من شدة حماسها
نظرت إليها مينابو بتعجب و بابتسامة أنهت تصرفاتها الطفولية
- لا .....أنا لست مثلكِ إنه أمر عادي كأي شخص علي استقباله فحسب
توقفت كانا عن القفز و نظرت إليها بغباء و هي تدخل إلى مطبخ الخدم أمامها
بحيرة
- يال غرابة ما تفكر به ، عاشت معه معظم حياتها و لا تأبه لعودته...
هنا ضربتها ميدوري و جرتها معها إلى المطبخ
دخلت معها ثم جلستا في كرسي متقابلتين كانت يوسان تجلس معهما تتناول فطورها بهدوء
رفعت بصرها لتجدهما ينظران إليها بابتسامة ، وفي نفس الوقت
- صباح الخير سيدة يوسان
- صباح النور يا ابنتاي
ذاك التساؤل حير فؤاد كانا قالت منتظرة لإجابة وافية
- سيدة يوسان ألم تلاحظي أن مينابو غير مهتمة لأمر قدوم السيد ما بها ؟
بتفكير أجابت يوسان
- عشت عمري هنا و منذ طفولتها هي و السيد الصغير لا يفترقان لكن بعد أن كبر السيد و انتقل إلى الدراسة في القرية عند جده تغيرت طباعه و كذلك طباعها هي أيضا و أصبح ينظر إليها بعد عودته بشكل مختلف عما كان مسبقا و كذلك هي ، أظنها تعلم بأنها "مجرد خادمة" و تتصرف على هذا النحو و هذا جيـ...
لم تكمل لأن مينابو وضعت أطباق الفطور أمامهن و بإبتسامة
- هذا فطوركن آنساتي...
ثم نظرت إلى ميدوري و كانا بخبث و جدية بحدة
أعطت لهما طبقيهما
- خذا أنتما فطوركما مختلف... تماماً
نظرت ميدوري إلى صحنها لتجد أنه فارغ ، فصاحت
-أرجوك مينابو كفاكِ مزاحا....
نهضت كانا و ذهبت لإحضار فطورها بنفسها
في حين أن ميدوري لازالت تترجى مينابو التي لم تعر لرجائها أي اهتمام
مينابو تنظر إلى كانا التي عادت بطبق ممتلئ
- توقفي عن الصياح و افعلي كما فعلت كانا النشيطة يا كسولة
خجلت كانا و أخرجت لسانها بطفولية و رقة مؤيدةً
- اجل كانا النشيطة
ابتسمت مينابو لها و انطلقت إلى الحديقة لكن يوسان أوقفتها
-أنتِ لم تأكلي شيئا منذ البارحة
التفتت إليها بلطف
- لا داعي لقلقك سيدة يوسان ، إن وجدت وقتا فسأفعل
و غادرت
نظرت نحوها ميدوري بغرابة
-عجيب أمرها ، قلبها جافٍ كيف لها ألا تشتاق إلى السيد و هي لم تره منذ خمس سنوات
- لا ليس عجيبا فعملها هو أن تخدم من يعيشون هنا لا أن تشتاق إليهم أضيفي على هذا أنها ليست فردا منهم ...يا آنسة ميدوري
نظرت ميدوري إلى كانا باندهاش و ما قطع أواصر كلامها و أرغمها على السكوت
هو دخوله بصوت هز أركان المكان
- أيتها الكسولتان نهضتما أخيرا...
وقفت كل منهما تلقائياً بفزع تستمعان لمحاضرته
- ألم أنذركما من التأخر عن العمل مرارا و تكرارا و الآن اتضح السبب و هو تأخركما بالسهر لولا تدخل مينابو لما استمريتما بالعمل هنا...
