عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 06-16-2015, 07:40 AM
 
[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/26_07_15143792079903821.gif');"][cell="filter:;"][align=center].











.
[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/26_07_15143792079920613.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
[/align]
[align=center]
الفصل الثالث


نظرت ليلى بتمعن الى المرأة الشقراء الواقفة أمامها ... هذه السيدة هي ... هي ... تولين الحولي ... زوجة حسام الناجي ... ألا أنها بدت مختلفة نوعا ما ... بدت أكثر تألقا أكثر قوة و ثقة بالنفس و أكثر جمالا أيضا ... لقد بدت ... بدت جاهزة لمواجهة المرأة التي سرقت زوجها !... و لكن ماذا عن ليلى ؟ ... هل هي جاهزة للمواجهة ؟.. و هل هي حقا من سرقت حسام من زوجته و عائلته ؟؟... استيقظت ليلى من أفكارها المحبطة على صوت تولين و هي تقول بهدوء : " علمتُ بأنكِ حاولتِ الانتحار ... لماذا ... لماذا يا ليلى ؟ ماذا تعنيهِ الحياة لكِ ؟ " .
حركت ليلى رأسها بتساؤل حذر و قالت بصوت خافت مرتجف : " ما الذي جاء بكِ الى هنا ؟ ما الذي تريدينه مني سيدة تولين ؟ و .. و كيف علمتِ بوجودي في المشفى ؟ ".
اقتربت تولين من ليلى قليلا و قد لاحظت ارتباك الفتاة و نظرات الذعر التي طلعت من عينيها الزرقاوين ، هي لا تريد أذية ليلى أو حتى إذلالها هي فقط تريد التحدث معها قليلا فقالت بلطف : " أنا اعمل طبيبة في هذا المكان يا ليلى و قد رأيتهم و هم يدخلونك الى المشفى .. الطبيب الذي قام بعلاجك ... الدكتور إياد ... يكون صديقاً مقربا لي و قد سألتُهُ عنكِ ".
عند تلك اللحظة فقط انتبهت ليلى الى الزي الأبيض الخاص بالإطباء الذي ترتديه تولين .. إذاً تولين الحولي .. تعمل طبيبة في هذا المشفى المحترم !.. أكملت تولين كلامها عندما لاحظت بأن توتر ليلى بدأ يتضاعف :
" بصراحة لقد فكرتُ كثيراً قبل أن احسم قراري و آتي الى هنا لأطمئن عليك و أيضا لأتحدت معكِ قليلاً لو سمحتِ طبعا ".
أبتعلت ليلى ريقها قبل أن تنكس رأسها بأسى و تقول بصوت ضعيف : " أرجوكِ سيدة تولين لا يوجد ما نتحدث به مع بعضنا ... رجاءا تفهميني ... أنا ... أنا ... حقا مرهقة جسديا و نفسيا و بحاجة للراحة بحاجة ان اكون بمفردي لأتريب أفكاري ... أنا اشكر مجيئكِ للإطمئنان عليّ و الآن رجاءاً اتركيني بمفردي لو سمحتِ ".
أشفقت تولين على ليلى التي لم تكن أكثر من مجرد ضحية جديدة من ضحايا حسام ...!
ترى ما ذنب ليلى ؟ ... ذنبها أنها أُنثى أعجبتْ ذلك الرجل الحقير و حركت غرائزهُ الحيوانية التي تحثه لإمتلاك ليلى و طبع ختم رجولتهِ على روحها و جسدها ... ذنبها أنها كانت مراهقة صغيرة في هيئة شابة جميلة ناضجة ... ذنبها أنها بريئة أكثر من اللزوم .. بريئة الى حد الغباء لتصدق ألاعيب حسام الناجي و تستسلم لمشاعرها تجاهه متجاهلة سمعته السيئة بكونه زير نساء .
جلست تولين على الكرسي المجاور لسرير ليلى الذي كانت إسراء تحتلهُ قبل بضعة دقائق فقط .. قالت بصوت شجي و حزين : " غايتي ليست إيذاءك إطلاقاً أنا فقط أريد التحدث أليكِ أنا بحاجة جدا للكلام و أنت بحاجة للإستماع إلي ... صدقيني أنا أفهمك جيدا لأني عشتُ ما عشتهِ أنتِ أيضا ... أنا ... أنا أعرف معنى الخيانة ... و ما أصعب أن تُجرح من إنسان لم تكن تتخيل يوماً أن يجرحك ".
