عرض مشاركة واحدة
  #81  
قديم 07-16-2014, 09:10 PM
 
البارت الثامن..^^

[align=center][tabletext="width:90%;background-color:rgb(222, 184, 135);border:2px solid rgb(139, 0, 0);"][cell="filter:;"][align=center]البـــــارت الثــــامـــن

11:00 am

جلس التوأمان في غرفة المعيشة الواسعة بملل..لقد مر ما يقارب الأسبوع على اختفاء بيلا..وانتهت الإجازة منذ يومان ومازال ليس هنالك أية اثر لها..!
زفر يوهي بملل :
-اشعر بالملل ..
يوجي بنفس الحال :
-و إنا أيضا..
أردف وهو يستند على الأريكة:
-لقد بدأت الدراسة منذ يومان..و حال تاكومي لا يسر أبدا..!
قال يوهي و هو ينظر لكوب القهوة الذي بين يديه:
- ونحن لم نذهب للمدرسة أيضا!،على كلٍ ألا تلاحظ أننا لا نعلم شيئا عن ليديا منذ آخر مرة..!
صمت يوجي ولم يجبه، لا يريده أن يعلم انه يكاد يموت من شدة قلقه عليها، انه يعلم
أن بيلا تعني لليديا الكثير..!،و لكن ليست لديه الجرأة لقول ذلك..!
ابتسم يوهي و كأنه على علم بما يفكر به توأمه..
قال وهو يخفض رأسه بابتسامة:
- لما لا تذهب لزيارتها..؟
نظر له وقال باستنكار :
-ما الذي تقوله ؟!
يوهي بابتسامة متسلية :
- لقد قلت.. لماذا لا تقوم بزيارتها بدل أن نقلق هكذا دون معرفة أي خبر عنها ؟
أشاح بوجهه و قال بهدوء :
- لا أعلم..
يوهي بتسلية:
- لا تقل لا أعلم، هيا اذهب..!
التفت له بسرعة و باستغراب:
-الآن ؟!!
يوهي بعبوس:
-لا غدا..!، ماذا تظن أجل الآن.
نهض بملل مصطنع بينما في داخله عاصفة من الارتباك..!، فهو ذاهب لمنزل ليديا ّ!! ، لا يعلم كيف سيراها و يتمالك نفسه عن احتضانها من شدة شوقه ..!
انظر له باستغراب عندما لم يراه ينهض..وسأله:
- ألن تذهب معي ؟
أسند يوهي ظهره للأريكة وقال بهدوء :
-لا..
يوجي :
- لماذا ؟!
زفر يوهي و قال :
- سأنتظر تاكومي..،إنه لم يعد منذ البارحة !
يوجي بصدمة :
- الم يعد بعد ؟!!
أومأ برأسه :
- لهذا أنا قلق..، إذهاب أنت و أوصل تحياتي لليديا..
أومأ برأسه..، ثم قال ساخرا :
-من يراك وأنت تنتظر عودته هكذا ..يظنك زوجته لا صديقه..!
رفع يوهي رأسه و نظر ليوجي بحنق..،بينما خرج يوجي من المنزل وهو يضحك على شكله..و ابتسم يوهي لحظة خروجه..
يوهي بابتسامة :
- أرجوا لك التوفيق..

....

أوقف سيارته قريبا من منزلها، كان الحي الذي تسكن فيه متوسط الحال مائل للغنى...ولكن لم يكن برفاهية حيهم الذي يسكنون فيه...
ترجل من سيارته الفارهة...مجبرا الفتيات اللاتي يمشين في الحي على التوقف و التحديق به...،فالهالة الجذابة التي تحيط به تجبر كل من يراه على التحديق به...!
توقف أمام باب منزلها و رن الجرس بعد أن تنفس الصعداء ليهدئ ضربات قلبه المتوترة..
فتح الباب و ظهرت سيدة تبدو في نهاية عقدها الثالث..
علم أنها والدتها من تشابههما!
ابتسم و حياها بأدب :
-مرحبا سيدتي..،كيف حالك؟
والدة ليديا باستغراب :
- مرحبا..!،المعذرة ولكن من أنت ؟!
يوجي بابتسامة:
- أنا صديق لليديا..هل هي موجودة ؟
أشرق وجه والدتها ما إن سمعت ذلك..
قالت و الفرح يبدو في صوتها :
- آوه أنا آسفة لم أكن اعلم انك صديق لها !
أردفت وهي تبتعد عن الباب :
- تفضل بالدخول .
دخل و هو متوتر قليلا.. ثم ابتسم وفكر بأنها سيدة لطيفة..
جلس في غرفة الضيوف منتظرا ليديا بعد أن أخبرته والدتها أنها ستذهب لمناداتها..


