عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 07-03-2013, 04:28 PM
 
[frame="2 10"][ الرحلــة "2" ]

أسندتُ رأسي على الكُرسي مُحدقةً إلى ماوراء النافذة .. إلى الطُلاب المُتجمعين حول الحافلات الأُخرى

سمـِعتُ صوتًـا عرفته على الفور قائلاً ( سأجلس بجوارِك ! )

( لا لن تفعــل .. سأجلس أنا ) نظرتُ إلى صآحبة الصوت بإستغراب رافعة حاجبي الأيمن .. ثُم إلى ريو الذي
بدت إماراتُ الغضب تظهر على تقاسيم وجهه

صرخ بوجه من يُخاطبهــا بعناد وحِدة مُشددًا على قبضة يديه ( أنا من سيجلس بجوارهــا ! ) ..

أجابت ببرود وثقة ( أنا من ستجلس بجوارها .. لا تنآقشني )

أصبحتُ أنظُــر إليهمــا بنظرات إستهزاء والإبتسامة الساخرة لم تُفارق شفتآي ..

حملت حقيبتــي السوداء متوسطة الحَجم عن فخذي لأضعهــا على الكرسي بجانبي ثُم صُحت بإبتسامة لطيفة زائفة

( آوه ، أنا حقًــا أُفضل الجلوس وحيدة .. يُمكنكمــا الجلوس بجانب بعضكمــا .. هكذا أفضل للجميع ! )

نظر كُلٌ من ريو ورين إليّ بنظراتٍ غاضبـة مُشتعلة .. فما لبثتُ أن بادلتُهما تلك النظرة بأكثر إرعابًا وغضب !

فذهبـا وجلسا ورائي بآخر كُــرسي موجود بالحافلة وكُل منهمـا يشتُم الآخر بغيظ وعداوة

تنَهدتُ بعمق ووضعتُ كوعي على حافة النافذة بينما باطن كفي الايسر يحمل وجهــي

شعرتُ بشيء غريب ، وكأنه خوف مُمتزج بإنتظــار وحماسة .. مشاعر إختلطت بعضها ببعض لتُنتج شعورًا لا يُمكنني وصفه !

إهتزت الحافلة أخيرًا مُعلنة عن بدء تحرُكهــا .. نظرتُ من حولــي .. لقد إمتلأت بطُلاب فصلي والبعض كان من فصولٍ أُخرى

سمـِعتُ صرخة قويــة آتية من خلفي دلالة الحماس فنظرتُ إلى صآحبها الذي كان – بالطبع – ريو المُتعجرف !

( ياللحمـــآسة .. ستكون أمتع رحلة على الإطلآق !! )

هززت رأسي نفيًــا وأسفاً على حالي .. لولا هذا الأخرق الذي ورائي كُنت سأكون غارقة في النوم أغوص بإحلامي الوردية الآن

وقف ريـو مُمسكًا كُرسيي بيده اليُسرى حتى يبقى ثابتًا ولا يقع .. وبيده الأخرى على مايبدو جريدة للرياضة ملفوفــة بقوة و يوُجه مُقدمتهــا نحو فمــِه

صَرخ إحدى الشُبــان ضاحكًــا ( آوه شباب .. إستعـِدوا ، ريُـو سيُفجر طبلة آذانكم بغضون دقآئق ! )

وجه لهُ ريو نظرة ثاقبة مازحًا ثُم فَتح فمَــه ليبدأ ماسيبدأُه ، أظن أنه سيُغنــي !

بدأ الصُـراخ بـِأعلى صوتـِه مُطلقًــا ألحان عجيبـة تصُم الآذان بحدتها .. وصوتٌ لن أكون مُبالغة إن شبهته بنعيق حمآر !!

أخذ يدور ويمشي بثقة من أول الحافلة حتى آخرها يُغني إحدى الأغاني المشهــورة هذه الأيام لمُغنية معــروفة ..

إقتَرب مني ثُم إنتشَل حقيبتــي ليضعها على فخذي .. ونظر لي بنظراتٍ حالمة رقيقة مُقربًــا وجههُ لي بينما أنا أبتعد كُلمــا إقترب

قال وهوُ يغنــي مُشددًا بقوة على كلمات الأغنيـة دون إبعاد عينيهِ عن عيني ( أُحبـــــكِ .. نعم أنا أُحبـــــــــك أحُبــكِ )

صُبغ وجهي باللون الأحمر من شدة خجلي وصفعتُه إلا أنها صفعة بسيطة أظنها دغدغته من خِـفتها !

سَكت قليلًا ليستوعب الموقف وأغمض عينيــه بهدوء ..

ثُم أطلق ضحكة خفيفــة مُتقطعة و فاجأني بضربة على رأسي بتلك المجلة الملفوفة التي يضُمها بقوة بكفة يدِه

قال وهو مايزال يضحك إلا ان نبرته غُلفت قليلًا بالسُخرية

( لا أُحب رؤية شكل أصابع يدكِ بتاتًا عندما تُطبع على خدي ، يكون الأمر مُزعجًــا عندما أنظر لمرآتي الحبيبة ! )

قطبت حاجباي في إنزعاج وأدرتُ وجهي ناحية النافذة مُصطنعةً الغضب .

