عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-12-2007, 11:02 PM
 
رد: توحيد الأسماء والصفات

توحيد الأسماء والصفات
ويتضمن ما يلي‏:‏

أولًا‏:‏ الأدلَّةُ من الكتاب والسنة والعقل على ثبوت الأسماء والصفات‏.‏
ثانيًا‏:‏ منهج أهل السُّنَّة والجماعة في أسماء الله وصفاته‏.‏
ثالثًا‏:‏ الردُّ على من أنكر الأسماء والصفات، أو أنكر شيئًا منها‏.‏

============================


أولًا‏:‏ الأدلة من الكتاب والسنة والعقل على ثبوت الأسماء والصفات

أ الأدلة من الكتاب والسنة

من أدلة الكتاب قوله تعالى‏:‏

‏{ ‏وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏
[‏الأعراف/180‏]‏‏.‏

أثبت الله سبحانه في هذه الآية لنفسه الأسماء ، وأخبر أنها حُسنى‏.‏ وأمر بدعائه ؛ بأن يُقال‏:‏

يا الله ، يا رحمن، يا رحيم، يا حي يا قيوم، يا رب العالمين‏.‏ وتوعّد الذين يُلحدون في أسمائه؛ بمعنى أنهم يميلون بها عن الحق؛ إما بنفيها عن الله، أو تأويلها بغير معناها الصحيح، أو غير ذلك من أنواع الإلحاد‏.‏ توعدهم بأنه سيُجازيهم بعملهم السيئ‏.‏

وقال تعالى‏:‏

‏{‏اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى‏}‏ ‏[‏طه/8‏]‏،

‏{‏هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ‏}‏

‏[‏الحشر/22-24‏]‏‏.‏
فدلّت هذه الآيات على إثبات الأسماء لله‏.‏

2 ومن الأدلة على ثبوت أسماء الله من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏

ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة‏)‏
‏[‏متفق عليه‏]‏‏.‏

وليست أسماءُ الله منحصرة في هذا العدد،
بدليل ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏(‏أسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هو لَكَ، سمَّيتَ به نفسك، أو أنزلتَهُ في كتابكَ، أو علَّمتهُ أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي‏)‏
الحديث ‏[‏رواه أحمد في المسند وصححه ابن حبان -
وقد دلّ على عدم حصر أسماء الله في تسعة وتسعين‏.‏
فيكون المراد بالحديث - والله أعلم - أن من تعلم هذه الأسماء التسعة والتسعين ودعا الله بها وعبده بها دخل الجنة ويكون ذلك خاصية لها‏]‏‏.‏

وكل اسم من أسماء الله، فإنه يتضمن صفة من صفاته ؛ فالعليمُ يدل على العلم، والحكيم يدل على الحكمة،
والسَّميعُ البصير يدلان على السمع والبصر،
وهكذا كلُّ اسم يدل على صفة من صفات الله تعالى،

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏ ‏[‏سورة الإخلاص‏]‏‏.‏

عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ كانَ رجلٌ من الأنصار يؤمهم في مسجد قُباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به؛ افتتح ب‏(‏قل هو الله أحد‏)‏، حتى يفرغ منها، ثم كان يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنعُ ذلك في كل ركعة، فكلَّمهُ أصحابهُ فقالوا‏:‏ إنك تفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى‏!‏ فإما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى ، فقال‏:‏
ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلتُ، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره ، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر‏.‏ فقال‏:
‏(‏يا فُلانُ، ما يمنعُك أن تفعلَ ما يأمرك به أصحابُك‏؟‏ وما حملَكَ على لُزوم هذه السُّورة في كل ركعة‏)‏‏؟‏ قال‏:‏
إنِّي أُحبُّها، قال‏:‏ ‏(‏حبُّكَ إياها أدخَلَكَ الجنَّة‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في صحيحه‏]‏‏.‏
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثَ رجلًا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختمُ ب‏(‏قل هو الله أحد‏)‏، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏(‏سلوه‏:‏ لأي شيء يفعلُ ذلك‏)‏‏؟‏ فسألوه، فقال‏:‏ لأنها صفةُ الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أخبروه أن الله تعالى يحبه‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في صحيحه‏]‏‏.‏ يعني أنها اشتملت على صفاتِ الرَّحمن‏.‏
رد مع اقتباس