عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 07-02-2013, 06:17 PM
 
[frame="7 10"]
موآفقةٌ أم إعترآض ؟! ]


فجأةً ودون سآبق إنذآر شعرتُ بذرآع تُطوق ذرآعي بحرصٍ وقوة .. وصوت عآلٍ من خلفي تحَدث بنبرةٍ جادة مُنادياً ريو

( أنت ! ، لن أجعَلك تؤذيهــا أو تلمس شعرة واحدة منهــا .. " وبحدة " سأقتُلك إن آذيتهــا ، أنا أُرآقبك )

أدار ريو نصف وجهه نحوي بإستغرآب ثُم إلتفْ ليصبحَ مواجهاً لي تماماً ..

مشَى إلي مُبتســماً بثقة ثُم ثنىَ ذرآعه وآضعاً إياها على كتفــي ويُقآبل مَن بجآنبي فزآدت إبتسآمتهُ وأصبحت أكبر

وأكبر .. وأكبر ... وأكبر ، إلى أن أصبحَت كـإبتسآمة مكــر مُريبــة !

كُنت حينهــا مُتجمدةً مكآنيَ مُرتعبــة من " الفتـــاة " القصيرةِ التي كآنت تُطوق ذرآعها بذرآعي

تلك الفتآةُ الشقرآء ذات الشعــر الطويل المُنسدل على ظهرها ببسآطة والعينين البُنيتيّــن الوآسعتين

كالعآة تظهــَر بوقتٍ عجيب غير مُتوقع أبداً

ظل ريو مُبتسماً بريبة إلى أن ضحـِك بقوةٍ حتىَ خـِلت قهقهآتُـه قد تُحدث زلزالاً قوياً بالمدرسة ..

قآل بعدما وضع يدهُ على رأس تلك الشبَــح وحركها بعشوآئية عابثاً بخُصلات شعرها مُحاولاً تلطيف الجو .. كما أعتقـِد

( أيتها الصغيرةُ الشقيّـــة ! .. يُعجبنــي دُخولكِ المُفــاجئ دائماً بالأوقآتِ المُملة ليجعلها مُثيرة )

أبعدت تلك الشبــح " رين " يد أخيهـــآ ريو وملامحهآ الطفولية تغيرت للإنزعآج بعدما كانت جديةً تماماً

شعرتُ بضغطهآ على ذرآعي بقوة أكثر من ذي قبل وإصبحت تقترب مني شيئاً فشيئاً وكأنها تحتمــي بي

نظرتُ إليها بتعجبٍ ممتزجٍ بقليل من الإستغرآب ورفعتُ حاجبآي دليلاً على ذلك وقلت ( مآبكِ .. ألن تترُكينــي )

نظرت إلــي بعينين بريئتين متعجبتين وتركــت ذرآعي بعد فترةٍ قصيرةٍ تلاقت بها عينآنـــا

أصبحت بؤبؤتا عينيهآ تتحركآن بسُرعة تنظُر إلى جميع الوجوه المُتعجبة امامها من الموقف الغريب

ثم إستدآرت لتًعطينــا ظهرهآ ووقفت قليلاً بعدما خَطت خطوتيــن فقآلت عآئدة للمشي مُبتعدةً

( ريــو ، لن أسمح لكَ بقتلها مرتيّــن .. ! )

إلتفتٌ إلى ريــو الذي بدا مُـتفاجأً جداً من منظر عينيه التي توسَعت إثر صدمة على مايبدو ..

سَرت قشعريــرةُ غريبة جعَلت جسدي يرتعش لوهلــة من قولها ... قتل ؟ مرتين !

مآ بآلُ تلك الشـَــبح ؟

لمـِحتُ عامل النظآفة ينظُــر إليّ بوجهه الأبيض مُحمرةٌ وجنتآه والبرود يطغي على ملامحه الوسيمة ثُم إستدآر ليُعطينــي ظهره

عُدت للنظــر إلى ريو لأُفآجأ بأن وجهه قَــريب جدًا من وجهــي ..

