عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-23-2014, 02:33 AM
 
البارت الأول

(لم أعش طويلاً في هذا العالم إن خبرتي به لا تتعدى العشرون عاما لكنني كلما كبرت ُ زادت رغبتي في مغادرته إلى الأبد لا أعلم إلى أين سينتهي بي الأمر لكنني سأستمر بالهرب منهم , لا أعلم لمَ لا يستسلمون أنا لم أعد كما كنت لكنهم يستمرون بقول العكس . لا أستحق منهم ذلك لقد فقدتُ روحي منذ زمن بعيد ,إنهم يغضون النظر عن كل الشر الذي أحمله في داخلي ويهتمون بي وأنا لا أستحق كل هذا الإهتمام والحب منهم ولكنني واثقة بأنهم فقط سيدعونني أرتاح بسلام )

* مهلاً ماهذه الكلمات وما هذه القصة الغريبة !التي أعطاني إياها ذلك العجوز الأحمق ,إنها لا تبدو الإجابة التي أبحث عنها لكن هذه الكلمات اليائسة تشعرني بالفضول لمعرفة من كتبها وقصته حسنا سأقرأها مجددا هل تودون قراءتها معي ,إن كنتم موافقين سأرويها لكم إتفقنا .تريدون معرفتها ؟حسنا لقد كتب على عنوان هذا الكتاب BLACK & WHITE والآن تتساءلون عمن أكون ؟ لا بأس سأخبركم أنا أدعى آرثر واعمل الآن لدى ذلك المغرور الذي يدعى ويليام أو كما يسمي نفسه وريث عرش مملكة فينوس لستُ أدري كيف يكون شخصاً مثله قريبا لي لكن دعونا منه لنتحدث عني مع أنني لا أحبُ الحديث عن نفسي لكن سأخبركم عن مظهري الوسيم فقط .إنني أمتلك وجها وسيما جدا وشعري باللون الأزرق ألستُ أوسم شاب ترونه ؟




إنني أكثر وسامة من ويليام الأحمق ذاك , كيف تستطيع الفتيات الإعجاب بشخص مثله ؟! هو حتى ليس وسيماً بقدري . حسنا أعلم أن قصتي ليست المهمة هنا لكن حقا لا تريدون معرفتها ؟ مهلاً إنتظروا سأقرأ لكم لنبدأ

(1)

~ اللِقَـــــــــاء الأَول ~


كانت تجلسُ في زواية تلك القاعة الدراسية الكبيرة تراقب ما حولها أحياناً وتقرأ الكتاب الذي أمامها أحياناً أخرى نظرت إلى ساعة هاتفها التي كانت تشير إلى الثامنة ودقيقتان صباحاً قالت بهمس ” لقد تأخر الأستاذ هذا اليوم أشعر بالملل الشديد ” أغلقت صفحات الكتاب وأخذت أغراضها لتجلس على مقعد أمامي شعرت بنظرات تراقبها وما إن رفعت بصرها وجدت كل شئ على حاله بعض الطلبة على تلك الزاوية يستمعون إلى قصص ذلك الشاب الرياضي المشهور في فريق كرة القدم وبقربهم جماعة غريبي الأطوار الذين يتحدثون عن أفلامهم وموسيقاهم المفضلة وفي الوسط ملكات الفصل الجميلات اللاتي يثرثرن عن أحاديث الفتيات المعتادة أما هي فقد كانت بين القلة القليلين الذين يشغلون وقتهم بالقراءة أو النوم إلى حين موعد المحاضرة التالية وضعت رأسها على الدرج وأغمضت عيناها وبعد لحظة رفعت رأسها بعد أن نبهتها فتاة تجلس بجوراها ببدء المحاضرة

بعد ثلاثِ ساعات

نتهدت براحة بعد إنتهاء تلك المحاضرة , نهضت من مكانها وصعدت إلى السطح جلست هناك لتتأمل منظر تلك المدينة الجميلة وإبتسمت بسعادة وهي نتظر إلى السماء الصافية الزرقاء أحست براحة وسعادة شديدة فهي دائما تبتسم وتشعر براحة عندما ترى زرقة السماء التي تمنحها شعورا لا يوصف وبعد مدة نهضت من ذلك المكان متجهة إلى المدخل الذي يؤدي إلى الأسفل كانت غارقة في أفكارها الخاصة ولم تنتبه إلى ذلك الشخص الذي إصطدمت به لم نتظر إليه بل إنحنت له معتذرة وواصلت طريقها

