عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-11-2014, 04:20 PM
 
Post إنتِظَآر..(قصة قصيرة)مُحَاوَلَةٌ منِي..








مَسَاء الورد و الياسمين

فَكَرْت فِي تغْيير أسلُوب كِتَابَتِي و الإرْتِقَاء إلَى أسْلُوب أفضل إن شاء الله..ولِذَلِك أحببت أن أََضَع هَذَا الجُزْء القَصِير حضتَى أعْرَضُه عَلَيْكم لإنتقادٍي و أخذ آرائكم المهمة
أرْجُو إنتقادِي و إعطائِي آرائكم التِي احتاجها لتطوير أسلُوبٍي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من أوجين إلى ويليام
أَرْجُو أَنْ تَكُونَ عِنْدَمَا يَصِلُك كِتَابِي هَذَا فِي طَرِيقِكَ إِلَى الدِيارٍ مِنْ جَدِيدٍ،وَ أَنْتِ بِصِحَةٍ وَ سَلَامَة،هَا قَدْ انتهت الحَرْبُ يَا وِيلْيَام وَ دُفِنَتْ فِي مَقْبَرَة المَاضِي،وَ هَا هِيَ الأرْضُ تتَرَاقَصُ جَذْلَى بِمَا فِيها مِن جَمَاد وَ أَحْيَاء،فَمَاذَا عَنْكَ أَيُّهَا الجُندِيُ البَطَل وَقَدْ أَبْلَيْت بَلَاء البَوَاسٍل الشُجْعَان فِي سَاحَة الحَرب؟
لَقَد اِشْتَقْت لَكَ يَا أَخِي، وَكْيْفَ أَسْلُو شَقِيقِي و كُلٌ شيء حَوْلِي يُذَكِرُنِي بِك؟فَالشَمْسُ قَلْبُك الدافئ الحَنُون،و القَمَر حُسْنُكَ و وَسَامَتُك،و مِيَاه الجَدَاوِل رُوحك الصَافِيةُ الرَقٍيقَة،وَ الجٍبَال صُمُودُك و شَجَاعَتُك ، و اللَيْلُ هُدُوئُك وَ رَزَانَتُكَ،اٍفْتَقَدْتُك و اِفْتَقَدْت أَيَامًا كُنَا نَتَقَاسَمُ فِيهَا شَقَائَنَا وَ بُؤْسَنَا بِرِضَا وَ جَلَدٍ،فَكُنَا نَحْيَا أَيَامَنَا بِحُلْوِهَا وَ مُرِهَا غَيْرَ حَافِلِين بِمَا يُخَبِأُه لَنَا الغَدْ،فَضَحِكْنَا و بَكَيْنَا ،أَحْبَبْنَا وَكَرِهْنَا،شَقَيْنَا و َفَرْحْنَا ،إِلَى أَنْ صِرْنَا بِقَلْبٍ يَتَمَرَد و يَطْغَى عَلى الآلَام و َ الأحْزَان.
مَرَت سَنَتَانِ يَا أَخِي لَمْ أَرَكَ فِيهَا،وَلَم أَكْتَفِ بِتِلْكَ الرَسَائِل القَصِيرَة القَلِيلَة التِي أَرْسَلْتَهَا لٍي،لَكِنِي لَا أُعَاتِبُكَ يَا أَخِي فَمَا كُنْتً بِحَالِ تَسْمَح لَكَ بِأنْ تَكْتُب إِلَي،لَا يُمْكِنُنِي الانتظار أكْثَر لِـأَرَاك،وَ أَسمَعَ مِنْك أَخْبَارَك و تَقُصَ عَلَيَ كُلَ صَغِيرَة و كَبِيرَة حَدَثَت مَعَك وَ أَنْتَ بَعِيد عَنِي.
أمّا أَنَا يَا أَخِي فَلَمْ أَعُدْ تِلْكَ الفَتَاة الصَغِيرَة السَاذَجَةَ التِي عَهِدْتَهَا، فَقَدْ بَلَغْتُ عَامِي السَابِعَ عَشَر مُنْذُ شُهُورٍ وَ أَصْبَحْتُ شَابَةً يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا، وَ أَنَا أَعْمَلُ مَعَ السَيِدِ"جون"وَزَوْجَتُه فِي مَخْبَزِهِمَا، وَ كُلُ سُكَانِ البَلْدَة يَثْنُون عَلَى مَهَارَتِي فِي الخَبْزِ وَ يُحِبُون مُحَادَثَتِي وَ مُخَالَطَتِي،فَأَصْبَحَتْ لِي رَفِيقَاتٌ كَثِيرَات مٍن الأَغْنِيَاء وَ ذَوِي الصِيت و الشَرَفْ،وَ لَعَّل أَجْمَلَ مَا أَسْمَعُه مِنْهُم هُو الثَنَاء عَلى أَخْلَاقٍك وَ شَجَاعَتِك،و ذِكْرُكَ بِأَجْمَل الصِفَات التِي تَطْرُبُ لَهَا مَسَامِعِي وَ تَتَرَاقَصُ لَهَا رُوحِي،وَ كُلُ مَنْ يَذْكُرُنِي بِخَيْرٍ يَذْكُرُك وَ يُحْسِنُ ذِكْرَكَ فَيَقُول:"نِعْمَ التَرْبِيَة تَرْبِيَتُك يَا وِيلْيَام!".
تَمُرُ عَلَيَّ السَاعَات كالدَهْر بأَكْمَلِه، و الشَوْقُ يَعْصُر قَلْبِي عَصْرًا لِرُؤيَتِكَ وَسَمَاعِ رَنَات صَوْتِك العَذْب،فَلَا تَتَأَخرْ عَنِي يَا وِيليَام.
أُخْتُكَ الصَغِيرَة..
أوجين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
أَغْلَقَ الرِسَالَة التي أَرْسَلَتْهَا لَهُ شَقِيقَته، ضَمَهَا إِلَيه و ابتَسَم مغمِضًا عَيْنَيه وَ مُسْنِدًا رَأسَه إِلَى الخَلْفِ عَلَى مَقْعَدِ القِطَارِ بِرَزَانَة وَ هُدُوءٍ، وَتَمْتَم بَيْنَه و بَيْنَ نَفْسِه:
- وَ أَنَا اِشْتَقْت إِلَيْكِ يَا أُوجِين..
- أَوَصَلَتْكَ رِسَالَة؟
-إِنَّها مِنْ حَبِيبَتِك؟أَلَيْسَ كَذَلِك؟
-كَفَاكُمَا هراءً، لَقْد شَرِبْتُمَا لِحَد الثَمَالَة أَيُهَا الأحمَقَان.
-دَعْنَا و شَأنَنَا، لَقْد اِنْتَهَت الحَرْب أَيُّهَّا القَائِد!
هَتَفَا وَهُمَا يَرْقُصَان فِي مَقْصُورَة القَائِد وٍيليام بِفَرَح،إنَهُما ألفريد وَ ستيفن مُسَاعِدَي وِيليَام وَ رَفِيقَي دَرْبِه مُنْذُ بِدَايَةِ الحَرْبِ، شَابَانْ مَرِحَان كَثِيرَا الكَلَام،لَكِنَهُمَا جُنْدِيَيْن شُجَاعَيْنِ وَ طَيِبَا القَلْب،كَانَا خَيْرَ رِفَاقٍ لوِيلْيَام فِي وِحْدَتِه.اِقْتَرَبَ ستِيفن مِنْ أُذُن وِيليام و هَمَسَ بِمَكْر :
-أَحَبِيبَتُكَ جَمِيلَة أَيُهَا القَائِد الوَسِيم؟
-لَيْسَ لَدَيَ حَبِيبَة، أَنَّهاَ مِنْ شَقِيقَتِي، اِذْهَبَا إِلَى مَقْصُورَتيكمَاِ الآنَ فَأَنَا مُتْعَبُ و أُرِيدُ الرَاحَة.
رَدَ بِهُدُوءٍ دُون اِنْفٍعَال و لَم يُكَلِفْ نَفْسَه عَنَاء فَتْحِ عَيْنَيْه أَوْ تَعْدِيل جَلْسَتِه، أَخَذَ يَسْتَذْكِرُ فِي صَمْت شَرِيط حَيَاتٍه الذِي كَان يَغْلِب عَلَيْه الأَبْيَضُ و الأَسْوَدُ.. كَثِيرٌ مِنَ الأَلَم..آهٍ..إنَّ حَيَاتَه كَسَمَاءٍ شِتْوِيَةٍ مُكْفَهِرَة، تَوَاقَة إِلَى شَمْسِ الرَبِيعِ الدَافِئ، أَوْ كَأرْضٍ جَافَة تَحْلُم بِعَبَرَات السَمَاء، فَتَرْتَوِي غَيْثَ السَعَادَة..
السَعَادَة..مَا أَثْقَلَ هَذِه الكَلِمَة عَلى قَلْبِه و لِسَانِه! عَانَى كَثِيرًا وَ تَعَوَدَ عَلَى الألَمِ مُنْذُ صِبَاه،حَتَى كَاد يَصِيرُ جُزْءًا لَا يَتَجَزَأُ مِنْه،لَا يَحِسُ بِوُجُودِه وَ لَا يَحْفَلُ بِه،فَقْد فَقَدَ وَالِدَتَه وهُوَ اِبْنُ سَبْع سَنَوَات،وَقُتِلَ وَالِدُه أَيَام الوَغَى بَعْدَ سَنَة،فَعَاشَ بَيْنَ أَعْمَامِه عِيشَة الدَخِيل المَنْبُوذ،فَكَانوا يَقْسُون عَلَيه أَيَمَا قَسوة،وَ هَذَا لأَنَهم لَم يَرْغَبُوا بِزَوَاج وَالِدِه مِنْ وَالِدَته،فَوَجَدوا فِيه هو و شَقِيقَتَه طَرِيقًا للانْتِقَام مِنْهُمَا وَ لَوْ بَعْدَ قَضَائٍهِمَا نَحْبَهُمَا،وَ عِنْدَمَا بَلَغَ الرَابِعَة عَشَر مِنْ عُمْرِه،طُرِد هُو وَشَقِيقَتُه لِيَهِيمَا فِي الأرْضِ شَرِيدَيْن طَرِيدَيْن،وَ يَتَّجَرَعَا مِنْ كَأْسِ البُأْسِ و الشقَاء..
إنَّ أَوْطَد العَلَاقات هِيَ عَلَاقات البُؤسَاء الخَالِيَة مِن شَوَائِب المَصَالِح ،فَهُم يَعْطِفُون علَى بَعْضهم وَ يْرثُون أحوَالهم،وَلا وجود لِصَدَاقَة أوْثَقَ من صَدَاقَة الفقر و البُؤس،فَهُو يَجْمَع القُلُوب بِرَابِطَة قَوِيَة قُوَة السَلَاسِل الفُولاذية،صَافِيَة صَفَاء مَاء الغدِير.
__________________
...

التعديل الأخير تم بواسطة Mѕ. TєMαЯi ; 01-31-2014 الساعة 01:54 AM
رد مع اقتباس