عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-09-2015, 08:03 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://im43.gulfup.com/Vf0yYG.png');border:3px inset white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


ليل يعم الأرجاء , سكون وسط الشوارع , لا صوت إلا نقرات المطر الغزير , أقدام كسرت همسات المطر تجتاح سكون الليل راكضة مسرعة , لهاث يتخلل الصوت الهادئ المتعب ,اعين الجمر تلمع ملتهبة بالغضب , بدى الخوف واضحا بتلك الأعين , صراخ ينادي

" توقف مكانك حالا !!"

بالطبع لن تتوقف تلك الأقدام عن الركض لحظة برجال يرتدون بذلا سوداء ومسدسات مكتومة الصوت بين أيديهم رغم الكاتم إلا ان الطلقة تخترق جدار الصوت وسط المياه لتسمعها الأقدام المضطربة محاولة تفادي الطلقات الباغتة

؟ : سحقا , سحقا ! ,ألا مهرب ؟"

الرجل 1 :" لا تؤذه سيقتلنا الرئيس لو فعلت "

الرجل 2 :" ألا تراه يهرب و قد تحدى الجميع بهربه "

من بين الزقاق خرج قافزا بأعينه القرمزية لم ينتبه للطريق العامة , فقد قفز لمنتصف الطريق , لكن يبدو أن هناك أحد بانتظاره , توقفت السيارة بثوان , توسعت أعين القرمز صدمة بهوية السائق

؟ :" أنت !؟ "

صعد د للسيارة مؤجلا أي امر اخر غير الهرب و الواضح أن السائق فتاة بمقتبل العمر ,دهست دواسة البنزين بقوة لتنطلق بسرعة متفادية الطلقات المتوحشة



في منطقة ما من هذه الكرة الأرضية الواسعة , نسافر إلى الوطن العربي بلاد عربية صغيرة كانت رمزا للسلام و الأمان , داخل منزل جميل متواضع , لا غال و لا فقير , في منطقة جبلية هادئة , تعيش أسرة سعيدة بأمان سويا يضحكون و يفرحون و يمشون نحو المستقبل بهدوء , إلا أن ظروف بلادهم قد أفسدت فرحتهم , واضطرتهم للرحيل بعيدا , باحثين عن حياة آمنة جديدة

أجبرتهم الظروف على الهجرة لتأمين حياة سعيدة و كريمة لأفراد الأسرة كافة , و من بين أفراد هذه الأسرة تعيش فتاة شابة بعمر الزهور و اسم الفتاة اسم زهرة قديمة و نادرة لوتس , ذات شعر بني حريري طويل و عينان خضراوان لامعتين , في غرفتها الجميلة و اللون الأحمر يحاوطها من كل مكان ,

لكن يبدو أن غرفتها قد فقدت جمالها بسبب الأغراض المتناثرة هنا و هناك بعشوائية , الحقائب مفتوحة و الملابس مرمية ,توظب حاجيتها أو لنقل تحاول توظيب حاجياتها , و يبدو أنها فاشلة بذلك , فكلما وضبت حقيبتها و أغلقتها , تنفتح الحقيبة تحلق حول الغرفة هنا و هناك ,

بدى اليأس عليها بسبب الفوضة و قظاء اليوم محاولة الترتيب , انتثرت ورقة بالخطأ من حقيبتها , و طارت بالهواء حتى وقعت أرضا , جلست الفتاة تبكي كالأطفال

لوتس:" أمــــــــــــــــــــــــي " قالتها تصرخ و هي على الأرض

ركضت الأم للغرفة تلبي نداء ابنتها و بان الخوف بخطواتها:" ما بك ؟ هل أصابك مكر.... “ دخلت الأم فتفاجأت بفوضى غرفة ابنتها , توسعت عيناها و شهقت من هول المنظر , ركعت أرضا مصدومة

هاله :" ما...ما...ماهـــــــــــــــــذاااااااا " خرت الأم غائبة عن الوعي بفكاهة

لوتس بتوتر و سخرية :" مهلك أمي , لا لا تفقدي الوعي , ساعدني أولا , أمــــــــــــــــي !! "

بعد فترة استيقظت الأم فوجدت نفسها على سرير ابنتها و ابنتها تلملم دموعها وأغضاها بآن واحد , نهضت الأم بكل غضب و غيظ , صرخت بوجه ابنتها

هاله :" لوتــــــــــــــــــــــــــــــــس !!"

خفضت لوتس رأسها بخوف و قلق , :" اااااا ,أنا أسفة ,أسفة , أسفة , الرحمة , أمــــــــــــــــي "

اقتربت الأم من ابنتها بغضب شديد و أعين تشتعل شرا و أكثر ما يخيف لوتس هو صوت أمها , أمسكتها أمها من أذنيها بفكاهة

هاله تصرخ:" ثلاث أيام قضيتها بترتيب حاجياتك للسفر و لا تزالين لم تحركي ساكنا , غدا لافجر طائرتنا , أي فتاة غبية أملك؟, أخرجي نظفي الصحون و الصقي العلب الكرتونية بإحكام , اطلبي المساعدة من شقيقك و إن أخطأت سأرميك للدبابات في الأسفل ... هذا واضح !!! "

لوتس بخغ :" واضح ...واضح .... !!! " نهضت لوتس هاربة للمطبخ ...

اقتربت الأم و تنهدت , تنصت لصوت الرصاص بالخارج بيأس و يبدو أنهم قد اعتادوا هذا الصوت المرعب المنذر بالموت كل دقيقة , استدندت الام رعلى مسند السرير , تنهدت بعمق و بان الحزن باعينها المتعبة

هاله :" أخيرا سنسافر من هنا , جيد أن زوجي يعمل خارجا , حان الوقت لنصنع حياة جديدة, الرحمة, العدل , قد فُقدت منذ زمن , من كل مكان لكن .. , هل يا ترى سيستطيع أبنائي التأقلم في البلاد العجم !! "

انتبهت الأم للصورة الي عليها شاب و قد بدى عارضا أو ما شابه , و هي ترتب حاجيات ابنتها فعرفتها فورا , قرأت ما كٌتب عليها بقلم حبر , فضحكت من الكلام و تابعت لم أغراض ابنتها بحنان ,

كُتب على الصورة : نعم ها أنا قادمة , يا بلاد ملك الألعاب , انا متشوقة لرؤية الحياة هناك , متشوقة للحرية و للعدل و الإنصاف , متشوقة للتكنولوجيا و غيرها , أنا أتية , غدا هو يومي المنشود ... "

هاله :" كم أنت غبية يا فتاتي !! تكادين تبلغين من العمر العشرين ولا زلت صغيرة أتسائل هل وجوده هناك سيشكل مشكلة , لن يكون الوضع سهلا أبدا ..."

أرجعت الأم لدفتر مذكرات الفتاة و تأكدت من سلامة الصورة , فهي تعرف أنا ابنتها ستفتح مناحة و عزاء إن أصاب الصورة مكروه



تعدت الساعة الثانية عشر و الجميع غفى متعبا منهكا بعد تعب طويل , لم يغمض للفتاة جَفن واحد تفكر بحياتها الجديدة

لوتس :" غدا إذن , غدا سأغادر بلادي لأجل غير مسمى , طوكيو : مصدر كل الأنمي , المانغا , التكنولوجيا و الحياة غير أنها موطن ممثلي المفضل أيضا , ممثلي المفضل مذ كنت بُرعما صغيرا "

// قالتها و قد ضمت وسادتها بحنان, ثم فجأة اخترق عقلها سؤال ما كنت تحسب له حساب , نهضت بأعين قلقة تنظر لصورة الشاب المعلقة على الحائط , فيبدو أن غرفتها تعج بصوره //

لوتس :"اليابان , دولة أجنبية , و أنا و انا , م..م..مُسلمة !! , كيف لم يخطر ببالي هذا الأمر من قبل , حتى لو قابلته ماذا سأفعل عندها ؟ هذا غباء لا يمكن الاقتراب منه أبدا , الأجانب لا يحبون العرب و لا الإسلام , لا , لا علي طرد هذه الأفكار من بالي , البلاد الأجنبية هي أيضا بلدان حرية المعتقدات مهما كانت ... "


عادت الفتاة للاستلقاء وبأعينها القلق , التفتت بجانبها فرأت المنبه قد تعدى الواحدة و طائرتها الخامسة فجرا , أعادت أفكارها الوردية لعقلها و اخفت توترها مقنعة نفسها انها تخيلات لا أكثر, سلمت نفسها للنوم أخيرا و نفسها المتعب و المسالم بات مسموعا ...



في الصباح التالي و قد وصلت العائلة المؤلفة من الأم وولديها للمطار , شاب بعمر الخامس و العشرين بشعر أسود و عينان بنيتان و فتاة بعمر التاسعة عشر ترتدي حجابا ورديا جميلا و فستان أبيض خلاب مزخرف بالورد ... فوقه سترة وردية , تجر حقيبتها الحمراء خلفها بفرح

لوتس :" اليابان , اليابان , اليابان , هاهاها اليابــــــــــــــــــان ,أنا قادمة !!! "

هاله :" بالحديث عن اليابان , المدرسة تبدأ غدا , سجلك والدك بأفضل مدرسة على الإطلاق بطوكيو , عليك التعود على لغتهم , و حسب معرفتي بهوسك بالأنمي , لابد أنك تتحدثين اليابانية "

لوتس :" غ..غ...دا .لكني لم أحضر نفسي إطلاقا , ما معنى هذا؟ ثم أي مدرسة هذه , لم نتفق على هذا أبدا , أمي رُدي علي .... " قالتها تجر حقيبتها الثقيلة وأمها تمشي أمامها بخطوات "


هاله بضحكة ناعمة خبيثة:" مدرسة الدومينو يا صغيرة لحسن حظك فقد سمعت من والدك أن الممثل أتيم أكنم كانون انتقل لهناك حديثا بعد أن كان مختفيا لمدة أربع سنوات , قولي لي أليس هذا مثيرا !"

توسعت أعين الفتاة صدمة , تسمرت بمكانها تفكر بالاسم , نطقت بغباء أخيرا :" من هو أتيم ؟!"

