عرض مشاركة واحدة
  #288  
قديم 01-18-2015, 04:13 PM
 



السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
البارت العشرين
قراءة ممتعة
_____________________________________________

هبطت بكل هدوء وسلاسة على الارض مصدرة ذالك الصوت المزعج ,لتثير الفوضى بالمكان أنها الطائرة التي يمكن ان تحمل معها أخبار سعيدة لالتقاء اثنين ولم شمل عائلة مثلا . او ربما عكس ذالك فيمكن ان تكون محملة بأخبار سيئة عن شخص مفقود او جثة شخص ميت , في أحد تلك التجمعات امام البوابة التي يخرج منها الداخلون الى البلد ,خرج شابا من بين كل هؤلاء الناس والضجيج يبدو في مقتبل عمره ويسحب خلفه حقيبة سوداء متوسطة الحجم ضاغط على قبضة الحقيبة يخفي عينيه بنظارة حالكة السواد ,ابتعد عن تلك الجموع الغفيرة وصوت صراخهم بالفرح او الحزن ,افلت بمقبض يد الحقيبة ووضعها بجانبة رفع يده اليمنى ليرفع بها النظارة عن عينيه ويضعها على شعره الاشقر لتظهر ملامح وجهه اكثر عينين خضراوتين واسعتين برموش طويلة مع بشرته السمراء قليلا بدى جذاب فعلاً
ابتسم ابتسامة غريبة قليلا ومفاجئة ليقول بصوت مرتفع نسبيا
:-لقد عدت يا ماريا لقد عدت


