عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 08-02-2015, 02:05 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_07_15143785702013713.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



[ كَاتْرِين ]
مهما أصبنا بالجراح فشفاؤنا يكمن بالنجاح .
لا أدري متى بدأت بالتفكير هكذا ؟!
ذكرياتي عن ذلك اليوم باتت شبه ضبابية .
جُلَّ ما أتذكره أن أحدهم سألني إن كنت أرغب بالحياة أم لا ؟!
لا أدري بِمَ أجبته ؟ فكل شيء تحول لظلامٍ حالكٍ بعدها !
و عندما مددت يدي لم أجد من ينتشلني من عتمة ذلك الظلام .



الفصل الثاني : [ مآساةٌ حقيقية ]

ألوان صفراء و خيوط ذهبية توسطت ذلك الظلام .
هل يعقل أنني لا أزال حية ؟! إنها حقاً لمعجزة !
فتحت عينايَّ بتثاقلٍ شديد .
غرفة بيضاء واسعة كنت أنا بها ، لم يكن بها أي مَعلم إلا تلك الأَسِرة التي ملأتها !
بدت كمشفى من الوهلة الأولى ، إلا أنها أصغر على أن تكون مشفى .
همست : ماهذا المكان ؟
أتاني صوت أنثوي : أنتِ بقصر الإِيرل [ ستيفان ] .
تأففت بوضوح ، هاقد وقعت بقبضة إحدى العائلات المرموقة .
تقدمت تلك المرأة ، عجوز هي ، التجاعيد تملأ وجهها ، شعرها الأبيض المجعد ظهر من تحت قبعتها السوداء ، عيناها كانت صغيرة بالكاد تُرَى لدرجة ظننت فيها بأنها عمياء لا تبصر !
ساعدتني على الجلوس ، قدمت إليَّ بعض الطعام فرفضت تناوله .
تنهدت بحرقة ، عاتبتني بخفة : أرجوكِ تناولي الطعام حتى تُشْفى جراحكِ سريعاً !
تفحصتها بنظراتِ اشمئزاز ، بادرتها بقسوة لم أشهدها من قبل : ما الذي حدث ليَّ ؟ و لِمَ أنا هنا ؟
جلست على ذلك الكرسي بجوار سريري ، ضمت كفيها إلى بعضهما ، استطردت بحزن : أنتِ الناجية الوحيدة من اجتياح مقاطعة [ نابولي ] .
أوه رائع إذاً خالتي ماتت أيضاً ! على كلٍ لست حزينة على موتها أو بمعنى أصح أنا تمنيت موتها ؛ فهي لم تكن سوى عبءٍ عليَّ لا أكثر ، إنها هادئة طوال الوقت لدرجة أشعر بها أنها لم تعد حية !
ها قد عدت وحيدة مجدداً و هذه المرة لن أجد من ينتشلني من ظلام وحدتي !
تابعت تلك العجوز القابعة بجواري كلامها : عندما كان الإِيرل [ ستيفان ] برحلة صيد ، وجدكِ منهارة في حال يرثى لها في غابة [ سارنو ] ، و حينها أحضركِ إلى هنا .
تمتمت : لا تقولي لي أنني في مقاطعة [ نابولي ] ؟!
- بالتأكيد لا ، فأنتِ في روما !
زممت على شفتيَّ ، روما ؟ من بين كل المدن أتيت لروما !!
لطالما حقدت عليها لأنها تعيش في سلام دائم ، هي حتى لا تهتم بأمر الحروب القائمة بين المدن الأخرى .
لقد احترقت قرية [ سارنو ] ماذا فعلوا ؟
لم يقوموا بأي شيء حتى أنهم لم يعاقبوا مقاطعة [ نابولي ] على أفعالهم الشنيعة ضد مقاطعة [ ساليرنو ] .
أتوقع أيضاً أن [ ساليرنو ] لم تنجو من ذلك الاجتياح !!
رفعت بصري إليها ، أردفت بتساؤل : و ماذا حدث لكلٍ من مقاطعة [ ساليرنو ] و مقاطعة [ نابولي ] ؟؟