جاء صوت شاب ساخر رقيق و الواضع أنه يقلد أحداهن :" ذلك البطل المقدام , الشجاع المضحي , المتعجرف الغبي والسخيف , النحيل والضعيف غير أنه أحول بتلك العينين كل شيء زائف بها تحبين أعينه و ماهي إلا عدسات ومساحيق تجميلية ,إنه بطلي الفرعون "

قالها يمثل حركاتها الفكاهية ساخرا قاصدا الفتاة أمامه و قد ركعت أرضا و دموعها أغرقتها كالاطفال تبكي

لوتس :" وائل ,أنت شرير ,أتيم قوي و لطيف ليس مزيف ثم إن عينيه حمراوان فعلا "

وائل :" أجل أجل .. ضعيه أمام القبطان سيلفر من جزيرة الكنز , سيهشم عظامه تهشيما "

لوتس بغضب :" غير صحيح أتيم أقوى , سيقضي عليه بقوته "

وائل :" أشك ! بجسده ذاك هههه , سيتحطم كالكعك بين يدي الأسطورة سيلفر .. "

لوتس :" سيقضي على سيلفر بسحره و دهائه .. " قالتها بتردد متذكرة قوة القبطان سيلفر ولا منازع له ,اقشعر بدنها متخيلة مواجهة أتيم لذاك القبطان الأسطوري المتوحش

الإذاعة :" فاليتوجه ركاب الرحلة 180 المتجهة لطوكيو للبوابة 16 "

الأم :" هيا أسرعي كي لا نفوت الطائرة .. "

لوتس :" و لكن "

وائل :" هيا..هيا أسرعي كفاك جدالا "

لوتس :" أخي وائل ستندم على سخريتك منه حتما" !!"

]وائل : " تعرفين أن والدتك هي من وضبت حاجياتك أمس و هي متعبة للتحدث الأن , وتعرفين أن سنتين من عمرك قد ذهبا بفضل ظروف البلاد, كيف تتوقعين من والدنا أن لا يسجلك بمدرسة من أول يوم , لديك تعلم اللغة , لديك تعديل الشهادات و لديك الكثير لتفعليه على أن تتلكأ و تغرقي بأحلامك الواهية , ثم لا أعرف كيف استطاع والدك تسجيلك مع ذلك ال... " "

لوتس :" بدل أن تقف لجانبي و تساعدني تهاجمني أنا أكرهك .. ثم أمي تمزح بلا شك..مستحيل له أن يكون.... " // قالتها بفكاهة

وائل :" أكرهك أكثر ... فتاة صغيرة لا تفهم شيئا "

لوتس :" أنا لا أفهم ...أنت هو من...." قالتها بوجه طفولي غاضب

هاله بجدية تبدل بنظرها يمنة و شمالا :" للأسف لوتس حقيقية وجود ذلك الممثل بمدرستك واقعة , و بدل تصرفاتكم كالرضع تحركوا , هيا يا أولاد ...تلك البوابة "

ألغيا الجدال وركضا خلف والدتهم البالغة من العمر 45

صعد الركاب الطائرة و لوتس كانت عند النافذة و لم يغادر عقلها كلام والدتها و أخيها الأخير ... ظلت أعينها متعلقة ببزوغ فجر الشمس لتعلن عن بداية جديدة و معاناة طويلة , تخبأها الحياة لهذه الفتاة ...

, تسارعت حركة الطائرة على المسرى, فرد الطائر المعدني الهائل أجنحته و حلقت الطائرة عن الأرض , لحظة التحليق تسبب هبوطا في القلب و خوفا ضئيلا , متعة الوزن و الهواء يرفعه كالريشة لاتضاهيها متعة, استمرت الطائرة بالتحليق عاليا مبتعدة عن المدينة الصغيرة المسالمة أو من سُميت مسالمة يوما , لم ترف أعين الزمرد ثانية ,

تشاهد موطنها يختفي لحظة بعد لحظة , كل ذكرياتها تمر أمام عينيها كالشريط , فاضت أعينها بالدموع مدركة أنها لن تعود , مدركة أنها رمت ذكرياتها بالمحيط عميقا و أن لا سبيل لاسترجاعها , فالغمامة السوداء التي تلف وطنها تزداد كثافة يوم بعد يوم ..



في صباح اليوم التالي، أعلنت الشمس عن إشراقها مُزيلة كل أثر لظلمة الليل , بأحد ضواحي طوكيو منطقة تسمى الدومينو , استقرت فيها أشهر مدرسة بطوكيو ,و الطرقات تعج بالطلاب الفرحين و المستمتعين , يستقبلون السنة الجديدة بحيوية و طاقة , من بين هؤلاء الطلاب , خمسة مراهقين بعمر ال18 عشرة باستثناء واحد منهم

وهو شاب أسمر بعينين قرمزيتين ثاقبتين و شعر كالنجمة بثلاث ألوان الأسود و البنفسجي المائل للقرمزي و غرر صفراء ذهبية منها يغطي جبهته و منها ترتفع لفوقه كالبرق بشكلها مع هذا بدى جذابا بطريقة ما ,

أما المراهق الأخر فكان شبيهه إلا أنه أقصر بأعين بنفسجية واسعة و الشعر ذاته لكن دون غرر مرتفعة لفوق ,

رافقه فتاة بأعين زرقاء وشعر بني حريري قصير حتى عنقها
وشاب أشقر بأعين عسلية
وشاب أخير بأعين بنية وشعر بني مقدمته كالشوكة

يوغي :" إذن آتيم , من كان يعلم أنك ستأتي معنا للمدرسة و أنت بعمرك هذا ؟"قالها يمازحه بلطف

آتيم :" أتقصد أني عجوز يا هذا ... ؟ "

آنزو :" لا ما يقصده أن فرعون بمقامك , يأتي لثانوية ! "

جوي :" أهلا بك للقرن الواحد و العشرين! "

هوندا :" وداعا للملوكية و أهلا بشقاء أرض طوكيو .... وشقاء ملاحقة المعجبين لك أيها البطل"

آتيم :" أنتم تغارون فقط لأني فرعون , ثم لا مشكلة باني كبير ولا زلت بالثانوية , لا مشكلة من تركي لبلادي و المجيء لهنا , لا مشكلة قط , سأكون الأول حتما “ قالها بيأس فكاهي و العرق الكاذب يتصبب منه

يوغي :" هيا .. هيا لا داعي للاكتئاب , جميعنا معك " قالها يشده من يده بمرح

تعالت همسات غريبة من الطلاب بالطريق , همس هوندا لأصدقائه و قد على وجهه نظرة غريبة .... وضع يده على كتف جوي وتحدث

هوندا بهمس :" انظر يا رجل ... "

مشيرا لفتاة تمر من بين الطلاب , تمشي بهدوء و قد بان الارتباك عليها ’ ترتدي زي مدرسة الدومنيو سترة وردية عريضة بعض الشيء , و بدل التنورة القصيرة للفتيات , تنورة طويلة لأسفل كاحلها , أما عن شعرها فقد أخفاه شال أبيض اللون يزينه الورد الوردي ,علة طرف الشال وضعت عقدة حمراء ملونة , كانت تمسك بحقيبتها مرتجفة و أعينها الخضراء تحدق بالأرض مترددة

لوتس :" قلبي ينبض بسرعة كبيرة , همساتهم قاتلة , يا إلهي لما أفهم كلماتهم أتمنى من كل قلبي ألا يراني أحد اعرفه , أتمى من كل قلبي ألا ألتقي به "قالتها بتوتر و حيرة و تمشي مرتجفة لا تجرأ على رفع نظرها

آنزو :" ما بال الجميع يهمس ؟؟ "

جوي :" ما بك هوندا ماذا أصابك ؟؟ لم تغيرت ملامحك فجأة "

أصوات :

" انظروا تلك الفتاة ,
تبدو غريبة أطوار ,
أنا أعرف هذا الزي
لابد أنها عربية
اوه سمعت أن العرب يديرون منظمات إجرامية
نعم نعم و خصوصا فئة الإسلام منهم ,
يالا التفاهة
ما الذي أحضر متخلفة كهذه لهنا "


لوتس :<" يا ويلي .. " >

يوغي :" لابد أنهم يقصدون الفتاة الغريبة تلك " قالها بنظرة فضولية

آنزو :" نعم سمعت أن هناك فتاة انتقلت حديثا لمدرستنا و هي عربية مُسلمة "

آتيم :" عربية !! مُسلمة ! !! "

يوغي حزن لتوتر الفتاة :" كفانا نظرا إليها , انظروا كم هي مرتبكة , هيا ... هيا فلنذهب "

بدت الفتاة تركض من ارتباكها صحيح أنها لا تفهم كل لغتهم لكن النظرات كانت تخنقها , وضعت يدها على صدرها و ركضت دون أن تنظر أمامها , لم تنتبه لشلة يوغي فاصطدمت بأتيم عن غير قصد , لم تنظر حتى , قالت كلمة باليابانية تعني أسفة

لوتس :" غومي نا ساي "

قالتها بصوت راجف , أسقطت منها دفتر مكتوب عليه مذكراتي دون أن تنتبه

آتيم :" مهلا يا فتاة! ... أوقعتِ دفترك " قالها و قد تدارك الاصطدام , لكنها لم تفهم عليه فليس كل شيء تدركه , أساسا هي لم ترى إلا قدميه

جوي :" هي يا فتاة , انظري أمامك ؟؟؟" قالها بغضب يصرخ على الفتاة

هوندا : يا له من تصرف وقح , هكذا هم العرب "

آنزو :" أحفظ لسانك هوندا! " موجهة نظرة غاضبة نحو هوندا تقرصه , مشيرة بطرف عينيها لآتيم , انتبه لهم آتيم

تنهد آتيم :" أنا من أصل فرعوني لا داعي للتحفظ .. " درس الدفتر دقائق فوقعت منه صورة ...

