[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_04_15142788216963683.png');"][cell="filter:;"]
[align=center]
[/align][/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_04_15142788216951031.png');"][cell="filter:;"]
[align=center]
السلامُ عليكم وَ رحمةٌ اللهِ تعالي و بركاتُهْ ..
لا إله إلا الله ، سيدنا مُحمد رسول الله
اللهم صلّ علي سيدنا مُحمد ، و علي آل سيدنا مُحمد
سُبحآن الله - الحمدُ لله
لا إله إلا الله - الله أكبر
أستغفرُ الله
الفَصلُ التآسع | 9
شَعرتُ بِبرودةٍ فِي أطِرافي وَ هُو يَسِألني هَذا السُؤال ، فِي المَرةِ المَاضِية تَركَ لِي خِياراً بِالردّ ، لَكن الآن إنّه يَأمرني بِالردّ ، كَيفَ أُخبره ..؟ كَيفَ أُصَارحهُ وَ أُحَدثهُ عَن مَشَاعِري ؟ يَا إلهِي سَاعدني ، ألهِمِني ..
إنِتَفضَ جَسدي إثر صَرخَتهِ الحَادة : أجَيبي ..هَل تُحِبِينه ؟
أومأتُ رَأسي بِخوفٍ ، وَ أنا بِالكادِ أسَتَطيع حَمل قَدماي ، فَلقد خَارت قُوايَ تَماماً
ردّ بِنَبرةٍ غَاضبة : أنَا لمْ أسِمَع..هَيا أجِيبي
قُلتُ بِخوفٍ : نَعَ..نَعَم...أنَا أُحِبه
نَهضَ بِهدوءٍ مِن الأريكةِ..لأتراجعَ بِخوفٍ حَتي أسِقطَ عَلي السَرير ، كَانت مَلامِحَهُ هَادئةً جِداً ، مَاذا سَتَفِعَل..؟
قَال بِإنِكِسار : وَ أنَا ..ألا أمِلكُ مَكانةً فِي قَلبكِ ؟ المْ تَشِعُري وَ لو بِذرةِ مَشَاعر نَحوي ؟
نَظرتُ لهُ بِذهولٍ وَ أنَا أشِعُر بِالشَفَقةِ وَ الحُزنِ الشَدِيدَين عَليه ، حَاولتُ..لَكنني لمْ أسِتَطع
صَرخ بِتَأنيب : لقدْ وَثقتُ بِكِ.. وَ أحِبَبِتكِ جِداً ..حَدثِتكِ بِمَا أشِعُر ، بِمَا أكِره ، بِمَا أُحبْ..حَاولتُ بِقدرِ الإمِكَانِ أنّ أظَلَ صَامِداً لأجِلكِ ، أتَألمُ مِن دُمُوعكِ وَ مَع ذَلك أصِمت حَتي لا أضَغَط عَليكِ ، أُحَاولُ مَعِرفةَ مَا بِكِ دُونَ جَرحكِ ، كُنتُ أُحَاولُ الحِفَاظَ عَليكِ بِشَتَي الطُرق ، لَقد أحِبَبِتُكِ أَكِثَر مِن أي شَيءٍ فِي حَياتي ، وَ حَاولتُ إسِعَادكِ بكلِ مَا أمِلك ، طَوالَ تِلكَ السَنَواتْ كُنتُ أحَاول الحِفَاظَ عَلي أعِصَابي حَتي لا أفَقِدكِ بِتَهَوري ، حَاولتُ أنّ أُنسِيكِ صَدِيقكِ لَكنكِ تَعُودِيِنَ لِلتَحَدثِ عَنه مِن جَديد ، دَونَ أنّ تَعِبَأي بِمَشَاعري ..
