عرض مشاركة واحدة
  #345  
قديم 08-05-2014, 05:33 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/04_04_14139664549494313.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.
.
.
.
بعدك ألم..قربك قسوة ..
وانا بينهما احترق بنار حبك
حملت أشواقي بقلب ينوحُ ارحل بعيداً..
متوهماً إن الراحة سوف تسود..
ناسياً عما يعتمل بخافقي..
متحاملاً على سعادتي لأجلها..
فجمعت حقيبة العشق ووضبتها..
سافرت لأقصى الأماكن كي لا أرى طيفها..
فتذكرت بعد أرق الليالي..
إن راحةً بدونها لن تطالني..
فدعيت ربي أن أراها..
فما عدت استطيع التظاهر بعدم حبها..
فهل استطيع الاعتراف بخاطري..
دون أن تتساقط أوراق عمري بلا جورية حياتي..
..
.
.
صباحاً..انكلترا..
يوم الزفاف..!
وقف أمام نافذة غرفته المطلة على حديقة بينما فكره ساهٍ بما سمعه من مليكته..هو لحد الآن غير مصدق أنها حية تتنفس بل وتتبسم هامسة له احبك..لقد بات مدمناً عليها..لقد عادت له وهذا يعني إن القدر أعطاه فرصة آخري لتعويض ما سبق..فكر بألم وحزن:أنا حقا متألم لأجل لارا ..سيكون عليها شرح الأسباب للجميع ومعناه ذكر ادوارد وهذا سيفطر قلب جوري..ويجعلها تكرهه..
عادت ذاكرته إلى يوم لقاءه بمليكته وتمشيهما في الشاطئ..
"" بعد تلك اللحظات العاصفة..ذهبا للبحر الذي ارتفعت أمواجه وزمجرت مياهه..الرياح عصفت والشمس سطعت بأشعتها الحارقة متحدية الجميع بأن يجلبوا من يضاهيها كرامةً وحناناً..سقطت أشعتها على شعر لارا فلمع بشدة...سارا جنباً إلى جنب متشابكي الأيدي..على رمال الشاطئ الحارقة..تكلم ليون متسائلاً:حبيبتي لِمَ زيفتِ موتك..؟! وكيف فعلتِ ذلك وبمساعدة من..؟!
ابتسمت لارا للفظة حبيبتي ثم أبتأست ملامحها لسماعها الباقي من كلامه..تنهدت تنهيدة طويلة ثم فتحت فمها لتقص عليه القصة:..اولا عدني ان لا تغضب على ادوارد.
رماها بنظرة متسائلة عما دخل ادوارد بالأمر لكنه نطق بصدق:حسنا اعدك فقط تكلمي..
بدأت تسرد ما دفعها لتزييف موتها بصوت حزين متهدج من الألم:" بعد أن اصابتني تلك الطلقة ودخلت بغيبوبة..استيقظت بعد الحادثة بيوم فقط لكني اخبرت الطبيب ان لا يعلمكم باستيقاظي..فقط ادوارد الوحيد الذي اخبره الطبيب..حين دخل علي وتحمد لي السلامة..اخبرته اني لا أريد لأحد ان يعلم بأمر استيقاظي..فسألني لما ذلك..؟! فأخبرته يومها أن من اراد ان يتزوج مني سيسارع للأنتقام بسبب هروبي واحراجه امام الناس..اضافة للجماعة التي صوبتني إن علمت ستعاود الكرة وربما سيتأذى ليون وحتى جوري وهذا ما لا احتمله..فسألني عما أريد ان افعل فأجبته بأني انوي جعل الطبيب يخبركم اني قد مُت إي تزييف موتي لكي لا يطالكم شيء..وحين ارى الاوضاع ليست خطرة اعود لكم..حينها اخبرني ادوارد بأنه سيتكفل بموضوع من كدت اتزوج به..لأنه منافسه في السوق وسيحطمه..! تركت له التكفل بالأمر وقد جعلته يُقسم على ان لا يخبرك او يخبر جوري لأن ذلك سيفسد الخطة..
زفرت الهواء ببطئ ووقفت امامه تضع يدها على كتفه وهو ينظر لها غير مصدق لما تقوله:" لقد كنت اتعذب وأنا اراك امامي دون ان استطيع لمسك وألقاء نفسي بين احضانك..
رايتك انت وجوري وما حدث بمراسم التعزية دمرتني..لكن واخيرا استطعت ان اكشف لك عن وجودي..
تنهدت وسكتت تاركة له المجال لكي يستوعب ما اخبرته به...تكلم اخيرا بهدوء وشك:"لكن كيف استطعت ان تزيفي موتك..لقد شاهدت بإم عيني جسدك وهو يُرمى بالتراب..؟!
قالت بضيق ووجوم وقد ازعجها تذكرها لذلك اليوم:"اتذكر ذاك الغطاء الخشن الذي احاط بوجهي..كان يخفي ملامحي المتوردة بفعل الدواء الذي شربته..! لقد اجبر ادوارد الطبيب على الكذب ومنع الجميع من نزعه عني..!
أومأ برأسه وصمت لعشرة دقائق احست بها لارا كالأعوام..تقدمت له ومدت يدها الأخرى لكي تحضنه:"ليون حبيبي هل سامحتني لأخفاء الامر عليك..؟!
رفع يديه واحاطها شادا اياها قرب قلبه بينما طبعت شفتاه قبلة على شعرها الأشقر وهو يهمس بهيام واضح:انا حزين لأنك لم تخبريني..لكني فرح ايضا لأنك امامي لذا اكيد انني سامحتك يا غبية..
.
.
.
.
عاد الى واقعه بسبب دقة هاتفه المخصصة لجوري..تقدم للطاولة المجاورة للسرير ذو
الشراشف البيضاء..امسكه ثم وضعه على إذنه بعد ان تنهد داخله.:" صباح الخير
جوريتي..انا بخير عزيزتي..نعم صحيح لارا لم تمت وسنأتي الآن لرؤيتك
صغيرتي..جوري ارجوك عندما نأتي نشرح لكِ..زفر الهواء بضيق وقد أبتأست ملامحه
ووجمت:"جوري ارجوك اليوم زفاف اخيك وستلتقين بصديقتك بعد غياب فلما تبكين..
أجابته جوري بنبرات حزينة تُثير الشفقة وتترك في القلب جروح يصعب على الزمان
شفاءها ليست لقوتها وانما لضعفها ورقتها التي تذيب اقسى قلوب الرجال وتجعلهم
يتساقطون موتى له..:" ليون انا ابكي لأني سألقاه..بالكاد استطيع تحمل السيطرة على
اعصابي إن سمعت اسمه..لا أريد رؤيته لن احتمل..! انا..اُبتلعت الكلمات المتممة
لجملتها بسبب نوبة بكاء انتابتها لتتساقط دموعها اللؤلؤية على وجنتيها فتوهجت لتبدو بصورة ملائكية بحتة..اجتاحه حنان لفهمه من تقصد وعلى سبب بكائها وذبولها مذ عَلِمت عن قدوم ادوارد الى بلده..