هوندا :" أسف يا رجل ... "

آتيم :" قلت لا بأس "

قالها يركع ملتقطا الصورة , التي وقعت على ظهرها , قلب الصورة , توسعت عيناه للحظات ,

يوغي :" أنت بخير , هل آذتك؟ "

قالها ينظر بقرب لوجه آتيم , حالما انتبه مالك القرمز , توتر وأخفى الصورة

آتيم :" لا أبدا , هيا فلنذهب للمدرسة " // همس بداخله ضاغطا على الصورة خلف ظهره // <" ما هي إلا مُعجبة سخيفة , لا تقل و لا تزيد عن غيرها , بدأت المضايقات و الأدهى انها عربية !" >

قاطعهم , مجيئ سيارة ليموزين كبيرة بيضاء وقفت عند باب المدرسة , أسفل السيارة حُفر الحرفين " إس . كي "

جوي :" ها هو الثري المتعجرف , قد وصل "

آتيم :إذن كايبا معنا !! يا فرحتي ... "

هوندا :ذلك الثري لا يفعل شيئا إلا إفساد حياة من حوله "

آتيم بمرح:" مبارزته جميلة ... و مسلية "

قاطعهم رنين جرس المدرسة معلنة عن صعود الطلاب للصفوف , جلس كل منهم بصف و للحظ شلة يوغي وكايبا كانوا بصف واحد , و معهم كانت الطالبة الجديدة , و النظرات الغريبة لا تغادرها ,

جوي :" تلك الفتاة معنا "

آنزو :" لا تنظر إليها جوي ... الفتيات العربيات يكرهن أن ينظر إليهن شاب " نظر جوي لها بغرابة

جوي :" ماذا ؟؟ " قالها بسخرية

هوندا :" نعم يظنون أننا ننظر إليهم نظرة عاطفية من فورهم ,كأنهم الأجمل و لا أحد غيرهن , من يود أن ينظر لأحد يغطي نفسه بهذه الطريقة كالأكياس الورقية بمظهرهم "

يوغي :" أتكن ضغينة تجاه العرب !! " قالها مستغربا من نبرة هوندا الحادة

هوندا :" نعم أنا أكرههم "

آنزو :" هي هوندا ,ألست تبالغ؟ , لها الحرية بارتداء ما تشاء .. ما أدراك ما فِكرُها؟ "

جاء الأستاذ و طلب من الطلاب السكوت ... و التزام الهدوء ...

الأستاذ :" لدينا طالبة جديدة ستعيش معنا منذ اليوم , لوتس تعالي هنا !!"

قالها مشيرا للفتاة التي تجلس مرتبكة و يبدو دماغها بمكان آخر كليا ....

الأستاذ :" أنسة لوتس , أرجو أن تتفضلي "

قالها يتحدث باللغة الإنكليزية , رمى أحدهم بممحاة استقرت خلف رأسها أخرجتها من شرودها

لوتس :" أي ... من فعل هذا ؟؟ "

وقفت غاضبة تتكلم العربية متناسية نفسها , و قد التفتت للخف و ليتها لم تنظر , رأت أعينا ترمقها بنظرات مزدرئة ,

لوتس :<" يا إلهي الوضع أسواء مما تخيلته " >

الأستاذ :" أنسة لوتس ما بك ؟؟ ألا تفهمين لغتي ؟ "

استرجعت الفتاة نفسها :" نعم أستاذ أنا بخير ... أعتذر, بلى أفهمك جيدا "

تقدمت بهدوء نحو الأستاذ و الهمسات عادت
همس سيتو كايبا بسخرية

كايبا :" رائع اكتمل غريبوا الأطوار "

الأستاذ :" هذه صديقتكم لوتس , أمل أن يعاملها الجميع بلطف و يساعدوها فهي مقصرة بالدراسة و تحتاج دعمكم "

لوتس :" تشرفت بمعرفتكم , أسمي لوتس ... فقط لوتس" قالتها و قد انحنت بشكل بسيط

الأستاذ :" هيا خُذي مكانا لك ... هناك العديد من المقاعد ... "

رفعت لوتس نظرها و لأول مرة ترفعه ترى من بالصف معها , تحاول التقاط مقعد لها , فعلا كان هناك العديد من المقاعد الفارغة , لكن كل مقعد تقع أعينها عليه , تجد الطالب بجانبه , يضع حقيبته أو سترته , يقول بوضوح // " ابتعدي عن الطريق " //

وقع بصرها أخيرا على شخص ينظر للنافذة متجاهلا كل شيء و بجانبه مقعد فارغ , تلك اللحظة التي أدار الشاب بها وجهه ,أوقفت الزمن بها و رمتها بمتاهة الصدمة , تراجعت لحظات مصجومة


لوتس :" م..م...ماذا !!!!!!!!!!!!!!! "

نعم كان هو ذاته مالك القرمز , انتبه الشاب لالتقاء أعينهما معا , أبعدت نظرها عنه بخجل , التفتت بلطف للأستاذ وخاطبته مُستجمعه قوتها

لوتس :" ا...أ....استاذ , يبدو أ.. أ ن لا مقاعد فارغة , سأجلب مقعدا من الخارج ... " ابتسمت بتردد

الأستاذ انتبه لتصرف الطلاب فغضب :" هيا فاليبعد كل منكم حاجيته لتختار الأنسة لوتس مقعداالجميع !! "

لوتس :" لا داعي أستطيع .... "

الأستاذ :" فورا !! و إلا سيعاقب الجميع "

استجاب الطلاب و ابعدوا حاجيتهم و المقعد معهم , ليتأكدوا أنها ستكون بعيدة , تنهد الأستاذ

من قواعد المدارس المختلطة , جلوس فتاة و صبي بالقرب من بعضهم , أما فتاة و صبي بشكل عامودي , أو فتاة وصبي بشكل أفقي , تمنت الفتاة أن لا يقول لها الأستاذ التالي ...

الأستاذ :" لا بأس أتيم لا يمانع يمكنك الجلوس بجانبه "

التفت لوتس محتجة :" لا .. لا استاذ سأجلس بأخر الصف لا بأس لا يهم .. "

متجاهلة الممثل ذاك , مما استفزه و أغضبه ,لكنه اخفى ذلك, فالفتيات جميعهن يرفعن السكاكين و الخناجر خلفها , فهي فرصة ذهبية أن تجلس بجانب الممثل أتيم من بين فئة الممثلين و تتردد ؟,و المتعارف عن أتيم , رفع أسلحته كافة بوجه الفتيات اللواتي يحاولن التقرب منه إنشا , لكن هنا و بكل بساطة تجاهل فحسب...

الأستاذ :" ضاع وقت كاف من الدرس ,أتمنى أن تتخذي مقعدا لك سريعا والواضح أن لا مقاعد مناسبة أكثر من ذاك"شعرت لوتس بخجل شديد

لوتس بصدمة:"< قٌضي علي !!؟؟؟؟؟؟؟!! ">

ابتعد آتيم لها بصمت و وجهه للطرف الأخر و نار الاستفزاز تشتعل منه , أما هي فتوجهت مباشرة مستمعة لكلام الأستاذ , جلست بجانب أتيم كما طُلب منها , وضعت كل أغراضها جانبا كحد بين الطاولتين لا لشيء بل لرغبة بذاتها فهذا ليس شابا عاديا أبدا

من شعر بنار مالك القرمز كان صديقه يوغي , يضحك ساخرا , ضرب بيده على جبهته متأكدا ان السنة ستكون طويلة جدا

مما فاجئ الجميع , فحلم كل فتاة الجلوس بجانب الممثل المشهور آتيم أكنمكانون, بدأت الحصة و بدأت أسئلة المراجعة , للصدفة , لوتس أجابت عن أسئلة لا يجيب أحد عليها متلقية مديحا من الأستاذ بكل فقرة , تفاجئ الجميع بتفوقها , عند نهاية الحصة , احتد الأستاذ بهم باليابانية


الأستاذ " كم أنتم أذكياء بحق , فتاة غريبة تجيب عن أسئلة تاريخكم وأنتم لا تعرفون , إلى أين وصل جيلكم من إهمال ؟؟ , فالينصرف الجميع من أمامي , و غدا لديكم اختبار بالتاريخ و الجغرافيا ... "


تأفف الطلاب منه وهمسوا :
" إنها السبب
, كم هذا قاس
, سيكون الوضع مُجهدا من البداية
, كم أحب التاريخ
, لقد رفضت الجلوس أمام السيد آتيم و كأنه لا شيء
, كم هي متعجرفة "




عند الاستراحة , جلس الجميع بالصف يتسامرون و يلعبون معا , حشد من الفتيات حول آتيم و هو لا يبدي أي حركة اهتمام , معظم الطلاب كان حديثهم عن الإسلام و العرب , فقدوم هذه الفتاة شكل إشارة تعجب كبيرة , فضاحية الدومينو لم تعهد إلا قدوم اليابانين و الطبقات الراقية من مختلف الأجانب إلا العرب

فكيف لفتاة عربية أن تأتي , و الجميع يعلم أنها ما دون المستوى الراقي , طوال اليوم ظلت لوتس بحالة جمود وصدمة , من الجو الخارجي حولها , مما زاد هالة الغرابة حولها , رغم أنها لم تفهم كل ما يتحدثون به لكنها التقطت بضع كلمات قاسية , انتهى اليوم الدراسي الذي بان كسنة بالنسبة لها , فغير عراكها النفسي , ليس هي من وضعت حدودا بينها و بين مالك القرمز فحسب , بل هو من رد الصاع صاعين لها , لدرجة وضع بها أسلاك شائكة بفكاهة و أبعد المقاعد الخلفية ليبعد مقعده , مشيرا بتصرفاته ," أن لا أحد يهين أتيم و ينجو "

الأستاذ :" انتهى اليوم الدراسي , تستطيعون الانصراف "

نهض الجميع فرحا يلملم حاجياته

يوغي :" كما اتفقنا آتيم سأتفقد الأمر قبل مجيئك ... لا تأتي حتى تستقبل اتصالا مني !!"

آنزو :" انتبه على نفسك أرجوك ... لا تخرج وحدك " قالتها بخوف بين أعينها

جوي :" ما بكم تحذرونه و كأنه خارج للهلاك ؟ "

تلعثم كل من آنزو و يوغي مرتبكان
جائت فتاة بشعر أزرق و عينان زرقاوان ثاقبتين , تضع حلقا بأنفها و حاجبها وبشفتها السفلى

........ :" و من لن يخاف على ممثلنا المشهور, بليلة لا قمر فيها ستختطفه المعجبون "

قالتها و قد جلست فوق مقعد لوتس تضع قدما فوق قدم , بضحكة خبيثة و كفها فوق كفه , رمقها الشاب بنظرة ثاقبة من أعينه عينه الجمرية و سحب كفه من تحت كفها , وقف على قدميه متوجها نحو الباب

آتيم :" حسنا أعتذر عن إزعاجكم ... لا تقلقوا علي , أنسة ميكو , طاب مساؤك "

ميكو : ابقى قليلا لنتسلى معا " قالتها بابتسامة غريبة

آتيم :" لست متفرغا للتسلية , لدي واجبات علي حلها , عن إذنك " قالها و قد أعطى ظهره لها و انصرف قبل خروجه قاطعه الأستاذ

الأستاذ :" أنسة لوتس , سيد آتيم "

// أعطى كل من آتيم و لوتس انتباههم للأستاذ // :" نعم أستاذ "

الأستاذ :" عند الساعة الخامسة , سيأتي أستاذ و يأخذكم "

الإثنان باستغراب :" حسنا "

نظرت الفتاة لساعتها و جلست على المقعد مستغربة من وضعها ..