لم تعرف تولين مدى تأثير جملتها الأخيرة على ليلى
(و ما أصعب أن تجرح من إنسان لم تكن تتخيل يوماً أن يجرحك)
ليلى أحبت حسام .... وثقت به .... قدمت له كل مقاتيح قلبها و روحها و جسدها
إلا أنه لم يكن يستحق تلك المفاتيح ابدأ لم يكن يستحق ثقتها به .... لم يكن يستحق أن يحظى بكل ذلك الإهتمام و الحب الصادق
ما أبشع أن تثق بشخص ثقة عمياء ليثبت ذلك الشخص أنك فعلاً أعمى ...... إلا أن ليلى قد تعلمت درساً قاسياً لن تنساهُ أبداً
(لا تجعل ثقتك بالناس عمياء لأنك ستندم يوما ما على سذاجتك)
بعد دقيقة كاملة من الصمت المطبق و عندما لم تقل ليلى شيئا أخذت تولين نفسا عميقا ثم أكملت حديثها بصوت هادئ و بنبرة غامضة : " إلتقيتُ به منذ 8 سنوات عندما كنتُ في 21 من عمري كنتُ فتاة عادية كأي فتاة في سني إلا أنني كنتُ سعيدة و راضية بحياتي .. كنتُ طفلة في الحب .. عذراء في القلب و الروح .. لم ابحث يوما عن الحب أو ربما لم أُكن أرغب الوقوع به إلى أن التقيت بحسام لن انسى ذلك اليوم ابداً ... أحببته منذ أن رأيتهُ لأول مرة ".
صمتت تولين و أخذت تستعيد ذكرياتها في ذلك اليوم الذي التقت فيه بحسام أكملت بصوت أجش و بنظرات هائمة و كأنها انفصلت عن الواقع لتركب سفينة الزمن و تعود الى الماضي : " في ذلك اليوم كنتُ عائدة من الجامعة إلى البيت عندها رأيت شاحنة كبيرة تقف أمام المنزل المقابل لبيت عائلتي و كان هناك الكثير من العمال و طبعا عملهم هو إدخال الأغراض الى الشقة وقفت كالبلهاء انظر إليهم و الفضول يتآكلني لمعرفة من هم جيراننا الجدد ثم رأيته ... شيء ما جذبني إليه ... شعور غريب إجتاحني ... لقد كان وسميا بطريقة قاتلة و مدمرة .. وسامتُهُ كانت برية تذكرني دائماً بقط بري لم يمكن ترويضه ... الشمس تصبُ نيرانها على جسده المفتول العضلات لتلمع قطرات العرق على جبينه .. خصلات شعره الأسود الكثيف مشعثة و متناثرة في كل الإتجاهات .. كانت وسيم جدا و بنفس الوقت مرعب بهيئته المبللة شبه عار إلا من بنطال أزرق باهت ... كان يوليني ظهره و هو يصرخ في العمال بغضب لينتبهوا للأغراض ثم يتحرك بخفة و يبدأ بحمل الأشياء معهم و هو يتأفف بنزق .. لا أعرف كيف تحركت قدماي في تلك اللحظة لأدخل الى المنزل و أنا اتسائل عن هوية هذا الرجل ... أصبحتُ أراها كل صباح عندما أخرجُ للذهاب الى الجامعة و هو كان أيضا يذهب الى جامعتهِ حيث علمتُ من ابنة جارتنا أنه يدرس إدارة أعمال في السنة الأخيرة أما في المساء فقد كان يذهب للعمل كنادل في إحدى مطاعم الوجبات البحرية .. لم يكن يسكن بمفرده في البيت كان يعيش مع والدته المسنة .. كنتُ أراقبه كيف يعتني بها ... أراه يقبل يدها و رأسها و هي تبتسم بحنان و حب له ثم تطبع قبلة رقيقة على خده أراقبه كيف يهتم بها و يلبي إحتياجاتها دون أي تذمر أو شكوى .. هي الإنسانة الوحيدة التي أحبها حسام بصدق ... مرت الأيام و حياتي على نفس الوتيرة لا شيء جديد أو مثير للإهتمام سوى الجار الجديد !... في إحدى الأيام كان الجو ربيعيا حميلا و الشمس مشرقة لذلك صرفتُ سائقي الخاص الذي كان يكلفُهُ والدي بمهمة مرافقتي في كل مكان .. أحببت أن أعود الى المنزل سيرا على الأقدام و بينما كنتُ اتمشى أخذت سيارة حمراء رياضية تسير الى جانبي في الطريق ألقيت نظرة عابرة الى السيارة الفارهة لأتفاجئ بأنها نفس السيارة التي كنتُ أراها كل يوم واقفة أمام جامعتي و أحياناً أمام منزلي ... أخفضت رأسي و أخذت أسرع من خطواتي لعلي أصل الى البيت بسرعة ... تمنيت في ذلك الوقت لو أنني لم أصرف السائق ... فجأة اعترضت السيارة طريقي و توقفت أمامي لا يفصلها عن جسدي سوى سنتمترات بسيطة و بنيما أفلتت مني شهقة خوف و رعب أنزل السائق نافذته ليجفلني بنظراتِهِ التقيمية من فوق الى تحت!... ابتسم بسخرية و هو يطلب مني برقة مزيفة الدخول الى السيارة لكي يوصلني الى المنزل في تلك اللحظة شعرت أن قلبي سيتوقف من شدة الرعب تجاوزت السيارة بسرعة و انا احاول ان انفذ بريشي إلا أن الشاب الكريه كان قد نزل من سيارتهِ ليلحق بي ثم أمسك معصمي بقوة و هو يقول بكل جرأة و صفاقة بأننا يجب أن نتحدث حاولت أن أنفض يده عن معصمي و لكني لم استطع ... كدت ان اموت من الخوف و هو يحاول سحبي الى سيارته حتى بدأت أنتفض و اضربه بحقيبتي و كُتبي و أنا أصرخ به أن يتركني ... اركلُ ساقيهِ بهيستريه إلا أنه لم يأبى بصراخي و ضرباتي فبنيتهُ الجسدية كانت تفوقُ بنيتي الهشة و أيضا و لسوء الحظ لم يكن هناك أحد من المارة في الشارع في ذلك الوقت .. كدت أن أيأس من أن يأتي أحد لإنقاذي من ذلك الكلب المسعور حتى سمعت صوت ... صوتهُ ... وهو يأمر الشاب أن يتركني ... مازلت اذكر ... اذكر لك البريق الذي رأيتهُ في عيني حسام السوداء ... بريق الإصرار والعنف ... ذلك البريق جعلني أشعر بالدفء يتسلل الى قلبي على الرغم من خطورة الموقف .. اقترب منا بسرعة والغضب الأسود سيطر على ملامحه البرية الوسامة ثم و بدون سابق إنذار سحبني بعيدا عن الشاب ثم أنقض عليه بسيل من الركلات و الشتائم أما أنا فقدماي لم تستطيعا التحرك من الصدمة .. بقيت واقفة في مكاني انظر اليهما و هما يتصارعان .. ارتجف من رأسي حتى أخمص قدمي .. و طبعا الغلبة كانت لصاحب النبية الجسدية الأقوى و الذي كان حسام ... فلم يكن من ذلك الشاب أن يفعل شيء سوى الهرب بسرعة .. كان يلهث و هو يستدير لينظر إلي ... اقترب مني ببطء و هو ينظر في عيني مباشرة فأنكمشت غريزيا تنهد و سألني عن اسمي فأجبته بصوت خافت ثم أخبرته بأنني اسكن في المنزل المقابل لمنزلهم تنهد مرة أخرى و هو يحاول التقاط إنفاسه ... عندما شعر بحرجي و ارتباكي أخبرني أنه لا داعي للخوف منه لأنه لن يأذيني كما حاول ذلك الشاب الوقح أن يفعل كما أخبرني أن ذلك الصبي لم يتعرض لي مرة ثانية فقد ألقنهُ درساً لا يُنسى ".
صمتت تولين مرة ثانية و ثم قالت بسخرية مريرة : " أتعرفين .. كان من المفترض أن أحمي نفسي من حسام و ليس من ذلك الفتى فقط ".
أخذت ليلى تفكر ................
ما الغرض من إخبار تولين لها كيف إلتقت بحسام و أحبته ؟
ما الذي تريدينه يا تولين ؟
رغم كل تلك الأفكار المزدحمة في عقل ليلى إلا أنها لم تكن تريد مقاطعة تولين
هناك شعور داخلي يدفعها الى الإصغاء و بتركيز في كل كلمة من كلمات تلك المرأة
تريد أن تعرف .. أن تفهم كيف استطاع حسام خيانة زوجتهِ الأولى
كيف استطاع إيذاء عائلته و تدميرها ....

