عرض مشاركة واحدة
  #86  
قديم 03-18-2014, 12:02 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



البارت السادس

ارتميت بجسدي المرهق على طرف السرير في تلك الغرفة الغريبة
أو كما قالوا لي الغرفة المنعزلة التي تمنع زيارة أي أحد غير المكلفين بذلك
لم تكن ولن تكون كمنزل لي
لكنها جلبت لي بعض الراحة الجسدية
اغمضت عيني لتعود بي الذاكرة الى بيتي الصغير
حيث عشت منذ كنت طفلا
تذكرت دموعي حزني وسهري وحيدا في الليالي الطوال
تذكرت كم من الألم كنت قد أحسست وكيف نسيت
فتحت عيني لأجد نفسي قابعا على ذلك السرير
أغمضت عيني مرة أخرى لأتهرب من ذلك الماضي الأليم
لأجد نفسي في واقع مؤلم آخر
لم يعد صوتي يستطيع الخروج
ما حصل معي جعلني أعرف انني ما زلت وحيدا
أحتاج الكثير الكثير
كنت أحس بالاختناق
لا أملك الوسيلة الان لاساعد نفسي
احتجت الى المساعدة فلم يأتي أحد الي
وعندما تمت مساعدتي
فوجئت بشيء أكبر من ذلك
لأسمعتوبيخاتقاسية لا ذنب لي فيها
بل زادت ألما على آلامي المقيتة
شعرت بضيق في التنفس
توجهت نجو النافذة
فتحتها بقوة لأتنفس بعض الهواء
شعرت بغصة في حلقي وبقهر لن يزول
لن أعرف له طريق
عزمت أمري في تلك اللحظة

عرفت كم هي صعبة الوحدة
أصبحت أشعر بأنني وحيد وأن من حولي لا وجود لهم
الأيام القليلة التي مضت حكمت علي بموت أحاسيسي ومشاعري
كانت الدموع لا تفارقني
لم أعد أعرف هل أظل ماكثا في داخلي وفي كلمات تتأهب للخروج
ولكنها لا تستطيع لانني فقدت نطقي
أم أستفيق لأرضى بالجديد
أشعر أن وحدتي ستقتلني
وأنها ستدفعني الى الجنون
كل ما في داخلي قد تحطم وتبعثر الان
لن يخفف عني الا عودة نطقي
لن أحتمل البقاء هنا أكثر


الوحدة تقتلني ..!!
والوجع يسكنني ..!!
وذكريات الماضي تشغلني ..!!
وأشعر أن همومي ستخنقني
وأحزاني ستغرقني

وانا أتابع نظري الى تلك النافذة
كانت الشمس على وشك الغروب
رياح باردة تبعث على الاكتئاب
ادركت أن شمسي لا بد أن تغيب بعض الوقت من هنا
وانها لا بد أن تشرق ثانية
ولكن بعد أن تعود الحياة الي

عزمت أمري وخرجت من تلك الغرفة الخانقة
تركت أحدى نسخي حتى تبقى في سريري قبل رحيلي
خرجت أخيرا واتخذت قراري

لم استعجل الرحيل
مشيت بكل بطء بين شوارع كونوها وانا اقلب نظراتي هنا وهناك
لم يظن أحد بأن هناك شيء غريب في هذه المرة
لم يسمع أحد منهم كلامي وشكري لهم على تحيتهم لي
ولم يروى ابتسامتي
بقيت أمشي حتى رايت من كنت اعتبرهم حياتي
ساسكي وساكورا شان معا !
ساكورا شان تضحك بصوت عالي وسعادتها التي لا توصف تقف امامي
ساسكي ببروده وخجله المعتاد
لا بد أن ساكورا شان كانت سعيدة جدا لانها كانت خارجة مع ساسكي
انه الأمر الذي تتمناه على الدوام
لم استغرب من موافقة ساسكي
اظنه كان شيئا لا بد منه لقاء ما فعلته لأجله
لقد أنقذت حياته على أية حال
ابتسمت بسخرية عندما تذكرت ذلك
وان ما انقذ حياتي كان قلقي عليه
صحيح اني كنت انظراليهما من بعيد
ولكن ساكورا شان انتبت لي ولوحت لي بيدها
تابعت سيري بعد أن كنت أتأملهما
حتى وقفت أمامها
كنت قد شعرت بسعادتهما لرؤيتي
قالت ساكورا شان معاتبة : ناروتو أين كنت طوال هذه الأيام ؟
لماذا لم تأتي لزيارة ...
قاطعها صوت ساسكي قائلا : لا بأس لا داعي لذكر ذلك
التفت الي قائلا : ناروتو هل حدث لك شيء ؟
تبدو غريبا !
بقيت أقلب بصري بينهما محتارا في أمري
ارتفع صوت ساكورا الغاضب قائلا : لما أنت صامت هكذا ؟
نحن نتكلم معك ثم انك ...
أوقفت حديثها بعد أن ابتسمت ابتسامة ساخرة أخرى وتابعت سيري غير مكترث لهما
أحسست بنظراتهما الغاضبة من خلفي
سمعت صوت ساسكي يقول : ناروتو ...
قاطعه صوت ساكورا قائلة بغضب : دعك منه فقط انه يتجاهلنا بعد كل ذلك ورغم انه قد أخطأ ويظهر بمظر غريب
دعنا نكمل سيرنا
سمعت كلاماتها كاملة قبل أن أسمع صوت أقدامهما الراحلة
التي تضاربت مع صوت أقدامي التي لن تعود

