عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 07-02-2013, 06:18 PM
 
[frame="5 10"]
[ الرحلـــة " 1 " ]

سـرت بهدوء إلى طآولتــي بآخر الفصل قُرب النآفذة وجلست عليهآ

نظرتُ إلى ريو الذي وضع حقيبتــه على كُرسيّــه .. كان ينظُر إليّ هوَ الآخر ببرود

قُلت بتعجب وتساؤل ( ماذا ؟ )

لم يُبعد نظرآته عني بينما قآل بهدوء ( أعطينــي ورقة الرحلة الآن ! )

هززتُ رأسي بإيجآب وفتحتُ حقيبتــي التي كانت على فخذيّ ثم أخرجتُ الورقة المطوية المُربعة

( خّذ ) .. قلت ذلك بعدمآ مددتُ الورقة إليه موضوعة بين إصبعي الاوسط والسبآبة

سحبهآ من بين إصبعيّ بهدوء دون أن يرسم أي تعآبير على وجهه

ثم قآم بفتحهــا ليعرف ردِي .. أشحتُ ببصري عنهُ أنظُر لما ورآء النآفذة ببرود

عآودت النظر إليه بعد بُرهة لأرآه يستعد لقول شيءٍ مآ بتعجُب

( إذًا .. رفضتِ هاه ؟ " ثم قآل بضحكة بسيطة " حسنًــا )

لـِمَ هوَ يضحك ؟ .. أعدم ذهآبي يجعلُــه مسرورًا إلى ذاك الحد ؟

تركني وأخذ يجمعُ الأورآق من الجميــع قبل دخول الاستآذ ..

وضعتُ رأسي تحديداً جانبي الأيسر على الطآولة بهدوء أنظُر بعيني لجميع الطُلآب

كان فصلُنــا مقسمٌ إلى ثلاثة صفوف مُرتــبة بالطول ، وتكون خمســةٌ بالعَرض

لمحتُ آكي تنظُــر إلي ، كانت تجلُس على يمينــي بالمجموعة الثآنية المقآبلة لي

كان وجهها مشدودًا ولم ترسُم أي تفاصيل أو ملامح واضحة لمعرفة ماهية شعورها تلك اللحظة

على كُلٍ ، نظرت إلى ريو لأراه يُحني ظهرهُ قليلاً واضعاً أوراق الرحلـة على طآولة الأسآتذة الطويلة والكبيرة بعض الشيء الواقعة أمام السبورة مواجهة للطلآب

مُمسكًـا بقلمٍ أزرق اللون يكتُب به شيئًــا على إحدىَ الأورآق وإبتسآمة وآسعة مآكرة ترتسم على شفتيـه ..

لوهلةٍ شعرتُ بشيءٍ مُريب ، هل هُو حقًــا ما أفكر به ؟ أنهُ قد ...

لآ لآ .. مُستحيل لا أظن بإستطآعته فعل ذلك ..

رفعتُ رأسي من على الطآولة وبدأ الشك يسآورني .. سسُحقـــًا هذا حقـًا شعورٌ سيء !!

عاودتُ النظر لريو لأراه واضعًا يده على جبينـه ليُبعد خصلاتٍ من شعره الأشقر عن عينه للوراء

نهضتُ من على كُرسييّ بسُــرعة لأجعل خطواتي الثآبتة تقودني إليــه

وقفتٌ خلفه .. يبدو أنه لم يشعــر بي حتى ،

كآن يبتســِم بخُبث شديد وبإمكآني سمآعُ ضحكاته الخبيثة المكبوتة

إقتربتُ أكثر حتى كدت التصق بظهره .. نظرتُ إلى مآيفعــل بفضــول شديد ..

لحظة ، مهلاً مهلاً !!! هذه ورقتـــي ، مالذي يفعَلـــه بهآ ؟

دفعتُــه بكتفــي الأيسر بقوة لأرى مالذي فعلهُ بهـــآ ..