تنهدت تولين وهي تكمل : " في ذلك اليوم حسام هو من أوصلني الى المنزل اذكر أنه كان يسير خلفي لا يفصل بيننا سوى بضعة خطوات ... كنت اشعر بالحرج منه و بالخجل الشديد ثم و أخيرا وصلت للبيت شكرته على مساعدته لي بكلمات خافته و رأسي منخفض فلم استطع النظر في عينيه ثم تحركت مسرعة بإتجاه البيت .. في ذلك اليوم أحسستُ بشعور غريب يجتاحني من جديد تجاه الجار الجديد .. نفس الشعور الذي أحسسته عندما رأيت حسام للمرة الأولى ... لقد كان شعور مختلف يعجز الكثير عن وصفه ... شعور رائع داعب إحاسيسي ... شعور غريب تغلل بي لينشر السعادة و الأمان في داخلي و يجعلني أطوف الدنيا ... شعور يجعل دقات قلبك تصل الى المليون دقة في الدقيقة الواحدة ثم تشعر بجسدك يغلي و عيناك تبرقان كالنجوم ! .. هل هذا هو الحب الذي يتحدثون عنه في الروايات ؟ هل أنا أحب حسام ؟ أجل .. أنا أحبه ... أحبه بجنون ... اعترفت لنفسي في تلك اللحظة اني أعشق حسام ...هو ... هو منقذي بطلي المغوار .... لا أعرف ما الذي دهاني في تلك اللحظة لأعترف لنفسي بكل هذه الأشياء التي كنت أشعر بها من قبل تجاه الجار الجديد و لكني أبيت الإعتراف بها من قبل حتى هذه اللحظة .... كنت اتساءل هل هذه حقا أنا تولين ؟! .. هل فعلا أنا تولين تلك الفتاة المغرورة العنيدة صاحبة اللسان اللاذع والطباع النارية ... هل أنا تولين تلك التي كانت تسخر من زميلاتها عندما يتحدثن عن الحب أنا التي كنت أظن بأن قلبي ملكي أنا وحدي إلا أن جاء حسام هو الوحيد الذي استطاع اقتحام أسوار قلبي .... بعد فترة قصيرة بدأت علاقة مودة و صداقة تنشأ بين والدتي و السيدة تنسيم والدة حسام التي كانت تأتي لزيارتي كثيرا و قد كانت تحبني و في يوم من الأيام أخبرت السيدة تنسيم أمي بأنها تريد أن تخطبني لحسام في تلك اللحظة شعرتُ بأنني سأطير من فرط السعادة و البهجة ! ... بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول قمنا بعقد قراننا و اتفقنا أن يكون حفل الزفاف بعد انتهاء الفصل الثاني ... علاقتي بحسام في تلك الفترة كانت باردة على الرغم من كل محاولاتي لأقترب منه إلا أنه كان يصدني بلطف و كأنني إنسانة غريبة و لستُ خطيبتهُ .. مرت الأيام و تزوجنا .. علاقتنا تحسنت بعد الزواج إلا أنني كُنتُ دائما أشعر بذلك الجزء المفقود بيننا ... كان حسام ليطفا معي إلا أنه لم يكن يحبني قط ... وأنا كنتُ أعرفُ هذا جيداً من خلال عينيه ... أنا لم أكن بالنسبة له سوى مجرد زوجة ... واجبه كزوج أن يرعاها .. لا أكثر ... "