ماريا
استيقظت كعادتي بنشاط استحممت سريعا وبدأت ارتب غرفتي وأغراضي ووضعت كل شيء بمكانه الصحيح الكتب على الرف والكلابس بالخزانة ,مع انها لم تكن بتلك الفوضى لكنني سوف استغل اليوم بأنه اخر يوم في المرح واللهو لأنه من الغد سيبدأ الجد والاختبارات تدق على الابواب منظرة منا الاستعداد , انتهيت من كل شئ لأتفرغ لدراستي يجب ان ابلي حسناً ,الحصول على المرتبة الاولى ليس بشئ السهل ,لكن ماذا لو كين تفوق علي ؟؟ هل يجب ان أخبره بالتراجع قليلا فقط من أجلي ؟؟...لالايمكن هذا سوف أبذل كل ما في وسعي لأتفوق عليه ,نعم
كان اخر كلماتي أقولها بحزم وحماس يشتعل بداخلي . انهيت ما في يدي بسرعة خارقة ثم نظرت الى الغرفة بسعادة وانا أتخيل كما في التلفاز ان الغرفة من شدة نظافتها تلمع بنجوم صفراء وبيضاء , ضحكت على نقسي جداً ان تفكيري كان وما زال طفولي وخيالي حقاً كما يقول البعض عني !
أمسكت الكتابين كنت قد وضعتهم على المكتبة ثم خرجت من الغرفة وكلي سعادة تغمرني , وصلت الى فصلي والقيت التحية على الطلاب المتواجدين وردوها لي جميعهم بأبتسامات ودودة , في الاونة الاخيرة اصبحت لدي شعبية كبيرة بين الفصل وليس بالفصل فقط بل في المدرسة اجمع , لم أكن اظن ابداً أنني سأنجح بهذا كنت اتوقع أني سأبقى منعزلة عن الجميع طبعا هذا الفضل من ربي اولا ثم يعود لكين الذي ساعدني كثيرا في تخطي هذه الحواجز الصعبة والمرة علي ,أخذت مقعدي االذي بجانب النافذة ونظرت الى انعكاسي عليها وللمعانها الشديد بسبب اشعة الشمس الساطعة , ابتسمت فور رؤيتي لانعكاس كين ايضا والتففت له ارد التحية قائلة
:-صباح الخير كين
قال بعد ان جلس على مقعده الذي بجانبي
:-صبااح النور ما..اقصد ارثر
ضحكت بخفوت وقلت
:-كنت ستكشف امري
حك شعره بخفة ليقول
:-لا تخاف لم يسمعني احد
, التففت له كاملة واعتدلت في جلستي لاأقول ببعض الجدية
:-ما هي استعداتك لأختبارات نهائية الفصل
قال مبتسم
:-في اتم الاستعداد ماذا عنك
قلت له
:-وانا ايضاً .اردفت بتحدي :-ستكون اختبارات حماسية يجب ان احصل على المرتبة الاولى
قال الاخر بتحدي
:-الايام ستكشف من الجدير بهذه المرتبة
اعتدلنا في جلستينا فور سماع صوت الاستاذ يلقي التحية بعد ان دخل الى الفصل
بدأ الاستاذ يخبرنا عن اهمية هذه الاختبارات وان يجب علينا الاستعداد جيدا لها والاجتهاد للحصول على علامات مرضية لنا وله
كنت أنصت لكل كلمة يقولها باهتمام تام كذالك الحال عند كين الذي كان يسجل كا يقوله الاستاذ من انها اشياء مهمة
تبدو فكرة جيدة ! قلت بداخلي بحماس ثم بدأت انا الاخرى بكتابة كل شيء مهم يقوله على دفتري
مرت الحصة سريعا بالنسبة لي لكن لا أعلم بنسة للأخرون الذين منهم من كان نائم ومنهم من يتململ والاخر يتثاوب يبدو ان عدد قليل فقط من يهتم بهذه الاختبارات اتى استاذ الحصة التالية واعطانا جدول الاختبارات وكانت الحصة التالية حصة رياضيات لكن الاستاذ لم يأتي لان المدير يعقد اجتماع مع جميع المعلمين بشأن الاختبارات نهاية الفصل لذالك بقينا بدون استاذ هذه الحصة كان صوت الضجيج وهمسات الطلاب منتشرة في الفصل فيلها فرصة رائعة للتلاميذ للحديث ,وكنا انا وكين نتجاذب اطراف الحديث الذي بتنهي بسرعة .
كنت ملتفتة للشباك أنظر الى تحرك الاشجار بفعل الهواء وانا افكر ببعض الاشياء الغير مهمة الا ان خطر ببالي ذالك السؤال الذي كنت أفكر فيه من مدة وجيزة لكنني عندما ارى كين انساه التففت له بسرعة لأراه مرخي رأسه على كف يده وهو يتململ قلت بسرعة
:-كين أريد ان أسئلك سؤال قبل ان انساه
رفع رأسه عن كف يده ليقول باستغراب
:-ما هو
قلت بسرعة
:-انت كنت قد اخبرتني انه بالعام السابق كنت انت من اخذ منصب الاول على الفصل لكن ..لم تخبرني من الثاني والثالث
رسمت على وجهه علامات التفاجؤ قليلاً والاستغراب لكنه أجاب ببساطة
:-الثاني كان صديقي ستيف الذي أخبرتك عنه سابقاً لكن الثالث
التفت ينظر للخلف لزاوبة الفصل ليردف
:-انه هناك يدعى اندو
نظرت للخلف باستغراب وتسائلت بنفسي هل يوجد فتاً بالفصل بهذا الاسم لو ام يخبرني كين عنه لم اكن سأنتبه له بالاصل اعدت النظر لكين عندما قال
:-سمعت انه من عروق يابانية اصلية
قلت له
:-يبدو انه انطوائي ولا يتحدث كتيراً
:-بل لا يتحدث ابداً وليس كثيراً
صحح كين كلامي
رمشت عيناي بصدمة لأقول
:-هل هل هو أبكم
نظرت كين لي بغباء شديد ليقول
:-هاا هل انت غبي كيف سيدخل مدرسة كهذه وهو ابكم
قلت له
:-لكنك قلت لا يتحدث ابداً
تنهد بضجر ليقول
:-لكن هذا لا يعني انني قلت عنه ابكم
اختصرت الموضوع وقلت
:-ها لا يهم المهم انه انطوائي وغير اجتماعي وهذا يكفي لوصفه
حرك كين رأسه بدلالة وكأنه يقول انه ميؤوس مني