أنفآسُه إختلَطت بإنفآسي ... وعينيــه البُنيتين الحآدتين تلآقت مع عيني ، أنفه المُستقيم قآرب على أن يُلآمس أنفي

لكنني إبتعدتُ مُحمرة الوجه بسُــرعة عندمآ أحسستُ بيدِ آكي تُمسك كتفــي الآخر قائلةً ببرود غريب

( لا تُضيعــا الوقت ، لنذهَب ! )

سـِرنآ خلفهــا قريبين جداً من بعضنآ .. أخذتُ أبتعدُ عنه شيئاً فشيئا مُسرعةً لأصل إلى حيثُ يمشي عآمل النظآفة

كان واضعاً مكنستــهُ الخشبية الطويلــة على كتفــه الأيمن وصوت فرقعآت العلكـة المُستفز يصل إلى مسآمعي

سُحقــًا كم هُو وقح !

نظرتُ إلى سىآعةُ معلقة على جدآر المَمــر المليء بالفصول .. قلت هآمسة لنفسي ( إنها السآعةُ الوآحدة والنصف ظُهــرًا )

بدون إحساسٍ مني ، وقفتُ نآظرةً إلى المكآن الذي وصلنآ إليـه

نفسُ الممَــر الذي تُهت فيه تلك المَــرة

أخذنا نمشي فيه خلف عآمل النظآفة إلى أن توقفنــا لرؤيته قد توقف أمام إحدى الأبوآب

فتحهُ بهــدوء ليُخرج لنا عُدة التنظيف ، ممسحــة .. مكنسـة ، منشفـــات ومنظفآت !

ألا يكفي مآسبق لي من عملٍ شآق في بيتي لوجــود " جدي " مُحب القذآرة ، ثُم آتي لمدرسة أشبه بالقصر أنظفهآ !

وآحســرتي على شبآبي الذي سيضيــع ،

أخذتُ مكنســة بينمآ أخذ ريــو ممسحــة ذات عصاة خشبية طويلـة وسطل مآء

وأما آكي وهيكآرو فقد أخذتا منشفــات ومنظفآتٍ للزُجآج

مآزآد فوق غيظي غيظ هو سمآع ضحكآت ذاك المُنحرف قائلاً بمَـرح

( يا إلهي ، لطآلما تمنيتُ هذه اللحظة ، رآحةُ طويلة ومُرآقبة أطفآل هذه المدرسـة يُنظفون عوضًا عني ، تحقق حُلمي ! )

أعقب ريو على كلآمــه ضاحكاً بإستنكآر ( كين أيها الأحمق ، إخرس وإلا ركلتُك )

نظرتُ بإستغرآب إلى عآمل النظآفة ... إذًا إسمُــه كين ؟ إسمٌ جميل لآ أظنُه يليق بمُنحرف مُخــادع مثله

[ لم أنسى خريطتــه السخيفة تلك ! هيَ من قآدتني إلى هذآ العقآب ]

قآل كين مُتجهًا لطريق العودة ونحن نتبعهُ في سكون ( آه ، هآهو المُدير ريو ينظف مدرسته ، أوليس منظرًا

رآئعًا ؟ أن يُسآهم مُديرنا العزيز في تنظيــف المدرسة ! ) ثُم ضحك ساخرًا بقوة فاغرًا فاهه بأكملـه حتى خـِلتُه كهفًا بإحد الجبآل .

رجِعنــا إلى ممَر الفصول وإفترقنآ هُنآك بعد إقترآح ريو في جعلنــا نتفرق

أصرّ أن يُنظف معي بعض الفصوُل والآخرى بيد آكي وهيكــآرو ، أما كين فقَد قرر المجيء معنآ ، على مآيبدو فهُـوَ يعرف ذو المنقـــآر

لكنّــه إستأذننا قليلاً لينشغــل بأحد الأمور كما يقول ..

بدأنا بتنظيف الفصول لسآعتين وكان آخرها فصلي وها نحن مُقبلين على الساعة الثآلثة ، آه يا إلهـــي الرحمـــة !!