بينما كان الجميعُ يضحك ، شد إنتباهنــا صوت إحدىَ الطالبات العالي وكأنها لاحظت شيئًـا

( شباب ، ألا تظنون معي أن مينــوري وريو ثُنائي رائع ! فإنهُما إذا إجتمعا يُشكلان مُهرجين مضحكين جدًا )

قال ماكوتو صديق ريــو المُقرب بتأييد ( حتىَ مع أنهُم قَد تعرفوا على بعضهـِم بأيام قليلة ! )

أعقبت أُخرى بجانبه من إحدى الفصول الأُخرى تتوجه بسؤالها – الأخرق - إلينا ( نعم ، هل أنتُما على علاقة ؟ )

حَل الصمت ليكون سيد الموقف .. ثُم أصبح كل ما يُسمع هو الهمسآت ومايُرى هوَ الإيماءات بالإيجاب
بالطبع لقد فغَرتُ فاهي مذهولة !

كان ريو ينظُر إلي تارةً وإلى الطُلاب جميعًــا الذين صوبوا أنظارهُم إلينا تارةً أُخرى

دَوت صرختنا بالوقت ذاته مُتعجبيّن في إنكار ( مُستحيــــــــــل )

قُلت بسُرعة مُعترضة أشد إعتراض على مايقولونه مُشيرة لنفسي ثُم لريو

( مُستحيلٌ ذلك ! أنا مينــوري .. على ... عـ ... ـلى علاقة بهذا الكائن !!! )

ضحكتُ بسُخــرية ثُم قلت ( آه ، دُعابة ظريفـة .. حقًــا ظريفة ! )

صاح ريو مُحاولاً إعادة الجوّ كمــا كان قائلاً بأمر ( هدوووء يا أصحاب .. هدوء ، لا تُقاطعونـي فأنا لم أنتهي بعدُ من أغنيتي )

قُلت بإعتراضٍ إمتزج بترجيّ ( لا ! الرحمـــة .. )

لم يُبــالي بقولـي بل أخذ مجلتـه من جديد وعاد للغناء والطلاب من حوله كان منهُم من يضع أصابعه في أذانه خشية الصمم وكان من يُصفق بحماس ويُغنــي معه

بينمـا أنا تنهّدتُ بإستسلام وأسندتُ رأسي على الكرسيّ بتعَب ..

توقفت الحافلة عـِند إحدى الإشارات عندما أضاءت بلونٍ أحمر تأمر بالوقوف

أحسستُ بشيء ما يمشي على سآقي .. لم أبالي فلقد ظننتُ أنني أتخيل لا أكثر

لكن مادفعنــي للنظر إلى ساقي لأتأكد هو شعوري به من جديد !

ما إنْ تعرفتُ على ماهية " ذلك الكائن الصغير " الذي يُسمى بـ " عنكبوت " حَتى دوت صرخةُ أستطيعُ جزم أنها قد وصلت إلى آخر شارع من هذه المنطقة

وقفتُ بحركة لا إرادية أقفز في هلع والدموع قد تلألأت في عينــي ..

رُحت أتلفت يمنة ويسرة لأرى الذُعر في عيون الجميع من حولــي ..

وقفتُ بمُنتصف الحافلة أبكي واضعة يداي على وجهي

شعرتُ بـريو يقف خلفــي قائلا بتساؤل وصوتٍ خائف ( مينــوري .... مابكِ ؟ تبكين ! )

تحَركت الحافلة من جَــديد بسُرعة لتُحدث هزة أسقطتنــي أرضًــا ..

وللأسف سقطتُ على ريو الذي كان خلفـي لأًصبح في حجـره !

رفعتُ وجهـي لتظهـَر آثار الدموع البــاردة على وجنتيّ

رأيتُ ريو مُقطبًــا حاجبيه ويبدو أنه يتألم مُمسكًـا ظهره بيدهِ اليُمنى والأخرى تُمسك بذرآعي

لقد كان يستند على شيء كمُرتفع أو أشبه بـِدَرجٍ صغيـر يفصل بين الكراسي الأمامية والخلفية

لابُد أن ذلك آلمه كثيــرًا .. هُوَ حتى لا يستطيع الكلام .. !

قال بألم مغمضًــا عينيه بقوة ( ظهــري المسكين .. عمودي الفقــري الجميل .. ياللهول ماذا تأكُلين مينـوري ؟ )

ودَدت لو أصفعُــه إلا أن معهُ الحَق في قول مايشــاء .. لقد سقطتُ عليه هذا حقًــا يبدو مؤلمًــا ،

( يستحـِقُ ذلك .. الأهَم أنكِ لم تُصــابي بأذى ! )

رفعتُ رأسي لأنظُــر إلى تلك المخلوقة الصغيــرة .. أو كما إعتدتُ مُناداتها .. " الشبح ! "

هذه الفتاة تجعل الحَــكة تُباغتني حتى تكاد تقتلنــي .. حَكة الحيرة التي تُصيب رأسي الفضولي المليء بالتساؤلات !

أحيانًــا أشعُر أنها من طَرف جــدي لتحميني لا أدري لماذا ؟ ..

[ أعلم .. ستقولون أنه شعورٌ أخرق فعلاً .. لكن صدقًــا ، ألا يشعُـر أحدكم بذلك مثلي ؟ أم .. أم أنها مُجرد تخيُلات وأفكار غبيّــة بنظركُــم ! ]

أومأتُ بالإيجاب بسُرعة .. لم أجـِد غير تلك الحركة لتكون مُنــاسبةً للرد

كانت تقف أمامي بشموخ ونظراتها الحادة أرعبتنــي – كما هي العادة - ..

أشعُر بالغموض يلُفها من كل جانب ، يا إلهي كم هي مَخلوقة عجيبــة !

جُلت ببصري بعيدًا عنها لأنظُــر للطلاب لوهلة .. إذ بي أرى منظرًا فظيعًــا ،

كُــل العيون مُتجهة نحونا تنظُر بتعجُب وقَد توسعَت في ذهــول .. والبعض في ترقُب .. والآخر بإعجاب كما يبدو .. ولكن لـِمَ هذا ؟

تنهَــد ريو ببساطة وحاول النهــوض وتوقف فجأة فأصبح يقف بشكلٍ .. كيف أصفه ؟ غبي !

وقفتُ ومشيت إلى حيث تلك الشبح ريــن التي كانت أمامي لأصبح بجانبها ..

سألتُـه بقليلٍ من التوتر محاولة قدر الإمكان تجاهُل النظرات من حولي

( هـ .. هـل تحتاج إلى ... مـ ... مساعدة ؟ )

( مينــوري بالطبع يجبُ أن تساعديــه .. لقد أنقذ حياتكِ ! )

كان ذلك صوت إحدى الفتيــات قائلة بأمر إمتزَج بإنكار وتعجب ..

أنقذ حياتي ؟ لن أعلق على هذا .. لن أعلق على كلام غبي كهذا أبدًا !

حاولتُ مساعدتَـه بأي طريقة إلا أنني لم أعرف ماذا أفعــل حقيقةً .. لا أُريد لمسه مطلقًــا فقُلت بإحباط

( أنا ... أنا آسفة ! )

عاد قلبـي يدُق بقوة وسُـرعة كما السابق .. فقط بمُــجرد أن نظر ريو إليّ بنظرة حادة لم أعلم ما مغزاها

قال بلهجة غريبــة ( هل أنتِ آسفة حقًــا ؟ )

~

~

حاولتُ مساعدتَـه بأي طريقة إلا أنني لم أعرف ماذا أفعــل حقيقةً .. لا أُريد لمسه مطلقًــا فقُلت بإحباط

( أنا ... أنا آسفة ! )

عاد قلبـي يدُق بقوة وسُـرعة كما السابق .. فقط بمُــجرد أن نظر ريو إليّ بنظرة حادة لم أعلم ما مغزاها

قال بلهجة غريبــة ( هل أنتِ آسفة حقًــا ؟ )

نظرتُ إليهِ قليلًا لأدقق ببصري على ملامحـه التي لم أفهمها ثُم أومأت بالإيجاب قائلة بخفوت

( نعــم .. )

رفعَ حاجبهُ الأيســر بثقة ثٌم قال بإبتسامة جذابة ( حسنًـا ، هذه الكلمة لا تُجدي نفعًــا معي .. )

إعتدل بوقفته كمن لم يصب بضربة قوية أبدًا ثُم جلس على ذلك الدَرج الذي إصطدم به وقام بثني ساقه التي رفعها لتُغطي جزءًا من صدره وبطنه

أمسك ذقنه بإبهامه وسبابته في تفكيــر وقال بـِمَرح

( أظنُ أنكِ من النوع الجبان أليس كذلك ؟ مارأيُــكِ إذًا بإن نلعب لعبة بيت الأشباح غدًا حال وصولنـا إلى مدينة الملاهي .. سيكون ذلك عظيمًــا )

سكتَ قليلًا ثم أردف ضاحكــًا ( أتطلعُ لرؤية وجهكِ الخائف من جَديد )

صُحت بإعتراض ( ماذا ؟ يالك من وقح .. كـ )

قاطعنــي إحدى الطلبة الذي أثار غيظــي بقولهِ ( يافتاة ! لقد أنقذ حيـاتكِ فلتقبلـي بعروضه المُغرية )

نظرتُ إلى ذاك الفتى بحدة وصرخت ( سُحقًــا لك فلتصمُت .. لم أكُن سأموت على أي حال فكيف يُنقذ حياتي ؟ )

وجّه الجميعُ إليّ نظرات لومٍ وغضب .. هل يروننــي وقحة الآن ؟ وماذا عن ريو وتصرفاتـهِ هذه !

