رد: توحيد الأسماء والصفات
توحيد الأسماء والصفات
ويتضمن ما يلي:
أولًا: الأدلَّةُ من الكتاب والسنة والعقل على ثبوت الأسماء والصفات.
ثانيًا: منهج أهل السُّنَّة والجماعة في أسماء الله وصفاته.
ثالثًا: الردُّ على من أنكر الأسماء والصفات، أو أنكر شيئًا منها.
============================
أولًا: الأدلة من الكتاب والسنة والعقل على ثبوت الأسماء والصفات
أ الأدلة من الكتاب والسنة
من أدلة الكتاب قوله تعالى:
{ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
[الأعراف/180].
أثبت الله سبحانه في هذه الآية لنفسه الأسماء ، وأخبر أنها حُسنى. وأمر بدعائه ؛ بأن يُقال:
يا الله ، يا رحمن، يا رحيم، يا حي يا قيوم، يا رب العالمين. وتوعّد الذين يُلحدون في أسمائه؛ بمعنى أنهم يميلون بها عن الحق؛ إما بنفيها عن الله، أو تأويلها بغير معناها الصحيح، أو غير ذلك من أنواع الإلحاد. توعدهم بأنه سيُجازيهم بعملهم السيئ.
وقال تعالى:
{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} [طه/8]،
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
[الحشر/22-24].
فدلّت هذه الآيات على إثبات الأسماء لله.
2 ومن الأدلة على ثبوت أسماء الله من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم:
ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة)
[متفق عليه].
وليست أسماءُ الله منحصرة في هذا العدد،
بدليل ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
(أسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هو لَكَ، سمَّيتَ به نفسك، أو أنزلتَهُ في كتابكَ، أو علَّمتهُ أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي)
الحديث [رواه أحمد في المسند وصححه ابن حبان -
وقد دلّ على عدم حصر أسماء الله في تسعة وتسعين.
فيكون المراد بالحديث - والله أعلم - أن من تعلم هذه الأسماء التسعة والتسعين ودعا الله بها وعبده بها دخل الجنة ويكون ذلك خاصية لها].
وكل اسم من أسماء الله، فإنه يتضمن صفة من صفاته ؛ فالعليمُ يدل على العلم، والحكيم يدل على الحكمة،
والسَّميعُ البصير يدلان على السمع والبصر،
وهكذا كلُّ اسم يدل على صفة من صفات الله تعالى،
وقال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص].
عن أنس رضي الله عنه قال: كانَ رجلٌ من الأنصار يؤمهم في مسجد قُباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به؛ افتتح ب(قل هو الله أحد)، حتى يفرغ منها، ثم كان يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنعُ ذلك في كل ركعة، فكلَّمهُ أصحابهُ فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى! فإما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى ، فقال:
ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلتُ، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره ، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر. فقال:
(يا فُلانُ، ما يمنعُك أن تفعلَ ما يأمرك به أصحابُك؟ وما حملَكَ على لُزوم هذه السُّورة في كل ركعة)؟ قال:
إنِّي أُحبُّها، قال: (حبُّكَ إياها أدخَلَكَ الجنَّة) [رواه البخاري في صحيحه].
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثَ رجلًا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختمُ ب(قل هو الله أحد)، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (سلوه: لأي شيء يفعلُ ذلك)؟ فسألوه، فقال: لأنها صفةُ الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (أخبروه أن الله تعالى يحبه) [رواه البخاري في صحيحه]. يعني أنها اشتملت على صفاتِ الرَّحمن.
|