فتحت باب غرفتها بعد أن طرقت الباب لترى ليديا تجلس على مكتبها وتتأمل صورتها مع بيلا و الفتيان بعينين دامعتين...!
شعرت بالحزن عليها و اليأس..فهي هكذا منذ اختفاء بيلا،!تقدمت منها بهدوء و احتضنتها من أكتافها برفق و حنان..شعرت بها ليديا و التفتت لها بهدوء..
قالت والدتها بحنان :
- هذا يكفي..ليديا!
لم ترد عليها و اكتفت بدفن وجهها في صدرها دون أن ترى والدتها دموعها التي انهمرت..!
بعد وقت قصير قالت لها والدتها محاولة تلطيف الجو :
- هنالك ضيف لك يا عزيزتي..وهو شاب وسيم للغاية..!
وغمزت لها بمرح..
ابتعدت ليديا عن والدتها بـتفاجئ و هي تقول :
- ضيف لي؟!!
أومأت والدتها بابتسامة :
- أجل..
أردفت وهي تتجه نحو خزانتها لتخرج لها ملابس مناسبة:
- اذهبي الآن للاستحمام..و انزلي فورا !
ليديا بسرعة وهي ترى والدتها تخرج من عندها :
- مـ..مهلا أمي !!
لم تترك لها والدتها مجالا الرفض أو حتى الموافقة !!
اتجهت للحمام المرفق بغرفتها وهي تفكر بهوية الضيف..، ولم يخطر ببالها أنه يوجي.

وقف لحظة ولوج ليديا للغرفة وقد كانت ترتدي بنطال قصير سماوي بحمالات و قميص ابيض بشخابيط سماوية..و شعرها مجدّل إلى يسارها..
توقفت عن السير وهي مصدومة، فمن بين كل الناس كان هو !!
قالت بدهشة :
- يــوجــي !!
ابتسم لها و قال بمرح :
-مرحبا..لم أرك منذ مدة فقررت زيارتك.
صمتت ليديا فما زالت تحت تأثير الصدمة ، لم تكن تتوقع قدوم يوجي أبدا..!
وقفت والدة ليديا و قالت بابتسامة :
- حسنا إذا..لأترككم على إنفراد..
قال يوجي سريعا :
- لا لا بأس..!
ضحكت و قالت بغمزه:
- لابد أنكم تريدون الحديث في أمور خاصة لا دخل لي فيها..
ليديا بسرعة و قد أحمر وجهها :
- أمــــي !!!
ضحكت و خرجت من الغرفة..وقفت عند الباب وهي تتأمل يوجي و ليديا بابتسامة..
قالت وهي تسير ناحية المطبخ : آمل أن يستطيع إرجاعها لليديا القديمة!

كانت تنظر لقدمها بارتباك من نظراته ، بدءا من وسامته التي تربكها، و من حضوره المفاجئ في وقت لم تتوقعه البتة !!
باغتها صوته الهادئ الذي لم تعتده:
- كيف حالك الآن؟
إمتلئت عينيها بالدموع ولكن رفعت رأسها و ابتسمت قائلة :
- أنا بخير..
طرف بعينيه و أشاح بوجهه كي لا يرى دموعها:
-حقا ؟!
أومأت برأسها و هي تخفضه :
- أجل..
التفت لها و قال بمرح مفاجئ:
-إذا اثبتي لي ذلك..!
ليديا بتفاجئ :
- ماذا ؟!!
ابتسم ابتسامة واسعة:
- لقد قلت أثبتي لي انك بخير حقا !
ليديا بارتباك :
-كـ..كيف؟!
يوجي بذات الابتسامة :
- أخرجــي مـعـي !!
استغرق طلبه وقتا حتى تستوعبه بالكامل...
ليديا ببلاهة ووجهها قد احمر بالكامل :
- هاه !
لم ينتظر إجابتها و لا حتى رأيها بطلبه، وقف و سحب يدها و سار بسرعة وهي تتخبط في السير من سرعته..
دخلت والدة ليديا بالضيافة للغرفة، و استغربت عندما وجدتها فارغة وليس هنالك أثر لكل من ليديا و يوجي !!
قالت بتفكير:
- أين ذهبا يا ترى!!
ثم ابتسمت:
-ربما خرجا لمكان ما، هذا جيد لليديا فهي لم تخرج منذ مدة..