كُنت لأولِ مَرةٍ أرَي فِبها دُمُوعَ فٌؤاد وَ هِي تَتَسَاقَطُ بِغَزَارة وَ عَيِنَاهُ مَثبتة فِي وَجهي ، لمْ أسِتَطع التَحَدثَ أو الرَدّ عَليه إلا بِدُمُوعي ، أعِلمُ أنَنَي ظَلَمِتُكَ كَثِيراً..لَكن كَان هَذا خَارج إرَادتي
أطِرَقَ رَأسَهُ بِأسَي وَ ألَم : لَكِنَكِ وَ مَعَ كُل هَذا ، لمْ تُحِبِيني يَومَاً ، وَ مَازَالَ قَلِبُكِ رَغَم كُل هَذا الغِيَاب مُعَلق بـِ رَايوتشي..أنَا بِالنِسِبةِ لَكِ ، زَوجُكِ وَ وَالد طِفلكِ
نَطقتُ بِصُعوبة : أنِتَ..لا تَسِتَحقُ..شَخص مِثِلي
ثَار فِي وَجِهي قَائِلاً : مَن أنِتِ حَتي تَقُولي أسِتَحق أو لا أسِتَحق..أنِتِ لَسِتِ إله ، وَ أنَا أعَلمُ تَمَامَاً أنَكِ أفِضَلُ شَخِصٍ رَأيتهُ فِي حَياتي ، كُنِتَي تَضِحَكين فِي حِين صُراخَكِ دَاخلكِ..تَبِتَسِمين فِي وَجِهي رَغَم دُمُوعَكِ لَيلاً ، حَتي وَ إنّ لمْ تَكُوني قَد أحِبَبِتِني ، لكنْ أهِدَتِني مَا لا أسِتَطيعُ إنِكَارهُ أبَداً ..جَعَلتني أعَلمُ المَعِنَي الحَقِيقي للحُب ، بِحُبي لكِ فَهِمتُ مَعَني الحُب..عَلمتُ أنّ مَن لا يُحبْ مُجردُ شَخِص فَاقِد..فَاقِدٍ جِداً ، مَن فَقَد الحُب..مَنْ لا يُحِب..فَاقدٌ لِنَفسهِ يَا فَريدة ، حَتي وَ إنّ كَانَ الشَخصَ الذي يُحِبه لا يُبَادَله نَفس المَشَاعر ..
نَهضتُ وَ أمِسَكتُ كَفه وَ ضَغَطتُ عَليهِ بِحُبٍ وَ قُوة ، هَمَستُ بِحَنان : لمْ أعِهَدكَ تَبكِ يَا فُؤاد..لا تَذِرف دُموعكَ لأجِل مَن لا يَسِتَحقها..بل لا تَذِرفها أبداً
ضَمّ كَفي إليهِ بِقوةٍ وَ قَال بِحَشِرجة : أُحبكِ..أرجُوكِ..ألا يُوجدُ أي أمَل فِي أنّ تُحِبينني يَوماً ؟
أطرقتُ رَأسِي بِألمِ وَ هَمست : هُناكَ أشَيِاء ليسَ لنَا الحَق فِي إخِتِيارهَا..أو حَتي الإختيار فِيها ، لَيِتَنا نَسِتَطيع الإخِتيارَ فِي كُلِ شَيء
هَمس : دَائماً يُوجد إخِتِيار ..