قال لها بهدوء وتفهم اكبر من عمره:"طفلتي المدللة..اعلم انه من الصعب عليك ان
تلتقيه لكنك جوري الشامخة التي لم تسمح لأسمها ان يوحي للآخرين بالضعف والرقة
بل الكبرياء والكرامة..ألست من دافعت عن اخي بشراسة حين هاجموكم يوم اختطفوكِ
أنتِ وجاك..ألستِ انت من قلتِ دوماً انك تكرهين البكاء لأن الآخرين سيتخدموه
لأضعافك فما بالك الآن..؟!
توقفت عن البكاء لتجيبه بألم وضعف تسمح لأول مرة منذ سنتين بالظهور الى العلن
بعد ان كانت تطمه تحت كبرياء وكرامة الأنثى..:"ليون أنا أحبه وقد أضعفني
حبه..تحملت كل شيء منذ تزوجته لأني أجدت إخفاء مشاعري خادعة قلبي بأن وجوده
يكفي لكي لا يُجرح كبريائي..لكن طلاقه مني وغيابه كسراني جداً..ما عدت استطيع فقد
دمر إي إحساس داخلي,,ما عدت اشعر بجوري داخلي وانما مجرد خواء وفراغ تركه
هو..
رسم على شفتيه ابتسامة جميلة بينما يحدق بالحائط أمامه..ليردف كلماته
كأنه يعلم بأنها ستنطق تلك الكلمات المعذبة المتعطرة بشذى الحب المكتوم
والمستحيلكما قُيل يوماً في أسطرٍ قرأها ولم يظن يوما إن صغيرته ستعيش مثلها.:"جوريتي
الرائعة..داخلك ليس خواءاً بل أنت تتخيلينه..لن تتركيه يشمت بك حين يراك بل
قفي أمامه بشموخك الآسر وكبرياءك الذي يضاهي كبرياء الجبال حين تضربها الأمواج العاتية..! أنت جوري ويليامز لن تجعلي الحب يكسرك..!
انتبه لشهقاتها التي انخفض وتيرها فأبقى على ابتسامته بل زادت حين سمع كلامها
على الطرف الآخر من الهاتف والواضح انها تجاهد لبلع ما تبقى من دموعها وقد
أتسمت نبرة صوتها بالكبرياء المعتاد من جوري:" كل ما قلته صحيح ليون..لقد جعلتني
اصحى من وهم الضعف ذاك.أنا لن أترك الحب يكسرني ويجعلني أعيش في أحلام
يَستحيل حدوثها لأن ادوارد ذو قلب حجري ومن سابع المستحيلات أن يحبني..!
همس ليون داخله حين اكملت ما قالته بشجن وحزن على ادوارد:"بل هو يموت حباً بك
جوريتي ويفعل كل شيء لأجلك..فها هو الآن يقاسي ألم بعدك وعلقم الشوق لكِ فقط لأجل راحتك..!:"
بالكاد سيطر على لجام لسانه يمنعه من النطق بتلك الكلمات فسيفسد عهدا قطعه لأدوارد على عدم أخبار جوري بمشاعره..!
نادته جوري بريبة حين طال صمته:"ليون هل أنت معي..؟!
قال لها مخفياً بؤسه على من اعتبره صديقاً:" معك جوريتي لكني شردت في شخصٍ ما.!
ضحكت جوري بمرح وهي تقول بمكر أنثوي:" وهذا الشخص هو مالكة القلب..أليس
كذلك أيها العاشق..!
قهقه ليون بصوت عالي على ما قالته ليردف بوله فضح نفسه:"ومن غيرها تحتل
بالي..انا مجنون بها لحد الهذيان..مفتون بها لحد اللاشفاء...!
ومع كلماته فُتح الباب لتظهر لارا وقد تصادف دخولها مع قوله كلماته لتتضرج وجنتيها
خجلاً وقد أيقنت أنها المعنية بالكلام..بقي يحدق بأحمرارها غير منتبهاً لنفسه ولجوري
التي نادته..وعى على نفسه حين انتفض جسده بسبب صرخة جوري التي
أصمته..همس لها دون ان يرفع عينيه من عيني مليكته التي اخفضت رأسها حرجاً
حين رأت تحديقه بها:"أسف جوري لكن مليكتي هنا..سأراك عندما نأتي..اقفل الهاتف
وهو يسمع ضحكات جوري المستمتعة عليه وعلى حبه للارته..! تقدم ببطئ شديد كأنه
يريد اطالة التحديق بها وقد علت نغمات قلبه لتعزف سمفونية عشقٍ لشقراء الشعر
الواقفة امامه..وقف امامها ونادها بهمس :"لارتي..!
رفعت رأسها بصعوبة لتحدق في السهول المجتمعة في عينيه وقد أُضرمت النار بها
لتصبح كشعلتي شهاب محترق بسبب مشاعره.قالت بضعف حين راته يمد يده لخصلة
من شعرها ويقربها لأنفه يشمها ثم يدنيها لشفتيه يقبلها ببطئ وعينيه لم تتزحزح من سلطان زبرجديها..!
:"ليون ارجوك..!
اجابها وقد بدأ فاقدا لسيطرته التي كان يحكم عليها من الهروب من عقالها..:"يا قلب ليون وعيونه..يا مالكته وساحرته..لبيك
اخفضت رأسها بسرعة وقد بدأت انفاسها تتسارع وصدرها يعلو وينخفض بسبب دقات
قلبها..اقترب منها واضعاً يداً محتضناً خصرها بينما الآخرى حطت على ضهرها يضمها
لصدره وهو يهمس فوق شعرها بحب:"انا اعشقك يا مليكة الفؤاد..
دفنت رأسها في صدره تبادله حضنه الدافئ هامسة له بخجل وحمرة تصطبخ بها
وجنتيها:"وانا اتنفسك منذ كنت طفلة..لن ادعك تتركني أبداً..!
شدها اكثر ناسياً انهم واقفين عند باب غرفته المفتوح..غير واعي لنظرات والديه الماكرة
والضاحكة عليهما بينما قلوبهم قد ذاقت السعادة لرؤية فلذة كبدهم سعيداً يضم حبيبته الى صدره متناسياً كل شيء..
تعمدت والدة ليون بعد تركها لهم لعشرة دقائق ان تصدر صوتاً عالياً وهي تصعد الدرج
المؤدي لغرفة ليون..بلغت الدرجة الأخيرة لتراهم قد ابتعدوا عن بعضهم بسرعة..أبتسمت
بخبث لتقول بمكر:"هل انتهيتوا من بث اشواقكم لبعضكم البعض..؟!
توردت لارا وكادت ساقيها ان تخذلانها لولا استنادها على يدي ليون الذي وجه لأمه
نظرات مشتعلة..! رفعت والدته احدى حاجبيها بمكر بينما أرتسمت على وجهها
ابتسامة بريئة كانه تخبره" انا اقول ما شاهدته بعينيّ."