بعد نهاية الدوام

كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساءً حملت حقيبتها مغادرة مبنى الكلية نظرت أمامها لترى مجموعة من الطلاب يقفون أمام المدخل وهم يثرثرون ويمرحون كان معظهم شباناً ترددت للحظة في العبور من أمامهم لكنها سرعان ما أسرعت بخطاها بعد أن رأت فتاتان أمامها فسارت بجوارهما , تنهدت براحة بعد أن وصلت إلى محطة الحافلات ووقفت منتظرة هناك

في أحد المكاتب

وقف ذلك الشاب بملل شديد وهو يستمع إلى تذمر ذلك الشخص الذي ملأ اللون الأبيض رأسه وملامح وجهه التي تدل على الحزم والصرامة نظر إلى ذلك الشاب بعد أن أمعن نظره في تلك الورقة التي جلبها له مساعده

وبعد صمت طويل نطق قائلا له : حسناً يمكنك الذهاب الآن ولا تغب عن الدراسة مرة أخرى وإلا قمت بفصلك

الشاب : حسنا سيدي وغادر المكان هامسا ” شكرا لك أليكس

نظر ذلك العجوز إلى تلك الورقة الموقعة من العميد والتي كتب عليها إعفاء من التقيد بقوانين الدراسة لأسباب خاصة للطالب رين هاملتون تساءل في نفسه عمّا يفعله هذا الشاب في فترات غيابه الطويلة تلك ولمَ يدرس أساسا إن لم يكن يستطيع الإلتزام بها !

ركب سيارته ليغادر المبنى لكن سرعان ما وقف مجموعة من أصدقائه بقربه طالبين منه أن يذهب معهم إلى أحد الإحتفالات

شعر بالفرحة لذلك وقال لهم : حسنا لا بأس بذلك لنذهب هيا

بعد ساعات

نزل من سيارته ليدخل إلى مبنى كبير جدا وما إن دخل إليه

حتى وجد شابا أسود الشعر متكئا على الحائط قائلا له : ظننتك توفقت عن التصرف بطفولة , لمَ لا ترد على هاتفك على الأقل

رين : توقف عن إلقاء محاضراتك الآن يا أليكس وفتح باب غرفة ليدخل إليه مغلقاً الباب خلفه

أليكس : حسناً لا بأس سنتحدث في الصباح

في مكان آخر

في تلك الغرفة المظلمة كانت تلك الفتاة نائمة وهي تحرك جسدها المتعرق يمنة ويسرى وفجأة نهضت بوجه مرعوب أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا لتقول بعدها : متى ستنتهي هذه الكوابيس المزعجة متى ؟

مدت يدها إلى طاولة بقربها لتشرب كأس ماء وإستلقت مرة أخرى حاولت النوم ولكنها كانت خائفة جدا من أن يتكرر ذلك الكابوس سمعت صوتاً هادئا يقول لها : لا تخافي أنا هنا

أنارت الضوء لترى شابا وسيماً ذو شعر بني طويل يجلس على الكرسي المجاور لها فابتسمت قائلة له : شكرا راي

وأطفأت الضوء لتلمس بيدها تلك القلادة التي على رقبتها وأغمضت عينيها وسرعان ما نامت بهدوء وراحة

في اليوم التالي

كان ذلك الشاب المدعو رين في صالة كبيرة مليئة بالآلات الرياضية والأسلحة المختلفة نظر إلى ساعة يده التي كانت تشير إلى السادسة صباحاً نهض من مكانه وأمسك بذلك السيف الخشبي وبدأ بالتدرب عليه سمع صوتا عذبا قائلاً له : صباح الخير رين

رين : صباح الخير فيونا

وقفت فتاة جميلة أمامه وهي تحمل بيدها كوب عصير لتعطيه إياه قائلة : كيف تشعر الآن هل أنت بخير ؟