أورآق مُتنآثره ، قصآصآت ورقٍ ملونة ، أغطيـة قوآرير الميآه .. أو حتى قوآريرُ الميآه نفسهآ بالأدرآج ، وغيرهآ وغيرهآ

أخذتُ أنظف أنا بدآيةً لأُزيــل مآيُعيقــني ثُم أكنُس ، ثم يأتي بعدي ريُــو ليمسح الأرض بالمآء

رأيتُــه يتجهُ إلى مقعده ويسحب كُرسيّــه ليجلس عليه

صرختُ بغضب ( ماذا ماذا ! أستجلــس دُون تقديم المُســاعدة ؟ )

لم يأبه لصُــرآخي بل أخذ ينظُر إلى النآفذة واضعاً ذقنه على كفة يده

كُنت قد أحنيتُ ظهري وقمت بثني رُكبتي قليلاً لأستطيع إلتقآط ما بالأرض

وقفتُ بإستقآمةً قائلةً بسُخرية ( وقد ظننتُــك قد تغيّرت لتُصبــح رجُـلاً شهمًـا ، إذا كُنت على خطأ ! )

- صمت -

إنهُ يتجآهلنُــي تمامًــا .. أيُعقل أنه عآد لأظهآر حقيقتــه ، المُنـــافق !!!

نظرتُ إليه إذ بي أراه واضعًا ذقنـهُ على الطآولة ينظر إليّ بنظرة ... حنونة

إحمرت وجنتــآي وأشحت ببصري عنه ، سحقـًــا لـِمَ وجهي كالنآرِ المُشتعلة ؟

لـِمَ دقآتُ قلبــي في تسآرُع وكأنُــه وضع بجآنـِب أذني ... هذا الأمر مؤلـم ومزعج !

أخذتُ أحاول تجآهل الأمر لكننـي لم أستطـِع ، أشعُر بهِ يُحدق بي .. ودقآت قلبي بكُل لحظة في إزديآد

أغمضتُ عينــي إنزعاجاً ثُم فتحتها عندما احسستُ بحركةٍ حولــي ..

ريو كانَ يُنظف الأرض معــي .. كنتُ على وشك إبتدآء مشاجرةٍ معه لكنني فضلّتُ الصمت

بعد عدة دقآئق قصيــرة ، رأيتُ كين قادماً ليفتح البآب بهدوء وهو يُصفــر بشفتيـه الصغيرتين

تسآءل ريو محدثًـا اياه ( هل انتهيت ؟ أوزعت الأورآق كُلهــا ! )

توجّه كين إلى إحدى الطآولات الأمامية في الفصل وأمسك بكرسيّ جلس عليه حيثُ أن ظهر الكرسي أمام بطنه

( نعم لقد فعَــلت ، والآن نظف بسُرعة ، أريد أن تُصبح الأرضية لامعةً كما أفعل )

تمتم ريو بكلماتٍ غير مفهومة بغضب وعآد للتنظيف معـي ..

حينَ إنتهيت من إنتشآل الأوسآخ الكبيرة بالأرض .. هَممت بالتنظيف بالمكنسـة

إنتهيتُ أيضًــا بسُرعةٍ كبيرة ، بالطبعِ فأنا مُعتــادة على هذه الأعمآل أيضًـا كوني فتاة !

أخذ ريُــو يمسَح الأرض بعشوآئية وملآمحُـه المنزعجة تدُل على أنهُ في ورطة

[ لآ ... ليس كما في ذهنـِكُم ! ، لن أقوم بتقديم المُســاعدة فيكفينــي مافعلتُـه ]

أمسكتُ المكنسة بيدي اليُمنى وآنتشلتُ حآجيآتي من كُتب وأقلام وأيضًا الحقيبة من على طاولتي مستعدة للذهآب

صآح صوت ريــو منزعجاً ( لآ مينـــوري ، لا تترُكينـــي ! )

مينـــوري ...... لآ تترُكينـــي ......

هذه الكلمة أدت إلى إنفجآر بُركآن عجيبٍ بدآخلي .. جعلتنــي أقفز فزعًــا .. مِـمَ ؟ حقيقةً لا أعلم ؟

هل أتخيّل ؟ أم انهُ نطق إسمي للمرة الأولى بعد أول يوم ؟ أنا لا أذكُر فعلاً .. ولكن ، لتوي شعَرتُ بشعورٍ غريب !

