الموضوع: رسائل قصيرة
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-24-2014, 08:17 PM
 

ch 1
على مقعد

جلست ساكورا هارونوا مَكروبة , بينما راحت السّاعة تنقر على حياتها.
تساءلت لماذا وُضِعَت في أسوأ مكان مِن بين كل الأماكن الفظيعة التي يمكن أن تكون فيها.
لماذا تُعَذّب بكلّ قسوة؟
ماالذي فعلتْه لتستحقّ هذا؟
روَيداً ,أتى لبالِها السبب بكَونها في هذا المكان البائس:
"لَم أنجح في مادّة الجَبْر"

فقط في صيف ما بعد الصف العاشر عرفت ساكورا أنّ المدرسة الصّيفيّة* لا بدّ أن تكون أشنعَ عقوبة يجرّبها أيّ مراهق!فالصّيف هو الوقت الذي يُفتَرَض للنّاس فيه أن يضحكوا و يتحرّروا من قيود المدرسة.

كان مُحبِطاً جداً أنّ عليها أن تكون حيث لا تُطيق أكثرَ مِن أيّ شيء آخر-في فترةٍ تتخلّل شهورَ حرّيّتها الثّلاثة . اليوم كان السّادس فحسب, ولا زال لديها أربعة أسابيع لتمضي.ما زاد الأمر سوءاً هو أنّ المعلِّم الذي حُبِسَت معه كان ذا أكثرِ الأصوات إضجاراً !

اسمه ككاشي هتاكي.

جلست ساكورا غير مُهتمّة بالاستماع إليه. لم يكُن لذلك معنى لأنّها لن تفهم الجَبْر أبداً.كل ما عليها فعله هو الاستمرار بأداء الواجبات البيتيّة لتنجح.
والداها سيقتُلانها إن لَم تنجح!

كان هنالك فصلان, أحدهما صباحاً و الآخر بعد الظهر.
اعتقدتْ أنّ اختيار الفصل الصّباحي قد يعطيها وقت فراغٍ أكثر خلال اليوم, لكنّها أخطأت الظن, فقد كان الدوام في ساعة تعِسة من الصّباح,
و عادةً ما كانت تقضي بقيّة اليوم محاوِلةً أداء أكوام الواجبات التي تستلمها.
و لتزداد الأمور سوءاً فإنّ كلّ مَن تعرفهم حصل أن كانوا في الفصل الآخَر!

تلاعبت ساكورا بقلم الرّصاص , سارحةً بنظرها خارج النّافذة . وجدت التّفرُّس بالسّاعة يقودها للجنون , لذا أصبح التحديق في النافذة هوالخيار الأفضل التالي لديها. لاحظتْ بعض السّيّارات تمرّ, و ثُنائيٌّ يمشي في الشّارع يداً بيد.
~لو لَم أكُن في هذا الجحيم لاستطعتُ إيجاد رفيق .يجب أن أُخطَب قبل اينو!

ضاعت ساكورا في الأفكار,و بدأت تنقر قلمها بشدّة على حافّة المقعد.
لَمْ تلاحظ زَوْجَ العيون تحدّق بها، ولا معلّمَها وهو سائر نحوها.
-آنسة هارونو؟
قال ككاشي. لَم تُجِب .
-آنسة هارونو؟؟
سأل بصوت أعلى. مازالت لا ترد
-ساكورا!
صاح ككاشي. أجفلت و نظرت للأعلى نحو معلّمها.
-آسفه أستاذ
-أتحبين أن تُشرِكي الصّفّ سببَ إحداثك لضجّة كهذه؟
-لا شكراً
-جيّد,إذاً أقترح أن تبدأي بالانتباه . هل بإمكاني تعليم صفّي الآن؟
تحدّث بصوت هادئ جداً.
-نعم أستاذ
قالت ساكورا.
كانت تكرهُ عندما يتكلّم هكذا. يُفزعها حقاً
-عظيم
قال وهو يسير عائداً إلى مُقدّمة الصف.
~إلهي!يالي من فاشلة ! مهلا,لا!لستُ كذلك! متى ينتهي هذا الدرس؟؟
نظرتْ إلى السّاعة. لا تزال لديها ساعتان .
~ساعتان؟ماذا يُفتَرض بي أن أفعل إلى أن تنقضيا؟أنتبِه ؟؟؟

أخذت قلمها و نظرت للأسفل حيث مقعدها. لمعَ السّطحُ الخشبي في وجهها. نقرتْ قلم الرّصاص مرّتين ثمّ شرَعت تكتب:
(أكرَه هذا الدّرس. مملٌّ جداً. الأستاذ ككاشي مهوُوسٌ أبيضُ الشَّعر) .
حدّقتْ بما كتبت و قرّرت تركَهُ هناك. ليس أنّه سيأتي و يتحقّق لمعرفة ما قد كتبه النّاس على المقاعد!

سئمتْ ساكورا بسرعة مِن نقرِ قلمها و التحديقِ من خلال النّافذة, مالتْ للانتباهِ بالفعل , لكنّ ذلك عبر سريعاً .
لَم تكن تعرف الكثير من الأشخاص في الفصل, ولَم تهتمَّ بالنّظر إلى أحد إطلاقاً.
لاحظتِ الفتى الذي بجانبها,جالساً باعتدال ناظراً مُباشرةً إلى مقدّمة الحُجرة.
على الأقل اعتقدت أنّه ينظر لذلك الاتّجاه.
لديه نظارة شمسيّة داكِنة , و قلنْسُوَة على رأسه .
ظنّتِ اسمَه شينو ابورامي,لكنّها لَم تكُن متأكّدة.

~ إلهي !هذا الشابّ غير مريح. لِم يرتدي نظارة
شمسيّة في الصّف؟!
يبدو حادّ المزاج, ولا يتكلّم كثيراً. أتساءَل إن كان في عصابة أو ما شابَه.
لا,هو أهدَأ مِن أن يكون كذلك. ربما يكون فرداً مِن أسرةِ جواسيس!

استدار شينو برأسه لينظر إليها, عندها أدركتْ أنّها كانت تحدّق به.
غير عارفة ماذا تفعل, أومأت بإشارة السّلام* و استدارت بمجلسها
~واو كان ذلك وَشيكاً!
:

مضت السّاعتان تدريجيّاً و آن لساكورا الذّهاب للبيت, لَم يكُن لديها أي التزام برياضة أو مُخيَّم , لذا كان جدوَل أعمالها بسيطاً:
تتناول الغداء,تقوم بالواجب البيتي, تستحم ثم تخلُد للنّوم.
و ربّما استطاعَت أن تضيف إلى ذلك التحدُّثَ مع أصحابها.

هي حقاً لا تستطيع فعلَ الكثير لخمس أسابيعِ المدرسةِ الصيفيّة-و التي تبقّى منها أربعة. بعدَ انتهائها ستحتفل وكأنه لا يوجَد غَد! أمّا حاليّاً فالعملُ يأتي أوّلاً.

حين وصلتِ البيت أعدّت شَطيرة , واتّجهت لغرفتها كَي تشرعَ بحلّ واجبها. سحبت رزمة خمسِ صفحاتٍ مِن حافظةِ الأوراق, و ابتدأت بالصّفحة الأولى.
~كيف يُفتَرَض بي إنهاء هذا؟؟هنالك قُرابة خمسين مسألة على كل صفحة!حسناً...يفضّلُ أن أبدأ الآن

أكلتْ شطيرَتها أثناء العمل على الرّزمة. وجدت في التّركيز صعوبةً بالغة, لكنّها كانت تعلَم أنّها إن لَم تعمل الآن لن تنتهي أبداً.سيّئٌ كفاية أنّها لَم تنتبِه أثناء الدّرس!
حان وقت العشاء فقرّرت الاستراحة و الاتّصال بإينو, التي لَم تردّ للأسف.
رغم كونها و اينو دائماً تتجادَلان فقد كانتا صديقتين حميمَتَين,
الجدل يقرّبهما أكثر وحسب.

راح بالها يجُول ,فأخذت تفكّر بأصدقائها الآخَرين في المدرسة , ومعلِّميها خلال العام الدّراسي, ثمّ بدأت تفكّر بشابٍّ معيّن,

ساسكي اوتشيها هو اسمُه.

لَم يكُن طالباً ذا درجاتٍ متفوّقة, لكنّه موهوب في الرّياضة.
هذا وقد كان أفضلَ الشباب مظهراً في المدرسة,بشعره الفاحِم
و عَقيقَتَيّ عيونه السّوداوَين, ممّا جعله ذا شعبيّة مُفرِطة بين الكثير مِن الفَتيات.

إلاّ أنّ ساسكي لَم يكُن بنفسِ الكمالِ الذي بدا عليه...
كان متعجرفاً للغاية, جِدُّ عنيد, ولم يحبَّ الاحتكاك بالآخَرين طالما لا حاجة له.
لديه القليل النّادر من الأصحاب, لأنّه كان يبعد النّاس عنه. لا أحد يعرف حقيقتَه سوى صديقه الأعزّ ناروتو اوزوماكي .
حكَمَ الأغلبيّة على أنّه لا بدّ يعاني كآبةً أو مشاكل , ليكون محبوباً و لا يستمتع بذلك! توقّفت الفَتيات عن محاولةِ التّعرّف إليه, وتوقّف الشُّبّانُ عن محاولة هزيمته في الرّياضة.

رغم ذلك , فإنّ تلك التفاصيل الصّغيرة لَم تمنع ساكورا عنِ التّفكير به باستمرار.
كان معها في بعضِ الفصول خلال السّنة الدراسيّة الفائتة, حتّى أنها استعارَت منه قلم رصاص ذات مرّة...
كان ذلك التّواصل الوحيد بينهما.
:

أنهت ساكورا واجبها بعد العشاء,ثم تمدّدت في سريرها ناظِرة إلى السّاعة...
باتت تفعل ذلك كثيراً مؤخّراً.
أغمضت عينيها و استسلمتْ للنّوم.

في اليوم التّالي مضت بتثاقل إلى الفصل وجلست.
بدأت الحصّة فاستعدّتْ لدرس الساعتين و الثلاثين دقيقة .
تنهّدت مطأطئةً رأسها نحو المقعد,فلاحظت شيئاً مختلفاً عمّا كانت قد كتبَتهُ سابقاً.
كتابتُها لَم تعُد موجودة,بَل كتابةُ شخصٍ آخر:
(هذا مملٌّ بالفعل. ربما يجدرُ بي إحراق شعر ككاشي "عن غير عَمد")

حبستْ ضحكةً و تأمّلت العبارة. الظاهر أنّها ليست الوحيدة المُصابة بالسّأم !
قرّرت محوَ هذه الرّسالة و كتابةَ غيرها.فكّرت بتركِ بعض الأسئلة:
(لَن ينجح ذلك نجاحاً عظيماً. مَن أنت؟ أتفضّل أن تُكمل المدرسة الصّيفيّة ,
أم أن تأكلكَ أسماك القِرش حَيّاً؟ )

راضيةً بما كتبتْ, فكّرت ساكورا أنّ هذا التّرفيْه الطّفيف ربّما سيساعدها على الاستمرار .مَن كان يدري أن الكتابة على المقاعد من الممكن أن تكون مُسلّية ؟!
لكن ماذا لو لَم يردّ ذلك الشّخص؟ عندها ماذا ستفعل؟
كلّ ما تستطيعه حاليّاً هو المكوث و الانتظار بينما تَكّت الساعة و حاضَرَ ككاشي حول متعدِّدات الحدود.

$
$
$

انتهى ومن هنا أعود إليكم


* المدرسة الصيفية هي ليست دورة اختياريّة , بل إجبارية.
*في حال لم تعرفوا :إشارة السّلام المقصود بها هذه

و الآن أخبروني:
هل السّرد واضح؟
هل أعجبتكم الفكرة ؟
أتابع أم ماذا؟
أي ملاحظات؟؟

أرجو ألاّ تبخلوا علي بردودكم الرائعة
__________________








التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 08-25-2014 الساعة 05:56 PM