- أعتقد أن مقاطعة [ نابولي ] استهدفت قرية [ سارنو ] فقط ! فلا أحد في [ ساليرنو ] تأذى إلا بعض البيوت الواقعة على حدود [ سارنو ] .
- و ذلك المدعو [ ستيفان ] ما الذي ينوي فعله بي ؟!
- الإِيرل [ ستيفان ] إذا سمحتِ ؟!
ضحكت على سخافتها ، هكذا هم الخدم .
كل ما عليهم فعله هو أن يكونوا عبيد لأسيادهم لا أكثر ، إنهم لا يجرؤون على رفض أياً من أوامرهم لأنهم و ببساطة قد يموتون بسبب ذلك ، إنهم حقاً حمقى لِمَ هم متمسكون بالحياة هكذا ؟!
أدرت وجهي للجهة الأخرى ، همست بانزعاج : أياً يكن لا أهتم !
سمعت خطوات أقدام تقترب من الغرفة ، وجدت تلك الأخيرة تقف سريعاً .
فُتِح الباب لتنحني انحناءة وقار لذلك الماثل أمامها !
رجل بأوائل الستينات هو ، بشعرٍ أصفر تخللته بعض الخصلات البيضاء ، و عينان زرقاء فاقع لونها ، و بشوارب بيضاء اللون .
ملابسه الفاخرة دلت على ثرائه الفاحش .
هكذا هم سكان [ روما ] ، يعيشون أثرياء مستمتعين بحياتهم غير آبهين لِمَا يحدث للذين هم بخارجها ؟!
ابتسمت بجفاءٍ قاتل ، في النهاية يبقى هو الشخص الذي أنقذ حياتي !
تقدم إليَّ بخطواتٍ بطيئة و بجسد مترنح ، أردف بابتسامة : كيف حالكِ الآن ؟
صوته ، شكله ، ملامحه ، كل ذلك بدا مألوفاً لي لكني عاجزة عن التذكر !
أجبته ببرود : بخير سيد [ ستيفان ] .
مقت نفسي لِمَ عليَّ احترامه ؟! كلها فترة زمن حتى يجعلني من إحدى عبيده !
ربت على رأسي بحنان ، لا أكاد أصدق أنني تركت وقحاً مثله يلمسني !
استطرد بحزن : كنت قلقاً عليكِ جداً ، فقد نمتِ لأسبوعين متواصلين .
هل ما يقوله هذا الرجل صحيح ؟ أم أنه خَرِف ؟!
نمت لأسبوعين متواصلين ! هذا مستحيل ! كيف هذا ؟
أشار بيده لأحدهم لتتقدم نحوي إمرأة من شكلها بدت كطبيبة .
شعرها البني انسدل على ظهرها ، و عيناها الخضراء كانت تتلألأ كلما واجهت الضوء .
ملامحها ذكرتني قليلاً بــ[ أنطونيو ] كم بدأت أفتقده هو و أبي !!
تفحصتني بعناية و بحذر شديد ، ألهذه الدرجة جروحي خَطِرة ؟!
أردفت تطمئني : لا تقلقي ، ستكونين بخير !
ابتسمت لها ، همست : نعم شكراً لكِ .
بعد فترة وجيزة انتهت من فحصي .
بادرت ذلك الــ[ ستيفان ] : لقد التئمت جروحها تقريباً ، بضعة أيام و ستشفى بالكامل ، لكن ...
صمتت قليلاً ، وجهت بصرها لصحن الطعام الممتلئ بجانبي على الطاولة ، استرسلت بحديثها : عليها أن تتغذى جيداً حتى تعوض الأسبوعين اللذين نامتهما .
جمعت أدواتها ثم انحنت باحترام لــ[ ستيفان ] و خرجت من الغرفة .
ربت على رأسي مجدداً ، لقد سئمت هذا متى عساه يتوقف ؟!
بادرني برقة : اعتني بنفسكِ صغيرتي !
هل هو مجنون أم أنه أبله ؟ كيف يجرأ على مناداتي هكذا ؟!
ابتسم لي ثم غادر الغرفة هو وخدمه .
شعرت براحة كبيرة ، أخيراً بإمكاني المكوث بمفردي !
أفكار كثيرة تلاطمت بداخلي فجأة ، كيف أستطيع تنفيذ انتقامي و أنا محبوسة في هذا المكان ؟ بل كيف سأنتقم ؟! و مالذي سيفعله بي ذلك المدعو [ ستيفان ] ؟!
عشرات الأسئلة ارتطمت بجدار رأسي دون أن تعثر لها على إجابة !

