عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 04-10-2015, 01:10 PM
 
-

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_04_15142788216963683.png');"][cell="filter:;"][align=center]



















[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_04_15142788216951031.png');"][cell="filter:;"][align=center]
السلامُ عَليكم وَ رحمةُ الله تعالي وَ بركاته

الفَصل الثَالث | 3

اليومْ هوَ يَوم الأربعاءْ ، الغَريب أنني أشِعر بالحزنِ وَ الألمْ ، وَيكأني سَوف أفارقُ شَخصاً عِشتُ مَعهُ دَهراً كَاملاً ، كَيفَ أثرتَ فيّ كلَ هَذا الحدّ رَايوتشي ؟ كيفَ فَعلتَ هَذا و أنا بالكادِ أعَرفكْ ؟ إرتديتُ مَلابسي ثمْ إتجهتُ نَحو والدتي لأخبرها بأمر ذَهابي إلي المَطار ، نَعم نَعم..أنا فِي مصر وَ أمي لنْ تُوافقَ كَعادة أي أمٍ مَصرية ، و بالطبعِ لنْ أكذبَ عَليها وَ أخبرها أنّه ليسَ رَجل .
قلتُ لها بهدوءٍ ولطف : أمي..هَل تسمحينَ لِي بالذهابِ إلي المَطار ؟
أمُي بإستغراب : مَاذا ..المَطار ؟
قلتُ لَها ببطء : نَعم .. عِندي صَديق سَيسافرُ إلي مَوطنهِ وَ أريدُ تَوديعه
قالت لِي بذهول : مَاذا ؟ صَديق ؟ كَيف هَذا ؟ وَ كَيف لمْ تُخبرينني عَنه ؟ هَل تَعتقدين أنني سَأوافق ..هَل جُننتي يَا ابنتي ؟
قلتُ لها بِإنزعاج : أمي..إسمَعيني ، إنهُ أكبرُ مِني بِكثير ..أكبرُ مِني بِخمسةَ عَشر عَاماً وَ لا يُوجد بَيننا أي شَيء نِهائياً ، وَ مَثلاً إنّ سَألني أحَدهم سَأقول أنه خَالي أو عَمي وَ يَعيش فَي الخَارج أو أي شَيءٍ مِن هَذا القَبيل ، أمي..رَجاءاً إنه وَحيد الآن فِي المَطار ، ألا يُشعركِ هَذا بِالشفقةِ عَليه ؟
شَعرتُ بملامحِ أمي قَد لانت ، عَظيم..خُطتي بَدأت تَنجح .
قالت بِتردد : لكنْ..
قاطعتها قَائلة : لكنْ مَاذا يَا أمي ..إنِه لَيس مِن مصر إنه يَابانيّ ، أنتِ تَعلمينَ كَم أعشقها حَقاً وَ أتمني أنّ أزورها يَوماً ، وَ هَذا الشَخص كَان جديرٌ عليّ مُساعدته لأنه مِن نَفسِ البَلد التي أتَمني الذَهابَ إليها ، إنَه شَخصٌ لطيفٌ حَقاً ، يُؤسفني أنّه سَيكون وَحده فِي المَطار ، بِلا صَديق أو رَفيق لِيودعه ، حَتي أنّه أحبَ مصر كَثيراً ، أينَ كَرمُ الضِيافة ؟
ثمَ شَعرتُ بِشيءٍ حَارقٍ عَلي وَجنتاي إذ هِي دُموعي ، مَسحتها بِسرعة وَ أنّا أُراقبُ تَعبيرات وَجه أمي المُترددة .
أمي : حَسناً يَا فَريدة ..إذهبي ، لكن.. لا مَشاكل .. وَ لا تَأخير
إحتضنتُها بِسعادة وَ قلت : لا تَقلقي.. لنْ أفعلَ ذَلك أبداً .
فِي طَريقي لِلمطار ..لا أدري هَل أنَا أشُعر بِالسعادةِ لأنني سَأرآه للمرةِ الثالثة وَ والدتي وَافقت ، أم أشُعر بالحزنِ وَ التعاسةِ لأنني سَأرآهُ للمرةِ الأخِيرة ، كَانت مَشاعري مُختلطة , وَ مُتضاربة ، مَاذا سَيحدث لِي عِندما أرآهُ يُودعني وَ تَرحل طَائرتهُ إلي الأبدِ رُبما ..؟ هَل سأبكِ..؟ لا لا أنَا قَوية وَ لنْ أبكِ أبداً ، إنهُ مُجرد صَديق فَقط ، لمْ نَتقابل إلا مَرتين مَحظ مُصادفة دُون تَرتيب ، وَصلتُ إلي مطارِ القاهرة ، الآن المُشكلة الكُبري ..أينَ هُو ؟ إن المطارَ ضخم ..