صَرخ مُعترضًــا على ذلك ( أنتِ ..... مالذي تفعلينــه ! )

لقَد بدّل ردي بالموآفقة ، قآم بمسح إشآرتــي بمُزيل الحـِـبر

صرختُ بإعترآضٍ مركزة بنظري على ورقتـي ( أيها الوقح المتعجـــرف ، كيف تجرؤ !! )

أمسك بالأورآق بحركة خاطفـة فاجأتني ثُم إنطلق مبتعدًا عني هاربًــا عندما رأى ملامحي تُشير لغضبٍ عارم عجزتُ فعلاً عن كبتــه

يا إلهي ستتلف أعصآبي !!

رَكض يتجه إلى خارج الفصل ضاحكًــا مُخرجًـا لسانه لي بحركة مشاكسة ليًغيظني

إلا أنه إصطدم بالأستآذ مآشيرو الذي كان يهُب للدخول

قال ريوُ مسرعًــا ( آه ، سـ .. سأذهبُ لأسلم الأورآق .... )

لم ينتظر حتى جوآب الأستآذ بل ذهب كالصآروخ راكضًا لينجو بحيآته .. نعم لقد كُنت أخطط لقتله إلا أنه فرّ من بين يديّ للأسف !

تنهدتُ بتعَــب وإتجهتُ إلى طآولتي عندما رمقني الاستآذ بنظرآت تطلب تفسيرًا ..

إلا أنني فقط أجبته بقولي ( لا شيء ) مع هزةٍ بسيطة من رأسي

هز رأسه إيجابـًـــا ثم إلتفت إلى الطُلآب أمامه وبدأ في سؤالنــا عن الدرس المآضي ..

خمسُ دقآئق مرّت جلستُ أعد كل ثآنية منهــا في إنتظآر وترقب ..

أُريد لكمه ... ذلك الريــو الأخرق أريد سحقـه أيضًــا برجلــيّ هاتين لاجعلهُ كفتات الخبز القديم العفن

آه ! ها هو ذا يدخل اخيــرًا بإبتسامة إنتصآر تعلو وجهه رافعًــا أنفه المستقيم للأعلى بغرور

وكانت نظرآتُـه تلك موجهة إليّ فقط ...

تقدّم إلى كُرسية ليجلس عليه .. ما إن سحبه وهَم بالجلوس حتى قُمت بتحريكهِ للورآء أكثر بسرعةٍ خاطفةٍ بقدمي

لأرى ريو واقعًــا على الأرض واضعًــا يدهُ على رأسه الذي إصطدم بالكُرسي دلالة الألم الشديد

ضحكت سآخرة بقوة .. تلتهــا ضحكآت بآقي طُلآب الفصل حتى الآستاذ حآول بشدة كتم تلك الضحكة الخفيفة التي خرجت منه إلا أنه عجز عن ذلك

بعد بُرهة عقّد ريو حاجبيه وإحمر وجهه بالكآمل غضبًا وصرخ متجاهلاً الضحك

( أيتها الحمقآء .. ماذا إذا تشوه وجهــي الجميل ! )

ضحـِكتٌ بخبث ثم أردفت ( ماذا ؟ جميل ! هل تمزح .. أنت أقبحُ من آلـ ... )

لم أستطـِع إكمآل جُملتــي تلك لأنني وقعتُ أرضًــا بعدما حَرك ريو كُرسيي بقوة لأسقُط أنا أيضًــا

أغمضتُ عينــي بشدة عند شعوري بالألم ، ثٌم فتحتُهــا لأراه هو الآخر مُتألمًــا مثلي !!

هذا الأمر جعَــل مني نوعًــا ما أشعُر بالرضى .. فبالنهاية لقد آلمتُــه ها ها ها ،

أخذ يُتمتم بغضب كلمآتٍ غير مفهومـة ومازالت يدُه على رأسه تُدلك مكان شعورهِ بالألم

عاود للصُراخ بوجهـي ( أنتِ مُهرجـة ملعونـة .. نعم فأنتي لي كاللعنــة التي أود حقًـا إبطالها ! )

رفعتُ حاجبي الأيمن بغرور وقلت ( آوه حقًــا ؟ وأنت لي كالذبابة البغيضة التي تحوم حولي بأزيزها المُزعج محدثة الضجة والفوضى فقط ! )

نظر كُل منا الآخر بنظرآتٍ ثآقبة تكاد بحدتها تخترق أجسآدنا ..