نطرت مجداً للفتى الذي يدعى أندو يبدو غريب قليلاً شعره اسود خفيف بالاضافة أنه يرتدي نظارات تضيف عليه الشكل الغريب أكثر لان شكلها دائري وعيناه غير واضحتين كثيراً لانه يقرأ بكتاب ما في يديه تخيلت من شكله ان هالة سوداء تحيط به
هااها لقد عدت لتخيلاتي الطفولية مرة أخرى توقفت النظر اليه عندما انتبهت انني تأملته كثيرا عدت لمقعدي بعد ان وقفت لانظر له جيدا لاعيد النظر للنافذة وانا أفكر بالجدول الذي سأعده للختبارات وكيف سيكون جدول روتيني في حضور الاختبارات ..


في مدرسة أخرى كان الهدوء يعم أركانها وممراتها ولا يبدو أنها مدرسة أصلا سوى من صراخ بعض المعلين باسماء فلان وفلان
في أحد فصول المدرسة وكما في كل المدرسة فصولها يخلفها الهدوء هو الحال في هذا الفصل جميع الطلاب أعينهم في أوراقهم ولا يجرأ أحد على رفع رأسه وطبعاً خوف من سماع صوت تلك المُدرِسة الحاد الذي يمكن ان ينسيهم كل ما يحفظونه .. بعض الطلاب انتهوا من التقديم الاختبارات لكن كل من ينتهي يجب عليه ان يضع القلم ورأسه على الطاولة حتى دون أن يقول أنتهيت واخيرا صوت الجرس زلزل أسماع الطلبة لكن دون ان يتفوه أحد بكلمة بدأت المعلمة بلقول وابتسامة لطف على فمها
:-والان أرفعوا رؤوسكم وأقلامكم والاوراق على الطاولة
امتثل الجميع لأوامرها بانصياع تام ..لتبدأ هي بأخذ الاوراق عن الطاولات دون اي مشاكل
انتهت من أخذها لتقف خلف طاولتها امام اللوح لتقول بلطفها السابق
:-والان اتمنى لكم التوفيق وأفضل ان أرى علامات ترضيني ..وألا
هز جميع الطلاب رؤوسهم بخفوت أملين ان يحصلوا على علامات ترضيها ..بدأت باخراج طالبين طالبين بانتظامها المعتاد
عند جودي وفكتوريا
وصلتا الى ساحة المدرسة ولم تسلم فكتوريا من تأففت جودي على تلك المعلمة
جودي بغضب شديد
:-كنت أود ان أقتلها حقاً ..أنها متعجرفة ومغرورة ومتكبرة وكأنها الوحيدة المتعلمة في العالم
توقفت فكتوريا بضجر لتقول لجودي
:-الم تنتهي من التكلم عنها رأسي سينفجر قريباً من كثرة كلامك عنها
تنهدت الاخرى لتقول بغيض شديد
:-لكنها تغيض الشخص كثيرا
تنهدت فكتوريا بيأس لتجيبها
:-معكِ حق ..لكن هذا ليس مهم الان المهم كيف قدمتي الاختبار
حركت جودي رأسها يميناً وشمالاً لتقول بيأس
:-حاولت قدر المستطاع ان أجتهد فيه وقدمت ما عندي ..وانتي تقولين عنه سهل صح
:-بصراحة ليس سهلاً لكنني قدمت بشكل جيد
:-انا أخاف من تلك المعلمة كثيرا وأكثر مادة أدرس لها هي مادتها
:-ااه لهذا تدرسين جيداً ..
بدأت جودي بالمشي بأهمال لتقول لفكتوريا
:-انسي الموضوع الان لا أريد ان أتذكر شكلها حتى .. ضحكت فكتوريا على تعليقها لتلحق بها وتكملان طريقهما عائدتين الى منزلهما .
سألت جودي باشتياق
:-يا ترى ما هي أخبار ماريا لقد اشتقت لها كثيراً
أخذت فكتوريا نفس عميق لتزفره بهدوء لتقول باشتياق الاخرى
:-وانا اشتقت لها أيضا ...أفكر انه عندما ننتهي من الاختبارات نخرج في رحلة مع بعضنا نحن الثلاث فقط لم نجلص مع بعضنا منذ مدة طويلة
قالت جودي بانفعال سعيد
:-يااه هذه فكرة عظيمة
ضمت فكتوريا بقوة لتقول لها
:-انتي عبقرية جداً يا فكتو
قالت فكتوريا وهي تختنق
:-أأأب.تعدي عني فأنتِ تخنقيني
تركتها جودي وهي تتأسف
لتردف فكتوريا
:-وفكرة بسيطة كهذه لا أضن بأن من يقولها يصبح عبقري
ضحكت جودي على تعليقها لتتبعها ضحكة فكتوريا الخافتة
:-اذن سنخبر ماريا عن فكرتك الرائعة
قالت فكتوريا بتفكير
:-لا أظن ان علينا أخبارها الان
استغربت جودي لتسأل
:-لكن لماذا ؟
قالت فكتوريا بثقة
:-اذا أخبرنا ماريا عن الفكرة فربما تضيع وقتها بالتفكير في الرحلة ثم لماذا لا نجعلها مفاجأة بالتأكيد ماريا لن تمانع فهيَ بساعة ستتجهز ولا أظن ان والديها سيمانعان أيضاً
نظرت جودي لفكتوريا بدهشة وأعجاب كبيرين لتقول وعينيها تتلئلئان
:-انتي حقاً عبقرية يا فكتوريا
ضربت فكتوريا صدرها بثقة لتقول وهي تقف شامخة وبغرور
:-هاا ومن قال غير ذالك
ضربت جودي كتفها بخفة
:-لكن لا تغترين بنفسك كثيرا
قالت فكتوريا بثقة عالية
:-في الحقيقة يجب علي التباهي قليلاً فمن حقي الغرور
نضرت جودي لفكتوريا بسخرية لتضربها على رأسها بقوة وتهرب بعيداً
وضعت فكتوريا يديها على رأسها وهيي تتأوه من الالم لتركض خلف جودي وهيي تتوعد بقتلها
قالت جودي بمرحها
:-هذا لكي لا يكبر رأسك ..ثم لن تستطيعي الوصول الي وبقيت تضحك بمرح وهي تشاهد فكتوريا الغاضبة خلفها لكن بغضب تخبئ خلفه مرحها وضحكاتها ليجاريهم تمثيلها الطفولي وهي غاضبة


بعرف بعرف متأخرة والله بدي عقاب
خلص سامحوني ظروف ..وتعب ..وأهم شي كسل ن1
المهم نزل البارت وخلص
ان شاء الله أعجبكم
بس ما يكون قصير خي

الاسئلة

1-كيف ستجري الاختبارات مع كل من كين وماريا وجودي وفكتوريا
2-من هذا الذي أتى في بداية البارت ؟؟وهل سيقلب الامور بطريقة ايجابية ام سلبية ؟؟
3-سعادة الصديقتين هل ستدوم ؟
4-رأيكم بالبارت

بكفي جاوبوا عليهم ويعطيكم العافية
وما أذكركم لا للدود السطحية
القاكم في البارت القادم
في امان الله وحفظه


التعديل الأخير تم بواسطة نقآء! ; 01-18-2015 الساعة 04:59 PM