بسم الله الرحمن الرحيم أعشق رائحة المطر بعد توقفه و تبليله الأرض التي جفتها الخطى ، يساعدني على تصفية ذهني كليا من بقايا الزمن المتعفنة ، لست اشتكي من فقدان أيامي الجميلة ، إنما أشتكي من رغبة قلوب بدأت تبتعد عني و كأنني لم أكن يوما منها قريبة .... |
14أبريل شيرا:"أنا متحمسة جدا" آن:" و أنا أيضا" سارة:"ليتهم يخرجون لنرى النتائج " آن:" تعالوا لنعد للخلف" شيرا:" تمزحين؟ أنا أنتظر منذ ساعة و الطابور وراءنا طويل" آن:" سنرى نتائجنا في كل الأحوال لنذهب سارة" سارة:" حسن" عدنا للخلف و بقينا نتحدث .... آدريان يتكلم... كنت أرى آن و صديقتها راجعتين للخلف ، بينما الكل يتدافعون لمعرفة النتائج وصلت أخيرا و نظرت للقائمة لأرى اسم آنابيلا بنسون يعلوها ثم نظرت لاسمي في القائمة فـ...فصدمت لمعدلي الدراسي لكنني تقبلته كالعادة و كم تمنيت تهنئة آن حقا" سارة:" ما بك شيرا؟" شيرا:"معدلي بقي على حاله ألن أتقدم أبدا؟" سارة:"ماذا عني؟" شيرا:"أنت أيضا ،أما آن فمبارك لك أنت الآولى على القائمة" آن:"حقا؟ جيد ، بدأت أفقد الأمل للحظة" شيرا:"و كتب غدا سيقام حفل لتهنئة الأوائل " آن:" بدأت الأمور تتحسن قليلا أكره تفسي حين أقول كلمات لا تمت للواقع بصلة،أنا أكذب على نفسي أكثر مما أكذب على صديقاتي ، 40 يوما مرت عن افتراق عن ذاك.. لا أدري هل هناك حاسبة في ذهني أم أن قدراتي في الرياضيات ازدادت لأنني لا أكف عن حساب الأيام ..مللت..حالة الاختناق عادت مجددا جربت كل شيء ما عدا التغيير أعني أتغير؟؟؟؟ نعم أتغير فالعمر يتقدم و العقل ينضج و الفكر يتسع و الحق يتضح ...فلماذا لا أتغير ؟؟ هل الأمر صعب لهذه الدرجة؟ لا أظن فالشيئ الثابت في الوجود هو التغيير ... قطع حبل أفكاري صوت دق على الباب آن:"من يدق الباب ؟" ساندرا :" أمي تريد الحديث معك في أمر ما هي طلبتك" آن:"أمي تطلبني ؟ غريب ، أخبريها سآتي بعد لحظات" ساندرا:" لم لا تأتين فحسب ؟" آن :"إن لم تبتعدي عن غرفتي فإنني سأنشر مذكراتك على النت " ساندرا:"مـ..ماذا أين وجدتها ؟؟إنها......" و ذهبت مسرعة هههههه إلا غرفتي على كل حال نزلت لأرى ما تريده مني أمي و في طريقي اخذت تلك الرزنامة و رميتها في السلة و خرجت آن:" هل طلبتني ؟" الام:"نعم ، خذي هذه " آن:" آه ، فهمت" الام:"و لا تتأخري" آن:" حسن" أرادتني أن أذهب للمركز التجاري ، تذكرت آيزك و أنني لم أحدثه منذ افتراقي عن ويل لذا سعدت للفكرة و أخذت دراجتي لأصل في وقت أسرع و ما إن وصلت ركنتها أمام المحل و دخلت مسرعة نحو القسم الذي يعمل فيه آيزك و لكن الصدمة .... آيزك:"ههههه توقف عن هذا ، انت كبير لتتصرف كالصبيان " .....:" و لكن الامر ممتع جدا " آيزك:" ويل ،الانزلاق على أرضية المحل ليس عمل رجال و الآن اذهب أريد العمل" ويل:"سأساعدك ، سأعمل مكانك اليوم" آيزك:"أنت جاد؟؟؟ ليس عمل أطفال" ويل:" أنا أطول منك ،أعطني ذاك الشيء الذي ترتديه"....صدمت كثيرا للمنظر و بقيت متسائلة إذا ما كان صحيحا أم خاطئا ثم خرجت لمتجر آخر ... آيزك يتحدث .... ويل :" هل أضع هذه هنا؟" آيزك:"لا يا غبي ، مكانها مع أمثالها ضعها هناك" ويل:" كلها متشابهة عملك صعب " آيزك:"قلت لك و لكنـ...." ثم سمعت صاحب المحل يناديني آيزك:"ناديتني؟" مالك المحل:"نعم أن أردت فقط أن أعرف لم خرجت آن تجري من هنا ؟ هل حدث شيئ ما؟" آيزك:"آن؟؟ هل كانت هنا؟" مالك المحل:"ألم ترها؟ حسن إذا عد لعملك ظننت أن للأمرا يدا بك" آيزك:" لا يا سيدي لم أرها تدخل أو حتى تخرج " ثم عدت لويل ويل:"هل كان يحدثك عني و عملي المروع؟" آيزك:"لا أبدا ، أراد أن يعرف مكان بعض الحاجيات ، لقد نفذت ، تابع عملك فحسب أنت تقوم بعمل ممتاز" ويل:"لقد كنت تضحك علي للتو" آيزك:" أمزح فقط ، سأعود " خرجت بسرعة جنونية لعلي أجد آن و أعرف سبب حزنها و لكن ...تأخرت ويل:" علام تبحث ؟" آيزك:"لا شئ ، لم لحقت بي؟" ويل:" بدا حديثك مع صاحب المحل أكثر من كونه يستفسر عن شيء ما ؟ ما القصة؟" آيزك:" حقا لا شيء" ويل:" تلك الدراجة" آيزك:" المركونة عشوائيا؟ ما بها ؟" ويل:" إنها لآن" آيزك:"كيف عرفت؟" ويل:"أراها دائما تركبها لكيلا تتأخر عن صف الكراتيه ، أنا أراها كل يوم ترتدي ملابس الكراتيه و تحمل حقيبة ثم تركبها مسرعة كالمجنونة " آيزك:" لكن..اين تراها؟" ويل:"تمر بالمنزل تقريبا كل يوم " آيزك:"أنت تنتظر مرورها صحيح؟" ويل:"أحيانا" آيزك:" لم حطمتها يا ويل؟" ويل:" لأنها حطمتني يا آيزك" آيزك:" نعم و لكن لديها سبب و ما هو سببك أنت؟" ويل:" سببي أنها حطمتني و يكفينا نقاشا حول هذا أرجوك" آيزك بهدوء :"أنت وغد" و دخلت المحل ليدخل بعدي ويباشر العمل دون قول شيء عند آن آن:"أمي لقد عدت" الام:"لم تأخذي وقتا ، هل أخذت الدراجة ام أنك لم تجدي صديقك هناك" آن:"لا ، ذهبت لمتجر آخر و آآآآآآآآه دراجتي ، نسيتها سأعود بسرعة" و ذهبت مسرعة نحو المتجر خوفا من أن تسرق لأنني ركنتها عشوائيا في مكان عام أووووووه سيأخذونها لا محال ، وصلت إلى هناك ، كان وقت غروب جميل ، نظرت مليا فرأيت دراجتي هناك مركونة أسرعت نحوها و ايتسمت بوهن و ركبتها لأعود للمنزل ... عند آيزك .. كلانا شاهد المنظر بهدوء و لم يتجرأ أي منا على الحديث فقط رأنا استسامتها المتقطعة و تلك الغمازة التي ظهرت لثوان فقط ، نظرت لويل لأجده لا يزال يتبع ظلها الذي يبتعد ببطئ ،... آيزك:"لم تنظر إليها الآن؟" ويل:لا أدري حقا ، انصحني " آيزك:" سأقول لك شيئا ، لا شيء يعود كالسابق، احفظ هذه العبارة جيدا قبل أن تكسر شيئا جميلا" ويل:"......................" آيزك:"آآه تركت العلب كما هي صحيح ؟ لا فائدة منك" ويل:" هاااي لقد رتبت معظها ..أقصد نصفها " آيزك:"النصف الأقل " عند آن .... لم أجد وصفا لما أنا فيه ..هل ..هل عادا صديقين ؟ أم هل يخدعه؟ لا لا لا يمكن خداع آيزك أبدا ، أم هل أخبره الحقيقة فسامحه؟ و لكن السؤال هو..... هل سأبقى أنا و آيزك صديقين؟ آن:" مرحبا شيرا " شيرا:" أهلا آنا كيف حالك؟" آن :"أنا بخير ماذا عنك؟" شيرا:"بأحسن حال ، ماذا تفعلين؟" آن :"لا شيء مهم فقط أرتب غرفتي ثم تكاسلت و توقفت" شيرا:"آه تذكرت أود سؤالك شيئا مهما لكن لا تسيئي الظن بي أرجوك" آن:"اسألي فحسب أي شيء" شيرا :"كيف حالك؟" آن:"لم أفهم " شيرا:"كيف حالك آن ؟لقد تغيرت كثيرا منذ...آسفة" آن:" لا داعي للاعتذار لكن انا أتصرف على طبيعتي " شيرا:" صرت هادئة جدا و أحيانا عصبية جدا " آن:" أنا حقا لا أعرف لأنني أعتقد أنني تغير بالمرة " شيرا:"على كل حال أنا أخبرتك و أنت افعلي ما شئتي" آن:" حسن شكرا لك" شيرا:"لا شكرا على واجب" فكرت في كلام شيرا جيدا ،أحقا أنا عصبية ؟ و أمام أصدقائي ؟ و بسبب ويل؟ الذي تركني دون سبب؟ أنا حقا وحش ،أيعقل يا ويل أنني حين أفتقدك لا أطيق أحدا ؟ألهذا السبب أنا ...وحيدة ؟إذا كان الأمر كذلك فسحقا لك ويل ليتني لم أعرفك يوما . اليوم هو آخر يوم بالمدرسة ، و من ثم نرتاح من الدرسة صيفا كاملا ، آآآآه تذكر هذا فقط يبعث على الاطمئنان و راحة البال.. ليت أيامنا كلها عطل صرت أتمى كثيرا هذه الأيام ، على كل حال ودعت أصدقائي و عدت للمنزل وحيدة بينما الكل لازال مجتمعا ، شعرت حقا أنني متوحدة و أنا من يبعد نفسه عن الآخرين ، صرت أخاف نفسي الآن .. دخلت البيت فداهمتني رائحة زكية جدا مررت بالمطبخ لأرى مصدر الرائحة و لم أجد أحدا ثم جبت كل الغرف و النتيجة نفسها و هذه أول مرة أبالي..لم أكن أفعل لكن انا ابالي صرخت :" أين الجميع ؟" لم يرد أحد فتوجهت لغرفتي و عند مروري بغرفة اختي سمعت ضجة فعلمت أنها هناك آآآآه لا مزاج لي بالتحدث مع ساندرا فكلها مشاكل .. حمام سريع منعش و ملابس مريحة لأغلق بعدها الباب قبل أن ألقي بنفسي على السرير أرى...ويل لماذا ؟ قاسية هي الحياة عندما تصدمك بواقع مؤلم..في سن مبكر و أعذار الرحيل صارت متنوعة و الكل يبدع استدرت للجانب الآخر لعلي أنام و لكن هيهات و كأن الوجع الذي يسكن داخلي أُعجب بالمكان فأبى الرحيل عنه ، لم كل شيء يستوطن القلب إلا من نريد ؟أحاول دائما أن أتذكر أن من يستغني عن وجودي لم يحبني بالأساس حبا صادقا ... الآن تغيرت نظرتي نحو ويل ...أنا الآن أكرهه ،أكره اسمه ، اكره ابتسامته، أكره كلامه أكرهه أكرهه .. الناس لا يتغيرون مع مرور الزمن و لكن يقتربون من حقيقتهم يوما بعد يوم و لهذا ظهرت حقيقتك أنك في النهاية مجرد وغد لن اكذب ابدا...لقد بكيت و بكيت و بكيت نعم فعلت لأستريح ، لأزيل العبء الثقيل من كتفي ، مع أن الدموع ليس لها ثقل لكنها إن سقطت أزالت شيئا بالقلب كان ثقيلا . آن:"....مرحبا" ....:"أوه أهلا ن كيف حالك؟" آن:" جيدة ، و أنت؟" ....:"انا أيضا ، لم نتحدث منذ فترة " آن:" الحق علي ، كنت في حالة صعبة لذا لم أنشغل بأحد و نسيت أن لدي صديقا اسمه آدريان" آدريان:" لا عليك ، هل يمكنني سؤالك؟" آن:"تفضل" آدريان:" ما الذي قصدته بقولك "كنت في حالة صعبة" ؟" آن:"آه فقط مجرد علاقة فاشلة ،أخبرتك عن ويل صحيح؟" آدريان:"امممممم ربما آه تذكرت تقصدين هذا ؟" آن:"نعم و أرجوك لا تبعث لي بصورته البائسة مجددا ، لم لازلت تحتفظ بها؟" آدريان:" كانت موجودة منذ آخر مرة بعثت لي بها " آن:"آه ، حسن ، أعرف أن علاقتنا لست وثيقة جدا و لكن ... هل أبدو أني أتصرف بشكل طبيعي؟" آدريان:"اممممم لا أعرف غالبا ما أراك وحيدة " آن:" هذا ما عنيته ، هل وحدتي تجعلني غريبة؟" آدريان:" دعيني أخبرك شيئا آنا ، لو رأيت الجميع ضدك و الكل يمشي عكسك ، فامشي وراء قلبك و تمسكي بمبادئك ، حتى إن أصبحت وحيدة فالوحدة أفضل من ان تعيشي عكس نفسك لإرضاء غيرك" كلامه البارد أدهشني و أعجبني و ظللت أردده عدة مرات لأحفظه ... آن:" مثلك أنت " آدريان:"نعم ..مثلي أنا ، بالمناسبة مبارك لك " آن:"ماذا ؟" آدريان:"رأيت اسمك على اللوح كنت الآولى " آن:"آآآه شكرا لك " آدريان:"العفو"
|
التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 08-09-2015 الساعة 01:54 PM |