...
-مـ..مـهلا!
توقف عن السير عندما سحبت يدها من يده و هي تخبره بالتمهل..
قال ببراءة:
-ماذا هناك ؟!
ضمت يديها لصدرها ووجها محمر من إمساكه ليدها..ومن المشاعر الغريبة التي تشعر بها..
تقدمها عندما لم تنطق بشيء، وتبعته مستغربة من نفسها أنها لم تمانع الذهاب معه وهي التي كانت تمارس إضراباً على الخروج من غرفتها حتى..!
توقفت أمام سيارته و هي مندهشة، فهي لم تكن تعلم أنه يملك سيارة أساسا !
فتح لها الباب بابتسامة:
-تفضلي أيتها الأميرة..!
تقدمت منه ضاحكة بخجل من اللقب الذي أطلقه عليها..بينما هو ابتسم برضي أنه أستطاع إظهار ابتسامتها الأولى..
سألها بعد أن صعد بجانبها :
-إلى أين تريدين الذهاب ؟
أجابته بخجل و هي تشيح بوجهها للنافذة:
- لا أعلم..فقد سحبتني فجأة!..،ثم الست صاحب هذه النزهة ؟!
يوجي بضحكة :
- هذا صحيح..
قالت بهمس مسموع:
- هذا غير مألوف..!
التفت لها و قال باستغراب:
- ما الذي "غير مألوف" ؟!
التفتت له و هي ترفع حاجبيها:
- طالب في المرحلة الثانوية و يمتلك سيارة خاصة..! هذا بالتأكيد شيء غير مألوف !!
ابتسم و أعاد نظره للطريق :
- بالنسبة لك..
أشاحت بوجهها مجددا و لم تقل شيئا..ثم مجبرة التفتت له مجددا و بقيت تسترق النظر له بحذر كي لا يراها و تقع في موقف محرج..!
- لقد وصلنا..
هتافه المفاجئ جعلها تجفل..ثم انتبهت على المكان الذي ذهبوا إليه..وكان مطعم إيطالي !
سألها بابتسامة :
- هل أعجبك المكان ؟
ليديا بدهشة :
-هل علمت أنني أحب الطعام الإيطالي ؟!
أجابها وهو ينزل من السيارة:
- إذا لقد أصبت في تخميني..
قالت باستغراب و هي تنزل :
- تخمين ؟
و هو يشدها و يتجه نحو المطعم :
- أجل..
استغربت عندما رحب موظف الاستقبال بيوجي بحرارة و كأنه يعرفه من قبل !..ثم أرشدهم بعد ذلك إلى الطابق الثاني حيث كانت طاولة بجوار الجدار الزجاجي المطل على أرقى الأحياء بانتظارهم..
أتى بعد ذلك النادل ليأخذ طلباتهم و بدا أن يوجي معروف في المطعم إذ أن النادل رحب به أيضا..
تسائلت ليديا بعد أن ذهب النادل :
- يبدو أنك تحظى بشعبية هنا !
أجابها بابتسامة :
- أجل ، فأنا غالبا ما آتي إلى هنا برفقة يوهي أو بمفردي..
ثم أردف بمرح :
-أتعلمين ؟، يقال أن الشقراوات دائما ما يحببن الطعام الإيطالي..!
ليديا بنصف عين :
- أنت من أخترع هذه المقولة اليس كذلك ؟
يوجي بابتسامة مرحة أصدرت صوتاً :
- لقد أصبتي..!
أطلقت ضحكة خفيفة :
- يا الهي..!
ابتسم ثم بدأو بتبادل أطراف الحديث بمرح من جهة ليديا و فرح و راحة من جهة يوجي لاستطاعته تغيير مزاج ليديا الحزين ، ثم تذكر شيئا..
يوجي بتفكير :
- هنالك سؤال حيرني قليلا بشأنك..!
ليديا باستغراب :
-سؤال عني؟!
أومأ برأسه و عندما هم بالكلام أتى النادل بالطلبات فصمتوا حتى يذهب، و ليديا تتحرق شوقا لمعرفة السؤال الذي حيره بشأنها..!
انتهى النادل من التحضير وانحنى لهم ثم ذهب..
قالت بسرعة :
- إذا..ما هو السؤال ؟
ابتسم لحماسها و قال :
-في الحقيقة إنه يتعلق باسمك..
ليديا باستغراب :
- اسمي ؟!
