عرض مشاركة واحدة
  #196  
قديم 04-01-2014, 01:25 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





البارت الثاني عشر


فيما كنت فيه أدركت أيهم كان أفضل

النوم خارجا في البرد القارص

مصاحبة الرياح الهائجة وظلمة الليل

أدركت كم كان هذا أفضل بكثير لا أن أجلس خلف زنزانة صغيرة

... لا نافذة لا رياح ، لا ضوء ولا صوت

تشعرني أنني في عالم كبير وحيد لا حياة فيه

لم أكن أسمع الا صوت قطرات من الماء تتسرب من جدار قريب

الرطوبة تملأ المكان

في مكان منسي لا حياة فيه

كنت وحيدا ولكن ليس كهذه الوحدة

أجلس طوال الوقت بمجرد قهر يعتصر قلبي ببطء

كيف يتساوى أن أكون في عالم مظلم كبير أو أن أكون في مساحة ضيقة محصورة

هناك فرق كبير بينهما رغم تشابه الظروف

فكلها أماكن منسية لا حياة فيها ولا ضوء

المكان يبعث الى الجنون

لوأنني كنت أستطيع الكلام لصرخت حتى يملأ الصراخ المكان

ولكن صرخاتي كانت مكبوتة داخلي

مسجونة في قفص آخر

رغم أن هذا المكان هو عالم بلا بشر

العجوز الطيب قال لي

الوحدة لا تعني أن تكون حزينا

فهي تحمل الكثير من المعاني

بدأت أفكر في ما كان يقصده

ربما كان يقصد أن أكون حرا اذهب الى أين ما أريد

وكأنني غير موجود في حياة أحد

ولكنني بهذا فقدت ذلك المعنى

أوقفت تفكيري بالأمر

بدأت افكر فيما حصل لي

وكيف أصبحت بهذه الحال

اعرف انني لا أستحق أن أكون هنا كلص

بل كقاتل عديم الرحمة

ماساكي

الذي ضربته بشدة

جعلت وجهه يتورم

لم أتردد في ضربه في أي مكان تصل اليه يداي

لا أعلم ماذا كنت عندما فعلت ذلك

الأمر صعب

ولكن في النهاية لم يترك لي أي خيار

وقعت كأنني لص ثم وضعت في السجن

جاء الي بعد كل هذا ليسدد ضرباته نحوي

ماذا كان علي أن أفعل اذا ؟

شعرت بسخافة تفكيري

أحاول أن أقول أنني لست بذلك الجرم

أدركت أنني كذلك

كان علي ضربه بضع ضربات تكفيه

لا أن أنهال عليه بغية قتله

ماذا لو كان يموت الان

سأصبح مجرما قاتلا

سأعيش بهذا الذنب طوال حياتي

لا يحق لي الخروج من هنا حتى لو كنت أستطيع ذلك

العدالة شيء أردت تطبيقه دوما

لا يمكنني ان أخالف شيء كنت أسعى أن يكون الجميع عليه

بعد التفكير من ذلك

قررت أن لا أهرب من المكان بنفسي

أن انتظر عدالتهم

بل العدالة التي كنت أريدها دوما

كنت أمام خيارين على اية حال

أن اهرب من المكان متجاهلا أمر ذلك الشخص واعيش كمجرم هارب

أو أن اخضع لحكم أنني لص أصبح قاتل

الخياران مؤلمان

جعلاني أتوه في دوامة كبيرة من التفكير

قررت أن انتظر

لم أعلم لأي القرارين قد اهتدي

لذا قررت البقاء بعض الوقت

وأن لا أستخدم قوتي للخروج

ان اصبر بعض الوقت

فهمها حدث

لا اريد أن أكون هاربا

كان علي أن احتمل نتائج ذلك

وأجلس لأنتظر أي جديد

جلست طوال الوقت

غارقا في أفكاري

حتى سمعت صوت أقدام يقترب مني

كان ذلك الصوت الأول الذي اسمعه غير صوت الماء المتسرب الذي ملأ مسامعي

وقفت بلهفة

اقترب أحد من الزنزانة

استطعت أن أرى وجهه

لقد كان أحد الحارسين اللذان رأيتهما واللذان جلباني الى هنا

اكتفيت بالنظر اليه بحرقة

كيف لكلماتي أن تخرج لتقول له كيف حال ذلك الشخص ؟

انحنى وأدخل ما كان يحمله من فتحة صغيرة يبدو أنها هيأت لذلك

نظر الي متعجبا ثم قال :

