عرض مشاركة واحدة
  #293  
قديم 06-27-2014, 11:11 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/04_04_14139664549494313.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





كيف حالكم جميعاً؟ احذر ان هذا الفصل مليء برائحة الموت...الحزن عاملُ رئيسي فأنتبهواا لصحتكم....
هَـــــــلًــــمِ يِاً أَحَــــــــــــــــزانُ إلــــى قَـــــلـــــــبِــــــــــي
فَــــــــمَـــــا عُــــــدتً أســـتَـــــطًـــــيًـــــعُ الـــــَـتٍحُــــمًــــل ! ! !
أيا حزناً سكن أحشائي......... وتغذى على جراحات قلبي
أيا حزناً بدد أحلامي......... وقضى على آخر خيوط الأمل في دواخلي
أخبرني وأصدق معي القول......... اما زال القلبُ قتيل؟!
ألمَ يُعافى من جرح الزمان......... والفقد والحرمان؟؟!
أخبرني وطمأني بأخبار العزيز......... فأني من الألام أكتفيت
ما عاد بالروح صبرٌ......... أستنفذه على هذا الدخيل!
فلا أصدقاء ولا أحباء بقوا......... ينيرون لي الدرب الأليم!
ولا عاد الأحتمال خيار......... إن كانت الاحزان قد جرت حتى في الوريد !
أعذرني لكني من منصب الرئاسة قد أستقيل......... وابحث عن غيري لأني قد أنهيت الرصيد....
طلب منه أعادة ما قاله...قال الطبيب:آسف لقد ماتت الآنسة لارا لم نسـ... ولم يكمل كلامه لان ليون سقط مغمى عليه....!
*******
سواد هو ما يرى امامه...لا شيء سواه أمام عينيه ! أين هو ؟؟ ما الذي حدث ؟؟ رأى أمامه نور يظهر ثم فجأة لارا...أبتسم ابتسامة فرحة إذن لارا لم تمت حقاً..أنه حقاً سعيد..راءها تمشي ثم تبتعد عنه..مشى خلفها لكنه لم يستطع اللحاق بها.. أراد الصراخ لكن صوته لا يخرج.! صرخ بداخله: ما الذي يحدث هنا بحق القدير؟؟ أين أنا؟! أين ذهبت لارا؟ ثم وفجأة سمع صوتاً ليس غريباً دافئاً يقول له بخفوت كأنه من بعيد:أسفة ليون...لكني قد متُ الآن...أنساني وجد لكَ حباً آخر..! آنـــساني ثم أختفى الصوت..
بدأ عقله بالعمل بعد توقفه..لارا ماتت وهو الان مغمى عليه...مغمى عليه؟! إن هذه الكلمة غريبة عليه! يجب ان يقولوا انه ميت شعورياً حي جسدياً...ما فائدة حياته إن لم تكن لارا بجواره وبين أحضانه؟!
فتح عينيه بهدوء وتثاقل ليدرك إن الرؤية مشوشة أمامه ثم بدأت تتوضح ليرى وجه جوري الباكي وادوارد الحزين ينظران إليه...قال بصوت مبحوح وبالكاد يخرج من حنجرته:ما بكما؟ لما تنظران لي هكذا؟
لم يجيبا بل تركا الجواب معلقاً في الهواء...كان جوابهم في أعينهم ..حيث الحزن والألم في عيني ادوارد الذي درس هذه الطفلة أياماً وشهورا وكانت مجتهدة لطيفة مرحة والأهم تحب ليون وجوري كثيراً . تحترمه ولا تخاف على جوري منه كأنها علمت بمشاعره تجاهها.! بينما عيني جوري مثقلة بالهموم ,الدموع تنزل منهما على خديها ليشعلان كتلة من الحزن والنار التي لم تخمد ألا برؤية الحبيبة..!واقفة وظهرها مقوس كأنها عجوز قد تجاوزت الستين وليست شابة في السادسة عشرة من عمرها..لكن فقد الحبيب يشيخ الجسد. بقي ليون ينظر لهما لا يتنفس فقط يطالعهما بملامح لا تُسبر أغوارها ولا يُعلم عما يخفيه تحتها..أدار رأسه للجهة الأخرى فسقطت دمعتين من مقلتيه ليأخذا طريقهما الى وسادة السرير الأبيض الذي أستقر به ليون..لتجهش جوري بالبكاء وهي تلقي برأسها على مقدمة السرير..تصرخ منادية بأسم صديقتها المقربة وحبيبتها الأبدية تصرخ مطالبة بلارا ..لا تعلم انها بصراخها هذا تزيد من تقطيع نياط قلب ليون الذي وعى الآن ان لارا ماتت.. انه لن يراها مجدداً..لن يسعد برؤية أبتسامتها التي أذابت قلب الجميع...إن لارا محبوبته قد ارتحلت عن هذه الدنيا تاركةً إياه وحده يعاني من الآلام لفقدها ونيران الشوق تشتعل في داخله..