عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-21-2006, 12:33 PM
 
مشاركة: معلومات عن دول العالم.......

لشيخ زايد بن سلطان آل نهيان


لم يولد الشيخ زايد بن سلطان وفى فمه ملعقة من الذهب.
لقد فتح زايد عينيه على قومه, وقد نالت منهم سنوات الحرمان والقهر.. وبدأت شخصيته كزعيم تتكون وسط هذا المجتمع الذي حرم من كل شئ إلا الكرامة والإباء.
وكان تمسك الآباء والأجداد بكرامتهم هو النبع الذي ارتوى منه الأبناء, ليشبوا وكلهم حرص على هذه الكرامة, وكان هذا الحرص هو السياج الذي حمى التقاليد العربية والأصالة المتوارثة, رغم كل الظروف, حتى جاء الجيل الذي برز من بين فتيانه زايد بن سلطان.. والأمم تتواعد مع زعمائها , كما يتواعد زعماؤها مع القدر.
وفى السنوات المبكرة من حياته.. كان زايد يمرح ويركض في رحاب قصر الحصن في أبوظبي حيث ولد.
وكان زايد رابع أربعة أبناء رزق بهم والده الشيخ سلطان بن زايد الذي حكم إليها أبوظبي بين عامي 1922 و 1926 وكان ترتيبه الرابع عشر في سلسلة حكام آل نهيان .
وقد عرف عن المرحوم الشيخ سلطان بن زايد شجاعته وحكمته وقدرته على بسط السلام والنظام وولعه بالشعر والنشيد واهتمامه بأمور الزراعة والري والبناء ووسط البيئة القاسية التي عرفها سكان إليها أبوظبي في تلك المرحلة من تاريخها تفتحت عينا زايد على الحياة وبدأ يتعرف على أهمية التمسك بالتقاليد العربية الكريمة وكان في مجلس والده بقصر الحصن ينصت لما يدور فيه من حديث ويتعلم أولا بأول دروس تصريف شئون وتسيير أمور الإمارة .
وخلال السنوات الأولى من عمره بدأ الشيخ زايد في الاطلاع على أصول الدين وحفظ آيات القرآن الكريم ونسج من معانيه وهديه نمط حياته وبدأ يعي أن كتاب الله جل جلاله ليس فقط كتاب دين وإنما هو السجل المنظم الشامل لجميع جوانب الحياة.
وبدأت المرحلة الثانية من حياة زايد عندما انتقل من أبوظبي الوطني العين وراح يظهر شغفه المتزايد بالمكونات التي يتصف بها العالمي الأصيل مثل الصيد بالصقور وركوب الخيل والهجن الأصيلة واستخدام البندقية وظل سموه شغوفا بمتابعة هذه الهوايات والاهتمامات منذ تلك الفترة, ولا يزال يشجع الجميع على ممارستها ويرصد الجوائز القيمة للسباقات السنوية التي يأمر بتنظيمها ويرعاها.
وفى مدينة العين وضواحيها أمضى زايد السنوات الأولى من فجر شبابه وترعرع بين تلالها وجبالها واستمد الكثير من صفائها ورحابتها.





جبل حفيت


ويقول أحد من عرفوه جيدا في تلك الفترة كان زايد يصعد الوطني جبل حفيت على الحدود بين أبوظبي وعمان يقنص الغزلان بإصرار يثير الدهشة وكان أشجع صبى عرفته فلم يكن يهتم للطقس سواء كانت حرارته لا تحتمل أم كان باردا شديد البرودة, وكانت قدما الصبي تنطلقان بسرعة سعيا وراء أي هدف ولم يكن هناك ما يمنعه من ذلك”. وعندما أصبح زايد شابا يافعا كان قد أتقن فنون القتال والصول والجول وفى تلك المرحلة بدأت ثقافته تكتسب بعدا جديدا حيث ظهر اهتمامه بالأدب ومعرفة وقائع العرب وأيامهم وكان من أمتع أوقاته الجلوس الوطني كبار السن ليحدثوه عما يعرفونه من سير الأجداد وبطولاتهم.



حاكم على العين


عرفت مدينة العين والمناطق التابعة لها منذ أقدم العصور غير أن صناعة تاريخها الحديث لم تكتمل كما لم تبرز أهميتها إلا بعد أن تولى الشيخ زايد إدارة شئونها سنة 1946 وأحس على الفور بالحاجة لإدخال كل الإصلاحات الممكنة عليها استجابة لطموح مواطنيه ودعوتهم الدائمة لتحسين أحوالهم المعيشية. غير أن شح الإمكانات المالية وقف حجر عثرة دون تحقيق ما يصبو إلى المواطنون فلجأ الوطني تنمية الزراعة وحفر الافلاج وكان يشارك الرجال النزول الوطني جوف الأرض ويرفع التراب بيديه وبدأت في تلك الفترة عملية إصلاح زراعي وحل الاهتمام محل الإهمال الذي عانت منه العين بسبب الحروب والافتقار الوطني القائد المناسب وأثبت الشيخ زايد من وقتها أنه رجل الإصلاح الذي يعلى حقوق مواطنيه فوق كل الحقوق الأخرى.



انطباعات رحاله


وسجل الرحالة الإنجليزي المعروف “ولفرد ثيسيجر” في كتابه “الرمال العربية” انطباعاته عن أول لقاء له بالشيخ زايد في مجلس بقرية المويجعى من أعمال العين سنة 1948. يقول الرحالة “إن زايد رجل قوى البنية لحيته بنية اللون ووجهه ينم عن ذكاء حاد وعيناه ثاقبتان قويتا الملاحظة وهو يتميز بسلوك هادئ وشخصية قوية وكان بسيطا في لباسه يرتدى ثوبا من النسيج لعماني رمادي اللون وصدرية وكان يتميز عن مرافقيه بعقاله الأسود وبالطريقة التي يرتدى بها الكوفية فقد كان ينشر طرفيها على كتفيه بدلا من لفها حول الرأس كما مواطني الطريقة المعروفة هنا وكان يضع خنجرا وجنادا للرصاص الوطني وسطه والى جانبه على الرمال بندقيته”. “لقد كنت متشوقا للقاء زايد فله شهرة واسعة في أوساط البدو الذين أحبوه لسلاسة أسلوبه غير الرسمي في معاملته لهم ولعلاقاته الودية معهم واحترموا فيه نفاذ شخصيته وذكاءه وقوته البدنية وكانوا يعبرون عن إعجابهم به فيقولون : زايد بدوي مثلنا فهو يعرف الكثير عن الهجن ويركبها مثلنا وهو ماهر في الرماية ويجيد القتال”. ووصف الرحالة أسلوب زايد في إدارة دفة الحكم فقال : “زايد رب أسرة كبيرة يجلس دائما للإنصات لمشاكل الناس ويحلها فيخرج المتخاصمون من عنده بهدوء وكلهم رضا من أحكامه التي تتميز بالذكاء والحكمة والعدل”. وأورد النقيب البريطاني انطوني شبرد في كتابه “مغامرة في الجزيرة العربية” ما خرج به من انطباعات بعد لقاء سموه. فيقول شبرد : “كان زايد رجلا يحظى بإعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء المحيطة بواحة البريمى وكان بلا شك أقوى شخصية في الإمارات المتصالحة وكنت أذهب لزيارته أسبوعيا في حصنه وكان يعرض على عادة وضع السياسة المحلية بأسلوب ممتاز وإذا دخلت عليه باحترام خرجت باحترام أكبر لقد كان واحدا من العظماء القلة الذين التقيتهم وإذا لم نكن نتفق دوما فالسبب هو جهلي”.



شجاعة زايد


وكان العقيد بوستيد الممثل السياسي البريطاني أحد المعجبين بكرم الشيخ زايد وأسلوبه في التغلب على المصاعب التي تعترضه فقد كتب بعد زيارة الوطني العين: “لقد دهشت دائما من الجموع التي تحتشد دوما حوله في البريمى وتحيطه باحترام واهتمام “. “كان لطيف الكلام دائما مع الجميع وكان سخيا جدا بماله ودهشت على الفور من كل ما عمله في بلدته العين وفى المنطقة لمنفعة الشعب فقد شق الترع لزيادة المياه لري البساتين وحفر الآبار وعمر المباني الإسمنتية في الأفلاج , إن كل من يزور البريمى يلاحظ سعادة أهل المنطقة”. وفى عام 1953 بدأ الشيخ زايد يتلمس طريقه الوطني العالم الخارجي بحذر فكانت رحلته الأولى الوطني بريطانيا قبل أن يزور بعدها الولايات المتحدة الأمريكية ولبنان والعراق ومصر وسوريا والهند وإيران وسويسرا وفرنسا وغيرها من الدول فزادت مشاهداته من قناعته بمدى حاجة البلاد الوطني الإصلاح والانفتاح والتطور وعبر عن تشوقه ليحقق كل هذا بالكلمات المؤثرة التالية “كانت أحلامي كثيرة وكنت أحلم بأرضنا تواكب حضارة العالم الحديث ولكنى لم أكن أستطيع أن أفعل شيئا كبيرا ولم يكن بين يدي ما يحقق الأحلام ولكنني كنت واثقا أن الأحلام سوف تتحقق في يوم من الأيام”.



حاكم لابوظبي


يعتبر يوم السادس من أغسطس سنة 1966 - بحق - صفحة مشرقة في تاريخ الإمارات الحديث لأنه اليوم الذي تبوأ فيه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي ونقطة الانطلاق باتجاه النهضة الشاملة”. ولقد أخذ سموه على عاتقه النهوض بمسئوليات بناء القواعد الصلبة الأصيلة التي ارتفع فوقها صرح الإمارة أولا والوطن الأكبر ثانيا فسعى لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين فيها وإعلاء شأن الإمارة التي حققت بعد سنتين من ذلك التاريخ أهم الأدوار في قيام دولة الإمارات العربية المتحدة والعمل لاحقا على تنميتها وبث القوة في أطرافها.



في موقع المسئولية


ومنذ يومه الأول في موقع المسئولية حدد سموه نظرته الوطني الدخل المتحقق من البترول باعتباره وسيلة لبناء المجتمع والأمة لا غاية في حد ذاته ولخص بكلمات قليلة عميقة الدلالة وظيفة المال عندما رفع شعار “لافائدة للمال إذا لم يسخر لصالح الشعب”.








مع تحياتي :
أشجـــــ الازهار ــــان