بترجي قالتا
- شكرا لك سيدي الرئيس ...شكرا
رمقهما بنظرة باردة و مضى دون أن يوليهما اهتماما
بغضب نطقت ميدوري
- لما هو دائم الصراخ علينا هكذا يظن أنه ملك أو ما شابه ...إنه شخص عادي مثلنا مثله
- إنه رئيس الخدم ميدوري أي إنه سيدنا لذا فلا داعي لإخفاء أمر أنكِ تحبينه و تعشقينه
ثم غمزت يوسان
- أهذا صحيح سيدة يوسان
احمرت ميدوري غضبا و خجلا في نفس الوقت و نظرت إلى كانا التي كانت تضحك ببلادة عليها
و بنفس حالتها
- أحبه أو لا افعل...أمر يخصني كانا لذا توقفي عن قول الحماقات
صمتت كانا و عادت إلى مكانها و هي تغمز يوسان
جلست و رجعت لإكمال أكل فطورها ثم نظرت إلى يوسان
-لم أكن أظن أن النوم في منزل عائلة غاكيجاوا سيكون مريحا...و إن كان بالملحق انه أفضل حتى من النوم في تلك الشقة المملة
ثم زفرت و بملل و أكملت
-كم أحسد مينابو التي قضت حياتها هنا
نظرت إلى يوسان و بتساؤل
- صحيح أن أمر ميدوري غريب ، لكن أمر مينابو أكثر إثارة للتساؤل منها ، أرغب بمعرفة لما تتصرف هكذا
نظرت إليها بغرابة ثم وقفت للمغادرة تحاشيا من أسئلتها
بعد ذهاب يوسان نظرت ميدوري إلى كانا بملل
- غبية ...أنتِ تحبين معرفة كل أمر و تحشرين رأسكِ لما أنتِ حمقاء هكذا ؟
نهضت كانا بغضب طفيف و هي تنفخ خديها ثم ضربتها بخفة على رأسها
- على الأقل لست كسولة كبعضهم ...
ثم غادرت بسرعة
نظرت إليها ميدوري بغباء و بعدها عادت إلى أكلها و هي تفكر
- إنه أكثر وسامة و هو عاقد لحاجبيه أنا أحبه...
و بمرح
- أحبك يوغامي



في تلك الحديقة الخلفية
كانت مينابو تنظر إلى أعلى شجرة التفاح الكبيرة
تتمعن التحديق في غصونها و أوراقها فجأة لمحت غصنا معقوفا
يبدو مشوها لمنظر الشجرة
أسرعت لجلب سلم لكي تصعد و تنزعه منها
صعدت بسرعة وضعت يدها عليه ، دون إدراك أتت لمخيلتها صورة طفلة صغيرة بريئة الملامح ضاحكة
تطلب من جدها ذاك العجوز ذا الوجه الباسم و التجاعيد الدالة على عجزه و كبر سنه تفاحة ، لكن ذاك الجد رفض قائلا بهدوء
- صغيرتي... في البراد يوجد التفاح لما اقطف لكي واحدة ؟
عقدت حاجبيها بطفولية و نفخت خديها المتوردين غضبا
بغيرة
- لو كان كيوجا لأعطيته واحدة وأنا لا
ثم أشاحت بوجهها الطفولي إلى مكان آخر لتلمح طفلا بدا في التاسعة من عمره يضحك عليها
تقدم منها و شرارات الغضب تنبعث من عينيها نحوه
عندما قال
- جدي يحبني أكثر منكِ يا فزاعة
اخرج لسانه سخرية منها
حزنت من كلامه و التفتت للمغادرة إلى مكان آخر
لكن كيوجا أوقفها و بإبتسامة
- سأحضر واحدة لكي
استدارت بفرح عارم
-حقا
ثم نظرت إلى علوها
-لكنك لن تستطيع إنها أطول منك
أجابها ببرود
-حمقاء...من قال أنني سأصعد
و أشار بأصبعه لها
نظرت نحوه ببلاهة
- لكن كيف ستحضرها
جلس و أشار نحو ظهره
- اصعدي و سأمسك بك
- لكن سنقع
بثقة قال
- إن وقعنا فسنقع معا
- حسنا
كان الجد يقلم باقي الأشجار و ينظر لهما بابتسامة قائلا
- شقيان ...