يوجي:
- أجل ، فمن الغريب أن يكون اسم فتاة يابانية أجنبيا هكذا
تذكر شيئا :
على ذكر ذلك بيلا تملك اسما أجنبيا أيضا !
ابتسمت ليديا و تساءل يوجي عن سبب ابتسامتها.
قالت بابتسامة :
-هذا لأنه الاسم الذي لطالما أغرمت أمي به ، فأمي من عشاق الطراز الأجنبي بالإضافة إلى أن جدتي بريطانية الجنسية، وقد ورثت منها شعري الأشقر..
طرف بعينيه ثم قال بتفاجئ :
- هذا مفاجئ حقا !، لم أكن أتوقع أن تكون بك عروق بريطانية !
-ليديا بتعجب :
-حقا! ،أظنه أمرا عاديا..
يوجي :
-ربما..، وماذا عن بيلا ؟
أطرقت رأسها و ندم على أنه سألها ، فهو قد أخرجها ليرفه عنها وينسيها الأمر..وها هو يعود لتذكيرها..!
-ابتسمت ليديا عند رؤية وجهه النادم و قالت لتخفف عنه :
- لا بأس حقا..، إن اسم بيلا لا أحد يعلم من سماها به..ربما يكونون والديها إذ أن السيدة جيسيكا وجدتها عند باب الميتم و معها ورقة مكتوب عليها اسمها ، هذا ما أخبرتني به بيلا.
يوجي بتفكير :
- هذا يوضح الأمر..
أسندت ليديا رأسها على يديها و قالت :
- حسنا..وأنا أيضا لدي سؤال لك..
رفع حاجبيه باستغراب ثم ابتسم :
- و ما هو ؟
قالت بابتسامة :
- سؤالي هو بخصوصك أنت و يوهي..، كيف يمكن لكما العيش في ذلك المنزل بل وذلك الحي بكبره..بالإضافة ألى السيارة التي تملكها..؟
اتخذ نفس وضعيتها و رد عليها:
- بخصوص المنزل و الحي ..فهذا شيء طبيعي اعتدنا أنا و يوهي عليه منذ صغرنا بما أننا من عائلة شيراكين العريقة..
قالت بصدمة :
- شيراكين..؟، إذا أنت سيد صغيـر!!!
تغيرت ملامح وجهه قليلا :
- يمكنك قول ذلك ، إلا أنني أكره ذلك..
قالها بهمس فلم تسمعه ، تآوهت بصدمة ثم تذكرت شيئا :
-و ماذا عن تاكومي ؟
تنهد يوجي :
- تاكومي أيضا من عائلة غنية جدا ..ولكن لا نعلم عنها شيئا..فنحن لم نحصل على صداقته إلى في الصف الثامن ، ولا تعلمين كم كان صعبا ذلك..، كان بارد الطبع، لا مبالي !..، نفس حاله هذه الأيام.
قالت بتفاجئ:
- أكان كذلك حقا!!
أومأ برأسه بيأس ثم قال بابتسامة :
- ألا تريدين تناول الطعام؟
تذكرت ليديا الطعام و قالت بسرعة :
- بلى..
يوجي و هو يمسك ملعقته :
- إذا لنأكل الآن..فالطعام هنا لا يقاوم.
بدآ بتناول الطعام بصمت تخلله بعض الأحاديث القصيرة المرحة..، وبعد انتهائهم دفع يوجي الحساب و خرجوا.
نظرت ليديا للسماء و قد تهيأ لها سماع صوت الرعد ، التفتت ليوجي :
- هل سمعت ذلك ؟
نظر لها بتعجب :
- سمعت ماذا ؟!
ابتسمت و هزت رأسها بالنفي :
- لا لا شيء
بادلها الابتسام باستغراب ثم اتجه برفقتها للسيارة و قال لها بعد ان استقرا بداخلها :
-إلى أين تريدين الذهاب الآن؟
تنهدت و هي تنظر إليه :
-لا اعلم..، ألا يخطر ببالك مكان ما ؟
فكر قليلا مصدرا صوتا يدل على ذلك ، ثم انتبه على لوحة كتب عليها السوق الشعبي ، ابتسم و اشار لها :
-ما رأيك بهذا ؟!
نظرت لما يشير إليه ثم ابتسمت بحماس :
- فكرة رائعة ، لنذهب إليه !!
سلك طريق السوق و ركن السيارة في موقف ما ، ترجلت ليديا بسرعة ما إن توقفوا يتبعها يوجي بحماس كالأطفال..!