نظرتُ إليــه لأراه عابسًــا يمُط شفتهُ السفلىَ مُعقدًا حآجبيه ، بدا لي منظرهُ طفوليًــا بريئًـا جدًا !

لذلك شعرتُ بتوترٍ نوعًــا ما .. فتركتُ أشيآئي ووضعتُهــا من جديد على طآولتي

( حسنًــا ، لن أذهب أيها الطفل ) قلت هذه العبارة القصيرة واضعةً ذقني على كفة يدي اليمنى وأنظُر إلى ماخارج النافذة مُدعيةً الإنزعــآج

سمعتُه يضحك بخفــة ويعآود مسح الأرضيــة ..

نظرتُ إلى كين الذي نآم على الطآولة ، ثُم إلى سآعة معصمي الحمرآء التي تُشير إلى الثآلثة و خمسٌ وخمسون دقيقة

خمسُ دقآئق أُخرى وتُصبح السآعة الرآبعة تمامًا

غيرت وضعيتــي لأضع كلتا يدآي على خدايّ بينما أنظُر إلى ريـو ، قُلت بتململ

( ذُو المنقآر ، هلّا أسرعت أرجـــوك .. سأذهُب وأتركك إن لم تنتهي خلال دقآئق ! )



لم يعترض أو يقُــل شيئـًا .. بل ظل يُسرع في مسح الأرضية هُنــا وهناك مُحاولاً الإنتهآء بإقصى سُرعة

وقفتُ من جديد وبيدي حآجيآتي .. واليدُ الاخرى تُمسك بالمكنســة عندمآ رأيتُ ريو شآرف على الإنتهآء

ذهبتُ إلى حيثُ يجلسُ كين ومددتُ يدي الممسكة بالمكنسة وقلت بهدوء ( تفضَـــل )

لم يرفَع رأسه أو يتحرك حتى .. ظل ساكنًــا كما هوَ !

هَززتُه برفق مُتسآئلة ( هيه ، سـ .. سـيد كين ، ايُهــا المُنحــرف )

( سُلحفــاة ، فقط حلقــي بعيدًا .... )

[ آه لآ تقولوا لي عآد للهذيـــان ؟ أرجوكم دعوهُم يرثوا بحآلــي فلقَد تعبت .. ريو ، ثُم هذا ! الرحمـة الرحمــــة !! ]

إقترَب ريــو مني وإبتعدتُ عنه عدة سانتيمترات في خجَــلٍ وتوتر ..

قال بهدوء وهو يلمَسُ جبين كين ( حآر ، وأيضًــا مُتعرق .. )

صمت قليلاً ثُم عاد يقول في غضب جَم ( الأبلــه مُصــابٌ بحُمى .. لآبُد أنه يعلم بذلك )

حَل السكون بيننــا وكُل مايسمع هو صوت مُكيف الهوآء بالفصــل ..

قآل بهدوء موجهًـا حديثهٌ لي ( يُمكنكِ الذهآب لآ بأس .. سأعتنــي به )

أومأتُ بالإيجآب ورَحلتُ في سبيلي لأترُكه وحده مع كين .. وددتُ لو أسآعدهُ لكنني خجِــلت !


|| ||


دون شعورٍ مني بمسافة الطريق ها أنا ذا واقفة أمام باب غرفتي

تنهدت بضيق أفكر بحالة كين الآن ممسكة بمقبض الباب لأُقبل على فتحه ... آه ذلك المسكين ،

لآحظتُ ورقةً بيضآء ملقآة على الأرض بإهمآل .. إلتقطتُهــا بسُرعة وأغلقتُ البآب خلفي موجهةً نظري إلى الورقة بإهتمام

أخذتُ أقرأ المكتوب عليهــا متحآشيةً المقدمآت المُملة ، عَرفت عندما قرأت بضعة اسطر قصيرة انها للرحلة