رفعتُ رأسي عندما شعرتُ بظل شخص ما على وجهي .. لأرى تلك العيون الغاضبة المشتعلة تنظُر إلي

( ريو ، مينــوري ... أتعلمان أنكما مُزعجين جدًا عندما تجتمعان مع بعضكما ، لدرجة ... حقًا حقًا ، لآ تُعجبني !! )

قال ريو في غضب بان على تقاسيم وجهه ( لكن .. هي من بدأت ذلك ، عليكَ مُعاقبتهـــا )

قال الاستآذ ماشيرو رافعًــا حاجبه الأيسر بسُخرية ( حقًــا ؟ ، حسنًــا أنا لا أظن أنها تعمدت ذلك .. فهي فتاة مُهذبة )

إبتسمتُ بلُطف وطأطأت رأسي المُحمر دلالة الخجل الشديد من مدحه لي ..

وضحكتُ بخبث عندما أخذتُ أنظُر لريو الغاضب مُقطبًـا حاجبيه يلوي فمهُ في سُخرية بطرف عيني

وقفتُ بهدوء نافضةً الغبار عن ملابســي وأخذتُ الكُرسي من خلفــي لأجلس عليه .. كما فعل ريو تمامًـا

مرت الدقائق الطويلة سريعةً جدًا بالنسبة لي .. وها هو ذا الجرس يرن مُعلنًــا بدأ حصةٍ جديدة

إلتفتت إلى الأبله الجالس أمامي واضعًا ساعديه على طاولته مُمسكًـا بقلم الحبر يكتُب الدَرس ببرود ..

بينما أنا قد إنتهيتُ قبله بفترةٍ بسيطة فأنا لا أهتمُ حقًــا بجمال خطي أو ترتيبــه ..

الأهم هو أنني أستطيعُ فهمه على كُــل حآل !

إقترَب مني مُميلاً جسمه ناحيتي بهدوء ثم هَمس دون النظر إليّ ( سأعفو عنكِ هذه المرة .. )

ماذا ماذا ؟ يعفو عني .. ! آه أنسي مافعله ؟ هوَ من بدأ بالأمر ..

دفعته عني بعُنف ثم صرخت قائلة واضعة خدي على يدي اليُسرى أنظر إليه بإستنكار ( أحمق ، لم أطلب ذلك )

أردف وإمارات التململ تُرسم على وجهه الأبيض ( حسنًــا ، أحببت أن أُخبركِ بذلك فقط )

تنهدتُ بعُمق .. ونظرتُ إلى الطالبة التي تجلس أمامي لأتأمل شعرها البُنيّ القصيــر

لآبد أنها شعرت بنظراتي حيثُ أنها إلتفتت خلفها بنصف وجهها لتراني أحدق بها

إبتسَمت بهدوء ثم قالت متسائلة ( مالأمر ؟ )

قلت بغير شعورٍ مني مُشيرة بإبهامي لريو ( ذو المنقــار مُزعج جدًا !! )

نظرت إليه بإستغراب ثٌم عادت بنظرها إلي قائلة ( حقًــا ؟ أظن أنه فتىً لطيف جدًا )

هززتُ يدي بسُخرية مُلصقة أصابعي ببعضها ثُم قلت بتعجُب ممتزج بإنكار ( الرحمــة ، أنتِ لا تعلمين شيئًــا )

شعرت بوكزة مُفاجئة على فخذي مما جعلني أقفز ذعرًا فصرخت بغضب ونظرت لريو ( ماذا ؟!! ) ..

كان وجههُ محمرًا بشكلٍ ملحوظ ، إلا أنني لم أكُن اعلم أكان خجلاً أم غضب ..