البحثُ عن رَايوتشي فِي هَذا المَكان أشبهُ بِـ البحثِ عن إبرةِ في كومةِ قش ، أشعرُ باليأسِ وَ الإستسلام مِن تلك اللحظة ، فِي أي مَبني ..؟ مَاذا سَتفعلينَ يَا فَريدة ؟ إكتفيتُ بِالوقوفِ في مَكاني دُونَ فِعل أيّ شَيء ، إنه مُستحيل..مُستحيل أنّ أجده ، لا أدري عَلامَ دُموعي تَنهمر الآن ، السَاعة الخَامسةَ وَ الرُبع ، أخَشي أنني لنْ أرآه ، حِينها صَدّقتُ جِداً عِبارة ..ربُ مُصادفة خَير مِن ألفِ مِيعاد ، فِي كُل خَطوةٍ تَتحرك فِيها عَقارب الساعة أشعرُ بَأن قَلبي يُنتزع مِني بِقسوة ، لا.. أرجوكَ لا تَذهب الآن ، يَجبُ أنّ أرآكَ ..وَ أنتظر ....
: فَريدة ..أتبكين ..؟
نظرتُ خَلفي بِذهولٍ لأجدهُ بِحلةٍ سَوداء وَ قَميص رَماديّ اللون ، وَ رَابطة عُنق سَوداء ، يَا إلهي..لِلحظة شَعرتُ أنّ رَوحي صَعدت للسماءِ وَ قد عَادت مَرةً أخري ، إنّه..يَقفُ أمَامي الآن ، لأولِ مَرةٍ أستطيعُ سَماعَ صَوت خَافقي وَ هُو يَخفقُ بِشدة ، مَسحتُ دُموعي وَ أنا أبتسمْ .
قلتُ له : ظَننتُ أنني لن أستطيعَ وَداعكَ أو أنَني سَأصلُ بَعد إقلاعِ طَائرتكْ
إبتسم بِدفء : كُنت أنتظركِ ، كُنت أثقُ أنكِ لن تُخيبي ظَني يا فَريدة..شُكراً عَلي ذَلك
خَجلتُ قليلاً وَ قلت : نَحن لنْ نَري بَعضنا مَرةً أُخري ؟ أنتَ لنْ تَعود لِمصر ؟
ردّ بِحيرة : لستُ أدري يَا عَزيزتي ..لكنْ كُل مَا أتمناه ، أنّ أرآكِ مَرةً أخري
قلتُ بحزن : أنا كَذلك رَايوتشي
إستطردتُ : لكنكَ لَن تَنساني..أليسَ كَذلك ؟
قال بهدوء : مَن يَنسي شَيء سَكن قَلبه ؟
نظرتُ إليه بذهول : هَل تَعني أنّ لِي مكانةً فِي قَلبك ؟
دنَي مِني كثيراً ، لأنه أطولَ مِني بِمراحلٍ فِي الوَاقع ، أحياناً أشُعر أنني إبنتهُ التي لم تَتَجاوز العَشر سَنوات ، إقتربَ مِن أُذني .
هَمسَ لِي بِنبرةٍ دَافئةٍ جداً : أنتِ تحتلينهُ بِالكَامل
فتحتُ عَيناي عَلي مَصرعَيهما ، زَادتَ نَبضاتُ قَلبي حَتي خلتُ أنّه سَيسمعها ، سَرت كَهرباء سَريعةً فِي جَسدي وَ حَرارة شَديدة تَليها ، مَا هَذا..رُبما ..لمْ أفهم أو..تَرجمتها بِطريقةٍ غَير صَحيحة..أوَ..
إبتعدَ عَني وَ قَال لِي بِهدوء : طَائرتي سَتقلعُ بَعد لحظاتْ ..أظنُ أنّه الوَداعُ إذاً ؟
تداركتُ الأمَر وَ قلتُ بِحزن : نَعم..أظنُ ذلكَ أيضاً
قالَ لِي بِكلِ جَرآءة : هَل أستطيعُ إحَتضانكِ ..؟
التفكيرُ فِي.. فِي..أنّه سَيحضنني..وَ سَأشعرُ بِجسده ، التَفكير فِي أنّني سَأرسلُ لَه رُوحي فِي إحِتضانهِ لِي..يَجعلني أتَمني الذَهابَ إليهِ بِشدة ، لكنْ..لكنني..لنْ أسَمح بهذا .
قلتُ بِثباتٍ وَ دَاخلي آلآف الكَلمات : أُقدّر ذَلك .. لكنني لا أستطيع ، فِي الإسِلامِ وَ فِي مصر ..لا يُمكن إحِتضان أيّ رَجلٍ غَريب ، أنّا آسفة
شَعرتُ بِنظراتهِ المُتألمة : آه..آسف ، لمْ أقصدْ ذَلك ، كُنت أودّ تَوديعكِ فَقط
نَظرتهُ تِلك آلمَتني بِشدة ، أنا أسفة..رَايوتشي أنَا أسَفة حَقاً .
قلتُ بسرعة : أرجُوكَ.. لا تَعتذر ، لا أحبُ أنّ تَكونَ آسِفاً عَلي شيء
صَمتَ قَليلاً ليقول : إذاً .. هَل أستُطيع مُصافحتكِ ؟
