عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-04-2013, 10:31 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im35.gulfup.com/rsmvj.png');border:1px solid black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

هاقد عادت سماء لندن لتبكي مرة اخرى، و هي تضرب بدموعها نوافذ المنازل، و تتشبذ زخاتها بملابسنا، و ها انا اقف أمام جسدها الذي قد افرغ من أطلال الروح، ترائت لي جثتها بأنها حية، شعرها المحاك بخيوط الشمس قد انسدل على وجها ،و عينيها ذات اللمعة الفيروزية قد بهتت و اعلنت انسحابها ،سجادة ذات لون احمر قد ظلت تكبر و تكبر اسفلها، و فتحة قد نصبت اعمدتها في وسط جسدها، كانت هذه كارولينا، فتاة في عمر الشباب، فتاة يتيمة ترعى اخوانها الصغار، كانت تعيش في الاحياء الفقيرة بين القمامة، إلى ان ظهرت في حياتي فجأة في أحد تلك الاحياء الفقيرة، اخذتني مع انني اكبر منها، وضعتني في منزلها الصغير البال بين اخوتها، قدمت لي كل العناية، احببتها، و احبتني، جعلتني انسى أطلال ماضي كسفاح، ذلك الماضي المملوء بالدماء و ازهاق الارواح، طوال هذا الوقت كنت اعيش لنفسي فقط لا شئ غير، كل ما يهمني هو أن ابقى على قيد الحياة، كل اهتماماتي هي نفسي و لا شئ آخر، إلى ان جاءت هي و بدلت نظرتي عن العالم..
تسألون ماذا يحدث؟ سوف اسطر لكم معلومات قد تفيدكم، اسمي هو الين، شاب مثل اي شاب آخر قد نشء في الاحياء الفقيرة، و الحياة هناك هي مثل الغابة، لا، بل الغابة ارحم من تلك الازقة المظلمة، الاحياء هم المنتصرون، و الخاسرون هم الاموات، الجميع يقتل هناك من اجل نفسه، هكذا كنت انا، إلى أن جاء تلك الليلة في فصل الشتاء، كنت في احد الازقة جالساً، حسناً، ليس لدي منزل لكي اعود إليه، و لن يكن لدي قط، إلى ان سمعت صوتها للأول مرة و هو يقول يناديني: أنت هناك..
إلتفت لها، كانت تبعد خصلات شعرها عن وجهها و تضعها خلف اذنها، ثم تقدمت لي و اعطتني يدها قائلة: تعال معي.
كنت اخطط في تلك اللحظة بأن اذهب معها ،و اقتل كل من معها للأخذ ممتلكاتهم، حسناً،ألم اقل لكم بأن هذا حال الاحياء الفقيرة، كان هذا طبعي، فطبيعة الانسان الحقيقة لا تتغير، و بالفعل ذهبت معها لبيتها، ما إن فتحت الباب حتى ظهر امامها طفلان صغيران، ولد و بنت، توجها لها و حضناها بشغف و فرحة، فسألتها: هل هم ابنائك؟
فأجابتني بإبتسامة: لا، إنهم اخوتي.
ثم قالت لي مغيرة الموضوع: لا تقف هكذا، تفضل.
ادخلتني معها، كانت معاملتها لي ليس لشخص قد قابلته للمرة الاولى، أليست خائفة؟ اعتقد بأنها تعرف بأنني سفاح مشهور بين الاحياء الفقيرة و حتى بين النبلاء و أنا مطلوب من الشرطة، من المستحيل أنها لا تعرفني.. هل هي ساذجة لهذه الدرجة؟
إلى ان قال ذلك الولد الصغير: سيدي، أنت مطلوب من قبل الشرطة!
حسناً، على ما اعتقد بأن عمر هذا الطفل هو ثلاث سنوات، لذا لا الومه على صراحته، فتقدمت كارولينا للأخيها و انخفضت لمستواه و قالت له بإبتسامة كبيرة: ماذا تقول يا ديفد؟ إنه بشر مثلي و مثلك.
في تلك اللحظة عرفت بأنها تعرف بأني مطلوب من الشرطة، فقد كانت الابتسامة التي علت وجهها إبتسامة كساها الزيف، لكنها في نفس الوقت كانت مملوءة بالصفاء، لم استطع ان افهم قولها او هدفها في ذلك الوقت، لماذا تفعل هذا لي؟
اجلستني على طاولة الطعام ،بينما اخواها الصغيران ظلا يحدقان في و كأنني نكرة، ثم جائت هي ووضع اصناف طعام متواضعة على المائدة، و إبتسمت في وجهي و قال: تفضل.