أنت غريب جدا لا أحد يوضع في هذا المكان ولا يزعجنا بصراخه

يبدو أنك مجرم معتاد على ذلك

أدار وجهه بكل هدوء

واختفى صوت أقدامه في الظلام

مجرم معتاد على ذلك

يبدو أنني أصبحت مجرما في النهاية بعد كل شيء

نظرت الى ما جلبه أردت أن أشرب الماء فقط

شربت الكأس الذي أحضره دفعة واحدة

ثم عدت لأجلس من جديد

لم أعلم كم قضيت من الوقت هناك

لم اعلم اذا حل الظلام أم أن النهار في الخارج

لا نافذة لأري أي شيء

لا مصدر لأي ضوء

بعد مدة من ذلك

مع أنني لم أكن أميز كم من الوقت جلست

بدا لي كأنه سنوات عديدة بسبب أفكاري والغوص عميقا بها

وفجأة سمعت صوت أصوات صاخبة تقترب أكثر مني

لقد كانا اثنين

اقتربا بسرعة حتى وصلا أمامي

كانا من الأربعة اللذين أمسكوا بي خارج القرية

يتبعهم الحارس الذي جلب لي الطعام والماء سابقا

نظر الاثنان الي بنظرات تنم عن رغبة جامحة بالقتل داخلهما

كان ذلك أول نتائج قراري

كنت أعرف أنهما جاءا للانتقام من صديقهما

قبضت على يدي بقوة من صعوبة موقفي هذا

خشيت أن أقتلهما ان استفزاني في قتالهما

سأقع في مشاكل أكبر بل ستزداد الأمور سوءا

فتحا الباب بمفتاح غريب الشكل

ثم دخلا وأغلقاه

قال الحارس مترددا : هارو سان ، كازوكو سأن أرجوكما توقف عن ذلك

التفت اليه المدعو كازوكو قائلا : أنت لا تتدخل في الأمر

سننهي حسابنا مع هذا الشخص القذر

قال الآخر : ستندم أشد الندم علىما فعلته بماساكي

يبدو أنهما جاءا للانتقام هذا ما قلته داخلي

لم أكن لأستطيع أن أفعل أي شيء

مع أن الأمر كان صعب الا أنني وضعت نفسي في مكانهما

في السابق لم أكن لأسامح أي أحد يعتدي على شخص قريب علي

حتى لو لم أفكر في هذا وأن معهما كل الحق في ذلك

لم أكن أريد أن تسوء الأمور أكثر

أن احمل نفسي دماءهما بسبب هذا

جاءتني ضربة أسقطتني بقوة أرضا بعد أن اصدمت باطراف الزنزانة

نهضت من مكاني بكل هدوء

تابعت نظري اليهما ما أثار غضبهما أكثر

اقترب الآخر الي مسرعا

رفت يدي لأوجه صربة نحوه ولكنني تراجعت في اللحظة الأخيرة

كان هذا قراري وعلي احتماله

قال الحارس بصوت عالي :

هيروكاكي ساما لن يسكت على ذلك عندما يعود

التفت اليه هارو : هيروكاكي ساما لا يعرف ماذا فعل هذا المجرم بماساكي

لم يعد الأمر انه يسرق قريتنا لقد حاول قتله

أنا سأقتله بيدي

رد عليه صديقه الآخر كازوكو : بل سنقتله معا

من المؤسف أن ماساكي الآن في غيبوبة

ولن يستطيع أن يرى جثة هذه الحثالة

هارو : أنت قلتها علينا أن ننتظر ماساكي ليرى مشهد موته لكن لا بأس ان نجعله يحس ببعض الألم

ما رايك لوقطعنا يديه وقدميه سيكون مناسبا

اجابه الآخر بخبث : أنت ذكي كعادتك هذا أقل مما يستحق من الألم

هارو : اتفقنا اذا لنفعها

صرخ الحارس : توقفا ...

أسرعا الي

أما أنا اغمضت عيني بكل هدوء

كانني أعيش في كابوس لم استيقظ منه بعد

علني أستيقظ منه

يتبجحان في كلامهما بكل غرور

وانا القادر على طرحهما أرضا ببضع ثوان

ظللت مغمضا عيني وكأنني استعد لما يريداه

لأنني كنت قد صدقت نفسي انني في كابوس

مل ما يحدث معي كان أشبه بذلك

في الحقيقة كنت انتظر وصولهما الي بلا ردة فعل

ولكنني شعرت أن وصولهما الي كان بطيئا

فتحت عيني لأجد شخصا آخر أوقفهما عما كانا يرغبان فيه

قال الاثنان بدهشة : أكي !

تذكرت انه الشخص الرابع الذي كان معهما

صرخ بصوت هز ارجاء المكان : ما الذي كنتما تفكران بفعله ؟

اجاب هارو مستنكرا : ماذا كنا نريد أن نفعل ؟ ما هذا السؤال آكي ؟

كازوكو : سنقطع يديه اللتان أصابتا ماساكي بتلك الوحشية

آكي : أأنتما جادان حقا ؟

هارو : ما بك آكي لماذا تقف مدافعا عنه ؟ ماساكي أليس صديقك أيضا ؟

قال آكي : أنا انفذ ما أمرنا به هيروكاكي ساما

ماساكي صديقي بالطبع

ولكن تلك هي الأوامر

ثم أنني لا يمكن أن أدافع عن مجرم مثله

كازوكو : آكي ما سنفعله لن يقتله نحن لن نخالف الأوامر هكذا

صرخ آكي بهما بقوة : هل تريدان أن تصبحا مثله ؟

اصيبا بالذهول من كلامه

أما أنا شعرت بنار تحترق داخلي

ثم اعقب آكي قائلا : افعلا ما تريدان ولكن اعلما

أنتما لن تخالفا الأوامر بذلك فقط

بل ستتجردان من الانسانية تماما مثله

أقصد الوحش الذي خلفي

اذا ما هو قولكما ؟

تقدما بكل هدوء نحو باب الزنزانة خارجين منه

شعرت أنهم على قدر من القوة حتى كانوا يقفون أمامي ويتجادلون بكل راحة

بل شعرت بقدر الضعف الذي يظنوني به

في ذلك الوقت لم اعد احتمل

النار في داخلي قد غلبتني بعد كل شيء

بدأ آكي بالسير متوجها نحو باب الزنزانة

أما أنا اتبت سيره حتى أصل اليه

التفت الي بكل ثقة وقال : ماذا هل لديك كلام معي ؟

أنا لا أملك الوقت الكثير لسماع أمثالك

لم أعلم لماذا لم أستطع الحركة وقتها

شعرت بأن جسمي قد تخدر

مع أنني كنت قد عزمت على رد اهانتهم لي بضربهم

ولكنني في النهاية لم احتمل كلامهم لي

قال آكي : ماذا أليس لديك شيء تقوله ؟

أم أن ليس لديك الجرأة على ذلك

بالطبع لم أكن لأقول شيئا بعد كل هذا

أكمل قائلا : أنت مجرد شخص متجرد من أنسانيته

تسرق أموال الفقراء والضعاف

وتتقاوى عليهم

وتضربهم فقط لأنهم ضعفاء

لقد جلبت العار الى عالم الشينوبي بكونك منه

لست سوى مجرد وحش لم ولن يكون انسانا

صرخاتهم وبكاءهم دين علي

ولتعلم أنا لن أسامحك على أي شيء فعلته

لا تعتقد انني لست منحازا لقتلك

أنا أتشوق لقتلك بيدي وأن احطم قلبك بيدي

ولكنني لن ألوث يدي بدمائك المتسخة

أرقد هنا لترى الجحيم

أخرج نفسه من الزنزانة

وأقفل الباب بعد أن ضربه بقوة

تابع سيره مبتعدا عن المكان

ولحقه من كان معه

حتى اختفت الأصوات

أما أنا كنت ما زلت في صدمتي من كلامه

كل كلمة كان يقولها كانت تصيب قلبي بسهم عميق لا يمكن أن ينتزع

لم اتحرك لمدة طويلة بل بقيت واقفا كما كنت

حتى بدأ جسدي بالارتعاش فجأة

سقطت على ركبتي وأنا أتنفس بصعوبة

لم أكن أعلم أن الكلامات مؤلمة ال هذا الحد

شعرت بجرح لن يشفى

كانت كلماته تتردد على مسامعي طوال الوقت

رغم انها يجب أن لا تكون لي

أي ضعفاء وفقراء قد سرقت وضربت

كيف أصبحت أنا من فعل ذلك

لماذا لا يريدون أن يفهموا ؟

أنا لا أستطيع قتالهم حتى لا آذيهم فسحب

لا يمكنني أن ادافع عن نفسي في الكلام

لأنني لا أستطيع أيضا فحسب

أي شيء كنت أفكر في أن احتمله

أو اعتبره نتيجة قراري

كنت سأجعلهم يضربون كما يريدون

جروحي ستشفى بعد ذلك

لكن مالذي سيشفي كل هذا الآن

أي حياة ساعيشها بعد كل هذا

رغم انها يجب أن تكون لغيري

ولكنني شعرت أنها لي

وأنني هكذا

لم اعرف السبب

شعرت أنني لا أستحق الحياة ويجب أن أموت

تماما كما كنت

مجرد شخص تنظر اليه كما تنظر الى القذارة

كل هذا عاد الآن

ليس بمجرد شعور كنت أتذكره عند خروجي من كونوها

بل أصبح حقيقة الآن

وكل هذا وكل ماجاء بي الى هنا حتى صرت هكذا كان كونوها

بدأت دموعي التي اعتدت عليها تنهمر كعادتها

كنت اقبض يدي بقوة

الى أي وصلت ؟

لماذا ؟

ما الخطأ الذي ارتكبته ؟

رفعت يدي المرتجفتان

بدأت دموعي تتساقط عليهما

كنت أتذكر كيف كانتا ملطختان بالدماء

وكيف أنهما تليقان بوصف المدعو آكي ...

لم اعد أرغب في الخروج

لم أعد أرغب في البقاء

تمنيت لو أنني اختفي الى الأبد ...

بلا ذكرى ... بلا وجود ...




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة ROLA# ; 04-01-2014 الساعة 01:42 AM
رد مع اقتباس