رمَقني بنظرةٍ حادة مُشيرًا إليّ بالسكوت إلا أنني إبتسمتُ بمَكر وهممت بالقول مُميلة جسمي للأمام حتى أقترب من تلك الفتاة

( آوه عزيزتــي .. ماذا عساي أقول عن هذا الفتىَ ! )

( مينــوري ... )

نبض قلبي بقوة حتى خلته سيخرُج من صدري عندما نادى بإسمي وإلتفتُ إليه بإستغراب وفتحتُ فمي للتحدث ..

لكنني أغلقتُـه مباشرةً عندما أخافتني نظراتُه الغاضبة التي – ولوهلة – جعلت القشعريرة تسري بجسدي .

هززتُ رأسي بالإيجاب وعدت للوراء لأعتدل بجلستي .. بينما علامة إستفهام كبيرة هي كل مايمكن رؤيته بوجه تلك الطالبة ..

آه ! مرت الحصص على خير .. لا شيء يستحق الذكر ،

وها نحنُ ذا بالحصة الأخيرة ... حصة الاستاذ " تاداشي " للغة الانجليزيــة

كُنت اضغط قاعدة القلم بشرود و بشكل مُتتالي محدثة به صوتًــا مستفزًا مما أثار غيظ الاستاذ على مايبدو

لأنه قال بأمرٍ منه وإبتسامة باردة مرسومة على فمه ( مينـــوري ، أجيبي على هذا السؤال ! )

رفعتُ رأسي بإستغراب وتساؤل والاستفهامات تدور حول رأسي ... سألتُه مشيرة لنفسي بسبابتي ( أنا ؟ )

هَز رأسه إيجابًــا فوقفت بتردد ملحوظ .. وعلى هذا الحال بقيت مدة دقيقتين

أكره هذه المادة أكثر من أي شيء آخر ، صعبة جدًا بالنسبة إليّ ولا أستطيع فهم كلمة منها .

سمعتُ قهقهة خفيفة تصدر من الذي بجانبي .. فغضبت ، وتمنيت لحظتهــا لو أخنُقه ,


أكره هذه المادة أكثر من أي شيء آخر ، صعبة جدًا بالنسبة إليّ ولا أستطيع فهم كلمة منها .

سمعتُ قهقهة خفيفة تصدر من الذي بجانبي .. فغضبت ، وتمنيت لحظتهــا لو أخنُقه ,

أمرني الاستاذ بالجلوس بعدها والإنتبــاه جيدًا ... سُحقًــا لك ولحصتك الغبيــة !!

" ترررررررررررررررررن "

رَن الجرس !!! أخيرًا !!

أخذنا جميعًــا نجمَع أغراضنا مُستعدين للإنطلاق نحوَ غُرفنا ..

والبعض وقف يتناقش حول الرحلــة وماذا سيفعل ومع من سيذهب و و و ... إلى آخره .

إنتهيت من جمع أغراضي وها أنا أحمل حقيبتي على كتفي .. ما إن رفعتُ رأسي لأنظر للباب

حتى لمحت تلك النظارة اللامعــة التي إنعكس عليها ضوء الشمس .. وذاك الشعر الأملس القصير يُغطي جبينه بالكامل

( مينوري ، آكي .. تنظيف الفصول !! )

ما إن قال ذلك حتى سقطت حقيبتي بإحبــاط شديد .. نسيتُ ذلك ، وما إن تذكرت حتى إشتعلت النيران بجوفي

زمجَرتُ بغضب عندما أصبح ريو يقهقه بسعآدة ( هذا ليس مُضحكًــا ... مالمُضحك هاه ؟ قُــل لي ! أنت ايضًـا معنا في هذا )

أصبح يرفع حاجبيه وينزلهما بسُرعة ليغيظني ثُم قال بثقة

( حقًــا ؟ عزيزتـي مينوري ، أنا المُدير .. ولدي أعمالٌ كثيرة يجب عليّ القيامُ بها .. خاصةً هذا اليوم ، هل سأجد وقتًــا لتنظيف المَدرسة ؟ بالطبع لآ )

جحظت عيناي وفغرت فاهي في ذهول .. كلآ ، لا يُمكن أن أفعل كل هذا وحدي !!