وضعتُ الورقة على طآولة الدرآسة الموجودة بالغُــرفة بعدمآ ألقيتُ بحذآئي كما هي عآدتي على الجدآر ليسقُط أرضًا

وأسرعتُ بالمشي إلى البآب لأقفله عدة مرآت كيّ لآ أًصدم بمجيئهن لي ! نعم أنا أعني الفتيآت

أصبحت القشعريرة تسري بجسدي كُلمآ تذكرت تلك الليلــة المُرعبــة

[ سُحقــًا لهُـــن ]

نظرتُ إلى معصمي تحديدًا إلى سآعتي ... إنهآ الرآبعــة و خمسة عشر دقيقة

هممم .. أشعُر بالحنين ... مُشتـــآقةُ لجدي كثيرًا !

إتجهتُ لخزآنة ملآبسي كيّ أُبدل ملابس المدرسة بأُخرى خفيفــة ..

أخرجتُ بنطالاً رماديًـا قصيراً يصـِل إلى أسفل رُكبتي بقليل ، وقميصًــا واسع قليلاً بلونٍ وردي فآتح

جلست على طرف سريري بهدوء وفتحتُ درج المنضدة الوآقعة بجآنب سريري مُلاصقة له

أخرجتُ منه هاتفًـا محمـول ذو غلافٍ أبيض عادي ثم ضغطتُ الأرقام لكيّ تُشكل رقم منزلٍ حفظتُه منذُ صغـري ،

إنتَظرتُ مُترقبة سمآع صوت جــدي يرفع سمآعة الهآتف إلا أنهُ لم يُجب ..

ظللتُ أتصل عدة مرآتٍ إلى أن أتى ذلك الصوت الخشـِن مُتسائلاً بإنزعآج ( من ؟ )

صرختُ بفرح ( جـــدي ! )

جآءني صوتُه الذي تبدِل بنغمةٍ حنونــة جداً ( مينــوري ! عزيزتــي إشتقتُ إليكِ .. كيف هي مدرستُكِ الجديدة )

آه لو تعلم كيف هيَ ... فظيعـــة يآجدي فظيعــــة

أجبتُه بتوتــر ( آه مدرستي ، رآئعـــة ! ... إنها .. إنها جميلةُ جدًا )

قال لي بعدمآ تنهد بإطمئنان ( حمداً لله .. لقد قلقتُ بشأن ذلك ، لكنني أعلمُ بإنكِ قوية .. أليس كذلك ؟ )

ثم أعقب ضاحكًا ( نعم نعم .. فأنا من ربيتُك ورعيتُك بيدي هآتين ها ها ها ! )

ضحكــتُ بخفة و غيرت وضعيتــي ، أخذتُ وسادة و وضعتها خلف ظهري مستندة على الجدآر الذي إلتصَق به السرير

قُلت بفرح ( بالتأكيـــد ، " صرخت بعد أن تذكرتُ شيئًـا " جدي لقد تذكرت ... هُنــالك رحلةٌ قريبًــا ، أظُنهــا بالغَد .. لا أعلم ، هل أذهبُ أم لا ؟ )

قآل لي بإستغرآب وتعجُب ( حقًــا ؟ آوه .. يُمكنكِ الذهآبُ ولِـمَ لآ ؟ )

قُلت واضعة إصبعي السبآبة عند طرف ذقني بتفكير ( هممم ، لا أعلم .. رُبما أشعر بقليلٍ من الخوف )

تنهَد بعمق ... يعلمُ أنني جبآنةُ من هذه النآحية ، الخروج دُونه أو دون شخصٍ أثق به .. حتى وإن كنت مع مجموعة !

قال لي بحنآن بآلغ ( إذهبي .. إقضي وقتًــا ممتعًـا فأنا لا أظن أن هذه الفُرصة ستعوض )

نظرتُ إلى النافذة التي تُظهر لون السمآء .. لقد مآل إلى البُرتقآلي ، لآبُد أن الشمس قد شآرفت على الغروب

قُلت له بهدوء ( حسنًــا ... سَأفكر بالأمر )

ظللتُ قرآبة السآعة أتحَدثُ معه .. أي حتىَ غآبت الشمس ، ثم إستأذنتــُه لِحل وآجبآتي و أنام بعدهـا ..