ترقرت الدموع في عيني تولين الخضراوتين إلا أنها كبتتها بإرادة من حديد .. أخذت نفسا عميقا و أكملت : " بعد مرور سنتين على زواجنا اكتشفتُ بأني حامل ... أنجبتُ أول طفل ... أيهم ... أول فرحة لي ... أتعرفين يا ليلى ... أجمل شعور أحسستُهُ في كل حياتي عندما حملتُ ابني أيهم بين ذراعيّ لأول مرة .... شعرت بأنني امتلكتُ العالم كلها في تلك اللحظة "

ارتجفت شفتا ليلى لا شعوريا و هي تتذكر ابنها الذي خسرته بسبب حسام .. تبا .. تبا لك يا حسام .. تبا .. لم تستطع ليلى أن تحمل ابنها بين يديها لتشعر بإحساس الإمومة ... كما لم يُكتب على طفلها أن يخرج الى هذا العالم ... كانت تشعر بأن الجنين هو ذكر .. حسنا الأمر لم يكن مهماً بالنسبة لها .. هي فقط كانت تشعر بأنه ولد شقي أو بالأحرى كانت تتمنى أن يكون ولد ... إلا أن كل أحلامها و أمانيها أحترقت بنيران الحقيقة المؤلمة ... حقيقة زوجها حسام الناجي ..

_ " مرت سنة كاملة ثم توفيت السيدة تنسيم بعد إنجابي لإبني الثاني شاهين بثلاثة أشهر ... بعد ولادة شاهين بدأ حسام يبتعد عني ... كنتُ أظن بأن وفاة والدته قد أثر عليهِ إلا أن الأمر لم يكن كذلك ابداً ... لقد أخبرني ذات يوم بكل صفاقة و عنجهية بأنه قد سأم .. سأم مني و مل في لعبة الزوج و الأب و أنه يحن لدور الشاب الحر الذي حرمتهُ منه بموافقتي على الزواج به ... أخبرني أنه لم يحبني قط و أنه قد تزوجني إرضاءاً لوالدته التي أحبتني و اعتبرتني كإبنة لم تنجبها ".

دمعة خائنة متمردة سقطت على خد تولين إلا أنها اسرعت لتمسحها قبل أن تقول بصوت أجش : " مازلتُ أذكر كلماته البشعة عندما كان يخبرني بأن جسدي لم أعد يستهويه لذلك اضطر الى خيانتي مع بائعات الهوى ... كلماته تلك أهانت االإنثى الموجودة في داخلي .. كلماته تلك اقتلعت حبهُ من قلبي ... كنتُ أتألم مع ذلك بقيتُ صامتة فقط من أجل أطفالي أيهم و شاهين ... كنت أشعر بأنني حية اتنفس فقط من أجلهما ... السنة الماضية كانت أصعب سنة مرت عليّ ...عندما اكتشفتُ قبل 3 أشهر أنه قد تزوج منكِ .. بكيت كثيراً .. بكيت على حياتي التي أمضيتها مع حسام .. بكيت على قلبي .. بكيت على كبريائي المجروح .. إلا أنني فكرت بدلا من أن أمسح دموعي في كل مرة .. لماذا لا امسح المتسبب في ألمي و تعاستي .. وقفتُ على قدمي و قررت أن أواجه العالم كلهُ في سبيل حريتي .. طلبتُ الطلاق من حسام و فعلاً تطلقنا قبل شهرين و بدأتُ حياتي من جديد و بمفردي .. الشيء الوحيد الذي أعطاني القوة و العزيمة لكي ابدأ من جديد هم أولادي .. أيهم و شاهين .. هم كل شيء في حياتي .. هم أملي سعادتي هم عائلتي هم منزلي ".