- رائـــــع!!!
صرخت ليديا بحماس و هي ترى الأجواء المفعمة بالحيوية ، حيث انتشرت المحلات على طول الطريق بصورة منتظمة و كان السوق مزدحما فعلا..، لم يستطع يوجي سوى إتباعها طوال الوقت و هو يضحك عليها ، فقد بدت كالأطفال تماما و بالطبع لم يمنع نفسه من مشاركتها بذلك ، فكانا يتنقلان من محل إلى آخر إلى أن استوقفهم صوت بائع المثلجات ..
هتفت ليديا بسعادة :
- مثلجات..!
التفت يوجي لها ثم نظر للبائع وقال لها :
- هل تريدين ؟
أومأت برأسها بحماس فذهب ليشتري لهما أما هي فقد لفت انتباهها كشك يبيع الأساور بالقرب منها ، أرادت الذهاب إليه و لكن تذكرت يوجي فاتجهت له ووجدته يدفع الحساب..، ناولها المثلجات خاصتها فالتقطته بابتسامة خفق قلبه لها .
قالت بعد أن انتهت من تناول مثلجاتها :
- يوجي؟
اصدر صوتا يدل على انه يستمع إليها ، فقالت و هي تشير لكشك الأساور :
-ما رأيك أن نذهب لذلك الكشك....
قاطعها صوت الرعد العالي مفزعا إياها مما جعلها تجلس القرفصاء و هي تضع يديها على أذنيها بفزع ،
انخفض يوجي لمستواها بخوف و هو يسألها ما إن كانت بخير ، و لكنها بدت فزعة للغاية حتى أنها لم تبعد يديها و تضغط على أذنيها بشدة..! ، علم يوجي وقتها أنها تخاف الرعد بشدة و الأغلب أنها مصابة بالفوبيا، لم يعرف ماذا عليه أن يفعل فالناس قد ذهبوا ليجدوا لهم ملجئ بالفعل من المطر الذي بدأ بالتساقط مباشرة بعد صوت الرعد..!
تردد في فعل ذلك و لكن ليس هنالك خيار أخر ، ادخل يديه تحت إبطيها و رفعها لتقف بتوازن ..و أصبحت قريبة منه جدا لدرجة انه استطاع الشعور بأنفاسها السريعة ، شعر بالتوتر ولكن تمالك نفسه و حاول أن يجعلها تسير معه نحو السيارة و التي كانت –من حسن الحظ- قريبة من موقعهم..
تنهد بعد أن استقرا داخل السيارة و نظر إلى ليديا التي هدئت ما إن ركبت السيارة و ابتعدت عن الأجواء الماطرة ، انتبهت لنظرات يوجي و أحمرت خجلا بسببها ، فهي لا تصدق أنها فزعت أمامه بتلك الطريقة المثيرة للشفقة..!
-"آووه يا لي من غبية !!، كان يجب أن أتمالك نفسي أمامه.. لا أن افزع كطفلة !"
وبخت نفسها بخجل ثم تذكرت قربها منه ليزداد وجهها حمرة ، أوقف تأنيبها لنفسها صوت ضحك خافت صدر من يوجي..، التفتت له باستغراب لتجده يحاول كتم ضحكته ..!
عبست بلطف و اعتقدت أنه يضحك عليها لخوفها الطفولي ، و لكن يوجي كان يضحك على وجهها ..
يوجي بضحكة :
- أنظري لوجهك ليديا ..!
نظرت له باستغراب ثم أخذت تنظر لوجهها بالمرآة لتجده احمر بالكامل و كأن احد ما لون وجهها بالطلاء كما تقول لها بيلا دوما..!!
شاركته بالضحك عندما تذكرت بيلا و هي تقول لها ذلك عندما يحمر وجهها خجلا ، التفتت ليوجي ووجدته ينظر لها بابتسامة ، فقالت لتبدد الجو الثقيل بينهم :
- أتعلم ..بيلا تقول لي دائما عندما يحمر وجهي ، "كأن أحد لطخ وجهك بالطلاء..!"
انفجر يوجي بالضحك قائلا :
- يالها من طريقة تعبير..!
ليديا بحنين :
- حقا..، لقد كانت مميزة بالفعل..
اسند يوجي رأسه لرأس المقعد بهدوء :