تَنهدتُ قَائلةً : رُبما..لَكنْ فِي الحُب ، لنْ تَسِتَطيع أنّ تُحبَ مَن تُريد ..إنّه شَيء غَريزي..فَجِأة تَجد قَلِبَكَ يَخِفق بِقُوةٍ لِشَخِصٍ مَا ، دُونَ مَعِرفته
إبِتَسَم بِشُحوب : تَمَاماً كَمَا خَفَق قَلبي لَكِ
كِدتُ أتَحَدثُ لَولا قَاطَعَني قَائلاً : أرِجُوكِ..دَعِيني أُنِهي حَديِثي
أوِمأتُ رَأسي بِالإيِجابِ..لِيَتَنَهدَ بِعُمق وَ يَجلس عَلي السَرير بِجِواري ، شعَرتُ بِهِ يُصارعُ شَيئاً مَا ، يَودّ قَول شَيءٍ مَجُبور عَلي قَوله ، مَا الأمرُ حَقاً يَا فُؤاد ..؟
نَظَر لِي قَائِلاً بِإبِتِسَامَةٍ طَفِيفة حَزِينة : هَل تَعِلمِينَ مَا أهمّ شَيءٍ فِي حَياةِ الإنِسَان ..؟ الأشِياءُ التي إذا فَقَدها..فَقَدَ نَفسه ؟
صَمتَ لِلحظةٍ قَبلَ أنّ يُجيبَ عَلي نَفِسه : الكَرَامةَ..وَ .. الحُب ، أتعلمينَ أنّ الحُبَ مَقرون بِالكَرامةِ..؟ و أنَ الكَرَامة تَفُوق الحُب..؟ فِي الحُب إنّ شَعرتُ بَأنّ الشَخَص الذِي أُحِبه جَرحَ كَرامَتي...هَنا فَقَط يَحقُ لِي تَركه وَ إنّ كَادَ يَمُوت ..
قَبَضَ عَلي كَفهِ بِشَدةٍ وَ قَالَ بِصُعُوبةٍ : أتَعِلَمينَ أنني الآن فِي طَريِقِي لِفَقدِ نَفِسِي ..؟
هَل يَعني أنّني أهَنِتُ كَرامَته..؟ أنَا آسِفة..لمْ أقِصد أنّ أفِعَل ذَلكَ يَوماً يَا فُؤاد..أطلبُ الصَفِحَ وَ العَفو
نَظر لي ، نَظِرةً لنْ أنِسَاهَا أبَداً..وَدَاع..ألمْ..دُموعهُ التِي تَتَسَاقطُ عَلي وَجِنَتَيهِ الآنْ..كَم آلمَتِني لِلحدِ الذَي تَمَنيتُ فَيهِ أنّ أصِرخْ ..!
قَال بِألمٍ : سَألمِلمُ مَا تَبَقي مِن شُتَاتِ نَفِسي .. وَ مَا تَبِقَي لِي مِن كَرَامتي ، لأتِركَ الحُب
أردتُ مُقَاطَعتهُ هَذهِ المَرة إلا أنّه أشَار لِي بِالصَمتِ..فإكِتَفَيتُ مِنهُ مُنَصاعة لأمِره
قَال بِبِطء : إعِلمَي يَا فَريدة...أنّني سَأفِقدُ نَفِسي ، وَ لنْ أفِقَدكِ
أخَذَ نَفَساً عَمِيقاً قَائلاً : سَأطلقُ سَراحكِ...لِتَكُوني مَع مَن إخِتَارهُ لَكِ قَلبكِ ، لِتَكُونِي حُرةً ..لَقدٍ خُلقتي حُرة وَ لَيس مِن حَقِ أحَدهم أنّ يُقَيدَ تِلكَ الحُرية ، حَتي زَوجكِ بِذَاتِ نَفِسه
إبِتَسمَ بِحُزن : فَقط..أودّ أنَ تَعِدينني..أنَكِ إن تَزَوجتِ مِن رَايُوتِشي..سَتَكُونِينَ سَعيدة ، وَ لنْ تَبكِ لَيلاً مَرةً أُخِري
نَظرتُ نَحِوهُ بِذهولٍ ، مَا الذِي يِقوله ..؟ أي كَلامٍ هَذا يَا فُؤاد ؟
نَهضَ مِن عَلي السَرير قَائلاً : نَعم يَا فَريدة..سَأطلقُ سَراحكْ ، سَأطلقكْ ..أنَا أُحبكْ ، وَ أَعِشَقكْ .. وَ لأنّي أُحبكْ ..سَأفعلُ كُل مَا قَد يَجِعَلكِ سَعيدة ، حَتَي وَ إنّ تَخَليتُ عَن قَلبي ، وَ عَن حُبي..وَ إنّ فَقَدتُ نَفِسي ، وَ فَقَدتُ الحَيَاةَ مِن بَعدكِ ، وَ إنّ لمْ أرَي إبِتِسَامَتكِ مَرةً أُخِري ، وَ إنّ لَمْ نَتَقاسَمَ السَريرَ مُجَدَداً ، وَ إنّ لَمْ أُوَاسيكِ فِي حُزنكِ وَ ألَمكِ ، عَاهَدتُ نَفِسي..عَلي أن أفعلَ المُسِتَحِيلَ لأجِعَلكِ سَعِيدة ، حَتي وَ إنّ كَانَ قَتِلي سَيُسِعدكِ ..سَأرّحِبُ بِهَذا بِكُلِ سُرور
كُنتُ أُحَمِلقُ فِيهِ بِذُهول ..غَير مُصدقة لِكلِ حَرفٍ قَاله لِي حَتي تِلكَ اللحِظَة !