و أنا اتناول، ظللت احدق فيها هي اخوتها، كيف يضحكون، يمزحون، يتلاعبون مع بعضهم، لقد نسيت تلك الأيام التي كنت اقضيها مع عائلتي، حتى إنني قد نسيت إحساسي بها..
. . .
في الليل ،كان اخوتها نائمين على فخذيها، كل طفل في جهة، بينما هي جالسة على الكرسي و هي تقرأ كتاباً بهدوء، بينما أحد يديها كانت تمسح على شعر اخويها، للحظة تذكرت أمي التي فقدتها، لا، بل نسيتها، نعم! لقد نسيت أمي.. لكن كارولينا جعلتني اتذكرها مرة اخرى.. فحياتي كلها قتل.. دماء.. احتضار.. و كأنني ملك الموت بعينه.. تلطخت ذاكرتي بالدماء.. لكن كارولينا ذكرتني بطفولتي.. عندما كنت استلقي على رجل امي.. و تلعب هي بشعري..
فتقدمت لها و سألتها بكل صراحة: لماذا تفعلين هكذا؟
كنت جالساً على الكرسي الذي امامها، فأغلقت الكتاب و قالت: للأنني اريد ان اغيرك..
حسناً، سوف اقول بأنني في تلك اللحظة قد اندهشت، هي بالفعل تعرف من أنا، لماذا احضرتني إلى هنا؟ للأنها تريد ان تغيرني؟
فأكملت كلامها: والدي المتوفى كان مجرماً مثلك تماماً، إلى ان قبضت عليه الشرطة و تم إعدامه ،عندما علمت امي بهذا الخبر إنتحرت فوراً، و تركت لي اخوتي الصغار، لذا، لا اريد بأن يضيع إنسان آخر حياته مثل ابي..
ثم اردفت: بجانب، ليس للأي يكن حتى لو كان الملك نفسه! بأن يأخذ أرواح البشر!
قطعت المحادثة عندما سمعنا صوت طرق الباب، فإنتصبت كارولينا على رجليها و فتحته بحيث لا يراني الطارق، ظلت تتحدث مع الطارق، ثم اغلقت الباب و توجهت لي بسرعة، وضعت يدها على كتفي و قال لي: الشرطة سوف تفتش المكان، لقد استطعت بأن ابقيهم خارج المنزل بحجة ان اخوتي نائمين، لذا استغل الفرصة و اهرب الآن من اعلى السطح!
ظللت انظر لها بتعجب، ثم سألتها: لماذا انت مهتمة بي لهذه الدرجة؟
فجاوبتني: ألم اقل لك، لا اريد بأن تضيع حياتك هكذا، بجانب..
ثم قالت و دمعة حارة قد شقت طريقها على خدها: أريدك أن تحب الآخرين مرة اخرى..
فقلت لها بدهشة: أنت! هل انت-
قاطعتني و هي تضع يدها على فمي للإسكاتي، كانت ترتدي شالاً احمراً عليها، فخلعته و لفته علي بحيث تغطي وجهي، ثم قالت لي: اهرب الآن بسرعة.
اخذت نفساً طويلاً لكي استنشق رائحة الشال، و إنتصبت على رجلي و هربت بالفعل من السطح، لقد تذكرتها! كارولينا مانا، كنت صديقها عندما كنت طفلاً، إلى ان صار حادث و قتل فيه والدي من قبل لصوص، في ذلك اليوم نسيت معنى السعادة و نسيتها كذلك، و قتلت اللصوص بدم بارد لا يملكه طفل، كنت مجرد روح متعطشة للدماء في جسم طفل، في ذلك اليوم كنت في بداية النهاية فحسب كسفاح.. لم اتوقع بأن كارولينا تتذكرني لحد الآن، بينما أنا نسيتها و نسيت نفسي كذلك، نسيت والدي حتى، اصبح قمامة،لا، بل اقذر من القمامة من الاحياء الفقيرة مثل اللصوص الذين قتلوا والدي..
لم ارى كارولينا بعدها منذ ذلك اليوم، لكنني عندما رأيتها اخيراً، رأيتها كجثة حية في نظري، و هو الآن ما اعيشه، كنت ملاحقاً من قبل الشرطة، حدثت أشياء و كنت على حافة الموت، فضحت كارولينا بنفسها ووقفت امامي فتلقت هي الرصاصة التي قد شقت بطنها! و سقطت على الارض! حتى خيط من دمها قد لطخ وجهي!
ماذا فعلت بحياتي؟ كل شئ بسببي.. أنا من قتلها ..أنا من قتل أول و آخر شخص قد احبني.. لم افق في تلك اللحظة إلى وجثث رجال الشرطة مبعثرة امامي مثل القمامة.. آآه.. هاقد رجعت للأقف على أطلال ماضيي المليئ بإزهاق الارواح.. لكن يبدو بأنني نسيت بأن اخرج القمامة بأكملها.. فكان هنالك رجل من الشرطة جالس في زاوية و هي يرتجف.. و كأنني ملك الموت الذي سوف يقبض روحه.. فتقدمت له ..و قلت له: ابزق اسم المسؤول على قضية القبض علي.
فقال لي و هو يترجف، حتى انه قد عض لسانه مراراً وتكراراً: س-س-ستيفان ج-جوز-زيف..!
ثم اخرجت السكين من جيبي، و فجرت بها رأسه الفاسد، ثم توجهت لجثة كارولينا، و حملتها، ثم شققت طريقي بين الازرقة إلى مركز الشرطة، دخلت من الباب الخلفي حيث المطبخ، لم يكن هنالك احد، فوضعت كارولينا برفق على الارض، إلى ان دخل احدهم علي، فوجه مسدسه علي مباشراً، اخذت احد الصحون و رميتها على يديه مما جعله يترك المسدس، ثم تقدمت له و ركلت رجليه فوقع على الارض، ثم اخذت أحد ذراعيه ووضعتها خلف ظهره، أما الاخرى فقد كانت اسفله، و قربت السكين من رقبته و قلت له: أين غرفة ستيفان جوزيف؟
فقال لي بتلعثم: أول ب-ب-باب سوف تراه عندما تت-تفتح هذا الب-باب..!!
بعدما إنتهيت منه، اسكته إلى الابد، ثم إنتصبت على رجلي، و تناولت مسدسه الملقي على الارض، و غطيت وجهي بشال كارولينا الاحمر الذي احتفظت به إلى حد هذا اليوم، شممت رائحته، تمنيت لو ان رائحتها لا تزال فيه، لكنه قد اكتسب رائحتي مسبقا، رائحتي المقرفة، التي لطالما كرهتها و كرهت نفسي السفاحة معها، نعم! أنا اكره نفسي، و جميع الناس تكرهني بسببها، لكنها الوحيدة التي ظلت تحبني كما انا، لم تفقد الامل و لو للحظة في ان تعيدني لذاتي السابقة، لم تخاف مني و لو للحظة، و كأنني لا ازال الين القديم في نظرها..
ثم توجهت لكارولينا و حملتها بين ذراعي كالاميرة، ثم فتحت الباب، و توجهت نحو الباب المقابل لي، فتحت الباب، فرأيته، هذا الرجل، بينما هو قد إنتصب على رجليه بدهشة مما جعل الكرسي الذي كان يجلس عليه يقع على الارض، و قال لي: أنت-
لم يكمل جملته، بل فرغت كل ما في المسدس من رصاص في رأسه و أنا واقف مكاني ، فتلطخ الجدار بالدماء، و إمتلأ مقر الشرطة بأكمله بصوت إطلاق الرصاص، و صوت صرخاته المثيرة للشفقة التي تدعوني لكي اتوقف عن قتل روحه، عن إخفائها من الوجود..
بعدما فرغ المسدس من الرصاص، ألقيته على الارض، ثم توجهت له و سرقت مسدسه هو الآخر، عندما وقفت، رأيت حشد غفير من رجال الشرطة أمامي، فأمسكت بجسم كارولينا برقة حيث خصرها، و اسندت جسمها الاعلى على جسمي، و قربت وجهها البارد من وجهي، لماذا هي باردة هكذا؟ أين ذهب دفئها؟ أين هي رائحتها؟ كل شئ قد تلاشى..
ثم اخذت اليد الاخرى ووجهتها أمام رجال الشرطة و هي تحمل المسدس، و قلت :لا تقلقي، سوف اقتلهم جميعاً، و اقدم رؤوسهم كهدية لك.
.. تمت ..

BRB
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس