عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-15-2014, 01:19 PM
 
الــديــن الأســلامــي

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://im88.gulfup.com/7pQdO.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



معنى الدين

الدين هو الطريق والمنهج والوضع اﻹ‌لهي الذي يرشد إلى الحق في اﻻ‌عتقادات وإلى الخير في السلوك والمعامﻼ‌ت.

قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى
وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].

فالدين اﻹ‌سﻼ‌مي
هوالدين
الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده.

قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ اﻹ‌ِسْﻼ‌مَ دِينًا}
[المائدة: 3].

ويتضمن الدين
اﻹ‌سﻼ‌مي
العقيدة التي تفسر الوجود وطبيعته، وتحدد
لﻺ‌نسان غايته في هذا الوجود، ويحتوي النظم التي تنبثق عن هذه العقيدة
السمحة وتستند إليها، وتجعل لها صورة واقعية في حياة البشر.

كالنظام اﻻ‌قتصادي، والنظام السياسي، والنظام اﻷ‌خﻼ‌قي، واﻻ‌جتماعي، والنظام الدولي إلى ما هنالك من أنظمة.



قواعد الدين الاسلامي

ان اﻹ‌سﻼ‌م واﻹ‌يمان واﻹ‌حسان هي العناصر التي تشكلالدين
اﻹ‌سﻼ‌مي
القويم.



معنى الاسلام

اﻹ‌سﻼ‌م هو النهج الذي به يتحقق استسﻼ‌م العبد لربه وينقاد ويمتثل ﻷ‌وامره.

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اﻹ‌سﻼ‌م، فقال: اﻹ‌سﻼ‌م أن تشهد
أن ﻻ‌ إله إﻻ‌ الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصﻼ‌ة وتؤتي الزكاة،
وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيﻼ‌ً.

تنبيه: حصر اﻹ‌سﻼ‌م بهذه اﻷ‌مور الخمسة المذكورة لﻼ‌هتمام بها
اهتماماً شديداً زائداً على غيرها، فهو يمتد إلى أكثر من هذه اﻷ‌ركان
الخمسة، ويدل على ذلك النصوص الواردة في الكتاب والسنة.



معنى الايمان

اﻹ‌يمان: هو التصديق بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اﻹ‌يمان، فقال: "أن تؤمن بالله،
ومﻼ‌ئكته، وكتبه ورسله، واليوم اﻵ‌خر، وتؤمن بالقدر خيره وشره".

فمعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ اﻹ‌يمان هو التصديق بالله ومﻼ‌ئكته وكتبه ورسله واليوم اﻵ‌خر والقدر خيره وشره.



الايمان وحقيقته

اﻹ‌يمان تصديق القلب بالله وبرسوله، وهو التصديق الذي ﻻ‌ يرد عليه شك
وﻻ‌ ارتياب، وهو التصديق المطمئن الثابت المتيقن الذي ﻻ‌ يتزعزع وﻻ‌
يضطرب، وﻻ‌ تهجس فيه الهواجس وﻻ‌ يتلجلج فيه القلب والشعور.

فالقلب متى تذوق حﻼ‌وة اﻹ‌يمان واطمأن إليه وثبت عليه، ﻻ‌بد من دفع لتحقيق
حقيقته في خارج القلب في واقع الحياة في دنيا الناس، يريد أن يوجد مناسبة
بين ما يستشعره في باطنه من حقيقة اﻹ‌يمان، وما يحيط به في ظاهره من
مجريات اﻷ‌مور وواقع الحياة، وﻻ‌ يطيق الصبر على المفارقة بين الصورة
اﻹ‌يمانية في حسه والصورة الواقعية من حوله ﻷ‌ن هذه المفارقة تؤذيه وتصدمه
في كل لحظة.

فاﻹ‌يمان في حقيقته عمل نفسي يبلغ أغوار النفس ويحيط بجوانبها كلها من إدراك وإرادة ووجدان.



وترتسم حقيقة الايمان بامور

أوﻻ‌ً: إدراك(1) ذهني تنكشف حقائق الوجود على ما هي عليه في واقع
اﻷ‌مر، وهذا اﻻ‌نكشاف ﻻ‌ يتم إﻻ‌ عن طريق الوحي اﻹ‌لهي المعصوم.

ثانياً: بلوغ هذا اﻹ‌دراك الذهني حدَّ الجزم الموقن الذي ﻻ‌ يزلزله
شك وﻻ‌ شبهة قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا(2)} [الحجرات: 15].

ثالثاً: أن يصحب هذه المعرفة الجازمة إذعان قلبي، وانقياد إرادي، يتمثل في الخضوع والطاعة لحكم من آمن به مع الرضا والتسليم.

قال الله تعالى: {فَﻼ‌ وَرَبِّكَ ﻻ‌ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ
فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ ﻻ‌ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا
مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].

وقال الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا
دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51].



(1) علم أو معرفة.

(2) لم يشكوا.

وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَﻻ‌ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ
وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}
[اﻷ‌حزاب: 36].

رابعاً: أن يتبع تلك المعرفة، وهذا اﻹ‌ذعان حرارة وجدانية قلبية،
تبعث على العمل بمقتضيات العقيدة، والتمسك بمبادئها الخلقية والسلوكية فهي
الجهاد في سبيلها بالمال والنفس، والقرآن الكريم يصف المؤمنين الحقيقيين:

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ
قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَا
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّﻼ‌ةَ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ
حَقًّا} [اﻷ‌نفال: 4,2]



معنى الاحسان

اﻹ‌حسان: وهو تحقيق اﻹ‌خﻼ‌ص في العبادة وهو على مرتبتين كما أخبر
بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن
تراه فإنه يراك".

المرتبة اﻷ‌ولى وهي اﻷ‌على: أن تعبد الله كأنك تراه وهذه مرتبة المشاهدة:

وهي أن يتنور القلب باﻹ‌يمان، وتنفذ البصيرة حتى يصير الغيب كالعيان.

فمن عَبَدَ اللهَ عز وجل، وهو يستحضر قربَه منه، وأنه بين يديه، كأنه يراه أوجب له ذلك الخشية والخوف والهيبة والتعظيم.

المرتبة الثانية: وهي دون اﻷ‌ولى: وهي اﻹ‌خﻼ‌ص، وهو أن يعمل العبد
على استحضار مشاهدة الله إياه واطﻼ‌عه عليه، فإذا استحضر العبد هذا في
عمله فقد حقق اﻹ‌خﻼ‌ص، فهو مخلص لله تعالى غير ملتفت إلى غيره وﻻ‌ مريد
بعمله سواه.



مزايا الدين الاسلامي

أ- دين الفطرة.

ب- دين ثابت.

ج- دين عقائده مبرهنة.

د- دين شامل لكل قضايا الحياة.



أ - دين الفطرة

إنَّ دين اﻹ‌سﻼ‌م موافق لخلقة اﻹ‌نسان وفطرته، فﻼ‌ مناقضة بينه وبين فطرة اﻹ‌نسان ولذلك هو دين الفطرة.
وإن الله عزَّ وجلَّ خلق اﻹ‌نسان وحدَّد له المنهج الذي يتبعه بما يتوافق مع طبيعة اﻹ‌نسان ويناسبه، وذلك المنهج هو الدين.

فمن لم يتبع هذاالدين
وقع في حالة اضطراب وعدم استقرار وضيقٍ صدري ونفسي.

قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ
لِﻺ‌ِسْﻼ‌مِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا
حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ
الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ ﻻ‌ يُؤْمِنُونَ} [اﻷ‌نعام: 125] وقال تعالى:
{فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَﻼ‌ يَضِلُّ وَﻻ‌ يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ
عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا(1) } [طه: 123, 124].

ولذا من أراد أن يغير في دين الله، أو يبّدل، أو يشرع ديناً جديداً
من عنده عليه أن يغير خلق الله لكي يكون الخلق الجديد مطابقاً للتبديل
الجديد.

فدين اﻹ‌سﻼ‌م منطبق تماماً على فطرة اﻹ‌نسان كما أن المفتاح المحّدد
منطبق على قفله المحكم، فمن أراد أن يغير القفل عليه أن يُغَيَّر المفتاح،
ومن أراد أن يغير المفتاح عليه أن يغير القفل.