صعدت مينابو على كتف كيوجا لكنها لم تستطع الوصول
-أنتِ ثقيلة مينابو...
بغضب و خجل كلمته
- لم أستطع الوصول إليها ، ثم ليس أنا من طلب منك أن تحمله
رد كيوجا ببرود و ملل
- اصمتي إذا... و كفاك من الشكوى
نفخت مينابو خداها و حاولت الوصول ثم صاحت
- إن أصبح عمرنا عشرين سنة فلن نلحق بها إنها عالية و بعيدة جدا...
ضحك كيوجا على ما قالته فإختل توازنه
شعرت مينابو بتحركه
- انتبه سنقـ..
قبل أن تنهي كلمتها كانت على الأرض بجانبه
تنظر إليه و هو يتقلب ضاحكا على ذاك العشب الأخضر
بتعصب تنهدت و قالت
- لقد وقعنا أأعجبك الأمر؟؟!!!
توقف عن الضحك بدوره التفت نحوها بحزم
- وقعنا معا
- مينابو
كان هناك صوت يناديها و هي تحاول نزع الغصن فالتفتت
لتجد إنها كانا
- ما الأمر كانا
- إن الآنسة ريناتشي تريد رؤيتك
كسرت الغصن
- حسنا أنا قادمة
نزلت مينابو من على السلم و أعادته إلى مكانه ثم توجهت إلى رمي الغصن
و في طريقها إلى ريناتشي لاحظت أن هيجيكا يكلمها فتوقفت في مكانها
- ألن تذهبي معي إلى استقبال كيوجا مدللة جدتي ؟؟
تحاشته ريناتشي
- لن اذهب
بنظرات خبث قال هيجيكا
- ههه حتى أنكِ تدعين الاهتمام به و أنتِ غير هذا
رمقته بنفس النظرة
- سوف يأتي و سيأخذ منصبك و أنا سأكون زوجته قريبا لذا لا تفرح هكذا يا أخي العزيز
كتم هيجيكا ضحكاته ثم قال بصوت أشبه بالمخنوق ضاحكاً
- منذ البداية وأنا رئيس مؤقت و هذا لا يشكل فارقا فأمر إدارة الشركة أمر عادي و لا يهمني إن أصبحت نائبا للرئيس فهذا ليس مهما
في نفسها و بمكر
- حسنا أنت نائب و قريبا سأصبح أنا الرئيسة لا كيوجا ذاك المدلل سأجعله يندم على كل كلامه المتغطرس و اللامبالي لأنني أنا من سيستعمر هذه الثروة أنا و حسب
ثم ابتسمت لأخيها بوداعة
التفتت هيجيكا لمينابو التي بقيت واقفة دون حراك و كأنها جماد
فإنحنت مباشرة ما إن صوب عينيه نحوها
- صباح الخير سيد هيجيكا و آنسة ريناتشي
- صباح الخير
انتبهت ريناتشي لها فصاحت في وجهها
- أين فستاني الأحمر، لقد أخبرتك أن تضعيه في غرفتي قبل مجيئي
بهدؤ
- إعذريني إنه في دولابكِ آنستي و أنا من حرص على وضعه البارحة
صعدت الدرج بتغطرس و شعرها الأحمر يتماوج يمينا و شمالا ثم التفتت إلى مينابو التي كانت على مشرفة من المغادرة
- أحضري لي مفتاح غرفة كيوجا أريدها قبل نزولي
- لكن لقد...
ثم عضت على شفتيها و التفتت لجهة مغايرة و في نفسها
- غرفة السيد ممنوع دخولها لقد تعهدت له بهذا لمدة خمس سنوات و الآن قبل مجيئه أعطيها لريناتشي... محال هذا محال ، لا أحد يدخل تلك الغرفة سواي أنا فحسب...
بجمود سألتها ريناتشي
- ما قولك ، لما تنتظرين هنا هيا أسرعي إلى إحضارها...
