الموضوع
:
أيـلــول
عرض مشاركة واحدة
#
2
12-24-2014, 09:33 PM
Ąмиıάt ♥
أيـلول –
أمي أحِنُ إليك ، إلى كعك المساء !
و صخب أحاديثنا . . إلى هدوء ظلال
الصنوبر الطويلة ، و بُحيرةِ الزمرد
حيثُ فارسُ العصور الوسطـى . . .
"
أأنتِ اسبانية ؟
"
ما زالت تُفكِر في سؤاله هذا رُغم أنه لا يستحق أن تُفكر به أصلا لكن تراودها بعضُ الشكوك حول ذلك الشاب
الذي سألها سؤالا كهذا رُغم أن هويتها تثبت له كونها اسبانية ؟ سؤال دار في ذهنها تلك اللحظة
"
أيُعقل أنه يعلم . . .
"
استفاقت من تفكيرها حين طُرق الباب لترتعِب من هوية القادم ، تذكرت أمراً مهما هو بأنها لا تملِكُ مفتاحاً لشقتها
فهي حبيسة ذلك الرجل السافِل الليلة حتى يعود و ما من حاجةٍ ليطرقه ! وقفت تُحدِق إلى الباب دون أن تفعل شيئا
إلا أنها لاحظت بعد ثوانٍ ظرفاً أبيض أدخِل من أسفل الباب أسرعت لإلتقاطه
"
a.bn
"
تبسم ثُغرها حين نطق بتلك الحروف لتعاود الجلوس على كُرسيها ،
تزفِرُ براحة تنِم عن مدى سعادتِها لعلمها بأنه هنا في الجوار فتحت تقرأ الرسالة
"
عزيزتي الحسناء ،
أسألك أن ترافقيني حفلة لأحد التُجار التي ستقام مساء الغد
هناك دعوة مُرفقة لكِ و لصديقتك إن رغبتما بالحضور
"
ثوانٍ حتى قررت بأنها ستذهبُ إلى الحفلة لكنه لم يُضِف أي تفاصيل أخرى ،
لمن الحفلة و متى سيأتي لإصطحابها و لا تعلمُ ما ترتدي
و هذا ما جعلها ترتمي إلى السرير تختبئ تحت الغطاء حتى تشعرَ بقليل من الدفءِ
"
سأظلُ حبيسته ، فلن يسمح لي بالخروج بسبب ما فعلته !
"
()
كان ينظر إلى الخواء منذُ ما يقاربِ النصف الساعة قبل دخول تِلك الشابة التي بدت في أواخِر العقد العشرين
– رُبما في الثامِن أو التاسِع و العشرون من عمرها – تظهرُ على قسماتِ وجهها الإنزعاج و لرُبما يُدرِك سبب إنزعاجها تماماً
"
أوليفيا ذلك المحقق ينتظِركُ في المكتب
"
شدّت بخطاها ناحِية المكتب حيثُ يقبعُ من تريده و من ستكشفُ له مدى غباء الجميع هُنا ،
كان الممرُ إلى مكتبه خاوياً إلا من بعضِ رجال الشُرطة الذين كانوا يرمقونها بإشمئزاز لكن بطبيعتها المُعتادة
فهي لا تلقي لهم بالا لتدخل مكتب ذلك الذي كان وجهتها من دون إستئذان
"
عِمت مساءا أيها العجوز
"
"
مرحبا ليا ، أتمنى أن أجِد لديك ما يدهشني
"
دون أن يرفع عينيه من على كومة الأوراق تلك تحدث و التعبُ يملئُ صوته
"
ليا لا تأتي إلا بما يُسعدك طبعا
"
أخذت نفساً عميقاً ملئ رئتيها لتقول و إبتسامةٌ ارتسمت على شفتيها
"
اكتشفتُ حلّ القضية !