لوتس :<" مهلا أخي قال سيأخذني من المدرسة عند الخامسة و لن يستطيع القدوم متأخرا أكثر فلديه عمل مع أبي وأمي تجهل الطريق , من سيأخذني إذن">

// شعرت بيأس فجلست بصمت تضع يدها تحت ذقنها // " رائع لا أتعس من حظي " //

قالتها باللغة العربية بصوت عال , لم يثر كلامها أحد إلا مالك القرمز كأنه فهم كلامها تجاهل الأ و بدت عليه ملامح عليه هو الأخر ... رن هاتفه المحمول , أخرجه و رد عليه

آتيم :" أهلا يوغي .. "

يوغي :" لا تأتـي لمنزلي اليوم , فهو مراقب " قالها بجدية

]آتيم :" مراقب , مراقب ممن ... ؟؟ "

يوغي :" لا أدري لكن أعتقد أنهم يراقبونك .. ينتظرون عودتك لإرجاعك , جِد لك مكان لتنام به , أنا أعتذر إليك بشدة " قالها بنبرة حزينة

آتيم :" أنت تمازحني , من هذا الذي سيقبل أن أنام عنده "

يوغي :" جوي , آنزو ,هوندا , ما بيدي حيلة هذا لمصلحتك "

آتيم :" لا أحد غيرك و غير آنزو يعلم بأمر غيابي عن المنزل "

يوغي :" أعلم ... لما لا تأتي لك بحجة ما و تنام عندهم , ليس لديك مفتاح البيت , هاتفك فارغ الشحن "

آتيم بسخرية رفع حاجبا و أنزل الأخر :"نحن بالقرن الواحد و العشرين !! وتقول لي هاتف و بطارية من سيصدقني ؟ "

يوغي :" تدبر أمرك , هذا اليوم فقط , كأني من يمنعك عن القدوم موصدا الباب بوجهك !" قالها بنبرة محتدة حزينة

تنهد آتيم بيأس :" أسف يوغي , حسنا سأرى ما سأفعله , شكرا لك بأي حال "

أغلق الخط و صار يبحث بين أرقام هاتفه بحيرة و قلق , إلى أن وجد رقما , توسعت عيناه , بدأ يضرب أخماسا بأسداس

آتيم :" سيتو كايبا !! , حسنا و لو أني أكره أن أطلب منه لكن لا سبيل آخر "

فتح هاتفه و اتصل به و لم يجيب ظل يتصل به طوال الوقت



اقترب وقت مغيب الشمس فلم يبقى إلا القليل من الطلاب بالمدرسة , فتحت حقيبتها تلملم حاجيتها وتبحث عن دفتر مذكراتها ,لم تجد دفتر المذكرات , فتوسعت عيناها

لوتس :" مذكراتي !! , لقد فقدتها "// قالتها بأعين دامعة , قاطعها رنين هاتفها أخرجته و أجابت تكظم دمعها // أهلا وائل "

وائل :" أنا قادم بعد نصف ساعة ... "

لوتس :" لا ... لا تأتي , المدير طلبني بأمر مهم لذا سأتأخر , لا تقلق لن أضيع الطريق سهلة , اذهب لعملك و سأخبر أمي أني سأتأخر..أنا أسفة حقا "

وائل :" اعتذارك غير مقبول لقد تواعدنا عند الخامسة , و أكره شيء لدي خلاف المواعيد و أنتي تعرفين هذا هل حقا طلبك الأستاذ أم شيء آخر"

لوتس :": ما هذا الكلام السخيف بالطبع طلبني الأستاذ , لست سعيدة بقضاء وقتي بهذا المكان المُوحش ... أعتذر لك ,"

وائل تنهد بيأس :" حسنا لكن لا تتأخري الأزقة مليئة بالمجهول "

لوتس :" حاضر .. لا تقلق .. نحن باليابان !! " قالتها بضحكة ساخرة

وائل بجدية:" حسنا , لا تأمني الشوارع يوما , فحتى اليابان بها ظلام ..."

قالها بانزعاج بسيط و أغلق الخط بسرعة, تنهدت لوتس بيأس و عادت لتضع يدها تحت ذقنها , تفكر بكلام شقيقها الذي ارسل القشعريرة لبدنها

لأجل الصدفو مقابلها على الماعد جلست بعض الفتيات يتسامرن باللغة الإنكليزية, والواضح أنها ليست لغتهم الأم فلهجتهم ضائعة , فهمت لوتس بعض الكلمات , توسعت أعينها بجسد مرتعش

لوتس :< إنهن يتحدثن عن الفئات المتطرفة الذين يصورن الإسلام على أنه إرهاب , يتحدثون عن التفجيرات التي سببتها المنظمات الإجرامية باسم الدين , إنهم يتحدثون عن الإسلام , و الأرجح عني أيضا "

سمعت لوتس شيئا أزعجها كثيرا من فتاة تتحدث الإنكليزية و لا أحد أخر إلا...

ميكو :" على القوات العليا إبادت كل أثر لأولائك المخربين , إنهم عار على الإنسانية , على الجميع محاربة مصدرهم و هو الدين الإسلامي الإرهابي "

الفتاة الأخرى و قد بدت لهجتها مُدغمة بلفظ الأر "إغ" و الأرجح أنها فرنسية بشعر برتقالي و أعين بنية تدعى ميليسا

ميليسا : " لا عجب أن الولايات المتحدة قامت بتلك الحغوب بأفغانستان وغيرها لتطهيغ العالم و لا عجب من سيطغة الإسغائليين على تلك الأرض العغبية , فاليذهب جميعهم للجحيم "

ميكو :" ما المتوقع منهم ؟ , إن كان من الأساس رسولهم غبي من بلاد بدوية متخلفة تعتمد على أمريكا لتعيش"

ضربت لوتس بيدها على المقعد و نهضت غاضبة بدموع تترقرق بقزحيات الزمرد , ضربها للمقعد لفت الأنظار لها , تحدثت معهم باللغة الإنكليزية بشجاعة ممل فت نظر الفتيات و مالك القرمز بجانبهم

لوتس :" حسنا , لقد طفح الكيل معكن !! , الرسول محمد ليس متخلف و لا غبي , خُلت أن بلادكم تحترم الحريات لكن كم كنت مخطئة , كما كان النبي عيسى يوما يدعو لدين المسيح بمعجزات و مكانة عالية , و كما كان قبله النبي موسى يدعو لليهودية , غير أنه كان أمير مصر يوما , محمد أيضا له مكانته ورغم جهله للقراءة و الكتابة , ساد دين الإسلام ووصلت حضارة المسلمين لذروتها , ألستم من كنتم بعصر الظلام يا هذه؟ "

ميكو :" حضارتكم صارت رمادا منذ قرون , التفتي لحالكم و ستعرفين معنى كلامي "

صمتت لوتس للحظات مدهوشة تتذكر بلادها , أغمضت عينيها و تنهدت , مالك القرمز انصت باهتمام يدعي التجاهل , مراقبا بصمت متجاهلا الاتصال الوارد

لوتس :" بمجرد أن أخذت بلدانكم العلم منا , حتى بدأتم تنهضون و تفردون عضلاتكم على الأضعف منكم , أخذتم العديد من المعلومات منا و أعطيناكم إياها بصدر رحب , لكن ما المقابل؟ , نسبتم كل شيء لأنفسكم , و عندما بدأنا نلتفت للبزخ بالمال و المظاهر , و تناسينا إيماننا , بدأ انهيارنا و من اصطادنا أنتم , اصطدتمونا , هل أعد لكم كم من البلدان غزوتموها و أخذتم خيراتها , باسم الحضارة و الإنسانية , خرجتم تاركينا بتراجع, الجوع و لدماء الذي خلفته حضارتكم , أغرقنا بالظلام أكثر من البداية , صحيح أننا فرطنا بحضارتنا و صحيح أن الطالح اختلط بالصالح, لكن ألم تكونوا سببا لو ضئيلا بهذا !!؟ "

ميكو :" نحن بلاد السلام و الحرية و ليس بلاد الإرهاب و القتل "

لوتس :" بلاد السلام و الحرية؟ أضحكتني! , نعم هذا ما أعرفه , لكن أين السلام و الحرية و لا أحد منكم وجه كلمة إلي , لم تفعلوا شيئا إلا التحدث عني بظهري و رمقي بنظرات قاتلة , كل بلاد لها ماض دموي لكن منها من كان لسبب نبيل نتج عنه ضحايا و منها من كان لفرض القوة و السيطرة فحسب و أنتم غزوتم لفرض القوة و السيطرة , لا لنشر رسالة سامية نبيلة , الأن أعترف أنتم بلد الحرية و المثالية في العالم لأننا فقدنا ما يميزنا بأيدينا , لكن لا تنسوا كيف كنتم و كيف صرتم و بأي طريقة صرتم , نعم نحن الأن نقاتل بعضنا لأننا لا نفكر إلا بصغائر الأمور , المتفوق منا من ينصب و يحتال و يسرق , نعم هذا موجود بكل مكان لكن بنسب متفاوتة , و للأسف لدى العرب بنسب كبيرة , مع هذا ليس كل العرب سيئين و من تدعون أنهم مسلمون هم مجرد أوغاد مختبئين خلف قناع الدين لتشوهيه و ما هم إلا فئة أخرى مختلة عقلية , كأي فئة مختلة عقليا بالعالم "

ميكو :" أسمعي.... "

قاطعهم دخول أستاذ غير أستاذهم إليهم يطلب لوتس و آتيم , تنهدت لوتس لتستعيد نبض قلبها الطبيعي وتتخطى نوبة الارتعاش , اتجها كلاهما معتمدين على الأستاذ



داخل غرفة المدير , كان هناك امرأة تقف أمام مكتب يجلس عليه رجل , و قد كُتب على المكتب المدير , كان بالغرفة مع الامرأة و الرجل أستاذ صف لوتس

تكلم المدير :" إذن كيف هما الطالبان لوتس و آتيم , كون الفتاة لوتس من بلاد عربية والحقيقة كون أن أتيم مختف من اربع سنين ... "

الأستاذ :" بالنسبة للطالبة لوتس فالأمر ليس جيدا , و آتيم ليس أفضل حالا منها "

المرآة :" بالطبع و كيف لفتاة عربية أن يكون مرحبا بها بأكاديميتنا الفاخرة , لابد أن دخلت بالنصب أو الاحتيال , لا أستبعد أن أهلها رفعوا مسدسا بوجه المسؤولين حتى سجلوها "

المدير :" ليس كل العرب و المسلمين سيئين , لكل منهم معتقداته الخاصة , هذه الفتاة التي تتكلمين عنها يا سيدة لارا هي ابنة أحد اشهر رجال الأعمال بطوكيو , لؤي "

توسعت عينا لارا بدهشة و بانت علامات الغضب عليه :" لؤي ! لؤي عدنان !!"