عاد الاستاذ يصرُخ مناديًــا إياي أنا وآكي التي وقفت تمشي نحوَ الباب ..

رأيتُ ظلاً صغيرًا من خلف الاستاذ ، عرفت صاحبه على الفــور ..

نظرت إليّ رين بنظراتٍ باردة ثُم وجّهت نظراتها للأُستاذ الذي بانت قطرات العَرق على وجهه

رأيتُها تحدث الاستاذ إلا أنني لم أستطع سماع شيءٍ أبدًا مما قالت ..

هَز ذو النظارات رأسه إيجابًــا كما يبدو .. ثُم عاد للنظر إلينا بعدما هَمت رين تمشي مُبتعدة

قال بقهر واضح كل الوضوح على صوته الحاقد ( لن أجعلكم تعملون اليوم .. لكن حتمًـا لن أُكررها الاسبوع القادم ، يمكنكم الذهآب للإستعداد لرحلتكُــم ! )

لن أخفي عليكُم أنني تفاجأت ... وبشدة !

مالذي قالته تلك الشبح حتى جعله يتراجع هكذا ..؟ من حركة شفتيها لم تقل سوى بضع كلمات قصيرة ،

في كُل مرة أرى تلك الفتاة تذهلنــي فعلاً

عُدت لأخذ حقيبتــي ونظرت إلى ريو ثم أصبحتُ أنفذ حركته المستفزة عينها لأرُدها له

إبتسم دون أن يُعلق بشيء فمررت من أمامه رافعة رأسي بغرور ..

خَرجتُ من الفصل أتجه كباقي الطلاب لغرفتي .. شعرتُ بإحدٍ ما يتبعني فنظرتُ للوراء

كما توقعت ...

وقفتُ أنظر إليه رافعة حاجبي الأيمن بإستغراب وسألتُه ( ماذا تريد ريو ؟ أتعلم ! بـِتْ أشعُر وكأنك مُلتصق بي بصمغ قويّ جدًا )

ضحك بخفة ثم أعقبها بقوله ( حقًــا ؟ هذا لا يُهم فالأمر يعجبنــي .. )

قطبت حاجبيّ بضيق وهززت رأسي بحسرة ثم عدت للمشي من جديد ..

( أراكِ في الساعة الرابعــة ! لا تتأخــري )


إلتفتت بنصف جسمي للورآء لأراه يسلُك الطريق الآخر المؤدي إلى سكن الطلاب رافعًا يده مودعًا ..

لويتُ فمــي بسُخرية ، من قال أنني ذاهبــة ! سأجعلهُم يذهبون بدونــي

مَشيت في الممر الطويل إلى أن وصلتُ لآخره .. حيثُ غرفتي ،

أخرجتُ المفتاح من حقيبتــي البُنية وفتحتُ الباب بهدوء ثم أغلقتُه خلفــي ..

وكعادتي ألقيت بحذائي الأسود على الجدار ليسقُط أرضًــا .. ثم أخذت خطواتي تقودني لخزانة ملابسي

أخرجتُ قميصًــا أبيض اللون مُطرزًا بالأسود وبنطالاً أسود يصل إلى تحت ركبتيّ بقليل وبدلت زي المدرسة بها

فتحتُ شعري لأجعله ينسدل على كتفيّ بنعومة ، ثم إرتميت على سريري بتعَب مُطلقة تنهدية عميقة

ظللتُ قرابة الخمس دقائق أنظر إلى ... اللآ شيء في الحقيقةً !

ثم أخذت أغمض عيني بهدوء .. حَتى نـِمت


.....................


صحوت مفزوعة بسبب الضجيج المزعج الذي عَم أرجاء غرفتــي .. نظرت حولي برُعب ..