آه يا إلهــي كم أود أن أقسم شعري لنصفين وأسحبُــه الآن

[ إحدى العادات التـي أفعلُها عند غضبي الشديد !! ]

تنهدت بعُمق ثم قُلت بإستسلام مُنصــاعة لأمره ( حسنًــا .. لكن ، إن حَدث شيء لي فستكون المسؤول عن هذا )

ضحـِك بخفة وهَز رأسه إيجابًــا دون أن يتلفظ بكلمة ..

أدرتُ نصف جسمي لأًصعق بالشبح تقف بمحاذاتي ولم تتحرك أبدًا .. لقد خـِلتُها رجعت لمقعدها منذ فترة !

ليس ذلك فقط .. بل كانت تُمسك بطرف قميصي كطفلة صغيـرة مُلتصقة بأُمهــا ..

وقفنــا على هذه الحال دقائق لم أعلم طولها حقًــا .. لكن لحُسن الحَــظ أن صوت السائق نبهنـا على أننا إقتربنا لنستعد

إستدَرت بكامل جسمـي ومَشيت عدة خطواتٍ بطيئة وتلك الشبح خلفي وكان ريو خلفها

آوه لحظــة ! .. صوت السائق !

إنني أعرِفُــه ...

إلتفتُ إليه لأتأكد من شكوكــي ... إنهُ ذو شعرٍ بُني حريري مُبعثر ومُهمَل ويرتدي قُبعة سوداء هذه المرة ..

عامل النظافة المُنحــَرف !

ظللت قُرابة العشر ثوانٍ أقف هكذا بمُنتصف الحافلة ثُم سـِرت إلى حيثُ مقعدي وجلست .. وكانت رين بجانبـي

رين و ريو ، رُبما هذان الأخوان العجيبــان يجتمعان في نقطة واحدة وحيدة على الأقل ..

ألا وهيَ الألتصاق بالناس بشكلٍ يُثير الغيظ ويؤدي إلى حالة نفسية صعبــة

آوه .. عاودتُ النظر إلى ساقي من جديد .. لقد إختفى ذاك العَنكبوت ! لابد أنهُ طار وإلتصق بشيءٍ آخر عندما تحركت الحافلة

هذا جيّــد .. فليلتصق بما يشاء إلا أنا ..

توقفت الحآفلة من جــديد ،

نظرتُ إلى ماوراء النافذة بجانبي إذ بي أرى أننا قد وقفنا أمام مبنى متوسط الحَجم
هو المكان الذي سنمكث فيه على مايبدو !

أدرت رأسي عند سماعي لضجة الطُلاب وصوت فتح باب الحافلة ..

وقفتُ بعدما وقفت رين لتعود للوراء لأخذ حقيبتهــا كما فعل أخوها ريو

حَملتُ حقيبتـي على كتفــي و نهضت من على كُرسيي بتكاسُل وأدخلتُ أصابعي الطويلة للتخلل شعري الأسود

متوسط الطول لأُرجعه للوراء فتعود خُصلاته مُتمردةً للأمام

ها أنا ذا أخرجُ من جو الحافلة البآرد ليصطدم الهواء المُعتدل اللطيف من الخارج بوجهــي ويُداعب خصلات شعري بنعومـة

تنفستُ بعُمق ثم أطلقتُ زفيرًا ينُم عن الرآحة وإبتسامة واسعة لطيفة رُسمت على فمــي

كُنــا أول حافلة تصل إلى هُنــا ثُم أقبلت أخرى بجانبنــا بعد عدة دقائق ..

دخلتُ إلى ذاك الفندُق أمشي وراء الطُلاب اللذين أخذوا يلحقون بـريو وأختـه الشَبح

سمـِعتُ ريو يصيح بصوتٍ عالي يُحدثنــا جميعًـا

( حسنًــا شباب ، سأقوم الآن بمُناداة كل ثلاثة أفراد سيكونون مع بعضهــم في غرفة واحدة وسأعطيهُم مفتاح غُرفتهم ! )

أخذ يفعل كما قال إلى أن جاء دوري وإبتسَم

( مينــوري ، هيكارو ، آكي .. ستكونون معًــا في غرفة واحدة )

( أليس من الأفضل أن تكونوا معًــا بغرفة واحدة يا ريو ومينــوري ؟ )

قال تلك الجملـة الفظيعة أحد الشُبان الوقحين مما جعَــل وجهي أنا وريو يُصبغان بالأحمر خجلاً فقال ريو مُتصنعًا الغَضب

( أحمق لا تقُل هذا وإلا لكمتُك لتطير إلى المدرسة وتدرس مع بقية الحمقى هُناك ! .. )

ضحـِك الجميع من شكل وجوهنــا المُشتعلة غضبًا وخجلاً في آن معًــا .. فأخذت إبتسامةُ لطيفة تشق طريقها شيئًا فشيئًا إلى وجهي ... ثُم ضحـِكت !



آه لقد حَــل الليلُ أخيرًا ! ...

أخبرنا ريوُ عندمـا هَم بإعطائنا المفاتيح أننا سنذهَبُ إلى مدينة الملاهي غدًا
صباحًـا في وقتٍ مُبكر

أتمنى أن يمُر كل شيءٍ على خيــر .. لا أعلمُ لـِمَ لا أحُس بالأمان هُنــا ،

نظرتُ إلى الساعة السوداء متوسطة الحجم المعلقة على الحائط .. إنها تُشير إلى التاسعة مساءً ،

نظرتُ من حولي نظرةً خاطفة .. الغرفة مُرتبـة ونظيفة ورائحة العـِطر الجميل مُنتشرة في أرجائها

آكي وهيكارو قَد خرجتا منذ فترة للقاء بعض الصديقات

حسنًــا إذًا لـِمَ لا أخرج لأستنشقُ الهواء بالخارج قُرب البحَر ؟ أظن أنه لا بأس بذلك !

إرتديتُ معطفي الوردي ذو القبعــة بسُرعة مُتجهة إلى باب الخروج ..

نظرتُ إلى الغرفة من جَديد ثُم أغلقت الباب خلفــي ،


~

في أحد الأحيــاء الهادئة جداً والتي تُنير الاضواء البيضاء ظُـُلمتها

حيثُ لآ يُسمع إلا مواء القطط البآحــثة عن الطعــام في كُل قمامةٍ تلقاها !ّ

كانت الساعةٌ تُشير إلى الحادية عشرة ليلاً ..

تحديداً في بيت مُتوســط بتصميم حديث – بالنسبــة لذلك الوقت – في الحديقة الخارجيةِ له بالتفصيل !

( ريوتـــآ ... توقف أُريد اللعب معـــك ! ) كان ذلك صوت صُراخ طفلةٍ صغيــرة لم تتجاوز الخامسةَ منْ عُمرها

تُنــادي من بعيــد طفلاً آخر كان يختبئ خلف أكبر شجــرة في تلك الحديقـة ..

كان ذاك الطفل مُسنداً ظهره على الشجــرة .. فأمال رأسـه لينظُر إليها ثم أخرج لسانه الصغيــر بحركةٍ
مُشاكسـة وقآل بعنآد يُخاطب تلك الطفلة

( أمسكي بي .. ثُم يُمكنكِ آللعب معي ! )

ضربت تلك الفتاة الصغيــرة الارضيــة بقوةٍ دلآلة الغضب الشديد ..

وإستعَدت لإطلآق ألحانٍ صاخبة عبآرةً عن صرخات بُكاء حاد ..

فأقبل ذاك الفتــى الصغيــر " ريُوتـــا " الذي يبدو يكبرهـا بعدة سنوات مُسرعاً بإتجاهها حاملاً الكُـرة بيديه وقال
بعدمــا وضع يده على كتفهــا

( لآ أرجوكِ .. كُنت أمزح ، لنلعـــب معاً لكن أرجوكِ لا تبكي ... إتفقنا ؟ )

إبتسمت تلك الفتـــاة الصغيــرة بطفوليـــة وقالت بطريقة مَضحكــة لعدم مقدرتها على النُطق جيداً ( حثنــاً ) " حسناً "

أخذا يلعبــان سويةً مُصدرآن ضجةً كبيــرة مما حَث بقيّــة الأطفآل اللذين كانوا بدآخل المنزل على الخروج

ليــنضموا إليهم وليــزدآد الصخَب والإزعآج بشكل جنونيّ !

بالنسبــة إلى الجيرآن ، فلقد أخذوا يصرخون بعصبيةٍ شديدة من خلآل نوافذ منآزلهم ليكُف الأطفآل عن الصُرآخ

لكنهُــم مُجرد أطفآل ... فمنَ سيُبآلي ؟

أما بدآخل المنـــزل .. فكانت الأجواء مُختلفــةً لكن ليس إلى ذلك الحَد البعيــد !

فكان الجوّ إحتفالياً جميـــلاً مليئاً بالضحكــات والإبتسآمآت المُوزعة على وجوه الجميــع .

يجلسون حول طاولــة مُستطيلة طويلــة تقع بوسط غُرفة المعيشــة الكبيــرة نوعاً ما ..

رجلُ عجــوز مع زوجتـه التي لا تختلف عنه حالاً .. يتحدثون ويُلقــون النكآت لإبنائهم الكبــار

اللذين أصبحوا الآن رجالاً مُتزوجيـــن ولديهم عدة أطفآل !

كان منهم من يتحدث عن أعماله ومشــاريعه في علمــه ..

والبعضُ الآخر عن معاناته مع أطفآله وزوجته العنيدة ... وما إلى ذلك من الاحاديث

فجأةً دخلت تلك الطفلةُ الصغيرة ذآت الشعر الأسود القصير جداً والعينين العسليتيين الواسعتين ..

ترتدي ثوباً أبيض طويل بالنسبة إليهــآ ..

أقبلت بإبتسامةٍ لعوبةٍ مرحة تتخللها البراءة من خلآل البــاب الذي يُطل على الحديقةِ الأمامية التي كانت تلعب فيهــا مع أخيها " ريوتـــا "

وإتجهَــت إلى عمهـــا الشـــاب البالغ من العُــمر السابعة والعشـــرون عامًا ، مع ذلك لم يكُن متزوجاً .

إرتمت في حُضنــه بمَرح والسرور لم يُفــارق نبرة صوتهــا الطفولية العذبة .

( شيـــــن ! ) .. إلتفت عم تلــك الطفلة إلى إمرأة جميلــة تبلغ الثانية والثلاثيــن من العُـمر فأجابها مُبتسماً ( ماذا ؟ )

قالت وهي تجلس بجانب زوجهــا حول الطآولة

( أيُمكنك إحضــار أطباق الحلوى من الثلآجة ؟ لقد تعبت جداً ولا أستطيع الوقوف على قدميّ )

غَمز شيــن بمرح وقال مُبتسماً ( من دواعِي سروري ! ) ..

سمـِع الجدْ كلآمهآ فقال مُعترضاً وهو ينهض بنشـآط ( كلآ .. دعنــي أنا أذهبُ مع طفلتــي الحُلوة )

قالت تلك المرأة بإبتسامةٍ صغيــرة عذبة وبمرح مُتصنعةً الغضب

( حسناً .. لكن أرجوك لا تلمس قطعةً واحدة ! )

( آه علِمت أنكِ ستقولين ذلك ، هذا عِقابٌ قاسٍ لي ) .. قآل الجَد ذلك مُدعياً الإحباط وهو يُمسك بيدِ تلك الطفلة الصغيرة مُتجهين سويةً إلى المطبــخ

مرت فتــرة قصيرة وهُو ينتشل كل طبقٍ ليضعه فوق طاولة المطبَــخ .. والطفلة واقفةٌ بجانبه مُمسكةً بطرف سرواله الزيتي الطويــل

( جـــدي أُريد اللعــب بالخارذ مع ريُوتــآ ! ) .. " بالخآرج "

حَرك شفتيه ليُطلق بضع كلمات من بينهمــا لكنهُ سكت عندمـآ أحس بشيء غريب يُحثه على الصمت ..

أمسك يدهــا الصغيرة بقوة عـِندما سمـِع صوت إطلاق النيرآن وصراخ أفراد العائله ..

حَمل تلك الطفـــلة لتكون على ظهرهِ بسُرعــة وقلبه يكاد يخرُج من مكآنهِ من شدة خوفــه ..

صحيح أنه عجوز .. لكنه مازال يحمــل بعض الطــاقة التي كان يتحلى بها في شبآبه !

طوقت تلك الفتاة يديهــا حول رقبتهِ بشكل تلقائي وقالت مُتسائلة ( جدي .. ماذا بك ؟ )

إتجه ناحية البـــاب الذي يؤدي إلى خارج المطبخ ليُطل على غُرفة المعيشــة

لكنهُ لم يستطِع رؤية شيء بسبب الدُخـــان الكثيف الذي أعمى بصيرته حينهـــآ

أصبح يلتفت الجد بعينيه بشكــل سريع ومُريب والعَرق يتصبب من جبينــه ..

مما دبّ الرعب في قلب الطفلة التي بدأت في التساؤل وصوتهــا يرتجف ( جـ ... جـددي .. مآبك !!! )

كان ذلك بسبب سماعه لصُراخ الأطفال وزوجتـه والآباء والامهات بغرفة المعيشــة ..

وصوت إطلاق رصاصاتٍ أيضاً !

وما كان مُرعبـــاً اكثر هو أصوات الرجـــال الغريبين اللذين إقتحموا المنزل بشكلٍ مفاجئ مما أثار الخوف بداخلـِه

( آشششش ! ) قال الجد ذلك وهو يُحاول تهدئة الطفلة بهَزه لها وهي على ظهــرِه

أدار وجهه إلى الخلفَ ليلحَظ وجود البــاب الذي بالمطبخ المؤدي إلى الحديقةِ الخلفيــةِ للمنزل

أسرع لإمساك مقبض البــاب .. ما إن أمسكهُ حتى فتحه على مصرعيه وإنطلق بخطواتٍ متسآرعة وآسعة للهروب

إتجه لبــاب الحديقةِ الخآرجي الخلفي ونبضات قلبه تتســارع بشكلٍ رهيب .. والطفلة مازالت تصرُخ باكية ..

نظر خلفه نظرةً خاطفـــة ليرىَ أن المنزل يحتــرق والدُخان يتصاعد للأعلى بكثآفه

ولهَب النيــران ينعكس في عينيــه ووجهــه ..

أما الطفلةُ فكانت تسعــل بقوّة من بين بُكائهـا .. فقال الجَد بقليلٍ من الصرامة ( أُصمدِي مينــوري )

سمـِع الجَد صوت أحد الرجــال العميق يُنــاديه مُهدداً ( توقف عندك وإلا أطلقتُ النـــار ! )

إلتفتَ إليه الجد بخــوف وصمت .. لكن الشجاعة - التي لا يدري اتته من أين – تسللت إلى قلبه ليقول بقوة

( فلتذهب للجحيــم ياهذا ! )

ركض الجد بخطواتٍ واسعــة إلى حيثُ الباب الخلفي المؤدي للخارج مُتفاديًــا الرصاصات التي يُطلقهـا ذاك الرجُل بصعوبة .

وبعد ركضٍ طويــل دام فترة لم يعلم طولهــا .. ولا يعلم حَتى قدماه قادته إلى أين !

وصل إلى إحدىَ الأحياء الفقيـرة المظلمة الشبه مهجــورة يقف سارحًــا حائرًا لا يعرف ماذا يفعَــل

قُتلت جميع العائلة تقريبًــا ولم يبقى سواه هو والطفلة مينــوري .

أحس بقطراتٍ تسقُط على رأسه بشكلٍ مُتقطع فرفع رأسهُ للسماء ...

قال بهدوء من بين دموعـهِ الحارة ( سُحقًــا ستُمطر ! )

إلتفت بنصف وجههِ إلى حفيدته الصغيـرة ليراها تُحاول كبت شهقاتها ومنع نفسها من البكاء وآثآر الدموع على وجنتيهـا الحمرآوتين

إبتسَم بحُزن وأسى على الحال الذي وصل إليه .. بشكل مُفاجئٍ جدًا !

أخذ يمشي بخطواتٍ ثقيلةٍ والحُزن يكسر قلبه المدفون بين أحشائه إلى قطع متعددة صغيرة ..

لآ يعلم إلى أين يتجـِه .. وبمَن يطلب العَــون ، كان تائهًــا مُشتت الأفكار .

توقف بمُنتصف الشارع عندمــا رأى سيارة سوداء كبيرة اللون تقف أمامه فجأة

رفع رأسهُ بتفاجؤ وإستغراب قائلاً في تعجُب ( ما به هذا الأخرق ؟ )

نظرَ الرجُل صاحبُ السيارة السوداء الذي – على مايبدو – لم يتجاوز الخمسة والثلاثين من عُمره
وقال ببرود ( تفضل يآ سيدي ! )

رفع الجد حاجبه الأيمن دلالة الإستغراب ثُم هَم بالمشي مُبتعداً ، إلا أن صاحب السيارة تقدم بسيارته ليسُد الطريق مُصرًا على تلبية طلبـِه

فجأةً أخذَ المطر يهطل بغزارة على رأس الجَد وحفيدته الصغيــرة ، لم يعلم ماذا يفعل ..

هل يوافق على طلب المجهول ؟ أم يرفُض !

................

( مينــوري ؟ )

قَآطع ذكريآتي ذاك الصوت البآرد الذي أفزعني فإلتفتُ برأسي لأنظُر في عيني ذاك الشخص التي لمعت عاكسةً ضوء القمَر

( ريــو ... ؟ )

كُنت جالسة على شاطئ البَحــر والظلام يلفُني من كل جانب ، أضم ساقاي بذراعـي وأغوص في ذكريآتي

العميقة الموحشة والدموع تنساب على وجنتيّ بهدوء

رأيتُ التفاجؤ ظاهرًا على وجهه فما لبثت أن مسحتُ دموعـي ورسمت إبتسامة بسيطة على فمي

( لا شيء ... فقط راودتنــي ذكرى سيئة )

هَز رأسه إيجابًا بهدوء دون أن ينبس بكلمة وظل يتأمل معي واقفًا مكانه ورائي إلى السماء المليئة بالنجـوم اللامعة

قال بعد فترة صمتٍ بسيطة بمَرح ( هيه يامُهرجتــي .. مارأيُــكِ أن نشتري شيئًا باردًا نشربُه ؟ )

قُلت بغضب ( لستُ مُهرجتَك ، كًف عن إغاظتي ! )

وسُرعان ماتبدِل الغضب إلى سعادة فقلت بمرح وتلقائية ( لكن موافقة .. على حسابــك ! )

~~


هَز رأسه مُوافقًا ثُم أمسك بيدي وأخذ يركَض بي مُنطلقاً بحماس بينما عاد " ذاك الأبله " يدُق بقوة داخل صدِري

لو كان بيدي لأخرجتُـه من صدِري ورميتُـه بعيدًا .. ياله من قلبٍ مُزعج !!

وصلنا إلى متجرٍ كبير الحَــجم نوعًا ما .. يوجد به عدد قليل من النــاس فدخلنا إليه بهدوء ننظر حولنا بحيرة

أخذ ريو يجُر سلةً كبيرة أمامهُ ويضع فيها أشياء كثيرة .. حقيقة كانت جميع الأشياء لا نفع لها ، يبدو أنه

يُخطط لإقامة حفلة في غرفته وجمع الشباب .. إنهُ تخمين فقط !

فجأةً ودون سابقِ إنذار .. سمِـعنا ضجّةً آتية من الباب الأمامي للمتجر .. وإنطفأت جميع الأنوار وأصبحَ المكانُ مظلمًا بعض الشيء

أُصبت بالذُعر فإلتصقتُ بذراع ريو الذي نظَر إلي بإستغراب

راح يمشي بهدوء مُتجهًـا إلى مكان المُحاسب القريب من باب الخروج .. إلا أنهُ تراجع بتردُد قائلاً

( مينوري .. لا تُصدري أي صوت حسنًا ؟ إتبعيني فقط ! )

قلت بخوف وتساؤل وأنا أنظر في عينيه الحادتين ( لماذا ؟ مالذي يحدُث ؟ )

ترَك السلة جانبًا وأمسك بمعصمــي وأخذ يدُور بالمتجر كاملاً دون أن يتخذ وِجهةً مُحددة ..

قلتُ لأقطع جو الصمت المُرعب الذي أكرهُه ( هل ... هل هُم لصوص ؟ )

كان مُعقدًا حاجبيه ويبدو عليه الغضب ..

أجابني بهدوء دون النظر إليّ ( أظُن ذلك )

وجدنا أمامنا بابًا كبيرًا فُتح نـِصفُه فدخلنا إلى ماوراءه .. نظرت حولي لأتفحص تلك الغُرفة ...

لا يوجد فيها سوى مصباح واحد أبيض مُعلقًا في السقف يُنير أجزاء صغيرةً منها .. ومساحتهُا واسعة

إلا أن ماجعلها ضيقة هو وجود الصناديق الكثيرة الموضوعة بعضها فوق بعض

سمـِعتُ صراخ أطفالٍ ونـِسوة مما جعلني أشعُر وكأن قلبي فعلاً سيخرُج من مكانه

قلت بخفوت أحضن رأسي بين كفيّ ( اه كُنت متأكدة .. مُتأكدة تمامًا بإن هذه الرحلة ستكون كارثة .. مُصيبة !! )

لم يُعلق ريو الواقف بجانبي على كلامـي بل ظل صامتًـا وكأنه ينتظر شيئًا ما ، رُبما ينتظر رحيلهُم فقط .

سمـِعتُ صراخ رجال يبدو أنهم لا يتجاوزون الثلاثة يُحدثون الموجودين بصرامة

قال أحدهم بوضوحٍ يُكلم إمرأة بأمر( أعطيني كُل مالديكِ من مجوهرات يا أنتِ .. أو ودعي طفلكِ للأبد ! )

كانت تصرُخ وتبكي في آن معًـا .. ومن صوتِ إرتطام شيءٍ ما بالأرض الأقربُ أنهُ قام بصفعها أو إلقاء شيءٍ عليها ،

وهذا ماجعل أوصالي ترتجف ...

( هل أنتِ فـِعلاً جبانة لهذه الدرجة ؟ لم أتصور أنكِ ستكونين هكذا ! )

نظرتُ إلى ريو بعينين دامعتين .. كان يُسند ظهره على الصناديق ويمُد رجلة اليُسرى بينما يُثني اليمنى ليُريح ذراعه عليها وينظر إليّ ببرود

كُنت واقفة أراقب من فتحة الباب الصغيـرة أولائك اللصوص

تركتُ الباب وإتجهتُ إلى ريو لأجلس بجانبه بهدوء .. وأصبحتُ أقترب أكثر منه حتى أكاد ألتصق به

لم أشعُر بنفسي إلا وأنا أُسند رأسي على صدره وذراعه اليسرى تلُفني

رفعتُ رأسي لأرى وجهه قد صُبغ كاملاً باللون الأحمر وينظر إلى الجدران

طأطأت رأسي في خجل ثُم مالبثت أن إتسعت عينــي بذهول

دفعتُه عني بقوة وأنا أصرُخ ( من تحسبُ نفسك هاه ! .. أيها الأخرق لا تلمسني .. لا تفعل هذا ! )

دقائق مَرت ونحن ننظر إلى بعضنا في ذهول وفي عينينا بريق غريب ..

حَتى قطع تلك اللحظة صوتُ الباب يُدفع بقوة ليرتطم بالجدار ..

وجّهنا بصرنا إلى ذاك الرجُل المُقنع الذي لا يظهر من وجهه سوى عينيه الضيقتين !

وها هوَ ذا قلبي يرقُص خوفًــا ما إن إقترَب مني أنا بالذآت وفي عيونه لمعة شر واضحة !!

~

[/frame]
رد مع اقتباس