أجابها بعد أن شرب العصير دفعة واحدة : أجل أنا بخير لا تقلقي

فيونا : حسنا وغادرت المكان

بعد دقائق أتى أليكس وأخذ له سيفا خشبيا وانضم إليه قائلا وهو يهاجمه بقوة : لمَ أصبحت فوضويا هكذا ؟

تصدى لضربته قائلا : وكيف ذلك ؟

أليكس : لم تعد تتحدث كثيرا كعادتك ومنطويا كما أنك لم تعد تشارك في المهمات كالسابق

رين : لقد سئمتُ من هذا كل مرة أظن بأننا أصبحنا قربيبن من كشف السر و إيجادهم يحدث العكس ولا نعثر على أثر يقودنا , كما أن رؤية كل أولئك الأبرياء الذين يتأذون أصبحت تزعجني وتؤرقني كثيرا

أليكس : لا تحبط لهذه الدرجة سنتمكن من مساعدتهم لا تقلق فقط تحلى بالصبر قليلاً

أجابه بإبتسامة : حسنا يا إخي وأمسك بقبضة سيفه بقوة ورفعه إلى الأعلى محاولا توجيه ضربة إلى رأسه ولكن أليكس أحنى رأسه إلى الخلف جاعلا من هجمة رين تذهب هباءً وبمرونة كبيرة وجه إليه ضربة على بطنه ففاجأه ذلك الأخيربسرعته التي جعلته يتصدى لضربته قائلا : لقد إزدادت قوتك كثيرا ولكنك لن تستطيع هزيمتي

أليكس : أنت لم ترَ شيئا بعد أنسيت بأنني من دربك أيها الجاحد

رين : لم أنسى ولكنك أصبحت عجوزا الآن ولا تستطيع مجاراتي

نظر إليه بغضب موجها إليه ضربة قوية أسقطت سيف رين أرضا وقال له : ما رأيك بهذا العجوز الآن ؟

رين : يبدو أنك لست عجوزا في النهاية أيها المعلم

أليكس : مازلت في الثلاثين من عمري

رين : حسنا أيها الشاب ووضع السيف على الحائط قائلا : هل تمكنت من حل شفرات الكتاب ؟

أليكس : ليس بعد إن الكتابة معقدة جدا نحتاج إلى الكثير من الوقت

رين : حسنا سأذهب الآن إن حصل أمر ما إتصل بي

أليكس : أتمنى ألا نحتاج إليك أصبحت تهمل دروسك كثيرا هذه الأيام

رين : بل أتمنى العكس المهمات أكثر راحة من تلك المحاضرات المملة تنهد بإزعاج عندما تذكر كلمات الأستاذ بالأمس

أليكس : أتمنى لك حظا سعيدا مع السيد ماكستر

في مكان آخر

إرتدت تلك الفتاة ملابسها المكونة من جينز أسود وقميص أبيض بسترة سوداء وجعلت شعرها مرفوعا للأعلى ألقت نظرة أخيرة على مظهرها ثم إبتسمت وهي تنظر إلى تلك الصورة العائلية المعلقة على الحائط قائلة ” لقد إشتقت لكم كثيرا ” حملت حقيبتها وأخذت هاتفها المحمول وغادرت المكان متوجهة إلى الكلية

في الكلية

كان يجلس بملل واضعا يده على ذقنه وهو يستمع إلى المحاضرة المضجرة تمنى لو تأتيه مهمة في الحال ليغادر المكان وضع رأسه على الطاولة بعد أن همس لصديقه بأن يوقظه عندما تنتهي . بعد دقائق نظر إلى شاشة هاتفه ليجد أنه بقيت ساعتان على إنتهائها رفع رأسه على صوت الأستاذ ماكستر الذي قال : لم تمضي سوى نصف ساعة وها أنت نائم الآن يا سيد هاملتون ؟

رين : آسف سيدي ولكنني لم أكن نائما ” وهل أستطيع النوم مع صوتك المزعج هذا “

الأستاذ ماكستر : حسنا إنتبه للدرس أكثر

بعد لحظات كان ذلك الأستاذ مستمرا في شرحه فقال لذلك الطالب الذي رفع يده : ماذا هناك سيد رين ؟