أرتكز نظري على فتاتين واقفتين بوسط الغُرفة .. دققتُ في ملامحهمآ

ما بال آكي و هيكارو تصرخان هكذآ هُنــا ؟

نهضت وجلست على طرف سريري ثم قلت متسائلةً وأنا أحُك عيني بكسل ( مـ ... ماذا يحدُث ؟ )

قالت آكي وهي تعبث بخزانة ملابسي ( حمقآء ! .. إنها الساعةُ الثالثة وخمس وخمسون دقيقة .. سنتحَرك في الرابعة تمامًا وأنتي لم تجهزي شيئًــا ! )

رفعتُ حاجبي الأيمن بإستغراب وظللت أنظر إليهُن يجمعن أشيائي في إحدى حقائبي ..

عند إستيعابي للأمر قُلت ببرود ( أنا لــن أ .... )

قآطعتني آكي بحــِدة وهي تحمل حقيبتي ( نحنُ ننتظركِ بالخارج .. إغسلي وجهكِ وإلحقي بنا يا فتاة " وشددت بقولها " لا تتأخري )

لم تنتظر حتى أُكمل باقي حروف كلماتي بل أغلقت الباب خلفها بقوة

ماهذه الورطة ! أنا حقًــا لا أريد الذهاب ..

تنهدت بكسل ووقفت متجهة إلى الحمام .. دقائق سريعة مرت حتى خرجتُ وأنا ألعب بخصلات شعري الحريرية السوداء

أخذتُ مفتاح الباب من على منضدتي ثم أخذت أمشي إلى حيث زر إطفاء الأنوار .. ضغطتُه وفتحت الباب ثُم خرجت وأقفلته

وضعتُ المفتاح في جيبي وإبتسمت بسُخرية .. ها أنا ذا أتوجه إلى حيثُ لا أريد رغمًـا عني

صرخت بغيظ ( سُـــــــــــحقًا !!!!! )

( إهدئي يا سُلحفاة ، أنتِ مُزعجــة )

سلحفاة ؟ ..

نظرتُ خلفي لأتأكد من شكوكي ، ذاتُــه الوجه الأبيض ذو الوجنتين المُحمرتين والعيون الرمادية

( كين .. ! أنت مازلت مريضًـا كما يبدو .. هل ستذهب معنا ؟ ) سألتُـه ذلك بعدما أدخل يديه بجيبي بنطاله الأزرق وتقدمني بمسافة بسيطة

أجابني ببرود وإختصار شديد ( نعم ! )

هززت رأسي بالإيجاب وعُدت للنظر أمامي وأخذت ألحقُــه إلى أن وصلنا إلى خارج المدرسة ..

حيثُ تجمعت عدة حافلات واقفة بإنتظام بجانب بعضها البعض لتحمل الطُــلاب ،

رأيت آكي وهيكارو واقفاتٍ أمام إحدى الحافلات فذهبت إليهما مُسرعة لأخذ حقيبتي التي تحملها آكي بالإضافة إلى حقيبتها

ناديتُهــا بإسمها لألفت إنتباهها فأعطتني الحقيبة وإبتسامةٌ واسعة زيّنت فمها

بادلتُها الإبتسامة ثُم نظرت إلى الحافلة .. إنها طويلة وكبــيرة بعض الشيء ويبدو أنها مريحة !

دخلتا قبلي ولحقت بهما .. جلستــا على مقعدين بالأمام بينما فضلتُ الجلوس بالخَلف بجوار النافذة كما إعتدت دائمًا

أسندتُ رأسي على الكُرسي مُحدقةً إلى ماوراء النافذة .. إلى الطُلاب المُتجمعين حول الحافلات الأُخرى

سمـِعتُ صوتًـا عرفته على الفور قائلاً لي ( سأجلس بجوارِك ! )

( لا لن تفعــل .. سأجلس أنا ) نظرتُ إلى صآحبة الصوت بإستغراب رافعة حاجبي الأيمن .. ثُم إلى ريو الذي بدت علامات الغضب تظهر على وجهه

صرخ ريو بوجهها بعناد ( أنا من سيجلس بجوارهــا ! ) ..

أجابت ببرود وثقة ( أنا من ستجلس بجوارها .. لا تنآقشني )




~


[/frame]
رد مع اقتباس