المدير :"نعم السيد لؤي "

لارا :" لديه ابنة و هي بأكاديميتنا !! "

المدير :" لديه صبي بالخامس و العشرين من العمر و فتاة صغرى بالعشرين , ما بك هل تعرفينه ؟ " قالها بجدية

لارا :" لا مجرد سؤال فاسمه بدى مألوفا عندي , قد أكون سمعت عنه بالصدفة فأنت تقول أنه رجل أعمال !!" قالتها و قد ارتدت ضحكة اخفت خلفها توترا و كذبا

المدير :" جيد عن لوتس , فللأسف عدد العنصرين هنا مرتفع فمعظمهم أغنياء , لكن بعضهم متفهم و طيب , تحتاج وقتا للتعرف عليهم ,أما عن آتيم أكنمكانون , لا أعرف .... سننتظر تأقلمه وتفاعله ببيئة المدرسة.... الأن هل حصص اللغة الإضافية جاهزة لهما "

الأستاذ :" نعم هم في طريقهم للغرفة "

المدير :" جيد "

أما تلك الامرأة لارا فقد بان بين عينيها غضب ما بعده غضب , عضت على شفتيها بحنق

لارا :" ابنة لؤي ! ذلك الوغد تزوج فعلا و لديه أبنة بالثانوية و ابن بال25 من عمره, منذ متى حصل كل هذا ! ستدفع الثمن غاليا يا لؤي "



وصلا الشابان للغرفة و بدأ الأستاذ إخبارهم عن وضعية الحصص الإضافية , و أنهم سيرتادونها يوميا مع مجموعة ضئيلة من الطلاب لتقوية لغتهم و تفاعلهم بالمجتمع , كان كلاهما متململا , كل منهم سارح بأفكاره و همه , مع هذا لوتس كانت منصتة أكثر من الشاب الأسمر الذي بدى بعالم آخر كليا ,

الأستاذ :" لهنا , انتهينا , كل يوم ستأتون بعد اليوم المدرسي و تأخذون حصصا إضافية , مع الأنسة ميكو و بعض الشبان الذي لم يحضروا اليوم "

نهض آتيم معترضا :" لكن , لا يمكنني كل يوم المجيئ هنا , هذا أمر لا يحتمل"

تعلقت نظرة ذات الزمرد به دون أن تشعر و دون أن يشعر , ارتفعت درجة حرارة وجنتيها فأبعدت نظرها عنه ,

الأستاذ:" إن كنت تفضل العودة للمنزل بدل أخذ الحصص الإضافية فلا بأس , لكن اعلم أنك لن تتعلم شيئا ما دمت حبيس الجدران "

قالها بجدية ثم انصرف بعد أن ألقى التحية , تاركا الشاب بصدمة مخفية , متذكرا شيئا هاما , أما ميكو فقد كانت جالسة تضحك , نهضت عن المقعد و اقتربت من مالك القرمز ووضعت يديها عليه , يديها أخرجتاه من صدمته , ركز نظره الجدي عليها


ميكو :" أليس هذا جميلا سيتسنى لنا قضا وقت جميل معا , لما أنت غاضب "


قالتها بضحكة غريبة , و هي تعدل قميص آتيم , أمسك أتيم يديها و أنزلها , راقبت لوتس الحركات بغيظ و تعجب بنفس الوقت ..

آتيم :" عن إذنك !! "

أبعد يدي الفتاة عنه بحدة و أعطاها ظهره , خرج للممر , بقيت الفتاتان وحدهما , لم تنتبه لوتس أنها تحدق بميكو , نظرت ميكو لها بغيظ و قد بدت منزعجة

ميكو :" إلى ما تنظرين !! " قالتها بغضب

لوتس :" لا شيء أعتذر , عن أذنك "

قالتها بأدب بعد أن وقفت متجهة نحو الباب

خرجت لوتس تاركة الفتاة بغضب يشتعل بصدرها

ميكو :<" أنا من أخرجك للعالم يا ناكر الجميل , سترى أنك ستقع بشباكي عاجلا أم آجلا " >

ركلت ميكو الكرسي و أوقعته , جلست على الكرسي تعدل بمساحيق التجميل على وجهها



بالأسفل بعد فترة , ظل الشاب داخل المبنى يمشي ذهابا و إيابا بانتظار أحدهم , تقف قريبة منه عند أحد الزوايا , فتاة الزمرد تتحدث بالعربية مع نفسها , لفت كلامها الشاب القريب منها و قد بدى يفهم ما تقوله

لوتس :" أنت رائعة , الساعة السابعة و أنا وحدي لا أعرف طريق المنزل , مع أنه قريب لكن الأزقة مخيفة ... هي مجرد أزقة مضيئة , هادئة يعمها الصمت " // قالتها محاولة تهدئة نفسها لكن لم ينفع لأمر , ركعت و بدأت دموعها تتجمع //" ربي ماذا فعلت بنفسي ؟ "

آتيم :" أتحبين أن ارافقك للطريق العامة .. " قالها يتحدث اللغة الإنكليزية ,رفعت الفتاة رأسها فوجدته ينظر لها بجفاء

]لوتس :"< أتيم !!>"

أرجعت نظرها لأسفل ولم تجبه مصدومة تحاول جلب أي فكرة أو أي طريقة للتصرف

آتيم :" أحدثك يا فتاة !!"

لوتس صامتة محتارة :" ...... "

آتيم :" معقدة ... "

بالطبع كل هذا الضغط لن يخرج منه إلا الغضب الذي أدهش الشاب بحدته

لوتس :" لست معقدة ,أستطيع تدبر أمري , لا يمكنني مرافقة غريب !!! " نهضت بحدة وتوجهت نحو البوابة الرئيسية

آتيم :" أتعرفين مع من تتكلمي ؟؟ " قالها بحدة يصرخ بوجهها و قد طفح الكيل

وقفت ذات الزمرد ثواني تراجع ما يقوله , شعرت بحزن شديد فهي ما ملكت خيار , وضعت يدها على قلبها وتنهدت بحزن

لوتس بصراخ ردت:" لا أعرفك أساسا حتى تهددني بهويتك و لا أريد أن أعرفك ... أستميحك عذرا " ندمت الفتاة ألف ندم لما طقت شفاهها به

قالتها متابعة خطواتها نحو البوابة , رن هاتف آتيم مقاطعا صراخه , رأى رقم سيتو , فعرف أنه وصل , حمل قدميه وتوجه مسرعا نحو البوابة ليرى سيارة سوداء رياضية يركبها سيتو بغيظ , وجه آتيم كلمتين للفتاة التي اجتازها و الهدوء تملك صوته

آتيم :" أنت حرة , أنا من أخطأ بسؤالك "

ذهب وركب بالسيارة بجانب سيتو الذي كان بقمة غضبه تاركا الفتاة بحيرة

سيتو :" أيها المزعج !!! تتصل بي و تقلق راحة نومي , ثم أعاود الاتصال بك و لا ترد أتعرف أنك تتحدث لسيتو كايبا !! لدي أعمال أكثر منك , أين كنت لما لم ترد , جئتك إلى هنا كالأبله "

آتيم بغرور :" أنت تتحدث لأتيم أكنمكانون أحد أشهر الممثلين أيضا , هاه كنت بالمدرسة " قالها بغضب , متكتفا

سيتو :" اختصر ماذا تريد ؟"


آتيم بهدوء تنهد:" أنا بحاجة لمساعدتك .. "

سيتو بغضب :" قلت اختصر !!"

تسمر الشاب لاحظت ينظم طلب المساعدة الذي سينقص من كبريائه:" أحتاج المبيت بمنزلك الليلة , أرجوك , يوغي مشغول و آنزو وحدها بالمنزل الليلة و جوي و هوندا لا يعلمون بأمري, هل لك أن تساعدني "

سيتو :" أنا أسمح لك المبيت بمنزلي !!! " قالها بتعجب و سخرية

آتيم :" إن عدت , فلن يكون خيرا ... قد يمنعوني من المغادرة للأبد, فقد مضى فترة لم أذهب هناك , أرجوك سيتو لم يبقى غيرك ألجأ إليه " قالها بهدوء شديد و نبرة مترددة

سيتو :" سأعطيك عنوان المنزل للحاجة " قالها يدلك بين عينيه يخرج العنوان من جيبه

آتيم محتدا :" لن ينفع! عليك أن تُقلني دائما "

سيتو بدهشة و غضب :" ماذا ؟؟ أتخالُني خادما لديك ؟؟ "

آتيم :" المكان حولي مراقب ... افهمني أرجوك !! "قالها ينظر للأرض حائرا

سيتو تنهد و بأعينه نظرة هدوء : " أتعرف أنك أصبحت الشُغل الشاغل لأصدقائك !! "

آتيم بحزن :" أعرف الأمر و هذ يقلقني , شكرا لك .... "

سيتو :" اربط حزام الأمان "

هم الشاب الأسمر , يريد ربط حزام الأمان و قد بان عليه جهله بالأمر , تمتم سيتو بشتائم تحت لسانه, فترك المقود وربط الحزام له , ضحك الشاب الأسمر ببساطة , مرت الفتاة من أمامهما فانتبه لها ,قبل أن يدهس الرئيس البنزين , أوقفه مالك القرمز , فضرب سيتو الفرامل من فوره , ينظر لآتيم بغضب و يديه على المقود تحت يدي سيتو

سيتو :" ماذا الأن ؟" قالها محاولا كظم غضبه

آتيم :" هذه الفتاة ! "

نظر سيتو للأمام فعرف الفتاة من فوره :" إنها الطالبة الجديدة "

آتيم :" نعم , بدت مرتبكة جدا بسبب خروجها من المدرسة وحدها "

سيتو :" و عجرفتك كممثل منعتك من أن تقول لها سأوصلك ؟! "

آتيم :" فعلت ! , لكنها رفضت , "

سيتو :" أه صحيح ! ذاك الشال ! هي مُسلمة "

آتيم :" مسلمة !, ما بكم منذ الصباح تقولون مسلمة ؟, ما معنى هذا ؟! ما الخطأ إن كانت مُسلمة . ؟ "

سيتو :" لا خطأ , لكن المسلمين هم استثناءات و التعامل معهم صعب , لديهم معتقداتهم الغريبة التي تدفعني للجنون أحيانا و لو أني أكره كلمة دين ! "

آتيم :" حسب معرفتي , في اليابان يكثر عدد البوذيين , و هناك المسيحية , غير اليهودية "

سيتو :" نسبة الإسلام أقلهم هنا و من كانوا إسلام تجدنهم يتكتمون عن دينهم .. "

آتيم :" أدينهم خطير هكذا !! "

سيتو بيأس :" أوه .. ما الذي أدخلني معك بهذه الدوامة؟ , الإشاعات السيئة عن العرب و الاسلام كَثُرت بالأيام الأخيرة ! وبوضع هذه الفتاة فشكلها كشكل الإرهابين من الإسلام "

آتيم :" بدت لي كفتاة عادية .... !!"

سيتو :" نعم! لكنها تخبئ ألوانها الحقيقية خلف هذه الغطاء الملون , أو هذا ما سمعته عنهم , بأي حال لا يمكنك الحكم عليها من المظهر , فلكل مرء بئر أسرار ما له قرار ... الأن لما أوقفتني ؟ "

آتيم :" جِد حلا لندلها على الطريق العامة منزلها هناك , أو هذا ما سمعته , هي ضائعة بالطبع , هيا ! تظل فتاة بالنهاية قد تضيع بالأزقة ومن يدري ما قد يحصل !!؟؟ هيا سيتو فالنمشي أمامها ببطء " قالها بابتسامة توسل

سيتو :" ما الذي ورطني مع غبي مثلك !!! لو اتصلت تلك الغريبة بالشرطة بسببك , سأرميك بالسجن بيدي" قالها متذمرا من حركاته , مع هذا ابتسم بالخفاء و نفذ كلامه

آتيم :" اتفقنا " قالها و قد ابتسم له

مرا من أمام الفتاة الحائرة الواقفة بمنتصف الطريق , تجهل أي زقاق تأخذ , أضاء من خلفها أنوار السيارة تنطفئ وتعمل باستمرار , ارتعدت الفتاة و وقفت جانبا من فورها و ما جمد الدم بعروقها وقوف السيارة بجانبها , أنزل الشاب بلور السيارة فعرفته من فورها

لوتس :" ه...ه..هذا أنت " قالتها مستغربة وقد اشتعلت وجنتاها حمرة , بدأ قلبها يرتعش

آتيم :" لا أنا ذاك " قالها ساخر مما أضحك سيتو من كلامه

لوتس بأعين دامعة طفولية :" هذا ليس لطيفا "

آتيم :" الطريق العام من هناك , نحن ذاهبون إليه , أتريدين أن نُقلك ؟ "

شعرت لوتس بغضب عارم :" لا , أتركني و شأني , سأتصرف وحدي , أغلق بلورك و انصرف من أمام قبل أن أتصل بالشرطة " يبدو أنها طريقتها بإخفاء ضعفها

بمجرد أن سمع سيتو هذا الكلام حتى أغلق البلور

آتيم باستغراب :" أنا لم أنهي كلامي معها "

سيتو : " نقطة , انتهى الكلام , رأيت يا غبي , فلننصرف قبل أن تستدعي الشرطة , توقع ما غير المتوقع من فئات الناس أمثالها "

آتيم :" لا بأس لكن تابع مشيك ببطء أمامها , تظل فتاة بالنهاية "

اجتازها سيتو بصمت و انصرفا , لكن كلاهما كانا يراقبها من المرآة فانتبها لتوقفها "

آتيم :" توقفت ! "

لوتس :<" ما هذه المواقف؟ الأن هو يكرهني ؟ يا إلهي لا يمكنني التصرف بشكل سليم أبدا , بمجرد التفكير أنه كلمني تنتابني رغبة أن أكلمه, لكني أعرف نفسي لا يمكنني فعلها ,لا يمكننا حتى ان نكون زملاء فالجميع هنا عاملني بسوء لأني مسلمة , أشعر أني عاجزة عن رفع رأسي بوجههم, سيترك كلامه جرحا عميقا , فهو سينظر الي اني لا شيء , أعرف النتائج , غير أن كلامي معه ليس من اخلاق الإسلام و خصوصا أن مشاعري تجاهه لا يمكن لها ان تكون صداقة " >

تابعت المسير بصمت تعارك دموعها, فسمعت صراخا أتي من أحد الأزقة أوقفها لتعرف مصدره , أصغت باهتمام فسمعت شتائم بلغتها و الصراخ كان صراخ امرأه , تجمدت خوفا من الصراخ ...

انسحبت بصمت نحو الزقاق لترى ما الأمر , فوجدت رجلا يرتدي عباءه تبدو عربية , يضرب امرأه ترتدي عباءة سوداء و غطاء أسود بحزامه الجلدي و بدت المرآة تتألم بشدة

المرآة: يكفي , الرحمة أرجوك "

الرجل :" أيتها الحقيرة تركت ابنتك العاهرة تذهب للجامعة , و أنت كنت تسهرين مع صديقك الغبي حتى لم تردي على هاتفك , خُذي هذه "

المرأة : " أه , ابنتك بلغت من العمر العشرين من حقها التعلم , ثم أقسم لك أني كنت بالعمل , كفاك أرجوك , أه "

الرجل بضربة :" أنتم النساء بلا نفع , لا يحق لكم التعلم , يجب أن تظلوا خدما بالبيت , ناقصات عقل و دين "

المرآة : أه , أه , أقسم لك أني لم أفعل شيئا " زاد صراخ المرآة و بكاءها

تراجعت لوتس بخوف , تريد فعل شيء لكنها ضعيفة أمام رجل وحشي كهذا , أبت ترك المرآة تعاني , تذكرت من فورها أمر السيارة البيضاء

لوتس :" يا رب فالتكن تلك السيارة هناك , يارب , هيا كُن موجودا "

ركضت خارجة من الزقاق تبكي , نظرت نحو الأفق فوجدت السيارة أمامها ’ ركضت بكل قوتها نحو السيارة , الشابان داخل السيارة , كانا ينتظران بصمت و قد ضاق سيتو ذرعا بالحال

سيتو :" أنا سأتحرك , كفاك لهوا , لدي عمل غدا"

آتيم :" مهلا , هناك خطب ما , أرجع السيارة للخلف , إنها تركض إلينا "

رفع سيتو نظره للمرآة فوجد أنه محق

سيتو :" أنت مغناطيس للمشاكل "

وصلت لوتس تلهث بشدة و دمعها على خدها , فتح آتيم النافذة و فك حزام الأمان , و قد وضعت يدها على باب السيارة و فتحته ,أمسكته من كُم قميصه و من خوفها تكلمت معه بالعربية ..

لوتس :" أرجوكما فليتصل أحدكما بالشرطة و ليأتي معي الأخر ستموت السيدة على هذا المعدل , أنا أتوسل إليك "

آتيم :" لما ما بك ؟ هل من خطب ما , تمالكي نفسك و أجيبي "

لوتس : ر..رجل يضرب سيدة , أرجوك "

سيتو :" ما بها بما تتحدثان... ؟ "

تحدث أتيم معه باليابانية :" اتصل بالشرطة سيتو هناك مرأة بمأزق "

سيتو بغضب :" و ما دخلنا نحن , اصعد و اتركها "

لوتس :" أرجوك , أرجوك ساعدها ,أتوسلك , هذه المرة فقط !! أرجــــــوك "

آتيم :" حسنا سأتي لكن أرشديني للطريق"

أخذت لوتس تشده نحو الزقاق أما سيتو فقد انتباه القلق فنزل من السيارة وصرخ به

سيتو:" أين تظن نفسك ذاهبا؟ , عُد! آتــــــــــــيم !! "

آتيم من بعيد :" اتصل بالشرطة و الحق بي "

ضرب سيتو يده بغضب على سقف السيارة , :" غبي , متهور " رفع الهاتف و اتصل بالشرطة
...............................

عند الزقاق و قد دخلا سويا ...

