عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 04-03-2015, 08:24 PM
 
-

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_04_15142788216963683.png');"][cell="filter:;"][align=center]



















[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_04_15142788216951031.png');"][cell="filter:;"][align=center]
السلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ تعالي و بركاته.

الفصلٌ الأول | 1

أتعلمونَ هذا الشعورْ ..؟ لا تشعرُ بالبردِ فِي جَسدكْ رَغم أنكَ تُدثرها بِأفخر أنواعِ الثيابْ ، إنِها رَوحكْ ، هَذا مَا حَدثَ مَعي و أنَا أسيرُ فِي طرقاتِ و شوارعِ القاهرة المُزدحمة في أجواءِ دِيسمبر الباردةْ ، كُنت كأي مراهقة بَائسة تتمني أنّ يكونَ عِندها فتى أحلامْ و صممته في خَيالي ، كَانَ عُمري وقتذاكْ قد تَجاوزَ السَابعة عشَر مِن العُمر ، حِينها .. لأولِ مَرة ، رَأيته . ..!
وقفتُ و قدَ بتّ مَشدوهةً لِما أرآه أمَامي ، وَيكأن خيطاً مِن خَيالي قدْ خرجَ إلي أرضِ الوَاقع دونَ أي إنذارٍ أو موعدٍ مُسبق ، طُوله الفَارع ، مَلامحهُ الوَسيمة جِداً و الحَادة ، جَسدهُ المَمشوق ، إنِها حَتي نفسُ الحُلةَ السَوداءَ الأنَيقة التي رَأيتها فِي خَيالي ، و ذَلكَ المِعطف الذي كًنت أتَخيله بِه ، خَرج مِن سَيارتهِ الفَارهة السَوداء و في عُنقهِ الطَويل وِشاح ذا لونٍ أبيضْ قَد إلتفَ بِكل رِقةٍ و هدوءٍ حوله .
هَمستُ بيني و بينَ نفسي : مَن يَكون ..؟
و كَعادةِ أي فَتاة مِصرية أصِيلة ، أشحتُ وَجهي سَريعاً قَبل أنّ يَرآني أحد ، و أكملتُ طريقي و أنَا أضعُ يَدايَ فِي جَيب مِعطفي ، و لقد شعرتُ بالدفءِ فِي روحي لأولِ مَرة فِي بُرودةِ هَذا الشَهر ، تَجمدتُ مَكاني للحظاتٍ عِندما شَعرتُ بيدٍ قَوية و أصَابع طَويلة قدْ قَبضت عَلي كَتفي ، إزدرأتُ لُعابي و أنا فِي قِمة إرتجافي و خَوفي ، إهدأي يَا فَريدة ، لنْ يَكونَ هُو عَلي أية حَال .
إلتفتُ ببطءٍ لأصعق و أنَا أرى مَلامحَهُ القَريبةَ مِنّي جِداً وَ عَيناهُ ذاتَ اللونِ العَسليّ التي تَميلُ لـِ اللونِ الرَماديّ، مَا الذي يُريدهْ ؟
سَمعتُ لكنتهُ الإنجليزية الرَكيكة و التي بَدت ثقيلةً بِالنسبة لهْ : مَرحباً آنستي ، رأيتُكِ تَنظرينَ إليّ ،فَتسائلت ..هل تودّينَ مُساعَدتي فِي شَيء ؟
إحمرَّ وَجهي خَجلاً و إبتعدتُ عنهُ فَوراً و قلتُ بإرتباكٍ و أنَا أشعرُ أنّ جَميعَ الحُروفِ الإنجليزية قَد طَارت مِن عقلي كَما يَطيرُ الحمام : لا..لا شيء ، أنّا أعتذرْ .
سَمعتُه يَقول بنفس اللكنة : هل لكِ أنّ تُساعدينني إذاً ؟
قلتً بِإرتباكْ : لا .. أعَني نَعم ، نَعم سَيدي .. أستطيعُ ذَلك ، مَا طلبكْ ؟
سَمعته يَقول بِنبرة لطَيفة : يالكِ منْ فَتاة لَطيفةً حَقاً ، حَسناً .. أنا حَالياً أبحثُ عَن أي مَحلٍ لبيعِ الفُودكا
قلتُ بِنبرة إسِتنكارٍ و لقد رفعتُ مِن طَبقة صَوتي : خَمرة ؟
رأيتهُ يَقولُ بإستغرابْ : هدّئي مِن رَوعكِ آنستي ، مَا الخَطبْ ..؟
قبضتُ عَلي يَداي بِغضبٍ و قُلت بكلماتٍ خَرجت غَاضبة مِن بَين أسناني : تَسألُ شَخصاً مُسلماً عَن شَيء مُحرماً فِي دِينه نِهَائياً ..؟
قال ببعضْ التًفاجأ : أنتِ مُسلمة ؟ آسف .. يَبدو أنني لمْ ألحظْ ذَلك
صَرختُ غَاضبة : كَيفَ لمْ تَلحظ ذَلك مِنَ الحِجابِ يَا أحمـ..
وضعتُ يداي عَلي فَمِي بِسرعة ، بَعد أنّ كِدتُ أشَتمه ، جَيد أنَها جُملة بالعَربية أتتْ مِني عَفوية رَغماً عَني ، بَينما نَظر لِي بِبعض الضَيقْ
قال بضيقْ : تَتحدثينَ العَربية حَتي لا أفُهمكِ و تَصرخينَ فِي وَجهي آنستي ، هَل هَذا يَعني أنكِ تَنعتينني بِصفاتٍ سَيئة ؟
قلتُ له بسرعةٍ و إرتباكٍ شديدين : لا لا.. ليسَ الأمرُ كَذلك ، أنا آسفة