وقف رين قائلا : هل تسمح لي بالخروج قليلا ؟

الأستاذ ماكستر: هل أصبت بصداع حاد مرة أخرى ؟

رين : أجل

الأستاذ ماكستر : حسنا يمكنك الذهاب

خرج من القاعة وهو يشعر براحة كبيرة صعد تلك السلالم وهو ينظر إلى ساعة يده التي كانت تومض باللون الأحمر

إبتسم قائلا : ظننته لن يتصل بي أبدا

مد يده إلى قبضة الباب ليفتحه وما إن خطا خطوة للأمام حتى إصطدم بتلك الفتاة ذات الشعر البني الطويل والتي كانت تحمل علبة عصير في يدها فسقطت منها فقالت وهي تنحني لرفعها من على الأرض : آسفة جدا

إبتسم بسخرية قائلا : ألا تعرفين السير دون الإصطدام بأحد ما

لم تعرف ما كان يعنيه شعرت بالغضب من كلماته ولكنها إبتسمت قائلة له : آسفة جدا أنا حقا آسفة

ومرت بجانبه وتابعت طريقها إلى الأسفل حتى وصلت إلى باب القاعة

طرقت الباب حتى سمح لها ذلك الأستاذ بالدخول قائلا : أدخلي يا آنسة روبنسون

شكرته وإتجهت إلى مقعدها أمسكت بقلمها وبدأت تدون ملاحظات المحاضرة لتهمس قائلة للفتاة التي بجوارها : هل فاتني الكثير ؟

الفتاة : لم يفتك الكثير

أجابتها : جيد

الفتاة : هل أصبحت بخير الآن ؟

أجابتها : أجل شكرا لك

الفتاة بإبتسامة : بالمناسبة أنا أدعى أنيتا ويمكنك مناداتي بآني

أجابتها : وأنا أدعى روز روز روبنسون

وقف للحظات وهو يفكر

- آرثر آرثر ‘ويليام ‘

*لحظة أسمع أحدا يناديني هل سمعتموه ؟ أظنه ذلك المغرور هههه لا بد أنه عرف ما فعلت ‘ آرثر ‘

- آرثر أيها الغبي ما الذي فعلته لملابسي ؟ ‘ويليام ‘

*ألا ترى أنني مشغول الآن ثم أنت طلبت مني غسلها وترتيبها في خزانتك ‘ آرثر ‘

- لقد طلبت منك ان تقوم بغسلها بطريقة جيدة لا أن تضع الملابس البيضاء والملونة معا في المغسلة لقد فسدت جميع ملابسي ‘ ويليام ‘

*آسف ظننتها تغسل هكذا ‘ آرثر ‘

- أعلم أنك تعمدت فعل ذلك ولكن حتى لو قمت بتخريب كل شئ ستستمر بالعمل لدي حتى

تهزمني في مباراة ما كما إتفقنا‘ويليام ‘

*أنا واثق بأنني سأفوز عليك في سباق الخيل اليوم ‘آرثر ‘

- سنرى من سيفوز بقي على بدئه ربع ساعة وسأريك من الأقوى بيننا ‘ ويليام ‘

*سنرى ‘ آرثر ‘

*سنكمل قصتنا في وقت آخر علي تلقين هذا المغرور درسا وإلا أكملت بقية حياتي وأنا أعمل لديه علي الإستعداد للسباق الآن ‘ آرثر ‘

- مع من تتحدث أيها الغبي ؟ ‘ ويليام ‘

*لا شأن لك أيها المغرور ‘ارثر‘

- علي مغادرة هذه الغرفة وإلا أصبحت مجنونا مثلك لابلابلا لاب لاب لا لاب بلالا ‘ ويليام ‘

*أيها الأحمق تعال هنا إلى أين تذهب إنتظرني ‘ أرثر ‘

نهاية البارت الأول ^_^
__________________







التعديل الأخير تم بواسطة Simoni Rai ; 05-23-2014 الساعة 02:46 AM
رد مع اقتباس