-

توالت الأيام وراء بعضها بسرعة و شفيت جروحي بالكامل !
سمحت لي الطبيبة أخيراً من الخروج من تلك الغرفة المشؤومة !
خلال تلك الأيام لم يكف ذلك العجوز الخَرِف عن زيارتي و التربيت على رأسي و مناداتي بصغيرته .
كم تمنيت أن أقطع لسانه و أكسر يده .
على كلٍ عليَّ اظهار بعض الامتنان لانقاذه حياتي .
[ آسامي ] الخادمة العجوز الأولى التي تعرفت عليها في هذا القصر .
في البداية كرهتها و ظننتها سيئة الشخصية .
لكن بمرور الوقت اتضح لي عكس ذلك ، فقد أدركت كن هي لطيفة و حنونة ، فقد باتت شخصاً مقرباً مني .
قادتني [ آسامي ] إلى [ ستيفان ] حتى الآن لا أستطيع احترامه و معاملته كشخصٍ من النبلاءِ .
رحب بي [ ستيفان ] بطريقته المعتادة التي أمقتها !
طلب من الخدم تركنا بمفردنا ففعلوا .
صب لي الشاي ، لا أصدق أنه يخدم نفسه بل يخدم غيره أيضاً !
مرت دقائق و الصمت يطبق على المكان .
قطعه بعطاسه الحاد .
قدم إليَّ علبة صغيرة ، أردف بأسى : كانت معكِ عندما وجدتكِ .
فتحت العلبة فرأيت تلك القلادة البنية المرصعة بالجواهر الخضراء المتلألأة .
تلك كانت آخر ما تركته لي أمي !
ضممت القلادة إليَّ ، تذكرتهم جميعاً ، أمي و أبي ، [ أنطونيو ] و خالتي التي لم أحس بوجودها أبداً ! لكنها تبقى فرداً من العائلة !
تنحنح [ ستيفان ] ، استطرد بجدية : سأساعدكِ على الانتقام .
رفعت بصري إليه ، لأول مرة رأيت عيناه تتوهج كراهيةً و بغضآء .
ما الذي يرمي إليه بكلامه ؟ يساعدني على الانتقام ؟ لكن لِمَ ؟ لِمَ إِيرل مثله يساعد يتيمة متشردة مثلي ؟!
ما الذي سيجنيه من هذا ؟ حتى أنه قد يسجن إن اِكْتُشِف أمره ؟
لا أدري بِمَا أشعر الآن !
لكن كل ما أعرفه أن رغبة الانتقام تدفقت بداخلي أكثر لتجبرني على النطق بتلك الكلمات : نعم أنا سأنتقم بلا شك !!



كيف احوالكم ؟ ان شالله بخير و سعادة

أعتذر ع تأخري في تنزيل الفصل أتمنى أنه حاز ع اعجابكم
اتقبل انتقاداتكم بصدر رحب

ومنذ اليوم سأبدأ بتنزيل فصل كل يوم لأننني سأنهيها 9-8 ان شالله

و من هذا الفصل ستكون الرواية ع لسان كاترين

لاتنسوني من لايكاتكم + تقييمكم + ردودكم



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




صمتًا يا ضجيج اشباحي !!.
فَسعادتي تَنتظرُني!
اَما كَفاكِ وقتاً بجعلي تَعيسَةً؟!
دَعيني لاَسعدَ وحدي!دَعيني اَبتسمُ بسعاده!
واَتركيني لاَعيش...!



اختبر نفسك عني !! | معرضي !!