و على هذا الصوت الصاخب خرجت مينابو من دوامة تضارب أفكارها
بدون أن ترفع نظرها
-حسنا آنستي...
غادرت ريناتشي تحت ذهول مينابو لما قالته فوضعت يدها على فمها و الدهشة سيدة الموقف
قالت دون إدراك
- ما الذي قلته,ما ...ماذا قلت ؟ أعطيها المفتاح لا مستحيل أمر مستحل،...لكن قلت هذا لقد وافقت ماذا فعلت ؟؟؟
هنا قادتها قدماها بخطى مترددة إلى غرفتها
و فيما هي تصعد الدرج لاحظت خروج بعض الخدم من غرفة كيران فأفزعها الخوف و زاد من توترها
سألت أحدهم
- عذرا ما بها السيدة كيران؟؟
- بخير كنت اسألها إذا ما أرادت شيئا فأجابتني بالانصراف إلى عمل آخر
و مضى أمامها كالنسمة التي توقظ شخصا من ذكريات حافلة
شكوك حائرة نحو المسير أو التوقف
كانت تنظر إلى باب الغرفة و هي تجر قدماها بتثاقل بخيبة أمل وضعت يدها على مقبض الباب و أرادت طرقه ببطء لكن هناك شيء ما منعها
هو سماعها لصوت حرمت من الإصغاء إليه لمدة خمس سنوات يناديها من جديد
-مينابو
استدارت مرتعبة مرتعشة
منتظرةً لعلها ترى ذاك الشخص أو تلمح جزءً منه يوقظها من كل هذه التساؤلات و الأفكار حول الرفض و متاعبه أو تلبية الأمر
كانت تنظر إلى أعلى الدرج حيث رأته طريقا طويلا لا نهاية له
لا حدود لعمقه مضت به و دون وعيها توقفت أمام غرفة السيد
التي تبعد عن غرفتها بعدد بسيط من الدرجات ، نظرت إلى بابها بفتور كان بادياً على عينيها اللتين تسمرتا و هما تلاحظان مقبضه الذهبي اللون و بابه البني البارد كشعرها
بقيت مدة على ذاك الحال ثم رفعت عينيها للأعلى لتنظر إلى السقف الآجوري اللون المزين بخطوط ذهبية
شردت بها مدة ثم أطلقت العنان لقدمها
أكملت سيرها للأعلى ، فتحت الباب على مصرعه و اتجهت إلى تحت وسادتها مدت يدها بتردد على حمل المفتاح فمرة تحمله و مرة تضعه كانت يداها ترتعشان تحاول أخذه و في الأخير أخذته
عادت بسرعة و عندما وصلت أمام باب غرفة السيد جمدت في مكانها و أغمضت عينيها بشدة ثم نزلت بسرعة للأسفل تترجى في نفسها رجاء لا أمل منه
- ليتك تأتي الآن و تأخذ المفتاح دون رؤية من يأخذه الآن ، طوال الخمس السنوات الماضية لم أقم بنقض عهدك و الآن ،...
بتفكير تحدث نفسها
- لا إن رفضت فسوف تقوم بإخبار السيدة كيران و أنا لا أرغب بهذا فهي ليست في صحة جيدة لسماع مناوشاتها معي
ضغطت على المفتاح بشدة ، نظرت للأمام بحزم شديد
- لن اسمح لكي أبدا بفتح من غرفة السيد دون علمه فأنا الوحيدة القادرة على ذلك آنستي ريناتشي
خبئت المفتاح خلف زيها و انطلقت لتجد ريناتشي تنتظرها و هي في كامل أناقتها
كانت ترتدي ثوبا أحمر يصل طوله إلى فخذها مزينا بجواهر متناثرة حول ياقته مع كعب عال و شعرها مرفوع للأعلى مع خصلاته الكثيفة الأنيقة الشكل
بيدها تحمل رسالة بغلاف أحمر و عليها زهرة بنفس اللون
نظرت إلى يدي مينابو الفارغتين
بنبرة تكبر نطقت
- أين هي المفتاح مينابو...؟
- أظن أنكِ تعرفين أن السيد قد أوكلني على تولي تنظيف غرفته و إغلاقها و عدم إعطاء المفتاح لأي كان سوى سيدتي كيران...
