عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-16-2015, 10:11 AM
 
Post تكملة الفصل الأول من رواية أنت منزلي

[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/26_07_15143792079903821.gif');"][cell="filter:;"][align=center].











.
[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/26_07_15143792079920613.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
[/align]
[align=center]
لقد أنهت مهمتها الأولى تحدثت مع السيدة تولين و اعتذرت منها .
الآن لديها مهمة أصعب و أهم من الأولى هناك أناس آخرون يجب أن تعتذر منهم و لكن هل سيسامحونها ؟ .

نزلت ليلى من سيارة الأجرة بعد أن أعطت السائق بعض النقود .
نظرت الى المنزل الكبير أمامها ليلى تعرف كل زاوية من زوايا هذا المنزل فقد كان بيتها في يوما ما في هذا المنزل ولدت و كبرت ، هنا عاشت طفولتها و مراهقتها و أجمل لحظات حياتها كانت في هذا البيت لحظات لن تنساها ابدا ستبقى محفورة في عقلها وقلبها الى الابد .

وقفت أمام الباب الكبير متوترة ومرتبكة لقد غادرت هذا المنزل منذ 7 أشهر و لم تفكر في العودة الى هنا .
يا إلهي كم هي نادمة على ما فعلته بحق نفسها و بحق عائلتها ، ترى كيف ستكون ردة فعل والدتها عندما تراها ؟
و هل سيستطيع والدها أن يسامحها ؟.
فكرت ليلى كيف سيسامحها إذا كانت هي لا تستطيع مسامحة نفسها على ما فعلته بهم ؟


قبل سنة كاملة حيث كانت في 25 من عمرها عندما تعرفت على حسام في الشركة التي تعمل بها فقد كان حسام زميلها في العمل .
أعجبت به و بمرور الأيام تحوّل هذا الإعجاب الى حب و من ثم تطورت علاقتهما بسرعة كبيرة و لكن عندما أخبرت عائلتها بوجود حسام في حياتها اعترض والدها بشدة و أخبرها بأنه لن يسمح لها بالزواج من حسام ابدا لأنه لم يجده الشاب المناسب لها و لم يعجب به و بطريقة تفكيره .

كان الامر صعبا و حاولت ليلى أكثر من مرة إقناع والدها بأن حسام هو الشخص المناسب لها إلا أنه لم يقتنع .

غضبت ليلى كثيرا و قررت الهرب مع حسام و الزواج منه وفعلا هربا مع بعضهما و تزوجا و كان الامر صدمة كبيرة بالنسبة لعائلة ليلى و والدها الذي غضب منها وأخبرها بأنها ليست ابنته و بأنه لا يريد رؤيتها مجددا .

خرجت ليلى من حياتهم بكل هدوء وهي تتألم من تخلي والدها عنها و لكن لحظة ليس هو من تخلى عن ابنته بل هي من غادرت و لم تفكر إلا بنفسها و انظروا الآن تفكيرها بنفسها و تهورها الى أين أوصلها .
طرقت ليلى الباب و بعد عدة ثواني فتحت لها إمرأة جميلة في نهاية الاربعينيات تشبهها الى حد كبير جدا .

نظرت لها السيدة بتفاجئ و قالت : " ليلى ليلى حبيبتي ".

أما ليلى فلم تتحمل و بدأت دموعها بالسقوط على وجنتيها بحرية و من دون تحفظ فقالت : " أمي اشتقت لك كثيرا ".

ضمت السيدة لميس ابنتها بقوة و هي تذرف دموع الفرح لعودة حبيبة قلبها أخيرا .


نظرت في أرجاء غرفتها الصغيرة التي تحبها فقد كانت تقضي معظم وقتها هنا . لم تتغير الغرفة ابدا مازالت كما هي كل شيء موجود في مكانه كما لو أنها لم تغادر هذه الغرفة ابدا .
جلست ليلى على طرف السرير و أجهشت بالبكاء وهي تتذكر تلك الأيام البشعة التي عاشتها و ما فعله حسام بها.

في البداية كل شيء كان جميل و رائع كان حسام يغدقها بحبه وحنانه عاشا لحظات رائعة مع بعضهما و بعد مرور 6 أشهر على زواجهما اكتشفت ليلى بأنها حامل وكانت سعيدة جدا فكم تمنت أن تصبح أم و حلمها أخيرا سيتحقق و لكن فجاة تحوّلت سعادتها الى تعاسة و ألم عندما اكتشفت بالصدفة أن حسام متزوج منذ 7 سنوات و لديه طفلان صغيران .

كانت أكبر صدمة تتعرض لها ليلى في كل حياتها أن تكتشف أن زوجها قد كذب عليها و خانها كان أمرا صعبا جدا .
عندما واجهته بالحقيقة أخبرها بأنه يحبها و أنه سينفصل عن زوجته الأولى قريبا و لكن ليلى لم تستطع أن تحتمل الأمر فطلبت من حسام أن تنفصل عنه .
غضب و ثار عليها ثم قام بحبسها في المنزل علها تغير رأيها و لكن ما تغير لم يكن رأيها بل مشاعرها تجاه زوجها هي من تغيرت فقد تحوّل حبها الكبير له الى كره .
مر شهر كامل كان حسام يعاملها بجفاف و قسوة و يفرض نفسه عليها بالقوة.


في ذلك اليوم كانا يتشاجران بصوت عالي و ليلى تصرخ و تقول له بأنها تكرهه و لا تريد العيش معه فقام بصفعها بقوة .