لوتس :" من هنا "

توسعت أعين الزمرد بدهشة عندما شاهدت منظر المرآة المغشي عليها و الرجل ينهال عليها بالضرب . شهقت متراجعة بدمع متجمدة

لوتس :" هاااااء "

الرجل :" تدعين الغياب عن الوعي ها , انهضي أيتها النكرة , أيتها الكافرة , يا حثالة المجتمع أنت عار على الإسلام "

انتاب مالك القرمز غضب عارم , ركض من خلف الرجل و ثبت قبضتيه , بينما ركضت لوتس نحو المرآة و أسندتها

لوتس :" أنت بخير , سيدتي ,أنت بخير ! أجيبي ! " // لم تجبها المرآة مما زاد خوفها , وضعت يدها على نبضها و كان موجودا إلا أن الرجل قد بدأ ضربها بحديد الحزام فأصاب رأسها مما أفقدها الوعي

وصل سيتو بهذه الأثناء لهما , و الرجل يعارك بين يدي آتيم ليفلته , ذهب سيتو و وقف بوجه الامرأة

الرجل : أيها الكافر أفتلني لألقنها درسا تلك العاهرة , مسؤوليتي قتلها "

آتيم :" مجنون !! , رائحتك تفوح بالنبيذ , تكاد تقتلها , أيها المجرم !! "

سيتو :" لقد استدعيت الشرطة , و هي في طريقها لهنا "

الرجل : الشرطة هاهاهاه و ماذا ستفعل ؟؟ أنا من سيؤدبها "

لوتس :" سيدتي تماسكي !! "

الرجل :" أنتم جميعكم كفار نحن الرجال قوامون على النساء , درجتنا أعلى منهم أولائك الحثالة الناقصات عقل و دين , عار على الإسلام , نحن تميزنا عنهم في الإسلام , و أنتم كفار لا تعرفون عما تتحدثون , نحن سنقضي عليكم في سبيل الجهاد "

لوتس :" هراء ... ما تدعيه ليس الإسلام , أنت هو العار على الإسلام , تختبئ خلاف قناع الإسلام , من أنت لتكفر أولائك الشبان خلفك , من أنت لتفجر الأبرياء و تقتلهم بحجة الجهاد المزيف , أنتم قوامون على النساء لأنهنا نحتاج الرعاية و الحنان , و لسنا مضطرين لنكون خدما عندكم و عبيدا , نحن خُلقنا لأجل أرضاء أزواجنا , لا لأجل خدمتهم , لا نص قرأني و لا حديث شريف يجبر المرآة على خدمة الرجل , أما عن ناقصات عقل و دين , فنحن قلبنا حاكمنا و هناك أعذار لنا عن العبادة بأوقات , أما عن التعليم فكل نص قرآني و حديث شريف يثبت أن الرجل و المرآة سواسية , و ميز الإسلام الرجال لأنهم حماة النساء الضعفاء ثم إنه ميزهم بالأخلاق , المرأة خلقت لتكون معززة مكرمة لا لتكون خادمة عند أمثالك ,الجهاد ليس هكذا , بذل النفس و الروح بسبيل الله بما هو حق و ليس باطل جاهل , الإسلام ليس باللحية والعباءة البيضاء , أمثالكم ما يشوه الإسلام و يدينه بالسوء " قالتها تبكي بمرارة

الرجل :" فتاة كافرة "

لوتس :" افتح عينيك حق التكفير لله وحد , إن كنت تظن أن أسالبيك ستنفع هنا فأنت مخطئ , القانون هنا يقف مع المرآة و سأحرص أن تأخذ حق هذه المرآة "

المرآة : كفى يا بنيتي سيقتلني لو استمر الوضع هكذا , كفى اذهبوا "

لوتس :" أأنت خائفة منه , أم أنه يهددك بشيء ما ,أولادك , أهلك ؟؟ "

المرآة : " لا ... هم بخير و سيبقون بإذن الله "

لوتس :" الدولة هنا تقف بجانبك و ستأخذ حقك , لا تقلقي سيدفع الثمن و ستؤمنك الدولة أفضل تأمين , هنا بلاد العدل و الإنصاف , لا تخافي ,لقد درست قواعد اليابان " //وجهت كلامها لأتيم بالإنكليزي //" ألست محقة , الدولة تقف مع ا لنساء هنا "

نظر آتيم لها متعجبا فهو أيضا غريب عن هنا

سيتو :" ماذا تقول ؟؟ "

آتيم :" تسألني عن قواعد اليابان بالنسبة للنساء "

سيتو :" نعم القانون يقف بجانب المرآة و سيتكفل تعويضها بكل ما تخسره "

ابتسم آتيم لها و أجابها بجدية يترجم ما قاله سيتو للإنكليزية , ضحكت لها فرحة

لوتس : " اطمئني سيدتي , الشرطة أتية و سيدفع زوجك السكران ثمنا غاليا " قالتها تبتسم للمرآة التي صارت تبكي بحضنها و الفرح بادي عليها

جاءت الشرطة و الإسعاف و ألقوا القبض على الرجل و إثر كونه يشرب , فقد استطاعت الشرطة إخضاعه للتحقيق و عرفت أنه أحد أفراد المنظمات الإجرامية , أخذ الإسعاف المرآة

سألت لوتس عن الطريق العامة , شكرت كلا من آتيم و سيتو بقوة , و هي لا تزال تبكي , تعتذر عن إزعاجهم , تركتهم راحلة بسرعة لمنزلها فقد تأخر الوقت , تلقت توبيخا شديدا من والدتها لكنها استطاعت تبرير موقفها

لم تفعل شيئا إطلاقا , فبمجرد أن دخلت غرفتها الجديدة حتى أزالت غطاءها الوردي ليتناثر شعرها الحريري البني استلقت على السرير متعبة , حاولت البقاء مستيقظة لكنها لم تنجح , غالبها النعاس و هي تفكر بحالها السيء بالمدرسة اليوم , تجمعت الدموع بعينيها ,

لكن ما جعلها تنام بسلام كلامها مع مالك القرمز و مساعدته لها ,أفاقت لشيء مهم , لكن النوم غلبها فظنت أنها تهذي

لوتس :" هل كنت أتخيل ؟ ,أم أن آتيم تحدث معي باللغة العربية ؟؟ "

بهذا غفت تماما لأحلامها اوردية , أتت والدتها , ابتسمت لها بحنان , قبلتها , و رفعت الغطاء الحريري ليدفئها



عند مالك القرمز وقد حضر الخدم العشاء لسيتو و آتيم , فسيتو كايبا هو ابن أحد أغنى و أشهر رجال الأعمال , و رئيس شركة الألعاب المعروفة , سيتو كايبا , ظل مالك القرمز يحدق بطعامه مليا , دون أن يلمسه يفكر بكلام تلك الفتاة الغريب و موقفها الشهم ,

آتيم :<" هي مسلمة و قد قالت عن مسلم أنه عار على الإسلام , و تحدته بكل جرأة , قوة , هذه الفتاة , غريبة "

أجبره على مغادرة شروده , رمي أحدهم الخبز بنصف وجهه

آتيم :" أي , سيتو !! "

سيتو :" من أنت لتتجاهلني و أنا أحدثك , أيها الفاشل, رغم أنك باستضافتي "

آتيم بمرح :" أسف سيتو , كنت أفكر فحسب "

سيتو : بالفتاة صحيح !! "

آتيم :" نعم , موقفها كان غريبا "

سيتو : رغم أني لم أفهم ما تقوله , لكن الواضح أنها كانت تهاجم مسلما مثلها "

آتيم :" سيتو !! "

سيتو :" نعم ..."

آتيم :" أنت خبير بالأديان والحقوق صحيح ؟ .. ما دينك ؟ "

سيتو :" لست أنتمي لأي طائفة , فكلهم سيئون , لكني اعلم عن الأديان السماوية و التي هي من الرب كما يقولون // الإسلام , المسيح , اليهود //و بعض الأديان الارضية الأخرى الهندوسية و البوذية هؤلاء أكبر ديانات العالم "

آتيم :" الرب , كإله الشمس راع مثلا ؟! "

سيتو بسخرية :" تقريبا ! "

أتيم :"حدثني عن الأديان السماوية !!"

سيتو :" أستطيع التحدث عن المسيحية فأنا قضيت حياتي مع اناس مسيحيون , أما الإسلام فلست مسؤولا عن الحكم من وجهة نظري فحسب , تستطيع البحث عن طريق الإنترنت "

آتيم :" و هل تراني أعلم كيف أبحث به؟ " قالها بغضب

سيتو :" يالك من جالب لألم الرأس , تناول طعامك و غدا سأعلمك كيف تبحث بالشبكة العنكبوتية , علي طمأنة أصدقائك عنك ! "

نهض آتيم بفرح و شكر سيتو بحب , عاد لتناول الطعام بشراهة ,أنهاه و توجه نحو غرفته التي خصصها سيتو له , من عشرات الغرف في منزله الهائل , غرفة كبيرة و جميلة , بها سرير كبير , نافذة و مكتب , وضع حقيبته على المكتب فانفتحت ووقع منها دفتر , خلع ملابسه ليظهر ظهره عاري و قد بدى الألم عليه عندما خلع القميص , فقد كان ظهره , ملفوفا بالضماد و قد بان الدم على الضماد , فيبدو أنه قد مر زمن طويل على ترك الضماد , دخل سيتو عليه فجأة مما أرعبه فلم يستطع إخفاء الضماد

سيتو :" كما توقعت من غبي مثلك ... "

آتيم :" كيف تدخل غرفتي دون إذن ... ؟ "

سيتو :" لأتأكد من شيء كهذا ثم هي غرفتي قبل كل شيء , تمدد لأرى ظهرك فورا "

آتيم بغضب :" هذا ليس من شأنك ... إن طلبت منك المساعدة لا يعني أن تتحكم بي أيها المغرور " قالها يصرخ

سيتو :" أنظر من يتكلم يا أكبر المتكبرين , تمدد قبل أن أجبرك "

قالها بغضب كبير و أعين حمرا توقد نارا , و قد ظهر من خلفه ممرضة تحمل حُقنة و حارس بجسد عملاق , لترعد آتيم من المظهر بفكاهة و جلس بصمت على السرير

فكت الممرضة له الضماد , فبان رسم هرم صحيح و بداخله عين بشرية مجردة من الحياة , توسعت عينا سيتو من المظهر فقد كان الرسم محفورا بشيء حاد غير أدوات حفر الوشم المخصوصة , شعر بالغيظ و الغضب , انتبه لأعين صديقه الحزينة فصمت , بدلت الممرضة له الضماد و غادرت , جلس سيتو بجانبه يحدثه

سيتو :" أعتذر " قالها يتنهد بيأس

آتيم : لا بأس , شكر لك , "

قالها بنبرة مكسورة , و قد أخفى دمعه بالوسادة لكي لا يراه سيتو , شعر رئيس الشركة بحزن عميق أخرج من كيس طبي حُقنة مليئة بسائل شفاف

أتيم :" ما هذه الحقنة !؟ "

سيتو :" لا تخف , هي حقنة مضاد حيوي و مسكن , فالوشم مُلتهب , لن تؤلمك كثيرا , استلقي بهدوء و أعطني كتفك

فالها بنبرة هادئة , نفذ آتيم بصمت , بعد أن انتهى , ساعده على الإستلقاء على بطنه لكي لا يحرقه الوشم

سيتو :" , ألهذا ؟ هربت من العرين, رغم أنهم أعطوك بعض الحرية "

آتيم :" صمت "