تنهد ليون داخله ثم أدار رأسه بعد ان مسح الدموع ليقوم من سريره متجاهلاً سؤال ادوارد عما يفعله..أتجه الى ملابسه الموضوعة على الكرسي بجواره.أخذها واتجه الى الحمام واقفل بابه وبقي مستنداً على الباب يكتم شهقات البكاء التي اختلج بها صدره..هو لم يبكي يوماً سوى على أخيه جاك الذي مات لكنها لارا. انها صغيرته وروحه وحبيبة قلبه... أه ما أقسى الحياة أخذت منه حبيبته وهي بين يديه..أخذتها لتتركه بين جدران اليأس والتيه يتخبط..يريدها الآن أمامه..يريد تكحيل عينيه برؤيتها..هو يحبها لقد احتمل فقدها لمدة سنة كاملة عندما سافر الى امريكا وكان مؤنسه الوحيد أنها تتصل به وتتحدث معه ليدرك انها حية تتنفس , تضحك , تعيش حياتها,سعيدة لكي يكون هو أيضاً سعيد رغم غربته بعيداً عن دفئ حبها وصدرها الذي يعتبره موطنه...أنه يحبها وهذا ما لن يحتمله يوماً..حاول ان يخبئ حبه عنها وعن الجميع لكنه فضح نفسه بغيرته إن راها تتكلم مع شاب ما...لا يريد سواها وها هي الآن في عالم آخر بعيداً عنه...يااااه كم يشتاق إليها من الآن...كيف سيستطيع العيش بدونها...؟
تسللت ذكرى يتيمة عاشها معها لتزيد مع ألامه وتزيد من سقم ذكرياته بجواره..
" شمس سطعت في السماء تبعث نورها لاهل الارض بدون مقابل سوى حبها لمساعدتهم بأن يقوموا ويعملوا من اجل عائلاتهم وأن يتركوا نزعاتهم وهمجيتهم ويعيشوا بسلام..سقطت اشعة المتربعة على عرش السماء على خصلات شقراء تختبئ وراء شجرة تراقب عينين مالكها فتاة بعمر الزهرة تحادث شاباً أسمر البشرة..أدهم العينين..أسود الشعر...وسيماً بينما تتراقص أبتسامة على شفتيها الكرزيتين... أشتعل فتيل الغيرة في قلب المراقب للثنائي ليعلن العقل تنحيه عن السيطرة ليمسك القلب زمام الأمور.. اتجه لها تسابق دقات قلبه خطواته السريعة خائفاً من ضياع حبيبته الى غيره وهذا ما لن يحتمله ابداً..وصل إليها واللهب يتجسد في عينيه الزبرجدية ..امسك كف الفتاة وجرها وراءه غير مهتم لعينيها المتوسعتين او فم الاسمر الذي فُتح بسبب المفاجآة..! وصلا الى حديقة غناء لا يوجد بها أحد ليترك كفها ...ارادت التكلم لكنه صرخ بها هادراً بغضب:ما الذي جعلك ترسمين ابتسامة سخيفة على شفتيك مع ذلك المتحاذق؟!
توسعت عينيها بمفاجأة ثم بان بهما الغضب:اصمت ليون..ولا تتكلم عن جوليان بسوء..
اقترب منها بسرعة لم تعيها ليقول من بين اسنانه:لما.؟! هل تحبيه لتدافعي عنه امامي بكل صفاقة؟!
توشحت عينيها بدموع صفعته في الصميم وسددت لكمات الى قلبه المسكين...قالت بنبرة حزينة:ليون لما لا تفهم...أنا اعتبر جوليان كاخ لي...! ثم قالت بنبرة باردة تخفي بها المها من كبتها حبها له:مثلك تماماً...شددت على الحروف:أخً مثلك...افهم ذلك...
تركته وذهبت تاركة خصلات شعرها الشقراء تتطاير امامه حتى لامست احداها جانب وجهه لتختفي بعدها...!
نظر لها ليون بألم ليقول:أنا احبك يا حمقاء متى تفهمين هذا؟! اغار عليك...!
عاد الى واقعه بعد تلك الذكرى التي جلبت البسمة لشفتيه البائسة...يا إلهي آنه يشتاقها منذ الآن....ألم نفذ الى صدره وقد تقافزت امام عينيه اخر لحظات عاشها معها...كيف تلقفها بين ذراعيه..كيف اعترفت له بحبها...!
فتح صنبور الماء ووضع جسده تحته بملابسه كلها..وقد غطت المياه جسمه واخفت دموعه الشفافة التي سرت على وجهه كأنهار لم تمنعها رجولته وكبريائه...!
القت جوري رأسها على مقدمة السرير بعد دخول ليون الى الحمام تبكي..! هي لا تحتمل هذا الامر انها تخسر كل أحباءها واحداً وراء الأخر..أدارت رأسها الى أدوارد الذي يراقبها بصمت وخز قلبها..حدثت نفسها:انه على الأرجح يستمتع برؤيتي أتألم انه وحش والوحوش بلا أحساس..انه حتى لم يواسيني لم يمسح دموعي...كيف له أن يكون متحجراً؟ افاقت على سؤاله القلق المهتم:جوري هل أنتِ بخير؟!