-ما خطب طريقة التحدث هذه؟!
نظرت له بتعجب ليقول بهدوء :
- أنتي تتحدثين عنها و كأنها غادرت بلا عودة!
أردف بعد أن رأى نظرات الصدمة في وجهها و هو يقترب منها و بثقة : بيلا ستعود ، غدا أو بعد شهر أو بعد سنة حتى ، و لكنها ستعود ..! ، أنا أثق بهذا.
لا تعلم لما ، بالرغم من أن والدتها و عائلتها استمروا بأخبارها بذلك ..و لكن بدت كلمات يوجي لها وكأنها بصيص الأمل الذي بدأ يختفي في داخلها بخصوص عودة صديقتها ..!
أومأت بابتسامة يتخللها الدموع :
- أجل..أنا أيضا أثق بعودتها..، بعد شهر أو سنة..أنا سأظل أنتظر عودتها بالتأكيد..!
ابتسامة يوجي في وجهها كانت مثل النسيم الدافئ لها ، إنها تعلم أن انتظارها لبيلا سيكون فيه الكثير من الدموع و الحزن..، ولكنها ستكون بخير !، بما أن يوجي بجانبها هي بالتأكيد ستكون بخير..
غير يوجي الموضوع بعد رؤية دموعها :
- إذا هل نعود أم ننتظر انتهاء المطر و نكمل؟
نظرت للخارج مفكرة: يبدو أن المطر لن يتوقف بالفعل فهلا عدنا؟
تمتم و يسلك طريق العودة:
-يبدو ذلك..
كان يشعر بالغضب من الجو البغيض كما أسماه ، فقد كان يخطط لأن يجعلها سعيدة طول اليوم ، حسنا هو استطاع بالفعل إسعادها و لكن انتهى اليوم و هو لم يفعل لها أشياء كان يخطط لها لإسعادها..!
وصلا إلى الحي الذي تسكن به وتوقف السيارة أمام منزلها..، استدارت له عندما لم يقل شيئا، فوجدت يدير رأسه باتجاه النافذة..، ضنت أنه غاضب بسببها لعودتهم..
أحزنتها هذه الفكرة فقامت بدون تفكير بلمس يده و همست :
- يوجي..!
التفت لها بتفاجئ و ضربات قلبه قد ازدادت بمجرد لمسها ليده..!، قالت بخفوت و عينان حزينتان :
- أنا آسفة !
رفع حاجبيه بتعجب ثم فهم قصدها عندما أكملت :
- آسفة لأنني أفسدت النزهة و عدنا بسببي..!
لانت ملامحه و ابتسم بدفء ثم قلب يديها لتصبح أسيرة يديه رفعت عينيها تنظر لوجهه..!
قال بدفء :
- لا تقولي ذلك..، لقد كانت أجمل نزهة حظيت بها على الإطلاق..ثم انك لو لم تقولي ذلك لقلته أنا -غمز لها بمرح- ليس من تصرفات الرجل النبيل ترك الفتاة تبتل بالمطر.
ابتسمت له و قالت بمرح:
- شكرا لك يوجي...إنك صديق رائع.
احمرت وجنتاه و التفت للجهة الأخرى بارتباك...ابتسمت ثم مدت يدها الباب لتفتحه ، التفت عندما سمع صوتها :
- إلى اللقاء..يوجي.
قال بسرعة :
-مهلا!
نظرت باستغراب بينما ابتسم و امسك إحدى يديها طابعا قبلة عليها...رفع وجهه لليديا المحمر وجهها بشدة..
قال بأبتسامة جذابة :
-أوصلي تحياتي إلى والدتك..
أومأت فقط بارتباك و هي تشعر بمشاعر غريبة في داخلها..، نزلت بعد أن أفلت يديها و ركضت نحو منزلها ثم التفتت عندما توقفت إمام الباب و لوحت له بيديها ثم دخلت..
ابتسم عندما رأى تلويحها ثم حرك سيارته و سلك طريق البيت و هو يشعر بسعادة لأول مرة يشعر بها..
أسندت نفسها على الباب بعد إغلاقه،..ضمت يديها إلى صدرها و هي ما زالت تشعر بدفء يديه عليها..ابتسمت و هي تشعر بالسعادة عادت إليها بعد أن فارقتها باختفاء بيلا..
....


تبادل كلً من بيلا و كاين النظرات باستغراب ثم أعادوا النظر لكانا التي تجلس على طاولة الطعام بشرود..
همست بيلا لـ كاين :
- هذا هو حالها منذ عودتنا من البلدة..!، ترى ما بها؟!
بادلها الهمس باستغراب :
- لا اعلم حقا..!!
هزت رأسها بعدم ارتياح و عاودت النظر لكانا التي تلعب بالملعقة بشرود و هي تشعر أن سبب شرودها متعلق بذلك المدعو بـ جيرارد ، فهي بالطبع لم تنسى تبادل النظرات الغريب بينه هو و كانا ..! ، ولكنها لم تنبس بكلمة لكاين لشعورها بخصوصية ذلك ، و لربما لم تكن كانا لترغب بمعرفة كاين بذلك !
نهضت كانا فجأة مما جعل الاثنان ينظرون لها باستغراب ، أخذت طبقها الذي لم تذق منه إلى القليل و اتجهت للمغسلة لغسله و لكن صوت بيلا قاطعها..
بيلا بسرعة :
- لا بأس كانا !، ضعيه هنالك فقط و سأقوم أنا بغسله .
ابتسمت لها فردت لها الابتسامة و أومأت شاكرة :
- شكرا لك بيلا .
ثم اتجهت للدرج متجهة للأعلى تلاحقها نظرات الثنائي بريب ، فابتسامتها بدت و كان صاحبتها ليست في هذا العالم ..!
قال كاين بنفاذ صبر :
- بيلا ، بحق الله ما الذي حدث لكانا ؟!
بيلا بارتباك :
-و ما أدراني أنا ؟!
كاين بنصف عين :
- لقد كنت معها عندما ذهبتن للبلدة ، و هي أصبحت هكذا بعد عودتها من البلدة ، إذن حصل شيء ما هناك أدى لأن تصبح كانا بهذه الحالة ، و أنتي تعلمين ما هو بما انك كنت معها و ترفضين إخباري ، أليس كذلك؟
أصيبت بالصداع بعد هذه الجملة الطويلة ، و نظرات كاين تدل على أنها ستذهب للجحيم فورا إن رفضت إخباره أو كذبت عليه.. !
تنهدت وقالت باستسلام :
- حسنا حسنا سأخبرك ، و لكن لا تخبر كانا بذلك..!
أخبرته بلقائهم بذلك القائد جيرارد ، و لكن اخفت تبادل النظرات بينهم و قالت أنهم فقط التقوه بينما سكان البلدة يستقبلونه و أن ذلك القائد بدا و كأنه يعرف كانا معرفة سابقة ..!
بيلا و هي تتنهد :
- و هذا كل ما حصل..
استغربت عندما لم تسمع أي صوت من كاين فرفعت رأسها لتفاجأ بوجه كاين المصدوم ، شعرت بالقلق و سألته عن ما أصابه فجأة ، فكان رده أن تمتم بشيء ما لم تسمعه بوضوح..!
كاين بشرود :
-اذا لقد تقابلا بالفعل..
بيلا باستغراب :
- تقابلا ؟! ، اتقصد كانا و ذلك الرجل؟
أردفت بهمس :
- اذا هما يعرفان بعضهما كما توقعت..!
كاين :
- أجل
ترددت في السؤال و لكنها تشعر بالفضول و القلق لحالة كانا الغير مألوفة لهما ، فاستجمعت قواها و قامت بسؤال كاين كما يختلج خاطرها..
بيلا بتردد:
-كاين..، هل يمكنك إخباري عن نوع العلاقة بين هذان الاثنان ؟!
كاين بلا مبالاة :
- لا باس ، فهي ليست سرية على اية حال..
و أردف بسرعة و صراحة اجفلتها :
-كانا و جيرارد أصدقاء طفولة..إذ أن جيرارد عندما كان طفلا كان يأتي لهذا المكان كثيرا للتدرب ، و لكن بما انه من عائلة نبيلة ذات قوة خارقة بالفطرة ، توجب عليه مسؤوليات حتى و هو طفل ، استمرا معا حتى بلغت كانا سن السادسة عشر و هو الثامنة عشر..ووقتها...
صمت قليلا مما أثار حماس و فضول بيلا و قبل أن تسأله عما حدث أكمل..
كاين بتنهيدة :
- ووقتها أمر والد جيرارد ابنه بأن يلتحق بالجيش الملكي ، جيرارد لم يكن ؟!يمانع حقا فهو حلمه على أية حال ، ولكن ما كان يمنعه هو كانا ، هو لن يتركها فهو وعدها عند وفاة والدينا بان يضل بجانبها للابد ...هذا ما أخبرتني به كانا و هي تبكي في ذلك اليوم ، اضطر بعدها بمدة إلى ترك البلدة و الانتقال إلى العاصمة حيث يقبع قصر الحكم الرئيسي و مركز التدريب ، و من بعدها انقطعت أخباره تماما ..و باليوم كان لقائهما الأول بعد سنوات..
همست بيلا بحزن : ذلك ما حدث إذا..
وقف كاين :
-على أية حال..لقد مر على ذلك سنوات ، كل من كانا و جيرارد يجب أن يتخطيا الأمر..فجيرارد قد حقق حلمه كما يبدو و كانا استطاعت المضي بحياتها ..
ثم ذهب تاركا بيلا في دوامة من الأفكار اللا متناهية ، و كلها تدور حول الثنائي "كانا و جيرارد"
وقفت أمام المغسلة تغسل الأطباق و هي غارقة في أفكارها..
-"كانا المسكينة..لقد كانت تحمل كل هذا في داخلها ولا تظهر ذلك أبدا ، و جيرارد أيضا..يبدو أنه يحبها كثيرا و ذلك واضح من نظراته اليوم ، لقد كانت مليئة.. بالشوق و الحب! ، ألا يمكنني مساعدتهما يا ترى ؟! ، يجب أن تكون هنالك طريقة ما لمساعدتهما ..و سأفعلها بالتأكيد..!"
ضربت طرف المغسلة بانفعال ثم ابتسمت على أفكارها ..
تقلبت على سريرها للمرة العاشرة بعدم ارتياح و هي تحاول إبعاده عن تفكيرها ، ضربت رأسها بالوسادة عندما لم تنجح في إبعاده و صرخت بانفعال :
- اخرج من رأسي ..جيرارد الأحمق !!
انقلبت على بطنها و دفنت وجهها بالوسادة و هي تهمس بألم :
- لماذا عدت ؟ ، لقد كنت سعيدة و مرتاحة في حياتي..لقد نجحت في تخطي مرحلة تألمي من رحيلك أخيرا..فلماذا عدت الآن ؟!
بدأت دموعها بالانهمار دون أن تعي ذلك و هي تتذكر جميع لحظاتهما السعيدة معا حتى ذلك اليوم المشئوم...اليوم الذي كان بداية عذابها و تألمها الصامت للأبد.