نظرت ريناتشي إليها باستخفاف و استهزاء لكلامها
- و أيضا تردين علي... من أنتِ لتتكلمي مع خاطبة سيدك هكذا أيتها الوقحة
- أعلم أنني شخص أقل منكِ قيمة لكن هذا واجبي و علي تنفيذه
هنا استدارت ريناتشي خلف مينابو و وضعت يدها خلف حزامها لتحاول سحب المفتاح
التفتت مينابو بفزع
- آنسة ريناتشي ماذا تفعلين؟؟
- لا شيء أحاول سحب ما خبأته عني أيتها الوضيعة...
ابتعدت مينابو عنها و أرادت الهرب
فصاحت عليها بغضب
- هاتي المفتاح إلى هنا ، هذا أمر هيا أيتها الخادمة الحقيرة
سحبت مينابو المفتاح من خلفها و مدت يدها و هي تقبض عليه بقوة ، لكن هنا أتى صوت من أعلى درجات السلم
- أتركيها ريناتشي
اتسعت عينا ريناتشي و نظرت إلى كيران بلا مبالاة
انحنت مينابو بإحترام
بعد أن وصلت إليهما سألت مينابو
- ما الأمر مينابو؟
- إن الآنسة ريناتشي أرادت اخذ المفتاح من عندي و لكني إمتثالا لأوامر السيد تأسفت لأنني لن أعطيها إياه
نظرت نحوهما بحكمة تحاول فض النزاع
- حسنا سآخذه أنا...
هنا مدت مينابو يدها لتضع المفتاح بيد كيران دون تردد و استأذنت للمغادرة إلى عملها
بقيت ريناتشي تنظر إليها بحقد و هي تعض على شفتيها
-حسنا ما الذي كنتِ تريدينه من غرفة كيوجا
رمت بعيونها ترمق الرسالة التي بيد ريناتشي
لتتحدث الأخرى بتأسف
- كنت أرغب بوضعها في درجه هذا ما في الأمر ، لكن عديمة النفع تلك لم تعطني المفتاح
بجدية
- ليس عليك قول هذا لأجل مفتاح إنها تحاول الوفاء بوعدها
في نفسها ردت
لا ادري لما تهتم لأمر هذه الحثالة أكثر مني ، سوف أقضي عليكم بعد زواجي من كيوجا فحسب ستموتين قهرا أيتها اللعينة كيران ، تفضلين مينابو الغبية تلك علي
هتفت توقظها من أمانيها الشريرة
- أعطني الظرف و سأوصله بنفسي إلى غرفة كيوجا
إدعت الخجل و هي تجيبها
- به أمور سريه خالتي كيران
بملل
- يال أبناء الجيل ، لن أقراء ما فيه
بتودد
- تعلمين أنني أحب كيوجا خالتي مذ كنا صغارا و أنني لا استطيع نسيانه لذا أوصلي هذه الرسالة إليه أرجوك
و أعطتها الرسالة
أخذتها كيران و هي تنظر إلى عيني ريناتشي التي تبدو وديعة ثم صعدت للأعلى حيث غرفة كيوجا



أما مينابو فقد كانت تنظر إلى الأرض و قلبها يدق بسرعة لصعوبة الموقف الذي كانت به و تحت فزعها هذا نطت عليها ميدوري
- لما لم تضربيها,تلك المغرورة المتعجرفة لو كنت مكانك لأريتها حدها
برعبة سرت في جسدها أجابت
- لو كنتِ مكاني,حقا...
وفجأة تظهر من أمامها كانا
- هل ذوق السيد سيء حتى في الطعام كما النساء ...إنها امرأة مقرفة كلما رأيتها شعرت برغبة في أن أطير إلى الفضاء الخارجي هربا منها
ابتسمت مينابو بوضوح ملامح وجهها المتأثر من ما فعلته ريناتشي
- ذوق السيد ليس سيئا كما تتوقعين كانا
- و أخيرا تتحدثين عن السيد
ثم نظرت إلى ميدوري التي رمقتها بخبث
- أتذكر صباح اليوم أنكِ أخبرتنا أن وقت عودة السيد صباحا ، مرت ثلاثة ساعات وأنا لا أراه هنا
- لقد قلت لكي مسبقا و صباحا بالتحديد أنني اكذب و صدقتني
شعرت كانا بصدمة و تحسر فهي أكثر من كان يرغب برؤيته
فقالت بحزن
- تحمست للأمر بشدة كنت ارغب برؤيته
ثم بعثرت شعرها بغضب طفولي
غيرت ميدوري الموضوع بسرعة لتحاول جلب بعض من السرور
- هل صحيح أنه أوسم شاب في عائلة غاكيجاوا كما سمعت
بملل
- لا أدري فأنا لست ممن يهتمون بمثل هذه الأمور حلوتي ميدوري
هنا مر يوغامي و نظر إلى ثلاثتهم ببرود
- مينابو إن الآنسة ريناتشي ترغب بمقابلتك
- الآن كنت معها ما بها
هتفت ميدوري بحنق و رغبة في الشجار
- احذري منها هذه المرة
ثم وجهت ناظريها إلى يوغامي الذي بدا غاضبا من ما قالته
هربت و سحبت كانا معها
التفتت إلى يوغامي الذي لازال ينظر إليها
- عن إذنك سيدي الرئيس لكي لا توبخنا
و غادرت تحت دهشته فها هو لم يفهم أي شيء من كلامها


في تلك السيارة الفخمة كان هناك شاب يجلس و هو يضع رجلا على الأخرى بتسلط ينظر إلى النافذة بعينين ناعستين رماديتين ابتسم ببرود يزيد من سكونه
- اقتربت منك الآن...
أخفض رأسه و بصوت غير مسموع يملئه الأسى
- أيتها الخائنة


صوت عالٍ زعزع أركان المكان
- لقد طلبت منكِ إحضار الزهور الحمراء لا البيضاء أيتها المغفلة
- لكن السيد يحبها بيضاء اللون
- كيوجا يحب الزهور الحمراء لا البيضاء الغبية مثلك
كانت كيران نازلة من الأعلى و هي تضع يدها على رأسها
فكل لحظة بنفس الشأن تكون أصوتهما عالية
- إلى متى و هما تتشاجران هكذا
ثم نزلت لفض الصراع الواقع
- لقد أخبرني عندما كنا صغارا أنه يحب الزهور البيضاء اللون
بغضب
- عندما كنتما صغارا ، أمر لا يقاس عليه شيء ...مغفلة
-أظن أن مينابو تعرف كيوجا أكثر منكِ ريناتشي لذا فإن الزهور البيضاء اللون هي المفضلة عنده ، في هذا الأمر لا تناقشي
بعد نفاذ صبرها تقبلت
- لم أعد أرغب بالزهور الحمراء أطلبي من الخدم إعادتها

بابتسامة هتفت مينابو
- حسنا....
و سارت لتلبية المطلوب منها تحت نظرات ريناتشي الحاقدة و الكارهة لها
في نفسها
- سأحرص على إخراجك من هذا المنزل جاثية على ركبتيك و مترجية لي بالعودة إليه...مجدداً
ما جعل أفكارها الخبيثة تحد هو صوت واثق نبع من اشتياق كبير و سعيد
- إن سيدي الصغير في طريقه إلى القصر سيدة كيران و سبب تأخره هو وجود بعض رجال الصحافة في طريقه
اتسعت عينا كيران و تلئلئتا من الدهشة ثم بصوت مشتاق ملهوف لرؤية شخص عزيز عليها
شخص مضى على رحليه سنوات و لا شيء قد جمعهم به سوى سماعة الهاتف تلك
بنظرة حب
- حقا يوسان,هل هو قادم
بنفس النظرة
- أجل سيدتي بعد لحظات سيصل
أسرعت كيران إلى حضن يوسان و تعانقتا
كانت مينابو تنظر إلى هذا المشهد بحزن بالغ و سعادة لكيران التي أخيرا سترى ابنها
مع جو السعادة هذا مرت أمامها كانا و ميدوري اللتان كانتا تناديان خدم القصر للوقوف أمام الباب و استقبال السيد
بفرح دفعتها كانا
- هيا مينابو ، هيا بنا لاستقبال السيد
بدا التردد واضحاً عليها فردت مغيرة لدفة الحديث لصالحها
- اذهبا وحديكما فأنا أرغب بالذهاب إلى المطبخ
ثم وضعت يدها على بطنها تتأوه تحاول إيهامهما رغماً
نظرت إليها ميدوري بشك و عادت لسحب كانا
- إنها لا تهتم ، لذا لا داعي لنترجاها بهذا...
نظرت كانا نحوها بغرابة ثم مضت بحيرة تخالجها نحو ما يحدث
عادت مينابو إلى مطبخ الخدم بسرعة
نظرت لتجد طبقاً موضوعا على الطاولة
حملقت به متعجبة لتجد أنه حساء ، جلست أمامه لتأكل منه لأن معدتها كانت خاوية منذ الأمس
بقيت شاردة به مدة من الزمن
و هي تفكر بشرود فالمكان كان هادئا و جالباً للراحة
أمسكت الملعقة و أخذت أول رشفة منه
فجأة أصبحت تسعل بشدة و حرقة
- ما هذا .....ليس وقت الحازوقة
اتجهت إلى البراد و أخرجت منه قارورة مياه و هي تضع يدها على فمها فتحت القارورة
أخذت كأسا من على الطاولة
شربت الماء لتغص به ثم أخذت تسعل بقوة أكثر
أمسكت بحافة الطاولة و هي تسعل كان صوتها متقطعا و ممزوجا بالحازوقة
و كل هذا تحت مراقبة شخص لها بعيون وديعة و بابتسامة آسرة
أنزلت يديها و صوبت عيونها نحوها
- ما كان علي أكل ما ليس لي كان علي إعداد طعامي وحدي ، سأذهب للحمام.....
وأعادت يدها على فمها استدارت للاتجاه للحمام
لكنها اصطدمت بشيء حسبته جدار أول مرة....
جراء هذا الإرتطام الطفيف سعلت بقوة عليه
تلطخت بدلته الأنيقة السوداء القاتمة بما أقدمت
ظهر عليها الابتلال
دون معرفة من هو نظرت مينابو إلى جهة أخرى و بصوت لم يفهم منه شيء
- أعتذر...
و أرادت العودة و إحضار منديل لتنظف بدلته
لكنه أمسك بيدها و أعادها إليه لتنظر لذاك الطول الشامخ والصدر الواسع رفعت ناظريها باندهاش للأعلى لتتسع عينيها و تتسارع دقات قلبها مع نظراته الحنونة لها
كان الأمر أشبه بحلم أن تلتقي نظراتهما بعد فراق طويل
في تلك اللحظة خانتها الحروف و هججت بصوت متقطع و هي تبتلع ريقها
- أهـ.. أهذا أنت... ؟


1-ما رأيكم بمينابو و ما الذي اكتشفتموه من ماضيها؟
2-كيوجا لما يصفها بالخائنة و هل لهذا علاقة بماضيهما؟
3-على ماذا تنوي ريناتشي و هل ستنجح؟
4-من الذي دهشت مينابو لرؤيته... و ما الذي ستفعله؟
5-رأيكم بكيوجا و مينابو عندما كانا صغيران ؟
5-أحسن مقطع... و آرائكم


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/16_01_14138990401979772.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]












[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
ليسَ وهماً ، لكنهُ حقيقةٌ جميلة تَمَنيْت أن تدومَ
أكْثر~





رد مع اقتباس