ضحكت جوري بسخرية بينما عينيها تذرفان الدموع:بخير؟؟؟! أأنتَ مجنون؟! صرخت به:كيف أكون بخير وأنا أفقد من أحب واحداً تلو الأخر..الأول كان جاك والأن لارا والتالي ربما ليون وربما كريس وربما والديّ...لا أعلم كيف تريدون أن أكون بخير وكل المصائب اجمتعت على صدري..!
صرخت بالجملة الأخيرة لتسقط على الأرض منهارة تبكي بشدة .. أتجه اليها ادوارد بسرعة وضمها الى صدره يهدأها ويهمس لها بكلمات لم تفهمها لأنها تريد التمتع بهذا الدفئ النابع من صدره..هي تحبه ولا تستطيع تجاهل هذا او انكاره! نهرت نفسها بقوة:ما أسوءك جوري صديقتك ماتت وانت تفكرين بحبك لهذا المتوحش.!!
أبعدت نفسها عنه وهي تصرخ بقوة:أبتعد عني ولا تلمسني أيها الحقير...
نظر لها أدوارد بألم وقد حطمت قلبه كلماتها.لمَ تكلمه هكذا أبداً...هو يريدها أن تحبه لكن ذلك مستحيل..!إن موت لارا جاء في وقت سيء..لقد قرر أن يخبرها بعد مراسم الدفن..أنه متحطم بما فيه الكفاية من قراره وكلماتها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير... أتجه لها بسرعة وقام بأحتضانها للمرة الأخيرة بالنسبة له لكن ردة فعلها أدهشته بل ألجمته عن الكلام.. ما إن ضمها اليه حتى أبتعدت عنه وهي تبكي وصفعته صفعة أدارت رأسه الى جهة آخرى..بقي لثوان يحاول أستيعاب ما فعلته. أدار رأسه لها وعيونه تقطر شراً وقد تحولتا من لون يجمع بين الذهب والعسل وأشعة الشمس الى لون أسود من الغضب..همس وهو يضغط على أسنانه بشر:جوري من سمح لك بهذا؟! أيتها....
أرتعبت جوري من منظره الغاضب لكنها ضغطت على نفسها لكي لا تظهر خوفها ورعبها اللذان ذكرها بما حدث قبل أن تأتي الى هنا..كيف عذبها بسياط حبه من نار.كيف أنهال على قلبها وحوله رماداً منثوراً دون أن تدري ان قلب أدوارد قد صار هكذا...لكنها رغم ذلك تحبه لا تستطيع أيقاف نفسها عن حبه أبداً... يا إلهي.. كيف لها ان تحبه هكذا؟ هو نفسه من هددها ؟! كيف لها ان تحب العيش معه وبين احضانه؟! أليس من أراد ان يسلبها حضن أبيها.؟! انها مجنونة او اصابها مس من الجنون..! يستحيل ان تفكر هكذا إن كانت نفسها جوري الباردة مع الأخرين الحديدية التي لا تتأثر بما يحدث حولها..دوماً ما نادوها بالباردة القوية إن حصل شيء ولم تبكي عليه او تتغير تعابير وجهها..وهم لا يعلمون أنها تلقي بجسمها على سريرها وتبكي ناسية كبريائها وغرورها الذي فرضه الزمن عليها.. قالت ببرود تنافى مع المعركة التي بداخلها :أفعل ما أشاء ادوارد انا لست جارية لك لكي لا استطيع لمسك..أنا وللأسف الكبير – أردفت بصوت اخفض- :أنا زوجـــتك..
غامت الدنيا في عينيه عندما قولها لكلمة زوجتك..ظهرت امامه غيمة وردية تسحبه الى الأحلام..يريدها زوجته الى الأبد. أن تكون له حتى الموت...لكنه مضطر لفعل ذلك الأمر..هي خطر على حياته وهو خطر على حياتها...انها تهدد سكينته وهدوء لياليه..طيفها يؤرقه عند منتصف الليل..
*أتظاهر بالبرود وأحادثك..وقلبي يحترق شوقاً لكِ...
أكرهك أقولها بلساني..وهي بلا معنى في وجداني..لأنها أحبك في كياني...
أراقبك من بعيد فيدق قلبي...وأمامك أكون في جحيم خوفي..
.ترددين أكرهك طوال عمري..ولا تعلمين أثرها في قلبي..!
أحببتك على حين غفلة..والآن أفقدك بدون فعل شيء...
أقنع نفسي أنني بدونك أحسن..وأنك بدوني تكونين أسعد..
لكن القلب هيهات ان يقنع.أراقبك وقلبي يتقطع إرباً...
فأنتِ لا تعلمين معنى ان تكون عاشقاً,مشتاقاً,معذباَ
قريبة أنتِ لكنك بعيدة..
أهتم لسعادتك وأترك سعادتي..أنا الذي لا اهتم لشيء...
علمتني حبك وعشقك والغرق بعيونك..فعلميني ان اكرهك لأني أريد قلبي..
أريد تفكيري الذي يسافر إليك..أريد عقلي الذي يحط رحاله عندك..