إن رفضتْ..فَسينظر تِلكَ النَظرة مَرةً أُخري ، إنَها تُؤلمُني ، لِذا ...مَددتُ لهُ يَدي ..حَاولتُ أنّ أكونَ أكثرَ ثباتاً وَ هُدوءاً ، لَكنني لمْ أجِد يَدي إلا مُرتجفة , وَقتذاكْ ... أمِسكها رَايوتشي..فَلقد إحِتواها بِيده ، سَري الدفءُ فِي كِيآني كُله عَبر يَده الدَآفئة ، أنّي لَه أنّ يَحملَ كُل هَذا الِدفء فِي تِلكَ الأجِواء ؟
سَمِعنا نِداءَ المُضيفة وَ هِي تَحثُ المُتوجهين نَحو طُوكيو بِالذهابِ إلي طَائرتِهم ، شَدّ عَلي يَدي .
قالَ بِهدوء : إنني أتَمني أنّ أقَابلكِ مَرة أُخري يَا فَريدة ، وَ سَيكونُ مِنَ الرائع لَو تَقابلنا فِي اليَابان..سَأُصلي لأجِلكِ
قلتُ لَهُ بِإمتنانٍ وَ دُموعي تَتسابق عَلي الإنهمار : وَ أنا أتَمني أنّ نَتقابل يَوماً مَا رَايوتشي
قالَ بِلطف : لا تبكِ صَغيرتي ..دُموعكِ لا أُحِبها
ثمّ أخرجَ مِنديلاً مِن جَبيه لِيبدأ بِمسحِ دُموعي بِكلِ لطفٍ وَ رِقة بَينما أكِتفي أنا بِمراقبتهِ مِن قُرب وَ مُراقبة كُل تَفصيلةٍ فِيه..عَيناه الحَادتان ..أنِفه الذي يشبهُ السَيف فِي حِدتهِ وَ الذِي يَتناسبُ مَع تَقاسيم وَجههِ الحَادة..شَفتاهُ المُتناسبة تَماماً مَع مَلامحه..حَاجباهُ الرَفِيعان..وَجهه..كنتُ أريدُ النَظرَ إليه لأكثرَ وَقتٍ مُمكن..حَتي أحفظ مَلامحهُ تَماماً .
إبتعدَ عنّي وَ رَبتّ عَلي رَأسي قَائلاً : إعتنِ بِنفسكِ عَزيزتي..وَ إبِتسمي دَائماً..فَأنا أعتقدُ أنّ مِصر سَتحبُ إبتِسامتكِ كَثيراً..هَذا إنّ لمْ تَكن قَد أحبَتها بالفعل
إبتسمتُ بِخجل : وَ أنتَ كَذلك رَايوتشي..إعتنِ بنفسك
أومَأ رَأسه بِهدوء : سَأشتاقُ إليكِ عَزيزتي..إلي اللقاء
أخذتُ نَفساً عَميقاً مُحاولةً تَنظيم نَبضات قَلبي : أتَمني أنّ يَكونَ هُناك لِقاء
وَ بَعدها أدارَ لِي ظَهره وَ رَحل ، رَحل وَ أخذَ شَيئاً مَا مَعه ، أجَهلُ حَقيقة مَشاعري نَحو رَايوتشي حَتي تِلكَ اللحظة ، كُل مَا أعرفه..أنني تَمنيتُ بَقائهُ مَعي لفترةٍ أطول ، مَسحتُ دُموعي التي تَساقطت مَرةً أخري .
همست : وَ أنا سَأشتاقُ إليكَ جِداً ...

إنتهآء الفَصل الثَالث | 3

الخِتآم
ستبدأُ الروآية بأخذ المُنحني الجديدُ كما ذَكرتُ سآلفاً ..
مِن بدآية الفصلِ الرآبع ..حتي النهآية ، ستظلّ تتخذُ المسآر القآدم ..
دون أي إنحدآر ، فقط..كل ما سيتغير الأحداث ..
وَ رجآءاً ، طول الفصل أو قصره ، ليس بـ يدي ..
فـ الشيء الذي يتحكم في الرواية ، الأحداث ..الأحداث و لا شيء غيرها ..
و أدعو أن تنآل الرواية إعجآبكم حتي النهآية ..
تحيآتي الخآلصةُ لكم جميعاً ..
في أمانةِ الله و حفظهِ و أمنهِ و رعآيته .

وَ السلامُ عَليكم وَ رحمةُ الله تعآلي و بركاته

[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_04_15142788216954332.png');"][cell="filter:;"][align=center]












[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________






..I get so lost, forget my way
..But still you love and you don't forget my name
..If you can hold the stars in place
..You can hold my heart the same
..Whenever I fall away
..Whenever I start to break
.So here I am, lifting up my heart


.Skillet -