نظرت تولين الى ليلى نظرة ذات معنى قبل أن تمسك بيدها برفق و تقول : " ليلى أنا لا أكرهكِ إطلاقا .. و ليس لدي الحق لكي أعتبركِ عدوتي أو المرأة التي سرقت زوجي ... كما أنني لا ألومك على ما حدث أو على طلاقي من حسام .. في الأمس كنتُ أتألم إلا أنني اليوم أقوى بكثير .. أعرف بأنكِ تتألمين مثلي .. و لكن صدقيني الزمن كفيل بأن ينسيكِ كل شيء و أنا متأكدة من أنكِ عندما تخرجين من هذا المشفى ستكونين ليلى ثانية أقوى من الأولى بكثييييييير ".

نظرت ليلى بعمق في عيني تولين و قالت بصوت مرتجف : " هل تعتقدين بأنني سأنسى ذات يوم ما حدث؟ .. تولين أنا استطيع أن أرى مدى قوتك و عزيمتك و أنا لستُ قوية مثلك .. ألا ترين كيف أنني أخترتُ الاستسلام بسرعة .. ربما سأخرج من هنا بليلى جديدة إلا أن الألم لن يزول ... أنا أضعف من أن أحاول النسيان ".
قالت تولين بحزم و هي تشد على يد ليلى :
" بل أنتِ قوية يا ليلى .. منبع القوة يأتي من الناس الذين نحبهم .. أنا خسرتُ عائلتي من زمان أما أنتِ فلديكِ الكثير من الناس الذين يحبونكِ .. كنتُ أراقبهم من بعيد و أنتِ في غرفة العمليات ... والدتكِ التي لم تتوقف عن الدعاء لكِ .. شقيقتك التي كانت تذرف الدموع و هي تفكر بأنها ستخسر صديقتها الوحيدة من جديد .. والدك الذي لم يتردد في أن يتبرع بدمهِ فقط من أجل أن تعيشي .. هؤلاء الناس يجب أن يكونوا قوتك لا تكسريهم لا تسمحي لهُ بأن يكسركِ يا ... لن تستطيعي أن تبدأي بصفحة جديدة في حياتك طالما أنتِ مشغولة بقراءة صفحاتك القديمة ... أطوي الماضي و انسيهِ يا ليلى أعرف أن الأمر سيكون صعباً جداً و مؤلماً جداً في البداية و لكن ما من شيء يدعى مستحيل فقط تذكري أن وهج الأمل يجب أن لا يختفي من حياتنا ... والدتي كانت دائما تقول لي هذه الجملة (لولا الأمل و النسيان لما استطاع أحد أن يعيش)".

أخذت تولين نفساً عميقا قبل أن تنهض و تقول بإبتسامة هادئة : " شكراً لأنكِ استمعتِ إلي يا ليلى الآن يجب أن اذهب لابد أن مريضي ينتظرني ".

سارت بإتجاه الباب و فتحته و قبل أن تخرج نظرت الى ليلى و قالت : " الحياة أغلى و أثمن من أن تقف عند إنسان لا يستحق حبنا أو احترامنا يا ليلى ".



نهاية الفصل الثالث


أصدقائي الغاليين هذا كان الفصل الثالث من روايتي أنت منزلي
أتمنى من كل قلبي أن ينال إعجابكم و الآن ننتقل الى الأسئلة
1) رأيك بالبارت و بكل صراحة
2) رأيكم بشخصية تولين ، لو أنتم بمكانها ماذا كنتم ستفعلون
3) ما هو جزئكم المفضل من البارت ؟

أحبائي الغاليين أريد أن أهنئكم بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم و كل عام و أنتم بألف خير ينعاد عليكم بالصحة و السلام والعافة و تقبل الله صيامكم و صالح أعمالكم
أعزائي هذا الفصل سيكون آخر فصل أنزله قبل حلول شهر رمضان المبارك و انشاء الله سأنزل الفصل الرابع في اليوم ال2 أو ال3 من عيد الفطر
أشوفكم بخير و رمضان كريم

[/align][/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/26_07_15143792079912712.gif');"][cell="filter:;"][align=center].












.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
أتمنى من أعماق قلبي أن تنيروا روايتي بدخولكم وأتمنى أيضا أن تنال إعجابكم {قصة عشق 1(رواية أنت منزلي)}
http://vb.arabseyes.com/t476100.html

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-27-2015 الساعة 12:03 AM