فقدت توازنها و زلت قدمها لتتدحرج على كل درجة من السلالم تحت أنظار حسام حتى توقفت كجثة هامدة في الأسفل.
بسبب تلك الحادثة المؤلمة أجهضت ليلى جنينها في ذلك الحين فهمت ليلى معنى أن يفقد الإنسان أغلى شيء يملكه في حياته وهي فقدت روحها في ذلك اليوم .
لقد خسرت ابنها خسرت الشيء الوحيد الذي كان يصبرها و يعطيها القوة والامان .
الآن كم هي نادمة على زواجها منه يا ليتها لو تستطيع أن تعود بالزمن الى الوراء لما كانت سمحت له أن يدخل حياتها و يدمرها لو استمعت الى نصيحة والديها لما حدث كل هذا و لكن الآن لاتستطيع أن تفعل أي شيء المهم هو أن حسام لم يعد زوجها بعد الآن و ما عاشته قد عاشته و انتهى الأمر .


دخول والدتها الى الغرفة قطع حبل أفكارها . تقطع قلب السيدة لميس و هي ترى عينا ابنتها المتورمتين بسبب البكاء ،

اقتربت منها و ضمتها الى صدرها و هي تقول : " حبيبتي اهدأي لقد انتهى الكابوس لا تبكي يا صغيرتي " .

شهقت ليلى و هي تقول : " هل سأستطيع أن انسى ما حدث معي و ابني الذي خسرته هل سأنساه ؟ أخبريني كيف سأنظر في وجه أبي يا أمي ؟ و هل سيستطيع أن يسامحني على ما فعلته ؟ " .

قالت لميس :" ما عشتهِ قد عشتهِ يا ابنتي و انتهي كل شيء أعرف أن الأمر كان صعبا عليك و لكنك ما زلت شابة والحياة طويلة أمامك صدقيني يا حبيبتي الزمن هو الدواء الوحيد لكل الجراح فهو كفيلُ بأن ينسيك كل شيء ، المهم الآن أنكِ بخير و بجانبنا و أنا متأكدة بأن والدك سيسامحك ".

بعد عدة ثواني دخلت إسراء شقيقة ليلى الصغرى البالغة من العمر 21 عاما . حاملة بين يديها كأس ماء بارد و علبة دواء صغيرة تقدمت و أعطت الكأس و الدواء الى والدتها التي

قالت موجهة كلامها الى ليلى : " هيا عزيزتي امسحي دموعك ز خذي هذا الدواء سيحسن من صداع رأسك بعد ذلك اريدُ منك ان تنهضي و تغسلي وجهك و تبدلي ثيابك لأن والدك على وشك الوصول " .


الساعة تشير الى الثامنة والنصف صباحا الثلج يتساقط بقوة في الخارج ليعطيها الأمل ربما اليوم سيكون أفضل من البارحة ، من يعرف ماذا تخبئ الايام لك يا ليلى .
كان الجميع جالسا حول مائدة الطعام يتناولون الإفطار بهدوء ، أما ليلى فلم تأكل و لا لقمة واحدة فقط كانت جالسة تنظر الى الطعام بشرود تفكر لقد مضى شهرا كاملا و مازال والدها يعاملها بجفاف و برود و كأنها غير موجودة و هذا البرود يقتلها يمزقها من الداخل .
الى متى سيبقى يعاقبها هكذا ألن يسامحها ابدا ؟ صحيح أنها أخطأت و لكنها نادمة بشدة على ما فعلته .
ألا يكفي أنها قد خسرت ابنها ألا يكفي ما فعله حسام بها ؟ ألقت ليلى نظرة خاطفة نحو أبيها الذي كان يجلس على رأس المائدة كالملك كم هي مشتاقة أن تضع رأسها على صدره و يداه تحيطانها بقوة لتستمع الى دقات قلبه و تشتم رائحته الرجولية التي تعشقها و تشعرها بالأمان ، كم هي مشتاقة الى سماع اسمها يخرج من بين شفيته التي اشتاقت ان يطبع من خلالهما قبلة حنونة على جبينها .
فجأة نهضت ليلى بسرعة الى والدها و احتضنته بقوة من الخلف و هي تقول بصوت خافت و مبحوح : " سامحني يا أبي أتوسل إليك أن تسامحني اعلم أن ما فعلتهُ لم يكن صحيحا ابدا ة أنك تتألم كثيرا بسببي و لكن صدقني أنا أيضا أتألم بشدة صدقني أنا نادمة على ما فعلته ، أرجوك سامحني ". نهض والدها بسرعة ارتدى سترته و ابتعد عنها بكل برود أما ليلى فلم تحتمل الأمر أكثر أنها تشعر و كانها ستنفجر من الألم و الوحدة .
ركضت بسرعة لتلحق بوالدها ووالدتها و شقيقتها يلحقان بها خرجت الى حديقة المنزل و صرخت بأعلى صوتها عندما رأت والدها : " أبييييييييييييييييييييييييي " .
توقف الأب و لكنه لم يستدر لينظر الى ابنته التي سارت على الثلج لتصل الى والدها و هي تقول بصوت مقهور :
" يجب أن تسامحني يا أبي لا تكن الرجل الثاني الذي يقتلني يا أبي "


قال والدها : " أردت توديعك من هذا المنزل بيدي و لكنك ماذا فعلت هربت مع ذلك الشاب
و تخليت عن عائلتك لقد أحنيت رأسي يا ليلى ، كيف لي أن أسامحك ؟ "

أجابته ليلى : " لقد خدعني يا أبي أقسم لك بأنه قد خدعني ، أعرف أن ما فعلته كان بشعا جدا
و لكني نادمة الآن صدقني يا أبي أنا اتألم بشدة أرجوك سامحني أرجوك " .



نهاية الفصل الأول

[/align][/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/26_07_15143792079912712.gif');"][cell="filter:;"][align=center].












.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-27-2015 الساعة 12:00 AM