إقِتَربَ مِنّي وَ قَالَ بِرَجاء : عِندي طَلباتٌ أخِيرة قَبلَ أنّ يَتمّ طَلاقنا
أنتَ حَتي لمْ تَأخذ رَأيي فِي مَوضوعِ طَلاقنا هَذا يَا فُؤاد ..؟!
قَال بِحزنٍ : لَيِلةُ أخِيرة..أودّ قَضاءَ لِيِلة أخَيِرة مَعكِ ، تَكونُ مِن أجِمَلِ الليَالي التَي قَضِيتها ، بِلا دُموعكِ ..هَل يُمكنُ هَذا ؟
قَال وَيِكَأنه فَجأة تَذَكرَ شَيء : وَ طِفلنا..دِيسبمر..أودّ أنّ أرآهُ دَائماً ، لا تَحِرمِينَني مِنه .. وَ أرِجُوكِ إقِبَلي أنّ أُنفقَ عَليكِ وَ عَليه ، عَلي الأقَل حَتي زَواجكِ مِن رَايوتشي
نَظرتُ إلي عَيِنَيه ، وَ الحُزنُ الكَامنَ فِي جَوفه ، أمِسَكتُ كَفهُ بِألمٍ وَ دُموعِي تَنِهمر ، يَال نُبلكَ وَ حُبكَ يَا فُؤاد ، لمْ أرَ حُباً كَهذا مِن قَبل ، أنَتَ لا تَسِتَحقني..أنَتَ لا تَسِتَحقني أبداً
أومَأتُ رَأسِي بِالإيِجابِ بِبُطء ، وَ أنَا لأولِ مَرة..أشَعرُ بِألمٍ حادٍ فِي قَلبي ، بِسَببِ فُؤاد ، فُؤاد..الشَخِصَ الذِي قَرَرَ أنّ يَتِرُكَ حُبه ..وَ زَوجته ..وَ طِفِلهُ ، فِي سَبيل سَعَادتي..فِي سَبيلِ سَعَادة مَن يُحب ، قَرَرَ أنّ يَكون الطَرفَ الذَي ضَحّي..وَ الذِي خَسر ، لكِنَه بِالنِسبةِ لِي..لَيسَ خَاسِراً ، بَل أكثرُ شَخصٍ مُذهلٍ وَ رَائع رَأيتهُ فِي حَياتي ، فُؤاد..سَأقرنُ إسِمَكَ دَائماً فِي دُعَائي .
إنتهآء الفصل التآسع | 9
في الختام ..
أنا أعلم بأنكم تشعرون بالغضبِ العآرمِ منّي ..
لكن..أقسم أن تأخيري -الذي لن يتكرر- لم يكن بيدي..
لم تكن حآلتي جيدة مع الأسف حتي تلك اللحظة..
لكن سأحرص علي ألا تختلط بأعمالي ..
أشكرك صبركم ..
و لن اتأخر في وضع القآدم و الأخير.
و السلامُ عليكم و رحمةُ الله تعالي و بركاته.
[/align][/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_04_15142788216954332.png');"][cell="filter:;"]
[align=center]
[/align][/cell][/tabletext][/align]