همس للارا التي ابقت رأسها للأسفل مطرقاً:"لا بأس حبيبتي..!
رفع رأسه سريعاً حين سمع كلمات والدته:"أستطيع القدوم لاحقا إن اردتما اكمال ما
كنتما تفعلانه وربما تنتقلان لمرحلة آخرى..!
قال بغضب ولارا تشد على يده اكثر بخجل:"أمي كفى ارجوك ستموت لارا من الخجل..!
اردف بعد أن هدأ:"ثم ما الذي جعلك تقاطعينا ..؟!
ضحكت والدته عليه مما جعل البسمة تُرسم على شفتي ليون ولارا..
قالت له بينما تغمز:"أردت الاطمئنان على لارا لأنها تأخرت عندك وقد ظننتك اكلتها
فأنت ذئب جائع جدا .واكملت قائلة بمرح:"لا تنسى يجب ان تذهب لبيت عمتك سارة لكي
ترى جوري حبيبتك وتساعدهم في أمور الزفاف..!
أومأ لها وهو يوجه الحديث للارا:"حبيبتي انزلي مع والدتي وسأوافيك بعد دقائق لنذهب
للمجنونة صديقتك..!
ابتسمت له بخجل فطري وتقدمت الى والدته تنزل الدرج...! حدق بمكانها وابتسامة سعيدة مرسومة على شفتيه:"اعشقك لارا ولن اجد لعشقك دواء..!
.
.
.
.

وصل ليون ولارا الى بيت جوري..وما إن رأتهما الاخيرة حتى اسرعت تجري الى صديقتها
تحضنها بقوة ودموعها تتسابق لتتهطل على وجنتيها الدافئتين..شدت ذراعيها حول جسم لارا
وهي تهمس بصوت مبحوح من البكاء والعاطفة:إياك ثم إياك ايتها الحمقاء أن تتركيني مرة
أخرى والا لن اتكلم معك للأبد..!
ضحكت لارا بخفوت وهي تبكي ايضا وبقيتا تحتضنان بعضهما البعض لمدة طويلة..!
تكلم ليون اخيرا بعد ان اصابه الملل من الدراما التي أمامه:"يا الهي كفى بالله
عليكنَّ..هيا اذهبن للتسوق يا حمقاوات..!
تركن بعضهن ثم نظرتا له نظرة غاضبة لتقول لارا ببعض المزاح:"حسنا لكن صدقني
ستندم لانك دفعتني للذهاب للتسوق..سأجعل الرجال اليوم يقتلونك من الغيرة..!
تنبهت حواس ليون لما قالته فقال من بين اسنانه والغيرة المجنونة تظهر:إياك
لارا..لا أريدك ان تكوني جميلة جداً..!
نظرت جوري له بأستخفاف كبير لتقول موجهة حديثها للارا:"ما من داع للتسوق
فقد جلبتُ لكِ فستاناً..اردفت بعد ان تقدمت لارا وهي تحثها على السير:"هيا لنكون
سيدات الحفلة ونجعل الشبان يصرخون من جمالنا.
تركنَّ ليون ورائهنّ يتنفس بصعوبة وحزن على حال صديقه ادوارد وماالذي
سيفعله حين يرى جوري وقد عَلِم إن جوري ستتجمل كثيرا لتبين له انها تخطته..!
.
.
.
.
صعدت الفتاتان لغرفة جوري ودخلتا لها..توجهت جوري لخزانة ملابسها واخذت
فستانين احدهما اسود والآخر أحمر ناري..وضعتهما على السرير وقالت:"اسمعي
لارا الاحمر لك والاخر لي..ادخلي للحمام واستحمي لكي نتجمل بعد ذلك..!
ابتسمت لها لارا وقالت بذكاء:"انت تريدين ان تكوني جميلة جداً لكي تقهري ادوارد صحيح..!
ضحكت جوري بمرح وقالت بكبرياء:"سأجعله يدرك ما خسره وبالطريقة الاكثر فعالية..
ثم تحركت لتقف خلف لارا وتدفعها لدخول الحمام مردفةً بمكر:"لكن الهدف الاهم
هو ان نلقن ليون درساً ونجعل الغيرة تنهشه نهشاً..
انفجرت لارا ضحكاً على مكر جوري وما قصدته أومأت لها برأسها ودخلت الحمام
ثم أغلقت بابه لتستحم..غافلة عن ملامح جوري التي تحولت للحزن والألم بينما
خرجت همسة من شفتيها المرتجفتين:"بل قولي سأقوم بالسير على قلبي لأجعله
يدرك ما خسره وما خسرته انا أيضاً..!
حركت رأسها نافضةُ افكارها وتقدمت من مرأتها لتحضر ادوات الزينة التي
ستستخدمها بالحفلة التي ستقام في حديقة المنزل بعد 4 ساعات تماماً..
.
.
.
.
الساعة 2 والنصف بعد الظهر
انكلترا..
تقدمت بفستانها الأحمر الناري الضيق الذي يبين تفاصيل جسمها ويحددها فبدت مثيرةً خاصة
والكريستالات البيضاء توزعت على القماش المحيط بصدرها بينما سطر منها صغيرة جدا
شكلت حزام على خصرها الرشيق..كان فستاناً قصيرا يصل الى فوق الركبتين بقليل وارتدت
حذاءاً احمر ذو كعب عالي..اما شعرها الاشقر فقد تركته مفتوحاً فأنساب على ظهرها وكتفيها
بشكل جميل فأظهر جمالها والذي زاده احمر الوجنتين الخفيف واحمر الشفاه الأحمر على
شفتيها بينما ظهرت عينيها الخضراوين بسبب الكحل والماسكار الخفيف..ولا ننسى الحلي فقد
اختارت قلادة بلون ابيض تنتهي سلسلتها بكريستالة تلمع وتبرق..وارتدت سواراً واقراطاً بنفس
التصميم..لقد كانت ملاكاً جاءت من عالم الاحلام إلى أرض الواقع..دارت الرقاب لرؤيتها
تتهادى بمشيتها وابتسامة حلوة على شفتيها وهي تتقدم حيث وقف الغاضب الوسيم مرتدياً
سترة سوداء وبنطال من نفس اللون بينما كان قميصه بلونٍ ابيض..غابت ابتسامتها حين
وصلت له فلاحظت الغضب الاحمر الموجود في عينيه الزبرجديين..همست بنبرة بدت مهزوزة
لأنها تكتم ضحكة بسبب حدوث ما اخبرتها به جوري حين كانت تضع عليها مساحيق
التجميل إن ليون سيغضب ويغار بشدة حين يراها وهذا ما حدث بالفعل..تفاجأت حين أمسك
معصمها بقوة شديدة جعلتها تصدر تأوهاً خفيفاً لتدرك انه يسحبها من الحديقة لداخل
البيت..همست له بحرج وهي ترى عيني والدته الماكرة :ليون كفى ارجوك الجميع ينظر إلينا..!
تمتم من بين شفتيه:"فقط أغلقي فمك والا أغلقته بنفسي وانت تعرفين كيف..!