"
ضحكته تلك جعلتها تشعرُ بالحنقِ الكبير تجاهه فلم تتوقع ردة فعله هذه ،
ما خُيِل لها كان أن يتفاجئ و يُسعد لما ستقوله
"
ليا وجدنا شهوداً إن لم تسمعي بآخر الأخبار
"
"
الحل ؟
"
حلّ الصمتُ لوهلة لتسمعه يقولُ بنبرةٍ ساخرة
"
سُمِمت الضحية لتُشنق ليبدو الأمرُ على هيئةِ إنتحار !
"
أنثىَ عابثة !
()
تبسمتَ بخبث في وجهه لكنّها قررّت سؤاله تتصنعُ الحيرة في سؤالها
" و أيُ شهودٍ هؤلاء ؟ "
" شاهد اعترف مُنذ أيام مضت لكنّ تركته يذهبَ لكونه لم يرى وجوه المجرمين . . ! "
اقتربتّ مِنه ثُم همست مستفزة إياه
" هل أنت متورط ؟ "
ما زال ثُغرها باسما و عيناها الخضراوان تتأمل الرجل الذي وقف أمامها مرتبكاً حائرا و الصمتُ كان سيد الموقِف لوهلة بينما نطق هو بتردد
" اسمعِ ليا الأمرُ متعلقٌ . . "
قاطعته لتُكمل بجرأتها المُعتادة
" متعلق بالرشاوى "
اتسعت حدقتا عينيه فكيف لها أن تعلم بما يخفيه ؟ داهية تِلك الأنثىَ أم أنها تتكهنُ بما يحدثَ !
بينما هيَ أردفت بذاتِ الجرأة
" خُنقت الضحية بواسطة استنشاقها للسُم حيثُ تفاجأت بالمُجرم يضعُ المنديل على فمها
ثُم أمسك بالسكين فقطع معصمها حتى يظهر أنها قضيةُ إنتحار ثُم أن أحدهم أخرس
رجال الشرطة بمبالغ مالية حتى يكتبوا في التقرير أن الحادثة ما هي إلا حادثة إنتحار ! "
ضربَ بيده على الطاولة بعنف مما جعلها تتراجعُ إلى الخلف لن يسمح لها بأيّ حديثٍ آخر
" لتغادري ليا قبل أن استدعي أحدا ليُخرجكِ من هنا "
ضحكت بإستخفاف و لم تُعر له بالا حيثُ واصلت حديثها
" العملُ مع المافيا خطير سيدّ ليونيل "
استدارتّ بإتجاه الباب لتخرجُ من مكتبه و تخرجُ من مركز الشُرطة بأكمله تكادُ لا تُصدق بأنها
وثقت بشخصٍ مثله مُنذ البداية خبأت جسدها تحت المعطف لتمشي إلى محطة الحافلات في الشارعِ المقابل ،
سرحت قليلا تتأملُ الشارع لكنّ ما هي إلا ثوانٍ حتى شعرت بجسدها يهوي ليرتطم بالأرضية !
()
صخبُ المساء لا ينتهي رُغم أن المساء يأتي ليُهدئ البشر ، يتعالى الضجيج في ذلك الشارع حيثُ تنتشِرُ الحانات بطوله
بدت تلك الحانة هادئة إلا من القليل من الزبائِن المرتادين للمكان ، دخلت هيَ تشتُم هذا و ذاك لترمي بنفسها على أحد الكراسي بينما صديقتُها الأخرى
اتجهت لطلب الشراب تلك الغاضبة تُبعثرُ شعرها الأشقر من يراها سيتجنبُ الحديث معها
" كوستاتينيا كفاكِ غضبا بحقّ ! "
" أكادُ انفجر من شدة غضبي على أولئك السفلة "
ضربتها بخفة على كتفها لتقول ساخرة
" من يراكِ يقول أنكِ خسرتِ ثروتك كُلها هو القليل الذي خسره والدك و والدك ذاته لم يغضب كل هذا الغضب "
" والدي مُنذ متى يغضبُ هو أصلا ، سأجن بسببه يوما صدقيني ! "
أردفت بعدها تواصلُ إخراج الغضب الذي احتل كيانها
" آلُ آلدون اللعنة كم هم محتالون لا أطيقهم ماريا أودُ لو أقتلهم جميعا في هذه اللحظة "
وصلَ الشرابُ حينها لتشربه بأكمله مرة واحدة خطر ببالها سؤال طرحته على ماريا تلك التي كانت مستاءة من أفعال صاحبتها
" ماريا ما رأيك بكون آل آلدون هُم من قتلوا عائلة فيرناث ؟ "
حملقت في وجه كوستاتينيا تلك التي على ما يبدو أنها ستبدأ تهلوسُ بأمورٍ غريبة لتقول ماريا بيأس بعد اسندت وجهها على كفِ يدها
" لما هذا الإستنتاج بعد خمس سنوات ؟ "
تعالت ضحكةُ كوستاتينيا مما جعلتّ الآخرين يلتفتون إليها
" من أجل الثروة بالطبع "
ماريا بدا عليها الضجر لتسحب يد صاحبتها للرقص فلا حلّ آخر غير ذلك حتى تنسيها آل آلدون لكنّ ها هي تغضبُ مجددا
" اللعنة تِلك الأغنية صاحبتها تلك الحقيرة ابنـ . . "
توقفت عن الحديث حين شعرت بأن شيئا بارداً سُكب على شعرها جعلها تلتفت للخلف لتُصدم بشاب أطول منها بقليل ،
قليلا حتى استوعبت الموقف لتصفع الآخر بقوة مما جعل ماريا تشهق و تمسك كوستاتينيا التي بدأت تصرخ
" من أنت حتى تفعل ذلك أيها المجنون! "
" القانون لا يحمي المغفلين "
قالها ساخراً ليخرج بعدها كادت كوستاتينيا أن تلحق به لو لم تُمسك بها مارِيّا
" أتركيني ماري . . "
" توقفي لا مزيد من المشاكل مع أمثاله ، تذكري وعدك لوالدك "
زفرت كوستاتينيا لتفلت يدها من مارِيّا لتعاوِد الجلوس على المقعد تطلب شرابا آخر من النادل لتبدأ مارِيا الحديث عن أمور أخرى !
()
تركضُ أوليفيا دون توقف خلفَه تكادُ أنفاسها تنقطع لكنّ إن توقفت قد تقعُ في مصيبة لم تحسب لها حسابا أو تجاهلت الأمر لكنها الآن باتت في موقف حرج ، أخيرا توقف حيثُ محطة القطار ليصعد على متنه فتصعد هي خلفه ، في تلك الأثناء تحرك القطار لتلهث أنفاسها أخيرا جعلها الأمر تشعر براحة مدركة أن من كانوا خلفها لم يستطيعو اللحاق بها رأته يتأملها بعينيه الخضراوان مما جعلها تغرقُ فيهما تتأمله دون أن تنبس أو تنطِق بحرف واحد تخشى أن يصرخ في وجهها أن يختفي مجددا !
" عيناكِ ! لما تملئهما الدموع ؟ "
هكذا سألها و إبتسامةٌ شقت وجهه لتسيل الدمعةُ على خدها ما إن رأته يبتسم ،
أشاحت بنظرها بعيدا عنه رُغم أنها تشتاقُ لأن تتأمل وجهه الطفوليّ و عيناه الخضراوان تشتاقُ لكل شيءٍ فيه
" ليا آسف "
التفت إليه لتجده هو الآخر قد امتلئت عيناه بالدموع أكثر ما تكرره فيه رؤية دموعه إن بكت ببساطة سيبكي
هو الآخر أسرعت في مسح دموعها لتقول بشيءٍ من التردد
" اشتقت إليك لونجين "
نهاية . .
Ąмиıάt ♥
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Ąмиıάt ♥
البحث عن المشاركات التي كتبها Ąмиıάt ♥