وضعتُ هآتفــي فوق منضدتـي ثُم وقفتُ لأخذ حقيبتي الملقآة على الأرض بقُرب البآب

إتجهتُ إليهآ وأخذتهآ ثم فتحتهــآ بهدوء ، أخرجتُ الكُتب ورميتها على طآولة الدرآسة متوسطة الطول

سحَبتُ الكرسيّ المتحرك الأسود متوسط الحجم بسُرعة وجلستُ عليــه ..

أخذتُ قلَمي الورديّ وضغطتُ بسرعة على قآعدته لأُخرج الرصآص منه

وها أنا ذآ ابدأ !

سآعـــة ..... سآعتيـــــن .... ثلآث سآعآتٍ تليهــآ الرآبعة !

إنتهيتُ تقريبــًـا من كُل شيء ، أشعُر بالنعآس الشديد

تذكَرتُ فجأةً ورقة الرحلــة .. أخذتُها من جديد لأقرأها ، لأصل للجُزء الحآسم ..

( الموآفقه ) .. ( الرفض )

كان أمآمي أربعة أقوآس تُغلق بعضهآ .. لأضع إشآرة على إحداها موافقة على الرحلة أم رآفضة ،

أخذتُ قلم الحـبر الأزرق لأضع ردي بإشآرة صغيــرة ..

توَترت ، أأوآفق ... أم أرفُض ؟!!

وضعتُ رأس القلم على ذلك الفرآغ .. أغمضتُ عيني بقوة وأشرتُ حيثُ أريـــد

طويتُ الورقة بسُرعة ووضعتهــآ بحقيبتــي البُنية الكبيرة نوعًـا ما ..

ثُم نهضتُ من على الكُرسي لأقفز على سريــري بكآمل ثقلي بتعبٍ وإرهآق شديدين ..

أصبحت عينــي المفتوحة تُغلق شيئاً فشيئاً .. لأسبح في عآلم الأحلآم بعيدًا عن كُل مايُزعجنـــي .. بعيدًا عن ريو !

فتحتُ عيني على إتساعها فجأةً .. ريو ؟ " عقدتُ حآجباي وقلت متمتمة بغضب " ( اللعنة على ذلك المخلوق البغيض )

أغلقتُ عيني من جديد بإنزعآج مُحاولةً النوم .. ما إن ذكرتُ إسمهُ حتى أصبح طيفُـه مُرتكزًا ثابتًـا في خيآلي

قُلت مزمجــرةً بدون أن أفتح عينــي ( سحقـــــًا )

بقيتُ هكذا قرآبة الساعة والنصف .. أُفكر فقط وأتخيل ، لآ شيء غير ذلك !

إلى أن إستطعتُ النوم عند الساعة الحآدية عشرة و ثلآثة وخمسون دقيقــة ....


|| ||


كانت الرؤية غير وآضحة .. بالأحرىَ ضبآبية .. أغمضتُ عيني وعآودت فتحهآ مرآت عدةِ لتتضح ليَ الرؤية

أخذت بؤبؤة عيني تدور لأرىَ الأشياء من حولــي بغُرفتي المُرتبـة التي تتخللها خيوط أشعة الشمس الدافئة

وضعتُ ظهر يدي اليُمنى على عينــي لتُغطيها ..

ثُم نظرت إلى السآعة المُعلقة على إحدىَ الجدرآن .. لآ بأس لم أتأخر ، إنها فقط السآدسة !

حككتُ عينيّ بيديّ ثُم نهضت بتكآسُــل لأتوجه للحمآم لأستحم و أغسل وجهــي وأسناني

إتجهتُ لخزآنة ملآبسي من أجل زيّ المدرسة المُعلق داخلهآ فأخذتُه معي للحمآم

دقآئق طويلةٌ نوعًــا ما مرت وأنا بدآخل الحمآم ثُم خرجت مرتديةً زيّ المدرسة والمنشفة تلُـف عنقي

مَسحتُ بها وجهــي المُبتل بقطرآتِ المآء الدآفئة .. ثُم أخذت خطواتي تتجه إلى مرآة مُعلقة على الجدآر

هَمست لنفسي بمَرح قاصدةً شعري ( همم كيفَ أصففه اليــوم ؟ .. " رفعتُـه بيدي " أأجعله مرفوعاً ؟ " تركتُـه لينسدل على كتفي " أم هكذآ فقط ! )

تنَهدتُ بحيرة وأنا أنظر لصورتي المنعكسة على المرآة ..