تضرجت وجنتيها بالدماء من الخجل وتركته يقودها لحيث أراد..دخلا غرفة بعد أن صعدا الدرج
المؤدي للطابق الثاني..وما إن اغلق ليون الباب حتى دفعها عليه فأصبحت محاصرة بينه
وبين ليون..رفعت نظرها له لترى اشتعال عينيه لتهمس له متظاهرة بالغباء :"ما بك ليون لما أنت غاضب..؟!
رد لها همسها بصوت مشتعل العاطفة والغيرة المجنونة:"وتسأليني لما..ألم تري نظرات الرجال لك اثناء الحفل..؟!
تمتمت له بأبتسامة عاشقة:"انا لا أهتم سوى لنظرات شخص امتلك قلبي بشكل قاتل..شخص آسرني وما زال..!
انخفض غضبه بسبب ما قالته لكن الغيرة لم تتركه فقرب وجهه منها وذراعه تتسلل لتحيط
خصرها بتملك بينما الآخرى وضعها على ضهرها:"وهذا الشخص سيموت من شدة غيرته عليك
فلا تعاقبيه هكذا..!
قالت والخجل ظهر بصوتها:"هل ابدو جميلة..؟!
ضحك بلا إي مرح ليقول بصوت مبحوح وشيء من الغاضب بلل نبرته:"بل تبدين فاتنة فاتنتي..!
لم يترك لها مجالاً للرد إذ جذبها له بقسوة وغمر وجهه في شعرها الأشقر يستنشق رائحته
الأشبه برائحة الياسمين دافناً وجهها في صدره العريض..!
همست له قبل ان تدفن رأسها اكثر في صدره :"انا احبك واعشقك يا مالك قلبي..!
اجابها بصوت مرتعش:"وانا اموت حباً وعشقاً بك..!
.
.
.
.

لنترك العاشّقين وحدهما يغيبان في عالمهما الخاص حيث لم يعانيا تجاهل الحبيب
او اخفاء الحب..لم يجربا شعور الحرمان ممن يحبا وهما أمامهما..لم يعيشا غيرة
تنهش قلبهما نهشاً وهما يريان من يحبا امامهما يضحكون بسعادة مع غيرهم..!
مؤلم لا تفي ولا تشرح ما يشعر به من شعور..لا توجد كلمة أستطيع ان اصف ما
بداخله وهو يراقب من ملكته قلباً وقالباً تتهادى امامه بفستان بلون ليلة أرق برقت
بها النجوم بلون ذهبي يعيشها كل يوم مستحضراً صورتها وضحكتها..شعرها
الغجري الذي يتخيله يفترش وسادته مفتوح ينساب على كتفيها وظهرها..عيناها
السوداوتان اللتان سحرتاه فبات يتخيلهما في كل شخص..شفتيها بلون الكرز
ووجنتيها الحمراوين بلون الفراولة التي يتوق لتذوقهما..ساحرته وجوريته التي
آسرته بشذى شعرها ورقة مشاعرها بينما انغرزت اشواكها في قلبه واقفة امامه
تحادث شاباً ابيض ذو شعر اسود تتخله خصلات حمراء وعينيه لونهما بلون البحر
الذي تعشقه...ابتسامتها الملائكية التي رسمتها لجملة قالها الشاب الذي بدا عمره
بالثلاثين طعنته في الصميم..لقد تجاهلته حين دخل قبل نصف ساعة..لم تبدي
إي رد فعل لرؤيته بل بقت ملامحها جامدة كأنها نُحتت من حجر..لقد آلمه هذا
فهو الوحيد الذي يشرب علقم الشوق..هو وحده من يقاسي الانتظار ويضنيه
الحنين فيعاني سقم البعد عنها محاولا التحايل على القلب واضعا سعادتها نصب
عينيه متناسيا صراخ قلبه الهادر تحت اضلعه التي باتت تئن متفاجئة بسبب
نبض المحبوس بينها وقد تجددت به الحياة بعد ان انخمدت وظنته قد مات..!
تعالى وجيب القابع تحت صدره حين رآها تتعثر بسبب فستانها الطويل وكادت
قدميه تتحركان لها لولا إنهما تجمدتا كقلبه حين رأى الشاب يتلقفها بين ذراعيه
لتعتدل وتعطيه ابتسامة شكر وتدير رأسها لتتابع سيرها..أجفل من الكتف التي
وُضعت على ذراعه ليدير رأسه حين رأى ستيف يسانده بعينيه..همس له بصوت
مثخن بالألام:"أنا أتألم وانا اراها تعيش حياتها بصورة طبيعية بينما انا معلق بحبها
ورائحتها عالقة داخلي..انه عذاب !
لم يعرف ستيف كيف يخفف عن صديقه إذ لم توجد ابجدية تحتوي على كلمات
تستطيع مساندته فشدد من ضغطه على ذراعه كمؤازرة له..
تنهد ادوارد ثم ابتسم مخفيا ألامه متحليا بكبريائه العنيد الذي آبى ان يضعف امام
قلبه الجريح الذي ينزف..تمتم لستيف بنبرة ضجت بالكرامة والعزة:"لا بأس يا
صديقي فأنا سأنساها ما إن اسافر ولن اعود إلا بعد سنوات" صمتَ قليلاً
ليردف:"سأذهب لأبارك لملاكي وكريس..أعذرني الآن.."
تركه ادوارد سائرا على جراحه وقد سمع ما قاله ستيف بهمس:"لكنك لن تستطيع
نسيانها أبدآ لأنها حبك الاول والأخير يا ادوارد..!
تقدم حيث جلست ملاكه والتي ما رأته حتى القت نفسها عليه فآخذها لصدره بحب
وحنان..بقيا لمدة حتى قال كريس بنبرة مضحكة:"لقد بدأت اغار منك ادوارد..لقد
ضممتها اكثر مما فعلت أنا..!
ضحك ادوارد ورد عليه بمكر وخبث بينما ينظر لأخته:"لا تغار فهي ستكون لك
الليل بطوله..وغمز له بينما انفجر الآخر بالضحك على الخجل الذي تلونت به انجل..!
رفعت انجل قبضتيها وضربت كتفيهما حتى صرخا بألم كاذب..
رقت نظرات ادوارد وهو يجول بنظره على انجل ويقول بحنان أبوي:"لقد كبرتِ ملاكي
واصبحت جميلة جدا وانت ترتدين الابيض.."
كانت انجل ترتدي فستاناً طويلاً بلون الثلج ذو حمالتين رقيقتين وجزئه العلوي
دانتيل مطرز بورود ذو لون اقتم من الأبيض ثم يضيق بالخصر وينزل متوسعاً
بشكل بسيط..شعرها الأصهب كان مفتوحاً بينما بعض خصلاته مجموعة من الخلف
ومشدودة على شكل طوق..وآخرى هربت من عقالها فآبت الا ان تلتصق بجانبي
وجهها وعنقها..عينيها تلمعان بالسعادة والفرح لزفافها من حبيبها آخيراً..تمسك
بيدها باقة من زهور الجوري الحمراء..اما كريس فقد كان يرتدي قميصاً اسود فاتحاً
الزرين الاولين منه وفوقه سترة وبنطال من نفس اللون بينما ربطة عنقه حمراء
اللون كلون الباقة كنوع من الارتباط بينهما..
همست له حين انهى تفحصها هي وكريس:"وانت تبدو وسيماً لدرجة ان فتيات
الحفلة سيغمى عليهنَّ..!
ابتسم ادوارد على جملتها بينما يهمس داخله:"لكني اريد واحدة فقط وهي تتجاهلني
ملاكي..!
مد ادوارد يده لكريس مبقيا على ابتسامته:"مبروك كريس واوصيك خيرا بأختي..إن
ابكيتها يوماً صدقني سأكسر لك ذقنك..!
وضع كريس يده في يد ادوارد ونظراته تهرب الى فاتنته:"شكرا لك ولا توصيني على
روحي ادوارد..فإن اذيتها فأني سآذي روحي ولا اعلم إن كان هناك يؤذي نفسه..؟؟!
مزح ادوارد معه قائلا بخبث:"اصبر قليلاً يا رجل فما زال الزفاف ببدايته..!
أكمل عنه كريس مزاحه وخبثه:"أعلم لكني تعبت من الكبت..ربما أثير فضيحة الآن..!
ارتفعت ضحكات كريس وشاركه ادوارد الضحك وقد كان غافلاً عن عينين مرتجفتين
تراقبانه بينما ارتفعت دقات قلب صاحبها إذ اصمت اذنيها..كانت تراقبه ودموع
تجتمع في عينيها لرؤيته يضحك متألمة لأنه يبدو سعيداً ولم يؤثر الطلاق به
مقدار شعرة..كلمت نفسها بشرود وهي تترك مكانها تتجه لداخل بيتها وتحديداً
لغرفتها:"ماذا ظننت جوري..؟! أن ينظر لك بحب او تأثر.؟! أن يخبرك أنه
يحبك...؟! لقد بتِ تحلمين جوري..أفيقي وحافظي على كبريائك..!
ستدفين حبه في الاعماق..ستنسينه ولن تسامحيه لأنه سرق قلبك..!
.
.
.
.

بعد ساعة ونصف..
انتهى الزفاف سريعاً فحمل كريس انجل وادخلها سيارته وانطلق بها ..وصلا للفندق
ودخلا لغرفتهما..وقفت انجل ترتجف بوسط الغرفة وهي تعلم إن كريس ينظر لها
متأملا إياها..!
كانت مطرقة رأسها للأسفل فرأت حذاء كريس امامها فتأكدت انه واقف امامها فزاد
ارتجافها بسبب استنشاقها رائحة عطره الجذابة...مد يده يسحبها لحضنه والآخرى
تخلل بها شعرها الأصهب..همس لها بإذنها بخفوت لكن بصوت
جذاب،حنون،مبحوح بسبب العاطفة:"انا أحبك قاتلتي..انا اعشقك ولن استطع
العيش دونك..!
وضعت يديها خلف ظهره تشد قميصه الأسود تدفن رأسها جوار قلبه تهمس له
بحب:"انا مغرمة بك لحد الثمالة يا سيد قلبي..!
وغابا في عالمهما..!^..^
.
.
.
.

**
تنهد ادوارد وهو يرى جوري تجلس تحت شجرة في حديقة بيتهم وهي مرتدية
فستانها الذي سلب لبه تماماً..انه يحبها كثيرا لكنه لم يستطع التحدث إليها اثناء
الزفاف..لم تواته الشجاعة لفعل ذلك بعد ما فعله بآخر لقاء بينهما..رغماً عنه
ارتاح شيء داخله لرؤيتها امامه..سيحفظ صورتها في قلبه وعقله للأبد..سيسافر
لخمسة سنوات لعله ينساها او يلتقي غيرها...!
تمتم وهو يقوم بتشغيل محرك سيارته:"أنا احبك جوريتي التي آسرتني بجمالها..!
.
.
.
.
يومٌ مر..وآخر انقضى وذهب..
اسبوع ودعنا بملل..وآخر جاء ثم عاد لجحيمه..
سنةٌ ودعناها بحرارة وآخرى ودعناها على آمل لقاءه..
سنة بعد سنة أنتظره وقلبي الأحمق يشتاق له رغما عني..
لقد سرق مفتاحه ولم اجد من يستطيع فتحه غيره بغير مفتاح..
أنتظره وأحن إليه وانا أعلم انه لن يأتي..
بتُ اصدق خرافات الحب والايمان..
يا ليتني لم أره..لم اتزوجه...لم احبه لعلي اكف عن الجنون الذي اعيشه.
كبرت ونضجت وما زالت اوراق عمري تتساقط في خريف حبه...
آه حارة تخرج مني كلما ذكرت اسمه..ذكرى يتيمة اتذكرها حين اشعر بالحنين
انا أتأرجح بعاطفة لم يُسبق لي أن اعرف اني امتلكها..!
أريده ولا أريده..
أحبه ولا أحبه..
ما بي..؟! لما هذا التردد..
لأدرك اخيراً وبعد عناء..
اني ببعده لست بأنسانة..!!؟
انهت كلماتها بتوقيعها في آخر الصفحة بينما سقطت دمعة واحدة على صفحة
وجهها الابيض..ارجعت كرسيها الأسود اللون واستقامت من مكانها ثم عدلت
هندامها المكون من بنطال جينز طويل وتشيرت احمر به كلمات بلون ادهم غريبة
وفوقه سترة بلون الجينز قصيرة لصدرها وكميها لحد المرفق..تنهدت وهي تعيد
خصلة من شعرها الأسود الى خلف إذنها هامسة بحنين:"لقد مضت مدة مذ رأيت داني ومات..!"
خرجت من غرفتها بعد أن اغلقت دفتر مذكراتها..التقت بوالدتها فرأتها تجلس في
غرفة الجلوس تشاهد التلفاز:"مرحبا ماما..سأذهب لرؤية مات وداني..اخبري
خالتي جيسيكا بتحياتي لها واخبريها لما لم أستطع الذهاب لرؤيتها..!
اقتربت من والدتها وقبلت رأسها بحب ثم خرجت من البيت ولم تسمع همسة
امها:"لكن اليوم هو سيأتي اخيرا..سيأتي بعد طول غيبته..!
.
.
.
.
رغماً عنها وهي في طريقها لمقابلة مات وداني في الحديقة التي كانا هي وجاك
يجتمعان بها تذكرت من امتلك قلبها..تذكرته هو ذاك الغائب الساكن في
اعماقها..من امتلك صك مُلكها بلا اي جهد..لقد تركها وغادر كأنه غريب
عنها..لم يفكر بتوديعها او حتى مكالمتها يوم حفلة زفاف أخيها منذ خمسة سنوات
تماماً..في مثل هذا اليوم تحديداً رأته آخر مرة..لقد كبرت ودخلت الجامعة بل
وتخرجت منها مبكراً ولم ينسى قلبها الأحمق حبه وعشقه..لقد بات هو نقطة
ضعفها..كبريائها عنيد وقلبها اعند وما زالت الحرب قائمة بينهما... يقول كبريائها
صباحاً انه نسي ادوارد..ان ما من إنسان تعرفه بهذا الاسم لكن ما أن يأتي الليل
حتى يبدأ القلب رحلة سهره فيفترش الحنين فراشه وتلتحف الاشواق بحبه
ودفئه..وتمتلئ الرئتين برائحة عطره الفواحة..ثم يعتصر الألم الفؤاد ويفتته فتدمع
العينين لتستيقظ صباحا بوسادة ممتلئة بدموع الفقد والفراق ونار تلهب قلبها
مندلعة لا تخمد إلا برؤيته..هي لم تعلم ان الحب هكذا..لقد قرأت عنه بأنه اجمل
شعور بالحياة..انه يعوضك عن كل الاشخاص ما دام هو بجوارك...لكنهم لم
يفكروا بمن يحب ولا يُبادل حبه..بمن يحتاج قوةً لتحمل ألم ما يسمى بالحب..؟
! هـــه ضحكت بسخرية مريرة وهي تفكر"مرتك الأولى يا جوري بالحب وقد تجرعت
منها الالام..! لقد رَبحتِ حقا ايتها الوردة النازفة بالجراح وقد تعهدت يوماً إن ما
من شيء يكسرك سوى فقدك من تحبينهم وها أنتِ فقدتِ من امتلك قلبك بقوة..!"
قاطع سيل افكارها وعتبها على قلبها وصولها للحديقة فمشت بها حتى وصلت
لشجرة كبيرة جداً خضراء الاوراق..بنية الساق..كبيرة الظلال..ضخمة
بالحجم..تقدمت منها ككل مرة تأتي بها واسندت ظهرها عليها..هي نفسها الشجرة
التي كانت امامها حين رمى ادوارد بحكمه القاسي عليها وصفعها على قلبها قبل
خدها..سخرت من نفسها لقد مرت خمسة سنوات يا جوري خمسة وما زلت تأملين
ان تريه يوماً وان يحبك..!؟
نداء رقيق ممزوج بخشونة خفيفة نادها وجسد يركض ليرتمي بحضنها دون
مقدمات:"ماما جوري ...!
لفت ذراعيها حول الجسد الصغير المدفون بحضنها هامسة بحب وحنان:"داني
اشتقت لك يا ولد..!!؟
اقترب جسد آخر وهمسة بصوت خشن رجولي مازح:"استقبال عاطفي ألا يوجد لي
مكان به..؟!
رفعت نظرها لمحدثها ذو الشعر الاسود والخصلات الحمراء بينما عينيه المتسعين
كأتساع البحر الأزرق الذي آخذتا لونهما منه تلمعان حناناً وشقاوة.. بعينان
تفيضان محبة فتحت ذراعيها بدعوة صريحة للحضن:"اشتقت لك ايضا
مات..وطبعا لك مكان بالأستقبال..!
ضحك وهو يضم جوري وداني بذراعيه لصدره متمتماً بصوت عميق:"إن لم يكن هذا
الحضن لأبن جاك وصغيرته فلمن يكون يا شقية..؟! آه وطبعاً لا انسى حبيبتي آلي..!
قهقهت جوري بمرح لتقول بخبث:"سأخبرها بنسيانك لها لكي تقتلك وتجعلك تتذكرها دوماً..!
شاركها ضحكها ثم اعادها لحضنه الدافئ كدفئ حضن جاك كما تتذكره جوري قبل
سبع سنوات اماعمر داني فهو ستة سنوات..
لم تنتبه لعينين عسليتين راقبتا اللقاء منذ البداية بقلب وجل مرتفع وقد حُطمت
سمفونية حنين قد كان يعزفها قبل رؤيته ما رأى..!
لنعد قبل اللقاء تحديداً بعد ان غادرت جوري..
ارتدت سارة ملابسها المكونة من تنورة طويلة سوداء وقميص بنفسجي اللون
فوقها..جمعت شعرها بتسريحة عملية وامسكت حقيبتها ومفاتيح سيارتها لتتوجه
نية الذهاب لوجهة واحدة لا غير...بيت جيسيكا
وصلت له بعد عدة دقائق فدخلت له والتقت بصديقة عمرها وسلمت عليها..جلستا
تتناقشان قليلا فأخبرتها سارة عن كلام جوري فتبسمت جيسيكا بمكر..تركت سارة
قليلا لتنادي شخصا ما ثم عادت تجلس..بعد خمسة دقائق تقدم شاب طويل ذو
شعر اسود كالليلة الصافية من النجوم المتلألئة والقمر قد تركها..عيناه التي جمعتا
العسل الذائب مع اشعة الشمس الحارقة قد غامتا بالعاطفة وهو يرى سارة
أمامه..وصل لها فأنحى ليقبل رأسها ثم يديها بحنو..سقطت دمعتين من عينيها
وهي تقول:"واخيرا رأيتك ادوارد لقد اشتقنا لك كثيراً..!
رغما عنه تصور هذه الكلمات من شفتي حبيبته الأبدية..أحس بألم لذكرها..يا الهي
كم يشتاقها...أنه يعشقها ووهاقد مرت خمسة سنوات منذ رأها لكن لم يستطع
نسيانها..بقت تحتل قلبه وكيانه اجمع...بقت بشعرها الغجري وعينيها الساحرتين
اللتان تفتناه موجودان بذاكرته يذكرانه ما أن يريد الخروج مع امرأة بأنه يعشقها
هي..بأنه يتذكرها ما أن يلمس آخرى..بأنه يحبها هي وحدها عندما يعانق
آخرى..هي لعنته الوحيدة...!
جلس امام سارة بعينين شاردتين وقد انتبهت المرأتين الماكرتين لذلك فقالت جيسيكا
بمكر وهي تغمز لسارة:"اممم عزيزتي سارة لمَ لم تأتي معك جوري..؟!
رفع عينيه سريعا ما إن سمع اسمها وكانت مشاعر الحنين موجودة على وجهه
لكنه سيطر على نفسه بصعوبة ليبدو هادئاً رزيناً..
اجابت سارة ببساطة لكن بخبث مخفي:"اه لقد ذهبت لرؤية مات وداني..في الحديقة
التي كانت تذهب لها دوما مع جاك..
انطلق سؤال سريع من شفتيه دون ان يستطيع السيطرة على نفسه:"من هما مات وداني.؟!!
ارادت سارة الكلام لكن جيسيكا سبقتها بالقول:"مات يكون زوج جوري وداني
طفلهما الصغير...!
توسعت عينيه بصدمة وفغر فمه بصورة مضحكة ليهمس بلا تصديق:"جوري تزوجت..؟!
اجابته والدته بقسوة:"نعم تزوجت بعد أن طلقتها..إذا لم تصدقني إذهب لتراها في الحديقة..!
استقام فجأة وقال بعجل وتوتر غريب عليه:"اعذروني سأذهب الآن..!
خرج سريعا من البيت راكباً سيارته السوداء متوجهاً للحديقة..
اما سارة فقالت بحزن على حال ادوارد حين سمع الخبر:"لمَ كذبت عليه جيسيكا..؟!
ضحكت بقسوة لتقول هامسة لها بقوة:"يجب عليه ان يستفيق..هي لن تنتظره طوال
العمر..فليجرب الشعور بفقدها حقا ثم وبالتأكيد سيخبرها بمشاعره..
ضحكت عليها سارة بمرح:"ما زلت ماكرة جيسيكا..!
وتبادلتا الضحكات وفي داخلهن امل بأن يعترفوا لبعض بالحب..!
.
.
.
.
لن يحتمل رؤيتها تضحك مع من سمته امه بزوجها وطفلها..تقدم بخطوات واثقة
لهم لينادي بأسمها حينها سمع ما قاله مات ليكتشف لعبة امه وما فعلته
بمكر..:"جــــــــوري
ادارت رأسها بصدمة حين ظنت انها سمعت صوته..ظنت نفسها تهلوس او ربما
تتخيله كعادته دوماً لكنه امامها..بقامته الطويلة وجاذبيته الرائعة يرتدي جينزاً
وقميصاً اسود رافعاً كميه لمرفقيه ينظر لها بعينيه اللتين تعشقهما بنظرة اهتز لها
بدنها...
همست دون ان تصدق:"ادوارد...! تبادلا النظرات مطولاً دون ان يشعرا ولم يفيقهما
إلا صوت مات وهو يقول بأستغراب:"صغيرتي من هذا..؟!
نظرت له جوري كأنها لم تحس بوجوده ثم قالت بتشوش:"مات هذا ادوارد زوجي السابق..!
وكأنها بنطقها لتلك الكلمات قد تذكرت ما حدث آخر مرة وامام هذه الشجرة وفي
نفس البقعة بالضبط..عاد لها كبريائها العنيد..هدأت دقات قلبها التي ارتفعت
لرؤيته..جمعت كرامتها التي انهدرت بسببه..ثم حولت نظرتها بعنفوانية وشجاعة
لتقابل عينيه العميتين اللتين احستهما تخترقانها فيعرف بأشواق قلبها الخائن له.
.
تمتم من بين شفتيه برقة وسلطان عينيه لم يتزحزح من عينيها:"يبدو انك لست سعيدة لرؤيتي..!
تمعنت بملامحه الحصينة التي لا تكشف شيئاً عن الحرب الدائرة داخله ما بين
كبريائه وقلبه المجنون بحبها..:"مات هل تستطيع تركي قليلاً للحديث مع.."شددت
على الكلمات:"مع زوجي السابق..!"
تركها مات بأستغراب وقد أحس بذبذبات الشوق والكبرياء بين نظراتهم وحركة اجسامهم..
نطق جوري بسخرية وعينيها تهينانه:"وكلا يا زوجي السابق لم اشتق لك مقدار ذرة..!
تحركت عضلة في فمه دليل تأثره بينما ظلت ملامحه جامدة لا تعبر عن شيء:"من هذا الذي كنت تتكلمين معه..؟!
قالت جوري بقسوة تخفي المها وجرح قلبها منه:"ومن أنت لتسألني..؟؟! كنت
احسبك طليقي وليس لك علاقة بي بعد الآن ومنذ خمس سنوات...؟؟!
تقدم خطوتين منها بجذابيته الصارخة بينما هي كادت تصرخ به:"توقف ارجوك لن اتحمل قربك..؟!
هدر بها بصوت قاسي منخفض شديد الرعب:"قولي من هو جوري وتجنبي غضبي..؟
كشرت جوري انيابها بينما حملت تعابير عينيها جرحاً اظهرته بوضوح طعنه بل
افقده صوابه:"لمَ..لكي تصفعني مجدداً ومجدداً..؟! ما الحجة الآن لم اطع آمر احد
افراد عائلة ميلادفورد...؟؟!
تحولت ملامحه من القسوة الى الألم وانقبض اساريره وتشنج فكه ليقول بصعوبة
وهو يجر الكلمات جرا من فمه:"جوري لقد كنت متألما حين صفعتك..اسف لكني
كنت يائساً بشدة تلك الليلة وقد دمرني اخفاء امر عيش لارا عليكم...!
همس بلا تصديق وفاهها قد فُتح بينما تقدمت منه قليلا:"لقد كنت تعلم..؟! كنت
تعلم ان لارا لم تمت ولم تخبرني..؟!
تقدمت منه اكثر لترفع قبضتي يدها وتضربه على صدره وسيل كلماتها تخرج
بصعوبة من فمها بينما دموعها تتساقط على وجنتيها:"كنت تراني امامك ابكي
واصرخ واحطم الاشياء بسبب خبر موتها لكنك لم تخبرني بل شاهدتني اكاد اموت
لموتها ذاك...هل انت انسان..؟؟؟! اخبرني هل حقا انت بلا مشاعر لترى فتاتين
في يوم واحد تتعذبان امامك دون ان تقول او تفعل شيئاً..؟ هل حقا احببتُ
مجرما قاسيا خاليا من المشاعر الانسانية...؟!
صرخت بكلماتها الاخيرة لتسقط أرضاً تضربها بيديها بيأس وسخط بينما وقف
جامدا مما قالت وكلمة احببت تلعب بتفكيره فتجعله مشوشاً غير قادر على
السيطرة على قلبه الذي تراقص فرحاً..
جثا بجوارها ثم امسك اعلى ذراعيها يهزها بلطف ليقول بحزم:"جوري اعيدي ما
قلتيه لتوك..؟!
جوري..جـــــــــــــــــوري..صرخ بالكلمة الاخيرة وقد نفذ صبره..
ضمها لصدره بقوة وهو يلهث ليقول بحب:"انا احبك جوري..احبك لدرجة ما عدت
استطيع تحمل كبت هذا الشعور..أحبك لدرجة اني سأجن بسبب هذا الحب..احبك
واعشقك وما عدت استطيع التحمل اكثر...!!
رفعت له نظرها وتوقفت يديها عما كانت تفعله..أرتفعت نبضات قلبها حتى خافت
ان يصله صوتها..تمتمت بصوت أرتعشت نبراته:"لك..لكنك تزوجتني لأجل
الانتقام..ثم طلقتني لأنك لم تقم بــ...."