وقد صرح القرآن الكريم بأن هذاالدين
يتناسب مع الفطرة:

{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا(2) فِطرَتَ اللَّهِ الَّتِي
فَطَرَ(3)النَّاسَ عَلَيْهَا ﻻ‌ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ
الدِّينُ الْقَيِّمُ(4) وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ ﻻ‌ يَعْلَمُونَ}
[الروم] فاﻵ‌ية تدل على أنه ﻻ‌ تبديل لخلق الله، فإذا لم يتبدل خلق
الله فلن يكون هنالك تبديل لفطرته وهيالدين
الذي ﻻ‌ اعوجاج فيه.



(1) ضيقة شديدة.

(2( مائﻼ‌ً إليه، مستقيماً عليه.

(3) جبلهم وطبعهم عليها.

(4) المستقيم الذي ﻻ‌ عوج فيه.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اﻷ‌مر: "كلُّ مولود يولد
على الفطرة، فإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" متفق عليه.

ويدل الحديث الشريف على أن المولود لو ترك ينشأ بعيداً عن أي معتقد
ﻻ‌ختار دين الفطرة وهو اﻹ‌سﻼ‌م، ولكن تأثير اﻷ‌بوين على المولود في أن
يعتنق ديناً غير الفطرة واضح في الواقع المشاهد.



ب - دين ثابت

الديناﻹ‌سﻼ‌مي
دين ثابت محدد ﻻ‌ يقبل الزيادة وﻻ‌ النقصان وﻻ‌
التحريف وﻻ‌ التبديل فمصدر هذاالدين
القرآن والسنة، فليس لحاكم من الحكام
أو وزير من الوزراء أو مؤتمر من المؤتمرات أو مجمع من المجامع العلمية أن
يضيف إليهما أو يحور فيهما وكل إضافة أو تحوير فيهما يُرَدُّ على صاحبها.

قال الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } [الشورى: 21].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم.



ج - دين عقائد مبرهنه

الديناﻹ‌سﻼ‌مي
عقائده مبرهنة ﻻ‌ تكتفي من تقرير مسائلها، وموادها
باﻹ‌لزام المجرد والتكليف الصارم، وﻻ‌ تقول كما تقول بعض العقائد اﻷ‌خرى:
(اعتقد، وأنت أعمى) أو (آمن ثم اعلم) أو (أغمض عينيك ثم اتبعني).

بل يقول كتاب الله: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111]، {ادعوا إلى الله على بصيرة}.

وهي ﻻ‌ تكتفي بمخاطبة القلب والوجدان واﻻ‌عتماد عليهما أساساً
لﻼ‌عتقاد، بل تتبع مسائلها بالحجة المقنعة الدامغة، والبرهان الواضح،
والتعليل الصحيح الذي يملك أزمة العقول ويأخذ الطريق إلى القلوب.

فالقرآن الكريم يقيم اﻷ‌دلة في مسألة اﻷ‌لوهية من الكون، ومن النفس،
ومن التاريخ على وجود الله، وعلى وحدانيته وكماله، وفي مسألة البعث يدلل
على إمكانية خلق اﻹ‌نسان، وخلق السماوات واﻷ‌رض، وإحياء اﻷ‌رض بعد موتها،
ويدلل على حكمته بالعدالة في إثابة المحسن وعقوبة المسيء.

قال الله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: 31].

قال الله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ
الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَاﻷ‌َرْضَ بَل ﻻ‌ يُوقِنُونَ
* أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ} [الطور:
37,35].

وقال تعالى: {قُتِلَ اﻹ‌ِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ
خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ
يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنْشَرَهُ
* كَﻼ‌ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ * فَلْيَنْظُرْ اﻹ‌ِنسَانُ إِلَى
طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا اﻷ‌َرْضَ
شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا *
وَزَيْتُونًا وَنَخْﻼ‌ *وَحَدَائِقَ غُلْبًا(1) *وَفَاكِهَةً وَأَبًّا(2)
* مَتَاعًا لَكُمْ وَﻷ‌َنْعَامِكُمْ} [عبس: 32,17].

وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي اﻷ‌َرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ
كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ اﻵ‌خِرَةِ خَيْرٌ
لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَﻼ‌ تَعْقِلُونَ } [يوسف: 109]

وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ اﻹ‌ِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ
نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَﻼ‌ً وَنَسِيَ
خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا
الَّذِي أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ
*الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ اﻷ‌َخْضَرِ نَارًا فَإِذَا
أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَاﻷ‌َرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ
الْخَﻼ‌قُ الْعَلِيمُ *إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ
يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ
كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 77،83].



د - دين شامل لكل قضايا الحياه

الديناﻹ‌سﻼ‌مي
شامل لكل نواحي الحياة وَمَرِنُ ﻷ‌نه متعلق بالفطرة البشرية التي خلق الله اﻹ‌نسان طبقاً ﻷ‌حكامها.

وإن وضع القوانين والتنظيمات ﻷ‌ي شيء يتوقف على العلم بحقيقة من توضع له القوانين والظروف المحيطة به.

واﻹ‌نسان يجهل حقيقة روحه وذاته، وﻻ‌ يعلم المستقبل الذي سيواجهه،
لذلك عجز اﻹ‌نسان أن يصنع تشريعات، وقوانين دائمة تصلح لكل زمان ومكان،
لكن الخالق سبحانه وتعالى هو العليم بحقيقة خلق اﻹ‌نسان {أَﻻ‌ يَعْلَمُ
مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِفُ الخَبِيرُ} [الملك: 14] وهو المحيط علماً
بما كان وما يكون وما سيكون. لذا لم ﻻ‌ يمكن لبشر أن يأتي بشريعة ثابتة
مرنة تتناسب مع كل زمان ومكان إﻻ‌ إذا كان مرسﻼ‌ً من عند ربه.



(1) كثيرة اﻷ‌شجار.

(2) ما ترعاه البهائم.

وحسبنا أن شريعتنا اﻹ‌سﻼ‌مية حكمت مختلف الحضارات في مختلف البلدان
ومختلف العصور طوال مئات السنين ولم توجد مشكلة إﻻ‌ ووجد لها حل في هذه
الشريعة الغراء.

وفي عصرنا الحالي عصر التطورات السريعة واﻻ‌بتكارات الفذة يتأكد هذا
المعنى بوضوح حيث فرضت شريعتنا نفسها في زماننا، رغم ضعف أهلها، ﻷ‌ن
اﻹ‌سﻼ‌م يتمشى مع مقتضايات الحاجات فهو يستطيع أن يتطور دون أن يتضاءل في
خﻼ‌ل القرون، ويبقى محتفظاً بكامل ماله من قوة الحياة والمرونة، فهو الذي
أعطى للعالم أرسخ الشرائع ثباتاً، وشريعته تفوق كل الشرائع على وجه اﻷ‌رض.

إنّ الباحثين والدارسين للقانون الدولي والعالمي اليوم قد أثبتوا
بجﻼ‌ء أن الشريعة اﻹ‌سﻼ‌مية تقوم على مبادئ ذات قيمة أكيدة ﻻ‌ شك في
نفعها، وأن اﻻ‌ختﻼ‌ف الفرعي في هذا الجهاز الضخم، منطوٍ على ثروة من
اﻵ‌راء الفقهية وعلى مجموعة من اﻷ‌صول الفنية البديعة التي تتيح لهذا
الفقه أن يستجيب بمرونة هائلة لجميع مطالب الحياة الحديثة.

فمن أين ﻷ‌ُمِّيٍّ بعث منذ ألف وأربعمائة سنة وتزيد، أن يأتي بهذا
التشريع، لو لم يكن مرسﻼ‌ً من عند الله سبحانه وتعالى، ويا عجباً للجهلة
من المسلمين الذين يريدون إلغاء الشريعة اﻹ‌لهية واستبدالها بالقوانين
البشرية !.


[cc=. . .]منقول للأفاده[/cc]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة roselianda ; 03-15-2014 الساعة 02:49 PM
رد مع اقتباس