أريد دقات قلبي التي تتسارع ما إن يذكر أسمك..
أريد حياتي التي احسها فارغة بعد ذهابك..
أريد مشاعري التي لا تتوجه إلا لشخصك
أينما أذهب أراكِ أمامي.. أينما أضحك ضحكتك تصاحبني..
حينما أقرأ صورتك تخالجني..حين اسمع صوتك يناديني..
حين اتكلم أسمك يطالعني..حين انام طيفك يؤرقني..
كل هذا لأني كرهتك وآسرت من عينيك..
لأن قلبي تعلق بك..
أقول فقط بئساً وتباً ولعنة على اليوم الذي ألتقيتك به...!
تنهد أدوارد بعد تلك الكلمات التي خالجته ..قال لها وهو يهم بالانصراف:أراك عند مراسم الدفن...
وأغلق الباب لتجهش جوري ببكاءٍ سمعه ادوارد الذي أستند على الباب الذي أغلقه يضع يده على رأسه ويضغط على الأخرى كأنه يوقفها من دفعه وحضنها مرة أخرى..! تركها وسار في اورقة المشفى تاركة جوري وقلبه معها..!
علمِ الجميع بموت لارا لكن ادوارد قام بتلفيق قصة حول موتها رغم ان أهلها غاضبين لهروبها من زفافها بتلك الطريقة وحاقدين على جوري لفعلها ذاك لكنهم حين رأؤها تتقدم نحوهم بفستانها الأسود الطويل مزخرج بدانتيل من ورد من ناحية صدرها ذو نصف اكمام..تجمع شعرها في ذيل حصان وعيونها زائخة خالية من الحياة التي كانت تتميز بها..كانت مشرقة كزهرة أنتعشت بعد يوم مطر طويل لكنها الآن ذابلة ..وجهها شاحب بشكل يشبه الأموات..شفتيها يابستين..آثار البكاء على وجهها..كانت حزينة وهذا واضح للعيان..أما ليون فقد دمر قلب والدة لارا ووالدة جوري ووالدته..كانت يرتدي بدلة سوداء.حالته كانت أسوء من حالة جوري فقد كانت لا يتكلم فقط ينظر بعينين لا يعرفان من هذه الوجوه لأن ذاكرته تستحضر فقط وجه واحد بابتسامة ملائكية وشعر أشقر وعينين خضروان بفستان أبيض طويل كان يحلم بهذا اليوم دائماً..لم يظن انه سيكون كابوس يتحول من حفلة زفاف الى مأتم دموي بدماء حبيبته الشقراء الخجولة التي فقدها وهو يحتضنها.. رفع رأسه الى السماء وهو جالس على الكرسي بسكون استغربته نفسه.نادى بداخله :لارا هل أنت سعيدة برؤيتي أتألم هكذا؟ اخبريني.. توجه الناس تباعاً يضعون الورود على جسم لارا المرتدية فستان ابيض خفيف تضع يّديها المتشابكتين على بطنها ممسكة بوردة بيضاء شابهت الورود التي يضعوها..شعرها الأشقر ملموم تحت رأسها ومتروك لينساب برقة على الفراش الموجود في التابوت...عينيها مغمضتين ووجهها شاحب ابيض بارد..! نائمة مرتاحة لا تعلم ما الذي يحصل خارجاً..لكن ويا العجب وجهها كان مغطى تماماً بقماش أبيض خشن خالف ما ترتديه من ملابس خفيفة...! اقترب ادوارد حاملاً وردة بيضاء ووضعها على جسم لارا ثم همس بخفوت:انا دوما بجانبك طفلتي فلا تخافي ولا تنسي ذلك...!
ترك الوردة وذهب الى زواية في الكنسية التي دارت بها مراسم الدفن..نظر الى جوري التي تقدمت الى تابوت لارا وارادت رفع ذلك الغطاء لكن الطبيب الذي كان حاضراً منعها من ذلك..! صرخت..شتمت..ثم بكت وبكت حتى ظن انه لم يعد ان هناك ماء داخل جسمها..! القت بجسمها على جسم لارا وعادت للبكاء بصوت عالٍ :لاراااا...استيقظي ارجوك ارجوك لا تتركيني وحيدة في هذا العالم....ارجوك انا احبك كثيراً فقط لا تتركين...كنت امزح معك عندما قلت لا اريدك ف حياتي...واني لم ابكي عندما تموتين...ارجوك عاقيبيني على زلاتي لكن ليس هكذا...لا تتركيني لارااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا....! واجهشت بالبكاء حتى حملها والدها...تفتت قلب ادوارد على حالها واراد الذهاب واحتضانها..تهدئتها بأن كل شيء بخير وانه لن يتركها آبداً...لكنه ببساطة لم يستطع...! كلماتها في المشفى ترن في إذنيه...جال بنظره يبحث عن ليون فرآه جالساً على نفس الكرسي منذ جاء...عاد الالم يداهم قلبه..ما الذي فعله ليون ليحصل له هذا.؟! تفحصه بعينيه ليجده جامداً لا يتحرك آبداً...! تركه ادوارد وخرج الى الحديقة مطالباً بهواء بعيداً هم اجواء الكنيسة الخانقة التي تعبق برائحة الموت...!
بعدها بساعة جاء وقت كسر قلوب الجميع..كان الرجل يقوم بوضع تابوت لارا في التراب وجوري جالسة تبكي وتأخذ التراب وتضعه فوقها اما والدة لارا فكانت تريد ألقاء نفسها مع النعش لكن بعض النساء أمسكنها وهي تبكي.. أما ليون فقد كان ينظر الى تابوت مليكته يُلقى فوقه التراب وعينيه تقطران دموعاً..أنه يحس بقلبه من يدفن وجزء من جسمه قد تركه وذهب بجوارها..لم ينطق عندما أنتهت المراسم..بل ترك الجمع وغادر بعد أن ألقى نظره بطرف عينه على ادوارد مراقباً جوري كيف تبكي بعيون حزينة معذبة..لا يعلم لما لكنه أحس أن شيئاً سيئاً سيحصل لجوري.. لا يعلم بعينين تراقبانه وهي تبكي وتشهق بصمت..
انتهت المراسم وتوسلت والدها ان تبقى قرب قرب قبر جاك قليلاً..تركها والدها بمفردها كما طلبت وذهب في طريقه..أمسكت حافة القبر والقت رأسها عليه وهي تصرخ:جاك انا لقد ماتت لارا..لقد ماتت لقد تركتني وحدي.. أنا اشتاق لها منذ الآن واشتاق لك أنت..لمقالبك ومشاكستك...ارجوك ماعاد بأستطاعتي التحمل...!
شهقت وشهقت حتى أستكانت وعندما أحست بقوتها تخر قامت من مكانها لكنها تفاجات بأدوارد واقفاً أمامها..قالت بصوت لا حياة فيه:ما الذي تريده أدوارد؟
اجابها ببرود:أريد التكلم...
سكتت تنظر لما ورائه ثم قالت بصوت ساخر:آهلاً آهلاً ..
تفاجأ لما قالته جوري فالتفت ورائه ليرى غريمه كريس يقف فأتجه له بلا تفكير ولكمه على فكه مما جعل الآخر يسقط على الآرض ليسمع صرخة يعرفها جيداً...نظر لصاحبة الصرخة ليستشيط غضباً ويصرخ:ماذا تفعلين هنا؟!
خافت الفتاة لكنها صرحت بهدوء:جئنا لنسمعك الحقيقة اخي...
هدر بها ادوارد قائلا بصوت ساخر لكن غاضب كأن شياطين العالم قد تملكته:إي حقيقة..أنك الآن مع من خانك وجعلك تبكين لأسابيع..أم انك خنتي ثقتي بكِ...ام اخفاءك لحقيقة انك هنا...؟!!
تجمعت الدموع في عينيها لتصرخ قائلة بألم من سخريته: كريس لم يخني..وانا لم اخن ثقتك بي...والبارحة فقط اتيت وقد اعتزمنا ان نأتي لنخبرك الحقيقة..!
اجابها بصوت بارد صقيعي جلب البرود الى قلب كل من جوري وانجل:هيا تكلمي...ما هي هذه الحقيقة التي تجعلك تصرخين في وجه أخيك الأكبر..! هيا انا انتظر..
هنا تكلم كريس وهو يقوم ويمسح الدماء بيده:انني لم أخنها يوماً..والفتاة التي راتها معي كانت جوري..وانني أردت اخبارها بذلك ذلك اليوم ولكنك...- تحولت نبرته لسخرية-:مثلت دور الاخ الشهم وضربتني دون ان تجعلني اوضح شيئاً...!
اعقب ادوارد على كلام كريس الذي جعله يتألم اكثر فهاهو القدر يضحك في وجهه مرة آخرى ليبين اكثر من سبب لعدم اجتماع حبه لجوري مع حياته..وانه تزوجها فقط لينتقم من مشكلة فهمها هو خطئاً...ايعقل انه بهذه الانانية لتخريبه حياة انجل وجوري كله بسبب سوء فهم:وما الذي جعلك تتنظر سنتين لتخبرني بالحقيقة...؟! لما لم تخبري قبل أن ا....
قاطعته جوري ببرود:قبل ان يتزوجني للأنتقام منك....!
فغر ادوارد فاهه وتوسعت عينيه ليهمس بلا تصديق:كنتِ تعلمين.؟!
ضحكت بتهكم متجاهلة صوت قلبها الذي يصرخ من ألمه:لما أنتَ متفاجأ؟! لقد كنت اعلم قبل زفاف لارا..هـــــه أتظن حقا اني لم افكر لما تريد الزواج مني؟! ولما هددتني بقتل ابي إن لم اتزوجك؟! ان فكرت بذلك فأنت غبي..! – اكملت في داخلها-:وانا الغبية التي وقعت في حبك رغم علمها بمخططك....
استيقظ من صدمته على كلماتها القاسية ليقول بعد هنيئة صمت أسكت فيها دقات قلبه:إذن لما تخبريني؟!
صمتت قليلاً تمثل فيها انها تفكر ثم قالت بكره وقهر تحت انظار كريس وانجل المتفاجئين: لما لم أخبرك؟! لأني اردت معرفة ما الذي ستفعله بي؟!- سكتت لتأخذ نفساً واستطردت-: إن افترضنا إن اخي خان انجل وهذا ما لم ولن اصدقه..فانك ستنتقم مني بطريقة تشبه الخيانة والأغلب ستكون أن تسلب برائتي مني وتاخذ ما تريده وترسلني لأخي فتاة محطمة مسلوبة البرائة وهي ما زالت في السادسة عشر من العمر....!
نظرت له كيف فتح فمه اكثر دليل على صدمته وكيف تحركت عينيه بتوتر فقالت بأنتصار وحزن:أنظر لقد كنت محقة تماماً...انت شيطان..! أتعلم كنت انظر لكَ حين تدرسنا في مدرستي واراك تتعامل مع الكل بلطف لكنك تتحول لبارد وقاسٍ معي...كنت اتسأل ما الذي فعلته لتتصرف معي هكذا..وحين اكتشفت السبب بقيت افكر:وما دخلي انا بكل هذه الامور؟!
همس داخله حين سمع كلامها:لاني أحببتك...لاني لم أرد إيذائك ابداً...لاني افضل الموت على ان تتالمي بسببي...
تكلم كريس قائلا بحزن:لما ادوارد؟! لما أردت فطر قلبي دون ان تعلم الحقيقة؟ّ!
لم يقل ادوارد شيء فما زال مصدوم من معرفة جوري لحقيقة زواجه منها...لقد انتهت جميع فرصه في الحصول على قلبها.لما على القدر ان يكون قاسياً معه هو بالذات..لما تحققت تلك الجملة التي دونها في مفكرته يوماً- تساقطت اوراق عمري في خريف حبكِ- هل حقاً سيبقى أسير حبها لسنوات؟! مستحيل صرخ كبريائه بصوت عال:مستحيل ادوارد هي مجرد طفلة..ستنساها...! لم ينتبه ادوارد لتدقيق أخته فيه ومعرفتها بما يفكر الآن فهي الوحيدة القادرة على قراءته...
قالت جوري بملل وحزن لم يفارقها آبداً:إن كنتم انهيتم كلامكم..فانا سأذهب...أدارت رأسها لكريس الواقف بجوار ادوارد مقابلها:كريس...سأذهب الى الحديقة واعود بعد ساعة...
ابتسم لها كريس قائلا بحنان:انت حقاً تحبين تلك الحديقة..!
اجابت : نعم لأني انا وجاك كنا نجتمع بها..
وادارت جسمها لتعطيهم ظهرها فتساقطت دموعها على خديها لبرودة من تحب...لا تعلم ان ردها على كريس اشعل فتيل غيرة عمياء في قلب ادوارد..جعلته يلعن ويلعن لكن في داخله...!
انتشله صوت اخته تساله:هل سامحتنا أخي؟!
التفت لها قائلاً بحنو:ليس هناك ما اسامحكم عليه ملاكي..انا من عليه طلب السماح..
اجابه كريس وهو يقترب منه واضعاً كفه على ذراعه يربت عليها:لسنا نحن من نسامحك بل جوري..!
ثم قال :هل ستذهب معنا؟!
ببرود اجاب:كلا هناك شيء يجب ان اخبره لجوري...! أبتسم له كريس ثم أمسك كف انجل واتجها تاركين ادوارد وحده يتلظى بنار الحب و....القهر!
زفر الهواء بعمق..شدد على قبضة يده...حرك قدميه واتجه الى حيث جوري موجودة...!

في نفس الوقت*
جلست على السرير الأسود تطوي ساقيها امامها واضعة كتفيها عليهما تدفن رأسها..دموعها تُصب وشهقاتها تتعالى..شعرها البني مستلقي على ظهرها براحة..كانت جلستها تدمي القلب لمن يراها وبالفعل أدمت قلب ذاك الواقف امامها...وسيم جذاب هو ما يناسبه..شعر كهرماني يصل للرقبة.....جسم رشيق ملثم بقميص أبيض وبنطال جينز اسود... عينان خضراوان داكنتان تطالعان الجسم المحني أمامه بحزن لا يُخفى.تقدم بعد لحظات من الصمت ليصبح أمام السير الذي جلست عليه الحزينة بخطوتين فقط.!! مد ذراعه الطويلة ليمسك جسم الفتاة ويحتضنها بقوة كادت تكسر اضلعها.. لتصدر منها شهقة اخترقت جدار الصمت الذي غلف الشاب الذي شدد من احتضانه لها..فتكون كلماته التي همس بها هي ما كسرت الصمت بعد الشهقة:اسمعيني كاترين...أعلم أنك تتألمين لكن ارجوك اخبريني لكي أستطيع مساعدتك...
رفعت كاترين راسها تنظر بعينيها اللتان امتلاتا بالدموع لمن يبثها الحنان:صدقني ستيف..! أنا لا أكره لارا...لست انا من قتلها...
نظر لها بعينيه الداكنتين بخضارها وبصوت ملأته الحيرة والاستغراب قال:كيف لا تكونين أنت..وقد اتهمك ادوارد بذلك؟!..
سقطت الدموع المعلقة بعينيها بصمت لتخرج من بين شفتيها المرتجفتين تمتمة:حقاً لست انا بل هي شخصيتي الثانية..!
همس وعينيه تتابعان تلك الدموع اللؤلؤية التي تسقط على شاطئ وجنتيها:هـــا؟ّ! ماذا تقصدين؟!
اجابت بشرود:انا مصابة بأنفصام الشخصية ستيف..لتسترسل في شرح شيء اثار شفقة الذي امامها:لقد فقدت والدتي في سن العاشرة..ليبقى لي فقط أبي القاسي الذي كان يضربني بشدة وينعتني دوماً بالعاهرة ! في ذلك الوقت لم اكن سوى طفلة لكني قاومته وكنت ارد عليه واحاربه بكل قوتي لأنال كل يوم ضرباً موسعاً منه.. رغم كوني طفلة لكني عرفت معنى عاهرة لرؤيتي يومياً بمن يسمون مثلها في اوضاع مخزية مقززة مع ابي في فراشه... لا اعلم لكني التجأت الى الكتب..حينها اكتشفت مرضي بنفسي من خلال دراستي..علمت بمرضي وأردت ان اُعالج لكن لم أمتلك مالاً وأبي كان بخيلا ويكرهني بشدة..! حينها لم أهتم حقاً وتركت مرضي يكبر ويكبر حتى باتت كاترين الشريرة هي المسيطرة..بينما غابت كاترين الطفلة البريئة خلف قضبان الخوف من هذه الحياة..كبرت وانا اكره الجميع لأنهم مخادعين كذابين لكن رؤيتي لليون جعل حياتي تُنير ...
صمتت لتأخذ نفساً ثم أكملت دون أن تعلم ما دار بخلد الذي امامها من مشاعر كان بينها غيرة فتكت به...: ليون أخرج كاترين الطفلة التي تحتاج للأمان..كان شاباً صادقاً حنوناً لطيفاً..أستطاع جعلي أحبه بشدة..لكن سماعي لكلماته والتي اعترف بها بحبه لصديقة طفولته اعاد كاترين الشريرة..كاترين التي تحب التملك وقد جرح كبريائها ان لا يحبها ليون..بل عاملها كأخت رغم علمها إن هذا ما تكنه له..! كاترين الشريرة هددته بقتل من يحب.. لكني انا البريئة لم أرد ذلك...صدقني انا احببت ليون وأردت له السعادة كما أعطاني إياها..لكن كان ذلك بعد قوات الأوان بعد ان اُصيبت لارا..بعد ان أُرسل الرجال الى جوري لقتلها...
سكتت لتنظر له تقول بتأثر بينما هو صامت :اتعلم لقد استحقيت ذلك العذاب لاعود الى وعيي لأقتل كاترين الشريرة نهائياً في داخلي..لكن رؤية ليون يتعذب في مراسم الدفن دمرتني..جعلتني اتمنى الموت حقاً..انا حقاً نادمة ولا اعلم كيف سأستطيع التكفير عن ذنبي..!
لم يحتمل ستيف تلك الشهقات التي اعقبت كلماتها ليسحبها مرة أخرى الى حضنه مؤكداً لها بلا كلمات بأنه سيكون معها دوماً والى الابد..!فكر مع نفسه" انها حقاً مسكينة..لقد عاشت مع ابٍ ظالم لم يهتم بأبنته..فتركت لشخصيتها الآخرى السيطرة بسبب خوفها من الناس ومن الحياة..! " صمتت افكاره ليستمع لدقات قلبه ليقول بغيض" ما بي ؟! لما أنا احس بنار غليظة تحترق في قلبي بسبب ذكر ليون؟! لما دقات قلبي ترتفع هكذا؟! كلا ليس هذا وقته يجب عليه ان اخبر ادوارد وليون بقصتها لعلهم يسامحوها.."
مال بجسمه لها فهمس بأذنها برقة بالغة:صغيرتي الجميلة..لا بأس الآن فقط ارتاحي لكي اطمأن عليك ثم سنحل الآمور العالقة..حسناً؟!
هزت رأسها بموافقة وهي تستشعر بسخونة جسمها واحتراق وجنتيها بسبب كلماته:صغيرة مطيعة..- ثم رفع رأسه ليطبع قبلة بدت طويلة لها على مقدمة رأسها- ثم خرج من الغرفة تاركة كاترين تنظر في اثره وودقات قلبها قد تعدت الميلون..!
همست وهي تدفن وجهها بالوسادة وقدميها تضربان السرير الذي كانت تبكي عليه بينما هي مستلقية على بطنها فيه..:من بعثك لي ستيف..أنت اشبه بملاك.
ومع آخر كلمة همست بها أٌسدلت أهدابها لتنام قريرة العين..مرتاحة البال قلبها ينبض بسعادة واسم واحد تنطق بها دقاته"" ستيف"!
بعد ساعة
غائبة عن الوعي هي أقل ما يقال عنها..هائمة وعينيها السوداوين شاردتين في تفاصيل ما حدث قبل ساعة..؟! كيف فقدت قلبها بكلمة واحدة..! كيف احتملت عينيها دموع قهر وخذلان فلم تنزل لتكتمل صورة الذل امامه...!هي ساهمة في تعداد خذلانها لكبريائها..! كيف ومتى اصبحت بهذا الضعف المخزي.؟! أجابها صوت ساخر في دواخلها:منذ وقوعك في حبه يا غبية" آه لقد اُصيب قلبها بسهم في منتصفه..! أحقاً جرح الحبيب يؤلم هكذا؟! أحقاً لم يعد للحب معنى في الحياة؟! ألم تعد المشاعر مهمة لكي ترمى بكل برودة دمٍ الى كلاب الوجع لتُغرس أنياب اليأس في لحم الوجدان فتترك جرحاً لا يندمل بمرور الزمان؟!! احقاً ما عاد الاحترام موجود الا للمصالح؟! أأصبح الأنسان مجرد آلة تسيرها الأموال وسوء الفهم؟! أيظن المجروح بسبب الخيانة ان كل الناس مثل من خانه؟! فلا يبالي إن مثل على شخص أنه يحبه فيجرحه مرتكباً نفس آثم خانه.؟! أحقاً نفوس الناس اصبحت زائفة هكذا..كلٌ لمصلحته..؟! احقاً اصبح الهواء فاسداً بسبب من يتنفسه وبسبب تلك الشهوات التي حملتها الريح..بسبب تلك الروائح .. روائح الانتقام والكذب والنفاق..روائح المال والزيف..! أما عاد للصدق والأهتمام مكان في هذا العالم؟! أما عاد لبسمة تُرسم على ثغر الزمان بعفوية؟! اما عاد هناك هواء يُستنشق ولا يسبب الأختناق.؟! اما عادت هناك أفنان حب أساسها الثقة والوفاء ..! اما عاد هناك جيهان فقط للاوفياء حقاً.. اليس من حقنا أن نتشبث بالسعادة إن وجدناها في الحياة؟!..ألا نستطيع أمتلاك اختراع نستطيع من خلاله جعل من نحبهم يحبونا؟!
كل هذه التساؤلات دارت بخلد الجالسة بصمت..التائهة بفضاء اللاوعي..وكلمة واحدة أشبه بمدفع اخترق طبلة اذنها لتحيلها جثة هامدة....تيه وخوف تريد ان تكذب ما سمعته..لما؟! ما ذنب القلب إن احب من ليسوا لنا؟ فليس لنا سلطان على قلوبنا فهي تعشق من تريد وتبغض من تريد..وليس بيدنا ان نتحكم بأقدارنا فمنا من وقف معه القدر وضحك معه ومنا من ضحك عليه وسخرَ..! الشيء الذي بيدنا هو ان نحارب بشراسة المحاربين من أجل من نحب..! فأن لم يكونوا لنا نبتسم ابتسامة الأبطال ونغلف القلب بجدار جليدي ونعاود الوقوف على الاقدام فما فائدة البكاء والنواح إن لم يقاتل أحباءنا علينا؟!
كسر قوقعة الصمت التي عزلت نفسها بها مع تساؤلاتها صوت الباب هو يُفتح ليطل رأسها امها..:جوري أأنت بخير؟! اين ادوارد لما هو ليس هنا؟ّ!
كان اسمه كضربة وُجهت لبطنها..و لمحة لعقلها ليستيقظ من سباته فيعاود عمله الدؤوب في قمع نبضات القلب الخائنة مذكرة إياها بما فعله أين القاءها وفي إي واد..
عادت الام تسأل وهي تدلف الى الداخل عندما لاحظت شحوب ابنتها وشرودها لتتفاجئ بنظرات الصقيع في اعينها وهي تجيبها على تساؤلها:أماه ما عاد ادوارد من اهل البيت..!
تسألت الأم مرة أخرى قائلة بحيرة:هــا؟! ماذا تقولين يا أبنتي؟!
تمتمت ببرود وهي تجاهد لكبح صراخها وألمها : لقد خرج ادوارد من العائلة لأنه طلب الطلاق..!
صرخت الأم بهستيرية وعدم فهم:ماذا؟؟!!
اجابت جوري ببرود مستفز :
لقد طلب الطلاق....لقد طلقني أدوارد..اوراق الطلاق ستصل غداً....!!!!!!!!
.
.
.
.
ماذا اكون أنا دونك؟!
ماذا افعل إن لم تكوني بين ذراعيّ؟!
ماذا افعل؟ اخبريني ؟!
لقد اشتقت لكِ منذ الآن..!
فكيف بي لسنوات طوال؟!...
لا تموتي ارجوكِ وتتركيني وحيدا...!
فأنا بدونك ما كنت انسانا...
ولن اكون بعدك سوى طيفٍ هائما...
فأنا احببتك دون حسبان إي العواقبِ...
يا قمر الزمانِ...
على لسان ليون
انتهى
.
.
.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس