عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-08-2008, 03:13 PM
 
Angry الدعوة الرسالية

يستبقي محمد رجلا واحدا إلا من تبعه . أتذكرون ما قال لكم ابن خراش حين قدم عليكم فقال تركت الخمر والخمير والتأمير وجئت إلى السقاء والتمر والشعير ؟ قالوا : وما ذلك ؟ قال يخرج من هذه القرية نبي ، فإن خرج وأنا حي اتبعته ونصرته ، وإن خرج بعدي فإياكم أن تخدعوا عنه فاتبعوه وكونوا أنصاره وأولياءه وقد آمنتم بالكتابين كليهما الأول والآخر . قال كعب فتعالوا فلنتابعه ولنصدقه ولنؤمن به فنأمن على دمائنا وأبنائنا ونسائنا وأموالنا ، فنكون بمنزلة من معه . قالوا : لا نكون تبعا لغيرنا ، نحن أهل الكتاب والنبوة ونكون تبعا لغيرنا ؟ فجعل كعب يرد عليهم الكلام بالنصيحة لهم قالوا : لا نفارق التوراة ولا ندع ما كنا عليه من أمر موسى .
قال فهلم فلنقتل أبناءنا ونساءنا ، ثم نخرج في أيدينا السيوف إلى محمد وأصحابه . فإن قتلنا قتلنا وما وراءنا أمر نهتم به وإن ظفرنا فلعمري لنتخذن النساء والأبناء . فتضاحك حيي بن أخطب ثم قال ما ذنب هؤلاء المساكين ؟ وقالت رؤساء اليهود ، الزبير بن باطا وذووه ما في العيش خير بعد هؤلاء .
قال فواحدة قد بقيت من الرأي لم يبق غيرها ، فإن لم تقبلوها فأنتم بنو إستها . قالوا : ما هي ؟ قال الليلة السبت وبالحري أن يكون محمد وأصحابه آمنين لنا فيها أن نقاتله فنخرج فلعلنا أن نصيب منه غرة . قالوا : نفسد سبتنا ، وقد عرفت ما أصابنا فيه ؟ قال حيي : قد دعوتك إلى هذا وقريش وغطفان حضور فأبيت أن نكسر السبت فإن أطاعتني اليهود فعلوا . فصاحت اليهود : لا نكسر السبت .
قال نباش بن قيس : وكيف نصيب منهم غرة وأنت ترى أن أمرهم كل يوم يشتد . كانوا أول ما يحاصروننا إنما يقاتلون بالنهار ويرجعون الليل فكان هذا لك قولا " لو بيتناهم " . فهم الآن يبيتون الليل ويظلون النهار فأي غرة نصيب منهم ؟ هي ملحمة وبلاء كتب علينا . فاختلفوا وسقط في أيديهم وندموا على ما صنعوا ، ورقوا على النساء والصبيان وذلك أن النساء [ والصبيان ] لما رأوا ضعف أنفسهم هلكوا ، فبكى النساء والصبيان فرقوا عليهم .