....

-أنت تعلم أنه حان الوقت لتعود ، أليس كذلك ؟
اخفض رأسه البلاتيني و علت عينيه نظرة لا يُفهم معناها :
-اجل
عاود الصوت الغليظ بالظهور من تلك البلورة الزجاجية :
- يجب أن تكون في "آيسكانتاس" في أقرب وقت من الآن ، أسمعتني آيروس ؟!
تمتم آيروس و هو يقف و قد احتل الظلم نصف وجهه و لا تظهر سوى عيناه الزمردية اللامعة :
-لا تقلق جدي ، فأنا قد خططت للقدوم لـ"آيسكانتاس" مسبقا بالفعل ..!
أردف بابتسامة مائلة بسخرية :
-فكما تعلم ..تنتظرني فريسة .
قهقه صاحب الصوت الغليظ بخبث و الذي لم يكن سوى "زيريف" :
-هذا هو حفيدي الذي اعرفه ..! ، إنني اعتمد عليك في القضاء على ابنة فاريوس البائسة تلك .
و كأن جده قد جدد غضبه و حقده بـنطقه لذلك الاسم ، فقبض على يديه بشدة و قال بامتعاض :
-أرِح بالك جدي ، فنهاية سليلة تلك العائلة ستكون على يدي بلا شك .
ابتسم من الجهة الأخرى بخبث و كره :
-إنني أنتظر ذلك.
اختفت البلورة الزجاجية ما إن انتهى الاتصال لتصبح كرة صغيرة بحجم القرط ، مد يديه ليلتقطها و يضعها على أذنه و كأنها قرط دموي اللون ..
تمدد على سريره الوثير في وسط غرفته الواسعة المظلمة و قد بلغ به التعب حده ، فأجراء اتصال عبر العوالم يستنزف من قوته بالرغم من أنه عادتا لا يفعل ، و لكن وجوده في عالم لا سحر فيه قد أضعف من قوته..!
همس و هو يحدق في السقف بابتسامة مائلة :
-يبدو أنه تنتظرني الكثير من المتعة في إيدولايس ..!
أغمض عينيه و تنهد ، و قد بدا في تلك اللحظة...حزيناً .


..نــــهاية البــــارت..[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________

مدونتي الشخصية ~
Arya's fiction
رد مع اقتباس