ثُم أخذت ربطتين للشعــر بلونٍ أزرق سمآوي لطيف .. وقسمت شعري لنصفينْ

ربطتُ القسم الأول وجعلتُه ينسدل بالجُهة اليُمنى .. وكذلك اليُسرى ،

رفعتٌ خصلآت غرتي للورآء ثم وضعتُ مشبكًـا صغيرًا بلونٍ أزرق ليُثــبتها

إبتسمتُ لنفسي برضى وقلتُ ( جميــلةُ جدًا ! )

أمسكتُ يَد حقيبتــي الموضوعة على الطآولة المتوسطــة وحملتها على كتفــي ثُم إنطلقتُ بنشآطٍ إلى فصلي .


|| ||


كُنت أتلفت يُمنة ويسرة أنظرُ إلى الطلآب حولــي بممَر الفصول الوآسع

رأيت آكي صُدفة تهُب لتدخُل الفصل ، إبتسمت إبتسآمةً صغيرة وأخذت أركض إليهآ

صرخت لألفت إنتباهها ( آكــــــي .. ! )

نظرت إلي بإستغرآب ثُم إبتسَمــت بهدوء .. ما إن فتحت فمهآ لتُحدثني حتى أوقفها صوتٌ مألوف جدًا أتى من خلفي

( صبآحُ الخيـــر مُهـرجــ .. " صحح بتوتر" أأ مينـــوري ! )

إلتفتُ خلفــي بسُرعة فزعةً من هذا الصوت المُفاجئ ، لكني مالبثت أن صُحت بغضب بوجهه

( ماذا ياذو المنقآر ! .. أعُدت لسخآفتك من جَــديد ؟ )

قرّب وجهه من وجهــي كثيرًا .. لكن حمداً لله أنه رأف بحآلي وترك مسآفة بيننآ

إلا أن عينآه الضيقتآن تنظُر إلى عينآي مُبآشرةً مما جعل دقآت قلبـي في تسارُع

قآل بإبتسآمة جذآبة ( تبدين جميلـــةً جدًا .. )

إحمرت وجنتآي خجلاً حاولت بمآ في وسعي إخفآء سبب حُمرتها بتصنُعي للغضب قآئلة بتكبُــر

( وما الجديد في هذا ؟ دائمـًـا أبدو بمنظر جذآب وجميــل ! )

نظر إليّ بطرف عينــه وكأنه ينكُــر صحة كلآمي .. لم آبه بذلك بل أكملتُ طريقي لأدخُل الفصل

سـرت بهدوء إلى طآولتــي بآخر الفصل قُرب النآفذة وجلست عليهآ

نظرتُ إلى ريو الذي وضع حقيبتــه على كُرسيّــه .. كان ينظُر إليّ هوَ الآخر

قُلت بتعجب وتساؤل ( ماذا ؟ )

قآل بهدوء ( أعطينــي ورقة الرحلة الآن ! )

هززتُ رأسي بإيجآب وفتحتُ حقيبتــي التي كانت على فخذيّ ثم أخرجتُ الورقة المطوية المُربعة

( خّذ ) .. قلت ذلك بعدمآ مددتُ الورقة إليه موضوعة بين إصبعي الاوسط والسبآبة

أخذهَـا ثم قآم بفتحهــا ليعرف ردِي .. أشحتُ ببصري عنهُ أنظُر لما ورآء النآفذة ببرود

عآودت النظر إليه بعد بُرهة لأرآه مُبتسمــًا بهدوء ...

~

إنتهىَ البـــآرتْ !


[/frame]
رد مع اقتباس