إكتفى بالصمت ، بينما شَعرتُ أنا بتأنيب ضمير بسببِ مَا حَدث ، تنهدتُ بقوة مُعبرةً عَمّا يَختلجُ صَدري مِن غَضبْ
قلتُ ببعضِ التَردد : حَسناً .. أنا لا أعرفُ لكنَني سَوف أسأل ، سَوف أساعدُكَ .. سيدي
نظرَ لِي بِملامحَ هَادئةً جِداً ، لا تَنظرْ لِي بِتلكَ الطَريقةَ قَبل أنّ يَسقطَ قَلبي صَريِعاً الآنْ ؟ أعترفُ أنّ الأمَر كانَ صَعباً بالنسبةِ لِي و هَو سُؤال أيَ شَخصٍ أرآهُ عَن مَكانٍ رَاقي لبيعِ الخُمور ، نظراتُ الإسِتنكارَ فِي أعينهم ، جَعلتني أشعرُ بِالإحراجِ و الخَجل ، كانَ قدّ عرضَ عليّ قبلاً أنّ نبحثُ بِسيارته لكنَني رفضتُ قطعاً ، أنّي لِي بأنّ أركبَ سَيارةَ شَخصٍ غَريبْ ؟ و المُذهل أنَه ليسَ عَربيّ ؟ بَعد وَقتٍ لا بَأس بِه مَنَ السَير ، جلستُ عَلي الرَصيفِ بِتعبٍ و إنهاكْ ، نَظر لِي ببعضْ الإستغرابِ و الذُهولْ ، حَسناً..إنّ كنتُ فِي دَولة أجنبية لقلتُ [ جَلستُ عَلي المِقعدِ بِتعبٍ و إنهاكْ ] لكَنْ .. لا يُوجدُ مَقاعدً فِي مصر فِي الشَوارع الا فِي الامَاكن الراقية فقطْ...هَذا إنّ وجدّ !
قال لِي بنبرةٍ مُتسائلة : مَاذا تَفعلينْ ؟
أجبتهْ : بَعض الرَاحةِ لنْ تَضّر
كادَ يَتحدثُ لَولا قَاطعتُه قائلةً : حَسناً ، إنِتهتِ الإسِتِراحة .. لنُكملَ البَحثْ
كانَ يَسيرُ جِواري وَ كلهُ تَعجب و إستغرابْ ، الوقتُ تأخرَ وَ يجبُ أنّ أرحلَ فَوالدتي سَتقلق عليّ بتلكَ الطريقة ، وجدتُ شَاباً..فِي الوَاقعِ لا يُعجبني ، يَبدو أنّ خَلفه شيئاً ما ، سَألتهُ عَن مَوضوعِ أيّ مَحلٍ لبيعِ الخَمر ، نَظرتهُ الخَبيثة..كَم أكرهُ ذلكْ .
قال لي بخبثْ : أريدُ نُقوداً و سَأذهبُ بكِ عندَ أفَخمهمْ
قلتُ بغضبْ : ليسَ مَعي ، سَأعطيكَ عِندمَا أملكْ
قال لي ببرودْ : لا بدّ أنّ مَعكِ مُجوهراتٍ ذَهبيةٍ أو مَا شَابه
قلتُ بذهول : هَل أنتَ مَجنونْ ؟
تذكرتً قِلادة أُمي الذَهبية التي أهِدتني إيَاها ، فَضممتها أكثرّ إليّ و قلتُ : لا أريدُ شيئاً منكْ
قال لي بمللْ : حَسناً .. لنري ..مَن ذَا الذَي سَيذهبُ بِفتاة مُحترمة إلى هُناكَ دُونَ إزعَاجَها
كَانَ -الذي مَعي- بَعيداً عَني ، و أنّا مَن طَلبَ مِنهُ ذَلكَ فِي الوَاقع ، ازدرأتُ لُعابِي
قلتُ ببطء : حَسناً ، لنتفقْ .. سأسلمكَ القلادةْ عِندما تُوصلني إلي هُناك
قال بلا إهتمامْ : إنّ لمَ تُسلمينني إياها هُناك , فَيؤسفني أنّ فَتاةً جَميلةُ مِثلكِ سَتتعرضُ لأشياءٍ سَيئة
الوغد .. أعلمُ فِيما يُفكر ..
تنهدتُ بغضبْ : حَسناً .. فهمتْ
قال بهدوء : خَلفي
نظرتُ إليه -لم أكن أعلمُ إسمهُ آنذاك- و أخبرتُه أنّ يَأتي مَعي
سِرنا خَلف هَذا الشخصْ ، الطريقُ لَم يكنْ طَويلاً جداً ، كَان لا بأسَ بِه فِي الوَاقع ، أمّا عَن المَحل فَـ قَد كَانَ كبيراً..و بالفعلِ فَخماً للغَاية .. أحياناً أفكر ، هَل حَقاً الأغنياءَ مِنَ المُمكن أنّ يُنفقواْ نُقودهمْ عَلي أشياءٍ كَتلكْ ؟ دَعوتهُ للدخولِ و أنَني سَأنتظرهُ فِي الخَارج ، نظرتُ إلَي هَذا الشَخصِ لأجدَ نظرتُه تَحمل الكثيرَ مِنَ الخُبث .
زفرتُ بحدةٍ و بَعدهَا خَلعتُ قِلادتي بِهدوءٍ وَ سَلمتها له و أنّا اُلقي عَليها نَظرةَ وَداعٍ أخيرةْ قبلَ أنّ تُفارقني للأبد ، كَانت عِبارة عَن فَراشة صَغيرة وَ رَقيقةً للغَاية ، أمي قَد أَهدتني إِياها فِي عِيد مِيلادي السَادسَ عَشر ، وُضعتُها فِي يَده بِحسرةٍ وَ ألمْ .
قلتُ بغضبٍ مَكبوتْ : سُحقاً لكْ
إبتسمَ بِسخريةٍ بَعدها إبتعدَ عَني ، كَانتَ تِلكَ المَرةَ الأولي التَي أخلعُ فِيها قِلادتي ، حَسناً أنا لستُ نَادمة .. أو سأحاولُ ألا أكونَ كَذلكْ ! الخَسارةَ الأولى فِي سَبيلِ شَخصٍ لا أعرفه ، لا بَأس بِهذا .. لا بَأس .

إنتهاءَ الفصل الأول | 1

توضيحات
-القَاهرة هي عاصمة جُمهورية مصر العربية ،مما يدلُ أنّ الرواية أحداثها في مصر..
-الفودكا هي نوعٌ من أنواع الخمور و عادةً ما تُشربُ في الشتاءِ لمنحِ الدفءِ لصاحبها ..
و هي مُحرمة تحريماً تاماً علي المُسلمين هي و باقي الخمور المعروفة ..
-الجُملة التي كانت تتحدثُ عَن القدرِ في مُقدمةِ الرواية و التي لاقت إنتقاداً ..
أحببتُ التوضيح بأنّ الجُملة ما هي إلا تشبيه بلاغي ،و لا حرجَ في هذا علي حدّ عملي ..
فلا تُوجدُ رواية خالية من التشبيهاتِ البلاغية و ما شابه هذا .

الخِتام
أشكرُ كل من سيبدأ في مُتابعتي من تلكَ اللحظة ، سيشرفني هذا كثيراً ..
لكمُ منّي خالصَ تحياتي و ودّي و تقديري لشخصكمُ الكريم ..
في أمانة الله و حفظه و رعايته .

و السلامُ عليكم و رحمةُ الله تعالي و بركاته .
[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_04_15142788216954332.png');"][cell="filter:;"][align=center]












[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________






..I get so lost, forget my way
..But still you love and you don't forget my name
..If you can hold the stars in place
..You can hold my heart the same
..Whenever I fall away
..Whenever I start to break
.So here I am, lifting up my heart


.Skillet -





التعديل الأخير تم بواسطة نقآء! ; 04-04-2015 الساعة 12:23 PM