تابعت سيري الى الشيء الآخر الذي كنت أريده قبل رحيلي
ذهبت لأتناول طعامي المفضل
لا أعلم كم سأشتاق اليه !
تناولت منه حتى شبعت
ودون أن يعلم العم حتى أنني لا أستطيع الكلام
بدا له كأنه أمر عادي بلا جديد

عدت الى بيتي أخيرا
وكما تمنيت لم يعلم أحدا في المشفى بأمر غيابي
فالنسخة كانت تحل مكاني هناك
ولانني كنت في الغرفة المنعزلة لم يعلم أحد من القرية أنني كنت في المشفى
بدأت بجمع بعض الأغراض
لم أجمع الكثير على أية حال
القليل من الرامن الذي اعتدت عليه
وغطاء حتى أستطيع النوم في الخارج حتى أجد مكانا مناسبا
في المكان المجهول !

تناولت ورقة وقلما لأكتب ما عجزت عن النطق به
انه أمر مضحك حقا
فعلا

ما اصعب ان تتكلم بلا صوت
كتبت كلاماتي الأخيرة لهم
لن أستطيع النطق بها الان على أية حال


"مختصر الكلام : لم أحتمل الوحدة ...
لا أعلم من سيقرأ هذه الورقة التي أكتبها أولا
لكن أرجو أن يصل كلامي لهم !
الأمر مضحك حقا أن ألجأ الى هذه الطريقة حتى أقول ما أريد
لكن ما باليد حيلة
كاكاشي سينسي شكرا لك على حملك لي الى المشفى عندما كنت بحاجة الى ذلك
فكنت من أنقذ حياتي
لا أبالغ عندما أقول ذلك لأنني أظن أني رأيت من الألم ما كان كفيلا بقتلي
الأطباء وتسونادي بوتشا قد ساعدوني أيضا شكرا لهم على ذلك
لكنني لن أستطيع أن أخفي عتبي عليكما كاكاشي سينسي وتسونادي بوتشا
كلماتكما زادت آلامي كثيرا
أنا أستحق ما حصل لي !
لا أعرف السبب حقا ربما تعرفانه أنتم ؟
أنا مخطئ وما أصابني كنت أستحقه
هذا أشد ايلاما من الألم نفسه
لكن لا بأس لم أعد أهتم بعد الآن

أنا خارج الآن للعيش خارج القرية
لا أعلم متى سأعود الى كونوها
لن أعود قبل أن يعود نطقي الي
فكرت كثيرا وهذا هو الأفضل
تسونادي بوتشا قالت أنني سأبقى هكذا طوال عمري
ولكنني أعرف أنها لم تكن صادقة
هذا ما اردت قوله فقط
لا اريد أن يبحث أحد عني لأنني سأهرب اذا شعرت بقرب أحد مني
كان علي كتابة ذلك حتى لا تشغلوا أنفسكم بالبحث عني
وحتى لا تظنوا أنني تخليت عن القرية
ساسكي وساكورا شان لن يهتما كثيرا
وتأكدت بنفسي بسبب ما حصل قبل عدة ايام
ولكنني ايضا لن أكذب وأقول
أنني لن أشتاق لهما
سأشتاق للجميع رغم كل شيء
بالرغم مما أحس به الآن
لكنني واثق بأن ذلك لابد أن يتغير

قد تكون الورقة مبللة قليلا لا تظنوا شيئا بعيدا
لقد سكب قليل من الماء عليها فقط
ولم املك الوقت لاعادة الكتابة مرة أخرى
هذا كل شيء

الآن أنا راحل
ولكن
لابد أن أعود
نـــــــاروتــــــــو "


طويت الورقة بلطف
ووضعتها على الطاولة أغلقت النافذة حتى لا تطير
كنت أمسح دموعي التي كانت تنزل باستمرار وأنا أخط كلماتي
تناولت حقيبتي أخيرا
ألقيت نظرتي الأخيرة
خرجت ورددت الباب دون أن أغلقه
مهما حدث يستحيل أن لا يرى أحد تلك الورقة

كان الظلام حالكا
شعرت بانجذاب للظلام
لقد كان يذركني بألمي ووحشتي
أسرعت بالابتعاد عن كونوها بأقصى سرعتي
دموعي كانت تتناثر خلفي
لا أنكر أن قراري كان قاسيا
ولكنه ليس أقسى مما مررت به



نهاية البارت
رأيكم ؟؟؟
ملاحظات أو اقتراحات ؟؟؟

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة ROLA# ; 03-18-2014 الساعة 11:09 AM
رد مع اقتباس