لم تكمل كلماته من خجلها فأكمل عنها بصوت جاف:"لم أقم بسلبك برائتك..أليس كذلك..؟"
صمت قليلا ليسحب نفساً عميقاً ويسكت كبريائه الذي يطالبه بالسكوت وعدم قول
شيء ليردف بعدها بنبرة هادئة متألمة:"انا تزوجتك للأنتقام لكن اثناء تلك الفترة
التي عشتها معك وقعت في حبك بجنون..لم أستطع إيذائك وفعل ما كنت افكر
به..ثم اكتشفت الحقيقة التي جعلتني اعيد التفكير بعدها موت لارا الذي قصم
ظهري..! صديقيني بين هذه الأمور كلها كنت اقع بحبك اكثر..بضعفك
وقوتك..رقتك وعنفوانك..قسوتك ولطفك..طفوليتك واحيانا حكمتك وقدرتك على
معالجة الأمور..احببت كل شيء بك..جننت بكل تفصيلة كنت تقومين
بها..اتعلمين لقد خفت عليكِ مني نفسي..أردتك لي تماماً وكنت اموت غيرة حين تذكرين جاك."
بقيت تنظر له متفاجئة ودموع لؤلؤية تتجمع في عينيها حتى ثقلت فسقطت لؤلوة
واحدة مسحتها يده المستريحة على صفحة خدها..همست له بصوت حزين وكأن
ما تقوله يقطعها تقطيعا:"لكنك قمت بتطليقي..قمت بصفعي ذلك اليوم..وعندما
اتيت الى الحفلة لم تكلمني..سافرت وتركتني دون وداع كأن لم أكن يوماً موجودة في حياتك..؟؟!"
زفر الهواء بقوة وبادلها الهمس بصعوبة وعينيه تفيضان ألماً وحنيناً..!:"لقد قمت
بتطليقك لأجلك..قاومت انانيتي لأجلك..لم أرد ابقائك لجانبي لتتألمي اكثر..انا
قاسي يا جوري واناني جداً ولو لم اقم بصفعك لما استطعت نطق تلك الكلمات..لقد
كدت اتراجع ذلك اليوم مثلما كدت اتراجع حين صعدت الطائرة قبل خمس
سنوات..صديقيني جوريتي انا احبك لدرجة تركتك لأجل سعادتك لكني لم
احتمل..لم استطيع تحمل أرق الليالي منذ خمس سنوات وطيفك الذي استحضره
كل يوم.." سكت وهو يراقب ذهولها وتنفسها البطيء فخلل يديه في شعرها
الأسود الناعم ليكمل كلامه بصوت بطيء اجش من العاطفة:"اليوم قد عدت ورأيت
والدتي ووالدتك فأخبرتاني انك تزوجت ولديك طفل..!
قاطعته لاهثة وهي تضع يديها على صدره متسائلة بتعجب:"زوج وطفل..؟! أي
خرافاتٍ هذه..؟!"
اجابها ضاحكاً بمرح وحنان:"كلا حبيبتي لكن والدتي ارادت ان توضح لي أني
سأفقدك إن لم اعترف لك بمشاعري." أضاف بغيرة واضحة:"من هذا الذي كنتي
تتكلمين معه.؟؟! لقد كدت اكسر اضلعه حين رأيته يعانقك ويناديك صغيرتي..؟!
الغبي"
ضحكت عاليا بأستمتاع بينما تضيف بمكر ورغبة بمشاكسته تلح عليها:"والدتك
دوما ذكية وماكرة..وهذا ماثيو حبيبي...!"
تركها سريعاً وعينيه متوسعتان ليردد كلمتها بذهول وصدمة:"حبيبك..؟!
استقام سريعاً وعقله مشوش بينما قلبه قد وقع أرضاً من الصدمة ونزف
كبرياءه ..هدر صارخاً بصوت زلزل اوراق الاشجار حتى ان طيراً قد طار وهرب
بسبب الغضب الذي لون صوت ادوارد:"لمَ لم تخبريني منذ البداية ايتها الغبية..؟؟!"
استدار وخطى خطوة الا انه توقف بسبب ذراعين احاطته ووجه يدفن في طيات
قميصه من الخلف..تجمد وهو يشعر بحرارة جسم جوري الذي يحتضن جسده
فأرتفعت حرارته وعلت دقات قلبه للميلون..حاول السيطرة على نفسه.." اهدأ
ادوارد..هي لديها حبيب..اهدأ وتعقل ادوارد..اتركها.."
همست جوري له برقة اطاحت بالبقية الباقية من عقله وشعرها الأسود الذي يعشقه
احاطه من كل جانب بينما احس بها تطبع بشفتيها الكرزيتين قبلة كرقة الزهرة
على ظهره..رغما عنه ازدادت حرارة جسده واحس بقبلتها تفعل به الاعاجيب..شعر
انه يذوب وانه يغرق اكثر أكثر في بحر عشقها وفتنتها..
-:"ادوارد اخبرني بصراحة..هل حقا تحبني..؟؟! ام انك تخدعني..؟!
دار جسده لها لتصبحه جوري بين احضانه.وضع يداً يحتضن خصرها بتملك فظ.
بينما الاخرى وضعها على ظهرها يزيد من قربها له..كانا ملتصقين ووجهيهما
متقاربين..همس امام انفها المحمر:"انا لا أحبك جوريتي بل أعشقك عشقاً
جنونياً..! وانت اخبريني بالله عليك..ارحميني قلبي..؟!
بادلته الهمس وهي تدفن وجهها قرب قلبه تطرب اذنيها بسماع دقات قلبه السريعة
كأجمل سمفونية تُعزف في التاريخ..حتى فاقت سمفونية بتهوفن وموزارت جمالاً
وابداعاً..وكيف لا تفوقها وهي سمفونية عشق صادق :"انا احبك يا قاتلي..!
...
قد يعذبنا الحب مراراً..يجرعنا كؤوس العلقم..نعاني من مرارة زمهريره..ننتظر ترياقا
لسقم البعد..نوضب حقائب الشوق..لكن يبقى الحب متربعا على عرش
القلب..يكيل للكبرياء الضربات وينتصر دوماً رافضاً اخفاء رعشاته..
قد تكون ظروف التقاء القلبين غريبة.مريبة.مبهمة الاتجاهات..لكن للقدر كلمة ان
يجعل هذان القلبان يلتقيان..يعشقان بعضهما..ثم يفرقهما عن بعض ليختبر قوة
حبهما..وما من قصة تضاهي قصة جوري وادوارد...ابتعد عنها خمس سنوات ولم
يجد النسيان لقلبه طريقاً..اما هي حاولت كرهه لكنها بقت على عشقها له
مولاية..هو بقي يحتضر صورتها امامه ويتصور سعادتها مع غيره فيموت غيظاً
رغماً عنه..يعذب قلبه بأسلوب سادي لكنه لم يتحمل..لقد جرع ما يكفي من
الابتعاد..واخيراً جاء واعترف وكان نهاية منآه ان تحبه هي الآخرى لتنتهي قصتهما
التي شهدت عليها شمس الدجى..قمر كسر كبرياء الشمس..نجومُ تألقت بصدر
السماء..رياحُ هبت بقسوة..وزهورٌ على مسمى البطلة انتقل شذاها بين الأثير
ليلفهما وهما غارقين في احضان بعضهما..!
..
تـــــــــــــــــمــــــــــــــت
.
.
.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس