عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-19-2013, 09:15 PM
 
إيــآكمم اليــآسس و الإحبــآط =)


عندما يعيش المرء في لحظات بؤس وألم فإنه تراوده أفكار وهواجس توحي إليه أنَّ الزمن قد توقف عند هذه اللحظة المؤلمة، وأن سُحب المعاناة لن تنقشع، ولن يكون هناك انفراج للمآسي التي تمر به؛ ومن هنا تشل حركته ، ويتكاسل عن فعل ما ينبغي فعله .

ولكن لو تأملنا في لحظة صفاء لوجدنا أن بقاء الحال من المحال، فالتغير سنة ربانية، فلحظة الضيق يعقبها لحظة انفراج فلا يأس ولا انقطاع للأمل،
فإذا تسلل اليأس ـــ بغفلة ـــ إلى النفس فلنجعله دافعاً وملهماً لتحقيق الطموحات والآمال.فاجعلوا اليأس طاقة للتغيير :

(أ) فاليأس يجعلنا نلتجئ إلى الله تعالى، فاليائس يهتف بالدعاء ليلا ونهارا، ويتذلل لله تعالى منكسراً قلبه خاضعة جوارحه؛ فالأمل بالناس قد انقطع وليس له ملجأ إلا الله تعالى، فيتوجه إلى الله وهو الركن الشديد ، فالبارئ يجعل الغد مشرقا، ويعيد البسمة والبِشر والسرور على الوجوه الكالحة. فنصل لمراد الله منا " وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ" [التوبة : 118]

(ب) اليأس يمنحنا راحة وطمأنينة ، فقد نرجو من الآخرين شيئاً، وتتعلق النفوس بما لديهم، ونظل نعيش على أمل بأن يمنحنا الآخرين ما نريد ؛ ولكن مع الاستبطاء يضعف الأمل ، فيسطو اليأس على النفس، وعندها يقطع الرجاء بالآخرين وتعيش النفس في راحة من عدم التعلق بالآخرين،
وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني وأوجز قال : "
إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه، وأجمع اليأس عما في أيدي الناس " [ أخرجه ابن ماجه (4161) وحسنه الألباني]

(ج) واليأس يجعلنا نعيد تقييمنا لذواتنا، فهو يجعلنا نسأل أنفسنا: ما الذي جعلنا نعيش هذا الوضع؟ لماذا نحن في هذا المكان؟ ما الذي فعلناه حتى ألمّ بنا اليأس؟ فهو منحة وهبة إذا نظرنا إليه من زاوية التعلم والتجربة.

(د) اليأس هو موقف تحدي مع الذات، فإما أن تتغلب على يأسك أو أن يتغلب عليكِ اليأس وتكون بلاقيمة ، فاليأس إما أن يدفعك للأمام أو يسحبك للخلف ، فاليأس يمنع الإنسان من التجربة والمحاولة ، ويعزز الفشل ، ولا يقدم حلاً ، بل اليائس بحاجة أن يعيد صياغة فكره ونظرته للأمور ، فعلينا أن نتحدى اليأس ولنتحرر من خيوطه وأوهامه كي نعيش حياة ملئها التفاؤل بحياة طيبة.

فكلنا يعلم أنَّ الأمر بيد الله تعالى فهو مصرف الأمور كلها، وهو الذي يجعل بعد العسر يسرا،
وبعد الضيق فرجا .
فلم ييأس إبراهيم عليه السلام عندما قذف في النار .
ولم ييأس يوسف عليه السلام عندما ألقى في الجب.
ولم ييأس يونس عليه السلام عندما ألتقمه الحوت .
فكل من آوى إلى الله تعالى ذهب يأسه، وزال همه. ولذلك كان اليأس في جنب الله تعالى كبيرة من الكبائر كما قال الله تعالى
" وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " [يوسف: 87]
أحسنوا الظن بالله . كلما ضاقت تفرج ، ولن يغلب عسر يسرين

__________________


ɪταsнɪ حب8 ɪ ℓσvє yσυ
رد مع اقتباس