سيتو :" أنت حر بعدم الإجابة "

آتيم :" لقد سئمت من حياتي يا سيتو , كانت أكبر غلطة بعمري تمثيلي لذاك المسلسل , لقد قلب حياتي رأسا على عقب , لقد صرت أسيرا كما كان الفرعون البطل بالمسلسل .... لقد جردوني من كل شيء , كنت مقتنعا بكلامهم , لكنهم بدأوا يحرفون من معتقدات نسلي و أهلي , لقد نسفوا حضارة الفراعنة ليبتكروا قواعد جديدة , حتى إله الشمس راع لم يعد موجود بقوانينهم , قوانينهم العالم الجديد , عالم النور , كنت راض بكل شيء , لكن هذا الوشم الذي حفروه ,أشعرني بغصة بقلبي , أشعرني بنفور , أنا ضائع , لم أعد أعرف من الصواب ومن الخطأ "

سيتو : " ماذا عن أسرتك ؟؟ "

آتيم :" بمصر , سعداء متناسين أن هناك ابنا لهم"

قالها و قد غالبه النعاس و أخذت الحقنة مفعولها , خرج سيتو بهدوء و غطاه , ما إن خرج سيتو , حاول آتيم النوم وعندما أوشك , أيقظه سقوط المزيد من الدفاتر من حقيبته , التفت بسرعة نحو الصوت فوجد الدفاتر مبعثرة , وقع نظره على دفتر لوتس الذي أوقعته صباحا , حمل ألمه و تذكر أنه نسي إعطاها له ,

سقطت صورته من الدفتر مجددا فانتبه أنه مكتوب باللغة العربية , أجلس نفسه بصعوبة و بدأ يقرأ بصفحاته , رغم أنه يعلم أن هذا غير لائق , لكن الفضول غلب المبادئ بهذه الحالة ,أخذ الدفتر , وضع الصورة جانبا و فتح أول صفحة

آتيم :" لوتس شموس " ... " إذن هذا لقبها !! لنرى ما سر صورتي بدفترك وأنت أول فتاة تجافيني "

" أول صفحة في العام 2006 أو كم هذا قديم , كان ذلك بعد مسلسلي بسنتين , كنت أمثل جزئا خاصا منه ... أيام حرية جميلة بحق , "

بدأ يبدل عينيه بين السطور يقرأ و أعينه تزداد توسعا كلمة بعد كلمة , فقد كتبت ضمن صفحات الدفتر عن أول مرة أعجبت بها بشخصية آتيم الذي مثلها يامي !! , كتبت عن متاهة وقعت بها بسببه , كانت معظم ورقات الدفتر عنه , وصل لصفحة لفتت نظره

آتيم بلسان لوتس :" اليوم , كنت أشاهد التلفاز , كالعادة مسلسلي المفضل لا غيره ,انتهت الحقلة و سرحت بخيالي بعيد , ماذا لو قابلت بطل أسطورة ملك الألعاب آتيم ....

رغم إعجابي الشديد به , ما ذا ستكون ردة فعلي ؟ , كونه ملك و أجنبي , هل ياترى ستتوافق طرقنا ؟ , سرحت بالسؤال كثيرا ولم أجد جواب له , قلت لنفسي هذا مستحيل فأنا مسلمة و هو أجنبي , كما أنه ملك بكبريائه لن يقبل بفتاة مثلي , قد أتحدث إليه فيقابلني بالجفاء , قد تتكسر صورة البطل بنظري لو قابلته , أفضل أن أبقى بعيدة عنه دائما , حتى أحتفظ بصورته , لابد أن لديه مئات الصديقات و المعجبات و بفرقعة أصبع يرى مئة فتاة بخدمته " // تعجب آتيم من كلامها و شعر بالغيظ //


آتيم :" هي هذا قاس , أنا لم أعرف فتاة واحدة في حياتي , جميعهن كاذبون .. يريدوني لشهرتي ! "

لم يعجبه ما تبقى من كلام فقلب الصفحة

لوتس بالمذكرات :" على سيرة الإسلام , بالأمس قرأت مقالة عن رأي الأجانب بالمحجبات و كانت النتيجة قاسية , فهم ينظرون للمحجبات على أنهن غريبات و إرهابيات , ينظروا لنا نظرة دونية , يظنونا متخفين , أحزن عندما يأخذ العالم فكرة سيئة عنا و عندما يتنكر أولاد الإسلام عن العربية و الإسلام , فلو عادوا لجذور الإسلام لوجدوه دينيا مسالما

لو تعمقوا قليلا بالحجاب لرأوا لما نحن نضع الغطاء , نحن لا نضع الغطاء لأننا نريد , كم أتمنى أن أخلعه و أمشي كما باقي الفتيات , بشورت قصير و كنزة بلا أكما , كم أتمنى أن أحدث شبان و أخرج معهم دون قيود

لكن أعود و أفكر لأجد هذا خطأ , لأجد أن من وراء الحجاب شيئا جيدا , فكل شاب لديه غريزة و بطبيعة الحال غريزة الشبان أقوى من الفتيات ,

فأنا عندما أشتم رائحة عطر شاب ينتابني شعور بالخجل و عندما أرى شاب بلباس جميل ينتابني الخجل أيضا وخصوصا عندما أشاهد آتيم

إذا كانت الفتيات يشعرن بهذه المشاعر من المشاهدة فقط فماذا سيحصل للشبان عندما يروا الفتيات هكذا ؟
بمساحيق تجميل و شعر أخاذ و ملابس رائعة ملونة و قصيرة

ليس كأن الشبان سينظرون إلي حصرا , لكن لابد لهم أن يروا فيَ معالم جسد الفتاة ,شيء جميل يشعرهم بالخجل , وهذا ليس من حق الشاب أن يشعر به إلا لفتاته و فتاته وحدها و لا يحق لشاب أن يراني أو يلمسين إلا لحبي الوحيد ...

إذن فالحجاب هو أحد مظاهر الإخلاص , و عدم إثارة ماليس صوابا و لو بنسبة قليلة , طبعا جميعنا مأمور بغض البصر قبل كل شيء , لكن غالبا ما تنصاع النفس لنزوات كهذه , فبالنهاية الشبان او الفتيا من يجبرن المرء على النظر

ثم إن الحجاب يشعرني بالدفء بالشتاء و بالحر بالصيف , قد أحرم من بعض الأشياء كالمسابح و الشواطئ لكن ليس بسبب الحجاب بل بسبب الناس فقوانين معظم الشطوط و المسابح ممنوع دخول المحجبات إلا بزي السباحة .. بربهم ألا يشفقون علينا !!

الحجاب يرضي ربي و يحميني من نار حامية , أستطيع ارتداء الفساتين و التنانير و الأزياء كلها كما أشاء لكن عريضة قليلا , أما عن الأغطية فتعطي مظهرا جميلا مع الملابس ... هذا هو غرض الحجاب , مع أني عميقا يساورني بلحظات الرغبة بالخروج دونه لأشعر بما تشعره الفتيات لاتحسس شعري و الرياح تلعب بخصلتي , لكني أيضا مقتنعة به كثيرا وأجد منه فائدة و ثواب لي .. "


// هذه الكلمات جعلت الشاب الأسمر يبتسم دون أن يعلم لماذا , غالبه النعاس , فغرق بنعومة الفراش و الدفتر على علة وسادته مغلقا , نطق قبل أن يغلق جفنيه

آتيم " لوتس .... إذن "

سلم نفسه لنوم عميق , غلفت بطانية الليل السماء , عَم الهدوء بكل مكان , و سلمت الأجساد أنفسها لنوم عميق و مسالم , لكن بين طيات الظلام دائما ما تختبئ أعين حاسدة و أنفسٌ حاقدة ....





أنتهى الفصل الأول ,أتمنى أنكم استطعتم تجميع هوية الأبطال

أتيم هنا ممثل مشهور مثل مسلسل يوغي
و الجميع معه شارك بالتمثيل
خلطت حقائق هويته على أرض الواقع بهويته بالمسلسل
فنحن فعليا لا يمكننا الوصول لحقيقة ممثل

بالنسبة لوتس , فهي ترى بأتيم الفرعون فحسب , لا تراه كالممثل المشهور
و كاي مهوسين بالممثلين لوتس منهم , لكنه تحاول محاربة نظرتها لأتيم عن حقيقته ...

أما عن الأديان فهنا يعطون الأديان الخمسة الكبيرة و قد ذكرتها
عن معلومات الأديان فهي صحيحة لأني تأكدت من مصادريها
فهناك نقاشات كثيرة عن الاديان ستأتي


أتمنى تكون الفكرة نالت إعجابكم و أتمنى لو في نقد تنقدوا بشكل لطيف و غير جارح أو مهاجم , كون الفكرة حساسة شوي

بالنسبة لقوانين اليابان لا أعرفها لكني وجدتها ملائمة للقصة
طبعا معظم البلاد لأجنبية تقف بصف المرآة و أنا استندت على قوانين ا,وربا


إلا أني لا أعرف لذا أبري ذمتي من بعض المعلومات
كتصرفات الأجانب و كقوانين اليابان


أي نظرات للوتس و تصرفات من أجانب ليست واقعية فهي مجرد تجميع
احداث من مخيليتي مع دمجها بواقع البلدان المختلفة

عن الإله راع فهو إله الشمس عند المصريين القدماء ,
هدف القصة نبيل تماما, نشر معلومات و تصحيح معلومات
عن الإسلام بصورة جميلة خفيفة على النفس تقترب من الأنمي لحد ما


لإاتمنى أني نجحت بهذا




هل أعجبكم الفصل ؟؟

ما رأيك بالفكرة ؟؟

ما هو سر آتيم و منزله ؟؟

ما ذا سيحدث مع لوتس الأن ؟؟

أركم بالفصل القادم و هو بعنوان

2 - انسان غارق بمتاهة الحيرة - الجزء الأول

بأمان الله , حفظه و رعايته

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
[CENTER]

بدخلي ماسة ...سأحررها يوما من أشواك حياتي ...ساجدها بإيماني ...سأصقلها بدمي ...سأشكلها بقلبي..ساُلًمِعها بكفاحي...سَتُشّرق متألقة و فخورة بنصري...

التعديل الأخير تم بواسطة diamond rose ; 11-24-2015 الساعة 10:22 PM
رد مع اقتباس